ورد فريد ...حلقة رأس السنه 2023

1


 وحشتوني جدا .....كل سنه وانتوا طيبين وبخير 

يارب سنه سعيده علينا جميعا أن شاء الله 

الفصل هينزل علي جزئين النهارده وبكرة أن شاء الله ....مستنيه رايكم في الأحداث 

♥️❤️♥️


تابع رائف النظر في الأوراق التي أمامه أكثر وهو يجبر عيناه علي عدم الالتفات الي تلك التي وقفت أمامه تتابع حديثها بنبره ناعمه : ده كل اللي حصل يارائف بيه ....

اعمل ايه زياده ده مفيش حد من العمال اخد ورديه الليل زي ما انا اخدتها طول الشهر اللي فات 

تنهدت وتابعت بينما عيناها لا تحيد عن النظر إليه تتصيد وقع مغزي كلماتها عليه :  أكمن يعني انا مطلقه وماليش جوز يقولي اتاخرتي يقوم رئيس للعمال  مفيش وراه غيري كل شهر يديني ورديات زياده ولما اعترض يقولي هيطردني ...طيب يرضيك يا رائف بيه 

حمحم رائف وابعد عيناه عنها قائلا باقتضاب  : طيب انا هشوف مع عماد الموضوع ده 

قالت الفتاه برجاء وهي تستدير بجسدها تجاهه :  ربنا يكرمك يارايف بيه تكلمه ده شديد اوي معانا وانا والبنات كل ما نتكلم أو نعترض يقوم يشخط وينطر فينا .....تنهدت وتابعت : وانا اصرف منين لو طرني ده انا بصرف علي امي والعيل اللي جوزي طلقني ورماني بيه 

اوما رائف قائلا بحزم : مفيش طرد ولا حاجه انا هظبط معاه موضوع المواعيد ده 

قالت بلهفه وهي تقوم من مكانها وتتجه إليه تميل علي يداه بعفوية مقصوده : اه والبني يا رائف بيه ده انا غلبانه 

ابعد رائف يداه سريعا عنها وأشار لها أن تبتعد قائلا : خلاص قولتلك هخلص الموضوع ده 

تعلثمت الفتاه التي ظنت أن مهمتها ستكون سهله لتقول باعتذار وهي تتراجع للخلف : حقك عليا يا بيه انا بس من الفرحه أن عيشي متقطعش 

رفع هاتفه بنفس اللحظه قائلا : تعالي ياعماد عاوزك لما تخلص مرور علي العمال 

قالت الفتاه وهي تضع يدها علي صدرها برجاء : ابوس ايدك يا بيه ما تقوله اني اشتكيت احسن يحطني في دماغه 

اوما لها قائلا :  طيب خلاص بقي بلا روحي شوفي شغلك 

أسرعت الفتاه تستدير لتتهادي بمشيتها وهي تتجه الي الباب ليلصق رائف عيناه بالاوراق أمامه حتي لا يتطلع اليها ....خرجت ليتنهد ويزفر مجددا بينما كلما يسير في دربه المستقيم يأتي شيطان يدفعه مجددا للحيد عنه ولكنه حارب سابقا ومازال يحارب فهو لم يعد ذلك الرجل 

بالتأكيد طبعه كصياد مازال يحن له ولكن مجرد صورة ابنته تجول بخاطرة تجعله يتراجع فورا .

امسك بهاتفه وبعد لحظات كان يقول بنعومه : ايه يا انوش كل ده بتصل ومش بتردي 

جاءته ضحكه خافته منها : فين ده .... ده عبد الرحمن يادوب جري جاب ليا التلفون من الأوضه 

اوما قائلا وهو يلتف بمقعده تجاه النافذه : ايه الاخبار ...الولاد كويسين 

أومات له نشوي : الحمد لله وانا عامل ايه ....

: انا تمام ....تمهل لحظه قبل أن يقول : عملتي ايه مع رهف ؟! لسه زعلانه 

ترددت نشوي لحظه قبل أن تقول : يعني ....انا كلمتها بس مرضتش ترجع 

عقد رائف حاجبيه باستنكار : مرضتش ايه ...؟!

قالت نشوي سريعا باستدراك : مش قصص قصدي هي بس قالت عاوزة تقعد يومين عند جدها مفيهاش حاجه 

زفر رائف بضيق :  طيب يانشوي اقفلي 

قالت نشوي برجاء : رائف وغلاوتها عندك بلاش تضايقها انت عارف هي بتجبك ومتعلقه بيك اد ايه .....مش هتفضل زعلانه منك كتير وهتصالحك بس انت بلاش تتعصب عليها زي اخر مرة

هتف رائف بامتعاض : وانا اتعصبت ليه مش عشان  انا خايف عليها 

أومات نشوي بتمهل : أيوة يا رائف بس هي جت اتكلمت معاك وقالتلك علي كل حاجه بصراحه يبقي لازم تحترم صراحتها وبعدين يا رائف رهف كبرت وحقها تحترم شخصيتها 

هتف رائف بضيق وهو يزفر -: لا هتفضل طول عمرها صغيرة وهفضل خايف عليها 

أومات نشوي قائله : خاف بس اديها حريه مينفعش رايح جاي وراها كده ....ده انت بتروح وراها الكليه 

زفر رائف مجددا لينهي الحديث باقتضاب : نشوي خلاص بقي 

أومات نشوي متنهده : ماشي يارائف براحتك ....انا مش هتدخل بينكم 

اغلق رائف والقي الهاتف امامه متنهدا بضيق بينما لا ينكر أن خوفه مضاعف علي ابنته منذ أن وجدها وكل يوم يراها تكبر فيه أمامه يكبر معه خوفه عليها ....يخشي كثيرا أن تكون ضحيه لماضيه فالإيام دول وهو لم يفعل قليل بماضيه .....نظر في ساعته ثم قام من مقعده وترتدي سترته متوجهها الي المطار حيث تفاجيء بأمير يخبره مساء انه سيستقل الطائرة بعد ساعه 

.............

....


طوال الطريق وامير يهتف بعصبيه مخبرا رائف بما فعلته زوجته التي كانت قد طلبت منه قبل بضعه اسابيع أن تأتي لقضاء الإجازة مع عمها عز وهو وافق واتفقا أن ينهي بعض الأعمال ويلحق بها 

قال رائف وهو يتطلع الي عصبيه أخيه : انتوا اتخانقتوا 

هز امير رأسه : لا 

نظر له رائف باستفهام : يعني هي من نفسها كده هتقولك عاوزة تتطلق 

التفت امير تجاه النافذه وهتف بشرود :  متخانقناش ولا حاجه 

هديء رائف من سرعه السيارة والتفت الي أخيه بدهشه : ازاي بقي ....؟!

هز امير كتفه وهو مازال شاردا : يعني العادي .... متخانقاش علي حاجه معينه 

رفع رائف حاجبه : وهي عملت كده ليه طالما العادي 

هز كتفه بحنق : معرفش 

: امال مين اللي يعرف 

قال أمير بانفعال :  معرفش يارائف قالت هتاخد البنت وتيجي اجازة كام يوم مع عز وفجاه قالت انها مش راجعه امريكا تاني وهتعيش هنا وعاوزة تطلق

نظر رائف الي جانب وجهه أخيه المنفعل وتمهل قبل أن يقول : عرفت بموضوع ورد ؟!

تمسك امير بانزعاج ملامحه وهو يقول بعدم اكتراث : 

عارفه من زمان ومعترضتش 

اوما رائف وقال بجديه : انا مش بتكلم عن اللي حصل زمان ....انا بتكلم عن اللي حذرتك منه الف مره .....عرفت انك لسه حاطط ورد في دماغك ومتابع اخبارها 

زفر امير بضيق : يوووه بقي يارائف انت كل ما تشوف وشي هتفتح ليا التحقيق ده 

تقبل رائف عصبيه أخيه قائلة بهدوء : طيب اهدي وخلينا نطلع علي البيت الاول تسلم علي ابوك وامك وبعدين تبقي تروح لعز مينفعش تروح تكلمها وانت شايط كده 

هز رأسه ونظر من النافذه وهو يرفض أن يكون هذا هو السبب بالرغم من شكه أنها عرفت بهذا حينما رأي تغير ملامح وجهها ذات أحدي الايام وكانت جالسه امام حاسوبه وبالرغم من أنه يضع كلمه سر علي تلك الملفات التي تحمل بعض صور ورد إلا أنه شك بأن ليندا وصلت إليها ولكنه مازال يرفض الاعتراف بينما مبرره الوحيد أنه فقط يعرف عنها تلك المعلومات فضول ليس أكثر ....ولكن الحقيقه التي اعترف بها سابقا لأخيه يرفض الاعتراف بها ليتذكر كلماته لرائف ( بعد السنين دي لسه بتفكر فيها ياامير 

اوما امير باعتراف : مش قادر اشيلها من دماغي ولا قلبي 

هز رائف رأسه بعدم استيعاب : اكيد بتهزر ....امير انت واعي لكلامك ...ورد مش بس متجوزه وعايشه مع فريد مبسوطه ...كمان عندهم ولد وحياتهم مستقره ....دماغك فيها ايه عشان تفضل تفكر فيها 

اوما امير : عارف كل ده .....عارف عنها كل حاجه 

عقد رائف حاجبيه بعدم تصديق : انت بتراقبها 

هز امير رأسه : لا ....بس يعني من وقت للتاني بعرف اخبارها 

زفر رائف : ابعد عنها ياامير وكفايه اللي حصل زمان .... احنا ماصدقتنا حياتنا استقرت 

صمت امير ليلتفت له رائف بملاحظه قائلا : واد انت ...اوعي تكون زي المختلين اللي بيطلعوا في الأفلام وعاوز تتعالج ....احنا لازم نشوف لك دكتور نفساني ) 

وبالفعل لم يخطيء أخيه بأنه ربما بحاجه لطبيب نفسي بينما مازالت تحتل تفكيره بعد كل ماحدث وبعد مرور تلك السنوات .....لايعرف كيف يكون هذا ممكنا في نفس المعادله التي طرفها الاخر هو حياته المستقره مع زوجته وابنته .... لم يقل يوما أنه يحب ليندا كما كان يتغني دوما بحب ورد ولكنه لا يكرهها بل حياته افضل بوجودها وهذا شيء يعترف به دوما فعمله في تقدم وهي لا تتدخر جهدا في اسعاده .....نعم يري كيف تحاول دوما اسعاده ودفعه للامام ...تهتم بكل شيء خاص به ....تحملت الكثير من نوبات صمته في بدايه زواجهم بينما كان علي شفا الجنون وهو يعقد مقارنات لا تنتهي بينها وبين ورد حتي أنه كان يتخيلها  أنها ورد ...!

لم تكن ليندا غبيه بل شعرت بوجود شيء ما وبدأت تسير خلف الخيوط الخفيه منذ تسميته ابنته بهذا الاسم الذي كانت تري لمعه عيناه وهو ينطق به  .... لم تراوغ وسألته مباشره وهو لم ينكر واعترف أنه كان يحب تلك الفتاه واخبرها ليس بكامل الحقيقه ولكن عرفت أن بماضيه فتاه تدعي ورد وللاسف مازالت معه في حاضره لذا لم تتخذ الطريق السهل بل قررت أن تكون هي المستقبل والذي به ستمحي الماضي او علي الاقل تدفنه بعيدا 

ومرت السنوات بالجميع ....كلما نطق باسم ابنته كانت تحترق بنار الغيرة ولكنها تخبر نفسها أنه ماضي وهي الحاضر والمستقبل ....تغلغلت بحياته وبقيت بجانبهوما حتي في عمله كل طريق مشروع الي قلبه سارت به حتي ظنت أنها نجحت لتهوي من قمه نجاحها الزائف الي قمه الخزلان والقهر وهي تعرف بتلك الحقيقه ( لم ولن ينسي حبه الاول ) 

..............

....

نظرت حنان الي رهف التي جلست معها علي الطاوله الكبيرة الموضوع بوسط المطبخ بينما تعد الأصناف الشهيه لاستقبال امير لتشاكس رهف قائله : عرفتي بقي المحشي بيتعمل ازاي 

ضحكت رهف وهزت راسها : عرفت يا تيته 

غمزت لها حنان: اهو عشان تبقي ست بيت شاطره وتعملي لجوزك محشي من ايدك .....احمرت وجنه رهف حينما سالتها حنان بمرح : اسمه ايه بقي ؟

عضت رهف علي شفتيها بخجل هاتفه : يوه بقي يا تيته تصدقي اني غلطانه عشان حكيت ليكي 

وكزتها حنان : وتحكي لمين غيري ....

زمت رهف شفتيها وقالت بجديه : حكيت لبابا اكيد اول واحد وانتي شوفتي عمل ايه .....رفعت عيناها تجاه جدتها وتابعت : هو انا عملت حاجه غلط ....قصدي يعني عشان قولت لبابا عن أسر ؟

هزت حنان راسها بابتسامه هادئه : لا طبعا انتي عملتي الصح 

: امال هو اتعصب ليه؟

: عشان خايف عليكي 

هتفت رهف : من ايه بس ياتيته ده انسان كويس ومتجاوزش معايا في اي حاجه .....خفضت عيناها بخجل : يعني هو معجب بيا وصارحني وانا مقولتش حاجه وجريت احكي لبابا 

ربتت حنان علي كتفها قائله : معلش يا فيفي هو بس زي ما قولتلك خايف عليكي شويه زياده 

تنهدت حنان : حاسه بيه مع أن مكنش عندي بنات 

بس اللي عاوزاكي تتاكدي منه أن محدش هيحبك ويخاف عليكي اد ابوكي 

........رفعت رهف عيناها ما أن استمعت الي تلك الأصوات بالخارج لتقول وهي تقوم سريعا : تيته انا هدخل الاوضه ده اكيد بابا 

اوقفتها حنان :  استني 

هزت رهف راسها وركضت : لا 

لمح رائف طيفها وهي تركض ولكنه تركها بينما يعرف انها غاضبه من ثورته بمجرد نطقها له بهذا الأمر بينما اعتادت منه التفهم والهدوء ولكن عن أي هدوء تتحدث وهي تخبره بإعجاب زميل لها ....مجرد تخيل الأمر يجعل الدماء تفور في عروقه .... استقبلت حنان امير باشتياق وكذلك فعل خيري ومازن ثم جلسوا سويا ليتلفت امير حوله قائلا : امال فين رهف انت مش قولت أنها هنا 

اوما رائف بصمت لتنظر له حنان بطرف عيناها قبل أن تقول :  هقوم اشوفها شكلها نائمه 

تحركت بضع خطوات ثم أشارت لرائف : تعالي يارائف عاوزاك 

اتجه خلفها ولكن قبل أن تنطق بشيء كان يقول : 

ماما لو هتتكلمي في موضوع رهف. . ...قاطعته حنان قائله :  طبعا هتكلم  .... ايه اللي حصل لكل ده .... انت كده مش هتخليها تحكي ليك عن حاجه 

زيها زي اي بنت في سنها وبعدين ماهو انت بشياكه كنت تتعرف علي الولد .....قاطعها رائف بحنق : 

ده انا هطبق في رقبته

ضحكت حنان قائله :  وانت هتعمل كده مع اي حد معجب ببنتك 

اوما رائف بوعيد : اه 

لترفع حنان حاجبها باستنكار : وتوقف سوقها 

اشار رائف بجديه : يقف اصلا انا مش ناوي اجوزها 

رفعت حنان حاجبيها : ليه بقي هتخللها جنبك ....اعقل 

هز رائف رأسه قائلا : انا عاقل وعارف عمايل الشباب 

نظرت له حنان وقالت بجديه : طيب وبنتك مش واثق فيها وفي تربيتها دي أمها مربياها احسن تربيه 

لم يعارض رائف في تلك النقطه لتربت حنان علي كتفه قائله : يلا ادخل كلمها وخليها تحكي ليك علي كل حاجه 


...

فتح رائف الباب لتتظاهر رهف بالنظر في هاتفها 

فينظر لها رائف متصنعا الجديه : امال ليه تيته قالت انك نايمه ؟

هزت كتفها بصمت ليحمحم رائف قائلا : عمك امير وصل برا 

أومات وقامت من مكانها  ليمسك رائف بذراعها قبل أن تغادر ويقول مداعب وجنتها : افهم من كده انك مخصماني

أومات رهف : اه 

نظر لها لحظه بطرف عيناه قبل أن يقول :  هو الواد ده قالك ايه 

احمر وجنه رهف وخفضت عيونها بخجل قائله : ما انا 

قولت لحضرتك 

قال رائف وهو يكتم غيظه : تقولي تاني وتالت 

رفعت عيناها إليه ببراءه : ليه 

قال رائف : عشان اعرف كل التفاصيل 

هزت كتفها : ماهو مفيش تفاصيل غير اللي قولتها لحضرتك 

رفع رائف حاجبه : ازاي بقي ....لازم تقولي قال ايه بالضبط وعمل ايه وكان بيقولك الكلام ده فين والساعه كام 

ضحكت رهف :  ده تحقيق 

ضيق رائف عيناه : ولسه كمان هحقق معاه ....قوليلي تعرفي ايه عنه 

هزت رهف كتفها : معايا في الكليه بس اكبر مني بسنتين ....شوفته في النادي كذا مره كمان ويعرف ندي وأخوها صحابنا وبس 

حك رائف ذقنه بينما لا ينكر غيظه من أن هناك من بدأ يدخل حياه ابنته التي يغار عليها حد الجنون 

نظر لها رائف بطرف عيناه قبل أن يقول بمكر : ولما قالك أنه معجب بيكي انتي قولتي ايه ...

زمت رهف شفتيها بخجل وهي تبتسم : معرفتش اقول ايه وجريت 

افلتت ضحكه رائف : وبعدين 

هزت راسها : ولا حاجه .... بعد كده حكيت لحضرتك 

تنهد رائف وأحاط كتفها بذراعه قائلا : صح اللي عملتيه 

قبل راسها قائلا : متزعليش مني ودائما عاوزك متخبيش عني حاجه 

أومات رهف بابتسامه ليقول رائف بحنان : طيب وانتي رايك ايه في الموضوع ده 

هزت كتفها بخجل دون قول شيء ليهز رائف رأسه : طيب سيبيلي انا الموضوع ده 

أومات رهف وخرجت برفقته الي الخارج لتجلس مع عمها ....


......

وضع امير يده علي زر الجرس الذي تعالي رنينه بارجاء هذا المنزل الذي عمه الهدوء ليضغط عليه بضع مرات بلا توقف وهو يحاول بقوة أن يكون هاديء ولكن كيف يكون بعد تلك المكالمه التي مازالت كلماتها المقتضبه تتردد في أذنه ( انا مش راجعه امريكا تاني وهفضل انا وبنتي في مصر ....وقع ورق الطلاق وابعته ليا في اسرع وقت ) ...فقط هكذا فجاه وبدون اسباب أو مقدمات تقرر أن تطلب الطلاق ....اصابه الجنون بالطبع بعد مكالمه زوجته ليندا له وهاهو في اليوم التالي يستقل الطائرة ويأتي عائدا ليري سبب حديثها هذا ....! 

كانت تلك المراه ذات الشعر الاشقر والملامح الجذابه جالسه القرفصاء بجوار تلك الطاوله المنخفضه ذات اللون الوردي التي جلست إليها طفلتها الصغيرة التي شابهتها كثيرا بشعرها البني الحريري والمائل الي الشقره

وتلك العيون التي امتزج خضارها بلون عسلي فاتح أخاذ  وغمازات زينت وجنتيها الحمراء الجميله ترسم وتلون برفقه والدتها التي مالت تجاهها وهمست بتدليل بلكنه عربيه تحسنت كثيرا ولكنها مازالت تحمل نفس الاختلاف :   كملي يا روزي وانا هفتح الباب 

أومات الفتاه وأجابت بخفه بنفس لكنه والدتها 

:   اوك مامي 

فتحت ليندا الباب لتلوح المفاجاه علي وجهها لرؤيه امير امامها ...بالتأكيد توقعت أن يثور بسبب قرارها ولكنها لم تتوقع أن يأتي خلفها بتلك السرعه ...امير 

بحنق لم ينكره نظر امير لها للحظات قبل أن يهتف من بين أسنانه : فين ورد ؟

ضيقت ليندا عيناها وسرت حمره الغضب بعروقها فور سماعها لهذا الاسم لتفتح فمها بتأهب وترشق امير بكلماتها المحذرة : اسمها روزي 

قبل ان يفتح امير فمه بكلمه كانت تلك الصغيرة تركض بمفاجاه : بابي 

علي الفور تغيرت ملامح امير للابتسامه الواسعه وسرعان ما انحني علي ركبتيه أمام ابنته يفتح لها ذراعيه لترتمي بحضنه ويغرقها بالقبلات .....اعتدل واقفا وهو يحمل ابنته ويداعب شعرها : وحشتيني يا وردتي .... عامله ايه ؟!

قضمت ليندا شفتيها بغضب شديد وهي تستمع لهذا الاسم الذي كدر حياتها سنوات ورشقت امير بالمزيد من نظرات غضبها ليهمس امير من بين أسنانه وهو يمر الي الداخل بعد أن جذبه صوت عز مرحبا : امير حمد الله علي السلامه 

( هنتكلم بعدين يا ليندا ....لينا حساب مع بعض ) 

لفت ليندا ذراعيها حول صدرها بتأهب ونظرت الي أثره وهو يتجه الي الداخل حيث رحب به عز عم زوجته ومن دعمه طوال سنوات غربته ...تعالي يا امير حمد الله علي السلامه

وقفت ليندا مكانها تتطلع إليه وتنهر اي احساس بداخلها تجاهه فقد انتهي الأمر فهي باختصار ليست ورد !


.....

....

وضع رائف مفاتيحه علي الطاوله الزجاجيه بجوار الباب بهدوء بينما عاد متأخرا بعد انتهاء عمله ليتطلع في أرجاء المنزل الهاديء ثم يتجه الي غرفه ابنته يقبل جبينها وبعدها يتجه الي غرفه التوام فهد وليلي الغارقان بالنوم يقبلهم واخيرا ترتسم علي شفتيه ابتسامه حينما وجد اخر أبناءه عبد الرحمن نائم بجوار والدته ....حمله برفق ووضعه في غرفته ثم عاد ليتوسد الفراش بجوار نشوي يداعب وجنتيها بطرف يداه : انوش ...شوشو اصحي

فتحت نشوي عيناها : رائف 

ضحك رائف مشاكسا : لا خياله 

وكزته قائله : انت بتهزر 

اوما لها قائلا : بلاش اهزر مع مراتي 

ابتسمت له وهي تدير راسها الي جوارها بحثا عن ابنها الصغير ليقول رائف : اخدته اوضته

غمز لها بشقاوة وهو يخلع قميصه : اصلي عاوزك في موضوع 

خفضت عيونها بخجل مازالت تتحلي به بعد طول أعوام زواجهم وكم أصبح يعشقها رائف ليميل علي شفتيها يلتقطها بشفتيه في قبله نهمه هامسا بشغف : وحشتيني .

.......

 ..

لم يعد امير لديه صبر ليتحدث معها ليلحق بها ما أن قامت : ليندا 

التفتت إليه دون قول شيء ليتحدث امير بانفعال : ممكن افهم ايه اللي بتعمليه ده 

هزت كتفها وتظاهرت بالبرود : عملت ايه ....؟

ضيق عيناه بغضب : لينداااا متستفزنيش 

تحكمت في نبرتها بينما تقول بهدوء : مفيش داعي لعصبيتك دي يا أمير ... انا كل اللي طلبته ننفصل بهدوء زي اي اتنين متحضرين لأن فيه بينا بنت 

احتقن وجه امير بالغضب : والسبب 

: سبب ايه 

زمجر بغضب : هيكون سبب ايه ...سبب الطلاق ولا عاوزة تتطلقي من غير سبب

نظرت له ليندا بعتاب فكم هو قاسي وهو يريدها أن تعترف بوجود أخري في حياته لترفع ليندا راسها بكبرياء وتهتف بهدوء : من غير سبب دي رغبتي

أنزعجت ملامح امير الذي توقع أن تهاجمه بسبب موضوع ورد ولكنها لم تفعل واختارت كلمه بارده تنهي بها زواجهم  ليردد بانفعال :  رغبتك !

أومات ليندا وهي تشيح بعيناها عنه :  اه مش عاوزة اكمل معاك 

احتدمت نظرات امير من كلماتها بينما توقع حرب من أجله وليس أن تتخلي عنه بتلك البساطه وكم هو اناني وليست بجديده الانانيه علي طباع الرجال 

فهو يريد منها أن تتقبل وتتمسك وتحارب....!

تتقبل ماضيه الذي مازال يؤرقه !

تتمسك به وتأخذ بيداه بعيدا عن هذا الماضي !

تحارب اشباح الماضي من أجله !

هي تفعل كل هذا بحق اكتسبه لايدري من اين وهو لا يخطو ولو خطوة واحده ....اناني نعم ولكن لديه حق في انانيته معها وهي من تحبه كل هذا الحب وتهبه بلا مقابل منذ بدايه حياتهم .

خزلت طموحه في حرب ومجددا لن يخوض مرارة التخلي ليقول ببرود جعل الصقيع يقرص قلبها 

: طالما دي رغبتك مقدرش اجبرك تفضلي معايا 

رفضت أن تريه انكسارها بينما حتي لم يتمسك بها ولو قيد أنامله وكأنه كان بانتظار ابتعادها لترفع إليه عيناها : حيث كده يبقي خلص كل الإجراءات 

بتلك السرعه تنهي كل شيء ....بغرور زائف قال : لما نتفق علي كل حاجه تخص ورد ....

مجرد نطقه لتلك الكلمه والان تحديدا كان بمثابه سكب بنزين علي النيران المشتعله في قلبها 

لتوليه ظهرها وتقول باحتدام : روزي هتفضل معايا هنا ووقت ما تحب تشوفها اتفضل انزل مصر  ...

عقد امير حاجبيه باستنكار : يعني ايه تفضل هنا ؟!

هزت ليندا كتفها : انا مش هرجع امريكا تاني وهعيش هنا مع عمي عز

ضيق عيناه بغضب بينما يراها قد رتبت لكل شيء : وانتي واخده قرارك ده لوحدك من غير ما ترجعي ليا 

أومات ليندا : انت برا حياتي وانا حره اعمل اللي انا عاوزاه 

.... احتدت نبرته ليمسك ذراعها بانفعال وقد لسعه صقيع برودها الذي لم يعتاد عليه  : ايه الجنان ده ...لا انتي زودتيها اوي 

اتجه عز إليهم حينما تعالت نبره امير ليهتف به امير بعصبية : شوف انا لغايه دلوقتي ساكت علي الجنان بتاعها بس كده كتير ...يعني فجاه تطلب الطلاق وفجاه تقرر تعيش هنا ....ايييه المفروض اني اسيب شغلي وارجع فجاه عشان هي قررت تبعد بنتي عني 

عاجبك ياعز 

قال عز بهدوء : اهدي ياامير ....التفت الي ليندا قائلا : ايه اللي حصل لكل ده 

اشاحت ليندا بوجهها وهي تقول بجمود : محصلش ...انا مش عاوزة اكمل معاه وكلامي انتهي 

احتقن وجه امير بالغضب ليزمجر بها : هطلقك بس مش هتاخدي بنتي وتبعديها عني  

التفتت له ليندا وهتفت بشراسه : دي بنتي مش بنتك لوحدك  ومهما تعمل عمرك ما هتقدر تاخدها مني 

انا بنتي جنسيتها امريكيه زيي يعني مستحيل تاخدها مني 

زجرها عز بتوبيخ : ليندا مفيش داعي للكلام ده ... ادخلي لورد دلوقتي وانا هتكلم مع امير 

التفت الي امير بعتاب : ايه اللي حصل ياامير لكل ده 

هز امير كتفه بغضب : معرفش 

نظر له عز بطرف عيناه : يعني ايه متعرفش ...يعني هي فجاه هتطلب الطلاق 

احتدمت نبره امير قائلا : اهي قدامك اسألها 

نظر له عز قائلا : سألتها ومقالتش .... بس واضح أنك عملت حاجه كبيرة اوي وجرحت كرامتها لدرجه انها متقولش 

زفر امير بينما أراد بالفعل منها أن تنفجر به ولكن صمتها الجم لسانه عن الاعتراف بخطيئته 

تنهد عز وتابع بعقلانيه : العناد مش هيحل حاجه .... ارجع انت شوف شغلك وسيبها فتره تكون هديت 

وبالفعل امتثل امير لنصيحه عز ظاهريا ولكن بداخله اعترف أنه عاد حتي لا يواجهها ويواجهه إصرارها علي قرارها بالانفصال وكم كان بحاجه لتلك الأيام التي ابتعدت بها عنه ليعرف حقا بقيمتها في حياته التي شعر بفراغها بدونها ....شهر مضي علي كلاهما هي تنكر حقيقه الفراغ بداخلها لابتعاده وتتابع رسم طريقها وحدها وهو ينكر أنه السبب في بعدها ....

...........

....


وضع فريد قهوته من يده ما أن استمع الي ركض هذا الصغير تجاهه ليميل عليه يحمله ويضعه فوق ساقه مقبل وجنته الناعمه : صباح الخير 

وضع الطفل يداه علي وجنه ابيه الذي أخذ يلاعبه 

ليقول يامن : عاوز انزل لتيته هاله

اوما فريد قائلا : حاضر افطر بس الاول  

انتهت ورد من هندمه الفراش وعلقت ملابس فريد الذي وضعها علي المقعد ثم اتجهت الي الخارج بابتسامتها الهادئه :  صباح الخير ياحبيبي 

قبل وجنتيها قائلا : صباح النور يا ورد

أشارت إلي قهوته قائله : ليه بتشرب قهوه علي الريق انا هجهز الفطار بسرعه 

هز رأسه قائلا : لا افطري انتي ويامن انا نازل 

قالت ورد وهي تبدأ بإعداد الأفطار : لسه بدري يافريد 

ربت علي كتفها قائلا : معلش عندي ملف عاوز اقراه قبل ما ابدا الجلسه 

هزت رأسها لتميل عليه تقبل وجنته قائله : سلام يا حبيبي خد بالك من نفسك 

اوما لها واتجه ليرتدي حذاءه وهو يشير لابنه : باي يا حبيبي 

أشار له الطفل : باي يا بابي 

أسرعت ورد تجاهه قائله باستدراك : فريد متنساش حفله المدرسه بتاعه يامن 

هز فريد رأسه ورفع حاجبه :  بصراحه يا ورد ممكن ملحقش اجي عشان عندي جلسه جايز تطول  

هزت ورد راسها ببساطه قائله : خلاص ولا يهمك هبقي اصورهولك وابعتلك الصور 

اوما فريد قائلا : عموما لو خلصت هحصلك 


نزل فريد الي منزل والدته التي استقبلته كعادتها بابتسامة : صباح النور يا حبيبي ...ادخل افطر 

هز رأسه قائلا وهو يتطلع في ساعته : لا مش هلحق ...ورد بتفطر يامن وهتنزل 

أومات هاله لينظر إليها بطرف عيناه تجاه الداخل  متسائلا : عملتي ايه معاها 

نظرت له هاله وهزت كتفها متنهده : كلمتها 

رفع حاجبه : وانا قولتلك تخليها ترجع البيت مش بس تكلميها صح 

عقدت هاله حاجبيها هاتفه : هطردها يعني يافريد 

اوما فريد بجديه : اه تطرديها عشان ملهاش مكان هنا 

كفايه دلع ......نظر إلي والدته وتابع :  ها هتكلميها ولا اكلمها انا 

هزت هاله راسها قائله : خلاص يافريد هكلمها 

خرجت هانيا من المطبخ قائله : مفي داعي حد يكلمني انا سمعت 

نظر لها فريد بطرف عيناه وهتف بأقتضاب :   وبعد ما سمعتي ناويه علي ايه ؟!

قالت بخفوت وهي تفرك خصلات شعرها : هرجع البيت 

تنهد فريد ونظر إليها  قائلا بجديه :  ومش بس ترجعي كمان متكرريهاش 

رفعت حاجبها بتبرير : يافريد ماهو ...قاطعها فريد بحزم : ماهو ايه ....انتي غلطانه ومتدلعه زي ما ايهم بيقول 

نظرت هاله لها وهزت راسها : اخوكي عنده حق وجوزك طبعا .....كل الستات زيك عندهم مسؤوليات تجاه اولادهم وبيتهم مش انتي لوحدك 

هزت هانيا راسها بإقرار : اه بس هو مش مهتم بيا 

رفع فريد حاجبه : امال هو بيعمل ايه ؟

هتفت هاله بامتعاض : يا بنتي يعني يسيب شغله ويقعد جنبك 

هزت راسها : مقولتش كده بس يعني كان لازمته ايه المكتب ماهو كان شغله كويس 

هتف فريد بجديه : هو حر....راجل عاوز يطور من نفسه وحياته وشغله مفيش حاجه غلط فيها  

أومات هانيا قائله : طيب يافريد خلاص 

ضربها فريد علي مؤخرة راسها : يلا بطلي دلع وامشي ارجعي بيتك ومش عاوز اسمع مشكله تانيه بينكم 

تبرطم بغيظ منها : بصراحه الراجل جبل أنه متحملك

نظرت له هانيا بدلال : كده برضه يافري 

اوما لها قائلا : اه طبعا ...

نظرت هاله الي ابنتها بعد مغادره فريد لتبدأ تعطيها تلك النصائح التي لا تتوقف عن اسداءها إليها وهانيا تعرف جيدا أنها اعتادت الدلال منذ صغرها وكذلك ايهم دللها كثيرا حتي أصبحت تشعر بالضيق كلما واجهتها مسؤوليات عائلتها التي تكبر ....كان دوما يشاركها بكل شيء ولكن الاشهر القليله الماضيه لم يعد يفعل لانشغاله بعد أن قرر فتح مكتب لممارسه مهنته المحاماه فلم يعد لديه الوقت الذي كان يقضيه في مساعدتها وهي بالطبع كل بضعه أيام تتشاجر معه لهذا السبب وأيهم هاديء يكتفي ببضع كلمات وصمت من جانبه وهي بعد يومان علي الاكثر تنسي كل شيء وتعود حياتهما لطبيعتها ولكن تلك المره تجرأت وتركت المنزل له وبالطبع هاله وفريد لن يرضوا ما فعلته وهي شعرت بالفعل أنها تسرعت وتمادت لذا بكل الاحوال كانت ستعود .....

..........

دخل ايهم للمنزل لتتسع ابتسامه ما أن ركضا تجاهه ابنته 

الصغيرة : سولا 

وضع ايهم حقيبته علي الأرض وانحني يحملها : حبيبه بابي  

اتجهت هانيا خلفها بنظرات ملئها القليل من الخجل من تصرفاتها الطفوليه معه لتقول بابتسامه هادئه وهي تتوقف أمامه : حمد الله علي السلامه يا حبيبي 

قال ايهم باقتضاب : الله يسلمك 

عقدت هانيا حاجبيها من اقتضابه معها والذي تستحقه ولكنها اعتادت منه الدلال ...حمل ايهم صغيرته يقبلها باشتياق : عامله ايه يا لولا وتيته هاله عامله ايه 

؛ الحمد لله 

داعب وجنتيها قائلا بتدليل : وحشتيني اوي 

اقتربت هانيا منه وداعبت سترته بأطراف أناملها وهي تقول برقه : وانا موحشتكش 

هز رأسه متنهدا : وحشتيني 

قال كلمته وانحني يضع ابنته أرضا ليداعب شعرها قائلا : هدخل اغير هدومي وارجعلك يا لولا 

ضيقت هانيا عيناها بغيظ منه بينما يتجاهلها علي هذا النحو ....

...........

....

جلس فريد خلف مكتبه يتطلع الي تلك الأوراق بتركيز تام  لوقت طويل لم يقطعه الا دخول العسكري إليه قائلا : سياده المستشار مجدي النجار برا يافندم 

اوما فريد واغلق الملف الذي أمامه قائلا : خليه يتفضل 

دخل الرجل ذو الطله المهيبه ليمد يداه الي فريد مصافحا : اهلا مجدي بيه 

صفحه الرجل : عامل ايه يافريد 

اشار لها فريد ليجلس : بخير ...اتفضل ...تشرب ايه 

قال الرجل وهو يجلس : قهوه مضبوطه 

طلب له فريد قهوته ليبدأ الرجل حديثه دون مقدمات : اكيد انت متوقع انا جاي ليه يافريد 

لم يراوغ فريد قائلا: اكيد يافندم عشان قضيه ابن البدراوي 

اوما مجدي قائلا : تمام ...ناوي علي ايه؟

تنهد فريد وارجع رأسه للخلف قائلا : لغايه دلوقتي لسه بدرس القضيه 

قال مجدي بمهنيه : القضيه واضحه 

هز فريد رأسه : فيها حاجه ناقصه 

اوما مجدي قائلا : الولد معملش حاجه ومفيش دليل ضده ....مجرد اقوال البنت ووجوده في مكان الحادثه مش دليل قاطع 

هز فريد رأسه : اكيد وعشان كده بقول لسيادتك اني لسه بدرس القضيه واتاكد اني هنفذ القانون 

فهم مجدي مغزي كلام فريد ليقول بجديه : محدش قال تخالف القانون بس متنساش أن انك في موضع حساس والبدرواي مش هيسيب ابنه يتحبس

لم يكترث فريد ليقول : كلنا مش هنسيب الولد يتحبس ظلم ....رفع عيناه تجاه مجدي وتابع : بس لو هو ظالم هياخد جزاته 

.....

وقفت تلك المراه تشير الي الاطفال بفخر قائله : 

يافندم احنا اهم حاجه عندنا ننشيء طفل بنفسيه سويه وشخصيه قويه ...في المدرسه هنا بنهتم بالتربيه والانشطه والرياضه والتعليم طبعا ولكن أولوياتنا انشاء طفل متميز وفق لميوله 

اومأت ليندا قائله : ممتاز 

ابتسمت المراه الي الفتاه التي أمسكت بيدي والدتها ثم 

أشارت الي أحد المعلمات قائله : مسز ساندي لو سمحتي خدي ورد تتعرف علي صحابها وحضرتك اتفضلي معايا نكمل الإجراءات 

اتجه امير مع المديرة الي مكتبها 

لتجد ليندا نفسها تتحدث الانجليزيه وكأنها كرهت تلك العربيه التي تعلمتها من أجله كما كرهت كل شيء حولها يذكرها به ....

أجابت علي سؤال المعمله عن والد ورد لتقول :  والدها مسافر 

أومات السيده قائله : مفهوم وفي اقرب وقت لازم يتعرف علي اسره المدرسه 

أومات ليندا وصافحتها وهي تعتدل واقفه لتنصرف :  اكيد 

بعيون شارده جلست ليندا في أحد المقاعد بتلك الحفله المقامه بمدرسه ابنتها تتطلع الي الأهالي حولها فتري من يحمل طفله ومن يلاعبه ومن يمسك بيد زوجته وابنته ومن لا يبالي ومن تأتي بطفلها وحيده مثلها  

التفتت برأسها تماما تجاه تلك التي استمعت الي اسمها قبل أن تراها  : ورد 

التفتت ورد الي فريد بابتسامه قائله : فريد انت جيت

اوما لها وأحاط كتفها بذراعه يدخلون سويا الي القاعه 

لترمش ليندا بعيونها بوجع قلب استنكرته شخصيتها القويه وهي تخبر نفسها بحسره انها لم تحظي بحب كهذا بينما تلك المراه ( ورد ) تحظي بالحب من فريد وامير الذي لم ينساها ..!

لم تحيد عيناها عن متابعه ورد التي استقرت في أحد المقاعد امامها وبجوارها فريد لتري إمساكه بيدها وهمسه لها وتشتغل نيران الحسره بقلبها ....أن كان لديها زوج كهذا فلماذا مازالت تحتل تفكير زوجها هي ...!

نظرت إلي هاتفها الذي يرن بلا توقف لتسحب نفس عميق 

وهي تجيب بانجليزيه : أيوة يا أمير 

أنزعجت ملامح امير وهي تحدثه بالانجليزيه 

بينما يدرك مغزي هذا ....فهي تخبره أنها لم تعد نفس المراه ...

لتجتاح مخيلته تلك الذكري وهي تتعلم العربيه وكل يوم تفاجاه بما تعلمته فلا ينسي كلماتها التي جعلته يفتح فمه بدهشه قائلا : وعرفتي منين الكلمه دي

ضحكت ليندا قائله بدلال : اتعلمت العربي عشانك 

ضحك امير قائلا : ده مش عربي بس ده بلدي 

شاكسته بمرح قائله :  اموت في البلدي 

ضحك امير مجددا وهو يتذكر تلك اللحظات التي اجتاحت خياله 

: ومين اللي علمك 

::رهف اونلاين معايا بتعلمني كل حاجه 

ضحك امير قائلا : ورهف قالتلك اموت في البلدي 

هزت راسها قائله :لا ...

ضحكت وأخبرته حينما كانت تتحدث اليوم مع رهف وجاءت إليها صديقه والدتها سعاد تاخذ رايها باحدي قطع الملابس لتهتف بها رهف :   لا ياطنط دي بلوزة بلدي اوي 

ضحكت سعاد قائله : اموت في البلدي 

وكم أحبت ليندا تعلم العربيه وكل شيء من أجله 

عاد امير من ذكرياته ليتنهد قائلا : ليندا 

انا راجع كمان كام يوم ...افتكر اني سبتك وقت كفايه تهدي عشان نتكلم 

هتفت ليندا برفض: 

نتكلم في ايه أنا كلامي خلص وكمان قراري مش هيتغير 

تنهد امير قائلا : ليندا ايه اللي غيرك كده 

لامست كلماته قلبها وكانت علي وشك النطق بكل شيء لتعاتب قلبه علي انكسار قلبها ولكنها تراجعت : انا هقفل عشان روزي بتنادي عليا .

....

......

نظرت هانيا بطرف عيناها تجاه ايهم الذي مازال محتفظ باقتضابه معها لتتجه إليه بدلال قائله : حبيبي اجهزلك العشا ..انت اكيد جعان 

هز كتفه قائلا : مش فارق 

عقدت حاجبيها : ليه بتقول كده ؟ قصدك اني مش مهتمه بيك 

نظر لها بعتاب جاد : عشان مش هستني اهتمامك تاني 

قطبت جبينها واتجهت لتقف امامه : حبيبي انت عارف اني بهتم بيك

اوما ايهم بعتاب : اه بس بمزاجك 

تركها ونهض لتهز هانيا ساقها بغيظ .....لم تستسلم واعدت العشا ثم اتجهت إليه حيث جلس يتطلع في بعض الأوراق امامه لتجلس بجواره قائله بتدليل : حبيبي يلا جهزت العشا 

هز رأسه : مش جعان ياهانيا 

نظرت إليه وداعبت وجنته : ميبقاش قلبك اسود بقي .....هو مش انت اللي عودتني علي الدلع 

نظر لها رافعا حاجبه بينما كانت محقه ليبعد عيناه عنها وينظر في الاوراق أمامه  دون قول شيء  ....بغيظ نظرت له هانيا هاتفه : بقي كده 

تبرطم ايهم بداخله ( هوريكي آخره الدلع ايه ) 

..........

....

دخلت هديل بارهاق الي المنزل بعد أن عادت من عملها لتتجه الي هاشم الجالس يتابع أحد المبارايات وأمامه اطباق متعدده من الحلوي والتسالي لتقفز بجواره وهي تتناول أحدي قطع البندق تضعها في فمها : وحشتني يا اتش عامل ايه 

قبل وجنتها قائلا : وانتي ياقلب اتش وحشتيني اكتر 

احتضنت ذراعه قائله : انت منزلتش الجيم النهارده كمان 

تغيرت ملامح وجهه ولكنه سيطر عليها بينما يقول بعدم اكتراث : لا قولت اتفرج علي الماتش 

نظرت له هديل بتأثر ولكنها لم تدعه يراه لتقول وهي تقوم من جواره : هقوم اغير هدومي واجي اتفرج علي الماتش معاك 

اوما لها لتتجه الي غرفتها وتترك العنان لتنهيدتها الحاره تأثرا عليه ....فقد تأثر مشروعه كثيرا بظروف الكوفيد١٩ 

وتراكم عليه أكثر من قسط للقرض ليستسلم ويترك الأمر مقررا فجاه أن يبيعه ولكنها أوقفته وشجعته الا يستسلم ولكن ضربه تلو الأخري جعلته لا يقف مجددا لتجده اغلب الايام جالس بالمنزل وقد فقد شغفه .....

...........

....

تلفتت هانيا حولها تتأكد أن ايهم ما يزال في مكتبه لتهمس لهاجر : عملت كده ولبست شورت وفضلت اتدلع عليه ومفيش فايده 

رفعت هاجر حاجبيها وحكت خصلات شعرها بتفكير قائله : الشورت مجابش معاه نتيجه 

أومات هانيا ضاحكه : مع أنه كان بيأثر فيه اوي 

ضحكت هاجر بصخب ليعقد اياد حاجبيه ويتجه خلفها 

حيث وقفت تعد العشاء ليسمعها تكمل حديثها مع هانيا : طالما الشورت مجابش نتيجه يبقي قميص اسود هيجيب نتيجه ....مفيش راجل هيقاوم قميص اسود 

أومات هانيا ضاحكه : ماشي هقوم البس قميص اسود 

أغلقت هاجر الهاتف لتشهق حينما تفاجأت باياد خلفها : انت هنا من أمتي ؟

قال اياد بعبث : من ساعه القميص الاسود 

ضحكت هاجر قائله : طيب مش تقول 

اخرجت من الفرن تلك البطه التي ملئت رائحتها أرجاء 

المطبخ لتضعها علي الطاوله الرخاميه هاتفه بحماس : ايه رايك بقي ياايدو في المفاجاه دي ...عملتلك بطه بالبرتقال احتفال برجوعك

ضيق اياد عيناه : بطه !!

هتضحكي عليا ببطه 

نظرت له هاجر باستفهام : ايه يا حبيبي انا قولت انك راجع تعبان من السفر لازم اعملك وليمه

هز اياد رأسه وامتلئت نظراته بالعبث بينما يشير لها أن تأتي : توء مش عاوز بطه 

اتجهت ناحيته : امال عاوز ايه ؟

داعب طرف أذنها بشفتيه هامسا بنبره لعوب : عاوز قميص اسود .

...........

....

عقدت ورد حاجبيها حينما عادت الي غرفتها بعد أن وضعت طفلها بفراشه وبقيت بجواره حتي نام لتجد فريد قد نام هو الآخر ....ترددت قليلا قبل أن تتجه إليه لتجلس بجواره وتداعب خصلات شعره وتهمس اسمه برقه : فريد .....فري 

همهم فريد من خلال نومه : ممم

تابعت ورد تمرير أناملها بخصلات شعره لتضع راسها علي ذراعه وتقول : ممم ايه ياسياده المستشار ....اصحي 

قال من خلال عيناه المغلقه : في حاجه يا ورد 

أومات ورد بدلال : اه في ؟

؛ في ايه ؟

هزت راسها وقالت برقه : توء مش هقول الا لما تصحي الاول 

استدار فريد إليها وفتح عيناه الناعسه : في ايه يا ورد ؟

أمسكت بيده ورفعتها تجاه شفتيها تقبلها برقه ثم انزلت يداه لتضعها فوق بطنها   ..... رفع فريد عيناه إليها ثم انزلها تجاه يده وهو يعقد حاجبيه باستفهام لتهز ورد راسها بسعاده جارفه : اه ...انا حامل 

.............

....

يتبع ....جزء ٢

كل سنه وانتوا طيبين وبخير ويارب سنه سعيده علينا جميعا ...كانت سنه مرت علينا كلنا و فيها كثير من الأحداث الحلوة والمره ولكن كلنا منقدرش ننكر فضل ربنا علينا فيها ربنا يديم علينا فضله ونعمه الكثيرة

اشوفكم علي خير بكرة أن شاء الله في الجزء التاني من حلقه راس السنه ...قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم

الجزء التاني من الحلقه


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. كل سنه وانتى طيبه بارت تحفه تسلم ايدك ودماغك

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !