المتملك والشرسه ( الفصل السادس عشر )

3


 الفصل السابق
عقدت زينه حاجبيها بانزعاج من تلك الانوار القويه التي انعكست في مرأه سيارتها لتدير المقود وتتجه الي جانب الطريق بعيدا عن تلك السيارة التي تفاجأت بها تستدير خلفها بإلحاح لتزيد من سرعه سيارتها ....زفرت زينه بحنق من ذلك السائق الذي ترك كامل الطريق الواسع أمامه وتشبث بالقيادة خلف سيارتها ظنا منها أنه لا يتعمد هذا لتبدأ مجددا بتجنبه ولكن تلك المره لم يعطيها فرصه بينما اخذت تلك الانوار تنعكس بقوة أثرت علي رؤيتها لتزيد زينه قليلا من سرعتها وهي تتطلع حولها لأقرب منعطف حتي تترك له الطريق بأكمله ....تابع الرجل زياده سرعته خلفها ومن ارتباك قيادتها أدرك أنه قارب علي الوصول لهدفه ....أعطت زينه تلك الإشارة الجانبيه ما أن رأت المنعطف وتحركات بضعه أمتار باتجاهه ليدق قلبها بجنون وتنفلت منها صرخه مرتعبه ما أن لمحت تلك السيارة ذات الانوار القويه تتجه ناحيتها بسرعه كبيرة لم تعطي لها أي فرصه لتهرب منها وبلحظه كانت تنتفض من مكانها ما أن ارتطمت تلك السيارة رأسا بجانب سيارتها لترفع يدها بفطره حمايه نفسها ما أن تطاير زجاج النافذه  ناحيتها قبل أن ترتطم السيارة بقوة بسيارة أخري من الجهه الأخري لتتشوش الرؤيه لديها وتشعر بارتطام جسدها بقوة بهيكل السيارة قبل أن تسقط راسها علي المقود امامها بعد أن انفتح الكيس الهوائي من قوه الارتطام .....بسرعه نظر الرجل تجاه تلك الفاقده للوعي والتي سالت الدماء من راسها ووجهها ليعود مجددا الي سيارته ويتراجع بها الي الخلف بسرعه كبيرة ويطير مبتعدا بينما بدأت السيارات بالتوقف لرؤيه هذا الحادث البشع ....

اغمضت زينه عيناها وبقيت غائبة عن الوعي وعن العالم..!!.

........


عقد عاصم حاجبيه بقلق حينما عاد إلي المنزل قبل نصف ساعه ووجد زينه لم تعد ....

امسك هاتفه وعاود الاتصال بهاتفها دون جدوي ليلتفت بتشتت تجاه شهيرة التي كانت تتحدث منذ وقت وعاصم لم يستمع إلي كلمه من كلماتها بينما بدأ القلق يدب في أوصاله لتقول شهيرة بتزمر : في ايه ياعاصم 

...بقالي ساعه بكلمك 

قال بعدم اكتراث ويداه مازالت تضغط علي الهاتف  : في ايه ياماما ؟!

قالت شهيرة  : بسألك ناوي تعمل ايه مع سهيله 

لم يقل عاصم شيء وعاد يضع هاتفه علي أذنه لتوفر شهيرة بحنق : ما ترد عليا ياابني 

نظر لها بغضب وقبل أن ينطق بكلمه كان يقول بلهفه ما أن انفتح اتصاله بزينه: زينه انتي في.....ماتت الكلمات علي شفتيه بينما أتاه هذا الصوت الغريب ليعقد حاجبيه: انت مين ؟!

قامت شهيرة من مقعدها ونظرت الي عاصم بقلق بينما تحولت ملامح وجهه كليا قبل أن يهتف وهو يركض للخارج : مستشفي اييييه ؟! 

أسرعت شهيرة خلفه: في ايه ياعاصم ....رد عليا 

لم تتلقي رد بينما كانت سيارته تكاد تطير وهو يعبر تلك البوابه للخارج ليقود بقلب لهيف بعد أن استمع لتلك الكلمه ( حادث ) 

......


تحرك عاصم حول نفسه بعصبيه وانفعال بينما تشعشع الخوف بكيانه وهو واقف بانتظار خروج أحد الأطباء ليطمئنه ....بينما علي الجانب الاخر كانت سهيله تضحك من قلبها بتشفي وقد طمأنها هذا الرجل أن المهمه تمت بنجاح 

اسرع عاصم تجاه احد الأطباء الذي خرج من تلك الغرفه ذات الابواب المزدوجه ليقول بلهفه : ايه يادكتور .....طمني زينه حصل لها ايه ؟!

قال الطبيب وهو يعقد حاجبيه: كان في عربيتين في الحادثه ....تمهلت نبرته بينما يتابع : كان في تلات حالات واحد واتنين ستات....الراجل وواحده من الستات حالتهم مستقره مع وجود كسور وكان في واحده حالتها محتاجه عنايه مركزه 

قال عاصم بلهفه ممزوجه بالانفعال : مين فيهم زيييينه ؟!

تنهد الطبيب قائلا : تقدر تسال في الاستقبال ... ابتلع الطبيب كلماته حينما انقض عليه عاصم بشراسه : وانا لسه هسأل 

دفع الطبيب من أمامه واندفع تجاه الباب المزدوج ليقتحمه غير مبالي بمحاوله الطاقم الطبي لاقصاءه ....اتسعت عيناه واسرع تجاه ذلك الفراش حيث وجدها فوقه وحول رأسها تلك الاربطه ووجهها مغطي بالجروح ....زييينه 

جثي فوقها وعيناه تكاد تقفز من موضعها بينما قلبه يتنفض من بين ضلوعه خوفا عليها ...اتجهت إليه أحدي الطبيبات لتقول له : اطمن حالتها مستقره بس بسبب جرح راسها لازم تفضل النهارده في العنايه المركزه

مرر عاصم يداه بحنان شديد علي وجهها الذي كادت ملامحه ان تختفي بسبب تلك الجروح ليقول بصوت متهدج: زينه حبيتي ....فتحي عينك   ...زينه 

قالت الطبيبه وهي تشير الي الممرضين لأخذها : لو سمحت خلينا نكمل شغلنا 

خرج عاصم بخطوات ثقيله من تلك الغرفه ليتوقف أمام غرفه العنايه المركزه بقلق شديد .... بعد قليل استعاد رباطه جأشه ليتجه الي مدير المشفي ويعرف عن نفسه ويعرض اخذها لمشفي اخر ليقول الطبيب بهدوء : مفيش اي داعي ياعاصم بيه ....أن شاء الله خلال ساعات نطمن أن الخبطه مأثرتش علي اي وظيفه حيويه في الجسم وهطمنك ....

...........

............ مرت الساعات عليه كالدهر عليه ليخرج كبير الأطباء متجهها نحو عاصم مطمئنا... ويسمح له ان يدخل ليطمئن عليه 

دخل عاصم للغرفة التي تم نقلها اليها بخطي بطيئه ليتقدم نحوها وينحني مقبل اعلي جبينها الشاحب بحنان.... جلس علي احد المقاعد بجوار فراشها يحتضن يدها بين يده ويمرر يده الاخري برفق فوق يدها المغروس بها تلك الإبرة الموصولة بالسيرم المغذي... انحني يقبل يدها بحنان وهو يهمس بجوار اذنها: سلامتك ياروح قلبي 


ظل بجوارها طوال الليل الي ان بدأت تستعيد وعيها.  ....رفع عاصم عيناه إليها بلهفه ما أن استمع الي همهتها الواهنه ليقول بقلق سافر : زينه حبيتي 

حركت زينه عيناها ببطء تحاول استيعاب تلك الإضاءة بعد هذا الظلام الذي غرقت به لتسدير بعيناها تجاه صوته فتقابل نظرات عيناه المتلهفه لتهمهم وهي تعقد جبينها بقوة من شعورها بتلك الالالم برأسها الذي رفعت يدها تلقائيا تتلمسه فوجدته محاط بتلك الاربطه : ايه اللي حصل ؟

برفق ابعد عاصم يدها عن راسها ليحتفظ بيدها بين يداه وهو يقول : عملتي حادثه

رمشت زينه باهدابها بضع مرات قبل أن تقول بصوت متحشرج بينما تداخلت الصور برأسها لآخر مشاهد علقت بذاكرتها قبل الحادث  : العربيه اللي كانت ورايا ...كانت ورايا عربيه ماشيه بسرعه ....انا ...انا حاولت ....

نظر لها عاصم برفق وقاطعها قائلا  : بلاش تتعبي نفسك يا حبيتي .....انسي كل حاجه وارتاحي 

..........

...

بعد أن عادت زينه لتنام تحت تأثير المخدر خرج عاصم من الغرفه يتبع الممرضه التي أخبرته أن رجال الشرطه بالخارج يريدون التحدث إليه 

قال الضابط : احنا عرفنا من الدكتور المشرف علي حاله المدام انها مش هتقدر تدلي باقوالها النهارده بس حبيت اتكلم مع حضرتك 

نظر عاصم للضابط بفضول : طبعا اتفضل 

تحدث الضابط بمهنيه وهو يقول : الحادثه اللي حصلت للمدام فيها شبهه جنائيه 

عقدت عاصم حاجبيه ليتابع الضابط بشرح : وفق للتحقيق في بعض الشهود أكدت أن العربيه اللي خبطت المدام هربت من مكان الحادث وحاليا بنراجع الكاميرات ولكن اقدر اقول لسيادتك من التحليل المبدئي أن كان في عربيه كانت ورا عربيه المدام واتسببت في الحادث عن عمد 

سخنت انفاس عاصم الذي كان مايزال في صدمه يستوعب ما يسمعه لينفلت منه السؤال الحارق : مين ....مين اللي قاصد يقتل مراتي 

هز الضابط رأسه : حاليا التحقيق لسه شغال انا حبيت اتكلم مع سيادتك عشان لو عندك معلومه تقدر تفيدنا بيها وخصوصا أن العربيه من غير نمر وده هيصعب مهمتنا شويه الا لو سيادتك اديتنا اسماء نشتبه فيهم ونضيق نطاق البحث 

.......


فرك عاصم وجهه بانفعال ليتحرك حول نفسه كما فعل طوال  الساعه الفائته بعد محادثته مع الضابط ليتحدث بغضب وهو يشير إلي تلك السيارة التي ظهرت بكاميرات المراقبه الخارجيه لشركته والتي وافقت حديث الضابط وهاهي تتابع زينه منذ خروجها من الشركه  : مفيش غيرها ... هي اللي عملت كده ؟!

رفع رامز عيناه إليه قائلا : اهدي  ياعاصم وفكر براحه ....هي سهيله هتعمل كده ليه وازاي ...ماجايز حد من اعداءك في السوق 

هز عاصم رأسه بإصرار : لا ...ده حد قاصد زينه بالتحديد اشار الي الشاشه بغضب : زينه المقصوده مش انا 

فرك رامز رأسه بحيرة لم يلتفت إليها عاصم الذي اندفع الي الخارج ليسرع رامز خلفه : عاصم ....عاصم استني انت رايح فين 

لم يتوقف بل اسرع يستقل سيارته ويقودها بسرعه كبيرة ليشير رامز. الي حارس عاصم الذي قفز بسيارته وتبعه هو الآخر بسرعه بينما الوقت قد تجاوز منتصف الليل وهو يقتحم منزل مراد الشناوي لتنطلق صافرات الانذار ويتأهب حرسه وكذلك حرس عاصم الذين اشهروا اسلحتهم ليأمرهم مراد بالتراجع فور رؤيته لعاصم في شاشات المراقبه... كان عاصم قد وصل للباب ليدفعه بقدمه في لحظة نزول مراد الدرج ليهتف به بغضب شديد : فين بنتك؟...

قال مراد باستنكار لدخول عاصم بتلك الطريقه الي منزله :في أية ياعاصم... انت ازاي تدخل بيتي بالطريقة دي

إزاحة عاصم من طريقة وهو يتجه نحو سهيلة التي نزلت الدرج علي صوته الجهوري ليمسكها من شعرها بقوة يجرها لتنزل باقي الدرجات ليصيح به مراد محاول تخليصها من يده : انت اتجننت ياعاصم 

دفعه بعيدا وهو يصيح باهتياج : انت لسة شوفت جنان... ده انا هوريكوا الجنان اللي علي حق

صرخت سهيله وهي تحاول فك يده من خصلاتها : سبيني ياعاصم.. في ايه 

هتف بها عاصم بصوت جهوري ; انتي اللي دبرتي الحادثه دي لمراتي... انتي مفيش غيرك ....رفع وجهها إليه وهو مازال ممسك بخصلات شعرها مزمجرا بوعيد : ده انا هقتلك 

قالت سهيله برعب من بين تاوهاتها: معملتش حاجة... سبيني ياعاصم... انا حامل حرام عليك 

هدر بها بحنق: امال مين اللي عمل كدة ...

حركت راسها باكيه : معرفش.. معرفش انا مجتش جنبها صدقني.. 

دفعها عاصم بغضب لتتقهقر الي الخلف ليسرع ابيها للامساك بها بينما زجرها عاصم بوعيد  : لو عرفت ان ليكي يد في اللي حصل لزينه مش هرحمك ياسهيلة... رفع نظراته المتوعده تجاه مراد الذي وقف مكانه قائلا بتهديد: والله يامراد لو بنتك طلعت اللي عملت كدة في مراتي لانا مخلصلك عليها وقدامك.... اللي عملته معايا كوم وأنها تلمس شعره من مراتي كوم تاني... فاهم 

هز مراد راسه بخنوع لايستطيع مواجهه عاصم السيوفي ليهدر بسهيلة فور مغادرته... انتي عملتي اية... انطقي ؟

جلست سهيله علي طرف الدرج تحاول لقف أنفاسها التي انقطعت رعبا منه فقد ظنت انها ستنجو بفعلتها...!! 

وهي تهز راسها لأبيها بكذب : معملتش حاجه ...!

............

....


عاد عاصم للمشفي ليتفاجيء بوالدته جالسة أحد المقاعد بجوار فراش زينه ليعقد حاحبيه بقلق :ماما..! زينه كويسة 

أومات شهيرة وهمست له : الدكتور طمني عليها ولما لقيتها لوحدها قولت افضل جنبها علي ما انت ترجع 

نظر لها عاصم بدهشه : انتي؟ 

أومات شهيرة قائله  : أيوة انا ياعاصم .....ايه ياابني ده انا قلبي وقع في رجليا لما عرفت باللي حصل من رامز وجيت علي طول 

رفع عاصم حاجبه لتزجره شهيرة بعتاب : اية ياعاصم هو انا حجر ولااية... ده انا امك ومهما كان رفضي لجوازك منها إلا أنها في كل الأحوال خلاص بقت مراتك يعني أمرها يهمني.... نظرت إلي ابنها وتابعت بإقرار : غصب عني ياعاصم لازم افكر أنها طمعانه فيك وانت بالسرعه دي اتجوزتها  .... بس في كل الاحوال طالما انت حاسس بالسعاده معاها مش هقف قدامك وهحاول اقبلها 

اومأ عاصم لها لتنظر في عيناه المتألمه غير مصدق ان هذا الكلام صادر من أمه... لتفتح له ذراعيها تضمه اليها فهو بحاجة لعناقها وقلبه متألم علي ماحدث لزوجته مررت يدها بحنان علي ظهرة ; هتبقي كويسة.. ان شاء الله ياعاصم 

ربتت امه علي يده بحنان قائله : روح انت ارتاح وانا هبقي جنبها 

هز راسه : لا ياماما... انا هفضل جنبها روحي انتي... 

........

دخل عاصم الي الغرفه ليجلس بجوارها وينظر الي وجهها الساكن من كل حركه والذي حاكي شحوبه بياض تلك الغرفه لتلمع بعيناه بنظرة حب تجاهها بينما ادرك ان تلك الجاذبيه الشديده التي كانت تجذبه لها وقد ظنها مجرد مشاعر لحظيه لشيء جذبه واراد امتلاكه أنها تحولت لمشاعر حب قويه وهو يتأكد أنه لا يستطيع أن يكمل حياته بدونها ....قرب مقعده أكثر لها ليمرر يداه فوق خصلات شعرها برفق شديد وهو يهمس لها : انا حبيتك اوي يا زينه 

طبع قبلة حانيه علي جبينها ثم استند براسه علي ظهر المقعد واغمض عيناه المرهقتين بعد أخذ يدها بين يديه... لتمر صوره وجهها وضحكتها امام عيناه.. فتح عيناه ونظر اليها فكم يتمني رؤيه عيناها الصافيه الان لتبعد عنه هذا الحزن الذي يغلف قلبه.. انها بالفعل سبب سعادته.. منذ أن دخلت حياته ويكفيه رؤيتها ليشعر بالسعاده.. ربما لم يكن يعرف مقدار حبه لها ولكنه اصبح متأكد ان حياته بدونها لاشئ... بعد مرور ساعات بدأ  مفعول المخدر يتلاشي لتفتح زينه عيونها وتفيق من نومها الطويل

لتنطق باسمه بخفوت بين هلاوسها لينتفض يعتدل في جلوسه ينظر اليها لتهمهم بضعف ; عاصم... 

قال بحنان وهو يمرر يده علي شعرها ; قلب وحياة عاصم... انا جنبك يا حبيتي 

تأوهت بوهن دون أن تفتح عيناها  : اااه 

غص حلقه ليطبع قبله علي جبينها ليتمتم : سلامتك  ياحبيتي.. 

حاولت بصعوبه الاستجابه لصوته لتفتح عيونها ليميل عاصم تجاهها وهو ينظر لوجهها الشاحب هامسا ; صباح الخير 

اخيرا استجابت لصوته لتفتح عيونها وتتسع ابتسامته وهو يقول : حمد الله علي السلامه يا حبيبتي 

.........

...

اقترب والدها بهياج : انطقي ياسهيلة انتي ليكي يد في اللي حصل لمرات عاصم.. 

قالت بارتباك: لا يا دادي طبعا.. وانا مالي ومالها 

قال مراد بوعيد : انا حذرتك قبل كدة وانتي مصممه تمشي في السكه دي... 

هزت راسها بتعلثم : معملتش حاجه 

نظر لها مراد بيقين قائلا :  انا متأكد انك انتي اللي وراه الموضوع ده عشان كدة انا مش هستني لما عاصم يكتشف عملتك .... احنا  لازم نسافر كلنا في أسرع وقت ونبعد علي الاقل الفتره دي 

قالت باعتراض: انا مش هسافر 

قال إليها بتشديد : اسمعي الكلام ياسهيلة عاصم اكيد هيعرف ومش هيرحمك وانا بصراحة مش هقف قصادة

هتفت بتحدي: وانا مش عاوزة حضرتك تقف معايا انا معايا اللي اقوي من عاصم 

اتسعت عيون مراد لتصدق توقعاته بينما مازالت سهيله في أحلامها وبالفعل قد خطت بطريق اللاعودة لتهمس لنفسها بتشجيع .. عاصم هيرجعلي ....اكيد هيرجع ليا 

....

.....

وصل هشام في الصباح حينما عرف بما حدث لزينه ليطمئن عليها.... نظر لعاصم متسائلا :مين اللي ممكن يعمل كدة ياعاصم؟ 

هز رأسة بضيق ; هعرفه... هعرفه ياهشام ومش هرحمه 

في نفس اللحظة دلف سالم احد رجاله مع رامز الذي قال : كلام البوليس صح ياعاصم بيه ومكنتش حادثه عاديه ولاحاجة 

قال عاصم بنفاذ صبر... مين اللي عملها ؟ 

قال سالم : هنعرفه قريب ياباشا ..... العربيه كان عليها علامه شركه ومنها هنوصل لصاحبها وهنجيب قرار الموضوع  

هز راسه ليتدخل هشام : قول المعلومه دي للبوليس وهما يتابعوا الموضوع 

قال عاصم : لا طبعا.. وانا مش هعرف اجيب حق مراتي 

قال هشام برفض : انت مش بلطجي ياعاصم ....سيب البوليس يأخد حقها 

........

.....

عاد عاصم الي غرفتها بالمشفي ليجدها ما تزال نائمه ...التفت الي الممرضه ليسألها عن حالها 

: اطمن هي تحت تأثير الادويه ....الخبطه كانت قويه 

عقد عاصم حاجبيه : هتفوق امتي ؟

هزت الممرضه راسها قائله : هتفضل تفوق وتنام تاني لغايه بكرة 

اوما لها لتنصرف ليتخذ عاصم مجددا مقعده بجوار فراشها 

بمنتصف الليل سمع صوتها الضعيف يهمس بجوار اذنه...عاصم

ليفتح عيناه علي الفور لتقابله عيناها التي افتقدها تنظر له بوهن... عاصم 

احتضنها ليقول بفرحة... قلب وعيون عاصم 

قطبت جبينها تحاول تذكر ماحدث فأخر ماتذكرة هو تلك الصدمه القويه برأسها 

ليقول عاصم بحنان : انا جنبك 

هزت راسها لتمرر يدها علي راسها.. انا عندي صداع جامد اوي... 

قال برفق وهو يضع راسها علي الوسادة..من الخبطه ياحبيتي  

قالت بصوت واهم بينما عاد جفناها يتهاويان فوق عيونها : عاوزة انام ياعاصم 

قال بصوت معذب : زينه حبيتي انتي نايمه بقالك يومين ...قاومي 

قطبت جبينها فتلك الأحداث تشعر انها حدثت منذ بضع ساعة وليس يومان.. اناا

هز راسها مبتسم لها حينما رأي الوهن بعيونها 

ليهمس ممازحا: اوعي تكوني بتهربي مني 

ضحكت بضعف ليميل عليها ويحتضن جسدها 

وسرعان ماهمست زينه وهي تغمض عيناها مجددا.. خليك جنبي 

عادت مجددا للنوم فقد اضناها التعب ليضمها اليه هامسا: انا دايما جنبك... 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !