الحلقه نازله ضمن نوفيل صغيرة نزلت فيها مشهد لكل ابطال رواياتي بعد سنوات في حياتهم
عقد صقر حاجبيه باستفهام قلق حينما دخل الي المطبخ ليتفاجيء بملك زوجه ابنه سالم تمسح دموعها سريعا بظهر يدها
قالت ملك بتعلثم وهي تخفي عيناها بعيدا : صباح الخير ياعمي
اومأ صقر وهو يتطلع الي عيناها قائلا : صباح النور.... مالك ياملك بتعيطي ليه
قالت ملك سريعا : لا ابدا ياعمي مش بعيط ولا حاجة.. انا بس في حاجة دخلت في عيني
تطلع اليها صقر لتضع القهوة سريعا في الفنجان وتقول : بعد اذن حضرتك
اومأ لها لتأخذ الصينيه وتتجه بها الي سالم الذي كان قد استيقظ للتو... دخلت تلك الفتاه الرقيقه الي الغرفه لتقول بصوت اخفت به ذلك الحزن بداخلها من معامله زوجها القاسيه لها بعد مشاجرتهم : صباح الخير
قال سالم وهو يتجاهل الرد عليها ويتطلع الي مابيدها : ايه اللي في ايدك ده.. ؟
قالت وهي تقترب لتضع القهوة بجواره علي الكمود : القهوة بتاعتك
شهقت حينما امسك معصمها بعنف : انا مش قولتلك مش عاوز منك حاجة
طفرت الدموع من عيناها والتي سرعان ما انهمرت علي خدها الناعم حينما زجرها : مش عاوز منك حاجة فاهمه
قالت بتعلثم : ياسالم....
هتف سالم من بين أسنانه : ياسالم اييييه... مش عاوز اسمع صوتك فاهمه
.....
عقدت ساجي حاجبيها بدهشه حينما وجدت صقر واقف امام باب غرفه ابنه : صقر
التفت لها صقر بوجهه مشتعل بالغضب لتقفز نظرات القلق من عيون ساجي : في ايه ياصقر مالك..؟ وضع يده علي مقبض باب غرفه ابنه وهم بفتحه ولكنه تراجع ليفكر بشيء أخر وهو يلتفت الي ساجي قائلا : جهزي نفسك عشان هنروح اسكندريه كام يوم ..
جلس صقر بأريحيه واضعا ساق فوق الاخري بينما سالم يتلفت حوله في ارجاء المنزل باحثا عن زوجته.. ملك... ملك
: بابا ملك فين.. ؟
نظر له صقر بطرف عيناه لحظة ثم عاد لينظر في هاتفه وهو يقول ببرود : ابوها اخدها
انصدمت ملامح سالم قبل ان يزمجر بانفعال : بتقول ايه... وانت ازاي تسيبه ياخدها يابابا وياخدها ليه اصلا...
قال صقر ببرود : وامنعه ليه..... واحد وبيعامل بنته بالطريقه دي ليه ادافع عنه
; عشان انا ابنك
هنا انفلتت أعصاب صقر ليهب من مكانه ويمسك بذراع ابنه معنفا : وهي كمان بنت راجل تعب وشقي في تربيتها وسلمها ليك امانه مش عشان تذلها ولا تهينها بالطريقه دي
تغيرت ملامح سالم بينما تابع صقر بعنفوان : ملك انا اللي اخدتها من البيت عشان انا في مقام ابوها وانا اللى هقفلك..... لما تعرف قيمتها تبقي تيجي راكع يمكن تسامحك
: بس يابابا انا ..... هتف صقر بحدة مقاطعها : انت خيبت أملي فيك... ايه الرجوله انك تستقوي على مراتك..... عشان بنت طيبه وبتحبك تقوم تعمل فيها كدة....
قال سالم بانفعال مدافعا عن نفسه : وانا عملت ايه.....
: انت عارف كويس انت عملت ايه وعملتها ازاي
قال سالم بعصبيه : ومتوقع مني اصلا اعمل ايه بعد مازهقت من تصرفاتها
نظر له صقر باستفهام : تصرفات ايه..؟
هتف سالم بغضب : كل اللي بيحصل بيني وبينها بيكون بكلام ورأي امها.... حذرتها كتير ومفيش عندها شخصيه.. كلمه توديها وكلمه تجيبها ..... اييييه يابابا عاوزني اعمل ايه معاها..... وآخره عمايلها.... اتفقنا من اول الجواز نأجل موضوع الولاد شويه لغايه ماتخلص اخر سنه اتفاجيء بيها رجعت في كلامها من غير ماترجع ليا وكمان الهانم حامل وخافت تقولي لغايه ما تعبت وكانت هتموت وطبعا مش محتاج اعرف ان الحمل ده توصيات امها
زم صقر شفتيه ليزجر ابنه الذي بدأ يراه محق في شكواه من زوجته : سالم اتكلم بأدب عن حماتك
هتف سالم بضيق : لما هي تبطل تتدخل في حياتي...... هز كتفه وتابع : بس ألومها ليه ماهو العيب علي مراتي اللي مدخلاها في كل صغيرة وكبيرة في حياتنا...!
........
...
....... فرك صقر ذقنه قائلا : ماشي ياسالم حتى لو عندك حق في كل كلامك برضه مينفعش تعاملها كده
لوي سالم شفتيه قائلا : امال اعاملها ازاي يابابا
قال صقر بعقلانيه : تعاملها باحترام ياسالم..... اتكلم معاها وفهمها كل اللي بيضايقك
هتف سالم بسخط : اتكلمت كتير وهي زي ماهي غبيه
بمجرد ما تروح او تمام امها تنسي كل كلامنا واتفاقنا
تنهد صقر وهو يتذكر طيبه ساجي وسذاجتها ولمن الأمر مختلف فوالده ملك ليست كسهام... ربما تتدخل بحياه ابنتها ولكن دون نيه سيئه
:اولا متقولش عليها غبيه... مراتك كرامتها من كرامتك مينفعش تهينها
ثانيا اصبر عليها شويه.... هي صغيرة ومتعرفش حاجة
: بابا... لو سمحت بطل تتفهه من مشكلتي
: مش بتفهها ياسالم بس كمان عمايلك مش هتحل المشكله
قال سالم بعناد : علي الاقل هتحس انها عامله حاجة غلط
: وهتحس كمان انك بتستقوي عليها
ياابني انت الراجل والراجل لازم يحتوي مراته..... براحه ياسالم فهمها غلطها وبعدين ياابني مراتك وحامل و الزعل ده وحش عشانها
هز سالم ساقه بعصبيه : حتي خبر حملها مفرحتش بيه عشان خبته عني وكأنها عامله عامله
: معلش.... خليها عليك المرة دي
:وهي فين
: في اسكندريه مع امك
رفع سالم حاجبه باستنكار : سافرت كل المسافه دي وهي حامل
قال صقر بتبرير : مقالتش ياسالم.... وهو انا وامك لو كنا نعرف كنا هخليها تسافر
: براحتها بقي هي مش بتعاند معايا..... تتحمل
هتف صقر بضيق من عناد ابنه : ياسالم قولتلك انا اللي اخدتها لما معجبتنيش تصرفاتك معاها
: كان لازم تقولك انا بعمل كده ليه
: البنت سكتت ولا اشتكت ولا قالت حاجة
ياسالم انا ابوك وعاوز مصلحتك..... عشان تكون مبسوط خليك حنين مع مراتك.... صاحبها وخليك اخوها وابوها وكل حاجة ليها.... مراتك طيبه وبنت حلال
........... نظرت ملك بترقب الي سالم الذي ظل صامت طوال الطريق تريد أن تعرف ماذا سيفعل معها.. لابد وانه غاضب لأنها تركت البيت وذهبت مع أمه لتتنهد وتتطلع الي ملامح وجهه الجامده .... لتستجمع نفسها حينما دخلوا الي الغرفه لتلتفت له وتتحدث برجاء : سالم... انا مكنتش اقصد اسيب البيت بس عمي هو اللي ... سحب سالم نفس مطول قبل ان يشير لها بحزم مقاطعها : انتي تعبتي في الطريق... نامي دلوقتي
هزت راسها قائلة : مش تعبانه..... انا عاوزة اتكلم معاك
قال بحزم : وانا قولت ترتاحي
فتحت فمها : ياسالم
التفت لها بنبره قاطعه : ملك اسمعي الكلام
.........
ارتجفت زاويه فم ساجي بينما يكمل صقر وقد الحت عليه كثيرا لمعرفه سبب الخلاف بين ابنها وزوجته ليقول صقر اخيرا : خلاص متقلقيش انا اتكلمت معاه وفهمته انها مش قصدها و ان شاء الله هيتصالحوا
قالت ساجي بشرود : ياريت سالم يعمل زي ماانت عملت معايا زمان
نظر لها بحنان لتكمل بحزن وشرود : سالم ميعرفش ان امه من سنين كانت ضعيفه الشخصيه وبتمشي كل خطوه بكلام امها .... قاطعها صقر بعتاب : ساجي حبيتي ايه اللي بتقوليه ده
نظرت اليه بتأثر : بقول الحقيقه ياصقر.... مهما تكون والده ملك عمرها ماهتكون زي امي...حتي لو تدخل زايد في حياتهم بس مننكرش ان الست بتنصح بنتها مش دمرتها زي ما ماما عملت فيا
امسك وجهها بيديه يوقفها عن الاسترسال في تذكر ماحدث : ساجي حبيتي بلاش تفكري في اللي فات
نظرت اليه وغص حلقها بينما تقول : لولا وجودك في حياتي ياعالم كان حصل ليا ايه
ابتسم لها ومرر يداه يزيح تلك الجمعه التي انسابت فوق وجنتها : الحقيقه ان لولا وجودك انتي في حياتي مكنش هيبقي ليا حياه اصلا
..... ساجي ياحبيتي انتي احلي حاجة حصلت في حياتي... كل اللي مرينا بيه ده كان عشان نوصل لحياتنا اللي وصلنا ليها دلوقتي
ابتسم ووضع وجهها بين كفيه ليقول ; مش مبسوطة بحياتنا دلوقتي
: جدا ياحبيبي
ابتسم ومال ليقبل يديها ثم يفتح لها ذراعه قائلا ; وده اللي يهمني.... تعالي في حضني
مالت لتضع راسها علي صدره ليضمها اليه ويقبل راسها بينما يقول وهو يتطلع الي البحر من خلال زجاج النافذه الزجاجيه الكبيره : بقالنا كتير مجيناش اسكندريه
اومات له : فعلا
داعب خصلات شعرها وانفلتت منه ضحكه عاليه بينما يتذكر ذلك الموقف قبل سنوات لترفع راسها اليه بتساؤل : بتضحك علي ايه... ؟
نظر اليها ولمعت عيناه بتلك النظرة اللعوب وهو يذكرها : فاكرة الدكتورة.... ؟
ضحكت ساجي مليء شفتيها لتتعالي ضحكه صقر وهو يقلدها.... (لو كررت اللي عملته همنعك عنها خالص) ازدادت ضحكته بينما يكمل بوقاحه و يداه تتحرك بنعومه علي جانب ذراعها : اهو كررته الف مره ومحدش قدر يمنعني .. 😂😂
لكمته ساجي بكتفه توبخه : انت قليل الادب ياصقر
داعب وجنتها قائلا : وانتي حلوة اوي النهاردة ياعيون صقر
نظرت له بحب : بجد
مد يداه ليفك المشبك من خصلات شعرها الاسود الفاحم لينساب علي كتفها ويتطلع اليها بحب قائلا : زي القمر... زي ماشفتك اول مرة
ضحكت برضي قائلة : مع انك بتبالغ بس هعمل نفسي مصدقه اني لسه حلوة مع اني عجزت
شهقت حينما وجدت نفسها بين ذراعيه حيث حملها وقربها من صدره وهو يقول بنبره لعوب بينما يخطو بها للداخل : تعالي بقي اثبتلك انك زي القمر وكمان احلي من الاول
حاولت إيقافه : صقر استني نتطمن علي سالم الاول
هز راسها وداعب انفها بأنفه : تلاقي سالم بيصالح مراته
.........
... خرج سالم من الاستحمام يفرك خصلات شعره بقليل من القوه... شخصيته حازمه قاسيه وصلبه لايسامح بسهوله في الخطأ لذا لايجد في نفسه مرونه التراجع عن معاملتها بهذا الجفاء..... توقفت يداه حينما وقعت عيناه عليها وقد تكومت علي طرف الفراش وغرقت بالنوم.... فتاه طيبه هادئه لطيفه سهله الانقياد... ابنه احد العائلات المعروفه
رآها بضع مرات واجتذبت نظره من اول وهله ورحب ابيه بخطبته لها ماان تحدث معه بهذا الشأن وتزوجها بعد فتره قصيره... احبها واحب هدوئها وشخصيتها اللينه ولكن ما أفسد ذلك الهدوء هو تشتتها بين كل ماتقوله لها والدتها او احد من اصدقاءها او اخوتها...!!
ليعرف ان ميزتها هي هي عيبها..... تحدث معها اكثر من مرة ولفت نظرها للحفاظ على سريه حياتهم ولكنها لا تلبث ان تقع فريسه سهله لأي سؤال من جانب والدتها التي لا ينكر سالم انها امرأه طيبه ولكن لها حياتها وشخصيتها وافكارها التي ليس بالضرورة ان تنطبق علي حياتهم.... واخيرا هاهي فعلتها حينما اكتشف انها خالفت اتفاقهم الذي عرضه عليها من أجلها هي .... فهو يريد أن يكون له أطفال ولكن أراد تأجيل هذا الأمر حتي تنهي دراستها هذا العام ليتفاجيء بها تنصاع لحديث والدتها التي تخبرها بكل صغيرة وكبيرة بحياتهم...!
وليتها قالت شئ يهديء به ثورته لا بل من كثره طيبتها وبرائتها قالت بشفاه مرتعشه (ماهو ياسالم ماما قالتلي اني احمل عشان ترتبط بيا اكتر)
سحب نفس مطولا وتوقف عن التفكير في المزيد من تلك الأمور التي ستعكر اي صفو له من ناحيتها لذا نظر الي ملامح وجهها الهاديء وفكر في حديث ابيه الذي لاقي قبول من قلبه الذي يحبها.... فهي بالفعل طيبه وبريئه حتي لك تزين الكلام أو تكذب عليه...... مال عليها وطبع قبله ناعمه علي جبينها قبل ان يتوسد الفراش بجوارها..!
فتحت ملك عيونها علي صوت سالم الذي قال بهدوء : اصحي يلا عشان هاخدك للدكتور
اعتدلت جالسه باستفهام : دكتور
اومأ لها ليتخلي قليلا عن جموده ويقترب منها ويضع يده علي بطنها بحنان : عشان نطمن على ابني
لاحت الابتسامه علي شفتيها : بجد ياسالم
اومأ لها : يلا هستناك تحت
أسرعت ملك لترتدي ملابسها وتنزل له ليآخذها الي الطبيبه وبعدها تفاجأت به ياخذها لشراء بعض مستلزمات الطفل..... سالم انت بجد مبسوط اني حامل
نظر لها بطرف عيناه :ده سؤال...
اومات بترقب ليلتفت لها بحنان قائلا : اكيد مش محتاجة تسألي.... انا بس زعلان من تصرفاتك
قالت بأقرار ; انا خلاص عرفت غلطتي ووعد مني مش هكررها.. بس انت متزعلش مني
احاطها بذراعيه وقبل جبينها قائلا : مش زعلان.... انتي كمان حقك عليا اني قسيت عليكي
قالت بحب : انا بحبك ومقدرش ازعل منك ابدا.....
............
...... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
........
...
روعه ❤️❤️
ردحذفتحفه بجد بحبها اوي رواية ده
ردحذفجميله اوي
ردحذفتم
ردحذفجميله جدا تسلم ايدك 🌹💐
ردحذفحلوة اوى
ردحذف