وقعت ببراثن صقر الفصل الرابع عشر

1



نظر شريف بصدمة ممزوجة بالاحتقار لتلك المرأة التي اقل مايقال عنها أنها شيطانه بالفعل فهي لاتتردد ببيع ابنتها او استغلالها بأي طريقة كانت المهم المقابل

:صور...!! انتي.... قال كلمته وصمت لايستطيع نطقها فحتى ان كان هو شيطان حقير  فهو لم يصل لمستواها من الحقارة فهو بالاخير رجل وساجي فتاه جميلة اعجبته ويريد الحصول عليها بأي ثمن لذا ان فكر بدناءه فهي ليست المرة الاولي لرجل ان يفعل اي شئ للوصول لامرأة تعجبه...اما هي فهي ام... ام قبل أي شئ فما مبررها لتفعل بابنتها مثل تلك الفعله 

: انتي عملتي كدة في بنتك... ردد شريف بعدم تصديق

صاحت به بغضب من تلميحة : وانا عملت كدة لوحدي ماانت صاحب الفكرة ولانسيت

قال بجمود :انا فكرت نضغط عليها إنما... تصوريها.!!

:وانت قلبك محروق عليها اوي كدة لية... اهي سابتك واتجوزت ابن السيوفي

عضت شفتيها بغيظ وهي تكمل بجبروت : ياريتني كنت سبتك تعمل فيها اللي كنت عاوزة كان زمانها كلبه مذلوله مقدرتش تنطق بكلمه من اللي قالته ليا

نظر اليها بعدم تصديق ممزوج باحتقار شديد  قائلا بتهكم : زعلانه اوي من الكلمتين اللي قالتهم ليكي .. امال اللي عملتيه فيها ده اية 

عقدت حاحبيها بغضب لاتعرف مااصابه فجأه فهو مثلها كلب للمال ومستعد ان يفعل اي شئ فلما يشعرها فجأه انه اصبح شريف كأسمه و انها  وحدها بهذه الدناءه والحقارة لتقول بسخرية :ومن امتي الشرف ده... الحال من بعضه ياشريف ولا انت ناسي انك انت اللي فكرت وخططت لكل حاجة

هزأ بها قائلا : عندك حق انا راجل زباله وطمع في بنت عمته وفلوسها ...إنما  انتي بقي ايه؟! ... طالعها باشمئزاز لم يخفيه : انتي امها اللي خدرتها وسلمتهاله...... لا وكمان صورتها

ورايحة تهددها..! 

هز راسه باستنكار و تابع نظراته المتحقرة لها وهو يخرج صافقا الباب متجاهل نداءها : شريف... شريف..

... 

...

اهتاجت سهام بغضب تحاول تجاهل حقيقة ان حتي شريف الحقير يحتقرها وتذكر نفسها بأنها فعلت هذا لتحمي نفسها فساجي ان اخبرت صقر بما فعلته بها سيقتلها بلاتردد... سخرت من الجميع فما يهمها قد وصلت اليه فلاشئ اخر مهم... ساجي ابنتها حسنا ولكن  انتهي دورها من حياتها بعد ان انتهت حاجتها منها...

.......

.....


نظر خالد لشريف الذي يلتهم سجائره واحدة تلو الاخري بوجهه لايستطيع تفسيره فتلك هي المرة الأولى التي يري صديقه بتلك الحاله

الواجمه ليساله : مش ناوي تقولي مالك...؟ 

قال شريف متهكما : اقولك اية؟! ... اقولك اني في وساختها وحقارتها مشفتش.... اقولك اني خلاص مش طايق ابص لنفسي من كتر مانا شايف اني شيطان 

.... اردف يخبر صديقه بماحدث والذي لاينكر دهشته  لتلك الصحوة المفاجئة بضمير شريف الذي بررها قائلا 

: معرفش... معرفش ياخالد بس مجرد ماسمعتها بتحكيلي بكل جبروت دمرت بنتها وهددتها بالطريقة الوسخة دي بعد ماساجي سابت لينا كل حاجة ومكانتش عاوزه حاجة غير اننا نسيبها في حالها 

وانا شفت ساجي قدامي وافتكرت اد اية كلنا استغليناها ومبقتش قادر اكتر من كدة .... تنهد مطولا وبدأ يتحدث : غصب عني كنت لازم ابقي طماع... مش تربيه سهام... سخر وهو يتذكر بأن ساجي ايضا تربيه سهام ولكنها لم تكبر لتصبح مثل امها وليتها فعلت حتي لاتكون لقمه سائغة للجميع أمثالهم 

.. : ربتني علي الطمع والجشع واستغلال الظروف وده اللي انا عملته في كل مرة كنت بشوفها... ولية لا وهي بنت جميلة وامها بتقدمها ليا هي وفلوسها بالبساطة دي..

صمت لحظة ثم اكمل ساخر : وال.. الغبيه 

كانت بتتحايل عليا انقذ امها القذرة... ياريتها سابتها تموت ... الغبيه الساذجة اللي ضيعت نفسها بطيبتها الزايدة.....اهي بتهددها 

سخر من نفسه قائلا : طيب انا حالة حقيرة وبتحصل إنما سهام دي حالة شاذة زباله لايمكن تكون في ام زيها

تنهد خالد  موافقا: والله عندك حق... فعلا ست قذره.... طيب وانت ناوي علي اية دلوقتي؟ 

زم شريف شفتيه قائلا بتوعد : ناوي ادوقها من نفس الكأس اللي داقته بنتها.... انا هوريها ازاي تربيتها طمرت فيا...

.....

.........

  ....

وقف صقر امام فراشها يكتم أنفاسه حتي لاتشعر به بعد ان ترجي جده ان يدعه يدخل اليها ليراها...فهو لم يحتمل ان يبقي  ليأتي خلفها...

ظل جدها بجوارها الي ان هدأت ونامت 

ليسمح له جده بعدها برؤيتها بعد ان اطمئن انها نامت... انحني نحوها ليري دموعها التي غفت وهي علي  وجنتها وقد استسلمت لنوم طويل ظنا منها انها ستستيقظ لتجد ان كل شئ انتهي وان هذا لم يكن اكثر من كابوس فمازال عقلها يعجز عن استيعاب مافعلته بها امها لتتذكر مقدار المرات التي تمسكت بها وصدقتها وتركت والدها لتري وجهه المبتسم امامها وهو يركع علي ركبته امامها تلك المرة التي كانت تبكي بها وهي بالخامسة عشر بعد احدي المشاجرات بينه وبين والدها ... قال عزيز برفق :متعيطيش ياساجي...

:انا مش بحبك... انت علي طول بتزعل ماما

ابتلع كلماتها ينظر اليها بألم : اسمعيني زي مابتسمعيها

ابعدت يده وركضت الي أحضان والدتها تهتف ببكاء : مش عاوزة اسمع حاجة ولااشوفك تاني انا ماليش غير ماما انا بكرهك ومش عاوزة اشوفك تاني

غص حلق صقر  ماان رأي دموعها أثناء نومها ليمد يده برفق يمسح دموعها وهو يتمني ان يعرف ماجعلها تنهار بتلك الطريقة... 

لقد اخبرتها سهام باتفاقه معها وكذبت زينه تلك الكذبة لذا انهارت ثقتها به ولكن هذا الانهيار اكبر بكثير  ممايراه ليتذكر صوتها المجروح وهي تطلب من جدها ان يبعدهم عنها وتطالبه بالانتقام من الجميع لها.... من سهام ومن شريف.... ومنه هو ليقبض بقوة علي يده يتذكر انها وضعته بنفس الخانه مع سهام ليتمزق نياط قلبه وهو يتذكر كلماتها (صقر  الكداب الخاين اللي كسر قلبي) 

غص حلقه ليمرر يده بحنان علي وجنتها قائلا .: انا مكسرتش قلبك ياقلبي وحياتي كلها .... انا اللي قلبي اتكسر وانا شايفك كدة... قومي احكيلي عملوا فيكي اية وانا اجبلك حقك منهم وادفعهم تمن دموعك دي غالي اوي...... 

ازدادت غصه حلقه وهو يكمل : ساجي ياقلبي سامحيني اني وجعتك زيهم بس ده من غير قصدي.... متتكسريش كدة انا هكسرهم كلهم قدامك بس قوليلي عملو فيكي اية عشان توصلي للحاله دي... قوليلي وانا وحياتك عندي لهجيبلك حقك منهم وهحميكي لآخر نفس

كان صوته يتردد في اذنها وكانه اتي من واد سحيق...لتحاول فتح عيونها المتورمة من البكاء بصعوبه ولكن غاب ذلك الصوت لتعود لغياهب عقلها والدوامات السحيقة مرة اخري  التي مررت سنوات عمرها امام عيونها وهي ضعيفة بلا رأي او شخصيه.... 

سحب رأفت صقر خارج الغرفة ليقول صقر  باحتدام : سيبني ياجدي لازم اعرف عملوا فيها اية عشان توصل للحالة دي.... الموضوع مش موضوع اتفاقي مع الكلبه امها.... الموضوع اكبر من كدة.....

هز رافت راسه بحدة قائلا : لا ياصقر من هنا ورايح ملكش دعوة بيها 

عقد حاجبيه متساءلا : ماليش دعوة بيها ازاي 

: زي ماسمعت ياصقر ... طول ماهي مش عاوزة تشوفك ولا تتكلم معاك هتبقي بعيد عنها 

: بس انا.....قاطعه رأفت:  من غير بس ياصقر كفاية عليها اوي كدة اللي عملتوه فيها انا مش هسمح لحد يمس شعره منها تاني 

قال صقر بغضب : وهو انا اللي هخلي حد يمس شعره منها... ده انا همحيهم من علي وش الدنيا... كل واحد ضايقها لو بكلمه هجيبلها حقها منه بس هي تفهمني اية اللي حصل 

اشاح رافت بوجهه بعيدا وهو يقول : يبقي جيب حقها منك اول واحد 

ردد بدهشة :انا.؟! 

هتف رافت باحتدام : ايوه... انت اول واحد كسرتها انت وتربية الشوارع اللي دخلتها عيلتنا وكدبت عليها ان جوازك منها مش حقيقي .... قاطعه بحدة :  جدي.. انا مكدبتش

قال رافت بغضب بسبب انهيار حفيدته بهذا الشكل بسببه : ولما انت مكدبتش تقدر تفهمي اللي قالته مراتك كان اية.... ؟

: كدابة.... كدابة وانا هربيها وهقطع لسانها بس اطمن علي ساجي الاول 

قال رافت : لا.. اطمن ساجي هتبقي كويسة ومن النهاردة انا هعلمها ازاي تعيش في الدنيا دي وتجيب حقها من كل واحد اذاها..... نظر الي صقر واكمل : حتي لو كنت انت ياصقر ..! 

اتسعت عيناه بعدم تصديق : انت مش مصدقني ياجدي؟ 

: مش فارق ياصقر... كدة كدة اللي حصل حصل... المهم شوف بقي انت هتحل الموضوع ده ازاي.... سمعتك اللي لعبت الو.... دي بيها هتعمل فيها اية.؟ ... مسألتش نفسك ازاي واحدة زي دي تتجرأ وتعمل كدة الا اذا كانت واثقة من اللي بتعمله 

سحق صقر أسنانه بغضب : هحلها ياجدي... هحلها بس انت خليني اتكلم مع ساجي الاول .. مش هضايقها.. هفهمها بس ان البت دي كدابة 

هز رافت راسه بنبرة قاطعه : لا ياصقر ...محدش هيكلمها الا لو هي عاوزة..... . ولو سمحت تسمع الكلام بدل مااخدها مكان محدش فيكم يعرف طريقه 

قال صقر بعصبيه : انت ناسي انها مراتي 

قال رأفت بحدة :وانت ناسي اني جدك ولا خلاص ماليش كلمه عليك 

زفر صقر بضيق قائلا علي مضض :ماشي... ماشي ياجدي هبعد كام يوم لغاية ماتهدي 


.... 

انتفضت زينه من نومها وهمت بالصراخ ماان جذبها صقر من خصلات شعرها ولكنه سرعان ماكمم فمها بيده وهو ينظر اليها بعيونه الحادة التي قتلتها رعبا وهو يقول بفحيح : مسمعش صوتك والا هكتم نفسك 

هزت راسها بخوف ليبعد يده وهو يقول بلهجة امره : قومي البسي... 

تشبثت بمكانها مرددة بخفوت : هروح فين؟ 

لم يجب عليها ولكن نظرته جعلتها تنفذ ماامرها به فيبدو ان خطتها ستكون نهايتها وخيمه لتقول بتوسل زائف : صقر... ... انا قلت كدة عشان بحبك ومش عاوزاك تطلقني..... لو مش مصدقني انت تقدر تتأكد ان انا زي ماانا

صفعه قوية الهبت وجهها اخرستها وهو يطالعها بنظرته المحتقرة : انا المس واحدة زيك.... جذبها من شعرها بعنف قائلا بصوت ارعبها : هتأكد ياروح امك بس بطريقتي. 

دفعها بقوة علي الارض هادرا : البسي وحصليني علي تحت... 

.. بخطوات مرتعبه نزلت زينه الدرج وهي ترتجف من مصيرها وهو يأخذها بمنتصف الليل وبالتأكيد لاينتوي خيرا.... لقد ظنت انها ستدفعه لاتمام زواجهم باستفزازه ولكن يبدو ان خطتها فشلت والان ستتحمل النتيجة..... 

.... اوقف السيارة بذلك المكان الموحش والتفت نحوها ليمسك فكها بعنف قائلا : كل كلمة نطقتي بيها هتدفعي تمنها غالي اوي...بس الصبر.... 

.... لتتفاجيء بأحد رجاله يفتح الباب ويجذبها من ذراعها خارجا لتستنجد به : صقر.... 

طالعها صقر بنظراته الغاضبه وهو يشير لرجاله : خدها.. 

ارتجفت قدماها ماان فتح احد رجاله تلك الغرفة ويدفعها للداخل ليقول أحدهم لتلك المرأه ضخمة الجثة :صقر بيه مستني برا خلصي 

صرخت برعب وهي تتراجع للخلف ماان رأت امراتين يتوجهون ناحيتها لتصرخ بهم : انتوا هتعملوا فيا ايييية..... أمسكت احداهما بذراعيها بينهما الاخري بقدمها ليسحبوها الي ذلك الفراش المهتريء وسط صراخها الهستيري : محدش يقربلي.... صقررررر

تحدثت المراه التي كانت واقفة بجوار الفراش وهي تقترب منها  : اخرسي بدل مااكتم نفسك... 

قالت زينه وهي تقاوم المراتين الاتي يقيدوها: سبيبوني....انتوا هتعملوا فيا اية... ؟!.. 

ضحكت المرأه باستهزاء : هتعرفي حالا ياروح امك.... ده انتي واضح انك زعلتي البيه اوي عشان يخلينا نعمل فيكي كدة...... 

صرخت زينه برعب وقد فهمت ماينتوي فعله بها... لا حرام عليكوا..... لا. ابعدوا عني..... 

تعالي صراخها بالانحاء وصقر مستند الي سيارته يدخن سجائرة ينفث فيها ذلك الغضب المشتعل بداخله من تلك الحقيرة التي ستنال جزاءها علي تجرأها علي فعلتها لتخرج احدي النساء التي كانت بالداخل وهي احد الممرضات عديمي الضمير متجهه نحو صقر قائلة : كله تمام ياباشا.... 

نظر اليها صقر : نفذتي كل اللي قلت عليه 

قالت بثقة : امال ياباشا... خلاص مبقتش بنت بنوت.... واديتها حقنه كام ساعة وهيجيلها نزيف... هاتلهالي علي المستشفي وهتبقي سقطت 

أخرجت من جيبها ذلك الهاتف قائلة :وادي اللي طلبته مني ياصقر بيه 

اومأ لها واخذ الهاتف ليضعه بجيبه ثم اشار لجسار لاعطاءها تلك الرزمة الماليه الضخمه : دي ليكي انتي واللي معاكي..... بس لو حد فتح بقه ... قالت باستنكار : رقبتنا يابيه 

: تمام ياعفاف روحي انتي.... 

القي صقر نظرة متشفيه علي زينه الغارقة بدماءها فهي من تسببت بهذا لنفسها ليغادر بعد ان امر رجاله بأخذها الي المشفي بعد عدة ساعات 

بالرغم من انه ثأر منها الا ان نيرانه لم تهديء يجب أن تعلم ساجي بالحقيقة وتسامحه كي يكون مافعله بفائدة ...انتهي منها وتبقي دور سهام..! 


........ 

اتجه الي مكتبه وجسار يتبعه ليهتف به 

بغضب : يعني اية ياجسار متعرفش ؟

: كل اللي بلغني بيه فهمي المحامي ان شريف بيدبر مصيبه لسهام 

ضرب المكتب بقبضته قائلا : عاوز الكلبه اللي اسمها سهام والكلب التاني قدامي متكتفين

تدخل بدر قائلا : وبعدين ياصقر... هتضيع كل التخطيط اللي خططناه علي اخر لحظة 

قال بانفعال : مش مهم... مش مهم اي حاجة غير اني اعرف اية اللي حصل.. ؟

قال بدر بتعقل : هنهرف ياصقر مسيرنا نعرف بس انت لازم تهدي وتكمل اللي رسمته للآخر كدة كدة انت هتدمرهم وهترجع كل قرش اخدوه من ساجي وهيبقوا تحت ايدينا يبقي تتسرع ليه دلوقتي 

قال بحدة : مش قادر ياعمي..... مش قادر اقعد ساكت وانا عارف ان الست دي قالت لها حاجة دمرتها كدة 

: هانت ياصقر كلها اسبوعين تلاته وهيبقوا تحت رحمتك... اهدي واصبر 

.... 

...... 


مسحت دموعها حينما جاءها صوت جدها الحنون : حبيبه جدها مش عاوزة تاكل لية؟ 

هزت راسها : مش عاوزة اكل ياجدو 

جلس بجوارها علي طرف الفراش يربت علي وجنتها بحنان : احنا مش قلنا خلاص مفيش عياط وان محدش يستاهل دموعك دي 

اومات لجدها الذي تابع بحنان جارف اغدقها به طوال الأسابيع الماضيه : انسي كل اللي حصل ياحبيبتي.... انتي لسة صغيرة والعمر قدامك اعتبري كل اللي حصل كأنه مكانش وانسيه

غص حلقها واختنق صوتها بالدموع : انسي ان ام....بترت كلمتها وقالت ;ان هي عملت فيا كدة 

تماسك رأفت واخفي غضبه الذي اشتعل ماان أخبرته ساجي بفعله تلك المرأه الحقيرة ليقول بهدوء : اه تنسي... تنسي اي حاجة ليها علاقة بالست دي ومتجبيش سيرتها تاني ولو فكرت مجرد تفكير تقربلك همحيها من علي وش الأرض 

رفعت عيونها الباكيه تجاه جدها الذي لاتصفه كلمات وهو بهذا الحنان والاحتواء فقد احتمل انهيارها وصبر عليها واستمع اليها ماان شعرت بحاجتها للحديث لتخبره بكل شئ ليتحكم بغضبه ورغبته بقتل تلك المرأه ليراعي نفسيتها المدمرة ويعمل علي اعاده ثقتها بنفسها بعد ان حولتها امها لفتاه ضعيفه لاحول ولاقوة لها ليعدها بأن القادم أفضل... ابتسمت له بامتنان ليمرر يده علي وجنتها قائلا  بابتسامته  الحلوة : ايوة كدة اضحكي ياقلب جدك....قاطعه رنين هاتفه الذي تعالي لينظر اليه ثم ينظر لساجي قائلا :لسة مش عاوزة تكلميه

هزت راسها دون قول شئ ليغلق رافت هاتفه ويضعه بجيبه قائلا بمرح ليغاير الموضوع : اية رايك بقي تعملي لجدك حبيبيك عشا حلو من ايدك 

لمعت عيناها بشغف لتهز راسها موافقة وتقرر العمل بكلام جدها فيكفي انهيار وبكاء وضعف يجب أن تنهض وتواجهه الجميع ولاتدع حياتها بيد احد مجددا... 

.... 

......

القي صقر الهاتف امامه بغضب فجده لاينفك لايجيب علي اتصالاته ويمنعه من رؤيتها طوال الأسابيع الماضيه مما جعل قلبه يلتاع لرؤيتها وقد بلغ اشتياقه لها مبلغه يريد رؤيه عيونها التي تشرق بها عالمه... يريد سماع صوتها.... يريد أن يحتضنها وينام وهي بين ذراعيه... لايعرف كيف استطاع البقاء بدونها تلك الأيام الماضيه.... ياالهي كم اشتاقها واشتاق لكل شئ بها... لقد صبر طويلا وهو يمني نفسه بلقاءها ولكنه يصبر حتي ينفذ مانتواه لسهام وشريف والذي قارب علي الوصول له..!! 

.....

......

قال شريف بانفعال : يعني اية يافهمي مفيش إجراء

قال فهمي بهدوء : يعني مفيش اي حاجة في العقود نقدر ناخد بيها إجراء ضد الشركة لو موردش او اتاخرت في التوريد

: يعني اية... ؟ يعني انا تحت رحمتهم

قال ببرود : اصبر ياشريف بيه.... اكيد هيحلوا مشكلتهم مع المحاجر وهيوردوا المواد الخام

هز شريف راسه قائلا بعصبيه : اصبر اية اكتر من كدة... انا بقالي اسبوعين... انا بخسر ملايين.... ده غير الناس اللي دفعت مقدمات ومش لاقيه اي جديد.... انا كدة هروح في داهيه

قال فهمي وهو مازال هادئا : ولا داهية ولاحاجة..... وبعدين ياشريف بيه الأوراق اللي مضت عليها مدام سهام بتحملها كل المسؤلية قلقان ليه بقي

هز راسه : ايوة يافهمي بس دي فلوسي برضه وشقا عمري..

اومأ له فهمي ساخرا بنفسه وهو يتحدث عن الأموال التي نهبها وقد عرف كل شئ من صقر..

....

......

انتهت من اعداد طاول العشاء لتخرج الي الحديقة تبحث عن جدها الذي لم تجده بغرفته.... جدو.... يلا العشا...... تسمرت مكانها حينما التفت صقر اليها الذي كان جالس برفقة جدها بتلك اللحظة  ... 

توقف الزمن للحظات وقد التهمتها عيناه المشتاقه بجنون اليها وقد كبح نفسه بصعوبه من جذبها لاحضانه بتلك اللحظة بينما ساجي قد اخفت اشتياقها سريعا ليتغلب عتابها علي عيونها الجميلة التي سرعان ماابعدتها عنه وتجاهلته متابعه حديثها لجدها : انا جهزتلك العشا ياجدو وهطلع انام...... 

ماان التفتت لتغادر حتي اسرع نحوها : ساجي 

تركته واسرعت تغادر ليوقفه صوت رافت الحازم : مكانك ياصقر 

التفت صقر اليه عاقدا حاجبيه ليكمل رافت: انا وافقت تشوفها بس اهي قدامك رافضه فلو سمحت احترم رغبتها.. 

..... الفصل التالي

......قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !