جبل الجليد ( الفصل العشرون )

1


 
جبل الجليد... العشرون


اشاحت بوجهها : ميهمنيش اللي بتقوله... انت دلوقتي تشوف حته تنام فيها عشان انا تعبانه وعاوزة انام بدل مااقوم انا....

قال بتحذير : حور بطلي جنان

هتفت باندفاع : مش هبطل جنان طول مانت مش معترف انك غلطت في حقي

قال بغضب اعمي : ولا هعترف..عشان انا مغلطتش.... واسمعي بقي انا مش طايق نفسي فبلاش تستفزيني اكتر من كدة..

اختقن وجهها بالغضب قائلة : وانا مش طايقاك...

اقترب منها ممسك يدها بقوة قائلا : انا مش هحاسبك علي الجنان ده عشان انتي تعبانه.. بس مسيري اقصلك لسانك ده ياحور..

اشاحت وجهها عنه قائلة ببرود : يلا بقي اتفضل اطلع برا عشان انا تعبانه وعاوزة انام..

ترك يدها بغيظ قائلا : انا هطلع بس عشان جبت اخري ومش عاوز اتهور عليكي...

.....

انصرف وكل انش به ينفر بالغضب فهو يغار وبشده وهي تفهم غيرتها بأنها عدم ثقة..... ربما هي محقة ولكن اي ذره عقل لدية قد اختفت امام نيران غيرته..... وهي لم تكن بأقل منه غضب من شخصيته الصعبه وراسه اليابس الذي يابي الاعتراف بخطأه...

........

...........

.....

دفن فارس راسه بعنق وهج يطبع عليه قبله منتشيه بعد ان هدات وتيره أنفاسه بعد لقائهم الشغوف لتمرر وهج يدها علي صدره العاري مغمغه : بحبك اوي...

ضمها اليه قائلا : وانا بموت فيكي...

همست له : بجد يافارس

داعب وجنتيها قائلا :طبعا ياقلب فارس

اعتدلت قليلا مستنده بمرفقها علي صدره قائلة : هو انا لو طلبت منك حاجة هتوافق

ابتسمت لها.. اطلبي اللي انتي عاوزاه...

عضت علي شفتها السفلي ثم مالت تجاه اذنه تهمس ببعض الكلمات..... جعلت ابتسامه فارس تتلاشي ببطء حتي اختفت وتحولت ملامح وجهه...

ابتعدت ناظره اليه برجاء ليعتدل جالسا مقطب جبينه قائلا : لا ياوهج... انتي عارفة رأي في الموضوع ده..

احاطت عنقه بذراعيها في محاولة منها التأثير عليه : عشان خاطري ياحبيبي...

قال محاولا التحكم بنبرته : لا يعني لا ياوهج.. احنا حياتنا كويسة والحمد لله عندنا سليم.. والموضوع ده قفلناه خلاص

ضيقت المسافة بين حاجبيها : بس انا نفسي يبقي لسليم اخ او اخت....

قال بتحذير : وهج...!!

هددت دموعها بالانهمار ليقترب منها قائلا بصوت رفيق : وهج حبيتي بصيلي...

رفعت اليه عيونها ليقول بهدوء : انا مش مستعد اعرضك للوجع اللي حستيه قبل كدة عشان اي حاجة في الدنيا... وحتي لو مكنش عندنا سليم.. كنت هبقي مبسوط كفاية عليا انتي في حياتي

انهمرت دموعها لتقول بصوت مختنق : وانا بحبك ونفسي يبقي عندي ولاد كتير منك

ضمها اليه قائلا بحنان: مش علي حساب صحتك

: مايمكن ميحصلش حاجة وربنا يكرمنا..

هز راسه قائلا : مش هغامر ياوهج... مش مستعد اشوفك في الحالة دي تاني

قالت باصرار : انا عاوزة اغامر... انا موافقة..

الدكتور قالي ممكن احاول تاني لية بقي عاوز تحرمني من الفرصة دي..

اقتربت منه راجيه : عشان خاطري يافارس واوعدك اني لو محصلش مش هزعل وهنسي الموضوع خالص ومش هتكلم فيه ابدا

قال بنفاذ صبر : لا ياوهج

: لا لية

: عشان انا مش موافق وده اخر كلام عندي... حمل تاني مش هسمح بيه ياوهج فاهمه

قال كلماته وانصرف بغضب لتبكي وهج بحزن وهي تتذكر ماحدث..... فقد حملت بعد ولادتها لسليم ولكن لم يكتمل الحمل واجهضت وقد تكرر هذا الأمر مرتين بعد ذلك خلال العامان الماضيان كلما حملت لايكتمل الحمل لذا قرر فارس ان يكتفوا بسليم خاصة بعد سؤ حالتها الصحية والنفسية بعد كل ماتعرضت له.. انها تعلم قلقه وخوفه عليها لأنها كانت بكل مرة تنهار ولكنها ايضا تريد أن يصبح لها أطفال اخرين... تحبه وتريد ان تسعده وتنجب له الكثير من الأطفال.... لقد أخبرها الطبيب بأنها يمكنها المحاولة... لماذا يرفض ان يتركها تحاول...

.....

............

طرقت وفاء الباب ثم دخلت لتجد حور قد استيقظت : صباح الخير ياحور

ابتسمت لها : صباح الخير ياماما..

نظرت وفاء حولها قائلة : امال فين سليم؟

زمت حور شفتيها قائلة : نام في اوضة تانية..

قطبت وفاء جبينها قائلة : هو سابلك الأوضة..

هزت حور راسها : لا انا اللي قلتله يمشي

لوت وفاء شفتيها بعدم رضي : انا مش قالتلك متزوديهاس ياحور....

هتفت مبررة : يا ماما اهو اللي حصل بقي.

.... كانت علي وشك التحدث ليفتح سليم الباب ويدخل.... تجاهل حور قائلا : صباح الخير ياماما..

: صباح الخير ياحبيبي

اتجه للخزانه ليتناول ملابسه ثم توجهه للحمام لتلتفت لها وفاء بصوت خفيض : اية اللي معصبه كدة اية اللي حصل ؟

اخبرتها بماحدث لتزم وفاء شفتيها قائلة : معلش ياحور... هو بس دمه حامي وزودها بس ده حب

قالت حور باستنكار : حب!

قالت وفاء مؤكدة : ايوة طبعا.. بيحبك وبيغير عليكي..

: بس ده مش واثق فيا..

: ثقة اية وكلام عبيط اية .. ياحور ياحبيتي سليم متعصب ومش عارف بيقول اية... وكلها كام يوم ويهدي ويصالحك..

...

...

بلحظة اندفاع غاضبه تركت وهج المنزل واتجهت لمنزل ابيها لتستقبلها وفاء بقلق وهي تري الدموع في عيونها.......

: وهج... مالك؟

استمعت وفاء لابنتها التي كانت تبكي لتضمها اليها تربت علي كتفها غير مصدقه ان كل هذا تحملته ابنتها

وهي بعيدة عنها... : بس ياحبيتي.. اهدي وكل حاجة هتبقي كويسة...

: هتبقي كويسة ازاي وهو رافض اي كلام في الموضوع ده...وانا هتجنن ونفسي اجيب اخ أو اخت لسليم... ده انا حتي بطلت اخد الحبوب من ساعة مارجعنا وقلت هيفرح اوي لما اقوله اني نفسي نخلف تاني الاقيه يقولي اللي قاله.. انا عاوزة اتطلق

هتفت وفاء بهلع : تطلقي اية... تفي من بوقك... فارس بيحبك وخايف عليكي...

: خايف من اية... الدكتور طمني..

صمتت وفاء بضع لحظات تفكر ثم قالت : طيب اهدي دلوقتي واصبري لما نشوف هيعمل اية لما يعرف انك سبتي البيت... ..

......

.......

.. ؟

عاد فارس ليجدها قد تركت المنزل وغادرت ليجن جنونه... نزل الدرج بخطوات غاضبه ليقول فهد بقلق : في أية يافارس مالك؟

قال بغضب : وهج سابت البيت

قطب جبينه... لية اية اللي حصل ؟

اخبره بماحدث ليقول فهد : طيب يافارس طالما الدكتور قالها مفيش مشكلة من محاولة تانية متوافق يااخي

قال باندفاع : أوافق علي اية.. افرض مكملش الحمل ده كمان..افف اتفرج عليها وهي بتنهار وتدمر تاني... لا يعني لا

قال في محاولة لاقناعه : مايمكن ربنا يريد المرة دي..

يافارس حقها تخلف حرام تمنعها

قال بنفاذ صبر : خايف عليها.

: طيب تعالي نروح لعمك نجيبها وانت تفهمها انك خايف عليها

: وانت فاكرها هتقتنع.. دي مراتي مربيها علي أيدي، وعارف انها مش هتهدي غير لما تنفذ اللي في دماغها..

زم فهد شفتيه قائلا : وانت ناوي علي اية

قال فارس بجمود : هي مش سابت البيت... خليها بقي عند ابوها تبقي توريني هتخلف ازاي..

افلتت من فهد ضحكة ليلكمه فارس بكتفه:بتضحك علي اية ياحيوان انت..

كتم فهد ضحكته قائلا : ولاحاجة... بس ميصحش تسيبها غضبانه

قال متظاهرا بالبرود : براحتها..

...الفصل التالي

......

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !