اسيري ( الثاني والعشرون)

5


الفصل السابق

 القي رعد الهاتف امامه علي مكتبه ولمعت في عيناه نظره الانتصار فطوال شهرين وهو ينتظر تلك المكالمه التي تخبره بأنه قد تم القبض علي رجال رؤوف المسيري وهم يتسلمون صفقة الأسلحة وبالتأكيد سيعترفون عليه ذ.... تنهد بارتياح وهو يفكر بأنه قريبا سيأخذ حقه مما فعله به وبحياته ودمرها.... عاد ليبتسم بتشفي حينما تذكر أيضا مافعله بشاهي.. .. فقد تم القبض عليها وهي تتعاطي المخدرات في احد الأماكن المشبوه... قام من مكانه متوجها لقسم الشرطة ليخطو بخطوات ثابتة و يستقبله هذا الضابط الشاب بترحاب :اهلا اهلا رعد باشا نورت

:نورك يااسر باشا

أشار له ليجلس وهو يقول:تشرب اية يافندم

:قهوة مضبوط 

رفع سماعة الهاتف ليطلب القهوة وهو يقول:هسيب حضرتك معاها... 

خرج الضابط ليدلف بعدها بقليل العسكري يضع امامه القهوة قبل ان يدخل اخر ويتركها امامه...! 

نظرت اليه شاهي بعدم تصديق وهتفتت اسمه وكانه طوق نجاتها.. رعد.. شوفت اللي حصلي..!؟ 

نظر اليها بشماته وهو يقول:.. اه شوفت 

صمت لحظة وتابع بازدراء ماهو هو ده مكانك الطبيعي وسط الزبالة عشان كدة جبتك هنا 

جحظت عينا شاهي لتقول بعدم تصديق:انت.!! 

هز راسه ورمقها بنظرات كراهية وهو يقول :

اه انا... وجيتلك عشان اقولك اني انا اللي جبتك هنا... رعد المنشاوي لما بيعمل حاجة مبيستخباش 

انهارت باكية وهي تقول;لييية تعمل فيا كده انا معملتش اي حاجة 

هز راسه قائلا بغضب :مش انتي اتفقتي مع رؤوف علي صبا.. مش انتي اللي عملتي التمثيليه دي عشان تخليها تشك فيا... دي كدة قرصه ودن صغيرة عشان تفكري الف مرة قبل ما تقربي من مرات رعد المنشاوي.. 

ارتمت باكيه امامه تترجاه : رعد... انت فاهم غلط انا معملتش حاجة.. انا بس كنت بضايقها مش اكتر.. 

نظرت اليه وأكملت بتوسل :ارجوك . ... طلعني من هنا انا معملتش حاجه 

رمقها بنظرات احتقار وهو يقول: هطلعك.. بس مش دلوقتي 

جحظت عيناها حينما اعتدل في وقفته ليغادر لتقول بتوسل :لا يارعد ارجوك... انا مستعده اعمل اي حاجة بس متسبنيش هنا 

ازاحها بعيدا عنه باشمئزاز وهو يقول

:كام يوم كدة تتربي فيهم بعدين اطلعك

قام من مكانه وهو يرمقها بنظرات اشمئزاز قائلا؛ كدة حق مراتي اللي اتفقتي عليها  مع رؤوف جه....

.........


علي الجانب الاخر اهتاج رؤوف والقي الهاتف محطما الزجاج امامه وهو يصيح بعزت الذي توقف امامه يرتجف... انت بتقول اية؟ يعني اية اتقبض عليهم... يعني الشحنه راحت... 

قال عزت بهلع:ياباشا المهم انك تختفي دلوقتي لغاية مانظبط مع رجالتنا هيقولو ا اية ونضمن ان محدش فيهم هيجيب سيرتك 

هدر بغضب :مفيش غيره رعد المنشاوي هو اللي عملها 

:ياباشا احنا مراقبينه كويس ومعملش اي حاجة طول الشهرين دول. بالعكس ده حتي من وقتها بعد عن سيادتك خالص 

ضرب بقبضته علي المكتب : كان بينيمنا عشان نطمن وندخل الشحنه.... انا مش هرحمه

قال بجديه :ياباشا مش هينفع نعمل اي حاجة دلوقتي... انت لازم تسافر حالا قبل ماالتحقيق يتفتح انا جهزتلك كل حاجة ومروان بيه هيقوم بالازم لغاية ماسعاتك ترجع 


دخل رعد الي مكتب جاسر ليرفع اليه نظره قائلا : جاسر عاوزك تروح مشوار 

نظر اليه جاسر قائلا: مشوار اية؟ 

حمحم رعد ثم قال:روح المزرعة.. 

قطب جبينه قائلا :في حاجة.. مراتك كويسة 

تظاهر بالامبالاه وهو يقول:اه... انا عاوزك تروح  تشوف الأمور ماشية ازاي وتبقي مع سلطان النهاردة لغاية ماالدكتور يطمنك علي الفرسه  روح خلص كل حاجة عشان انا مش فاضي 

نظر له جاسر بمكر :مش فاضي ولا مش عاوز تروح 

قال بغضب محذرا :جاسر.. 

لم يبالي بغضبه وقال بجديه :هتفضل  بتعاقبها لغاية امتي 

قطب رعد جبينه قائلا: مش عاوز كلام في الموضوع ده  

قال جاسر باصرار:لا هتكلم.. انا سايبك طول الفترة دي واقول هتهدي وادي انت عملت اللي ريحك وسلمت رؤوف.. وحتي شاهي مع اني مش موافق علي اللي عملته فيها عشان تنتقم منها بالطريقة دي بس قلت اهي تستاهل... اية بقي مستني اية عشان ترجعها وتسامحها 

زفر بقوة قائلا : مش مستني حاجة عشان ولاهردها ولاهسامحها... ولو فاكر اني عملت كدة في شاهي ورؤوف عشانها تبقي غلطان 

نظر اليه جاسر بتهكم; انت بتضحك عليا يارعد... امال دخلتها السجن ليه مش عشان وصلت رؤوف لصبا 

قال بحنق:وصلته ليها اه.. بس مضربتهاش علي ايدها عشان تصدقه وتكدبني... صمت لحظة ثم اكمل بحقد:اه ياجاسر انتقمت منهم  بس عشاني مش عشانها... عشان حياتي انا اللي ادمرت.. عشان فرحتي بابني اللي مش عايشها.. عشان السعادة اللي كنت فيها وانتهت بسببهم 

صمت جاسر لبضع لحظات ثم قال بهدوء:طيب صبا ذنبها اية.. 

قال ثائرا بغضب شديد : انها صدقتهم وكدبتني... انها موثقتش فيا وباعتني في أول موقف زي عادتها 

جعد جاسر حاحبيه فكم هو عنيد صديقه

:رعد.. انت عاقبتها بما فيه الكفاية 

حرام عليك يااخي دي حامل في ابنك يعني لازم تبقي جنبها مش تعذبها بالطريقة دي 

أطفأ سيجارته بغضب : انا ولا بعذبها ولاحاجه وهي اصلا مش فارقه معايا ...كل اللي يهمني ابني اللي هاخده منها اول ما تولده

نظر له جاسر برفض : انت بتقول ايه ياأخي حرام عليك عاوز تحرم ابنك من أمه وعشان ايه كل ده ....طبع صبا وانت عارفه من ايام ابوها أنها ساذجه شويه ...التمس ليها العذر 

اشاح رعد بوجهه هاتفا بسخط :: جاسر قولتلك مش عاوز كلام في الموضوع ده.. وشوف هتروح ولا لا 

قال جاسر باصرار; لا مش رايح... وبعدين مش الموضوع خلص وهي مش فارقة معاك.. يبقي روح انت ولانت خايف تشوفها 

مسح وجهه بعصبيه وقام من مكانه بغضب خارجا وصافق الباب خلفه 

جاسر محق فهو يخشي رؤيتها حتي لايضعف امامها.. فكر مئات المرات منذ أن هاتفه سلطان يفكر هل يذهب ام لا

تنهد بضيق وحل ربطه عنقه.. وهو يتذكر امس حينما حادثته سميه ككل يوم تطمئنه علي حالها : هي بخير ياباشا.. بس بس 

:بس اية ياسميه انطقي 

:مفيش ياباشا.... هو بس الحمل تاعبها شوية.. 

صاح بها بغضب :وانتو لازمتكوا اية... بتاخد دواها ولالا 

قالت بتعلثم :هي بتاخد الدوا بس مش بتاكل كويس  ودبلانه خالص .. انا بقول يعني... يعني يمكن لو سيادتك كلمتها يمكن حالتها تتحسن وترضي تاكل 

قال بغضب:تاكليها بالعافية.. وتاخدي بالك منها كويس فاهمه ياسميه 


لقد عذبها كثيرا... ولكنه يتعذب اكثر.. يتعذب كلما نظر بجواره ولايجدها ويجد ذكرياته معها ولايستطيع الهرب منها 

أين يهرب منها؟ انها في كل مكان حوله؟ وجهها.. صوتها .. رائحتها.. انه يموت فعليا كل لحظة بدونها ولكنه أيضا لايجد في نفسه القدره لطلب المغفرة لها.. فقد حذرها من قبل بأنه لن يحتمل جرح اخر منها... وهي جرحته كثيرا حينما كذبته ولم تثق به بعد كل مامر به من أجلها. 

اتصل بسلطان قائلا :اية الاخبار عندك؟ 

رد مؤكدا :كله تمام يارعد باشا 

:طيب اسمع خلص انت كل حاجة انا مش هاجي... عندي شغل كتير 

زم سلطان شفتيه بضيق فقد اختلق امر مرض الحصان ليأتي رعد لعله يتصالح مع زوجته.. هكذا فكر حينما أخبرته سميه بسوء حالتها النفسية وعدم رغبتها في الأكل 

قال رعد بنفاذ صبر:اية ياسلطان سرحت في أية؟ 

:مفيش مفيش ياباشا... بس يعني كان في كذا موضوع لازم سيادتك تجي تشوفهم

قال باصرار:خلص انت يا سلطان انا مش فاضي

قال باستسلام:حاضر يارعد باشا

:طيب اي جديد بلغني 


طوال تلك الأيام وقد ازدادت فيهم شحوبا وذبلت بشدة تشابهت أيامها واوقاتها فهي تقريبا لم تغادر تلك الغرفة الا قليلا بعد ضغط والحاح سميه التي لازمتها طوال الوقت لتجلس في الحديقة قليلا كل صباح وأحيانا تذهب للاسطبل لتري رعد... لقد أحبت هذا المهر بشدة لحب رعد حبيبها له... اشتاقت له بشده وتمزق قلبها لفراقة ولكنها مازالت متمسكة بالأمل.. تستيقظ كل يوم بأمل انه سيعود اليها فهو كثيرا ماأخبرها بأنه لايستطيع الإبتعاد عنها.. فكيف استطاع ان يبتعد طوال هذه المدة؟ انه يجعل الجميع يهتم بها ويرسل اليها الطبيب كل فتره ليطمأن عليها.. تألمت لتفكيرها بأنه يفعل هذا من أجل ابنه فقط وليس من أجلها ... مسحت تلك الدمعه التي انحدرت علي وجنتيها وقامت ببطء من الفراش فهي لاتشعر انها بخير هذا الصباح..! وصلت اخيرا للحمام اتكأت علي الباب ودخلت بهدوء لتري انعكاس صورتها في المرأة... وتري هذا الحزن الذي خيم عليها فقد ترك بعده عنها فراغا في روحها لايملئه الا هو 

. اخذت حمام دافئ لعلها تبعد هذا الدوار الذي يسيطر عليها كل صباح ولكن اليوم تشعر به اكثر ضراوه 

خرجت مرة اخري وتوجهت للدرج ببطء فقد سمعت سلطان وهو يحدث رعد امس ويخبره بضرورة مجيئة لمرض فرسته... ابتسمت بوهن فهو سيأتي اليوم ولهذا ستنزل للحديقة لتراه 

راتها سمية هرعت نحوها علي الفور... صبا هانم انتي كويسة؟

:دايخة شوية بس ياسميه

أمسكت بمرفقها وهي تقول بقلق:طيب قومتي ليه من سريرك... تعالي ارجعي الاوضه ارتاحي 

:لا انا عاوزة انزل اشم هوا زهقت من القعده فوق

بقلم رونا فؤاد 

قالت باستسلام:زي ماتحبي 

جلست علي احد المقاعد الخشبية تتنشق الهواء المعطر بروائح الزهور حولها لتاتي سوسن حاملة صينيه وضعت عليها الافطار وكوب كبير من اللبن لتقول صبا بعصبيه: شيلي الاكل من قدامي 

أمسكت بمعدتها التي لم تحتمل رائحة الطعام بالرغم من كونه شهي... لتسرع سميه باتجهاها وهي تقول لسوسن.. شيلي هاتليها بس شوية فاكهه وكباية عصير ياسوسن 

ربتت علي ذراعيها برفق مهدئه: معلش ياهانم... 

ظلت واضعه يدها علي معدتها وهي تقول بضعف لسوسن التي وضعت امامها كوب من العصير وطبق من الفاكهه:اسفة ياسوسن مكنش قصدي ازعق 

:لا ياهانم ولايهمك ...هو الحمل متعب كده في أوله 

هزت راسها لها لتقول سوسن بقلق حينما رأت يدها تهتز بكوب العصير:انتي كويسة ياهانم 

اعادت وضع الكوب بعد ان اراقت القليل منه وهي تقول بتشوش: اااه ...

ظلت في انتظاره ساعة أخري ولكنه لم يأتي .. فقالت لسمية بوهن وقد بدأ كل شيء في الدوران حولها .:رجعيني الاوضه انا دايخة ياسمية 

.... اسندت سميه مرفقها لتسير بضع خطوات نحو الدرج ولكنها فجأه شعرت بذراعها يرتخي لتشهق بهلع حينما وقعت من يدها... صبا هانم... ياسوسن ياسيدة الحقوني 

هرعت سوسن باتجاهها فيما تعالت صرخات سميه لتصل لمسامع سلطان وباقي الحرس ليقفوا علي الفور متأهبين فيما يتوجهه سلطان ناحية سيمه التي قالت بصراخ:الحقنا ياسلطان الهانم وقعت.. 

تسمر مكانه لحظة ليستعيد فورا ثباته ويشير لاحد الحراس... روح شوف دكتور  بسرعة 

وسعي ياسمية  :قالها بلهجة إمرة وهو ينحني تجاه صبا الواقعه ويحملها بقلق.. وهو يتمتم اكييد الباشا هيقتلني لو عرف اني شيلتها بس اعمل اية 

وضعها علي الفراش لتهرع بجوارها سوسن وسميه يحاولون افاقتها لحين وصول الطبيب.... 

توتر سلطان حينما إجابة بصوت اجش :خير ياسلطان 

قال بسرعه :الهانم... مش عارف حصلها اية 

انخلع قلبه من مكانه وهو يقول بفزع; انطق مالها. 

:وقعت مرة واحدة.. البنات بتفوقها وبعت حسين يشوف اي دكتور 

نطق وهو يتحرك من مكانه... انا جي حالا وهجيب معايا الدكتور


كان يقود بجنون طوال الطريق وهو لايتخيل ان يصبيها اي اذي وهي بمفردها بعيدة عنه ...  وصل سريعا ليتفاجا الجميع بوصوله بتلك السرعة ومعه الطبيب الذي بدأ مرتعبا من قيادة رعد المجنونة وهو متمسك بمقعده بتوتر 

. اسرع باتجاه سلطان الذي توقف أسفل الدرج ليستقبله .. اطمن ياباشا البنات عندها فوق 

لم ينظر تجاهه بل اسرع يصعد الدرج بخطوات سريعه ليفتح الباب ويدخل دون تفكير ليري سمية وسوسن  بجوارها  وقد اكتسي وجهها بالشحوب. .نظر نحو الطبيب الذي وقف لدي باب الغرفةوقال بغضب:اية يا مراد مستني عزومة 

قال الطبيب وهو يتقدم ناحية صبا ..:طيب وسع وسيبني أشوف شغلي

انتبه انه كان واقف بطريق الطبيب ليقف جانبا علي مضض وهو يفرك يداه بقلق..;اية مالها يامراد؟ 

هز راسه قائلا :ضغطها واطي جدا... ضعيفة اوي وواضح ان مفيش اي اهتمام باكلها انا نبهتها المرة اللي فاتت تهتم بنفسهااكتر من كدة

ارتبكت سميه وسوسن من نظراته الناريه التي صوبها تجاههما بالرغم من أن الذنب لهما ولكنه بحاجة لأحد يلومه ....!

ليتدخل مراد : بس متقلقش هي والجنين بخير  لازم يتعلق لها محلول مغذي ليومين علي الاقل وبعدها نكمل بالأدوية والفيتامينات 

:اعمل اللي تشوفه 

لاحظ وجهها المتألم حينما غرز الطبيب السيرم بيدها ليتناول رعد يدها الاخري بين يديه ويضغط عليها بحنان ..لتشعر به بالرغم من عدم قدرتها علي فتح جفونها الثقيلة إلا انها مؤكد تشعر به بجوارها ....لمسة يده المطمئنة علي وجنتها ويده التي تحتضن يدها وهمساته المطمئنة لايمكن أن يكون حلم. .انه بالتأكيد بجوارها

فقط لو تستطيع التغلب علي ثقل جفونها. .. بعد ساعات طويلة اخيرا استطاعت فتح عيونها ببطء ...ااااه  صدرت منها تاوهه خافته حينما حركت يدها المثبت بها السيرم المغذي

ارتسمت ابتسامة واهنه علي شفتيها حينما تنفست رائحة عطره فور اسراعه نحوها وكأنها تخبر نفسها بأنها كانت محقة بأنه كان بجوارها تلك الساعات الماضية ولم يكن حلم ..

...رعد  همست اسمه بضعف 

قال بهدوء لا يعكس قلقه عليها طوال تلك الساعات فقد ظل بجوارها ولم يتركها لحظة قبل ان تستفيق: انتي احسن دلوقتي ..حاسة بوجع 

هزت راسها وحاولت الاعتدال في جلستها لتتوجع  مرة اخري حينما حركت تلك الابرة بيدها ...اقترب منها واحاط خصرها بذراعه ليساعدها علي الجلوس فاغمضت عيناها تستنشق عطره وقربه الذي افتقدته. ..لاحظ تلك التنهيده  التي خرجت منها حينما اقترب منها ولكنه استعاد ثباته حتي لايجعلها تتأمل في عودته اليها ليرسم الجمود علي وجهه وهو يتطلع لوجهها المتعب ليقول بعدم رضي ثم يقول مؤنبا بهدوء مستفز :اية الاهمال ده ياصبا.. لية مش بتاكلي كنتي هتبقي مبسوطة لو حصل للبيبي حاجة

خفضت عيناها بألم حينما أوضح لها بكل برود ان كل مايهمه هو الولد لتقول بوهن

:اذا كان علي البيبي هو كويس متقلقش 

قال باستنكار : بس لو مهتمتيش بصحتك مش هيبقي كويس 

أدارت وجهها ناحيته لتقول بغضب 

:خلاص يارعد فهمت ان كل اللي يهمك هو ابنك وبس واني انا ولاحاجة مفيش داعي تقول حاجة تانية

بالتاكيد هي مخطئة فهي تهمه اكثر من اي شئ ولكنه لم يرد ان يصحح لها هذا ليرد بعقلانيه استفزتها: صبا انتي لازم تهتمي بصحتك عشان البيبي يطلع كويس وهو ابنك زي ماهو ابني يعني المفروض انك تبقي خايفة عليه اكتر مني ... نظر نحوها واكمل بمعني :وأعتقد اني قلت لك قبل كدة اني مش مستعد افرط فيه 

نظرت له قائلة :ولا انا كمان مستعدة افرط فيه.. صمتت لحظة ثم قالت... ولا فيك !

 قالتها بجراه جعلت نظراته ترتبك فيما اكملت :انت لية مصمم متدنيش فرصه تانية.. عشان ابننا ولاعاجبك اللي احنا فيه

قال باتهام وهو ينفض عنه هدوءه :عشان انا اديتك فرص كتير قبل كدة وانتي ضيعتيها... كل شوية بكرهك.. مش عاوزاك.. انا مش تحت امرك ياصبا تحبيني  وتكرهيني  وقت مايعجبك

بات الاستياء واضح عليه ليكمل باسف;افتكري يومها كويس سألتك كام مرة انتي صدقتيهم.. انتي واثقة فيا ولا لا ؟ كام مرة صبرت علي تصرفاتك معايا...كام مرة طلبتي الطلاق وانا فضلت باقي عليكي.... واخرتها هددتيني يااطلقك ياتنزلي الولد هز راسه واكمل بأسي:  انا مظلمتكيش ياصبا  انتي اللي عملتي كدة فينا... انتي السبب في اللي احنا فيه مش انا ..... انتي عارفة اد اية انا كنت بحبك بس انتي مقدرتش الحب ده.... مش هينفع اديكي فرصة تانية مش هينفع اخدك في حضني تاني بعد ماشوفت اد اية انتي مش واثقة فيا وان اي كلمه من اي حد تقدر تغير نظرتك ليا.. انا قولتلك مش هستحمل منك جرح تاني وانتي مش بتعملي حاجة غير  انك تجرحيني 

كانت تنظر اليه بتألم لعدم شعورها بمقدار ماسببته له من جراح وتدرك كم كانت غبية ومندفعه فيما فعلته 

لتقول بانكسار : كنت بتحبني 

اشاح بوجهه دون قول شيء لتتطلع له وتهتف بنبرة راجيه;رعد.. انا مكنتش اقصد اجرحك ...اديني فرصه .... قاطعها ليقول بنبرة حازمة لمغايرة الموضوع : ارتاحي دلوقتي ياصبا .. انتي لسة تعبانة 

قالها واستدار ليغادر  الغرفة  لتدخل اليها سميه بعد قليل مهللة:حمدلله على السلامه ياهانم 

:الله يسلمك يا سمية 

اغمضت عيناها بأسي فهو لايريد العودة له ومعه كل الحق ولكنها تحبه ولاتريد الإبتعاد عنه حاولت النهوض لتقول لها سميه... لاياهانم مينفعش تقومي 

قالت بألم وهي تحاول نزع تلك الحقنة المعلقة بيدها... سيبيني ياسمية عاوزة اقوم 

:هتروحي فين بس ياهانم قوليلي محتاجة اية وانا اجيبه لحد عندك 

سالتها بوهن :... هو رعد مشي 

هزت راسها قائلة :لا ياهانم هو تحت مع الدكتور.. 

اراحت ظهرها للخلف وهي تكمل.. ارتاحي انتي وهو شوية وهيطلع لحضرتك... 

ظلت جالسة معها ليعود رعد بعد قليل ومعه الدكتور قائلا... حمد لله علي السلامة يامدام صبا 

اومات له: الله يسلمك يادكتور 

امسك بيدها ليقيس ضغطها ثم فحصها مجددا... الحمد لله الضغط اتحسن 

;يعني مفيش محلول تاني 

نزعه الطبيب برفق من يدها وهو يقول:ممكن النهاردة كفاية بس بكرة هيكون فيه... تمام 

هزت راسها بامتعاض ليلتفت تجاه رعد قائلا:انا همشي دلوقتي يارعد بيه وبكرة ان شاء الله هعدي عليكوا عشان اطمن علي المدام 

صافحه رعد قائلا :متشكر يامراد

:مش هأكد تاني علي الاهتمام بالأكل والأدوية 

قال رعد بامتثال: اكيد يامراد 

أشار لسوسن قائلا:خليكي مع الدكتور.. وبلغي عمر يوصله

انصرفت سوسن مع الطبيب ليظل هو برفقتها ليجلس علي احد المقاعد

وهو يتطلع اليها بضع لحظات بينما انشغلت بتدليك يدها من أثر الحقنه التي ظلت معلقه بيدها طوال اليوم... بتوجعك؟ سالها وهو يقترب تجاهها لترفع عيناها نحوه.. هزت راسها بتألم : اه شويه 

امسك بيدها واخذ يربت عليها برفق فيما تطلعت صبا علي وجهه الذي افتقدته بشده عيناه تبدو مرهقة اذن هو يتعذب مثلها فلماذا هو عنيد لهذا الحد.. انها تريد تلك السعادة مجددا..! لاتريد الإبتعاد عنه.. تريد هذا الاهتمام الذي يغدقه عليها ولكنها تريده من أجلها وليس من أجل ابنه 

همست بتوتر... رعد... رجعني 

نظر اليها وترك يدها من يده ببطء وهو يتطلع اليها وقد تسارعت دقات قلبه لتكمل.. انت بتحبني وانا بحبك.. متبعدش عني 

اتسعت عيناها حينما وجدته يبتعد عنها وهي لاتدرك كيف تحامل علي نفسه رغم تلك الثورة التي اندلعت بداخله مطالبه بها

تطلعت علي تعابيره الصلبه مدهوشة من عدم اقترابه منها ليقول: لا ياصبا.. عشان اللي حصل بينا هيحصل تاني وتالت... كل مرة تبعدي وترجعي وقت مانتي عاوزة وانا مش بعترض... بس اسف ياصبا الموضوع خلص 

لاحت الصدمه علي وجهها لتقول بعدم تصديق.. يعني اية؟ انت خلاص مش عاوز ترجعني 

نهض من امامها ليقول بثبات زائف لينهي الحديث:خلي بالك من نفسك.. انا هفضل هنا لحد مااطمن انك بقيتي كويسة انتي ام ابني ومسؤلة مني

بدأ صدرها يعلو ويهبط لتقول بانفعال: لا اتفضل امشي يا رعد.. امشي وملكش اي  دعوة بيا.. 

دمعت عيناها لتقول باهتياج:مش انت خلاص مش عاوزني... امشي بقي 

تحرك مغادر الغرفة بدون التعقيب علي كلماتها لتصرخ بهستريا:انا كمان مش عاوزاك... امشي 

هرعت نحوها سمية شبه راكضة تحاول تهدئتها... اهدي ياهانم.. كدة غلط عليكي 

دفنت وجهها في الوسادة لتقول بين بكائها... مبقاش عاوزني ياسمية.... خلاص مش هيرجعلي 

نزل رعد الدرج بخطوات سريعه دون أن يلتفت لصوت بكاؤها الذي يقتله.. ويقنع نفسه بأن مافعله هو الصواب.. فهي ستظل مندفعة طائشة لاتثق به ولاتسمع اليه لذلك كان لابد أن يفعل مافعله وان يبتعد عنها ليضمن تعقلها في المستقبل لذا سيطر علي مشاعره واقصاها جانبا مستعينا بعقله ومتمسك بكل تعقله... سيرجعها له ولكن ليس قبل ان تثبت له انها بالفعل قد نست الماضي.... 

انقضت ساعات الليل وقد بدا الفجر بالبزوغ ليدخل اليها رعد بهدوء لايريد ايقاظها يريد فقط إشباع روحه منها قبل رحيله... اقترب من سريرها ببطء لينظر لوجهها الحزين ويشبع روحه منها قبل ان يغادر فالبقاء ليس في مصلحة كليهما الأفضل أن يظل بعيدا عنها حتي لاتتامل عودته... مرر يده بحنان علي شعرها ثم قبل حبينها قبله طويلة أودعها بها حبه لها ليهمس بحنان: سامحيني ياحبيتي انا لازم اعمل كدة عشان خايف نفضل طول الوقت نتخانق.. خايف تكرهيني فعلا... يمكن لماابعد تحسي بيا وتفهميني اكتر...

هنرجع ياحبيتي.. وهعوضك عن كل الحزن اللي انتي حاسة بيه  بس مش دلوقت.! 

بقلب منفطر قبل حبينها مرة اخري ليتحرك خارجا  وهو يكبح زمام مشاعره التي تأبي الإبتعاد عنها. 



قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !