التفت صقر اليه عاقدا حاجبيه ليكمل رافت: انا وافقت تشوفها بس اهي قدامك رافضه فلو سمحت احترم رغبتها..
زم صقر شفتيه بضيق وتوقف مكانه لحظة كانت هي قوة احتماله حتي لايلحق بها ليقرر انه لن يتركها قبل التحدث اليها فأسرع خلفها متجاهل نداء جده الذي يستوقفه عن اللحاق بها..... اسرعت ساجي تصعد الدرج ليلحق بها صقر ويقف امامها ممسك بذراعها ولكنها سرعان مانزعته منه وحاولت الإبتعاد لكنه منعها قائلا : ساجي... استنى عاوز اتكلم معاكي
اشاحت بوجهها : مفيش اي كلام بينا
قال باصرار رافض : لا... فيه... اسمعيني
قالت بغضب : مش عاوزة اسمع حاجة
قال وهو مازال يسد الطريق امامها : لا هتسميعني... البنت دي كدابة انا مقربتش منها ..... قاطعته بحدة وهي تحاول ابعاده عن طريقها : قلتلك مش عاوزة اسمع حاجة ولو سمحت ابعد...
امسك ذراعها برفق قائلا بخفوت : مقدرش ابعد عنك... ساجي انا مكدبتش عليكي... البنت دي كدابة وانا هثبتلك....
قبل ان يكمل حديثه كانت تنفض يده عنها بغضب تصيح : وسهام كمان كدابة.... نظرت الي عيناه لتواجهه وهي تكمل : اية متفقتش معاها الورث مقابل موافقتي علي الجواز.... ومش كدة وبس لا كمان خططت انك تكتب الكتاب في نفس اليوم من وراها عشان تضمن الورث.... فاكر يوم ماضحكت عليا عشان نتجوز وكنت بتمثل انك عاوزنا نتجوز بأسرع وقت... وانا زي الهبله وافقت ..... غص حلقها وهي تتذكر كلماته لها هذا اليوم لتقول بألم : انت كداب زيك زيهم وكل اللي كنت بتفكر فيه تحافظ علي الأراضي والفلوس.... ازدادت نبرتها حدة وهي تقول بتهكم : وانا فكرتك مستعجل تتجوزني عشان بتحبني .....
تغيرت ملامحة للحزن لنبرتها المتألمه بالرغم من حدتها ليقول بصدق : بس انا بحبك
قبل ان تدع نبرته تخدعها كانت تهتف بحدة : كدااب
:لا مش كداب ياساجي... انا اه اتفقت مع سهام بس عشان عارف انها طماعه كنت عاوز ابعدك عنها وملقتش طريقه تانية
نظرت اليه قائلة بمرارة : فعلا مكنش في طريقة غير انك تضحك عليا وتلعب بمشاعري
المته نبرتها ليقرب منها خطوة قائلا بحنان : ساجي.. انا بحبك
هتفت بغضب : وانا بكرهك.... بكرهك ومش عاوزة اشوفك تاني ياصقر.... طلقني..!
تبدلت نظراته لتري فيها الغضب الذي زحف لعيناه ليبدو استياءه واضحا من سماعه لكلمه الطلاق ليردد بجبين مقطب : اطلقك!!
استجمعت كل مامر عليها وماقررت ان تكونه لتنظر له باعين متحدية : اه.. طلقني
قال وهو يكبح جماح غضبه : لية... ؟
اغاظها سؤاله لترد بحدة : عشان انا مبقتش ساجي العبيطة اللي كل واحد فيكم يلعب بيها شوية... انا بكرهكم كلكم وكل واحد اذاني هنتقم منه
لامست نبرتها المريرة بالرغم من حدتها قلبه ليقول بحماية وهو يضع يده علي كتفها ناظرا لعيونها التي تجاهد لإخفاء الدموع بداخلها : قوليلي عملوا فيكي ايه وانا همحيهم من الوجود وانتقملك منهم
نفضت يده عنها : ملكش دعوة....
اتسعت عيناه دهشة من حدتها : ساجي.... قاطعته بغضب : متنطقش اسمي علي لسانك.... انت اكتر واحد اذاني وعذبني... اختنق صوتها بالبكاء : انت كداب وخاين
قال بنفاذ صبر : مخنتكيش... قلتلك كدابة وهثبتلك
هزت راسها : ميهمنيش... طلقني
صك أسنانه بغضب قائلا : لا مش هطلقك ياساجي
سخرت منه : هتخليني مراتك بالعافية
قال بغضب : انتي اصلا مراتي مش لسة هخليكي مراتي بس لو عاوزاها بالعافيه معنديش مشكله
قالت بغضب ساخر : بالعافية.... لية فاكر انك هتقدر تغصبني تاني علي اي حاجة ...
لا خيالك وسع منك المرة دي ياصقر بيه.... محدش هيقدر يغصبني علي حاجة تاني....انا ساجي السيوفي اللي زيها زيك بالظبط عندها اهل وعيلة وقوة وفلوس تقدر تحمي بيها نفسها كويس ولعلمك لو مطلقتنيش انا هخلعك ومش هيهمني اي حاجة ولااي حد ...
سحق أسنانه وقد اشتعل وجهه بالغضب الذي تهادي لقسماته مع كل كلمه نطقت لها ولم يتوقعها ليصيح بها بتحذير ; ساجي..! متقوليش كلام انتي مش قدة
تجاهلت نبرته المحذرة لتقول بتحدي : انا قد كل كلم..... ابتلعت كلماتها حالنا قبض علي ذراعها بقوة المتها وهو يزمجر بها غاضبا : اخرسي بقي... اخرسي ومتنطقيش كلمه تانية بدل ماهفقد اعصابي ومش هتلومي غير نفسك وقتها
احمرت تقاسيم وجهه من الغضب ونفرت عروق عنقه ليكمل بغضب : ايييية.... عماله تستفزيني تستفزيني.... انا مش حجر
حاولت تخليص ذراعها منه ليجذبه اليه ويسدد قبضته علي ذراعها قائلا ; انا استحملتك كتير... استحملت اللي مفيش راجل مكاني يتحمله.. هربتي مني واديتي ورثك لابن خالك اللي عليه الف علامه استفهام وانا سكت وعديت.....
تالمت من يده التي تقبض علي ذراعها ليهدر بغضب وهو بسحق أسنانه : قالتلك اية سهام خلاكي بالشكل ده
حاولت نزع ذراعها منه لسعيد سؤالة والغضب يلمع بعيناه : ساكته ليه...عاوزة تنتقمي منهم لية... وهما مين.... انطقي وقولي
قالت وهي تشيح بوجهها : ملكش دعوة
صاح بغضب : لا ليا.... انا جوزك وليا كل الحق اعرف انتي مخبيه عليا اية...
دفعته بعيدا عنها وهي تهتف ; ملكش دعوة.... ملكش دعوة بيا ولا بحياتي
زفر بغضب لتشعر بانفاسه الساخنه علي وجهها والتي تنم عن حريق مشتعل بداخله وهو يقول بغضب متوعد : افتكري كويس اني سألتك كتير
ترك ذراعها وأولادها ظهره نازلا الدرج لتترنح للخلف وهي تنظر في اثره تشعر بالتاكيد انها أخطأت ولكنها تريد جرحه كما جرحها...!
....
.....
: صباح الخير علي احلي بنوته في لدنيا
قالها رافت وهو يدخل لغرفة ساجي بعد ان تركها ليلة امس بعد لقاؤها مع صقر
ابتسمت له : صباح الخير ياجدو
ابتسم لها وهو سعيد لرؤيتها تبتسم ليقول صباح الفل ياقلب جدك.... يلا بقي عشان نفطر سوا...مش كفاية سبتيني اتعشى لوحدي امبارح
شردت لحظة تتذكر كيف وقفت امامه تتحداه بتلك الطريقة الغريبه كليا عنها وقد انتزعت اشتياقها له من داخلها وهي تشعر بانها لأول مرة قادرة علي اتخاذ قرار يخص حياتها فهي لن تسامحة بعد كذبة عليها مهما حدث وان تدعه يساعدها... ستفعل كما قال جدها وتعتبر ان الماضي ولي وستنستي كل مامضى حتي هو..!!
لقد اذاها الجميع وهو مثلهم فقد اتفق مع تلك المرأة وشاركها خدعها بل وخدعها حينما اوهمها بحبه لها ورغبته بالزواج منها بذلك اليوم لتحلم وتحلق بأنها تعيش، كقصص الروايات الخيالية لتجد انها لم تكن اكثر من خدعه فقط ليضمن الميراث
نظر رافت لشرودها وهو يحاول انتقاء كلماته التي لابد منها بعد ان وصل لقرار بشأن مااخبرته به والذي لايمكن تجاهله خاصة وان حالتها النفسيه تحسنت
: ساجي
نظرت لجدها الذي سألها بهدوء : مقلتيش لصقر لية ياساجي؟
تنفست عميقا ليكمل : ساجي ... اللي عملته سهام ده مينفعش يتسكت عليه والموضوع ده لازم يتحل والوحيد اللي هيحل الموضوع ده صقر
هتفت بسرعه : لا.... صقر لا
قال بهدوء : لية لا....
خفضت عيناها فهي لاتتحمل ان يري صور كتلك وهي لاتعلم ماهيتها فمؤكد لن يتحمل شئ كهذا وسيكرهها...!
: انا اقدر اتصرف بس حاجة زي دي مينفعش اخلي رجالتي تتصرف فيها وخصوصا في موضوع يمسك.... ولا حتي عمك او ولاد عمك.... صقر هو الوحيد هو اللي لازم يتدخل
اجتاح الحزن ملامحها وهي تعرف جيدا ام جدها محق يأكلها شعور بالخجل من انها عبء عليه وخطأ عليهم إصلاحه.... ليشعر جدها بما انتابها من مشاعر ليقول : انتي مالكيش ذنب في اللي حصل....
قالت بخفوت: مش هيصدق
: هيصدق... وهيحميكي ويتصرف صح...يابنتي الست دي مينفعش نسيبها كدة وياعالم ممكن تعمل اية بالصور دي... خليني اقوله عشان يتصرف بأسرع وقت
............
....
.
تنمل شريف بجلسته وهو ينظر بساعته فقد مرت ساعتين وهو جالس بانتظار مقابله فريد الرفاعي لعله يصل لحل في تلك الخسائر التي يتكبدها يوميا بسبب عدم توريده لأي مواد خام كما هو متفق
ليجيب فريد ببرود : معنديش حل
قال شريف بجبيبن مقطب : يعني اية يافريد بيه .. ؟
انا منفذتش، اي حاجة غير مجرد أساسات
وكل يوم بدفع معدات بملايين... انا هروح في داهية لو مبدأتش شغل
قال فريد ببرود : ولا داهية ولاحاجة ياشريف بيه متكبرش الموضوع
هتف شريف بانفعال : موضوع اية اللي مكبرهوش
: بقولك هروح في داهية .... هتسجن
.... ماهو ده المطلوب
التفت شريف مصعوقا تجاه صقر الذي وقف لدي باب المكتب
وهو يتطلع اليه بنظراتة المتشفيه ليستوعب شريف مايحدث بدء من تلك الشروط الجزائيه الي تلك الخسائر الرهيبه التي تكبدها
والتي كانت بترتيب من صقر الذي جلس امامه واضعا ساق فوق الاخري بثقة وهو يقول : ازيك ياشريف بيه.....
ابتلع شريف لعابه بتوتر ليقول صقر : اية رايك بقي في المفاجاه دي....
ظل صامت ليهز صقر رأسه قائلا : كنت فاكر انك بالسهولة دي تقدر تاخذ حاجة من عيلة السيوفي .....
بعد فترة استوعب شريف ماهو واقع فيه بتلك الشروط الجزائية وتلك الدفعات اللتي استلمها من المشترين و المستثمرين والتي دفعها لفريد والذي كان يعمل لصالح صقر طوال الوقت ليصل لنهاية الطمع ليش فقط بخسارته لكل شئ وإنما بالسجن والافظع هو تلك المواجهه مع صقر الذي مهما حاول إظهار البرود فالغصب المشعل بعيناه واضح ليحاول إظهار الثبات وهو يقول : بس انا مش هتسجن لوحدي... ام مراتك هتشرف معايا
ارتسمت ابتسامه هازئة علي شفتيه وهو يعتدل واقفا : وانت فاكر ده يهمني...؟!
اعتدل صقر واقفا ببرود قائلا : ياريت بقي بتسرع وقت تبلغ سهام هانم... إن كل حاجة سرقتها بح..
....... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
...
...
رائعه
ردحذفتم
ردحذف