جبل الجليد ( الفصل الواحد والعشرون )

2

 



الفصل السابق

جبل الجليد...› الواحد والعشرون


نظر سلطان لعالية قائلا : يعني ده اخر كلام عندك ياعاليه..

قالت عاليه : متزعلش مني ياسلطان انت عارف غلاوتك وغلاوة ابنك عندي .. بس ده الأحسن لينا كلنا...

قال سلطان : ياعاليه ادم طايش ومكنش يقصد حاجة غير انه يرد لسليم اللي عمله... بس حور طلعها من دماغه من زمان... وسما بنت عمته وعمره ماهيأذيها

هزت راسها قائلة : معلش ياسلطان... انا اخدت قرار ومش هرجع فيه وبعدين سما لسة صغيرة وانا مش ناوية اجوزها دلوقتي

: طيب خليهم مخطوبين ولما يرجع الاجازة اللي جاية يتجوزوا

قالت باصرار ;خلي ابنك يسافر ويشوف حياته ومستقبله.. ولما يرجع يحلها ربنا..

: يعني هتستناه

هزت راسها قائلة : ولاتستناه ولا يستناها. لو ليهم نصيب هيحصل... واديك شفت النصيب اللي خلي فرح لفهد وحور لسليم

هز سلطان راسه باستسلام قائلا : اللي تشوفيه ياعاليه 

........

دخلت عاليه غرفة ابنتها التي قالت فور رؤيتها لوالدها بهجوم : عملتي اللي في دماغك وارتحتي ياماما

قالت عاليه بحزم : عملت الصح وبكرة تشكريني عليه.... انتي لسة صغيرة ومش فاهمه يعني اية تتجوزي واحد مش بيحبك.

هتفت باعتراض: كان هيحبني.... هي حور فيها اية احسن مني عشان تتجوز سليم وتاخد قلب ادم

قطبت عاليه جبينها بانفعال : مفيهاش... وطول ماتفكيرك كدة بعرف اني عملت الصح .. انتي كنتي عاوزة تتجوزي ادم عشان تغيظي حور وخلاص... بس متعرفش انك كنتي بتدمري حياتك وهي مش فارق معاها... هي جوزها بيحبها إنما انتي كنتي هتبقي متجوزة واحد مبيحبكيش

خفضت سما عيناها لتقارب منها عاليه قائلة : انا امك واكتر واحده عارفة مصلحتك...اللي عملته هو الصح وهو لو عاوزك هيرجعلك

.......

جلس سلطان في الحديقة ينفث دخان سيكارته حينما نزل ادم واتجه نحوه ليتجاهله سلطان... فقال ادم بغيظ : انت هتفضل بتعاملي كدة كتير يابابا .

لم يجب عليه ليندفع ادم ; كل ده عشان سليم...

قال والده باحتقار : لا مش عشان سليم... عشان عملتك اللي خلتني مش قادر ارفع عيني في حد..

هتف بتبرير: وهو لما كان خطفها كان عمي عمل زيك..

قال سلطان بحدة : ارجل منك خطفها قدامنا كلنا ومحدش قدر ياخدها منه... مراحش في نصاص الليالي يقول لبنت عمه المتجوزة اهربي معايا... علت نبره صوته وهو يكمل :غور من وشي دمي بيفور كل ماافتكر اللي عملته...

هز ادم راسه وأشار للحارس بحمل حقائبة ووضعها بالسيارة لينطلق مغادرا وسط نظرات سلطان الغير راضيه...

.....

جلس سليم خلف مكتبه ينظر في بعض الأوراق التي وضعها اسماعيل محاسبه امامه : كدة حسابات السنه تمام ياسليم بيه هز سليم رأسة قائلا : طيب سيبهم هبقي اراجعهم وامضيهم

: اللي تشوفه يابيه

.... رفع راسه تجاه الطرقات علي الباب ليقول بصوته الاجش : ادخل

دخل مساعده عامر قائلا : طارق بيه السيوفي برا

قال سليم : دخله...

استأذن اسماعيل مغادرا ليقف سليم مرحبا بطارق الذي دخل مبتسما : ازيك ياسليم.. اية ياراجل بقالي يومين مشفتكش

أشار له ليجلس بأحد المقاعد قائلا : كنت مشغول شوية 

قال طارق معاتبا : طبعا مشغول ونسيت الطلب بتاعي

استدرك سليم قائلا : في دي بصراحة عندك حق... بس متقلقش النهاردة هتكلم معاها في الموضوع ده وابلغك ردها

اتسعت ابتسامة طارق قائلا : متشكر ياسليم.. اصل انا عندي شغل كتير ومضطر ارجع القاهرة خلال ايام ومش عاوز ارجع قبل مااكون متمم كل حاجة...

اومأ له سليم : اكيد يا طارق...

دخل متولي يحمل القهوة وضعها أمامهم ليقول طارق : اخبار المصنع اية..؟

تناول سليم رشفة من قهوته قائلا : تمام المكن وصل والمهندسين هتبدأ تركبه من بكرة

: عظيم... وانا كمان خلاص كلها اسبوع واسلمك المباني بتاعة المدرسة كامله.. قبل مااسافر

: متشكر ياطارق... تعبتك...

وقع علي احد الشيكات ومد يده تجاه طارق قائلا : ودي آخر دفعه..

هز طارق رأسة : لا لما تستلم الأول وتشوف الشغل.

أصر سليم قائلا : مش محتاج اشوف وراك..

.....

بعد انصراف طارق انغمس سليم في مراجعه أوراق الحسابات الخاصة بشركاته ليدخل آلية حسين.. رفع اليه راسه قائلا باهتمام: عملت اية؟

قال حسين : كله تمام ياسليم بيه... اخرج ورقة من جيبه قائلا : اسم وعنوان الفندق عند سيادتك في الورقة دي..

امسك سليم الورقة متطلع اليها لبضع لحظات ثم وضعها بجيب سترته... قائلا : تمام ياحسين.. روح انت

انصرف حسين ليأخذ سليم نفسا عميقا مسندا راسه للخلف ونظرة وعيد في عيناه..!!

.

...

....

لم تستطع حور ان تخفي نظراتها الغيورة تجاه سميحة التي جاءت مع والدتها لزيارة وفاء....واستأذنت في الصعود اليها....

كانت جالسة تلاعب سليم الصغير مع وهج لتدخل إليهم نعمه قائلة : الست سميحة عاوزة تطلع تطمن عليكي ياست حور

اومأت لها فهي كانت تريد رؤية تلك المرشحة لتكون زوجه سليم قبلها.... نظرت لها وهج قائلة : علي فكرة ياحور سميحة لطيفة اوي

اغتصبت ابتسامة زائفة : اكيد

هزت وهج راسها قائلة : لا فعلا لما تتعرفي عليها هتحبيها... سيبك من اي حاجة سمعتيها قبل كدة دي بنت طيبة اوي..

طرقت الباب تلك الفتاة بعيونها العسلية المرحة قائلة : ممكن ادخل

اومات لها حور قائلة : اتفضلي..

احتضنها وهج بحب فيما حاولت حور ان تصافحها ببرود ولكن سميحة لم تعطي لها فرصة امام سلامها الحار... قضوا بعض الوقت لتجد حور الجليد يذوب وان برودها لا داعي منه امام تلك الفتاة الودودة التي لم تنفك تضحك وتتحدث بعفوية....!

قالت راوية بعدم رضي : لا يا وفاء اوعي تخلي وهج توافق علي حاجة زي دي... يعني اية مش عاوز عيل تاني... ده اللي قدها عندها بدل العيل اربعه وخمسه

: خايف عليها... وانا كمان مكدبش عليكي ياراوية خايفة عليها..

قالت راوية ناصحة : بصي احنا ناخدها ونروح لدكتور كبير من مصر وهو اللي يقرر... لو مفيش ضرر ليها خلاص يبقي جوزها يرفض لية

اومات لها وفاء قائلة : مانا قلت كدة مستنيه بس افاتح رسلان في الموضوع... بصراحة خايفة يشيل من فارس انه مزعل البنت

: هو ميعرفش

هزت راسها : لا ولا هو ولا سليم.. قلت بلاش اكبر الموضوع.... ووهج تحل مشكلتها مع جوزها براحتهم.

: عين العقل ياوفاء..

بعد قليل التفتت وفاء لتجد وهج وسميحة يساعدون حور لنزول الدرج لتقول سميحة : احنا قلنا ننزل نقعد معاكم

ابتسمت وفاء : تعالوا ياحبيتي.. اهو احسن من حابسة حور في اوضتها.. ساعدتها وفاء لتجلس عي الاريكة وتمدد قدمها فيما

رمقتها راوية بنظرة متفحصة لتغمز سميحة والدتها بخفوت : ماما.. لو سمحتي

لكمتها راوية بكتفها : اخرسي انتي ياخايبة

قالت وهي تصك أسنانها : لو ضايقتيها هقوم وامشي

قالت راوية : طيب.. خلاص

بقلم رونا فؤاد

دخل سليم من الباب لتشير له وفاء : تعالي ياسليم خالتك وسميحة هنا...

اتجه سليم حيث هم جالسون ليري ان حور جالسة معهم... رفعت اليه عيونها لتتسع ابتسامته فمالبثت ان بادلته الابتسامه لتتلاشي فورا حينما وجدته يتجه نحو سميحة بابتسامة واسعه قائلا : ازيك ياسميحة

احتضنته راوية بحب قائلة بعتاب :اية ياسليم ملكش خاله تسأل عليها

قالت وفاء : مانتي عارفة علي طول مشغول

قالت راوية بمغزي : مدافعيش عنه ياوفاء.... ده حتي لما وصل سميحة من كام يوم مدخلش يسلم عليا.. اية معندوش دقيقة يشوف خالته

اشتعلت النيران بكيان حور من كلمات راوية التي نظرت لها وفاء بتحذير فيما اكتسي وجه سميحة بالغضب من تصرفات والدتها التي قصدت بها مضايقة حور واشعال غيرتها 

رفعت حور عيناها الغاضبة اليه ليتجاهلها سليم تماما مما أشعل نيران الغضب بها ... وماهي الا لحظة حتي استعرت نيرانها اكثر حينما قال : تعالي ياسميحة عاوز اتكلم معاكي في موضوع

نظرت اليه سميحة بارتباك وقد تجمدت جميع العيون عليها وخاصة عيون حور التي احترقت غابات عيونها...هل يمزح...؟. يريد سميحة بأمر ما .. و كان يوصلها منذ بضعه ايام ... لا لا صرخ عقلها ان مايحدث اكثر من استعابها..ماذا يمكنه ان يكون بينهما ليتحدث معها بشانه.. .. ؟!

نظرت وفاء ووهج لبعضهما لااحد يستطيع تفسير تصرف سليم... هل قصد إشعال تلك النيران.. وماذا فعلت حور ليريد احراقها بتلك الطريقة تساؤل الجميع فيما

وقفت حور مكانها وتعكزت تحاول الصعود لغرفتها... اسرعت نحوها وهج.. : استني ياحور انا هطلعك

هزت راسها : لا خليكي.. انا هعرف اطلع..

قالت وفاء : ازهار...بت يا ازهار

اسرعت نحوها ازهار : نعم..

: ساعدي الست حور تطلع اوضتها مع ستك وهج

انصرفت الفتيات لتنظر وفاء لرواية التي جلست مترقبه... : اسمعي بقي ياراوية عشان انتي اختي انا هبقي صريحة معاكي.... لو سليم عاوز يتجوز بنتك انا اللي هقفله

قالت راوية باستنكار: انتي ياوفاء ؟!

هزت راسها : ايوة انا... وعشان تبقي عارفة سليم بيحب مراته هو بس متشاكل معاها اليومين دول فعاوز يغيظها وانا عشان بحب سميحة مش هرضي تبقي ضره وخصوصا لو ابني مش بيحبها

هزت راوية راسها قائلة : ولاانا ياوفاء ارضاها لبنتي... انا بس نفسي تتجوز واطمن عليها...

عم الصمت المكان حينما انفتح باب المكتب وخرجت سميحة بابتسامة ملئ وجهها.... اندفعت وفاء تجاه مكتب سليم تنوي بشراسة إيقافه عما انتواه فيما قالت راوية بلهفة : كان عاوزك لية؟...

نظرت لوالدتها قائلة بمكر : انتي مش عوزاني اتجوز

قالت راوية بلهفة : ايوة... اية هيتجوزك

هزت راسها بانفعال : لا طبعا قلتلك مستحيل....

: انتي مش بتقولي... قاطعتها قائلة : ايوة هتجوز.... بس مش سليم... ده واحد صاحبه..... المهندس طارق

استطردت تحكي لرواية عن طارق ليتهلل وجهها : انتي بتتكلمي بجد ياسميحة

هزت راسها بخجل لتقول راوية : انا الفرحة مش سيعاني ياسميحة.. اخيرا هتتجوزي

قطبت سميحة جبينها : قصدك اية ياماما.... مكنش بيجلي عرسان

: لا.. ابدا... انا بس فرحانه ومش مصدقة نفسي

نظرت لها بعبث قائلة : اللي يشوفك دلوقتي ميشوفيميش وانتي عاوزة تجوزيني سليم

ضحكت راوية قائلة : انا كنت عاوزة اجوزك وخلاص....

........

..........

نظر سليم لوفاء التي اقتحمت المكتب هادرة : بقولك اية؟ انت تنسي اللي في دماغك ده خالص..

نظر لها بعدم فهم لتكمل : ايوة... هي البت كانت عملتلك اية عشان تتجوز عليها

قطب جبينه باستفهمام : اتجوز عليها..!

قالت وفاء باندفاع : ايوة... اية فكرك اني مش فاهمه.. انك عاوز تتجوز سميحة عشان تكيد حور... لا انا اللي هقفلك

ضحك سليم عاليا لتغتاظ وفاء : انت بتضحك علي اية؟

هز كتفه قائلا : علي اللي بتقوليه... سمحية اية وجواز اية... انا حور كرهتني في الجواز اساسا

قطبت وفاء جبينها قائلة : امال في أية؟

..................

......................

خرجت وفاء بوجهه متهلل تبارك لسميحة التي تستحق كل خير وراوية التي تحمل قلب طيب ولكن بلا تفكير تريد كاي ام لابنتها الزواج ... فيما ظل سليم بمكتبه قليلا يعمل ثم قرر ان يتسلي قليلا فليري رد فعل حور التي بالتاكيد ظنته ينوي الزواج عليها.... حدث نفسه بوعيد : عشان تبقي تطرديني من الأوضه كويس...

....


كانت تقضم شفتها السفلي بعنف حينما دخل للغرفة لتندفع قائلة : ممكن اعرف موضوع اية اللي كنت عاوزها فيه؟

قال ببرود : هي مين؟

هتفت بحدة : سميحة

تابع ببرود : يهمك في أية؟

هتفت بغيظ : يهمني اني مراتك ولازم اعرف كنت عاوزها في أية

هز كتفه قائلا : حاجة متخصكيش

تابع طريقه وهو متجاهلها تماما متجها نحو الخزانة لاستبدال ملابسه... شعر بنظراتها خلفه تكاد تحرقه وهو يوليها ظهره فهو يستطيع سماع أنفاسها الغاضبه من مكانه..... قررت تجاهله مثلما يفعل هو فتحركت بغيظ وعنف تنوي النوم لتصطدم قدمها بطرف الفراش بقوة فتصرخ متألمه... اتجه نحوها بسرعه لتميل تجاه قدمها تتفحصها بنفس لحظة اقتراب سليم نحوها لتجد نفسها تتنفس أنفاسه الساخنه ناظرة في عيناه ليتبخر كل غضبها بلحظة تريد أن ترتمي في احضانه التي افتقدتها.... تمالك سليم نفسه بصعوبه متظاهرا بالجمود امامها فهو لن يمررها لها ككل أفعالها السابقة...فهي يجب أن تتعلم ان تكف عن عنادها وتحديها له ولا تهدده ببعدها بكل مشكله بينهم...

مدد قدمها برفق علي احد الوسائد ثم تناول علبه الدهان الخاصة بقدمها دون قول شئ وبدأ بتوزيع القليل منه علي قدمها وتدليكه ليقضي علي مابقي من اعصابها التي مالبثت ان اشتعلت حينما استمعت لتلك الزغاريد القادمه من الأسفل..... لتسحب قدمها من يده وقد تحولت ملامح وجهها لاخري مرعبه غاضبه وهي تنظر اليه قائلة : اية الصوت ده..؟

هز كتفيه قائلا : معرفش

صكت أسنانها قائلة باندفاع : متعرفش ولا بتستغفلني وناوي تتجوز عليا

مجرد نطقها للكلمه جعلت الغيرة تنهش بقلبها ليحمر وجهها وتكمل بتهديد : يكون في علمك انا مستحيل اقبل حاجة زي دي

...لو انت بتغير قيراط انا بغير اربعه وعشرين .... انت لو عملت كدة انا .... اقترب منها ببطء وهو مسمتمع برؤية غضبها ليهمس باذنها :هتعملي اية ؟....... هتحرميني منك زي مابتعملي !؟

رفعت اليه عيناها لتري مقدار غضبه منها الذي يخيفيه ببروده لتقول مدافعه عن نفسها : انت اللي خلتني اعمل كدة لما غلطت فيا.. ومش عاوز تعترف

رفع حاجبه قائلا بتحدي : ومش هعترف ياحور.... ابعدي زي مانتي عاوزة انا مبيتلويش دراعي...

نظر اليها وقد تعالت أنفاسها الغاضبه ليكمل ببرود : وعموما اطمني سميحة هتتجوز واحد تاني

ابتلعت لعابها ببطء ونظرت في عيناه تبحث عن حبه لها ليقترب منها اكثر فيما تتغلغل رائحه عطره الرجولي القوي انفها وتلفحها أنفاسه الساخنه لتغمض عيناها باستلام وقد اقترب لشفتيها التي تغريه بالتهامها.....

مرت لحظة بعدها فتحت عيونها بصدمه حينما وجدته يهمس ببرود امام شفتيها : انا رايح انام في الاوضة التانية

لقد انقلب السحر علي الساحر فهاهو قد فهم لعبتها التي تضغط بها عليه وهو من أصبح يبتعد ويتلاعب بها ولم تعد المسيطرة..!!

سحقت حور أسنانها بغيظ حينما تركها وابتعد بعد ان رأي ضعفها امامه.....

.........

في الصباح التالي

دخلت اليها وفاء لتنظر بارجاء الغرفة باستنكار قائلة : هو انتوا هتفضلوا كل واحد في اوضة كتير ولااية...

اخبرتها حور بما دار بينهم لتقول وفاء : انا مش قلتلك ياحور متزوديهاش... كان لازم تحكمي رايك وتخليه ينام بعيد عنك اهو عاند معاكي

: كنت فاكراه هيعرف غلطته... لقيته بيعاند زيادة

طفرت وفاء بضيق تفكر بطريقة تجعلها تعيده اليه ويتخلي عن عناده....

.........

لم يكن سليم وحده هو الذي يعاند ويأخذ ابتعادها علي كرامته فقد شاركه فارس نفس الاحساس حينما تركته وهج لتضغط عليه ليقرر كلاهما المضي قدما بهذا العناد...!

كانت جالسة علي طرف الفراش تصفف شعرها بعد ان استيقظت حينما دخل صباحا للغرفة... ظل بحالته المتجاهله ليأخذ ملابسة ويدخل للاستحمام.....

خرج يجفف شعره بالمنشفه لتهتف حور برقة :سليم حبيبي وحشتني

نزع المنشفه من علي وجهه ليصطدم بهذا الصغير الذي ركض نحوها لتنحني نحوه تحمله: سليم حبيبي وحشتني ..

القي المنشفة من يده بغيظ فقد ظنها تراجعت عن عنادها..!! ولكن نظرتها اليه أخبرته بأنه يحلم ان ظنها ستتراجع عن موقفها خاصة بعد ما فعله بها امس...!

اخذت تطبع العديد من القبلات علي وجهه سليم الناعم لتتعالي ضحكة الصغير الذي ماان فتح له سليم ذراعيه حتي تركها وركض نحوه ليرفعه سليم عاليا يدغدغه ويضعه فوق اكتافه... ليتمتم الصغير باسمه ويتعلق بعنقه... قالت حور بغيظ : سليم حبيبي تعالي لعمتو

هز الصغير راسه واحتضن سليم بقوة ليظل يلاعبه لفترة طويلة وحور تقضم شفتيها بغيظ من برود سليم وتجاهله لها.... لتتوعد له بأنها ستعذبه كما يعذبها الان..... . اخيرا وضع قبله حنونه علي جبين الطفل واقترب منها ليضع الصغير بجوارها مداعب شعره بمرح قائلا : لماارجع بليل نكمل لعبنا يابطل

اومأ له سليم واندثر بحضن حور التي ماان التفت سليم ليغادر حتي قالت لسليم : اسمع بقي ياسليم... انت تبطل تضحك وتلعب معاه انت تلعب معايا انا وبس...انا صاحبتك و هو وحش

التحم حاجبي سليم الدقيقين اعلي عيونه الواسعه ناظرا اليها باستغراب وكانه يفهمها لينفحر باكيا بلحظة .... ضمته اليها : لا ياحبيبي متعيطش... ضمته اليها ولكن تعالي صراخه لتأتي وهج اليها وتحمله تحاول اسكاته لتقول حور بغيظ : ابنك بيحب سليم اكتر مني

ضحكت وهج علي غيرتها حينما اخبرتها بماحدث... : معلش ياستي لو جبت اخ او اخت ليه هخليه يحبك انتي اكتر..

ابتسمت لها حور وربتت علي كتفها قائلة : ان شاء الله هيحصل وهتجيبي بيبي زي القمر

شردت وهج بحزن فهاهو قد مرت ثلاثة أيام وفارس لم يأتي اليها... لتقول حور بتردد : اقولك حاجة يا هج..

: قولي ياحور

: بصراحة انتي غلطتي لما مشيتي وسبتي البيت... انتي عارفة انا خايف عليكي عشان كدة كنتي حاولتي معاه مرة تانية بس من غير ماتسبيي البيت...

ضمت شفتيها قائلة : انا عارفة اني اتسرعت بس خلاص اللي حصل حصل

قالت حور ببساطة : يبقي ترجعي

قالت وهج باستنكار : ارجع

: ايوة ياوهج.. انتي كنتي متضايقة شوية عشان كدة جيتي لاهلك ودلوقتي خلاص بقيتي كويسة يبقي ترجعي.. وانتي عارفة ان فارس عمره ماهيزعلك...

...

....

.

.....

كان كلام حور لوهج لنفسها ايضا فربما ليس عليها ان تتمسك بعنادها طالما انها متأكدة منه حبه لها.. اخطيء واخبرها انه يغار لماذا اذن لم تسامح..!!

عادت لغرفتها تزفر بضيق فقد انتظرت عودته طويلا وهاهو الفجر قد قارب علي البزوغ ولم يعد.... أين ذهب طوال الليل؟ ضايقتها فكرة قضاءه الليل خارج المنزل ولاتعرف الي اين ذهب؟... ولم تكن وفاء بأقل منها قلقا.. لتوقظ رسلان باكرا : قوم ياحج شوف ابنك

قطب رسلان جبينه : في أية علي الصبح ياوفاء؟

: ابنك بايت برا البيت

هتف بها بحدة : وهو عيل صغير تلاقي عنده شغل

لوت شفتيها بعدم رضي : شغل..؟! ماشي يا رسلان..

..

....

....

في الصباح الباكر

أوقف السائق السيارة بفناء القصر لتترجل منها وهج التي حزمت أمرها واقتنعت بكلام حور.... دخلت وهي تحمل طفلها... فهرعت اليها زهرة لتقول بصوت خفيض فالجميع مازال نائما : حمد الله علي السلامه ياست وهج

قالت وهج بصوت خفيض : فارس بيه لسة نايم

اومات لها فقالت وهج وهي تناولها الصغير الغافي علي ذراعيها : خدي سليم أوضته وخلي بالك منه..

فتحت وهج الباب ودخلت للغرفة بهدوء لتري فارس يغط بالنوم... اقتربت منه تتطلع لوجهه الوسيم الذي اشتاقته بشده... وبلحظة كانت تجذب ذراعه التي يضعها اعلي راسه لينتفض فارس من نومه متفاجئ بها وهي ترتمي بين احضانه.... بلحظة استوعب وجودها ليشدد من احتضانه لها يقبل كل انش في وجهها بشوق : وحشتيني اوي ياوهج

دفنت راسها في عنقه : وانت كمان يافارس... انا مقدرش اعيش من غيرك... امسك وجهها بين كفيه ينظر لعيناها بعتاب : مش انتي اللي سبتيني

قالت بغصه : انا اسفة يافارس بس غصب عني... انا بكبر كل يوم وفرصتي بتقل اني اخلف ..... مستحملتش انك تمنعني من رغبتي اني اجيب اخوات لسليم

جذبها لاحضانه يربت علي كتفها بحنان : حبيتي انا اللي اسف اني مفهمتش مشاعرك. بس انا كنت خايف عليكي...

ابتسمت له بعذوبة : عارفة ياحبيبي...

رفع ذقنها نحوه قائلا : وهج.. انتي مش بس مراتي وحبيبتي.. انتي بنتي وامي وصاحبتي وكل حاجة عندي في الدنيا

انهي كلماته

يتناول شفتيها بين شفتيه يقبلها باشتياق كبير يبثها الحب العميق الذي يحمله لها بين طيات قلبه لتحيط عنقه بذراعيها تبادله حبه ليغيبا سويا بعالمهم الخاص.....

......

.....

سار ادم الذي نزل تلك الليلة بأحد الفنادق حتي موعد طائرته في الصباح بخطي بطيئة تجاه باب غرفته ليري من الطارق

.... اتسعت عيناه بصدمه حينما رأي سليم واقف امامه يستند بكتفه العريض علي جانب الباب وينظر له نظرة أسد لفريسته.... تراجع ادم بضع خطوات مرددا : سليم..!!

دخل سليم الغرفة وعيناه لاتتحرك من فوق ادم الذي تابع تراجعه لينتفض حينما صفق سليم الباب خلفه... انت.. انت اية اللي جابك هنا؟ قالها ادم وهو يري تلك النظرة بعيون سليم الذي أجاب : في بينا حساب لسة مخلصش

قبل ان يفتح ادم فمه كانت يده تقع اسيرة بيد سليم القوية التي اطبقت عليها بقوة ليتحدث بغضب من بين أسنانه : هديك تذكار صغير عشان متفكرش تاني تقرب من حاجة تخص سليم الهاشمي ..... ازدادت يده ضغطا علي يد ادم ليزمجر سليم : دي ايدك اللي اتجرات ومديتها علي مراتي..... بلحظة صاح ادم متألما بقوة حينما استمع لصوت تكسر عظام يده بين يد سليم القوية التي اطبقت عليها .. ليدفعه سليم أرضا وينفص يده قائلا : افتكر الدرس ده كويس قبل مابس تفكر مجرد تفكير انك تيجي جنبها تاني ...

كان ادم يحيط يده بذراعه الاخر ويصيح بألم ليتناول سليم هاتفه من جيب سترته طالبا بعض الأرقام متحدثا : حسين.. هات الدكتور واطلعلي

أغلق الهاتف وانحني تجاه ادم المتالم قائلا : الدكتور طالعالك عشان يجبس ايدك.... رمقه بنظرة ازدراء قائلا ; انت برضه ابن عمي...

.......

.........

تركه مع حسين ليتابع مع الطبيب عمله ليستقل سيارته عائدا وعلي شفتيه ابتسامه راضيه بارتياح....وأكثر مايجعله يشعر بتلك الراحة هو انه اخذ حق حور التي تجرأ هذا الحقير واخافها.... انه بالرغم من ماقاله لحور الا انه يعرف بحبها له وخوفها عليه أن يتهور علي ادم ويقتله وهو يحبها و يعشقها ولايتحمل ان يقترب احد منها لذا كانت صورة هذا الحقير الذي كان يمسك بذراعها وهي تنظر له بخوف تقض مضجعه ولم يرتاح الا الان وقد كسرها له...... الان اخذ حقها..!

........

............

وقف فهد يهندم من ربطه عنقه امام المرأه لتقع عيناه علي فرح التي كانت تنظر له بغيظ ليستدير نحوها جالسا بجوارها يداعب وجنتيها قائلا : خلاص بقي ياروحي قلت مش هتاخر

قطبت جبينها كالاطفال : كل يوم تقولي كدة وترجع متأخر برضه... وبعدين انا حاسة اني تعبانه النهاردة وعاوزاك تقعد معايا

مرر يدها علي بطنها المنتفخ قليلا قائلا بقلق : مالك ياروحي

وضعت يدها علي يده قائلة : مش عارفة بس تعبانه..

: تحبي اجيبلك الدكتور

احاطت عنقه بذراعها قائلة بدلال : لا اقعد معايا يافهد

نظر لها فهد بعبث ثم قربها اليه يدفن راسه بعنقها يقبله بنعومه قائلا : عيون وقلب فهد.....

......

:سليم...

التفت تجاه رسلان الذي كان في طريقه للخارج بينما كان سليم يترجل من سيارته : صباح الخير يابابا

لم يجب رسلان قائلا : انت كنت فين.؟

: بخلص شوية شغل

قال رسلان بقوة : شغل اية اللي بتبات فيه برا بيتك..

هز سليم كتفه : شغل تبع المصنع الجديد..

تركه وانصرف ليضيق رسلان عينيه ثم يهتف مناديا حسين الذي هرع اليه علي الفور

: سليم كان فين ياحسين؟

قال حسين بتعلثم : ابدا يارسلان بيه كنا في شغل

هدر رسلان بتحذير : انطق احسنلك

قال حسين ; بس.. بس سليم بيه..

:انطق...

...... قص عليه ماحدث ليمرر رسلان يده علي ذقنه مشيرا لحسين بالانصراف فور ظهور نظره فخر بابنه الذي لم يترك حق زوجته....!

..قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

......الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !