المتملك والشرسه ( الفصل الرابع عشر)

4


 الفصل السابق

دخلت سهيلة مكتب والدها وهي تكاد تنفجر من الغضب تهتف : عرفت بالاخبار الزفت يادادي 

نظر اليها متساءلا : خير ياسهيلة 

: البيه واخدالي البنت اللي اتجوزها الشركة وبيشعلها معاه...

; انتي متأكدة من الكلام ده... عاصم مبيدخلش حد في شغله 

قالت بسخريه : لا ماهو واضح ان الهانم ليها تأثير عليه 

نظرت بعيدا لتكمل بحقد :البنت دي شكلها مش سهلة خالص... وشكلها هتكوش علي كل حاجة لازم اعمل اي حاجة تبعدها عنه 

قال والدها بتحذير : خلي بالك ياسهيلة ومتعمليش حاجة تندمي عليها انتي عارفة ان عاصم مش سهل 

اخذت نفسا مطولا ثم هتفت : مانت اللي مش عاوز تساعدني وتعمل اللي قلت لك عليه... 

قال بنبرة قاطعه ; لا ياسهيلة كفاية الكام مشكله اللي عملتهم معاه في شغله والحمد لله انه معرفش اني السبب وانتي عارفة لو عرف عاصم اني اللي ورا المشاكل دي هيعمل اية 

: مش هيقدر يعمل حاجة طول مانا حامل 

نظر اليها والدها بتهكم ; وانتي كمان فاكراه مش هيعرف بلعبتك دي... 

ترك مقعده وتوجهه اليها يقول بهدوؤ: سهيلة.. متلعبيش بالنار.. انا مش مستعد أقف في وش عاصم السيوفي.. 

قالت بذهول: انت هتتخلي عني؟ 

:لو فضلتي علي جنانك ده.. اه 

اشاح بوجهه واكمل بجديه: انا وافقت الأول عشان كنت فاكره هيرجعلك.. بس واضح انه خلاص كمل حياته واتجوز 

استشاطت غضبا : هيطلقها ويرجعلي

.... انا فضلت اجري وراه سنين مش هتستلم بسهوله 

:وانتي اخدتي منه كتير مقابل السنين دي وهو سكت.. يبقي متتوقعيش مني أقف جنبك وانتي اللي رايحة للنار برجليكي ..... 

وقفت وهي تهدر بغضب: ماشي يادادي انا مش محتاجة مساعدتك.. انا اقدر اعمل كل حاجة 

قال بتحذير: يبقي هتتحملي العواقب بنفسك... 


كسرت محتويات غرفتها وهي تصيح بغضب... مش هسيبك تتهني بيه ابدا... 

بحثت عن هاتفها لتعبث به وتطلب احد الأرقام... 

: سهيلة هانم.. 

قالت بنبرة ناعمه ; فريد بيه.. ازيك 

: بخير عشان سمعت صوتك الجميل 

ضحت باغواء وهي تقول: كنت عاوزة اخد من وقت سيادتك نص ساعة 

: وقتي وانا كلي تحت امرك 

ضحت مجددا وهي تقول : مرسي يافريد بيه

قال بمكر:تحبي تشرفيني في البيت نتكلم 

قالت بنبرة ناعمه : خلينا في الشركة احسن بما اي عاوزاك في شغل 

: تأمري ياسهيلة هانم... هكون في انتظارك 

القت الهاتف من يدها وهي تتوعد... ففريد الجنيدي واحد من اكبر منافسين عاصم وبالتاكيد هو أكثر واحد سيساعدها لتنفيذ انتقامها ....! 


مرت ساعتين اندمجت فيهم زينه بذلك التصميم الممتد امامها وعاصم يتطلع اليها من خلال الكاميرات الموجودة بارجاء الشركة والموصوله بحاسوبه...

كانت عيناه تتابعها علي الشاشة وابتسامة خفيفة مرتسمه علي جانب شفتيه يتابع عاصفتها المتحركة في ارجاء المكتب مابين التصاميم حولها وكتبها لتعود للنماذج...! دخل رامز الذي توقف طويلا ينظر الي ابتسامته البلهاء ليقول اخيرا : اية ياسيدي سرحان في أية

انتبه عاصم مش شرودة لصوت رامز المازح :مكنتش اعرف انك بتحب الموظفين لدرجة تسرح فيهم كدة وتسيب شغلك

كان مايزال يتابعها بعيناه وقد مدت يدها لشعرها تحرره من عقدته لينسدل حول وجهها فتضيع دقات قلبه وهو يقول : انا اسيب الدنيا عشانها مش بس الشغل 

قطب رامز جبينه بعدم فهم فيبدو ان عاصم يحدث نفسه ليلف تجاه مكتب عاصم وينظر للشاشة ليفهم عن أي شئ يتحدث.. ليجدها زينه..!!

فيقول لاستفزازة : وانا كمان مستعد اسرح فيها

انتبه عاصم له ليفاجئه بلكمه علي وجهه :ماتتلم ياحيوان انت

ضحك رامز بصخب وهو يدلك فكه: منك لله ياشيخ وانا كنت قلت اية يعني... بقول تستاهل يتسرح فيها 

تحفز عاصم للكمه مرة أخرى ليبتعد عنه رامز وهو يضحك: خلاص.. خلاص.. مكنتش اعرف انك بتغير عليها اوي كدة

: واديك عرفت... اشوفك بقي بتبص ناحيتها هخزأ عينك

ضحك رامز علي تعبيره ليبادله عاصم الضحك فيما قال : ها جاي لية؟ 

جلس رامز في المقعد المقابل له قائلا بجديه:عرفت حاجة مهمه اوي وانا بتابع مع مدحت ورق حصتنا من الحديد

نظر له عاصم باهتمام ليقول : في حد جديد داخل السوق وناوي يضربنا ويدخل شراكة في المشروع الجديد 

.................. انهمك عاصم مع رامز في العمل ليتحدث اخيرا : عموما انا كنت حاسس ان في حد بيلعب من ورانا... خلال أسبوع يارامز اعرف هو مين... فاهم 

هز رامز رأسه ليجد عاصم يهب من مكانه فجأه والغضب يكسو وجهه فقد لمح ذلك الشاب يتحدث لزينه ويهمهم : والله عال ياست هانم 

اندفع خارج مكتبه نازلا للطابق الاسفل بملامح مشتعله بالغضب... 


كانت زينه ماتزال منهمكة في عملها حينما دخل ذلك الشاب متحدثا... انا خلصت ياباشمهندس... صمت حينما رأي زينه ليقول سريعا:انا اسف... هو الباشمهندس شريف مش موجود.. 

:اه هو نزل بريك الغدا.. 

ابتسم قائلا بتهذيب : انا زياد... حضرتك موظفه جديدة معانا 

ابتسمت بمجاملة:اه.. انا زينه اشتغلت النهاردة 

ابتسم لها: دي الشركة اخيرا هيبقي ليها طعم... .. ابتلع زياد لعابه بتوتر حينما توقف عاصم لدي باب المكتب بقامته المديدة وملامح الغاضبه : اية يا باشمهندس جايين نتعرف ولانشتغل

قال بتعلثم : لا ابداا ياعاصم بيه... انا كنت عاوز الباشمهندس شريف ولقيت الانسه.. 

اشتعلت عيناه غضبا ليهدر :مدام زينه.. مراتي

شعر زياد كالفار الذي وقع بمصيده ليتعلثم مجددا : انا.. اسف.. اصل

قال بعصبيه واضحة : اتفضل علي مكتبك 

هرول للخارج في عجاله لتتفاجأ به يستدير تجاهها يهتف بعصبيه:انا جايبك تشتغلي ولاتتعرفي

فتحت فمها لتتحدث فلم يحدث شئ يستدعي عصبيته الزائدة ولكنه نظر اليها ورفع يده يوقفها عن الكلام وهو يقول بلهجة امره: اتفضلي قدامي علي مكتبي 

بأليه شديدة سارت خلفه ليدخل مكتبه ونظره عيناه ارعبتها ليقول فور دخولها ومحاوله تحدثها; عاصم ممكن افهم في أية 

: انتي تسكتي خالص عشان انا مش طايق نفسي. 

قطبت جبينها : في أية انت بتكلمني كدة لية اصلا 

هتف بعصبيه : عشان سيادتك مش مراعيه البأف اللي متجوزاه.... انا بتردي عليا بالقطارة وحته عيل واقفة تاخدي وتدي معاه في الكلام 

رفع سبابته نحوها قائلا بلهجة قاطعه: بس انا اللي غلطان من الاول اني وافقت علي شغلك والهبل ده 

واعملي حسابك اني رجعت في كلامي.. مفيش شغل من النهاردة

احتقن وجهها بالغضب لتهتف به بامتعاض : لا ده انا الللي غلطانه اني سمحتلك تتحكم فيا... انا اللي مش هشتغل في شركتك دي تاني.... عشان انا شغلي مش هبل 

تجمعت الدموع في عيونها لتحدثة اليها بتلك الطريقة ولامت نفسها فهي من وضعت نفسها تحت رحمته من البداية لتعمل تحت امرته...!! 


بعد بضعه ساعات عادت برفقته الي المنزل لتدخل غرفتها وهي تكبح نزول دموعها فهاهو مهما أعطاها من وعود تغلبه طباعه الصعبه...!! فقد قضي باقي اليوم متجاهلها رافضا التعامل معها باي شكل من الأشكال وهي ايضا رفضت النزول لتناول العشاء برفقته وهو 

تركها منذ عودتهم وظل بمكتبه يعمل 

ليصعد اخيرا فيدخل الغرفة بهدوء ويتجه لاستبدال ملابسه ليعود بعد دقائق ليستلقي بجوارها متمدا علي الفراش دون اكتراث لها نامت علي جنبها الأيمن لتشعر بدموعها الساخنه تنزل علي وجنتيها فهل ظنته سيعتذر عن تعنيفها وتحدثه اليها بتلك الطريقه فهي لم تفعل شئ... ظل يتأملها بضعه لحظات فهو يعلم انها تبكي رغم محاولتها لعدم اصدار اي صوت أو حركة توحي بذلك... رق قلبه لها ليشعر بتأنيب الضمير ولكنه يغار وبشدة فماذا يفعل.. ،! ؟

استدار تجاهها واستند بمرفقه علي الوسادة فوقها وهو يقول بنبرة حانية ; زينه..

مدت اصبعها تمسح تلك الدموع التي بللت وجنتيها وظلت مكانها دون أي حركة لتشعر به بعد لحظات يمد ذراعه اليها ويديرها برفق لتنظر اليه... خفضت عيناها لاتريده ان يراها وهي تبكي ليمرر يده علي شعرها برفق شديد وهو يقول : ممكن افهم بتعيطي لية دلوقتي؟ 

نبرته الحانية جعلتها تجهش في البكاء اكثر وهي تقول بصوت متحشرج من البكاء: عاصم انا تعبت ومبقتش فاهماك.... انا معملتش حاجة عشان تتعصب وتعمل كل اللي عملته معايا في الشركة.. ودلوقتي برضة معملتش حاجة عشان تهدي فجأه وتجي تكلمني ... قطب جبينه ونظر اليها برفق شديد ولم يحتمل دموعها

رفع ذقنها لتنظر اليه وهو يقول بعتاب حنون : هو يعني انتي مش عارفة اني مجنون وبغير عليكي من الهوا 

هزت راسها ليقترب اليها اكثر وهو يكمل برفق: غصب عني يازينه مستحملتش ان هو ياخد ابتسامه وكلمه منك وانا مش باخد غير التجاهل منك.... 

قدري جناني انك مش معبراني وكأني هوا 

افلتت منها ضحكة علي تعبيرة ليقترب منها فتشعر بانفاسه الساخنه علي وجنتيها لتتسارع دقات قلبها التي سرعان ماهدأها حينما طبع قبله حنونه اعلي جبينها ونظر اليها بحنان جارف...حقك عليا..... متزعليش مني

اومأت له ليسطرد قائلا : يلا بقي نامي عشان عندنا شغل الصبح 

نظرت اليه بدهشة : يعني رجعت في كلامك وهتسيبني اشتغل 

ابتسم وقال بمرح : اااه.... اعمل اية بضعف قدامك ومش بثبت علي كلمه قدام العنين الحلوين دول 

اتسعت ابتسامتها لتقول بامتنان ; شكرا 

ودون وعي منها حاوطت عنقه بذراعيها ولكنها سرعان ماعادت لتبتعد وقد احمر وجهها خجلا حينما أدركت ماتفعله.. ليغمض عاصم عيناه قليلا يحاول السيطرة علي سيل مشاعره التي اشعلتها باقترابها منه

فقد اشتاق البها كثيرا ولكنه لن يغامر بأقترابه منها دون أن يتأكد انها مستعده تماما 

غمز لها ليقول بمكر : طيب مفيش مكافأه علي رجوعي في كلامي 

أدركت معني كلماته لتهرب من مواجهه عيناه التي استحالت للون قاتم من شدة انفعاله ورغبته وهو يخفض راسه ليقترب منها ببطء ويهمس باسمها بنعومه من بين شفتيه التي تكاد تلامس شفتيها : وحشتيني يازينه... قالها بهمس اذابها ليدني منها اكثر يقبل جانب شفتيها برقة شديدة 

لم تبتعد ككل مرة يقترب منها وكذلك لم تقترب لذا تفهم عاصم حيرتها فهي مازالت غير مستعدة خاصة حينما نظرت اليه وكانها تسأله ان كان غاضب او لا 

ليطبع قبله اخري علي وجنتيها متمتم بصدق : كفاية انك جنبي يازينه... انا مش متضايق خدي وقتك


دخلت سهيلة بكل ثقة تتهادي في ثوبها الانيق الي مكتب فريد الجنيدي الذي وقف في استقبالها وعيناه لاتتحرك من عليها ليمد يدها برفق نحو شفتيه يقبلها: نورتي مكتبي ياسهيلة هانم 

قالت بدلال : مرسي يافريد بيه 

جلست تضع ساق فوق الاخري ليجلس فريد في المقعد المقابل لها لتقول : انا جيتلك عشان في بينا مصالح مشتركة 

نظر لها قائلا بتأكيد : عاصم السيوفي 

: اه وبما اني مش بحب اللف والدوران جيتلك علي طول عشان عارفة انك هتساعدني 

: طالما في مصالح.. يبقي مش هتاخر 

قالت بحقد : عاوزاك تخلصني من مراته 

نظر اليها ثم قال بمكر: وانا هستفاد اية ؟

;هساعدك تضرب عاصم في السوق وتتشارك مع الشركة اليابانية بداله

حك ذقنه بيده ليفكر عميقا ثم يعود ليمرر عيناه علي جسدها الفاتن وهو يقول: محظوظ عاصم السيوفي... للدرجة دي غيرانه عليه

قالت بغل : مش عاوزاها تتهني بيه

ضحك بصخب ليقول: وانا مش عاوز ابن السيوفي يتهنى. اصلا.. 

رفعت حاجبيها لتقول بدلال: يبقي اتفقنا 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !