مهووس بك يا صغيرة جزء ٢( الفصل الثالث عشر)

13


 الفصل السابق

عنيد..! 

.... اغتاظت غزل وهي تراجع مرارا وتكرارا كميه عناده الذي مازال متمسك به ..... لقد وضعت يدها علي اسباب وصول حياتهم لشفا الأنهيار وكل ما طلبته منه أن يعترفون سويا باخطائهم..... ولكنه يأبي وياخذ الأمر كتحدي ولايدرك ان ثقتها في مكسب هذا التحدي تتخلص في ثقتها بحبه.... انه فرسها الرابح الذي راهنت عليه قبل سنوات... سبب سعادتها وشقاؤها.... بهجتها وحزنها... حياتها بأكملها تساوي أدهم.....لو يري مقدار ثقتها في هذا الحب الذي يكنه لها والذي لايقل عما هو موجود بداخل قلبها له لما تردد لحظة في الرهان هو الاخر علي حبها......! 

نظرت الي هاتفها بتردد قبل ان يشعر قلبها بالضيق من اجل يوسف الذي لابد وانه غاضب منها وهي مهما أجلت المواجهه لابد وان تحدث لذا عليها ان تتصل به... لن تهرب مجددا وستواجهه كأمراه ناضجه كل مخاوفها...! 

عكس ماتوقعت أجاب يوسف عليها علي الفور 

جائه صوتها الناعم : يوسف

تنهد قائلا : نعم ياغزل 

قالت برجاء : متزعلش مني 

صمت لحظة قبل ان يقول : ولما انتي عارفه ان اللي عملتيه هيزعلني كنتي بتعمليه ليه

شاكسته بمرح ; عيله

هز يوسف راسه قائلا بجديه : لا ده مش عذر ولا سبب ولا حجة.... حتي لو عيله ... برضه العيال لازم يعرفوا يتصرفوا صح

اومات باعتراف ; وانا هحاول ان شاء الله اتصرف صح

تهكم قائلا : واضح 

بدليل انك زي العيال ضحكتي عليا ومشيتي من ورايا

قالت بتبرير; يايوسف ماهو انا كان لازم ارجع بيتي 

قال يوسف بجديه : كنت هرجعك ياغزل بس لما ينفع انك ترجعي.... أدهم مكانش هسيبك انا واثق من كدة كنتي صبرتي

قالت بثبات : وانا كمان واثقه وعشان كدة رجعت من غير تردد 

تنهد يوسف لتكمل غزل باقرار : يوسف انا غلطت كتير في حقه بس من غير قصد وهو اتحملني كتير مفيهاش حاجة لو قربنا المسافات وبدأت انا 

عز يوسف راسه بعقلانيه قائلا : ماشي ياغزل كلامك صح وحلو بس ياتري بعد يومين هيتغير والاقيكي سايبه البيت وفي خناقه جديده

ضحكت قائلة : لا ياسيدي اطمن... ان شاء الله لا..... انا مش هتصرف باندفاع تاني واي خناقه بينا هنحلها سوا

تنهد يوسف قائلا : اتمني ياغزل.... اتمني ترجعي غزل اللي اتحملت أدهم زهران في بدايه حياتهم وغيرته عشان يوصل للدرجه دي

ابتسمت غزل قائلة : يعني باين انه اتغير عشاني

شاكسها يوسف بمرح : لا اتغير عشاني 

ضحكت غزل قائلة : يعني خلاص مش زعلان 

قال يوسف بدلال : زعلان 

قالت برقه : تحب اصالحك ازاي

قال بجديه : وريني اني عرفت اربي بنوته حلوة اد المسؤليه.... اتبسطتي وعيشي حياتك انتي وولادك مع زوج اخترتيه بكامل ارادتك وانا وقتها وثقت في اختيارك وواقفت

قالت بجديه مماثله : واختياري صح يايوسف انا اصلا عمري ماااتخيل اني كنت اتجوز واحد غير أدهم... لو في حاجة واحده بس اختارتها صح في حياتي فهي أدهم 

ابتسم يوسف برضي : ربنا يسعدك ياحبيتي 

.......... 

..... 


لن تسمح لهذا البعد ان يطول بينهما.... عنيد للغايه ولكنها تحبه ويمكنها ترويضه كما تحب بحبها له وليس بوقوفها الند بالند امامه ....! 

تأخر للغايه في العوده للمنزل ليله امس حتي لا يخسر التحدي امامها فهو يعرف انها الرابحه مهما حاول فهو يعشقها ولا يستطيع الإبتعاد عنها مهما حاول وتظاهر بالعكس..! ... 

سحب نفس مطولا وسرعان ما اندثر بالاغطيه في اقصي الفراش ليكون بعيدا عن قربها المهلك بينما كانت تحمل فتنه العالم اجمع وهي نائمه بهذا الجمال الذي طمعت به دون غيرها والذي فتنه من اول ماوقعت عيناه عليها...... تأمل بينما كانت نائمه وشعرها الاسود الحريري يحيط بوجهها الجميل ويغطي جانب عنقها وكتفها المرمري.... تحركت عيناه لتأمل تلك الفتنه التي بجواره ليتنهد اه منك ياغزاله... واااه من ذلك القميص الحريري الذي ارتدته فوق جسدها الفاتن... اسرع ليوليها ظهره وينام ولكن لم يطرق النوم جفونه الا حينما شعر بها تنجذب لدفء جسده الذي سرعان مااستجاب لقربها واستدار لها لتدخل بحضنه وتكمل نومها العميق.... في الصباح استسلم لعناده وافاق باكرا وذهب بينما جلست غزل فور استقاظها تتساءل ان كانت بالفعل نائمه بحضنه ام انها تتخيل من اشتياقها له.....! 

ابعدت الغطاء عنها وارتدت ملابسها ونزلت الي أطفالها الذين تعالت ضحكتهم بينما كانوا مع مها تلاعبهم.... 

ابتسمت غزل وسع فمها وهي تقول  : صباح الخير يا مها هانم 

ضحكت مها قائلة ; لا طالما مها هانم يبقي مزاجك رايق 

نظرت الي أطفالها وقبلتهم قائلة : والله ياطنط ضحكتكم مع بعض تشرح القلب فلازم مزاجي يروق

قال سليم : نامي بصي تيته بتشوط معايا الكورة ازاي 

ابتسمت وصفقت لابنها الذي قال : بابي وعدني هياخدني التمرين النهارده

اومات بابتسامه لتنظر الي مها : هو أدهم خرج بدري. ؟

هزت مها راسها : اه... كنت صاحيه انا وسليم بنسقي الورد اللي زرعناه لقيناه نازل من بدري 

اومات دون قول شئ لتسألها مها بفضول : انتوا لسه متخاصمين 

تنهدت غزل قائلة ; مش متخاصمين بمعني متخاصمين بس هو واخد موقف مني.... احنا لازم نصفي اللي بينا عشان مفيش حاجة تانيه تبعدنا عن بعض

قالت مها بتشجيع : ومستنيه ايه .؟ 

قالت غزل بتفكير : مستنيه أدهم يكون هو كمان عاوز  كدة .... بس هو مش، عاوز يعترف ان الغلط مشترك 

تهكمت مها : أدهم يعترف انه غلطان     .... واضح انك هتستني كتير 

قاطع حديثهم مجيء ام حسن قائلة : تليفونك بيرن يامدام غزل  

امسكته لتري رقم سلمي التي لم تتوقف عن الاتصال بها بينما غزل لا تجيب أثناء كل ما مضي عليها كما وأنها تعرف ان سلمي مؤكد تريد أن ترى سير العمل الذي ولابد انه انتهي وأغلق المكتب بعد كل هذا الإبتعاد 

: سلمي 

قالت سلمي متنهده بارتياح لاجابتها عليه اخيرا : ايه يابنتي خضتيني عليكى... في ايه 

; ابدا بس كنت مشغوله 

; كل ده مشغوله في ايه بقي 

: اهو لما اشوفك 

; ومستنيه ايه يلا تعالي المكتب 

قالت غزل باحباط: مكتب ايه.... خلاص اعتقد هيتقفل 

اتسعت عيون سلمي بعدم فهم : يتقفل ايه..؟.. انتي بعد ما وصلنا للي كنا بنحلم بيه تقولي يتقفل 

عقدت غزل حاجبيها : وصلنا 

اومات سلمي بحماس : طبعا اخدنا عقد الكمباوند والمكتب من وقتها شغال نار 

قالت غزل بعدم فهم : عقد 

ضحكت سلمي قائلة : لا غزل انتي مش مركزة ولا  ايه... هو أدهم مقالش ليكي 

سألتها باستفهام : قال ايه.؟ 

: انه مضي العقد مع الشركه

صمتت غزل بعدم فهم..... هل تابع لها عمل مكتبها لتكمل سلمى بمرح : انتي لسه صاحيه واضح.... ايوة ياغزل 

أدهم قالي انك مشغوله الفتره دي وهو تابع معانا الشغل وكلف الراجل اللي ماسك شغله ده اللي اسمه كمال حاجة كدة يتابع معانا الماليات والعقود واحنا قدمنا المشروع اللي كنتي شغاله عليه وانا كملت الناقص وابتدينا شغل 

قالت بعدم تصديق فهل لم يستغل الفرصه ويغلق المكتب : يعنى... يعني أدهم عمل كدة... ؟

ضحكت سلمي قائلة: لا عفريته.... غزل ياحبيبتي انتي واضح كدة انك شربتي حاجة  اصفره ونمتي وانا مش، فاضيه اشرحلك..... بصي فوقي كدة وكفايه انتخه عشان انا تعبت 

تعالي استلمي شغلك وانا احكيلك 

.......... 

... 

فتحت اوركيد عيونها علي ملمس ذقن عمر الخشن بينما مرر شفتاه علي وجنتها يقبلها برقه....ما ان فتحت عيونها حتي قابلتها ابتسامته الحلوة بينما يقول : صباح الخير علي احلي واجمل ورده في الدنيا 

خلب قلبها وادخل اليه السرور لترتسم ابتسامه حلوة علي شفتيها : ورده..؟! 

: طبعا الاوركيد 

اعتدلت جالسه وهي تقول برقه : يعني عارف معني اسمي 

عقد حاجبيه وفرك راسه قائلا  : وليه الاحراج ده..... 

نظرت له بجبين مقطب ليداعب وجنتها ويبتسم قائلا : بصي هو مش عارف اوي معناه....بس اكيد ورده حلوة 

ابتسمت علي صراحته البحته لتنفلت شفتيها بكلام قلبها  : انت جميل اوي ياعمر 

اومأ بغرور محبب: عارف ياروح قلب عمر 

ضحكت قائلة  : ايه الغرور ده 

داعب شعرها بمرح : الله مش كنا ماشين حلو... وبتقولي جميل قلبتي ليه 

نظرت الي عيناه قائلة : بقول جميل علي شخصيتك اللي عامله زي القطر ماشي في سكه واحدة.... طيب اضحك عليا وقولي عارف معني الاسم وكمل الصورة الرومانسيه اللي مصحيني عليها

: ياحبيتي ماهو انا مبقاش احب الكذب

قالت باقرار ; دي مجامله 

اومأ قائلا بابتسامه : كذب برضه

نظرت له بمكر : يعني لو سألتك.... شوفت ستات احلي مني هتقولي ايه..؟ 

نظر اليه لحظة قبل ان يتطلع لها ولاحمرار وجهها حينما نطق : هقولك شوفت كتير احلي منك 

قبل ان تناله شرارات عيونها كان يميل ناحيتها وهو يعرف الطريق لشفتيها هامسا امامها ; بس انتي الوحيده اللي اخدتي قلبى.... ياقلبى 

اغمضت عيناها بسعاده لاتصفها كلمات بينما تعترف انها وقعت بحب هذا الرجل الذي مهما حاولت لا تستطيع الا ان تحبه هو بكل عيوبه قبل مميزاته .... فتلك هي مرأه الحب..! 

........... 

.... 

نظرت مها الي غزل التي تجهزت للخروج لتسألها ;  انتي رايحه فين..؟ 

خالفت توقعاتها بخروجه لمكتبها حينما قالت :رايحه لادهم 

نظرت لها مها بتوجس سرعان مااختفي حينما تنهدت غزل بسعاده جارفه وهي تقول   باعتراف : تعرفي ياطنط مها ان لعبه إثبات الذات والشخصيه بين الست والراجل اللي من ألف سنه تخلص لما كل واحد يتأكد ان نص شخصيته الناقص مع الطرف التاني 

نظرت مها بعدم فهم بينما تنهدت غزل بهيام ولم توضح أكثر وهي تقول  : انا بحبك اوي ياطنط مها 

ضحت مها قائلة : انا ولا ابني يابكاشه

داعبت غزل وجنتها ; ماهو انا بحبك عشان خلفتي جوزي القمر اللي بموت فيه ده

ضحكت مها مطولا بالرغم من انها لاتفهم سر تلك السعاده المفاجاه التي احتاجت غزل  التي قالت  : طيب وانا بقي بحب ابنك اوي كدة اسمحيلي اروح له بسرعه عشان نصفي اللي بينا  

قالت مها بنصيحه : غزل كفايه عتاب بقي وقوليله الكلمتين الحلوين دول هينسي كل اللي حصل وكفايه دفا وبعد 

اومات غزل لتسرع بضع خطوات ولكن مها ودتها تعود مجددا لتسالها بقلق  : في ايه..؟ 

قالت بتعلثم : ابدا.... بس هجيب حاجة من الاوضه 

اومات مها لتسرع غزل لغرفتها.... مكثت قليلا قبل ان تعقد حزام ذاك المعطف الطويل الذي وضعته فوق ملابسها التي استبدلتها وتاخذ حقيبته وتغادر 

........... 

.... نظرت في مراه سيارتها لانعكاس صورتها بينما تلقي نظرة اخيرة علي هيئتها التي اهتمت بها للغايه 

دلقت الي مكتب سارة الملحق بمكتبه متسائله: أدهم جوة ياساره 

اومات سارة بابتسامه : اهلا مدام غزل..  مستر أدهم موجود بس في اوضه الاجتماعات 

اومات لها لتقول سارة : اتفضلي 

: لا هقعد معاكي لغايه ما يخلص

جلست غزل لتبتسم لها ساره وهي تقول : تحبي تشربي ايه..؟ 

قالت غزل : هاخد لاتيه وحاجة حلوة لأني مفطرتش وجعانه جدا

ضحكت ساره واسرعت تطلب من العامل إحضار ماطلبته غزل التي جلست الي احد المقاعد الجلديه وهي تحاول أن تكون هادئه بينما تسأل ساره وقد لفت انتباهها عدم وجود تلك الحقيره 

: هي ماهيتاب اجازة النهارده 

هزت سارة راسها وهي ترفع راسها من امام الحاسوب : لا ميسز ماهيتاب سابت الشغل 

هل اتسعت ابتسامتها الواثقه للتو   .... ! يشعل غيرتها بهذا الحديث عن الزواج

ليس اكثر وهاهو طردها مؤكد

قالت بمكر : سابته من امتي....اصلي الفترة اللي فاتت انشغلت اوي مع يوسف في اسكندريه وطبعا مفضيتش اكلمها 

قالت ساره : يعني من حوالي اسبوعين.... فجأه مجتش الشركه ومستر أدهم قالي افضي مكتبها وابعت حاجتها علي البيت

تنهد بسعاده قائلة : ممم هبقي اكلمها افهم منها 

بشهيه كبيرة تناولت هذا الكرواسون مع كوب اللاتيه.....وهي تفكر انه حبيبها ولا يستطيع النظر لأخرى ولابد وانه طردها من العمل ومن حياتهم للأبد 

استأذنت ساره بعد قليل قائلة  : هاخد بس الورق دن لمستر عزت وجايه 

اومات لها واخرجت هاتفه لاتستطيع الانتظار لمعرفه كل شيء لتجاول مع اروي مجددا بعد ان عرفت بترك ماهيتاب للعمل  : اروي.... هو أدهم طرد ماهيتاب 

تعلثمت اروي : معرفش

قال غزل بمكر : متعرفيش ولا برضه مش عاوزة تقولي اللي حصل بينهم اليوم ده

قالت اروي بهروب : انتي، هتعملي زي ماما ياغزل.. معرفش

زنقتها غزل قائلة : انتي بتكذبي عليا يارورو

قالت اروي بابتسامه : بصراحه اه بس اسامه محلفني 

زمت غزل شفتيها لتكمل اروي بمكر : بس محلفش ماما 

ابتسمت غزل لتطلب رقم مهاعلي الفور و التي لوت شفتيها قائلة بتهكمها المعتاد : مستغربه اصلا انتي مهندسه ازاي وانتي كل ده لسه بتفكري في الموضوع العبيط ده

قالت بدفاع :مش، عبيط ياطنط بس أدهم  هو بنفسه مرضيش يقولي انه مش هيتجوز 

ضحكت مها بشماته : ولما هو ناوي مستني ايه ..ايه بيكون نفسه.. ؟! 

ضحكت غزل لتكمل مها :غبيه 

قالت غزل كطفله ; الله ياطنط بقي 

قالت مها : اتحركي ياحبيبه طنط 

قالت غزل بفضول : طيب ايه اللي حصل

قالت مها ببرود : اساليه... 

.... 

غزل 

التفتت له حينما دخل الي مكتب سارة الملحق بمكتبه وتفاجيء بوجودها 

نظرت له بعيونها الحلوة التي تراقصت بها الشقاوة وهي تقول : هربت مني الصبح قولت اجي وراك

امسك ضحكته وتظاهر بالجديه مرددا : هربت..؟! 

اومات وهي تتطلع لعيناه التي لاتستطيع ان تكذب امام عيونها : اه.... امال انت نزلت بدري ليه.؟ 

ابعد عيناه عن عيونها : كان عندي شغل

قالت بدلال وهي تقترب منه وتقف امامه وتحيط عنقه بذراعيها : طول عمرك عندك شغل وكنت بتحب تصبح عليا بطريقتك ولا نسيت

هدرت الدماء، بعروقه من معنى كلماتها ومن اقترابه بتلك الجرأه لاتهتم بانهم ليسوا بالمنزل .... حمحم واستعاد ثباته الظاهري وهو يبعدها برفق قائلا :احنا في المكتب 

نظرت له بغيظ وهو يبتعد عنها : وايه يعني....؟! 

: حد يشوفنا 

زفرت بغضب طفولي وابتعدت عنه خطوة مزمجرة : ماشي براحتك.... بس انا عاوزة  اتكلم معاك 

قال باقتضاب :لما ارجع نتكلم

هزت راسها باصرار : لا دلوقتي 

رفع عيناه الي اصرارها قائلا بعناد فهي ستعيد نفس الحديث وهو لم يشفي من جرح كرامته ولاكبرياءه بعد ليعترف بما تريد: غزل لما ارجع نتكلم  

هزت راسها باصرار : وانا قولت دلوقتي 

أجاب باصرار مماثل : وانا قولت عندي شغل 

قالت بطفوليه وهي تجلس : هستناك لما تخلص

جذبها ودخل بها الي مكتبه متظاهرا بنفاذ الصبر قائلا : اتفضلي قولي اللي عندك 

نظرت له ثم قالت بملاحظة ذكيه : هي ماهيتاب سابت الشغل 

نظر لها بطرف عيناه  ; انتي جايه تسألي علي كدة 

اومات قائلة : ااه... ماهو ده بدايه كلامي

قال بنفاذ صبر: ادخلي في الكلام علي طول 

قالت باصرار ;جاوب الاول.... انت طردتها 

هز راسه بكذب ; لا 

عقدت حاجبيها باستنكار فلماذا لا يريد أن يريحها لتقول بثقه : أدهم انت طردتها صح.... ؟ قول اه وريحني بقي.... انت بتحبني ورفضتتاتجوزها وطردتها كمان وبس بتقول موضوع الجواز عشان تغيطني 

هز راسه : لا 

زمت شفتيها بغيظ وسألته بانفعال : امال هي فين .؟ 

قال ببرود مصطنع فلتتذوق من كأس الغيرة ;عادي جايز مش عاوزها تشتغل

هتفت بحنق : متعصبنيش.... قول الصراحه 

ظل صامت وقد اشفق عليها من محاولتها الصعبه للسيطرة علي اعصابها 

لتنفلت زفرة حارة من بين شفتيها وترفع راسها اليه قائلة  :أدهم انا جايه بجد عشان تعبت. 

رفع حاجبه باستنكار : انتي اللي تعبتي.. ؟

اومات ووقفت امامه تتطلع له بعتاب حطم عناده : اه تعبت منك ومن تصرفاتك.... 

نظر لها لتكمل بتأنيب:عامل زي الولد الصغير العنيد وماسك في موقفك وبتصد اي محاوله مني عشان نقرب من بعض.... 

نظر لها لتكمل باتهام ; 

لو  بتتكلم زي مابكلمك وتعترف بغلطنا زي ماانا قولت كان زمان كل حاجة  بينا حلوة 

إنما أنت بتعاند وخلاص 

..... محقه... نظر اليها غير مصدق انها عادت لمرسي عقلها ورزانتها في معالجه الأمور بينما لم تستسلم وظلت تحاول 

: أدهم....  انت وقفت مكتبي علي رجله ليه لما انت كارهه انشغالي عنك.... وجبت ليا المكتب ليه اصلا من الاول 

نظر لها دون قول شئ لتنظر لعيناه وتجاوب  علي نفسها ; عشان تسعدني....انت عملت وبتعمل  اي حاجة تخليني مبسوطة عشان انت بتحبني 

صح ياادهم 

تنهيده صدره اعطتها الاجابه ولو لم ينطق لسانه لتقول : أدهم حبيبي قولي ايه لسه مزعلك مني 

قال وهو يشيح بوجهه متمسك بأخر ذره اصرار لديه فهي أخطئت كثيرا ولابد من تأكده انها لن تعيدها 

: كل حاجة عملتيها مزعلاني

قالت وهي تقف امامه وتمسك بوجهه لينظر لها :اسفه 

هز راسه بجيبين مقطب ; مش كفايه 

ابتسمت وقالت بنعومه ; طيب انا بحبك 

انكسر العناد ولانت ضربات قلبه..بينما تابعت بمشاعر :  بحبك اوي ومقدرش، ابعد عنك.... بحبك وانت حياتي كلها..... بحبك واسفه علي كل حاجة عملتها...... بحبك وعمري ماحبيت ولا هحب حد غيرك...... بحبك وانت حبيبي وجوزي وصاحبي واخويا وابويا وكل حاجة ليا في الدنيا..... 

تمهلت قليلا بينما بتلذذ بسماع اعترافها الذي لعب علي أوتار قلبه كأروع مقطوعه موسيقيه.....تباطات شفتيها بينما مدت يدها ببطء الي حزام معطفها الطويل تفكه وتكمل بهمس ; ب ح ب ك و ح ش ت ن ي

بحبك وحشتني 

شهق وانتفضت نظراته هاتفا بصدمه ; بتعملي ايه يامجنونه 

...... نظر الي ذلك القميص الذي ارتدته أسفل معطفها بعدم تصديق 

بينما قالت غزل بجراه وهي تغمز له  ;بصالحك.... عارفه انك بتحب اللون الاسود 

اسرع يغلق المعطف مزمجرا : بحبه في اوضتنا مش هنا.... انتي ازاي تنزلي كدة 

قالت بدلال : وانا لو كنت لقيتك جنبي مكنتش جيت 

هامت نظراته وعجز لسانه عن نطق شئ امام ماتفعله به.... فتح المعطف يتأمل جمالها لحظة بينما كشف القميص الحريري القصير عن ساقيها بينما ارتدت ذلك الحذاء ذو الكعب العالي الذي منحها طول قامه محبب ليسحب نفس مطولا ويعيد إغلاق المعطف مرة اخري بغيرة انها ارتدت هذا حتي وان كان من أجله ليهتف بعدم تصديق ; نزلتي كده 

قالت ببراءه وهي تشير للمعطف ;مقفول وطويل 

فتح المعطف مجددا وتطلع الي جمالها الافخاذ لحظة قبل ان يغلقه مرددا بغيرة ; ازاي تنزلي كده 

وضعت غزل يدها برقه فوق يده التي تحيطها بالمعطف بغيرة واضحه لتبعد يده وتخلع المعطف فيتهاوي قلبه بينما تتجه بخطوات بطيئه تغلق الباب بالمفتاح وتسدير اليه ببطء تتهادي بخطواتها لتلمع عيناه بالشغف والاشتياق حينما توقفت امامه وتطلعت له بحب : كفايه علي غزالتك كده وحن عليها.... دي بتموت فيك ومتقدرش ابدا علي زعلك..! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم 


الفصل التالي

إرسال تعليق

13 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك

    ردحذف
  2. يالهووووووووي على الجمال والحلاوة

    ردحذف
  3. روعه تسلم ايدك يا رونا ❤️

    ردحذف
  4. تحفه البارت حلو اوي تعيشي وتكتبي حبيبتي

    ردحذف
  5. مش معقول الي بتعمله غزل بادهم
    بس الحلو انها بترضي غروره

    ردحذف
  6. مترجعيه واتباد هي المشكلة ايه

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !