المتملك والشرسه الفصل الثاني

5



 نظر عاصم بتسلية الي هشام .....فهو فهم ان خاله لايريد له الانفراد بتلك الفتاه والتي ابدي اهتمام بها من اللحظة الاولي التي رآها بها ....ولم لا وهي نوع لم يمر عليه من قبل .... تحمل تلك العفويه الجاذبه لإنتباه رجل مثله اعتاد علي أن يكون محور الاهتمام بينما هي لا تهتم....ليقول لخاله 

: والمكتب هتسيبه طول الوقت ده ؟ 

قطب هشام جبينه ليزفر مطولا قبل ان يقول باستسلام ; اكيد مش هينفع يا عاصم اسيب المكتب .....تنهد وتابع عموما سافروا انتوا وانا هظبط اموري وابقي احصلكم 

نظرت له زينه... يعني حضرتك مش هتسافر.. امال مين هيشرف علي الشغل 

قال هشام وهو يشير اليه ; انا عاصم.......رفعت عيونها تجاه عاصم بينما يتابع : ده يكون ابن اختي وهو هيبقي المسؤل معاكم 

مدت زينه له يدها لتضيع وسط يده الكبيرة وهي تنظر نحوه بابتسامة هادئه  قائله : اهلا  

قال بصوته الرجولي وهو يتطلع الي ملامحها باهتمام : اهلا بيكي 

خفضت عيناها العسلية حينما التقت بتلك العيون القاتمه ولم تنكر انها إرادت النظر اليه وتفحصه فهو يبدو وسيم بصورة قاتله ولكن  نظراته القويه التي يوجهها اليها منعتها من الصمود أمام نظراته ... ليبقى في مخيلتها وسيم بملامح غامضة لم تستطيع تبينها...!! 

جمعت أوراقها لتقف مغادرة بينما أكد عليها هشام : الطيارة الساعة سبعه يازينه اوعي تتأخري 

هزت راسها ; متقلقش يااتش 

خرجت لتتابعها عيناه مرة اخري.. عاصم التفت نحو خاله الذي تحدث بجديه ; عاصم خليك بعيد عنها احسن 

قطب جبينه متظاهر بعدم الفهم : مين؟ 

; انت فاهم انا بتكلم علي مين ياعاصم   .. زينه مش زي البنات اللي تعرفهم 

قال بنرة خفيضة : واضح 

: بتقول اية؟ 

: ولا حاجة ... وبعدين انت لية بتقول كدة ياهشام ؟ 

داعب هشام القلم بين اصابعه : بس عارف النظرة اللي في عينك دي كويس 

قال عاصم ببراءه مزيفه : نظرة اية؟ 

قال هشام بإقرار :نظرة لما حاجة تبقي عاجباك 

:انا ؟! 

قام من مقعده وربت علي كتفه : انا مربيك ياعاصم... اعرفك اكتر من نفسك... واعرف لما حاجة بتعجبك بتفضل وراها لغاية ماتبقي  بتاعتك... وبعدين ترميها!! 

حاول التحدث ليكمل خاله ; زينه تهمني ياعاصم ملكش دعوه بيها... غير في الشغل 

هز راسه له فهو لم يخطئ في فهمه..!! 


تحركت في نومها بشكل للحظات قبل أن تشهق بصدمه حينما وقعت عيناها علي الساعة... سته.. راحت الطيارة يازينه 

قالت هذا وهي تركض بكل مكان في الغرفة ترتدي ملابسها علي عجل لتقود سيارتها الصغيرة بسرعه باتجاه المطار 


التفت عاصم تجاه هذا الصوت... انها نفس العاصفة ولكنها ترعد تلك المرة!! فقد تعالي صوتها تتشاجر مع موظف المطار أثناء انهاؤها لاوراقها... 

التفتت زينه لصاحب تلك النبرة القوية والذي تدخل متحدثا مع احد ضباط الأمن بالمطار.... لينتهي الشجار سريعا مع الاعتذار لها من جانب الموظف.... غامض وشخصيه قوية... حدثت نفسها باعجاب وهي تتطلع نحوه 

صعدا سويا للطائرة لتجد مقعدها بجواره فيما جلس زملاؤها سويا... كان صامت وهي تكره الصمت لذا تحدثت : علي فكرة الموظف كان بيستهبل.. يعني اية اتاخرت شوية 

لم تتبين نظراته لارتداؤه نظاره شمسيه سوداء لتردف حديثها : .. بس شكله افتكر انك حد مهم عشان كدة خلص الورق بسرعه..... 

خلع نظارته لينظر اليها مرددا... حد مهم!! 

قالها بتهكم لتكمل؛ طبعا ماهو انت لابس بدله واوو

ونظاره.. وو... قاطعها وهو ينظر اليها مليا قائلا: انتي علي طول كدة..؟ 

ضيقت المسافة بين حاجبيها : كدة ازاي؟

: عاصفة؟ في اي مكان بتعملي دوشة 

زمت شفتيها واغتاظت منه لتقول بحنق: اسفة لو وجعت دماغك ياباشمهندس

أدارت عيناها تنظر من خلال النافذة لترتسم ابتسامه جانبية علي فمه فكم تبدو طفله تلك الفتاه..!!

حطت الطائرة لتنزل وهي تحمل حقيبه ظهرها وتضع نظارتها فوق شعرها الذي عكصته بعدم اكتراث.. ليحدث نفسه.. فوضي ماشية علي الارض...

استقبلهم مدير العلاقات العامة بالفندق الذي سيقيمون به أثناء تلك الأيام بالترحيب ليبدء بتسكينهم في تلك الغرف التي حجزت لهم... فيما ظل عاصم يتحدث مع مدير الفندق لبضعه لحظات بعدها لحق بهم في المصعد... هزت كتفيها بعدم اكتراث لتصعد لغرفتها والتي كانت في طابق غير الطابق الذي به زملاؤها... لتنظر نحوه بتساؤل... هو انا فين اوضتي؟ 

: في الدور اللي فوق؟ 

:ولية مش معاهم 

قال بنبرة قاطعه ; عشان انتي بنت.... اكيد من هتنزلي في نفس الاوضه معاهم 

لوت شفتيها فهو يتعمد اظهارها انها غبية لتقول باندفاه ; وانت بقي نازل في نفس الدور بتاعي

قال بتسلية: لا انا الجناح اللي في آخر دور 

ارجعت خصله شعرها خلف اذنها وهي تردد; جناح..!! . ممم مش بقولك حد مهم 

ضحكت وتابعت بمشاكسه : اوعي تكون صاحب الشركه ...

ابتسامه مستخفه ارتسمت علي طرف شفتيه قبل أن يتجه الي خارج المصعد الذي توقف ليغادر وعيناه متعلقه بها ككل مرة..! 

ألقت بحقيبتها علي السرير لتخرج تجاه الشرفه تنظر حولها باعجاب لذلك المنتجع الفاخر... سحبت نفس عميق تشتم هذا الهواء العليل المحمل برائحة الريحان والورد البلدي... تعالي رنين الهاتف فعادت للغرفة وتناولته لترد... لتسمع صوت معتز : زينه.. عندنا اجتماع بعد نص ساعة 

: اوك يامعتز

اغلقت الهاتف لتسرع باخذ دوش وتستبدل ملابسها 

بالطبع استغرقت اكثر من نصف ساعة ووصلت متأخره كعادتها لتجد معتز وحسام واحمد ومجدي جالسون وقد بدء اجتماعهم مع عاصم الذي كان واقف ويشير لتلك النماذج الموضوعه امامهم... رفع راسه فور دخولها ونظر الي ساعته ثم اليها قائلا بتعنيف : هو انتي علي طول متأخرة كدة ياباشمهندسة 

قالت بارتباك... اسفة علي التأخير 

تجاهلها ونظر لتلك النماذج مجددا وهو يقول :عموما احنا اتفقنا علي العناوين الأساسية للشغل اللي جاي ...

اندمجت معهم سريعا في العمل ليري مدي اجتهادها وذكاؤها لينظر نحوها باعجاب.. تمام ياباشمهندسة احنا هنبدأ من بكرة 

انصرف الجميع ليقول : استني

التفتت نحوه لتجده يخرج رزمة كبيرة من الملفات من حقيبته ويعطيها لها قائلا :دي كل ملفات البروجيكت...عاوز بكرة الصبح يكون عندي فكرة جديده تخرج من الفكرة دي ...عاوز انقل المشروع في حته تانيه 

اخذت منه الملفات وهي شارده للحظه في ما نطق به من تحدي للتو ينطق به بتلك البساطه لينظر عاصم الي ذكاءها وثقتها التي كانت تتحدث بها والان تقف أمامه صامته ببلاهه  ليقول باستخفاف : ... اية... صعب عليكي تطلعي فكره جديده ؟؟ 

نظرت له بثقه وهي تضم الملفات بكلتا يديها.. لا مش صعب ولاحاجة... انا بس متوقعكتش انك عاوز فكره بالسرعه دي ...فكرت اننا هنكمل الشغل وبس  

سارت خطوتين لتجده يقف امامها بقامته المديدة قائلا : رايحه فين ....

هزت كتفها قائله : طالعه الاوضه عشان محتاجه افكر في الفكره اللي طلبتها 

اوما لها لتتفاجيء به يجذب الملفات من بين يديها:  هاتيهم اطلعهملك ...هز كتفه وسار خطوه امامها : انا كده كده طالع اوضتي انا كمان 

قبل أن تعترض

لم يدع لها مجال فقد أمسكت يده القوية بتلك الملفات ليسير باتجاه المصعد امامها...لتمر لحظات لم تشعر سابقا بمثل هذا التوتر من اقتراب احد منها... ففقط وقوفه بجوارها بقامته المديدة جعلت مشاعرها ترتبك... فعلي اي ارض تقف انها لم تشعر بهذا من قبل.. فهي لا تعرف ماتلك الدقات الغريبة علي قلبها... خرجت بخطي مسرعه من المصعد لتجده يلحق بها بخطواته الواسعه بفضل طوله الفارع 

توقفت لدي باب غرفتها والتفتت نحوه قائلة وهي تمد يدها لتاخذ الملفات :متشكرة 

ضاقت عيناه وقال بمكر وهو يتطلع الي ملامح وجهها ورد فعلها علي مغزي كلماته الخفي : هدخلهم لك

فوجئت بقوله ولم تعرف كيف ترد ولكن تغير ملامح وجهها المستنكره أخبرته بأنها ليست من تلك الفتيات لتخفض زينه عيونها بحنق واضح وتجذب من يده الملفات هاتفه : لا ....شكرا 

حملت تلك الملفات مجددا لتدخل لغرفتها وتلقيهم من يدها بعنف.... ماهذا الوقح وماهذا الاعجاب الغريب الذي تملك منها تجاهه ....!


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !