جبل الجليد ( الفصل العاشر )

1


 الفصل السابق

جبل الجليد... العاشر


اندفع فهد تجاه فارس الذي دخل لتوه لمكتب والده ليمسكه من تلابيبه هادرا بغضب: انت السبب في كل ده.. ضيعتها بسبب انانيتك.. كرهتنا كلنا بسببك

ابعد فارس يد فهد عنه : متنساش انها اختي زي زيك بالضبط

:وانت تعرفها منين... انا وابوك عشر سنين بنحميها... عيشناها في سجن بسببك...

قال فارس بغضب :وسكتوا لية لما اخدها غصب عنكم

قال فهد بتهكم :سكت عشان ابوك يحميك... وانت متستاهلش.. اناني عشر سنين سايبنا ندفع تمن عملتك وانت متجوز ومخلف ولا علي بالك

لم يستطع عدنان الصمت اكثر من هذا ليهتف بغضب : فهد.. كفاية كدة

قال بحدة : لا مش كفاية... لازم يعرف هو عمل فينا اية... انت مشفتش حور بتبصلي ازاي.. انا بموت كل ماافتكر كلامها ليا... احنا خذلناها ودمرناها ياريتني قتلت سليم ورجعتها ولا اني اشوف البصه دي في عينها

كل كلمه نطق بها فهد كانت كسكين ينغرس بقلب عدنان الذي لايشعر احد بمقدار كسرته لعجزة عن حماية ابنته....

اندفع فارس تجاه والده الذي امسك بصدره لايقوي علي التنفس ووقع بمكانه... قال بهلع بابا...

ركض نحوه فهد برعب : بابا...

........

انتفض سليم من نومه علي تلك الطرقات المتتاليه علي الباب ليقول بانزعاج: في أية؟

قالت الشغالة بتوتر: رسلان بيه عاوزك ضروري

قطبت حور التي استيقظت جبينها بقلق قائلة:في أية؟

اخفي سليم قلقه فلابد ان الامر طاريء ليجعل والده يوقظة بهذا الوقت ليربت علي شعرها برفق : متقلقيش.. نامي انتي وانا هشوف في أية وارجعلك

في لحظة كان قد ارتدي ملابسه وغادر لتنظر حور في اثره... هل اخفي قلقه وتمهل فقط من أجل طمانتها؟! الهذه الدرجه يهتم..؟!

اسرع سليم تجاه والده الواقف أسفل الدرج ووجهه غير مفسر... اية يابابا في أية؟

: بسرعه ياسليم عمك تعبان اوي... فرح كلمتني وقالتلتي

اسرع كلاهما الي قصر عدنان ليجدوا فرح واقفة تبكي فهي تحب عدنان وتشعر بالقلق عليه فيما كان فهد وفارس بالداخل مع الطبيب....

خرج بعد قليل ليقول الجميع بلهفه : خير يادكتور طمنا

هز الطبيب راسه قائلا : أزمة قلبيه بس الحمد لله عدت علي خير... بس لازم تاخدوا بالكم كويس مش لازم يتعرض لأي زعل أو ضغط والا النتايج مش هتكون كويسة

قال رسلان : يعني حالته دلوقتي كويسة

اومأ له : ايوة يا رسلان بيه حالته استقرت وانا اديته مهديء عشان يرتاح لغاية الصبح... و يمشي علي العلاج وتاخدوا بالكم من حالته النفسيه

: اكيد يادكتور

: لو في حاجة اتصلوا بيا علي طول

نزل سليم مع الطبيب ليوصله في حين نقل رسلان نظره بين فارس وفهد الواقفين قائلا:اية اللي حصل

قال فارس وهو ينظر لفهد شرزا : اسأل البيه اللي شايف نفسه مغلطش ومحملنا كلنا ذنب اللي حصل 

كان سليم قد صعد ليتحدث لفهد متجاهلا فارس : تعالي معايا

قال رسلان لفارس : وانت اتفضل وسيبني ادخل اطمن علي اخويا

نزل فهد وسليم سويا ليجلسا بالمكتب وكلاهما يتبادل النظرات الكارهه مع الاخر ليتحدث فهد بعصبيه : اية جاي تشمت

قال سليم بحدة : النسوان هي اللي بتشمت يافهد... إنما الرجاله بتنفذ... انا قدامك اهو اعمل اللي انت عاوزة عشان تنتقم ونخلص من الحكاية دي

نظر اليه فهد بضع لحظات بغضب مستعر ليقول : ومين قالك اني هسيبك.. مسيري في يوم من الايام هقتلك ياسليم

دخل فارس في تلك اللحظة ليقول سليم بعدم اكتراث : وانا مستنيك .... زي مااستنيت اليوم اللي هقتل فيه يافارس

قال فارس ببرود : وتستنوا لسة مااحنا فيها يلا نقتل بعض دلوقتي

تبادل كلاهما النظرات ليكمل فارس : بس بقي لما نقتل بعض... العداوة هتخلص

قال فهد باندفاع : لا.. بس النار هتبرد

: النار دي احنا اللي مولعينها... اية انتوا نسيتوا احنا كنا ازاي مع بعض زمان... احنا أحفاد الهاشمي ... نسيتوا لما كنا طول عمرنا في ضهر بعض مش أعداء احنا مكناش ولاد عم لا كنا اخوات

التفت سليم تجاهه قائلا بازدراء اتفق فيه فهد معه : انت اللي نسيت لما غدرت واخدت اختي من ورانا... وخليتني ابقي ندل جبان واعمل زيك

اغمض فارس عيناه للحظة ثم قال بشجاعه : عندكم حق انا السبب... انا كنت ندل وجبان.. بس غصب عني.. كنت بحبها ومش شايف قدامي غيرها وعمي عند معايا ومحدش فيكوا وقف معايا

نظر اليه فهد بسخرية : ابن الهاشمي نخ اخيرا

قال فارس بغضب : ومين فيكوا منخش.... نظر تجاه سليم قائلا : اية نسيت شكلك من كام يوم كنت عامل ازاي لما حسيت انها هتسيبك وتبعد...مكان ممكن تسيبها وتعملها بجميلة وتطلع راجل... إنما لو كانت بعدت كنت هتهد الدنيا ياسليم صح ولا غلط اشاح سليم بوجهه بعيدا لينظر فارس تجاه فهد : وانت اية..؟ منتقمتش منها ليه زي ماكنت ناوي...؟ ... ودلوقتي بتعمل المستحيل عشان ترضيها لية ... اشمعني انا محدش حط نفسه مكاني

خيم الصمت بضع لحظات علي الجميع ليزفر فهد بقوة قائلا : انت جاي تدينا المحاضرة دي لية دلوقتي.. روح قولها لاختك اللي مهما نعمل عمرها ماهتسامحنا..

نظر اليه سليم ليهز فهد راسه قائلا : ايوة ياسليم مش فارق معايا حد غيرها... هفضل بكرهك لغاية اليوم اللي الاقي حور راضيه وناسيه اللي حصل... أشار بسبابته تجاه فارس : وانت كمان برا حساباتي لغاية ماحور تسامحنا.. مينفعش كلنا نبقي مبسوطين وهي بتتعذب... معرفش هنعمل اية بس كلنا لازم نعوضها

هم بالمغادرة ليوقفة سليم : فهد

التفت نحوه ليقول : رايح فين... انت مش قلت كلنا هنعوضها

اومأ له فهد ليقول سليم : وهنعمل كدة ازاي من غير مانبقي كلنا ايد واحدة

نظر اليه فارس بشك فهل تلك بادرة ليقول: سليم

نظر لها سليم وهز راسه : عشان خاطرها هنسي كل حاجة.....!

..............

فتح عدنان عيناه ببطء ليجد أخيه جالس بجواره ينظر اليه بقلق : عدنان...انت كويس؟

حاول عدنان الاعتدال جالسا ليساعده رسلان قائلا :الف حمد الله علي سلامتك ياخويا كدة برضه تقلقني عليك

قال عدنان بياس : ياريتني مت

قال بلهفه: لية بس بتقول كدة.... عاوز تكسر ضهري من بعدك... احنا ملناش غير بعض لولا الشيطان اللي دخل بينا

هز راسه بأسي : ابني السبب

: خلاص ياعدنان اللي حصل حصل... وارادة ربنا يكون للعيال نصيب في بعض واحنا اللي كنا واقفين في طريقهم..

: بس حور..

: حور في عنيا... والله لو عارف ان سليم هياذيها ولو بكلمه ماكنت خليتها علي ذمته لحظة... اصبر ياعدنان ومسير الامور تتحسن

دخل فارس وفهد للغرفة تجاه والدهم للاطمئنان عليه بقلق... ليقول عدنان : الحمد لله انا بقيت كويس..

جلس فهد بجوار ابيه يعتذر عما بدر منه ليربت علي كتفه قائلا : انا عارف انك من حرقتك قلت الكلام ده يافهد...

قال رسلان ممازحا :لو كنت بتعمل كدة عشان تربيهم كنت خليتني اربيهملك ياعدنان

ولا بتشوف غلاوتك عندنا

ارتسمت شبح ابتسامه علي شفاه عدنان قائلا :لا انا تعبان وشكلي خلاص.... قاطعه فهد : خلاص ايه ياحج... دا الدكتور قال نجوزك وهتقوم زي الحصان.... غمز له واكمل ممازحا : اية رايك في ثريا هانم ام نجلاء. ...

وكزة عدنان بكتفه ليتدخل رسلان : طول عمرك حظك بمب ياخويا... تقع في ثريا وانا في وفاء...

وضع عدنان يده علي قلبه يسعل وهويكتم ضحكاته ليقول فارس : انت خايف تضحك ولااية ياحج..

قال عدنان باسف: اضحك واختك زعلانه

قال فهد : ومين قالك انها زعلانه... دي مطلعه عين اهالينا كلنا زي مانت شايف كدة... ده كفاية اللي عملاه في سليم اراهنك انها مبهدلاه وهو عامل فيها جدع قدامنا...

قال رسلان : هو فين صحيح عشان يجي يقطع لسانك...

بيجيب مفاجأه للحج. قطب جبينه قائلا : مفاجأه...!!

فتح سليم الغرفة لتندفع من خلالها حور مرتميه علي صدر ابيها ودموعها كالشلال.. بابا... سامحني انا مكنتش اقصد اضايقك... انا.. بس انا.... تعالت شهقاتها ليحيطها عدنان بذراعيه ويقبل شعرها قبلات كثيرة وهو يقول: انتي اللي سامحيني ياحور

تدخل رسلان : ماقلنا خلاص بقي ياعدنان...

رفع عدنان وجه حور لينظر لعيناه الباكيه ويمد يده ليمسح دموعها التي ازدادت انهمارا مرة اخري لتدفن راسها بصدره تفجر كل مشاعرها التي كانت تكتمها.. لتتذكر حينما علمت بما جري لوالدها....

كانت جالسة تفرك بيدها بقلق تتساءل عما حدث لتجد سليم يدلف للغرفة... نظرت تجاهه بقلق ليقول بمكر:منمتيش لية.... اية قلقتي عليا ...

اشاحت بوجهها قائلة بحدة : لا طبعا وهقلق عليك لية

أحاط خصرها بذراعيه وهمس بجوار اذنها بعبث: اسألي نفسك

احمر وجهها وابعدت يداه عنها قائلة بغضب زائف: ولااسال نفسي ولا أسألك.. انا بس قلقت من النوم ومعرفتش انام تاني

تطلع نحوها مستمتع بتلك المراوغة من جانبها والتي بالتاكيد انسته سبب عودته لها... ليقول : حيث كدة.. تعالي عاوزك في مشوار

ظنته سيصطحبها كما المرة الماضية ولكنها قطبت جبينها بغضب حينما رأته يدخل بوابه قصر والدها لتستدير له قائلة بحدة : انت جايبني هنا لية..

بحرص أخبرها بمرض والدها وتحزيرات الطبيب لتطفر الدموع من عيونها : ياحبيبي يابابا...

انطلقت خلفه من السيارة تجاه غرفة والدها وقد تبخر كل مافي قلبها من حقد او انتقام....


مرر عدنان يده علي شعرها بحنان قائلا : انا كويس ياحبيتي اطمني

رفعت اليه وجهها الأحمر المغرق بدموعها ليمسح دموعها بحنان ويقبل جبينها قائلا: ياريتني تعبت من زمان

قال سليم بخفوت وهو مغتاظ من قبلاتها لوالدها واحتضانه لها فيما لايحصل منها الا علي الشروط...! : ياريتني انا اللي تعبت

نظر له فهد وفارس بشماته في غيظة... لينظر لهم بوعيد...

طرقت وهج الباب ودخلت بعدها وبيدها سليم الصغير ليتهلل وجه عدنان لدي رؤيته لحفيده : الف سلامه علي حضرتك ياعمي

قالتها وهج وهي تقبل اعلي راسه ليأخذ منها الصغير ويطبع قبله علي وجنته

غادر الجميع بعد ان اطمئنوا علي عدنان لتظل حور برفقته الي ان ينام...

جلست وهج بجوار والدها ليركض سليم الصغير تجاه فهد الذي حمله وطبع علي وجهه العديد من القبلات قائلا:انت الميزة الوحيدة في ابوك

قال فارس : مقبوله منك

ظلت حور بجوار ابيها الي ان عاد للنوم مرة أخرى خرجت من الغرفة بهدوء لتركض سعاد

لتنزل الي البهو حيث جلس سليم بعد ان غادر رسلان ليرتاح قليلا وكذلك فارس وفهد كل ذهب لغرفته

اندفعت اليها سعاد احتضنها : حور يابنتي وحشتيني اوي

: ازيك يادادا.. انتي كمان وحشاني.. كني عاملة اية؟

: كويسة يابنتي هتفرح اوي لما تعرف انك هنا

ابتسمت لها لتقول سهاد : البيه نام يابنتي

: اه يادادا... انا هفضل هنا لغاية مايبقي كويس

تهلل وجه سعاد قائلة : البيت هينور بيكي....

هزت راسها فقالت سعاد: رسلان بيه مشي وقال شوية وراجع وفهد وفارس بيه طلعوا يرتاحوا... تحبي اوضبلك اوضتك عشان ترتاحي

هزت راسها قائلة : ماشي انا هنزل اقعد تحت شوية لغاية ماتخلصي..

نزلت حور الدرج لتتفاجيء بسليم جالس بالبهو فقد ظنته غادر مع رسلان...

التفت نحوها قائلا : عمي عامل اية؟

: احسن كتير

جلست علي الاريكة وهي تقول : انا هفضل معاه...

اومأ لها : وانا هفضل معاكي

نظرت له قائلة : لا عادي انت ممكن تمشي

قال بعبث : عاوزة تخلصي مني ولااية؟

: لا.. بس لو انت مش عاوز

غادر مقعده ليجلس بجوارها قائلا: انا عاوز ابقي في اي مكان انتي فيه....اقترب منها اكثر ليهمس باذنها : انا مش قلتلك مبقتش اقدر ابعد عنك..

نزلت سعاد في تلك اللحظة وهي تقول : اوضتك جاهزة يابنتي

: شكرا يادادا..

اعتدلت واقفة مبتعده عنه وهي تقول: انا طالعه ارتاح

اومأ لها ليخرج للحديقة يدخن سيكارة...

داعبت فرح شعر فهد فيما وضع راسه علي حجرها لتميل تجاهه طابعه قبله حانية علي جبينه قائلة : انا فرحانه اوي يافهد اننا اخيرا كلنا هنتجمع تاني..

اعتدل فهد ناظرا اليها ليطبع قبله علي شفتيها قائلا : وانا كمان يافرح.. مرتاح جدا للي حصل

: تعالي بقي نروح نطمن علي عمي

كان فواز قد علم بمرض ابنه هو سلطان أخيه ليأتي الجميع للاطمئنان عليه ليمر اليوم سريعا ويغادر الجميع لتعود حور لغرفتها بعد هذا الغياب الطويل.....

نقلت عيناها في ارجاء الغرفة لتقفز ذكريات تلك الليلة اليها فتغمض عيناها لاتريد تذكر شئ،.... طرقت سعاد الباب ودخلت بعدها وهي تحمل العشاء اليها قائلة.. يلا ياحبيتي عشان تتعشي

: لا يا دادا لو سمحتي ماليش نفس

:لا ياحور يابنتي انتي لازم تاكلي... وبعدين جوزك كمان مأكلش حاجة من الصبح

التفت لسعاد قائلة : هو فين.. ؟

: في الجنينه..

نظرت في ساعتها فقد تجاوز الوقت منتصف الليل لتقول : لغاية دلوقتي..

:تحبي انزل اناديه..

: لا يا دادا انا هنزله..

كان سليم جالس ممد قدمه امامه وقد وضع احدي يديه علي عيناه وغفا فيما هو جالس

نظرت اليه بضع لحظات قبل ان تقول بخفوت:سليم...

لم يستجب لنداءها فتضطر للطرق علي كتفه باصابعها وهي تنادي عليه مرة اخري: سليم

انتفض فاتحا عيناه... حور.. انتي كويسة.. ؟

هزت راسها ليقول: اية اللي نزلك دلوقتي.؟

: انت اية اللي نيمك هنا مطلعتش تنام فوق لية؟

مرر يده علي وجهه يبعد النوم عنه قائلا: لا انا مرتاح هنا.. الجو حلو فقلت اقعد شوية

لأول مرة تراه بهذا الارتباك وقد فهمت للتو مادار برأسه فهو مثلها يتذكر أحداث تلك الليلة ليرفض المكوث معها بتلك الغرفة...

قالت بسخريه جارحة : اية خايف تحي الذكري..

رفع عيناه نحوها ليري عيناها وقد عادت تشع بالرغبه بالانتقام ليشيح بوجهه قائلا بهدوء زائف: تصبحي علي خير ياحور


ابعدت شعورها بالذنب لترفع راسها وتتركه مغادرة فهو لم يري شئ بعد.. ان كانت كلمتها ضايقته فماذا سيفعل بعد ذلك...

صعدت بضع درجات لتواجه فهد الذي كان ينزل لتتلاقي نظراتهم للحظة تشيح وجهها بعدها سريعا وتكمل طريقها للاعلي..

خرج فهد وهو ينفث النيران ليجد سليم مازال جالس في الحديقة...

حاول فهد ان يمازحه قائلا: اية طردتك..؟،!

التفت له سليم قائلا بغيظ : ياريتك قتلتني وخلصت من اختك دي

ضحك فهد عاليا لأول مرة من وقت طويل فقد كانوا دائما أصدقاء قبل مايحدث ماحدث وكان هو وفهد الأقرب وفارس كان اكبرهم ولكنه لم يكن اعقلهم..

قال فهد : اصبر عليها...

زفر سليم قائلا : مانا صابر وفي ايدي ايه تاني اعمله...

: طيب ماتطلع تنام شوية

هز سليم راسه ونظر في ساعته: لا خلاص الفجر قرب يطلع

: اسمع الكلام ياسليم واطلع نام... والاوض عندك كتير...

دخل سليم ليطمئن علي عمه بعدها سار تجاه غرفة حور ليفتح الباب بهدوء وهو يشعر بارتياح حينما رآها نائمة ليخلع سترته ويتمدد بجوارها...

مرت بضعه ايام لتتحسن حاله عدنان كثيرا تبعا لتحسن حالته النفسية برؤيته العداوة تندثر...

دمعت عيون سعاد لرؤيه حور تستعد للرحيل : هتوحشيني ياحور يابنتي

: وانتي كمان يادادا..

نزلت حور لتجد سليم بالسيارة بانتظارها...

لم يتجه للقصر لتنظر له متساءل حينما توقف امام تلك البوابة الحديدية يطلق البوق ليفتح الحارس...

أشار لها لتنزل قائلا: البيت اللي وعدتك بيه

دخلت للفيلا بخطي بطيئه تتأملها باعجاب فقد كانت ذات ذوق راقي

وقف سليم خلفها واحاط خصرها بذراعه قائلا: عجبتك ؟

هزت راسها وحاولت أبعاد يده عنها ولكنه ادارها نحوه قائلا : لو تحبي سعاد تيجي انا معنديش مانع

هزت راسها موافقة بسعاده : اه.. سعاد ومني وساميه كمان

: هاتي اللي انتي عاوزاه

ابتسمت له فقال : فوق هتلاقي كل حاجاتك خليت نعمه وضبتهملك

اومات له وصعدت الدرج لتتدخل لغرفتها لاتستطيع إخفاء سعادتها بتلك الخطوة فقد اضحي لها بيت مستقل....

في اليوم التالي ذهبت للاطمئنان علي والدها وعادت وبرفقتها سعاد وساميه ومني ليستقر الجميع...

جلست علي طرف الفراش ترسم... فقد أحضرت أدوات رسمها ولوحاتها من منزل ابيها لتجتاح الراحة اوصالها وقد استغرقت بالرسم.... دخل سليم ليراها مستغرقة بتلك الحالة الهادئة...

جلس بجوارها لتشعر به يقترب منها يمرر يداه علي كتفها طابعا قبله ناعمه علي جانب عنقها... اغلقت دفتر رسوماتها ووضعته جانبا وقد زحفت لاقصي الفراش لتشهق حينما 

. جذبها سليم اليه ليلتصق ظهرها بصدره... حاولت التملص من ذراعيه ولكنه لم يدع لها الفرصة وقد ادارها نحوه لتنظر اليه وقد لمعت عيناه بالشغف وهو يهمس فيما اقتربت شفتاه منها: انا نفذت الشرط ملكيش حجة

ارجعت وجهها للخلف مبتعده عن قبلته التي انتواها وهي تقول: لسة عندي شرط تاني

تجاهل ابتعادها ليقترب مجددا وقد تعالت انفاسة الراغبه فيها بعد هذا الانتظار الطويل... : هنفذ كل اللي انتي عاوزاه..

وضعت يدها علي صدره توقف اقترابه قائلة : مش لما تعرف شرطي الأول

حسنا فليكن مايكن فهو لن يعارض قال بتأكيد :قلتلك هنفذ....

وصلت شفتيه لوجهها ولكنها سرعان ماابعدته ليزفر سليم بضيق ويبتعد فهو لن يفرض نفسه عليها أكثر من هذا...

: اية شرطك ياحور؟

: عاوزة اشتغل

بالتاكيد تمزح...؟

ظل صامت بضع لحظات لتقول بغضب: انت قلت هتنفذ

انفلتت اعصابه وقال بعصبيه : لما تكون حاجة تنفع تتنفذ

: وأية المشكله في اني اشتغل

: وعاوزة تشتغلي اية بقي ياحور هانم

:هفتح مدرسة

التفت نحوها لتقول باصرار : عاوزة اعلم كل البنات اللي هنا عشان يبقي ليهم شخصية وكيان...

نظر اليها بعدم اقتناع لتكمل : قلت اية؟

: سبيني افكر ياحور

قالت ببرود : خد وقتك...

تركته واولته ظهرها لتنام تشعر بلذه الانتصار وليس الانتقام.... انها ستبني شخصيتها حتي لاتصبح تابع لاحد يتحكم بها مرة اخري.. وستساعد من بحاجة اليها لتجعل البنات بمجتمعها تحظي بشخصيه مستقله..


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !