طال صمتها والجميع بانتظار ردها الذي سيغير الكثير....!
نظرت لجدها بضع لحظات ثم قالت : يعني لو طلبت الطلاق هتخليه يطلقني
وقعت كلماتها علي سليم كالجمر الملتهب ليشتعل قلبه وعقله فهو لن يرضي ببعدها ابدا ليقول باندفاع : مش هطلقك ياحور مستحيل...
تدخل فارس بغضب : هتطلقها غصب عنك
قاطعتهم حور قائلة بحده : انا بسأل جدي
زم فارس شفتيه بغضب من حدتها ليقول جدها : انتي عاوزة توصلي لايه ياحور
: عاوزة اعرف انت هتقدر تغصب عليه يطلقني زي ما غصبني اتجوزه
تعالت أنفاس سليم الغاضبه فهو سيفقد عقله وهي تتلاعب به بتلك الطريقة ..... نظر اليها جدها يحاول إيجاد الإجابة التي تنتظرها فهو لايعرف مايدور براسها ليقول اخيرا: ايوة ياحور مهما كان قرارك هقف معاكي
نظرت لسليم بتحدي لتري مقدار تلك النيران المستعره بعيناه وهو ينازع بين ان يقف عاجزا ويرضخ لرغبه جده ام يحارب الجميع من أجل بقاءها وهذا ما جعله ينظر اليها باصرار يخبرها بأنه لن يرضخ
نظرت لاخوتها الذين نظروا لسليم بتحدي لتقول: ولو كمان محبتش ارجع ليهم هتقف معايا
هتف فهد باندفاع : يعني اية مترجعيش معانا
التفتت نحوه قائلة بغضب : انت مش من حقك تتكلم بعد ما سيبتني لية..... التفت نحوها لتقول: انا كبرت علي انك سندي وحمايتي عمري ماخفت من حاجة طول مانا عارفة اني اخت فهد الهاشمي... نظر لها بحنان قاءلا: وانا هفضل سندك وحمايتك
نظرت له بعتاب مرير : وحميتني ازاي لما كنت محتاجاك.. ؟!
خفض عيناه لايستطيع مواجههتها لتنظر تجاه فارس الذي كان علي وشك التحدث قائلة بجفاء : انت انا معرفكش...
نظر لها جدها قائلا : قلتلك مهما كان قرارك انا واقف معاكي...
امامها الاختيار لأول مرة بحياتها فهل تختار وتبتعد عن الجميع.... ؟!
اهتزت نظرات سليم وهو يراها ستترك الجميع ولااحد سيستطيع ايقافها ولكنه لايحتمل مجرد التفكير بابتعادها... لن تتركة ولو حكم الأمر سيخطفها مرة أخرى واخري حتي تكون له بالنهاية... لايهم سيقف بوجهه من أو سيحارب من.. المهم ان تبقي حور له....
ابعدت عيونها عن عيون سليم التي تخبرها بأنه لاخلاص منه لتشعر بخفقه شاردة بعيدة بقلبها تخبرها بأن قدرها معه... هو دون غيره... ولكن مازال قلبها يحترق ليفكر بجمع خفقاته...
قالت بخفوت : شكرا ياجدي علي الاختيار بس جه متأخر اوي يعني ملوش لأزمة.... عشان كدة انا هفضل مع سليم...
حسنا لقد طعنت اخويها وجدها ...! وبقي سليم...!
تهلل وجه فواز وكذلك سليم فيما غادر فهد سريعا ولم يحتمل البقاء لتتبعه فرح وهي تشعر به كيف يري نفسه ضئيلا في عين اخته... وقفت وهج بجوار فارس وامسكت بيده ليغادرو.. فيما اقترب منها فواز قائلا: سامحينى ياحور... واتاكدي ان ده قدرك سواء بينا او من غيرنا.. اللي في ايدك انك ترضي بقدرك وتحاولي تخليه احسن
لم تجب وهي تجاهد لكبح دموعها فهي لم تشعر بنشوي الانتصار كما ظنت حينما غرزت تلك السهام في قلوب اخويها...
لم تلتفت لسليم الذي هدات وتيرة أنفاسه يعرف انها لم تبقي معه هكذا ولكنه مستعد لقبول اي شئ إلا بعدها.... غادرت سريعا لغرفتها ليقول فواز : خلي بالك منها ياسليم... عوضها عن ظلمنا ليها
كانت ليلة حزينه للجميع... أما حور فقد قررت انه يكفيها حزن فقد كان هو لون لياليها لوقت طويل.. انها تشعر بشعور مختلف حتي وان كانت ماتزال مع مختطفها فهي نالت ولو جزء ضئيل من انتقامها وهي تتخلي عن الجميع كما فعلوا... ابعدت كل شئ جانبا لتنام.. نعم ستنام تلك الليلة براحة فغدا امامها الكثير....!!
لم تشعر بسليم الذي جلس بجوارها يتأمل وجهها المستغرق بالنوم يتساءل عما يدور ببالها فهو سيكون ساذج ان ظن انها باختيارها له قد رضخت لكنه يعلم جيدا انها ماتزال كارهه للجميع تريد أن تثأر لروحها المظلومة لذا نوي ان يتركها تفعل ماتشاء لعلها تتخلص من تلك الطاقة السلبيه التي أصبحت تملاء قلبها...!
حاولت فرح التحدث لفهد ولكن بلا جدوي فلاشئ سيغير من نظره حور له
فارس يعرف ان عليه دفع ثمن لما فعل حسنا فهو يتفهم موقف حور ويعرف ان الزمن بيده تغيير كل شئ...
الجميع تقبل ماالت اليه الأمور حتي وان لم يقبلها فهذا الواقع والكل عليه التعايش معه..
استيقظت حور علي حركة سليم الهادئة بالغرفة يحاول الا يصدر صوت يزعجها وهو يراها تنام بهذا العمق لأول مرة....
التفت نحوها بدهشة وقد اعتدلت جالسة ولم تتظاهر بالنوم لحين مغادرته ككل يوم وكانها لم تكن تريد رؤيته....
ابتسم لها قائلا : صباح الخير
اقترب منها غير مصدق انها ردت عليه بهدوء ; صباح النور
..... انه بالتاكيد يحلم فهي هادئة مسالمه بعد تلك الحرب التي توقعها.... يري احتراق غابات عيناها الذي تريد جعل الجميع يحترق مثلها ولكنها تخفيها ببراعه تحت وجهها الهادي هذا الصباح
جلس بجوارها يمرر يده علي شعرها لتهمس وهي تبعد يده عنها : ابعد ياسليم
اقترب منها اكثر ليضع قبله علي جانب شفتيها جعلت معدتها تضطرب وهو يغمغم: مش هقدر ابعد عنك... انا مبقتش اقدر اعيش من غيرك ياحور
ازدردت حور لعابها وهي تشعر بشئ غريب حينما سمعته يقول تلك الكلمات لها فهل يحبها.... ؟!!
احاطها بذراعيه هامسا: انا هعمل الي اقدر عليه عشان اخليكي متندميش علي قرارك
تطلع بعيناها المرتبكة واكمل :خلينا نبدء من جديد وننسي اللي فات
حسنا انها مازالت تفاجئة حينما اومات له قائلة بدون تفكير : موافقة
رفع حاجبة متسائلا بريبه: موافقة..كدة بسهوله
افلتت منها ابتسامه يراها لأول مرة سرعان ما إزالتها متظاهرة بالجدية وهي تقول :لا.... موافقة بشروط
: انا قلت برضه..
توقعت ان يرفض كلمه شروط ليخالف توقعاتها قائلا : هنفذ اللي انتي عاوزاه
انها فرصتها وهو بهذا الهدوء لتقول : انا مش عاوزة اعيش هنا .. عاوزة بيت جديد
مرر يده علي ذقنه ينظر نحوها للحظة فهي تعرف ان طلبها صعب... ولكنه أخبرها بأنه سينفذ...!
: انت قلت انسي.. وكل مكان في البيت ده بيفكرني باللي حصل
حسنا ذكيه هي حور فهي بلامجهود اقنعته ليقول ومازالت عيناه تتطلع نحو عيونها
: حاضر... بس اديني وقت
نظرت له بشك ليسرع قائلا : سليم كلمته واحده... بس الموضوع مش سهل بين يوم وليلة الاقي بيت يليق بيكي
عادت لتبتسم مجددا ولكنها خفضت عيناها :مش فارق معايا اي مكان المهم مش هنا
اقترب منها لتلفح أنفاسه الساخنه وجهها وهو يقول بهمس: بس انا فارق معايا ان مراتي تعيش في بيت لايق بيها
ابتعدت عنه بارتباك من اقترابه وتحدثه بتلك النعومه يحاول التاثير عليها ولايعرف ماتنتويه له....
: ماشي ياسليم بيه خد الوقت اللي يعجبك
اقترب وجهه من وجهها بشدة حتي شعرت بأنها تتنفس أنفاسه الساخنه وهو يقول ; في شروط تانية
وضعت يدها علي صدره توقف اقترابه منها وهي تقول : نفذ بس انت اول شرط والباقي في وقته.....!!!
ترجل من سيارتة ودخل مكتبه بخطي سريعة متحدثا لحسين أقرب رجاله لكي يتبعه : امرك ياسليم بيه
: السرايا اللي اول الأرض الغربيه عاوز اشتريها
: بس ياسليم بيه انت عارف انها مهجورة من سنين ومحدش يعرف اذا كان صاحبها اللي في مصر عايش ولا لا
: مايخصنيش ياحسين ... بكرة الاقي عقد السرايا قدامي... وادفع اللي يطلبه..
اومأ له : حاضر ياسليم بيه
ارجع سليم راسه يسندها لمقعده الوثير يفكر منذ متي وهو يهتم برضا احد مثلها... لترتسم علي جانب شفتيه ابتسامه حينما راودته صورتها وهي تبتسم.....! ابتسمت فهناك امل..
بالفعل لم يكذب حسين خبر ونشر رجاله في كل مكان حتي وصل لذلك العجوز مالك السرايا ليعود منتصر....!
كان سليم جالس خلف مكتبه في اليوم التالي ليجد حسين يدلف للغرفة بابتسامة واثقة فهو رجل المهمات الصعبه : العقد ياسليم بيه...
تناوله منه بلهفه ليقول حسين : هو اخد مبلغ كبير.. قاطعته سليم : مش مهم
:عاوز في ظرف كام يوم استلم السرايا دي حاجة تانية
قال حسين باستنكار : كام يوم اية يا سليم بيه دي محتاجة شهر علي الاقل..
شهر... هل يمزج معه..! ؟
وهل يقدر علي تمنعها عنه لشهر انه يكاد يجن خلال اليومين الماضيان وهي تتلاعب به كلما اقترب تبعده بحجة انتظار البداية الجديدة .... وهو يوافقها علي مضض فليس امامه سبيل سوي ارضاءها
قال بنفاذ صبر: شغل رجاله علي قد ماتقدر... وادفع اللي يطلبوه المهم اسبوع الاقي السرايا جاهزة
عاد مساءا ليجدها جالسة تشاهد التلفاز بشرود لدرجة انها لم تنتبه له حينما دخل الغرفة.. اقترب منها ببطء ليحيط خصرها بنعومه طابعا قبله علي وجنتيها قائلا : بتتفرجي علي آية
تملصت حور من حضنه بابتسامه متوترة وهي تقول : فيلم...
استبدل ملابسه قائلا : تحبي اخليهم يطلعوا العشا هنا..
اغلقت التلفاز قائلة : لا ماليش نفس.. عاوزة انام
جلس بجوارها وجذبها لتتوسد صدره قائلا : وانا كمان
حاولت الإبتعاد عنه ليشدد من ضمها اليه قائلا :خليكي في حضني ياحور
تسارعت دقات قلبها لاتدري كيف ستبعده تلك المرة وهو يغلق كل الأبواب امامها بنعومه معاملته التي لاتنكر انها تغيرت كثيرا عن السابق وأصبح يغدقها بالدلال والاهتمام...
بقيت حور بحضنه علي مضض تحاول أن تخفي رغبتها في ابتعاده عنها فهي مازال امامها الكثير لتنتقم منه...! تنشق سليم عبير سعرها بعمق طابعا قبله طويلة علي شعرها
جعلتها تتوتر وتبقي متحفزة ان اقترب منها اكثر...
شعر سليم بتماوج أفكارها والتي يعرفها مسبقا فهو لا يصدق موافقتها لتنسي بتلك السهوله.. ربما ستنسي ولكن ليس الآن... انه يعرف انها تعبث معه وهو موافق فليجعها تفعل ماتشاء ليري لاين ستصل... انه يستمر معها بلعبتها لتخرج من اكتئابها ويبعد غمامه الحقد عن عيونها... تشترط عليه ماتشاء كل شئ منها يقبله الا ان تبتعد عنه...!
....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
تم
ردحذف