جبل الجليد ( الفصل الثامن )

1


الفصل السابق
 جبل الجليد...› الثامن


تراجعت حور بضع خطوات للخلف تستوعب ماتراه....!

أخيها قد عاد.. والان..!

بعد كل ماحدث بسببه.. لها

التفت فارس تجاه حور التي تسمرت مكانها وقد ارتسمت علي محياه ابتسامه من رؤيته لتلك الطفله التي تركها قبل سنوات هي من تقف امامه الان... تراجعت قدماها حينما رأته يتقدم نحوها ليباغته سليم الذي قطب جبينه مهدد بالشر  بلكمه قوية لتشهق وهج ووفاء بقوة : سليم..!

تقبل فارس اللكمه دون أن يردها ليمسكه سليم من تلابيبه هاتفا : اية اللي جابك دلوقتي ياندل ياجبان

وضع رسلان الطفل الصغير أرضا وابعد سليم عن فارس الذي قال بتهكم : حالنا من بعض يابن عمي... مانت عملت نفس النداله مع اختي

أبعدهم رسلان عن بعضهم ليحاول فارس امساك يد حور قائلا : تعالي معايا ياحور متخافيش

نظر لرسلان قائلا : وهج قدامك اسألها لو مش عاوز تفضل معايا ... إنما اختي برا اللي حصل وهاخدها معايا

امسك سليم يد حور بقوة ووضعها خلفه هادرا بعنفوان : حور تبقي مراتي ومش هتخرج من بيتي

: اتجوزها غضب عنها

التفت لحور التي كانت تشاهد كلاهما يجذبها تجاهه وكانها لعبه بيدهم قائلا : تعالي ياحور محدش هيجبرك علي حاجة تاني انا هخليه يطلقك

اشتعلت عيون سليم كالاسد الهائج وامسك بيد حور بقوة قاءلا: علي جثتي اني اسيبها

حاول فارس جذب يدها وهي ماتزال بلارد فعل و كلاهما يجذبها تجاهه

تدخل رسلان بغضب : ابعد يافارس عن حور

تدخلت وهج ببكاء :ده الوعد اللي وعدتهولي يافارس... مش قلتلي انك راجع عشان نعيش مع أهلنا من غير مشاكل

قال فارس بغضب : بس مش علي حساب اختي...

قالت وهج: اختك مراته يافارس

: غصب عنها

نظر اليها قائلا: متخافيش من حد ياحور لو عاوزة ترجعي معايا انا هرجعك....

تدخل سليم ناظرا اليها قائلا باصرار غاضب : قلت علي جثتي اني اسيبها....

: حور ساكته لية؟ قال فارس وهو يقترب منها يحاول مسك يدها لتنزع يدها من كلاهما صارخة بغضب : ابعدو انتوا الاتنين

.. مش عاوزة حد منكم... انا مش لعبه في أيديكم واحد يخطفني والتاني جاي بعد كل ده يرجعني.. ابعدوا عني كفاية بقي... كفاية ... قالتها بانهيار وهي تركض تجاه الدرج صاعده غرفتها....

رمقه سليم بنظرات الوعيد وركض خلفها... لتحاول وصد الباب ولكنه كان قد وصل ولم يسمح لها ليدخل خلفها فيما سالت دموعها ليحاول جذبها لاحضانه ولكنها ظلت تميل له الكلمات علي صدره ; ابعد... ابعد وسيبني انا بكرهكم.. بكرهكم كلكم

تجاهل كلماتها واستمر بمحاولته ضمها له ليستطيع في النهاية احاطتها بذراعيه لتنهار بين يديه باكية....

قال رسلان بأمر... تعالي يافارس علي المكتب ورايا.. وانتي ياوفاء خدي وهج و سليم الصغير يرتاحوا

قالت وهج ببكاء راجية ابيها : بابا انت وعدتني

اومأ لها رسلان: وانا عند وعدي وميهمنيش غير سعادتك... بس لازم نصفي اللي بينه وبين سليم

دخل فارس خلف رسلان لمكتبه ليرمقه رسلان بنظرات تحمل الكثير ليقول ببطء بعدها: كل اللي حصل ده بسببك... عداوتي مع ابوك واللي حصل لاختك كل ده بسببك

حاول فارس التبرير : ياعمي انا كنت بحب وهج وطلبتها منك كتير وانت اللي رفضت

ضرب المكتب بقبضته; تقوم تعمل كدة في بنت عمك

: يشهد ربنا اني مأذتهاش وشلتها في عنيا

: عارف.. وده اللي سكتني علي عملتك

نظر اليه فارس ليكمل رسلان : وبرضه ده اللي سليم عمله مع حور .. محدش داس ليها علي طرف واسألها

زفر فارس علي مضض : بس تفرق ياعمي

: تفرق في أية؟... تفرق انك اخدت بنتي بعيد عن حضني عشر سنين.. إنما سليم ارجل منك علي الاقل محرمش ابوك منها

قبض علي يده بقوة ; انت عارف يعمي اني عملت كدة عشان متبعدونيش عنها

: خلصت يافارس... احنا في دلوقتي... سليم جوز اختك وابن عمك.. وانت واخوك واخدين بناتي اقبل بكدة ياتسيب، وهج وترجع مكان ماكنت وبرضه حور مش هتخرج من هنا..


ابعدت حور يد سليم عنها حينما هدأ بكاؤها قليلا ثم نظرت اليه قائلة : لو سمحت سيني لوحدي

حاول تقريبا اليه ولكنها لم تسمح له ليقول: حور...

اغمضت عيناها باصرار : لو سمحت سيبني لوحدي..

ابتعد عنها علي مضض قائلا : حاضر.. هسيبك لغاية ماتهدي... بس ياريت تنسي اللي حصل تحت عشان انا مستحيل اسيبك ولو علي جثتي فعلا..... اقترب منها قائلا : متخلنيش اضطر اغصبك علي حاجة تانية... قلتلك قبل كدة حياتك معايا اقبليها بأرادتك


ابعدت حور الدموع عن عيونها تتردد كلمات فارس وسليم برأسها... لماذا اتي الان؟ وبعد اية؟ هل ستظل دائما دميه بيدهم يتلاعبون بها كمل أرادوا... والدها واخيها وسليم وفارس وعمها... الجميع يفكر بنفسه ولااحد سالها عن ارادتها..... لا هي ليست ضعيفة ومصيرها ليس بيد احد... من الان هي من ستصنع مصيرها...!!

نزل سليم الغاضب الي البهو ليشعر بيد توضع علي كتفه ليتلفت فيجدها وهج... تطلع نحو وجهها الذي لم يتغير كثيرا فمازالت تلك الجميلة المتوهجه بعيونها الزرقاء وشعرها الاسود الحريري ووجهها الملائكي.. لم يستطع منع ابتسامته حينما نظرت له ولابنها الصغير الذي تحمله علي ذراعها قائلة : سليم الصغير

حمل الصغير الذي ينظر اليه ببراءه وقد تلاشي غضبه ليضمها بذراعه الاخري قائلا:وحشتيني ياوهج

: وانت كمان ياسليم

طبع قبله حانية علي جبين الطفل الذي اخذ يتمتم بإسمه لتقول وهج : سليم عشان خاطري سامح فارس... هو بس خايف علي اخته زي مانت خايف عليا... بس انا كويسة ومبسوطة جدا معاه

داعب شعرها بخفه قائلا : متقلقيش

اخذت الصغير من بين ذراعيه قائلة : تسمحلي اطلع لحور

هز كتفه : براحتك

لايعلم هل ستقبل حور بحديث او لقاء احد ولكن لن تضر المحاولة...

.

دخل فهد مكتب والده بخطوات قوية : بابا فارس رجع

قطب عدنان جبينه وهي واقفا ; وهو فين دلوقتي

: عند عمي

اسرع عدنان... يلا يافهد نروح نطمن احسن تحصل مشكله

ترجل فهد وعدنان من السيارة وخلفهم وصل فواز بعد ان علم بعودة فارس ليتجمع الجميع يحاولون البقاء علي إنهاء العداوة بينهم فلاشئ سيغير ماحدث وعلي الجميع تقبل ما ال آلية الأمر....!

طرقت وهج باب غرفة حور التي كانت جالسة في الشرفة شارده تفكر بحياتها القادمة تحاول الوصول لما سيطفيء نيران قلبها خاصة وهي تري الجميع سعيد وماضي بحياته سواها.. لذا لن تقف طويلا تبكي وتندم علي مامضي لتضيع الباقي من عمرها كما ضاع الفائت...

تقدمت وهج وهي تحمل ذلك الطفل الصغير بين يديها لتقول لها : تسمحيلي اقعد معاكي شوية

هزت حور راسها دون قول شئ لتقول :انا اسفة علي اللي حصلك من غير ذنب... انا حاسة بيكي انتي اتظلمتي اد اية.... قاطعته حور بهدوء ظاهري : لو سمحتي انا متشكرة جدا علي محاولتك بس مش عاوزة اتكلم مع حد دلوقتي..

هزت وهج رأسها وغادرت دون أن تشعر بالغضب من رد فعل حور تجاهها والتمست لها العذر...


قال فواز : انا عاوز اتكلم مع البنات التلاته..

اومأ الثلاثة علي مضض ليتجه كل واحد منهم يحضر زوجته يتوقع مايريده منهم جدهم ليصعد سليم تجاه حور قائلا: جدي عاوزك تحت....

استغرب كثيرا من ذلك الهدوء الذي يسيطر عليها وشعر بأنها ترتب لشئ ما.. هل ان سالها فواز عن رغبتها بتركه ستتركه... وهل وقتها سيأمره بتركها وهذا مالم يسمح به ابدا.. فأن لزم الأمر فهو سيقاتل الجميع...

دخلت حور الغرفة مع سليم لتجد أخيها فهد وفرح وكذلك وهج وفارس فيما خرج رسلان وعدنان...

نظر فواز لحفيداته الثلاثة بأسي قائلا : انا عارف انتوا اتظلمت ا اد اية... وانا اول واحد مقدرتش احميكم من انكم تدفعوا ثمن مالكوش اي ذنب فيه.. عشان كدة عاوزكو تعرفوا اني دلوقتي مستعد اعمل اي حاجة عشانكم... كل واحده فيكم اتجبرت علي جوازها بس خلاص القرار في ايديكم دلوقتي محدش هيجبر حد فيكم علي حاجة.... نظر لهم مرة اخري ثم لفارس وسليم وفهد قائلا : اللي فيهم مش عاوزة تكمل في جوازها منكم هيطلقها بأمر مني..

لم يجب ثلاثتهم وبدأ عليهم الامتعاض والرفض فيما التفت فواز تجاه وهج : ها يابنتي راضيه وعايزة تكملي حياتك مع جوزك..

قالت بارتباك : ياجدي.. انا راضيه بحياتي مع جوزي وابني ومش عاوزة غير اني اعيش وسطكم من غير مشاكل

ارتسمت ابتسامه منتصره علي شفاه فارس فيما نظر لفرح التي احمرت وجنتيها خجلا وهي تقول : فهد بيحبني ياجدي وانا مش عاوزة اسيبه

نقل فواز نظره بين حور الشارده في تلك المسرحيه الهزلية.. فهل جاء الان بعد فوات الأوان يسالهم عن رأيهم..!؟

تهكم مرير ارتسم علي شفتيها للحظات قبل ان تشعر بلذه في رؤيتها لسليم المترقب لجوابها... فهو سيجرب قهرها الذي شعرت به وهو يجبرها علي موافقتها علي الزواج به حينما يجبره جدها علي  تطليقها ان ارادت.. وازدادت نظراتها تشفي في اخويها وهم ينتظروا منها رفض سليم والعودة معهم... كلاهما مازال اناني يريد الانتقام من خلالها... سليم يريدها ان تختاره حتي لينتصر اخويها... واخويا يريدون منها ان تختارهم حتي ينتقموا من سليم...

نقلت نظراتها بين الجميع بتشفي واضح وعيونهم تترجاها.. ليقول فواز برفق ; ها ياحور يابنتي.. عاوزة تفضلي مع سليم ولا... قاطعه سليم بهياج : انا مش هطلق لو انطبقت السما علي الارض..

قال فواز بأمر ; سيبها تختار ياسليم

قال فارس : حور حبيتي متخافيش وقولي انك مش عاوزة تفضلي معاه

تدخل فهد : قولي ياحور وانا مش هسيبك تاني

.......

طال صمتها والجميع بانتظار ردها الذي سيغير الكثير.....!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !