المتملك والشرسه ( الفصل الخامس عشر)

6


 
بعد بضعه ايام 

تململت زينه في نومها تفتح عيناها ببطء لتجد نفسها نائمه بين ذراعيه مجددا ولكنها لم تبتعد تلك المرة بالعكس اقتربت منه تندس بين احضانه اكثر بينما لم تعد بدأ قلبها يصفو وتشعر بالحنين تجاهه لتغمض عيناها مستمتعه باحضانه الدافئه تفكر بذلك الحب الجارف الذي تكنه له والقادر علي جعلها تغفر له كل مامضي فقد نست كل ماحدث لتتذكر فقط انها تحبه وتريد ان تظل مختبئه بين احضانه خاصة وهو يعاملها بهذا الحنان والرفق فهي لاتريد اكثر من ذلك 

شعرت به يحيطها اكثر بذراعيه فيما همس بجوار اذنها : صباح الخير 

ابتسمت له لتقول وهي ماتزال متشبسه بذراعيه: صباح النور

مسح وجهه يحاول أبعاد النوم عن جفونه ويتطلع إليها باشتياق : وحشتيني يازينه اوي 

ااشتعلت وجنتها احمرار من قربه الزائد منها لتدفن وجهها في عنقه وتهمس له : وانت كمان 

ابتسم لها وسحب نفس عميق ليمليء أنفه برائحتها التي اشتاق اليها قبل أن يهمس لها : ايه رايك ناخد النهارده إجازة 

نظرت إليه باستفهام : إجازة ليه ...هو انا لحقت اشتغل عشان اخد إجازة 

هز كتفه واحتضنها قائلا : مش مهم الشغل ...خلينا مع بعض ... وبعدين احنا من اول جوازنا وانتي مش بتخرجي من الأوضه إلا علي الشغل ...خلينا نقعد في الجنينه نفطر النهارده وبعدين ندخل الجيم شويه ونخرج نتغدي برا ولو علي الشغل هبقي اخدك مكتبي تحت نشتغل شويه ..ايه رايك 

هزت راسها ومازالت مقطبه وهي تقول: لا بلاش نفضل في البيت ... مامتك مش حباني خالص وهخاف انزل اضايقها 

احاطها بذراعيه قائلا : هي لسة متعرفيكيش.. بس انا واثق انها لما تقرب منك هتحبك اوي كمان... ماما طيبة يازينه بس طبعها صعب شوية 

همهمت : طالعه لابنها 

ضحك علي كلمتها ليقول ببراءه : اناااا 

: لا انا 

ضحكت سويا ليتفاجأ بها تدفن راسها في عنقه وهي تمتمت: شكرا انك مهتم بيا اوي كدة 

ربت علي شعرها برفق : انا مستعد اعمل اي حاجة عشان الاقيكي مبسوطة يازينه 

همست برقه: خليك جنبي... وجودك جنبي بيخليني مبسوطة 

رفع ذقنها لتنظر في عيناه ليغرق في صفاء عسل عيناها ليقول بانفاس مبهورة: بجد يازينه يعني سامحتيني ومش هتبعدي عني 

هزت له راسها ليكمل وهو يحيطها بذراعيه بحنان... وانا هفضل جنبك دايما ومش هسيبك 

صدع رنين هاتفه لتعتدل وافقة وتبتعد عنه ليرد بضيق: خير يازفت علي الصبح 

قال رامز ممازحا:خير بس سيادتك اتاخرت ومحتاج امضتك الكريمه علي شوية أوراق 

: ابعتهملي علي البيت 

:وانت مش جاي 

: اية مش هتعرف تشوف الشغل من غيري 

قال برقة لاستفزازه : لا ياعصوم طبعا مقدرش اعيش من غيرك..

:ماتسترجل يلا...

ضحك بخلاعه وهو يقول: اومرك ياسي عاصم 

; لا ده انا شكلك رايق علي الصبح 

قال بخبث يمازحه :لا وانت الصادق ده شكلك انت اللي رايق ومش فاضيلي 

:طيب اخلص وابقي ابعتلي الشغل 

:حاضر ياعاصم بيه...تأمر بحاجة تانية  قالها بمزاح ليغلق عاصم الهاتف وهو يقول بجديه: مسمعش صوتك باقي اليوم 

مد يده اليها لتقترب منه مجددا ويجلسها علي ساقيه كما كانت بين ذراعيه قائلا بمكر : كنا بنقول اية بقي؟ 

ابعدت ذراعه من حولها وهي تهمس: كنا بنقول مينفعش اللي بتعمله ده

رفع حاجبه ينظر اليها ببراءه : الحق عليا اللي هاخد النهاردة اجازة اقعد معاكي نقضي اليوم سوا 

نظرت لعيناه التي تعشقها لتقول بدلال:يعني انت هتسيب شغلك عشاني

اذابه دلالها لتتعالي دقات قلبه تطالبه بالاقتراب... ليقترب من شفتيها يتناولها بين شفتيه يقبلها برقه شديدة..... 

همست باسمه ليتوقف حينما وجدته ينزل بشفتيه تجاه عنقها بينما مازالت هناك تلك الرهبه من قربه ليتفهم عاصم علي الفور احساسها ويبتعد 


نزلا سويا ليتوجهها لمكتبه تلك الغرفة التي لايدخلها سواه لتتاملها زينه باثاثها البني الكلاسيكي وارفف الكتب الفخمه ومكتبه الابنوسي الذي توسط الغرفة فيما امتدت كنبه جلدية وثيرة بمقعدين في احد الجوانب... غرفة رجالية خالصه وخاصة به هو فقط لتشعر بسعاده لكونه من ارادها ان تشاركة... تأملت بعض الرسومات التي كان يعمل عليها لمدينته الرأسية التي يبنيها في العاصمه لتقول باعجاب : هتبقي تحفة 

اقترب منها ليقول بفخر : المدينه دي هتبقي سبب في نقله تانية للمجموعه خصوصا لما هحصل علي دعم الشركة اليابانية 

سحبها ليجلس علي الاريكة الوثيرة وجعلها تجلس بين احضانه ليفتح امامها بعض الملفات ويبدء بشرح مشروعه لها بحماس لتشاركة شفغة وحماسة ليهتف اخيرا : انتي عارفة يازينه يعني اية مدينه بالحجم ده... ده حلم يازينه 

نظرت في عيناه بايمان بقدراته لتؤكد: وهيبقي حقيقة ياعاصم.. 

مرر بيده علي وجنتيها بحنان; واثقة فيا يازينة

اومأت له : طبعا ياحبيبي 

ضمها اليه بحب وسعاده فهي من حلم بها طوال عمره.. تشاركه حياته وحبه وقلبه وعقله..... 


في فيلا مراد الشناوي كانت جالسة سهيلة مع نرمين صديقتها لتجد اتصال هاتفي من وداد جاسوستها في قصر عاصم... ها اية الجديد؟ 

اخبرتها لتصيح بغضب ; انتي بتقولي اية يابت انتي؟ 

; زي مابقولك ياهانم من الصبح وهات ياضحك وهزار وكلام شكلهم اتصالحوا 

: انتي متأكدة 

: امال ياهانم دي قاعده معاه من الصبح في مكتبه ولما دخلت ليهم بالقهوة لقيتها لامواخذءه ياهانم قاعده في حضنه

صاحت بها : طب اخرسي يازفته جاتك القرف في اخبارك اللي شبهك غوري 

القت الهاتف من يدها وقد اشتعلت مراجل الغضب بداخلها فعاصم لم يسبق له ان ترك عمله من أجلها ساعه ولاحاول التحدث معها او اشراكها بعمله فقد كانت مجرد جسد يستمتع به ليلا.... 

قالت نرمين :اية ياسو اللي ضايقك كدة؟ 

قالت بحقد شديد وهي تحدث نفسها ;البنت دي بقت خطر اوي ولازم اخلص منها بأسرع وقت

قالت نرمين :انتي بتكلمي نفسك ياسهيلة

أجابت بعصبيه : مفيش مفيش يانرمين.. 

: طيب هنروح النادي 

: لا انا ورايا مشوار ضروري بعدها هحصلك 


استقلت سيارتها لتتجه لشركة فريد الجنيدي فهي لن تحتمل اكثر من هذا.. وهو لم ينفذ اتفاقهم... 


مر اليوم ممتعا وهم يعملوا سويا ولم يخلوا بالطبع من قبلات ولمسات عاصم العاشقة لها ليحملها فوق تلك السحابة الوردية طوال اليوم ويقرر انهاءه بنفس السعاده ليأخذ بيدها بعد العشاء يسيرا سويا في الحديقة الغناء يتنشقوا نسمات الليل الحمله برائحة الزهور الجميلة... 

تبعتهم عيون شهيرة التي وقفت خلف زجاج نافذتها الزجاجية ولكنها لم تكن تتابعهم بكراهية اوضيق بالعكس فقد افلتت منها تنهيده حينما وجدت ابنها جالس علي الارجوحة الخشبيه ويضم زوجته بين ذراعيه كما اعتاد ابوه فعل ذلك معها ....

انها تري ابنها سعيد وضحكته تنير وجهه لأول مرة منذ وقت طويل ليغص حلقها فكم هي أم سيئه تريده ان يبتعد عن تلك التي تسعده حقا ويعود لتلك الحيه سهيلة...!! 

بل ومضطرة لمساعدتها والا أخبرت عاصم بسرها الذي اخفته عنه طوال تلك السنوات حتي لاتخسره...!!! 

جلست علي فراشها وامسكت بصورة زوجها الراحل وتخلت عن شخصيتها القوية وبدأت تبكي بضعف تحدثه: سامحني يامنير انا غلطت في حقك وحق ابني كتير اوي... بس انا عملت كدة عشان خفت... خفت عاصم لو عرف ميسامحنيش... انا مش عارفة اعمل اية يامنير.... انا عاوزة ابني يكون سعيد مش ممكن هبقي سبب انه يرجع للعقربه دي تاني وكمان مقدرش اسيبها تقوله علي سري واخسره.. اعمل اية ؟... اعمل اية؟ 

دفنت وجهها في الوسادة تبكي....!!! 


في الصباح دخل عاصم الي مقر الشركة وزينه تسير بجواره يمسك يدها بين يديه ككل يوم مضي خلال ذلك الاسبوع حتي وصلا الي مكتبه لتقف داليا قائلة : صباح الخير يافندم 

اومأ لها قائلا : كل حاجة جاهزة للاجتماع 

: ايوة ياعاصم بيه.. 

: تمام هاتيلي الورق اللي عاوز يتمضي وعاوز الرد بتاع فاكس الشركة اليابانية يتطبع وتجيبهولي وابعتيلي القهوة بتاعتي.... 

دخل لمكتبه لتقول زينه ; انت أوامر أوامر علي الصبح انت حتي مردتش عليها الصباح

رفع حاجبه قائلا: وانا جاي اصبح ولااشتغل

: وأية المشكله لما تعمل الاتنين... انت مدير صعب اوي... تنهدت لاستفزازة ; فين ايامك يااتش كنت مدلعنا

اقترب منها ليقول بعبث:يعني انا مش مدلعك... تابع اقترابه حتي وصل لشفتيها ليهمس بجوارها : طب بذمتك في مدير بيدلع موظفته زي مابعمل كدة 

افلتت ضحكتها الساحرة لتقول بدلال: ماهو انا مش اي موظفه  انا.. مرات المدير

حرك راسه ببطء تجاهها ليقترب من شفتيها التي تغويه بتقبيلها ولكن قبل ان يصل لشفتيها دفعته وقطبت حبينها كالاطفال:ولا تكون ناوي تعمل كدة مع أي موظفه تانية

مرر عيناه علي عنقها واحطها بذراعية ليقول بخبث:كدة اللي هو اية؟ 

اشتعلت وجنتها وهي تقول بتعلثم : كدة... كدة.. الي بتعمله ده

انخفض بشفتيه تجاه عنقها يلثمه برقه وهو يقول ببراءة : وهو انا بعمل حاجة... ده حتي بقالي كتير وسيادتك معتبراني فازة في البيت

اخفضت عيناها خجلا لتقول بتحذير: عاصم.!! 

قال وقد اشتعلت عيناه بالشغف; عاصم خلاص مش قادر يبعد عنك اكتر من كدة 

قالت بدلال وهي تعبث بازاز قميصه بعفوية ولكنها دون قصدها زادت من اشتعال نيران رغبته :مانت جنبي اهو 

التهم شفتيها بقبله جائعه وهو يقول بالنفاس لاهثة : مش كفاية بعد بقي يازينه.... همس باغواء اذابها: عاوزك يازينه ومش قادر ابعد عنك اكتر من كدة.. وفي نفس الوقت خايف تكوني لسة مش مستعده وتفتكري اني بضغط عليكي... 

لم يكن بحاجة لسؤالها فقد اجابته عيناها الخجله التي سرعان مادفنتها في عنقه لتسمع دقات قلبه التي تعالت فور همسها: انا نسيت كل حاجة عدت.. 

اغمض عيناه براحة لا يصدق انه حصل علي غفرانها واخيرا... ظلت بين ذراعيه لاتتحرك وهو ظل مقربها من قلبه مسمتعا باقترابها منه بمحض ارادتها لايعرف كم مر عليهم من وقت الي ان اضطر للابتعاد فور ان 

سمع تلك الطرقات فوق باب غرفه مكتبه... زفر بضيق وهو يعود لجلوسه خلف مكتبه غامزا لها بعبث ; هنكمل كلامنا لمانروح 

ثم قال بصوت اجش للطارق :ادخل

دخلت داليا تحمل الملفات لتضعها امامه ويتبعها احد السعاه يحمل القهوة له ولها

لتقول بأدب : تأمر بحاجة تانية ياعاصم بيه؟

قال وهو ينظر في الأوراق التي امامه ; لا ياداليا

بعد خروج داليا غرق عاصم في الأوراق التي امامه لتنظر زينه لساعتها قائلة : عاصم 

التفت نحوها ومازال مركز انتباهه علي الأوراق امامه: نعم يازينه 

: هو انا مش هروح الموقع مع الباشمهندس شريف

وضع القلم من يده ونظر اليها مقطب

جبينه; لا طبعا 

: لية؟ 

: من غير لية يازينه... 

: امال انا لازمتي اية؟ انا عاوزة اتابع تنفيذ الشغل

مسح علي شعره يحاول ضبط اعصابه : زينه حبيتي مانتي معايا كل يوم في الشغل لازمته اية بقي نزول مواقع مش من قله المهندسين عندي... كفاية تتابعي الريبورت بتاعهم كل يوم 

قطبت جبينها بعدم رضا ليمد لها يده لتتجه نحوه وهي تهتف باعتراض: بس

قال وهو يقترب منها يحاول تقبيلها: من غير بس يا زينه.... مش كل حاجه عناد 

وضعت يدها علي صدره تبعده عنها لتهتف بغضب طفولي: ابعد... مش هتضحك عليا 

: طيب اعمل اية... ؟

: توافق 

هز راسه بنبرة قاطعه: لا يازينه ومتحاوليش عشان مش هسيب مراتي تقف وسط العمال 

ضربت الأرض بقدمها بغضب: يعني كدة انا ولا ليا اي لازمه سيادتك بتضحك عليا تجبني تقعدني في مكتبك طول اليوم 

نظر لها لحظة لايريد مزيد من المجادلة ليقول بهدوء:عندك الريبورتات راجعيهم 

ضايقها تحكمه وعدم اعتبار رأيها لترمقه بنظره غاضبه من بين إهدابها الطويلة قائلة بحدة : مش مراجعه حاجة 

قال وهو متمسك بهدوءه : زي ما يعجبك ممكن بقي تسيبيني اخلص شغلي 

جلست علي الاريكة تضع ساق فوق الاخري تهزها بعصبيه ليعود عاصم للانهماك في الأوراق امامه ولايعرف انها لن تمرر له تحكمه في كل شئ بسهوله....!! 

بعد مرور ساعتين حانت منها التفاته جانبيه نحوه وهو غارق في الأوراق امامه وقد خلع سترته وشمر عن ساعديه القوييتين وارخي ربطة عنقه وحل الزر الاول من قميصه كاشفا عن عنقه المثير لتحاول التوعد له وطرد نظرات الإعجاب به بعيدا فهي مازالت متضايقه منه لتحكمه بها لتنظر في ساعتها قائلة: ممكن بقي اتغدي مع مها ولا ده كمان ممنوع

ترك القلم من يده وفهم من نظرتها انها لم تمرر له عدم سماحه لها بالذهاب صباحا ليتنهد مطولا : يعني مش عاوزة تتغدي معايا زي كل يوم 

لقد احسن اختيار الكلمات هكذا فكرت فهو يعرف انها بالتاكيد تحب رفقته ولكنها تظل غاضبه لتقول:بس مها وحشاني جدا 

مرر يده علي عنقه بارهاق قائلا: ماشي يازينه... هخلي عادل يوصلك 

ابتسمت لانتصار لتتناول حقيبتها وتهم بالمغادرة فيما قال : متتاخريش يازينه ساعتين بالكتير 

هزت راسها موافقة... 

جلست مع مها في هذا المطعم الراقي لتندفع مها كعادتها تسرد لها تطورات حياتها حيث استقروا ووجدت وظيفة في احد البنوك الكبري كما تسلم أخيها تكليفه لتحكي لها زينه أخبارها هي الاخري لتقول مها وانتي ازاي متعرفيش حاجة عن طليقته دي

;ده كل اللي همك

:طبعا... ده انتي خايبه اوي يازوز.. واضح اوي ان جوزك بيحبك تفتكري بقي طليقته هتسيبهولك بسهولة؟

: وهي مالها وماله مش خلاص طلقها

:هي اسمها اية ؟

هزت راسها بجهل لتقول مها:اما انتي عبيطة صحيح مش تعرفي عنها كل حاجة

:هو رافض يتكلم عنها وبعدين الموضوع ده مش في دماغي اصلا المهم عاصم

: ماهو عشان تحافظي عليه تعرفي طلقها ليه

أمسكت مها بهاتفها تبحث عن اخبار عاصم علي موأقع التواصل الاجتماعي لتقول بصفير:صور جوزك الجامد منورة ...

اهه.. الزفته صورتها... ممم اسمها سهيلة.. بنت سفير... ابتلعت زينه لعابها وزحفت نيران الغيرة لقلبها حينما رأت صورة سهيلة لتمتم :جميلة

قالت مها : انتي احلي منها... وبعدين ماهو طلقها... بس مش معروف سبب الطلاق

: انا مش عاوزة اعرف حاجة اصلا 

مر الوقت سريعا لتقول زينه: انا هرجع الشركة بقي عشان متاخرش علي عاصم


نظرت لداليا بنظرات نارية حينما قالت:اسفة ياسهيلة هانم عاصم بيه مشغول ومش فاضي يقابلك

لتهتف بتعالي : انتي اتجننتي اوعي من سكتي

قالت هذا ودفعتها تدخل غرفة عاصم الذي هب واقفا من مقعده حينما رأي سهيلة تدخل مكتبه بتلك الطريقة : عاصم عاوزاك في حاجة مهمة

تعلثمت داليا: والله ياعاصم بيه حاولت امنعها

اومأ لها :خلاص روحي انتي

زفر بضيق ليقول :خير

نظرت له بعتاب قائلة : انت مش عاوز تقابلني

قال بحده : سهيلة قولي عاوزة اية؟

نظرت له وقالت ببكاء مزيف : انا مش قادرة ابعد عنك ياعاصم وبجد ندمانه علي اللي حصل بينا.. رجعني عشان خاطر ابننا... اقتربت من مكتبه بضع خطوات.. اديني فرصه ياعاصم... مدت يدها لتتناول يده التي سحبها بحده في نفس لحظة دخول زينه للمكتب...

تسمرت مكانها تنقل عيناها بين تلك الواقفة بجواره وبين الذي وقف فور دخولها ليقول بعدم اكتراث لسهيلة: تعالي يازينه

ظلت مكانها بضع لحظات فهي الان تعرفها جيدا.. انها طليقته!!

وهي واقفه بجواره..!! 

غيرة وغضب اشتعلا بداخلها ولكن يد عاصم التي مدها تجاهها ونظرته لها وهو يقول : زينه حبيتي تعالي.. 

سارت باليه تجاه يده الممدودة ليقول : دي سهيلة طليقتي كانت جاية تتكلم معايا في موضوع وماشية علي طول 

احترقت سهيلة بنار الغيرة وودت لو تقتل تلك الفتاه التي جعلته لايري سواها ويهتم بمشاعرها فهو يبرر لها... وواضح جدا انه يسترضيها 

زفرت بغضب ورمقت زينه بنظرة كارهه لتلتفت لعاصم قائلة بنبرة ناعمه : متنساش بقي ياعاصم ترد عليا في الموضوع اللي اتكلمنا فيه... وضعت يدها علي بطنها لتقول بشماته في زينه : عشان ابنك...!! 

تلك الحقيرة فجرت القنبله قبل ان تخرج ليود عاصم قتلها في تلك اللحظة التي رأي نظرات زينه النارية له...!! 

سار ناحيتها بضع خطوات لتردد : ابنك!! 

قال بعدم اكتراث : مش عاوزة... 

نظرت اليه وقد تجمعت الدموع في عيونها فهاهو اول خيط يربطه بطليقته ويبعده عنها... اقترب منها وامسك بيدها قائلا: زينه انا بحبك انتي ومفيش اي حاجة هتبعدني عنك... صدقيني انا مش بكره في حياتي حد اد سهيلة.. والولد اللي نفسي فيه طول عمري مش عاوزة عشان منها... انا عاوز ولادي منك انتي 

كانت كلماته مهدئة لنيران قلبها علي نحو كبير ولكنها بالتاكيد لن تستطيع اطفاءها خاصة كلما تذكرت صورتها وهي واقفة بجواره والتي ستتكرر كثيرا بحجة طفله... اخرجها صوت عاصم من شرودها... زينه حبيتي متخليش حاجة تافهه زي دي تأثر علي علاقتنا 

ابعدت يدها عن يده لتدير وجهها فحاول ضمها اليه لتبتعد قائلة : لو سمحت ياعاصم عاوزة اروح 


جلست امام فريد تهدر بغضب ليقول مهدئا; اهدي ياسهيلة.. قلتلك هخلصك منها 

: بكرة... بكرة يافريد... 

هز راسه مؤكدا ليتصل بأحد رجاله : اطلعلي علي طول 

دخل ذلك الرجل الضخم ليقول له فريد ; ها ياجابر هتنفذ امتي؟ 

: قريب... قريب اوي ياباشا... 

هتفت سهيلة : المهم. بكرة اسمع خبرها..!! 


عادوا سويا للمنزل لتسرع بالصعود للغرفة دون قول شئ.... تنهد عاصم مطولا فقد عاد لنقطة الصفر معها بعد ظهور تلك الحقيرة اليوم.... 

كانت قد استبدلت ملابسها واستلقت توليه ظهرها في الفراش متظاهرة بالنوم حينما صعد للغرفة بعد ان اطمأن علي والدته والتي شعر بوجود خطب ما بها ولكنها أكدت انها بخير ليعود لزينه مجددا  ... 

استحم وارتدي ملابسه ليستلقي بجوارها... شعرت به يقترب منها ليقول بصوت هادئ : زينه انا عارف انك صاحية.. ممكن نتكلم مع بعض 

استدارت نحوه لتقول باندفاع : نتكلم في أية؟ في ان جايلك ولد وانا معرفش ولا في ان طليقتك كانت عندك وياعالم كان اية بيحصل بينكو 

: مفيش حاجة ولابتحصل ولاهتحصل 

: امال كانت جاية لية؟ 

توترت نظراته لحظة لتندفع ; اية كان سر 

قال وهو يهز راسه ولم يجد مفر من أخبارها بالحقيقة  ليقول بتوجس:. كانت عاوزاني ارجعها 

اغمضت عيناها بغضب ليردف يقول بيأس : بس يا حبيتي ده عمره ماهيحصل صدقيني 

مد يده يتلمس يدها بحنان وصدق: انا بحبك يازينه...عشان خاطري يازينه طلعي اي أفكار من دماغك... انتي بتحبيني وانا بحبك.... اقترب منها اكثر : خليكي جنبي يازينه وثقي فيا.. 

نظرت له وقد غلبتها بحور عيناه بسحرها كما اعتاد وقد لامس صدقه مشاعرها ولكن ماذا تفعل في قلبها... الذي يغار عليه وبشده... 

لتقول بنبرة مختنقه  : انا واثقة فيك.. 

قال بذهول: يعني مصدقاني؟! 

هزت راسها لتقول : انت وعدتني انك مش هتجرحني تاني 

تنفس براحة من رد فعلها الغير متوقع ليمد يده يحاول جذبها لاحضانه قائلا: وانا عند وعدي 

ابعدت يده عنها قائلة : تصبح علي خير 

اقترب مجددا وهو يقول: انتي مش قلتي انك خلاص مش زعلانه مني

قالت بضيق : قلتلك مش زعلانه.... 

همس بجوار اذنها : امال بتبعدي عني لية 

: عشان متنرفزة منك 

تحرك جسده ليلتصق بظهرها فتقول بتحذير :ابعد ياعاصم قلتلك متنرفزة 

همس بخبث: مانا هصالحك 

استدارت ناحيته تقول بعناد: لا مش عاوزاك تصالحني.. ابعد بقي لوسمحت 

نظر لها مليا فهو بالتاكيد لن يخالف ارادتها خاصة بعد فعلته فلايريدها تخاف منه... ابتعد ثم زفر باستسلام قائلا: ماشي يا زينه براحتك 


في اليوم التالي.. 

دخل عاصم للمكتب وهي معه ولكنه منذ الصباح لم يحاول إنكار غيظة منها لتصميمها علي رأيها بالأمس وكأي امرأه قلبتها نكد..!!! ليفرغ غضبه في نعمات والسائق وكذلك داليا... 

وهي كانت علي العكس تماما فقد انتشت لرؤيه غيظه منها طوال الليل وشعرت بغيرها تنطفيء لرؤيتها لهفته عليها لهذا النحو... حاول جاهدا تجاهلها طوال فترة الصباح متظاهرا بأنه لايأبه بها لتغتاظ بدورها من تجاهله لتقرر كسب الجوله لها... 

توجهت نحو مكتبه لتقول برقه : عاصم.. 

رفع اليها عيناه لتقترب منه أكثر قائلة بنبرة ناعمه... انا كنت عاوزة اسالك علي....... لم يعي اي كلمه مما تقول فكعادتها تسلب أنفاسه حينما تقترب منه خاصة وهي تعمدت اغواءه علي هذا النحو ليفكر بأنها لاتلعب بعدل مطلقا فهي تستخدم جميع اسلتحها ضده... انتبه علي رنين هاتفه ليجد داليا تخبره 

بمواعيده اليوم لتسرح عيناه بزينه التي سرعان ماجلست علي الاريكة وفتحت حاسوبها وانهمكت بالعمل 

.. ابتسم بمكر مقرر اخذ ثأره منها...!! ليقول لداليا ; متدخليش حد عليا لغاية مااقول 

اومات له وانصرفت ليجلس عاصم الي مكتبه بينما تلمع عيناه بالمكر يفكر بطريقه لأخذ ثاره منها... ها يا زينه خلصتي 

اومات له بحماس ليقول طيب تعالي وريني 

قامت وهي تحمل حاسوبها لتضعه امامه وتنحني تريه عملها بينما عيناه كانت تتأملها من راسها حتي اخمض قدميها.... بينما بخبث اخذ يترك لا المساحة لتقترب حتي حاصرها بينه وبين حافر المكتب 

ليمد يده ببطء يدخلها  تحت بلوزتها ليمرر اصابعه باغواء فوق بشرتها الناعمه... شهقت زينه بمفاجأة من فعلته لتتراجع سريعا ولكنها وجدت نفسها محاصره... كذبها بلحظة ليوقعها بين احضانه ويجلسها فوق ساقه.... تعاليلي بقي.... مفيش هروب مني هنا 

نظرت اليه بتحذير بينما تتلوي منه تحاول أبعاد يداه التي تتسلل أسفل ملابسها.. عاصم بس... 

ضحك بخبث وتابعت يداه ماتفعله بينماةرزع شفتاه في عنقها يوزع عليه قبلات رقيقه ... ضمت يدها الي جوارها بقوة تضغط عي يده تحاول منعها من الاسترسال فيما يفعل وهي تنظر له برجاء ليتوقف فقد استحالت وجنتيها للون الأحمر خجلا مما يفعل

وهي تهمس : عاصم بطل جنان.... حد يدخل علينا 

. تجاهلها ومرر اصابعه من أسفل طرف قميصها

لتعيث يداه فسادا بمشاعرها مغمغم: عشان تقبليها نكد براحتك 

وضعت يدها علي صدره تحاول ابعاده عنها.... ونظرت له باستجداء : عاصم انت اتجننت 

  ليبتسم لها غامزا 

قبل ان يلتقط شفتيها بين شفتيه  وقد اشتعلت عيناه بالشغف والرغبه وحاوطها بين ذراعيه قائلا:اتجننت بيكي... 

حاولت التملص منه ولكنه احكم قبضته حولها ليقترب لاثما عنقها برقة شديدة... همست: عاصم مينفعش اللي بتعمله احنا في المكتب...! 

قال وهو مازال غارقا في طبع القبلات على عنقها: مش انتي اللي قلبتيها نكد امبارح 

قالت وهي تحاول إيقافه عما انتواه... خلاص ياحبيبي انا اسفة.. هصالحك لما نرجع 

نظر اليها بريبه ليعود مجددا لالتهام شفتيها بقبله عاصفة... عاااصم.. 

همس من بين انفاسه الاهثه قلب عاصم 

قالت بصوت مختنق خجلا: حد يدخل... ابعد عشان خاطري 

هز راسه لتكمل استعطافها... هانت كلها كام ساعة ونروح.. 

بدأ يقتنع اخيرا لينظر لها قائلا بعبث: هتعوضيني عن امبارح... 

هزت راسها بتأكيد فهو ليس بحال يسمح بمجادلته.. حاضر شوف اية التعويض.. 

اقترب من اذنها هامسا بخبث : لمانروح هقولك.. بس دلوقتي عاوز تصبيرة.... نظرت له بتوجس ليقترب مجددا يجتاح شفتيها بقبلته التي بدأ بتعميقها وقد بدات يداه تعبث بما ترتديه لتحاول ابعاده ولكن عبثا فقد بدا مصمما..... 

تنفست الصعداء حينما تعالي رنين هاتفه في تلك اللحظة ليحررها اخيرا ويتناوله من جيب سترته مجيبا بضيق.. . ايوة يامدحت.. اه.. تمام خليك عندك نص ساعه واكون عندك 

اتسعت ابتسامتها حينما انهي اتصاله فهو سيغادر لينظر لها ماكراا : نفدتي المرة دي 

ضحكت عاليا ليبادلها الضحك ويقربها اليه يقبل اعلي جبينها بحب قائلا :بحبك يازينه 

ابتسمت له عيناها الصافية:وانا كمان. 

:طيب انا دلوقتي طالع علي الموقع واكيد هتأخر... متستننيش ارجعي انتي علي البيت 

هزت راسها:هخلص شغلي وارجع

: تمام.. 

.......

نظر ذلك الرجل في ساعته بملل ليتعالي رنين هاتفه : عملت ايه!؟

اجاب الرجل : واقف مستني .... هو نزل وخرج وهي لسه فوق 

قال الطرف الآخر : خليك مكانك واول ما تنزل تنفذ علي طول 

اوما الرجل ليتابع الطرق الآخر : اول ما تخلص 

 تختفي من المكان خالص.. وتعدي عليا عشان تاخد باقي حسابك

; اومرك ياباشا 


انهي جابر محادثته ليهاتف سهيلة قائلا : كله تمام ياهانم كلها كام ساعة وتسمعي خبرها

قالت بغل: انت متأكد.. 

: طبعا ياهانم دا من حظك الحلو أنها هتروح لوحدها 

:برافو عليك... وليك عندي مكافاه كبيرة اوي غير اللي فريد هيديهولك

: انا خدامك ياهانم 

اغلقت الهاتف وهي تبتسم بشراسة فهي لن تتركة لاخري.! 


...

....

جمعت زينه اشياؤها وامسكت حقيبتها واتجهت للخارج ليلمح الرجل خروجها من مبني الشركه الزجاجي الي سيارتها بينما 

في تلك الاثناء كان عاصم قد انتهي من عمله ليدخل للسيارة ليساله سائقه باحترام : عاصم بيه تحب تروح علي البيت ولا الشركة؟ 

القي الأوراق بجواره بارهاق وهو يقول:لا خلينا نطلع علي البيت 

....!! 


اومأ السائق وبدأ بالتحرك ليخرج عاصم هاتفه يحدث زينه البيت أجابت علي الفور ليعقد عاصم حاجبيه : ايه يازينه كل ده في الشركه 

هزت راسها وهي تدير سيارتها : لا ياحبيبي انا خلاص مروحه 

اوما لها قائلا : تمام ...انا كمان في الطريق ...اشوفك في البيت ... سوقي بالراحه 

.... 

وبالفعل كانت زينه تقود بسرعه هادئه الي أن انعكست انوار تلك السيارة خلفها بقوة تجبرها علي أن تزيد من سرعتها ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

6 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !