حريم ال سلطان ( اقتباس )

5


 ألقت مريم نظره اخيره علي هيئتها في المرأه ثم اختطفت نظرة الي باب غرفتها المغلق قبل أن تتجه الي الخزانه تفتحها وترفع نفسها علي أطراف أصابعها لتمد يدها الي ذلك المظروف الورقي تسحبه وتنظر في محتوياته قبل أن تسحب منه بضع أوراق نقديه وتعيده الي مكانه ثم تضعهم في حقيبتها وهي تحدث نفسها بمرح ( وادي الف تانيه طارت من فلوس الجمعيه ) 

هزت كتفها بعدم اكتراث وهي تضع حقيبتها فوق كتفها وتتجه الي باب الغرفه ضاحكه بمرح لنفسها وهي تدندن أحد الاغاني  ( روقي نفسك يامريومه .... امال الفلوس لازمتها ايه ) 

ابتسمت لوالدتها الجالسه بصاله المنزل : صباح الفل يا وردتي 

ابتسمت والدتها : صباح الفل يامريومه ....يلا افطري 

أومات مريم وهي تسحب بضع ساندويتشات بيدها : هاكلهم في الطريق 

هزت والدتها راسها لتتردد لحظه قبل أن تقول : مريم ...

التفتت الي والدتها التي قالت برجاء مبطن : انتي طبعا جايه فرح بنت عمتك مش كده ؟!.

خالفت مريم توقعات والدتها بالغضب والرفض لتجدها تبتسم ابتسامه مثاليه وهي تهز راسها : اكيد يا رورو ....وكمان هشتري فستان جديد احضر بيه 

ابتسمت والدتها بوجل وهي تخفي الم قلبها علي ما أصاب ابنتها بينما تردد من قلبها  : عقبالك ياحبيتي 

تلك المره أيضا ابتلعت مريم كلمه والدتها وقابلتها بنفس الابتسامه الهادئه وهي تقول : أن شاء الله....يلا سلام 

أوقفتها والدتها قبل أن تغادر : مريم 

التفتت مريم الي والدتها التي ضيقت عيناها وسألتها : اوعي تكوني اخدتي من فلوس الجمعيه حاجه 

كتمت مريم ضحكتها وهزت راسها متصنعه الجديه : لا طبعا وده معقول ....انا بس لسه معايا فلوس من المرتب 

أومات والدتها متنهده : اه ...دي فلوس جهازك وانا ناويه انزل اجيبلك بيها شويه حاجات 

أومات مريم بابتسامه سرعان ما تحولت الي ضحكه ساخره أخفت بها تلك المرارة بداخلها وهي تدخل الي سيارتها الصغيرة وتتحرك بها بينما تتهكم ( جهاز وجواز ....علي اساس الحياة بتقف علي الجهاز ولا الجواز ) 

..........

.....


تمهلت اطارات السيارة التي كانت تتحرك حتي توقفت أمام ضوء الإشارة الاحمر لتنظر يارا من خلال نافذه السيارة تتأمل حركه الناس حولها للحظه قبل أن تجتذب نظراتها تلك الفتاه التي خطت من جوار السيارة وهي تدفع بخصلات شعرها الذي انسدل علي طول ظهرها والتي نالت نظرة من طرف عين زوجها الجالس بجوارها قبل أن يعدل من وضع نظارته الشمسيه متظاهرا أنه لم ينظر إليها من الأساس .....دقيقه و عاد ليقود من جديد الي وجهتهم لتعقد يارا حاجبيها تحاول تذكر اخر مرة خرجت برفقته والتي ربما كانت منذ بضعة أشهر وايضا كان بينهما ذلك الفراغ والصمت والذي لا تستغربه فهو اصبح مألوفا حتي أنها أصبحت تألفه طوال وجودها بجواره ارتسمت ابتسامه ساخره علي جانب شفتيها بينما تعترف انها اصبحت تفضل الصمت كثيرا افضل من علو صوته أو من سماع كلماته الجارحه والناقده لتهز راسها مؤكده مرة أخري أن الصمت افضل بكثير ....

 أرادت بشده أن تنتهي تلك الإجراءات الروتينه التي تذهب معه لانهاءها سريعا لتعود مجددا الي قوقعتها ...تلك القوقعه التي لا تعرف متي ولا كيف دخلتها لتتحول من تلك الفتاه التي تشع حيويه الي امراه منطويه اختفت خلف مسؤوليات منزل وطفله وزوج انطلق لتحقيق طموحه ولم تستطيع مواكبته لتظل مختفيه خلف ستار مسؤوليتها بالاضافه لكيلو جرامات كثيرة لم تعد تحسبها كما لم تعد تعرف ملامحها التي تغيرت حينما توقفت عن الاهتمام بنفسها متخيله أن اهتمامها بمن حولها هو المطلوب منها فلم تدرك مقدار خطأها في حق نفسها وهي تتواري خلف شخصيه لا تدري كيف تحولت إليها وهي تفعل كل شيء فقط لارضاءه هو وليته يرضي ....! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 


إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. بالنجاح والتوفيق دايما يارب العالمين

    ردحذف
  2. بتشوقينا يا رونا لاحداث الروايه اللي واضح من الاقتباس انها هتلمس برضه واقعنا اللي عايشين فيه زي روايه قيد. بالتوفيق والنجاح الدائم ان شاء الله ونحن في انتظار النشر🌹🌹🌹

    ردحذف
  3. شكل البطلات متبهدلين من الاول

    ردحذف
  4. استر يارب شكلها هتولع

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !