حب اسود ( الفصل الخامس عشر)

4


 الفصل السابق

جلس بضع لحظات بسيارته وبداخله مقتنع ان تلك الفتاه تقصد وقيعه بينه وبين زوجته فهو من اول وهله يري غيرتها الواضحه من عيونها وغير مقتنع بالمرة انها افشت شر صديقتها دون قصد كما زعمت.... ولكن عدم اجابه همس علي هاتفها مجددا جعلته يدير السيارة ويتجه الي النادي وبداخله يقين ان تلك الفتاه مؤكد كاذبه ولكن لاضير من التأكد..... ! 

بدأت الدماء تتصاعد تدريجيا الي راسه بينما تجعد جبينه وهو ماكاد يوقف سيارته حتي لمح ذلك الطيف لها امام ظل ذلك الشاب لتنعدم الرؤيه امامه مجددا...! 

....... 

: انا اسف ياهمس.... انا طبعا مكنتش اقصد اي حاجة انا بس كان نفسي اتعرف عليكي وانتي مكنتيش مديه مساحة لحد وبالصدفه عرفت من ندي انك تعبانه فقلت دي حجة اتقرب بيها منك ... قاطعته بأشارة من يدها : خلاص مش عاوزة اسمع...... ولو سمحت بعد كدة مالكش اي دعوة بيا 

قطب جبينه : لية ياهمس علي الاقل نفضل أصحاب 

تهكمت قائلة : صحوبيه قايمه علي الكدب.... انك تستغل مرضى في كذبه سخيفه زي دي ملهاش اي علاقه بالصحوبيه 

قال برجاء، : انا فعلا اسف.... بس انا كان قصدي أقرب منك 

توترت نظراتها بذعر ماان رأته مقدم عليها لتتخبط دقات قلبها بين ضلوعها... ماذا اتي به الي هنا..... تساءلت بغباء ماذا سيفعل ان رآها برفقه شهاب.. وهو بالفعل رآها وواضح من نظراته ومن خطواته التي تذرع الارض ناحيتها كالوحش الضاري 

... لتقول بتوتر بالغ لشهاب ; امشي لو سمحت

قال شهاب باستغراب ; في ايه ياهمس.؟ 

قالت بوجهه هربت دماءه : امشي بقي 

تركت شهاب في دهشته واسرعت تغدو بالسير ناحيته حتي لا يلحق بشهاب فهي رأت في نظراته عاصفه ناريه قادمه سرعان مااصطدمت بلهيبها حينما وقف امامه تحاول بتعلثم ان تتحدث ولكنه كان الاسبق ليقول وهو يجاهد السيطرة على اعصابه لأنهم بمكان عام ; هي دي المحاضرة..؟ 

قالت بتعلثم ; لو سمحت هفهمك 

قال من بين أسنانه بغضب جحيمي ونظراته تتجهه كالسهام صوب شهاب : روحي العربيه وحسابنا بعدين.... 

امسكت بذراعه وقد فهمت ماانتواه من شر تجاه شهاب : لو سمحت هفهمك 

نظر الي يدها التي تمسك بذراعه بتحذير مخيف وهو يقول بنبره مرعبه : هفهم بس هتكلم معاه كلمتين الاول 

قالت برجاء وقد كادت تبكي من فرط خوفها من رد فعله الغاشم : لا عشان خاطري.. مفيش حاجة حصلت لده كله..... خليني افهمك 

نزع ذراعه من يدها وقال بلهجة قاطعه : قلت استنيني في العربيه 

حاولت التحدث وهي تنظر بطرف عيونها تجاه شهاب ليذهب بدلا من وقوفه متاهب لرد فعل عمر : الموضوع مش زي مانت فاهم 

قال من بين أسنانه : شش اسكتي 

...... كان شهاب حقير واستفز عمر الذي زمجر به بحدة : انا مش حذرتك تقرب منها تاني 

قال شهاب باستفزاز : هي اللي جت تتكلم معايا.. 

اتسعت عيون همس بعدم تصديق لخبث كلماته لتقول : عمر متصدقهوش ده هو اللي وقفني وكان بيعتذر.... نظرت له وكادت تبكي من رعب نظراته حينما نطق شهاب : واحدة وبتتكلم معايا... هي حرة ولا واحد زيك بيغصب علي بنت تتجوزه ميعرفش يعني ايه احترام حريه غيره 

لكمه عمر بقوة : أخرس، ياابن ال... 

وكالعاده وقعت مشاجرة بشعه بينه وبين شهاب جاهد بها رجال الأمن لانهاءها 

...... انكمشت علي نفسها بالمقعد خوفا من طريقه قيادته بتلك السرعه ومما ينتظرها خاصة بعد مانطق به هذا الحقير شهاب والذي يستحق مافعله به عمر... فمهما كانت رافضه لعنفه الا انها شامته بهذا الحقير ليستحق هذا الجزاء ....! لقد كذبت عليه بشأن مكان تواجدها وهو لسوء، حظها رأها واقفه برفقه شهاب لذا فهي متوقعه الظنون التي يحيكها عقله.... 

لماذا لا تدوم لها سعاده فلم تلبث ان تقبلت وحاولت ان تعتاد ماال اليه الوضع حتي انقلب كل شئ وهاهو امامها ثائر كالوحش الضاري مخيف بدرجة مرعبه 

ماان خطت يضع خطوات للمنزل وبداخلها رغبه جارفه بالهرب حتي كان يقبض علي ذراعها بقوة يوقفها وهو يصيح بصوته الجهوري ; بتكذبي عليا....... 

قالت بصوت مرتجف : انا مكدبتش 

صاح بعصبيه زائده ويداه تشتد علي ذراعها :امال عملتي ايه.... لما تقولي ليا في محاضره والاقيكي في مكان تاني يبقي ايييه كذب ولا مش كذب 

طفرت الدموع من عيونها بخوف وهي لاتعرف ماذا تقول او كيف تدافع عن نفسها هزها بعنف وعاد ليصيح مجددا بعصبيه : بقي بتستغفليتي وبتكذبي عليا وانتي رايحة تقابليه 

هزت راسها بخوف : لا... لا انا مش كدة انا معملش كدة ابدا .... انا.... انا 

زمجر بعنف : انتي ايييه.... انطقي 

لو مكنتش، رايحه تقابليه ايه اللي خلاكي تكذبي عليا ... انطقي 

صمتت وتعالت أنفاسها التي من فرط الانفعال والخوف تشعر بأنها غير كفايه لتتنفس وأنها علي وشك الاختناق..... فهل تخبره بكل شئ الان وهو بهذه الحاله

زمجر مجددا : قلت انطقي رحتي النادي من ورايا ليه كدبتي عليا ليه.... رحتي تقابليه

قالت بدموع من اتهامه ومن عصبيته البشعه ومن خوفها منه : لا طبعا ايه اللي بتقوله ده انت اتجننت 

اومأ لها بانفعال مطلق : اه اتجننت ومتجننش ليه لما الاقي مراتي بتكدب عليا 

هزها بقوة وهو يضغط عليها بعصبيه شديده : روحتي تقابليه وكدبتي عليا وتقولي اتجننت... ده انا هوريكي الجنان اللي على أصله... الظاهر اني دلعتك زياده فاكرة انك ممكن تمشي علي حل شعرك براحتك ولا كأنك متجوزة راجل.... لا فوقي انا اقتلك واقتله لو فكر بس يهوب ناحيتك تاني 

انهمرت دموعها بقوة من اتهماته لتصيح به بغضب : حراام عليك ايه اللي بتقوله ده.... انا مش ممكن اعمل كدة 

يعرف انها ليست هكذا ولكن جنون الغيرة عصف به وجعله ينفث نيران غضبه الهوجاء بتلك الطريقه : امال ايه قولي ..... انطقي ومتجننيش... انطقي رحتي هناك ليه من ورايا وكدبتي عليا 

حاولت أن تدافع عن نفسها وليس امامها شئ إلا قول الحقيقه ; انا.... 

تهادت ملامح مرعبه لوجهه وهو يستمع اليها وقد غاب كل عقله فهي كانت تخطط للطلاق منه...

ردد بنبره مرعبه وهو لايتخيل انها قد تفعل شئ كهذا : قضيه...! 

كطفله صغيرة مرعوبه اغمضت عيناها بقوة و رفعت يدها امام وجهها تحميها من تلك الصفعه حينما رفع يده ولكن انتفض جسدها بخوف ماان وجدته يضرب الحائط بقبضته خلفها ويصيح بعصبيه شديدة.....انتي رفعتي عليا قضيه...! 

عاد ليمسك ذراعها بقوة شديده حتي شعرت بعظامها تكاد تتفتت أسفل قبضته... لييييه.... ليه عملتي كدة 

تلجم لسانها ولم تعد تقوي علي نطق المزيد وصورة ابيها يضرب امها تهاجم مخيلتها ممزوجه بصوته وملامح لتركض بخوف الي أقرب باب اليها وتغلقه عليها بخوف

ضرب الباب بقبضته مزمجرا : افتحي الباب والاهكسره 

وهو بالتاكيد ليس ممن يهدد ولا ينفذ تهديده ليضرب الباب بقدمه فينفتح... بكت بقوة وخوف منه حطم قلبه ولكن قلبه مشتعل ولا يوجد مايطفئه الا إفراغ غضبه...صرخ بحدة وهو يقبض علي ذراعها مجددا : انتي فاكرة انك هتعرفي تخلصي مني 

نظرت له وشهقاتها المتلاحقه تكاد تخنقها

انسابت دموعها بخوف وهو كالوحش الجامح لايتوقف عن ارهابها وقد هدم كل ما بناه من جسور بينهما الايام السابقه 

:من دلوقتي مفيش خروج من البيت ولا تليفونات ولا صحاب ولا حتي كليه 

فاهمه 

امسك ذراعها بعنف وتابع :ولو فاكرة انك هتخلصي مني غلطانه انا مش حبك الاسود انا قدرك الاسود

القي سيل أوامره التي نفث بها عن ذره من غضبه حتي لا يتهور اكثر ولكنه لم يكن يدري بشاعه مافعله بها...! 

ساعتان وهو يدور حول نفسه بغضب وهي تبكي بقوة خوفا وهلعا وكل عقلها يصرخ بها انها كانت مخطئه حينما ظنته مختلف 

ارتعشت يداها وهي تتذكر كلمات ايمان..... سادي 

هل هو هكذا.....! 

انه عاد مجددا لهذا الرجل المخيف الذي كان يخيفها بقسوته وكأن الاخر كان حلم وانتهى...! مسحت دموعها وقامت من مكانها الي الحمام لتقف أسفل المياة البارده تهديء من اعصابها وهي تهز راسها مقرره انها لن تبقي معه.... لقد كانت محقه فكل الرجال متشابهون.... لتتذكر مانطق به هل يظن انها دميه بيده سيحبسها.... نعم أخطأت في كذبها عليه ولكنه لم يستمع اليها... قضمت اظافرها بتوتر بالغ وهي تري شهاب ذلك الحقير علي حقيقته ولا تنكر انه كان خبيث ماكر استطاع استفزاز عمر وان اي رجل بمكانه كان هذا سيكون رد فعله......

بفضول كانت تبحث عن تلك الكلمه التي استمعت لها من إيمان لتلتاع لتلك الصور والمعاني وتبعد عيناها بسرعه عن المتابعه فهو رجل مخيف ولكن ليس بتلك الصورة..... لم تشعر بعودته الا حينما توقف امامها..... نظرت له بخوف وهي تغلق الحاسوب ولكنه سرعان ماكان يجذبه من يدها لينقل بصره بينها وبين شاشه الحاسوب بعدم تصديق قبل ان يردد .... سادي

انتي شيفاني كدة

ضمت نفسها بخوف وتراجعت للخلف ليجذبها من ذراعها اليه مكررا بحدة غير مصدق ماقادها اليه تفكيرها ; انتي شيفاني كده

انكمشت علي نفسها ظنا منها انه سيضربها ليفرك وجهه بانفعال شديد 

ماذا فعل.. ماذا فعل لتظنه هكذا...؟، 

انه ليس برجل سادي ابدا..... فلا هو يتلذذ بعذابها ولا هو بتلك الميول المريضه.... بالعكس انه يتألم وأكثر منها حينما يؤلمها ولكنه عصبي ولايستطيع التحكم باعصابه بأي شئ يخصها..... مجرد تفكيره انها قد تبتعد عنه يجعله يتصرف بطيش ورعونه دون التفكير بالعواقب كما وانه تلك المرة معه حق واي رجل مكانه مؤكد سيفقد اعصابه حينما تكذب زوجته عليه ويتفاجيء بها ترفع قضيه طلاق من خلف ظهره..... نظر اليها بعتاب فلماذا دوما ما تضعه بتلك الخانه..... ؟! 

انها لا تفكر بعقلانيه بل بمشاعرها السلبيه والتي تكون وليده موقف واحد 

انه يتحمل مسؤليه ماالت اليه تلك الأفكار التي براسها والتي لابد وان يعرف سببها ; همس

تراجعت للخلف بخوف ليري بوضوح اثار يداه علي ذراعها ليزم شفتيه ويقول برفق وهو يجذبها لتقوم معه : متخافيش.... 

تعالي ياهمس عاوز اتكلم معاكي

هزت راسها برفض : مش عاوزة اتكلم... سيبني 

قال برفق : متخافيش 

نظرت له بتوجس ليهز راسه ويأخذ نفس عميق قائلا ;انا هديت وعاوز نتكلم مع بعض بالعقل.. لازم نتكلم ونشوف ايه اللي وصلنا لحاله دي 

قامت برفقته ليجلس بالخارج علي الاريكة ويشير لها لتجلس بجواره ولكنها جلست علي الاريكة المقابله منكمشه بقليل من الخوف ليسحب عمر نفس عميق قائلا : نبدأ من الاول..... انتي كذبتي عليا ليه...؟ 

بدأت تخبره بكل شئ عن تلك القضيه وعن ذهابها لايمان ومقابلتها صدفه لشهاب ولكن كل هذا لم يهتم له فهو يريد الوصول لما دفعها لتلك الصورة التي كونتها عنه 

ليسيطر علي اعصابه ويستمع اليها للنهايه وهو يشجعها لتكمل ليقول اخيرا بحذر : وليه كنتي بتقري الكلام ده.... ؟ 

قام من مكانه وجلس بجوارها يتطلع اليها وهو يسالها : في حاجة عملتها لما كنا مع بعض خلتلك تفكري اني كدة 

عقدت حاجبيها وهزت راسها 

ليسالها مجددا : طيب انتي ليه فكرتي اني كدة..... 

قالت بتلقائيه : انا بخاف منك...!! 

مد يداه برفق ليربت علي خصلات شعرها وهو يقول بتفهم : انا عملت حاجة خوفتك مني لما كنا مع بعض.. وجعتك.. او ضايقتك 

هزت راسها فماعلاقه مايسالها عنه بما فكرتء فيه ليزداد فهما انها لاتفهم شيئا عن الساديه وربطت عصبيته بتلك الكلمه ليقول بهدوء : طيب بتخافي مني ليه .. ؟

ابعدت يداه واومات له قائلة بانفعال : 

بخاف منك ومن بابا ومنكم كلكم 

ابتلع لعابه ببطء من مغزى كلماتها ليسالها برفق : بتخافي مني عشان بتعصب عليكي .... هزت راسها ليكمل بتوجس : بتخافي من بابا ليه... كان بيعمل ايه 

لمعت الدموع بعيونها وغص حلقها لتقول : 

كان بيضرب ماما ويبتعصب عليها... كان بيعمل زي ماانت بتعمل.... هزت راسها وارتجفت شفتيها وهي تتابع : كنت بخاف منه اوي زي مابخاف منك.. انت.... زيه وكلكم زي بعض 

عقد حاجبيه يحاول تجميع شئ من شتات كلماتها.... هل حقا ولدت قسوه ابيها بداخلها عقده من الرجال...أهذا هو سبب ذلك الجدار الذي طالما وقفت خلفه ودفعت لأي اقتراب منه لها بعيدا..... ضم قبضته بقوة وهو يزجر نفسه. . ماذا فعل.. ماذا فعل بغباءه بها انها تخاف منه لتلك الدرجة هل كان ابيها يسئ معاملتها وهو بعصبيته ذكرها به..... جذبها بقوة الي صدره ماان بدأت بالبكاء وهي تردد من بين شفتيها البعض من خوفها ليقول بأسف : انا اسف حقك عليا.... وضع وجهها بين يديه يمسح دموعها التي تنغرز بقلبه كالسهام الحاده ; متعيطيش.... حقك عليا 

ابعدته عنها وهي تنظر له تلك النظرة المليئة بالكراهية مجددا ليقول برجاء : همس حبيتي انا اسف... مكنتش اعرف.. ليه مقولتيش ليا قبل كدة اني بفكرك بباكي 

نظرت له بشراسه لتدفعه بعيدا عنه مزمجرة فلماذا بعد كل أفعاله يعود لذاك الرجل الحنون مجددا ليخيفها اكثر بتلك المشاعر التي تراود قلبها 

: انتوا كلكوا زي بعض انا بكرهك بكرهكم كلكم.... 

قال بحنان وهو يحاول جذبها اليها : بس انا بحبك 

دفعته بعيدا عنها مزمجرة من بين دموعها ;أخرس... انت تعرف ايه عن الحب..... انت كنت بتضحك عليا وعامل نفسك ملاك ومع اوى موقف اتهمتني 

قال باسي : همس حبيتي 

هدرت بتصميم ; قلت أخرس انا مش حبيبتك. 

قال وهو يهز راسه : انتي حياتي كلها مش حبيتي بس 

امسك بيدها وردع كل محاولتها لابعاده قائلا : انا اتجننت لما صاحبتك قالتلي انك مش في محاضرة زي ماقلتيتي 

عقدت حاجبيها بعدم تصديق : صاحبتي.... ندي

اومأ لها قائلا : صاحبتك اللي حذرتك منها قبل كدة.... واللي اتسببت في مشكله تانيه بينا زي ماحصل يوم جوازنا 

والنهارده لما شفتك معاه اتجننت ولما قلتي الكلام ده عن القضيه اتجننت اكتر.... اي كلام عن بعدك بيخليني اخاف انك تضيعي مني وبتصرف بطيش من غير اي تفكير 

هدات نبرته وازدادت يداه تمسك بيدها وهو يتابع : انا بعترف اني غلطت وبغلط من اول يوم معاكي بس غصب عني... فكرة انك تسبيني وتضيعي مني هي اللي بتسيطر عليا وانا قولتلك قبل كدة اد ايه الفكرة دي بتخوفني 

قالت بجمود تبعد اي تأثير لكلامه عنها : لازم تتعود علي الفكرة دي عشان.... امسك ذراعها مقاطعها بحزم ; متقوليهاش مش هتسبيني ياهمس.... مش بعد ماشفت انك بدأتي تحبيني تعاقبيني بغلطة واحدة وتسبيني.. انا عارف اني لما بتعصب مش بشوف قدامي وعارف انك مالكيش ذنب وهحاول اتغير 

نظر الي عيونها برجاء قائلا : احنا كنا بدأنا نقرب من بعض بلاش ترجع للصفر من تاني... خلينا نبدأ مع بعض صفحه جديده تفتحي ليا قلبك وتقوليلي علي كل حاجة جواكي 

قوليلي خايفه من ايه... لية ياروحي فكرتي اني ممكن اكون سادي ... 

تطلع اليها وهي تخبره عن ماقالته ايمان ليزم شفتيه ويسيطر علي اعصابه وهو يطمئنها لتخبره بكل ما بداخلها من أفكار فيعرف انها لاتعرف شئ عن معني تلك الكلمه ومزجت بينها وبين عصبيته 

ليربت علي يدها بحنان ويمسد شعرها 

قائلا : همس حبيتي... انتي مش فاهمه انتي بتتكلمي عن ايه.... ولا ايه اللي الست دي حاولت تدخله في عقلك... 

اتسعت عيناها مما أردف يشرحة لها بهدوء لتقول باشمئزاز .. شششش بس اية اللي بتقوله 

قال ببساطه : بشرحلك عشان تقرري انا كدة ولا لا 

هزت راسها : انا مقلتش انك كدة.... انا سمعت الكلمه وقلت افهم 

قال بهدوء : ماانا بفهمك احسن ماحد من برا يستغلك ويدخل في عقلك كلام غلط زي ماالمحاميه دي ما عملت 

اومأت باعتراف ليكمل بتفهم : همس حبيتي انا عارف ان اللي حصل بينا صعب وانك كنتي محتاجه تتكلمي مع حد بس انتي اخترتي الحد الغلط صاحبتك استغلت طيبتك وراحت قالت سرك لواحد زباله والمحاميه دي اي ان يكون نيتها فهي برضه مكانتش حد كويس ولا موثوق فيه عشان تدخل في دماغك أفكار غلط

كنتي اتكلمي معايا وقوليلي والله كنت هفهمك وهعرف ان القضيه دي كانت بسبب تصرفاتي في الاول معاكي 

نظر الي عيناها برجاء وتساؤل : مش كدة ياهمس... كنتي عاوزة تسيبني في الاول بس بعد مارجعنا من السفر غيرتي رايك 

صممت ولم تمنحه الجواب ليمسك بيدها ويتطلع لعيونها : انتي بدأتي تحبيني صح 

ظلت صامته واه من صمتها الذي يعذبه اكثر من كلامها : مش بتردي ليه

مش عارفه..... مش عارفة حاجة انت صعب اوي وانا مش ناقصه لخبطة 

: انا مش صعب بس احنا اللي مش بنتكلم كتير فلسه مفهمناش بعض ..... خلينا نبدأ من جديد 

نظرت له بحيرة ليقول : من دلوقتي انا وانتي هنتكلم مع بعض ونحاول نفهم بعض كأننا لسة بنتعرف 

ارتجفت نظراتها بحيرة ليدري ان امامه طريق طويل ليفك تلك العقده المتولده بداخلها ولكنه الان فقط وضع قدمه علي بدايه الطريق فلا يهم طوله او صعوبته المهم انه على الطريق الصحيح.... قضمت اظافرها وهو ينظر لها بتلهف لتقول : بشرط 

اومأ لها : موافق على كل شروطك 

: هو شرط واحد..... لو رجعت تاني تكون كدة هتسبيني وتبعد عن حياتي 

عقد حاجبيه لتقول ; اوعدني والا من دلوقتي كل واحد يروح لطريقه 

صمت بضع لحظات قبل ان يهز راسه قائلا :حاضر ياهمس اوعدك.. بس انتي كمان توعديني انك متخبيش عني حاجة وتتكلمي معايا في اي حاجة بتدور في عقلك 

......... 

.. وبالفعل بدأ بتنفيذ وعوده فهاهو في الصباح التالي يوقظها لتذهب الي كليتها وكأن ماقاله بالأمس لم يكن... وبعدها ذهب لهذا المشوار الذي لا يحتمل التأخير لينفث عن غضبه 


ضيق عيناه وهو يري ندي جالسه مع ايمان حينما اقتحم مكتبها ببربريه تامه 

قامت ايمان بغضب ; انت مين وازاي تدخل كدة 

تجاهل كلماته ووجهه كلماته لندى باحتقار :ده اول واخر تحذير ليكي ابعدي عن مراتي احسنلك 

قالت ايمان : انت.... قاطعها عمر قائلا : 

ايوة انا عمر زهران جوز همس اللي لعبتي في دماغها انتي وهي 

قالت ندي: انا ملعبتش في دماغ حد....

: امال تسمي ايه كلامك اللي مليتي دماغها بيه عن القضيه 

قالت ببرود : همس هي اللي عاوزة تطلق منك 

: كذابه 

قالت باستفزاز : لا انت اللي بتكذب علي نفسك ومتخيل انها ممكن تحبك... همس بتكرهك وعاوزة تخلص منك بأي طريقه 

صاح بها عمر : اخرسي.... انتي اللي بتكرهيها وبتغيري منها 

قالت ايمان : لو سمحت يادكتور خلينا نتكلم بالعقل 

قال عمر برفض : مفيش عقل ولا كلام انتي وهي ابعدوا عن مراتي احسن ليكم 

وانتي لو مش عاوزة ادمرك تقطعي علاقتك بيها... مش،عشان جوزك كان زباله هتطلعي عقدك علي باقي الستات... فاهمه 

.......... 

.... 

نظر اليه هذا الطبيب باستفهام ;وانت بتسأل ليه.؟ 

قال عمر : وانت مالك يااخي قول

هز ماهر كتفه ; اقول ايه.... انا مش فاهم حاجة في كلامك الغريب ده

لو دي حاله ماتجيبها عندي

قال عمر : لا .... انا عاوز افهم منك 

قال ماهر وهو يهز راسه : اه طبعا وارد جدا يكون والدها اتسبب ليها في حاجز نفسي من الرجاله.... ودي حاله بنات كتير مش لوحدها بس في بيتجاوزها وفي بتفضل تصعد معاهم للجواز وخصوصا لو جوزها فيه شبه من تصرفات وابوها

قال عمر بنفاذ صبر : والحل.؟ 

ضحك ماهر قائلا : حل اية بسرعه كدة

مش اعرف الاول ايه الموضوع 

: ماهر اخلص

: اخلص ايه ياعمر.... انت فاكر المرض النفسي عمليه من عملياتك هتخلصها في كام ساعه لا انت دكتور وفاهم ان الموضوع بياخد وقت 

: وقت ايه... انتوا كل اللي فالحين فيه الرغي ماتقول العلاج من الاخر وتخلص

ضحك ماهر بقوة ; ياراجل.... بقي دي كل فكرتك عننا.. بنرغي

: امال بتعملوا ايه غير كدة 

; والله عندك حق... بس تعرف ان الكلام اللي بيقوله المريض هو نص العلاج... يعني أنك توصله يحكي عن كل اللي جواه كدة بدأت تعالجه 

فرك عمر ذقنه ; يعني لو اتكلمت هتخف

ضحك ماهر قائلا : تقريبا.... بس تعالي قولي 

مين الحاله اللي انت مهتم بيها اوي كدة 

حد يخصك 

اومأ عمر له ليساله ماهر... مراتك 

هز راسه ليقول : طيب خليني اقعد معاها وافهم 

: لا مش عاوز احسسها انها مريضه 

: وهي مش عارفه 

: عارفه اكيد انها بتكرهه الرجاله بسبب ابوها وانا بغبائي عملت تصرفات خليتها تتأكد من الفكرة دي 

نظر اليه ماهر قبل ان يقول : طيب اسمع بقي ياعمر انت واحدة واحدة وتحكيلي كل حاجة وانا اقولك تعمل ايه 

..... 


..... 

بقلم رونا فؤاد 


كانت جالسه علي امام تلك اللوحه التي ملئتها بتلك الدوائر العشوائيه وهي شارده تتذكر حديثهم.... تري كم كانت ساذجة وسطحيه في حكمها علي الأشخاص الذين حولها... وضعت جميع الرجال في نفس الخانه واستثنت منها شخص كشهاب ليكون الأسوء.. وضعت ثقتها بندي وهي لاتستحقها 

حكمت على عمر بالرغم من انها بالفعل لم تقترب منه الي الحد الذي يسمح لها بهذا القرب مع انه زوجها.... استغربت وقع تلك الكلمه فهما لم يتقاربا سوي مرة واحدة ومازالت تستغرب كثيرا مشاعرها

انها بحيرة ولكن تلك الحيرة 

تريد أن تبدأ معه وتتعرف فلاضير من المحاوله 

وضعت الفرشاه من يدها حينما شعرت به يقف لدى باب غرفه الرسم التي قضيت بها وقت طويل لتختلي بافكارها ليبتسم لها برقه مش هتنامي 

اومات له : اهه 

جلس علي طرف الفراش وحاسوبه به فوق ساقه يتظاهر انه يعمل بينما نظراته كانت عليها فهي منذ الامس وهي شارده وهو يعمل بنصيحة ماهر ويدعها ترتب أفكارها... 

صففت شعرها بقليل من الحدة دون ارادتها لتجد الكثير من خصلاته بالفرشاه فتزفر بضيق ... اية ياحبيتي مالك ومال شعرك.؟ 

قالت بعدم اكتراث وهي تلقي بالفرشاه : عادي بيقع 

........... 

عقدت حاجبيها في اليوم التالي حينما وجدته يعطيها تلك العلب... ايه ده..؟ 

قال ببساطه وهو يهز كتفه : شامبو وحاجات عشان شعرك 

أفلتت ابتسامتها فهل يهتم لتلك الدرجة لترفع تلك العلب من الفيتامينات والمغذيات.. بس.. بس يعني الموضوع مش محتاج.. كل البنات شعرها بيقع

فجأها وهو يحيط خصرها بذراعه ويقربها اليه قائلا :ومين قال انك زي كل البنات 

مرر يداه برقه بين خصلات شعرها وتابع : وبعدين انا بحب شعرك جدا ومش عاوز ولا شعرايه تقع منه 

أفلتت ضحكتها الناعمه : ياسلام 

اومأ لها لتقول بمرح : علي حد علمي لازم يقع مننا ١٠٠ شهره في اليوم... رفعت حاجبيها اطالعه وهي تتساءل بنفس المرح : انت متأكد انك دكتور 

ضحك قائلا ; والله علي ايدك مبقتش عارف... لسة شايفني جزار 

هزت كتفها بدلال : مش اوي... بس موضوع دكتور دي مبقتش واثقة فيها 

قال بهيام : طيب اجيبلك الشهاده تتأكدي 

ضحكت مجددا : مش جايز مزورة 

تقاذفت دقات قلبه ليقول بعبث : طيب تحبي اكشف عليكي عشان تتأكدي 

احمر وجهها من نظراته والتي توحي بمغزي وقح لكلماته لتقول بخجل واضح : لا شكرا 

مرر يداه ببطء علي طول ظهرها : بس انا مصمم

قال وهي تبعد يداه والخجل يغرقها : وانا مش تعبانه.... روح عيادتك اكشف هناك

هز راسه كالطفل الصغير : لا مش رايح العياده

: ليه..؟ 

: عاوز اقعد معاكي 

........ 

مرت الايام وعمر يوما فيوما يقترب بذكاء ودهاء والكثير من المساعده من دكتور ماهر ولكنه لا زال لم يقترب منها كما أكد عليه ماهر.. يريد أن تكون البدايه مختلفه وتكون همس راغبه بل وقد انتهت من كل ذكرياتها السيئة له ولوالدها 


بقلم رونا فؤاد


اية رايكم وتوقعاتكم


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !