مهووس بك يا صغيرة جزء ٢(الفصل الثاني عشر )

9

الفصل السابق
 آفاق علي يدها التي مدتها لجيب سترته وأخذت تلك العلبه لتقول :  ودي ليا انا كمان

ضحك بسعاده من قلبه وقد ارضي غرورة مافعلته ليقول لنفسه بعد ان خرجت كعاصفه ;مجنونه بس بحبها..... 

اخفي سريعا ابتسامته وهو يلحق بها بينما كانت تغادر مكتبه وشعوران متناقضان يسيطران عليها.....الاول سعاده جارفه انها متأكدة من حبه مهما حاول إخفاءه والاخر نار حارقه من الحيرة والغيره لانه لم ينفي فكرة زواجه...... ولكن عقلها وقلبها رافضين مجرد التفكير انه قد ينظر لأخرى سواها ليرتاح قلبها ولو قليلا ......! 

قال أدهم وهو يلحق بها : استني هنا 

التفتت له بينما كان يلحق بها لتبتسم فهاهو أدهم الحقيقي الذي مهما اخفاه بداخله لن يستطيع......فهو لن يدعها تعود للمنزل وحدها لتبتسم بثقه بينها وبين نفسها..... ال هيتجوز غيري ههههه مستحيل 

قالت ببراءه : عاوز حاجة ..؟ 

حمحم وهو يتظاهر بعدم الاهتمام :انا راجع البيت عشان الولاد وحشوني تعالي هاخدك في طريقى 

تراقصت الابتسامه علي شفتيها....فهو  يحبها ويعشقها ويخاف عليها من الهوا ولكنه فقط يستخدم البرود وفكرة زواجه من أجل معاقبتها..... كطفله صغيرة قررت مجاراته في لعبته لتتوقف وتستدير اليه ببراءه

: كنت هاخد تاكسي وانت شوف الولاد لما ترجع من شغلك عشان متتعطلش

نظر لها بغيظ وهو يخفي غيرته ليتبرطم : عندك بدل العربيه عشرة ورايحه جايه بتاكسي 

ركبت بجواره لتبتسم وتداعب وجنته بخفه وهي تقول : بتغير عليا يادومي

تحلي بالثبات ليقول ببرود : هغير عليكي من سواق التاكسي يعني.... اكيد لا 

نظرت له ورفعت حاجبيها : امال لو عرفت اني جايه من اسكندريه بالقطر وكمان كان في واحد بيفكر يعاكسني 

زم شفتيه بغضب والتفت لها وقد انتفض بروده ; مين ده 

ضحكت علي غيرته بثقه: وانا اعرف منين اهو واحد وخلاص.... وبعدين انت مش قولت هتغير عليا من سواق التاكسي 

التفت لها بتحذير لتقول بدفاع  : انت السبب حد قالك متجيش تاخدني

اطبق علي المقود بغضب قائلا ;غزل متجننيش.... انطقي مين عاكسك

عقدت حاجبيها ببراءه ومالت ناحيته لتقول برقه: محدش.... انت بقي اللي متجننيش وريحني وقولي انك مستحيل تتجوز غيري

نظر لها بطرف عيناه بينما يكاد يذوب امام نظرات عيناها التي سددتها له كالسهام وهي تتلاعب علي أوتار غيرته وحبه لها بثقه ليقول وهو يحاول ضبط هدوءه :ليه مستحيل.... عشان بحبك يعنى..؟ 

اومات وهي تتطلع له : اه طبعا بتحبني واستحاله تحب او تتجوز غيري 

مال ناحيتها وتطلع لعيناه لحظة انفصلت فيها عن العالم تحت وطأه نظراته التي تري بها كم يحبها... لحظة وعاد بنظره الي الطريق وهو يردد بمكر : عندك حق.... جايز مستحيل احب واحدة غيرك..... التفت لها لحظة ثم عاد للنظر الي الطريق وتابع ; بس عادي اوي اتجوز   جواز مصلحه عشان الفضحيه اللي انتي عملتيها  

اندفعت الدماء الساخنه بعروقها و احتقن وجهها بالغضب حتي كاد ينفجر بينما تطاير الشرر من عيونها وثارت ثائرتها وهي تقول  : مصلحتك انت..... 

نظر لها بترقب فهاهي ستعيد نفس الكلام 

لتكمل غزل بانفعال : انا ماليش اي مصلحه انك تتجوز عليا غير انك تدوس عليا وعلي كرامتي وانا مش هسمحلك تعمل كدة.... انا رجعت ليك بالرغم من انك طردتني من بيتك 

قال برفض : مطردتكيش

هزت راسها بانفعال قصدته : طردتني

أوقف أدهم السيارة جانبا بحركة مفاجأه والتفت لها وامسك بذراعيها قائلا بحزم : مقدرش اطردك.... ده بيتك افهمي بقي 

قالت بعتاب لتجبره ان يخفف عصبيته : لو مكنتش قاصد كنت جيت رجعتني لما طلبت منك 

..... نظرت الي عيناه وتابعت : انت اتهمتني اني بهد بيتنا بس انا اهو بثبتلك اني متمسكه بيك وبالبيت اللي بنيناه سوا ورجعت عشان نتكلم مع بعض ونشوف ايه اللي وصلنا لهنا 

قال بجديه وهو يترك ذراعها : اللي وصلنا لكدة عنادك ووقوفك قدامي

قالت بدفاع عن نفسها : انا مش عروسه لعبه هتحركها زي ماانت عاوز..... 

لازم يكون ليا رأي 

تنهد أدهم ونظر اليها باعصاب مرهقه فهم يدورون في دائرة مغلقه وسيظلون يتابعون الدوران مالم تقرر الخروج منها والاعتراف انها أخطأت..... وهي تعترف بخطأها ولكن اعترافها مقترن باعترافه انه أيضا مخطيء  فالخطأ خطأ كلاهما ولكن أدهم يرفض حاليا ان يري انه مخطيء.... رجل مثله بشخصيته الصلبه العنيده مستحيل ان يعترف انه أخطأ خاصه الان... عليها ان تكون ذكيه وحذره وتعرف متي تسحب منه اعتراف بخطأه ولكنها ماتزال تحمل نفس اندفاعها المعهود....! 

نظر اليها أدهم قائلا بجديه رد علي تصميمها انه المخطيء وليست هي : ولما انتي مبتغلطيش وانا اللي غلطان راجعه ليه

نظرت له بعتاب فهل يلومها علي عودتها له ليضرب المقود بيده بعصبيه قائلا ; مش قصدي ....مال ناحيتها وامسك بذراعيها ونظر الي عيناها  : قصدي راجعه ومش عاوز ننفصل ليه

قالت بنبره هادئه : عشان الانفصال مش حل..... مينفعش نهد حياتنا قدام اي مشكله..... نظرت اليه وهزت راسها برزانه وتابعت بعتاب لنفسها : عارفه انك هتقولي اني كل مرة بطلب الطلاق..... هقولك حقك ياادهم.... انا غلطت وكنت فعلا بقول اي كلام من غير تفكير وكل مرة كنت بقولك طلاق كنت واثقه انك استحاله تعمل كدة .....نظرت له ولانت نبرتها وهي تتابع : اه ياادهم انا غلطت كتير 

بس كمان اعتذرت كتير وجه الدور عليك 

تعترف انك كمان غلطان حتي لو بنسبه صغيره فأنت برضه غلطان زيك زيي 

.... نظر لها لتفيض بكل مايجول بخاطرها وعقلها بدون تفكير ; انت اللي خليتني اعمل كل ده لما خبيت عليا انك اخدتها بيتنا.... البيت اللي بنحبه... البيت اللي كله ذكريات لينا احنا وبس.... البيت اللي عمرك مادخلت فيه حد حتي طليقتك 

.... كنت متوقع مني اعمل ايه لما اشوف صورها معاك..... 

نظرت له وتابعت : وبعدين مهما كنت واثقه فيك انت في النهايه راجل مش ملاك..... 

زمت شفتيها ونظرت له باتهام : راجل معاك واحدة بالمنظر ده.... لوحدكم..... لازم اتجنن لما اعرف وخصوصا انك خبيت عليا.... ومش كدة وبس كمان دفعت لطليقها فلوس لو مش غلطان دفعت ليه

رفع عيناه واحتدت نظراته :عشان احافظ علي سمعتي وسمعه ولادي 

اشارت بيدها الي نفسها متساءله بأسي : وانا..؟ 

; انتي ايه..؟ 

قالت بأسي : ماليش في الحسبه دي 

قال وقد ازدادت هرموناته الذكوريه ليرفض الاعتراف بخطأه : انا عملت الصح من وجهه نظري 

هتفت باحتدام ; وانا كمان عملت الصح من وجهه نظري....

نظر لها لتتابع بينما انفعلت من اصراره انها المخطاه الوحيده : مش في موضوع الصور بس ياادهم في كل حاجه كنت بعملها كنت ببقي شايفاها صح من وجهه نظري..... كنت بخاف اواجهك عشان مش بتديني فرصه 

لوي طرف شفتيه بتهكم : فا كنتي بتتصرفي من ورايا..... احتدت نظرات عيناه وتابع بسيل من الاتهامات بنبره ساخره ; عاوز ولاد.... حاضر وناخد حبايه من وراه ماهو مش، هيعرف.... أصله نايم علي ودانه.... 

عاوزة اخرج..... ماشي اسيبه يسافر وابقي اتلكك بأي كلام او خناقه مع أمه وهيسكت.....ايه ده.... حامل.. ممكن 

لا اتكلم معاه ليه وهو اصلا ماله... لا إتمام مع صحابتي وكل واحدة تديني نصيحه ولو عرف اهاجمه واقوله انت السبب اصلي بخاف منك...... اعمل اي حاجة من ورا جوزي 

ولما يتحمق اوي اسيب البيت زي كل مرة بيتخانق معايا فيها وابقي اطلب الطلاق وهو زي الأهبل هيجري ورايا 

كانت نظرته حارقه بينما القي بوجهها كل تلك الاتهامات يزجرها بحده : صح ياغزل 

هزت راسها بدفاع عن نفسها : لا مش صح...... انت اصلا ازاي بتقول كدة 

نظرت اليه وهي تدافع عن تلك الصورة التي صورها عقله عنها : اه ياادهم... اخدت الحبوب منكرش بس عشان خوفت..... قاطعها مزمجرا بحده :متنطقيش الكلمه دي تاني عشان انا مش بخوفك مني 

قالت بانفعال : خوفت من رد فعلك..... 

ساد الصمت لحظة بينما تعالي صوت كلاهما لتتحدث بنبره منخفضه وهي تحاول الا تذهب معه في طريق مظلم مرة اخري  ..... تريد جلسه عتاب بينهما وان يتحدث كل طرف بما في داخله ولكن الآن كل واحد منهما يكيل الاتهامات للاخر 

لتقول بهدوء : أدهم انا مش بتهمك لما بقول انك غلطان... انا بدافع عن نفسي 

انا اه تصرفاتي كانت كلها غلط معاك بس بحاول افهمك ان كان في سبب..... انا قعدت مع نفسي وفكرت كتير وراجعت نفسي وكل تصرفاتي اللي مش عارفه اصلا ليها سبب الا ان احاسيسي وقتها كانت متلخبطه بسبب الضغوط.... جايز كانت حاله نفسيه بمر بيها وقتها وانا مضغوطة من محاولتي اني اكون ناجحة مع الولاد وفي شغلي ومعاك ...وقتها دايما كنت بحس اني خايفه...... وقت مااخدت الحبوب فجأه حسيت نفس الاحساس بالخوف وافتكرت ايام حملي في سليم وسيلا كنت بتخاف عليا بس زياده...عارفه ان كان لازم اتكلم معاك واطلب منك تطمني بس معرفش، ليه استسهلت وخوفت من المواجهه.....في كل حاجة بجس بيها وبكون عاوزة اتكلم معاك بفتكر كل خناقه بينا بسبب غيرتك عليا...... خناقتنا مع كل سنه في دراستي لو انشغلت عنك شويه... خناقتنا علي مرة احب اروح ليوسف.. خناقتنا علي كل حاجة... انت بتنجح وبتكبر وانا ولا حاجة كل الناس شايفني اني بس مرات أدهم زهران حتي انت شايف ان كل وجودي ليك انت وبس....... حاجات كتير كنت بفتكرها في اي موقف وطبعا كنت بتصرف غلط بس دي كانت مشاعري ومكنتش قادره اتحكم فيها وكانت بتتحرك بسبب حاجات كتير...... حتي طنط مها ومهاجمتها ليا اني طمعانه فيك حتي غياب اونكل سليم اللي كان دايما بيدافع عني.... وقتها كنت زي عيله صغيرة بشاغب وخلاص عشان تقولك انا هنا.... لما حبيب تقولي تسافر اوك اكيد هحب اسافر معاك بس انت ليه بتلغي مشاريعي 

احنا مع كل خناقه بتروح شغلك وتسافر وتكمل حياتك وانا اللي حياتي بتقف عارفه ان مجتمعنا ده الطبيعي فيه الاولويه للراجل بس ليه ياادهم...... كل دي تراكمات جوايا مكنتش بتكلم معاك فيها وكنت شايفه وقتها اني بتصرف صح وان ليا حق .... اه كنت بتنخانق كتير وانا بغبائي بس بحاول اقولك علي الأخطاء دى فأنت كنت بتفكر اني بس شايفه عيوبك.... المشكله من أصولها مكانتش بتتحل بينا ومش هتتحل الا لما كل واحد فينا يعرف غلطه 

لوي شفتيه بتهكم ;واضح ان انا الغلطان الوحيد 

هتفت بعصبيه من جمود راسه بعد كل ماحاولت شرحه له والذي حتي وان لم يكن  مرتب الا انه يحمل ما تريد منه أن يفهمه 

:انت ليه مصمم متفهمنيش 

: بحاول بس مش ده معني كل كلامك.... كل تبريرك لأفعالك اني انا السبب 

انا كمان ياغزل مش لاقي نفسي.... انا كل مرة كنت بتنازل عن كرامتي واجري وراكي وانفذ طلباتك عشان حبي ليكي اللي مخليكي تتمادى وعارفه اني في الاخر مش بقدر علي زعلك .... انا مش انا أدهم اللي اعرفه وكل ده عشان بحاول اكون الراجل اللي يستاهلك ويسعدك 

قالت بجديه واقرار : انا مبسوطة معاك 

هز كتفه بانفعال : فين مبسوطه.... 

لوي شفتيه بسخريه : انا شايف ان حياتك معايا مأساه 

قالت بعتاب : يعني انا غلطت اني فتحت قلبي واتكلمت معاك وتوقعت انك تفهمني 

..... احتدت نظراتها بانفعال... الرجال ومشكلتهم الأبديه بعدم فهم مشاعر النساء..... لتقول باتهام ; بس تفهمني ليه... لازم تقلب الترابيزة ويبقي الموضوع كله ازاي اقولك انك غلطان...... ماهو الانانيه طبع متأصل في الرجاله كلها 

معنديش استعداد تفهم و أسهل حاجة قولتها ننفصل لا وكمان مصمم 

رفع حاجبه بغضب بتتابع بغضب مماثل وهي تلف ذراعها حول صدرها وتكمل باحتدام : طيب انا بقي مش موافقه علي الانفصال ومش مستعجله كمان علي اننا نتصالح ..... نظرت له بتحدي وتابعت بثقه في حبهما انه سيعبر عنق الزجاده مهما طال الوقت  : النهادره

... بكره.... بعده......! 

مسيرك تتنازل عن غرورك وتجي تقولي نتكلم مع بعض ونتفاهم وكل واحد يعرف غلطه ويحاول ميكررهوش عشان حياتنا..... واثقه انك بتحبني زي مابحبك وانك هتتنازل المرة دي كمان عشان حياتنا ومع اني مش بقول عنه تنازل ابدا.... بقول عنه حب واستعداد انك تحارب عشاني وعشان حياتنا 

وعشان كل ده انا مش هتكلم ولا هتعب نفسي الا لما انت كمان تعترف بغلطك في حقي وانت الخسران لو فضلت تعاند عشان انا واثقه انك هتجي في الاخر وخليك عارف 

ان انا جيت علي نفسي ورجعت بس اوعي تفكر اني هاجي علي نفسي لو فعلا كنت ناوي تتجوز عليا... وقتها ههد الدنيا باللي فيها ومش، هسيبك تتنفس مجرد نفس مع واحده غيري 

كان ينظر اليها ولا يعرف كيف بإمكانها ان تنتقل من شعور الي اخر بتلك السرعه.... رزينه تدافع عن حياتهما.... غيورة تكاد تقتله.... تحبه .. تكرهه... تتهمه... تتدلل عليه... تحرقه... تهدده.. تتوعده.. تراضيه 

.. في النهايه 

انها مزيج غزل.....! عصبيه هادئه مجنونه  عاقله طفله امرأه بغايه الانوثه..... مزيج غير مفهوم ولكنه مزيج آمالك قلبه وعقله وكيانه... تشبه البحر كثيرا لا يفهم احد ان كانت امواجه غادره ام هادئه... تبتلعك ام تبتلع همومك.... انها تلك المرأه التي فاقت حدود فهمه حتي هووسته بها.... وهل توقع منها ان تعتذر... لا انها تلك الشرسه العنيده التي تطوع الاعتذار وفقا لكبرياءها وهاهي تخبره انها تتحداه انه من سيأتي اليها..... حسنا ياصغيره فلنلعب....! 

:... هنفضل واقفين في الشارع 

تلفت حوله علي صوتها لتنظر له وتكررها ; هنفضل واقفين في الشارع 

صمت وقاد دون قول شئ فليبدأ التحدي... لن يذهب اليها وهي ستقف بانتظاره 


........ 

.....

تركت شيماء تلك المجله من يدها ونظرت بطرف عيناها الي سحر التي كانت تحمل صينيه عليها الطعام ومتجه الي غرفه ماهيتاب التي تتعمد عدم تناول الطعام معهم لتضغط علي مراد ليتراجع عن موقفه ويعيدها الي منزلها 

  لتقول : رايحه فين.... ؟

قالت سحر بتعلثم : طالعه اطلع الاكل لماهيتاب هانم 

لوت شيماء شفتيها قائلة : وهي متنزلش ليه..... علي راسها ريشه.... ؟! 

جاءها صوت ماهيتاب من اعلي الدرج تقول بتعالي : اه ياشيماء علي راسي ريشه 

رفعت شيماء عيناها تجاهها باستخفاف قائلة : وانا في بيتي في نظام......الاكل مش بيطلع الاوض

احتقن وجهه ماهيتاب بالغضب لتصيح بهياج وهي تنزل بخطوات غاضبه : بيت مين.....؟! ده بيت اخويا ..!

قالت شيماء ببرود : بيت جوزي يبقي بيتي ياحبيتي 

جزت ماهيتاب علي أسنانها مزمجرة : وبعدين معاكي يابنت اسعد... لمي الدور بدل.... قاطعت ضحكه شيماء البارده حديثها بينما تعود وتجلس علي الاريكة وتضع ساق فوق الاخري قائلة ببرود : بدل ما هتعملي معايا ايه يابنت الرماح 

نظرت لها بتهكم وتابعت بمغزي : هتغدري بيا زي ماغدرتي بصاحبتك

ضربت ماهيتاب الارض بقدمها بغيظ فتلك البغيضه لا تتوقف عن إلقاءها بسم كلماتها ليل نهار... لتصعد لغرفتها والغضب يتراقص بعيونها...! 

ترفض هذا الوضع بينما تتفنن شيماء باحراق اعصابها كل لحظة.. 

اشارت شيماء لسحر بنبره أمره  ; امشي شيلي الاكل ده... لو عاوزة تاكل تنزل تحت 

........دارت ماهيتاب حول نفسها بعصبيه بانتظار مراد... يجب أن يري حل لافعال زوجته..! 

أسرعت تنزل اليه ما ان دخل من الباب لتقول بلا تفكير  : اسمع يامراد انت لازم ترجعني بيتى.... انا مش هتحمل الوضع ده اكتر من كدة 

نظر لها مراد بعدم اكتراث وتابع طريقه للدرج لتسرع تمسك بذراعه ; مراد انا بكلمك 

ابعد يدها عنه قائلا ببرود : ماتتكلمي وانا مانعك 

وقفت امامه بتأهب قائلة : طيب ها هتعمل ايه..؟ 

التوت شفاه مراد بضحكه ساخره قائلا : هعمل نفسي مسمعتش حاجة 

رفعت حاجبيها بغضب : يعني انت جايبني لمراتك تهزقني 

قالت شيماء ببراءه وهي تنزل الدرج : انا بهزقك ياماهيتاب.. ؟! ... وانا هعمل كدة ليه 

نظرت لعيونها بهدوء وتابعت : انتي في كل الأحوال حتي لو انا وانتي متفقناش فأنتي اخت جوزي وضيفه في بيتي 

هتفت ماهيتاب باستنكار : ضيفه...!! 

.... ده انا لو شغاله مش هتعامليني كدة 

قالت شيماء وهي تهز كتفها ببراءه: انا مش هرد ولا ادافع عن نفسي... عشان عارفه انك هتخترعي اي سبب عشان تمشي 

نظر لها مراد بسخط لتقول : اه يامراد عاوزة أمشى و ارجع بيتى.. اسأل سحر حتى مراتك بتعمل معايا ايه طول اليوم 

نظر لها مراد بانفعال قائلا : اسكتي بقي وانا هسأل الشغاله عن كذبك ولا كذب مراتي.......... وبعدين اسأل ليه وانا اصلا مصدق انه يطلع منك كدة.... 

هتفت ماهيتاب باستنكار :انا يامراد

اومأ قائلا بحده وسخط: اه انتي.... .. ومن الآخر كده.... انتي خلاص نزلتي من نظري ومبقتش طايق ابصلك ووجوك هنا انا مش عاوزة بس مضطر... 

نظر لها باحتقار وتابع ; اصلي مش ناوي اسيبك وترجعيلي بمصيبه اكبر 

تجمعت دموع القعر بعيونها من كلام أخيها المهين : بقي كدة يامراد

اومأ قائلا بغضب : اه كدة.. ويلا امشي من قدامي 

نظرت لها شيماء بتشفي بينما تقترب من مراد قائلة : اهدي ياحبيبي متضايقش

نفسك

نظر مراد بطرف عيناه لانصراف ماهيتاب ليتلفت الي شيماء ويباغتها بالامساك بذراعيها بحده مزمجرا : اسمعي انتي كمان انا عارف انك مش طايقاها... يعني انتوا الاتنين تستاهلوا بعض بس إياك تنسي انها مهما كان اختي وكرامتها من كرامتي فاهمه 

ترك ذراعها لتتراجع خطوتين للخلف وتدلك ذراعها من أثر مسكته وهي تتطلع الي خطواته الغاضبه بعتاب 

زمت شفتيها بضيق وهي تحدث نفسها : هي هتقلب كمان سعاده بيتي ولاايه..! 

........... 

.... 


نظر عمر بحيرة بينما للمره الثالثه يدور امام نفس المحلات بلا هدف ولا جدوي

... فكر بكلام اخيه وانتوي ان يحضر لها هديه...... فالنساء تحب تلك الأشياء مؤكد  ولكنه واقف منذ ساعتين ولايدري ماذا يمكنه ان يشتري لها...... ليدرك ان طوال سنوات زواجهم لم يحضر لها هديه ولو مرة...... دوما ماكان يحضر ماتطلبه ويكتفي بوضع كارته الائتماني لها لتشتري ماتريد....حتي تلك المره التي أخذها فيها لقضاء ليله رومانسيه بمناسبه عيد زواجهم كانت بترتيب أخيه...... تنهد بحيره وهو يفكر ... ماذا تحب.... ؟! 

عطر... ملابس... مجوهرات... حقيبه... اي شئ قد تحبه..... لايعرف .... لون... ولا رائحه ولا شئ قد تكون تحبه يأتي لعقله بدونها فهي دوما تكتب له ماتريد هي أو ابنتهم ...... حقا انه رجل كما قال الكتاب...!! 

ليسخر من نفسه فهو رجل الي بكل شئ 

.....! 

زفر بضيق وهو يوقف سيارته أسفل المنزل حينما عاد يجر اذيال الخيبه.....! 

كانت اوركيد جالسه فوق اريكتها المفضله بوسط الغرفه التي هدأت اضاءتها تقرأ بأحد الكتب حينما عاد عمر.... رفعت عيناها لحظة له حينما دخل وسرعان ما انزلتها الي تلك السطور التي لم تعد تري منهم شئ بينما تغلب شعورها بافتقاده عليها... تحبه بالرغم من اي شئ.... حقا لم تكن تريد منه إلا الوقوف معها بينما تعبر تلك الحاله السيئه التي كانت تمر بها...! 

تفاجأت به يجلس بجوارها وشعرت بنظراته تتطلع اليها بضع لحظات قبل ان يطلق تنهيده تخبرها عن عدم رضاه عما الت اليه حياتهم والطبع سيلقي اللوم عليها ككل مرة لتعتدل واقفه من جواه قائلة بهدوء ..... اجهزلك العشا..؟ 

تفاجأت به يرفع عيناه اليها وهو يسالها : مش هتأكلي معايا

تالم قلبها لنبرته وكأنه طفل صغير ضاع بدون وجود امه ولكنها تذكرت انه يتذمر من اهتمامها الزائد به فهزت راسها قائلة  : اكلت مع لينا 

خفض عيناه باحباط ليقول :متتعبيش نفسك انا مش جعان 

اخرج تلك الشيكولاته من جيبه ليمد يداه اليها قائلا : جبت الشكولاته اللي لينا بتحبها 

اومات ومدت يدها لتأخذها منه ليقول وهو يعطيها لها ; وجبتلك انتي كمان 

سرت قشعريرة علي طول ظهرها بترفع عيناها اليه... واااه من نظره عيناها التي تعاتبه علي استحياء قتله بينما يدرك انه لأول مرة يحضر لزوجته شيكولاته 

خطت خطوة ليمسك بيدها يوقفها عن التحرك فتتحرك كل مشاعرها من لمسه يده ومن نبرته التي نطق بها اسمها ببطء من بين شفتيه ; اوركيد 

التفتت له ليقول بعتاب رجل ارهقه البعد والجفاء من امرأه تمثل له كل شئ وليست مجرد زوجه  : هتفضلي تتعاملي معايا كدة 

حاولت أن تتمسك بموقفها ; انا بتعامل عادي 

قال بتأنيب وهو يتطلع لعيونها : وانا متعودتش منك علي العادي 

انهمرت نظرات العتاب من عيناه بينما يضع يداه علي كتفها ويرفع ذقنها لتنظر اليه وهو يقول مخاطب قلبها  ; ذنبي ايه اذا كنتي عودتيني علي كدة 

تألم قلبها من نبرته ليكمل وهو يحرك انامله ببطء علي جانب وجهها الجميل :  تعرفي اني فضلت ساعتين الف عشان اجيبلك هديه احاول اصالحك بيها 

نظرت له ليكمل وهو يضحك بسخريه علي نفسه ; للاسف معرفتش ممكن اجيبلك ايه   يفرحك...! 

تلك الكلمه حملت كل ماكانت تحلم به (تفرحك) فقط...! لا يهم اي شئ إلا أنه كان يريد اساعدها ولو لم يجد الطريقه الا ان اعترافه كطفل لصغير بعجزة عن إيجاد طريقه لاسعادها قد نفذ لقلبها... فيكفي انه حاول ليكمل عمر بتأنيب لنفسه ; طلعت راجل غبي وانا واقف ومش عارف مراتي بتحب ايه.... وايه ممكن يفرحها 

امسك وجهها بين كفيه لتسري تلك الرجفع بجسدها بينما اشتاقت له : بس عذري الوحيد ان مراتي هي اللي عودتني علي كدة وهي  دايما كانت بتدور علي راحتي وسعادتي لغايه مافكرت ان سعادتها في سعادتي 

هزت راسها وتجمعت الدموع في عيونها بسعاده شرحت قلبها لتلك الخطوة التي خطاها تجاه مشاعرها لتقول بتأثر ; راحتك انت ولينا هي راحتي ياعمر 

ابتسم بسعه ليقول بمشاعر غزت قلبه وعقله وجسده لتلك المرأه الجميله بكل شئ : عارف ياقلب عمر 

قربها اليه لينحني ويقترب منها ويقبل جبينها قبله مطوله اخذتها لعالم اخر لتتراقص دقات قلبها بين ضلوعها بينما يكمل بهمس : بس انتي سعادتك وراحتك اهم...

نظرت له بعيون مبهورة غير مصدقه ان هذا هو من يتحدث وهو أيضا غير مصدق.... لقد رتب الكثير من الكلام بعد جلسته مع أخيه ولكنه لم يقل شئ منه فقد تحدث قلبه بما يشعر به ليعترف ويقول باعتذار :  متزعليش مني 

نظرت له بعدم تصديق فعل هو يعتذر ليداعب عمر وجنتها بحنان قائلا ;  اوركيد انا بقيت عمر علي ايدك... انتي عملتي ليا عيله وبيت بعد ماكنت شيطان حتي اخويا بيكره وجوده معايا في نفس المكان...... 

انا بحبك بكل حاجة فيكي وصبرك وطيبتك معايا خلتني احبك اكثر ومن غير قصد اتعودت اخد منك من غير ماادي لأن عمرك ماطلبتي وده مش غلطك ده غلطي لأن انا كان لازم اخد بالي من غير ماتطلبي..... غص حلقه بمشاعر وتابع بقليل من العتاب ; اوركيد ياحبيتي انا اتوجعت اوي وانتي بتفكريني باللي حصل بينا زمان واد ايه كنت ندل معاكي..... اتوجعت اكتر وانا بوجعك وانا مش واخد بالي 

انحني مجددا ليقبل جبينها وينظر لعيونها : انا اسف و هحاول اكون الزوج اللي انتي عاوزاه 

بس انتي متبعديش عني 

شقت الابتسامه طريقها وسط تلك الدموع التي انهمرت من عيونها بسعاده وهي تقول : اصلا مقدرش ابعد عنك... 

ابتسم هو الاخر ومال ببطء تجاه شفتيها وتركزت نظراته عليها بحب قبل ان تتلاقى بشفتاه في قبله شغوفه حملت اشتياق طويل في ابتعادها عنه....... انحني عمر ليحملها وعاد ليأخذ شفتيها بين شفتيه مجددا بينما يضعها فوق الفراش الذي سرعان ماكان يشهد علي ثورة حبه واشتياقه لها..... 

......... 

..... 

جلست سيلا بحضن مها التي لم تتوقف عن تقبيلها واحتضانها باشتياق بعد ان عادت غزل قبل قليل وتركتهم واتجهت الي أدهم...... 

ركض سليم من جوار مها ماان استمتع لصوت سيارة ابيه.... بابي 

حملت مها سيبا واتجهت بها للخارج ووقفت  اعلي الدرج تنظر بسعاده الي ابنها الذي سرعان ما انحني يحمل سليم ويغدقه بالقبلات..... أنزلت سيلا التي ارتمت بحضن ابيها هي الاخري ; لولو وحشتيني ياقطتي 

عاد ليقبل سليم وهو يقول :  وحشتوني اوي ياحبايبي 

قبلته سيلا علي وجنته ووضعت راسها علي كتفه ليدخل بهم الي المنزل ونظرات مها تتجه الي غزل تسالها عما دار بينهم لتعز غزل رأيها ان كل شئ تحت السيطرة.... نعم فهو عنيد ولكنه يحبها وهذا مايهم بينما ابعدت فكره زواجه نهائيا حتي لاتعكر صفوها... 

قال وهو يداعب شعر سليم الكي جلس فوق ساقه : وحشتني ياسولوم 

قال سليم : وانت كمان يابابي.... انت اتاخرت علينا كتير... كل يوم ماني تقول انك جاي ومكنتش بتجي

قالت غزل ببراءه وهي تنظر لادهم مدافعه عنه ; بابي كان مشغول ياسليم 

هز سليم كتفه قائلا : الشغل مش مهم ... احنا مهم 

نظر أدهم الي ابنه بطرف عيناه ولمعت عيناه بابتسامه علي لمضاته بينما يشبه امه لتبتسم غزل لابنها : معلش يا سولوم عديها المره دي 

............... 

بعد ان قضي وقت برفقه أطفاله اتجه الغرفه ليستبدل ملابسه...... دخل ليجدها خرجت من الاستحمام... ووقفت امام المرأه تصفف شعرها..... حاول أن يبدو هادئا وباردا بينما تتحداه وتنتظر منه أن يعتذر بينما هي المخطأه.... ابتسم بمكر لنفسه فهي من ستأتي بل وسترتمي بحضنه أيضا...! 

عقدت غزل حاجبيها والتفتت له سريعا قائلة بتوجس وهي تتطلع له بينما يأخذ تلك الملابس :انت بتعمل ايه.؟ 

قال بهدوء متابع ما يفعله : بأخد هدومي 

زمت شفتيها بغيظ من عناده : ما انا شايفه.... ليه بتاخد هدومك..؟ 

هز كتفه دون قول شئ لتقف امامه مزمجرة ;انت هتروح في اوضه تانيه.. ؟

اومأ لها لتزفر مطولا وتهز راسها برفض : لا 

رفع حاجبه قائلا بمكر : لا..... ايه غيرتي رايك وترجعي في كلامك اني هنزل علي ركبي واقول اني انا الغلطان 

هزت كتفها ورفعت راسها قائلة : لا انا لسه عند كلامي واللي طبعا مقولتش هتنزل علي ركبك.. كفايه بس انك تيجي 

وتعترف بغلطك زي ماانا اعترفت بغلطي 

التوت شفتاه بابتسامه عابثه انكر بها كم هو معجبا وبشده بكبرياء صغيرته التي لولا عناده لكان يتلهم شفتيها الان بينما تختطف عيناه بتلك الطريقه ولاتسمح له بالتركيز علي شئ مما تقوله لتكمل غزل باصرار : فكر في كلامي وبطل عناد هتلاقيه صح

حسنا هي محقه ولكنه عنيد كما قالت وبحاجة لأن تثبت له انها تحبه وتخطب وده ورضاه كما يفعل دوما  معها... يريد أن يتحدى كرامته وغروره ويخبرهم انها تحبه وتعشقه ولم تقصد التقليل منه ابدا 

ليمد يداه يأخذ باقي ملابسه فتنظر له غزل بغيظ من عناده.... امسكت بذراعه بحزم قائلة ;مش هتسيب الاوضه ياادهم 

نظر لها لتقول بتحدي :براحتك خليك ثابت علي موقفك وانا كمان ثابته علي موقفي وهدافع عن بيتي وحياتي وحبي بأي طريقه

سحبت تلك الملابس من يده بقليل من القوة ووقفت امامه بتحدي : اثبت علي موقفك هنا في اوضتنا ...... نظرت الي عيناه والقت سهام نظراتها وهي تتابع بالتلاعب علي أوتار قلبه ;عشان مكانك هنا جنبي

ابعد عيناه التي كانت علي وشك الاستسلام ليقول من بين أسنانه : غزل

قالت بهدوء وثقه من حبه الذي لن يلبث وسيغلب عناده ; نعم ياحبيب غزل 

تبرطم بداخله ولعن عناده الذي جعل تلك الصغيرة تتلاعب به وتعلن عليه الحرب 

: اوعي

هزت كتفها واولته ظهرها وبدأت تعيد ملابسه لمكانها قائلة بهدوء شديد وحزم ; لا.... مفيش نوم برا الاوضه

سمعت تنهيدته الحاره لتلتفت له وتقول يتلاعب ومكر ; وبعدين خايف من ايه....؟ انت مش ثابت علي موقفك

رفع حاجبه مرددا بغرور أدهم زهران ;خايف..؟! 

ضحكت بنعومه انثويه : ااه... 

خايف تضعف قدامي 

التوت شفتاه بعبث بينما لايريد ان يبدي ان ثقتها بمحلها ; واثقه في نفسك

فاجاته بأجابتها : لا.... واثقه في حبك ليا

لمعت نظرات عيناه بالرضى دون ارادته لتكمل ; حبك..... اللي مش هيتغير مهما زعلت مني... ومهما حاولت تخبيه

تهكم بزيف قائلا : بيتهيألك

اقتربت منه خطوة ووقفت امام صدره الذي هدرت بداخله دقات قلبه من قربها قائلة بدلال كاد ان يقضي علي ثباته: يعني عاوز تفهمني انك مبقش تحبني

تراجع خطوة للخلف قائلا باقتضاب بعد ان شعر انه علي وشك خساره التحدي :مش مهم احبك.... المهم الحب ده يكون له مقابل

......نظر لها وتابع بتأنيب : كل تصرفاتك بتقول غير كدة واللي بتعمليه ده دلوقتي مجرد تغيير لحظي لغايه ما ترجعي تضمني جبي ليكي 

هزت راسها بجديه رافضه تلك الفكرة التي سيطرت عليه بشكه في حبها له ; انا مش كده 

رفع حاجبه ; فعلا 

اومات بثقه ; اه.... وهثبتلك اني فعلا اتغيرت واني بحبك كمان اكتر ما انت بتحبني 

ابتسم بثقه ; هستني..! 

لوت شفتيها بمكر وتابعت :

وانا كمان هستني انك توريني انك اتغيرت  

:كل حاجة عندك مقابل حاجة

هزت راسها بدفاع عن موقفها : انا بدور علي حياتنا اللي لازم احنا الاتنين نحاول مع بعض نتغير عشان تكون احسن  

قال بعتاب جاد ;

انا اتغيرت ومعجبكيش..... اتماديتي

ضغط عليها أكثر ليقول بمكر وخبث وغرور : وعشان كدة مش محتاج اتغير...... في غيرك شايفين عيوبي  مميزات

احتقن وجهها بالغيظ وهدرت الغيرة بعروقها : أدهم متجننيش

زجرته بكتفه ; محدش هيحبك قدي 

... انت علي بعضك بكل مميزاتك وعيوبك وعشان كده حقي تتغير عشاني 

نظر لها لتنظر له باصرار : انت كمان عمرك ماهتحب حد قدي 

محقه.... محقه تلك الصغيرة..! 

................ 

.... جلست مها الي الطاوله لياتي أدهم وهو يحمل سيلا التي ركضت لتجلس بجوار مها وسليم.... جاءت غزل تحمل احدي الأطباق التي اعدتها لتضعها بوسط الطاوله وتنظر اليه بينما يحاول التحلي بالبرود لدرجه اغاظتها 

قالت مها وهي تطعم سيلا :

البيت كان وحش من غيرك انتي والولاد ياغزل 

قال بمغزي وهي تنظر بطرف عيناها لادهم الذي ارتدي قناع البرود وتداهلها تماما بينما وقفت تعد له الطعام الذي يحبه 

:مش واضح ياطنط.... 

قالت مها وهي تتابع اطعام حفيدتها بصبر ودلال : ليه بتقولي كدة

هزت كتفها وقالت وهي تنظر له بينما جلس وكانه لايسمع إليهم متشاغل بالعبث بهاتفه بإحدى يداه ووممسك بالشوكة باليد الاخري : أدهم مكشر وواضح اننا مكناش واحشينه..... مدت يدها تمررها برقه فوق ساقه

من أسفل الطاوله وهي تقول متصنعه البراءه  

: مش كدة ولاايه

ارتجفت دقات قلبه مما تفعله به بمكر وجرأه

لتنظر له بعيونها الجميله التي رسمت بها البراءه بينما ظنت انه سيحمر خجلا مما تفعله لترتاح ملامح أدهم وهو يبتسم بخبث ويترك الهاتف من يده و يمد ساقه بأريحيه من أسفل الطاوله وينزل يداه ويضعها فوق يدها بينما يقول بابتسامته الماكرة :  لا طبعا ازاي ده سولوم وسيلوش وحشوني اوي اوي 

انقلبت لعبتها عليها فحاولت سريعا جذب يدها من أسفل يده ليشدد أدهم من ضغطه عليها 

.... ليحمر وجهها حينما لم يسمح لها بأخذ يدها وببطء اخذ يحركها فوق ساقه بينما يتطلع لها بعبث.... لتلوم جرأتها التي لا تواكب وقاحته وقد ظنت انها من تسيطر..... 

سعلت بقوة بينما ازدادت لماساته وقاحه وحاولت جذب يدها

وهي تنظر له برجاء ان يتوقف حتي لا تلاحظ مها

ليهمس بعبث : اللي يعمل حاجة يستحمل نتيجتها 

قالت بهمس ترجوه ان يتوقف :طنط هتاخد بالها 

رفع حاجبه بينما الصق ساقه بساقها  ;مش انتي اللي بدأتي اسحتملي بقي

نظرت له لتلوح ابتسامه خبيثه علي شفتيه ويهمس بوقاحه : احسنلك سيبي ايدك فوق رجلي ومتخلينيش اعمل حاجة تانيه

ابتلعت لعابها ببطء ورفعت عيناها له برجاء وهي تحاول جذب يدها حينما ازدادت لمسات يده جرأه ووقاحه بينما يرفع يدها الي فخده ليهمس بعبث مستمتع بانتصاره: بتلعبي بالنار ليه لما انتي مش قدها 

عضت علي شفتيها بطفوليه قائلة :

عيله..... متوقع ايه مني

غمز لها قائلا ;طيب استحملي

كيف تتحمل بينما يكاد وجهها ينفجر من تلك الحرارة التي هبت بداخلها من تأثير مايفعله حينما مرر اطرف انامله برقه فوق يدها التي مازالت فوق ساقه مبعثرا مشاعرها وثباتها

....! 

حاولت سحب يدها لينظر لها بتحذير ويداه تزداد جراءه بينما يداعب يدها 

كانت مها تتحدث وكلاهما في عالم آخر ولم يستمع أحدهم لما تقوله 

ليقول سليم بنبره حماسيه : موافق 

طبعا يا تيته

انتبهت غزل لتقول بأنفاس متلاحقه ; ها

قالت مها : ايه رايك ياادهم 

اومأ دون أن يدرك ما وافق عليه من الاساس لتبتسم مها وتقول : حيث كدة يبقي سليم يوريني شطارته في التمرين بكرة وبعدها نسافر يومين الغردقه 

انتبه أدهم لكلام امه ; هتاخده التمرين ياادهم هز راسه :ااه طبعا.... نظر الي غزل بتحذير بينما حاولت استغلال انشغاله بالحديث مع امه وسحب يدها ليكمل بخبث : ده حتي 

النادي بعت ليا مواعيد التمارين الجديده.... الورقه في المكتب 

رحبت غزل بالفكرة التي ستنقذها لتقول : طيب هقوم اجيبها

قالت مها : خليكي... ام حسن تجيبها

هزت راسها سريعا ;  لا هقوم انا

بمكر ابتسم فهاهي اوقعت نفسها في فخه بمليء ارادتها لتقوم بخطوات سريعه للمكتب ظنا منها انها هربت ولاتدري انه قصد ان تذهب..... ليقوم خلفها قائلا لأمه : مش هتعرف مكانها هجيبها انا

التقفت أنفاسها المتسارعه وهي تخطو الي داخل المكتب ولكن سرعان مااتسعت عيناها

حينما وجدته يدخل خلفها 

تراجعت خطوة للخلف حينما اغلق الباب خلفه بهدوء :بتعمل ايه..؟ 

قال بمكر وهو يقترب منها :بكمل لعبتك

وضعت يدها علي صدره توقف اقترابه قائلة : طنط هتفهم بطل جنان ياادهم

قال بوعيد وهو يحيط خصرها بذراعه بنعومه :انتي اللي بدأتي

داعبت لمسته مشاعرها لتقول بخجل بينما الصق جسدها بصدره :عاوز ايه..؟ 

قال بأنفاس ثقيله بينما تركزت عيناه علي شفتيها التي انتفخت بينما عضت عليها من تأثير اقترابه الذي اشتاقت له : كملي لعبتك

دار بها ليلتصق ظهرها بالجدار ويقف امامها و يتنفس امام شفتيها التي سيموت ان لم تكن بين شفتيه الان ينهل من رحيقها 

اغمضت عيناها تحاول السيطرة علي مشاعرها التي بعثرها بقربه لتقول بصوت متقطع  :ااأدهم

همس وعيناه تلتهم ملامحها باشتياق :نعم

قالت بأنفاس مقطوعه تريده ان يكون أكثر منها سيطرة علي ثورة مشاعرها : اابعد

مال واقترب اكثر من شفتيها حتي تنفس أنفاسها الساخنه :انتي اللي قربتي

وخليتيني عاوز اقرب

حاولت التمسك بثباتها الذي ضاع حينما تحركت يداه برقه علي جانب عنقها :انا مش عاوزاك تبعد.... بس طنط والول.... انتهت كلمتها بين شفتيه التي التهمت شفتيها باشتياق شديد ليدس يدااه في خصلات شعرها بينما يداه الاخري تتحرك علي جانب عنقها لتطول قبلته الجائعة للحظات طويله اغمضت غزل عيناها بها واستسلمت لفيضان مشاعرها..... انتزع نفسه من طوفان مشاعره ليبتعد ببطء عن شفتيها وينظر اليها بينما ظلت مغمضه عيونها وقد اجتاخت الحمرة كل انش بوجهها..... شعرت بأنفاسه المتلاحقه تقترب من شفتيها مجددا لتفتح عيونها ظنا منها انه سيقبلها مرة اخري ليتلاعب العبث في عيناه وهو  يهمس  امام شفتيها..... الورق في الدرج

قالت بتعلثم : ور... ورق ايه

ابتسم بمكر علي ضياعها امامه ليقول : متبقيش تلعبي تاني لعبه انتي مش قدها 

نظرت له بحنق وهي تستعيد ثباتها وتزم شفتيها بغيظ وتدفعه بعيدا عنها : ماشي.... هنشوف

توعدته بينما تعالت ضحكته الرجوليه وهو يتجه الي الباب قائلا  : انتي مش قدي ياغزالتي 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم 


اقتباس

:انا طلعت خسرانه كل حاجة إنما أنت كسبت كل حاجة حافظت علي بيتك وكمان طلعت بطل في نظر الهانم لما رفضت تتجوزني.....!

الفصل التالي


إرسال تعليق

9 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !