اسيري ( الواحد والعشرين)

4




 قهقه جاسر ضاحكا حتي دمعت عيناه وهو يقول: 

اموت وأشوف شكلك كان عامل ازاي وهي بتحقق معاك ... بقي انت اللي محدش يقدر عليك تخاف منها كدة 

قطب جبينه ووكزة قائلا :اتلم ياجاسر

تابع ضاحكا:انا اللي اتلم... ده انت اللي اتلميت خلاص ومحدش سمي عليك... وانا اقول يومين مبيحيش الشركة اتاريك بتثبت براءتك 

هز كتفه قائلا :اعمل اية بس... مجنونه لو مكنتش عملت كدة مكنتش هتعدي موضوع الروج بتاع المقرفة دي 

رفع جاسر حاجبيه قائلا:ربتك صح... 

انت بتقول فيها... دي مصدقت تمسك عليا حاجة وتقول قاصدة... كل مااعترض تقول انت مبتحبنيش... صمت لحظة ثم اردف بغيظ.. انا تصحيني الفجر عشان عاوزة تروح المزرعه تشوف رعد 

وضع جاسر يده علي فمه ضاحكا ليردف رعد بحنق:لا وأية في نص السكة تقولي.. لا خلاص نرجع غيرت رأي 

انفجر جاسر ضاحكا فيما عاد ليتذكر رعد تلك الليلة التي اوقظته فيها فجرا تريد رويه فرسه ولم تفلح محاولاته الرافضة اثناءها عن رغبتها فقد استخدمت سلاحها الانثوي وتدللت عليه كثيرا ليرضخ كعادته لها.. وبعد أن سارو مسافة معقوله تلتفت اليه قائلة:رعد.. لا خلاص مش عاوزة اروح المزرعة المشوار لسة طويل وانا عاوزة انام

فغر فاهه ;نعم ياختي 

وضعت يدها علي صدره قائلة بدلال:اية ياحبيبي مش عاوز تنيمني في حضنك 


أوقف السيارة فجأه ثم استدار نحوها ناظرا لها ببطء وهو يقول :بتقولي اية بقي؟

ابتلعت لعابها بتوتروهي تقول:كنت بقول نروح تاخذني في حضنك نكمل نوم

ضيق عيناه قائلا:.. وهو كان اية صحانا من الاول..؟

حاولت التبرير;ياحبيبي ماقلتلك عاوزة اشوف رعد...

ارتسمت ابتسامة خبيثة علي جانب فمه فهو دللها كثيرا الايام الماضية ليجعلها تتناسي امر احمر الشفاه ولكنها تمادت...وهو لاينكر كم أحب ماتفعله به لثبت له ان غيرتها عمياء وأنها لا تغفر بسهولة ولذا سيعاقبها بطريقته....! 

شهقت بهلع حينما امال مقعدها للخلف وجثا فوقها لتقول بانفاس متسارعه برعب:رعد اعقل احنا في العربية

نظر اليها بمكر:متفيمه متقلقيش 

دفعته في صدره تحاول ابعاده عنها... رعد لا انت مجنون بجد حد يشوفنا

همس بجوار اذنها وقد ثقلت أنفاسه وغاب عقله كعادته حينما يرغب بها... ههههششش

بقلم رونا فؤاد 

........ لاحت علي شفتيه ابتسامه بلهاء وهو يتذكر تلك الليلة فقد كانت ممتعه ككل أوقاته معها.. انها لم تكذب حينما قالت إنه مجنون.. فابلفعل هو مجنونا بل مهوسا بها لايستطيع الإبتعاد عنها لحظة يكفي فقط أن تظهر امامه ليغيب عنه كل تعقله. . 

قال جاسر.. اهي ارحم من المجنونه اللي عندي.... بتتوحم علي اية تخيل؟! 

نظر له رعد قائلا.. اية 

:علي بابا !

فغر فاهه باستفهام.. اية عاوزة تأكله 

ضحك جاسر قائلا; تأكله اية انت كمان ده اللي ناقص... لا بس طول اليوم قعدالي معاه تقولي نفسي الولد يطلع زيه...اصل اونكل عاقل وشخصيته مثالية... اصله مش عارف اية... وهو بقي مصدق عايشلي الدور وهاتك يانصايح لطرق التربية الحديثة 

لما جننوني خلاص.. مش عارف اقعد معاها..!! 

ضحك رعد شامتا وهو يقول : وتقولي اني انا اللي متبهدل ده انت حالك يصعب علي الكافر

قال جاسر بخبث... بس علي مين سربته ولمااشوف بقي يا انا ياهي 

قطب جبينه قائلا.. سربت مين؟ عمي!! 

اومأ له; اه خليته يروح يشرف علي مكتب الغردقة. قولتله الشغل فيها بايظ وعملت كام حوار يتلهي فيهم اسبوع كدة . وزمانه في الطيارة 

ضحك رعد مجددا وهو يقول:ده انت حالتك صعب 

قال جاسر موكدا :صعب جدا... انا بقي مش هتمسكني بروج علي ياقة القميص... لا مش بعيد تجيبني ملفوف بملايه 

انفجر رعد ضاحكا لايقدر علي التوقف حتي سعل في النهاية وهو يقول :لا ياحبيبي اجري روح لها انا مش ناقص بلاوي 

قام من مقعده سريعا يتناول هاتفه ومفاتيحة قائلا.. انا اجازة الأسبوع ده 

ضحك رعد لرؤيته لهفته علي زوجته والتي لاتقل عن شعوره تجاه صبا وهو يقول:هما يومين كفاية.. وغمز له قائلا : والا هتلاقي عمي فوق دماغك 


أوقف جاسر سيارته علي عجل ونزل منها وهو يلقي بالمفاتيح لسائقه قائلا:عوني أركن العربية 

دلف للمنزل سائلا الخادمه.. هي هنا فين؟ 

:في اوضتها يابيه... تحب اجهز الغدا 

التمعت عيناه بخبث وهو يمد يده لربطه عنقه يحلها قائلا.. لا غدا اية.. متحضريش حاجة غير لما ابلغك 

تركها ليصعد الدرج سريعا كل درجتين معا ليسير في الممر المؤدي لغرفتهم ويفتح الباب بهدوء وحذر لايريدها ان تشعر بوجوده... رآها جالسة علي الاريكة وقد ارتدت فستان قصير عليه احد الرسومات الكرتونية وقد بدا رائعا عليها بتلك البطن المنتفخ قليلا امامها وقد تعلقت عيناها الخضراء بذلك الكتاب امامها الملئ بصور الأطفال... ارتفعت حرارة جسده وهو يتأملها وهي تعبث بأحد خصلات شعرها فيما اخذت تهز قدمها الموضوعه فوق الاخري... اتجهه نحوها ليصل اليها في أقل من ثانية لتلحظ وجوده وتشهق باستغراب..جاسر

طوق خصرها وقربها منه وهي تقول:اية اللي جابك بدري كدة 

انحني نحوها واخذ يقبل عنقها بلهفة وشغف ليهمس بصوت متحشرج خافت :وحشتيني فقولت يولع الشغل 

ضحكت ضحكة خافته لتضع كفها فوق وجنته وهي تنظر اليه بحب... انت كمان وحشتني 

اغمض عيناه حينما مررت يدها علي جانب وجهه مستمتع بكل لمسة منها ليفتحها فجأه حينما قالت.. هقول لنعمات تجهز الغدا 

جذبها ناحيته مجددا ليقول:غدا اية ياحبيتي هو ده وقته... اقترب من شفتيها ليهمس بهيام :انا جعان لحاجة تانية 

لم يمهلها لحظة لينقض علي شفتيها يقبلها بلهفة وشوق لم تستطع الا ان تبادله اياهم 

حملها وتوجه بها ليضعها علي الفراش برفق ويعود ليلتهم شفتيها مجددا ... غمغمت جاسر

رفع اليه عيناه الراغبة قائلا بخفوت٠قلب جاسر 

قالت بهمس بحبك 

ثقلت أنفاسه واشتعلت نيرانه بعد همسها بتلك الكلمة ولم يعد للكلام مجال


استلقت بين دفء ذراعيه وراسها يستريح فوق صدره يمرر انامله بين خصلات شعرها ليتنهد بحبور وهو يهمس بخفوت:هنا.. 

اصدرت همهمه خفيضه :ممم

:انتي هتهتمي بالبيبي اكتر مني 

رفعت راسها نحوه ليكمل بعتاب:انتي بعدتي عني اوي الفترة اللي فاتت... واكمل يخبرها بقضاء وقتها كله مع والده ومطالعتها للكتب الخاصة الحمل والأطفال طوال الوقت 

ضحكت بخفوت وهي تقول:ياحبيبي انت بتغير من ابنك 

قطب جبينه:اه لما تبقي مهتمه بيه اكتر مني 

ضمته لها وهي تقول :من غير قصدي ياجسورة.. انا بس عاوزة ابقي ام كويسة واونكل بيساعدني في ده 

لوي شفتيه بغضب طفولي:اونكل... طيب مااساعدك انا.. 

قالت بدهشة :انت.. 

ضمها اليه قائلا:اه اعتبريني ابنك واتدربي عليا انا معنديش اي مانع.. 

ظهرت نظرة خبث في عيناه وهو يكمل:وابنك بقي زعلان اوي ومحتاجك تصالحية 

رفعت حاجبيها بتساؤل:وده ازاي يعني؟! 

لف ذراعيه حولها واقترب من شفتيها قائلا:تعالي اشرحلك...! 


في المساء عاد رعد للمنزل ليجدها في انتظاره تستقبله بابتسامتها المشرقة ككل مساء طوال هذان الاسبوعان ضمته لها قائلة :وحشتني 

ضمها اليه اكثر وهو يقول:انتي اكتر ياحياتي 

خلعت جاكيته ثم حلت ربطه عنقه فضمها اليه قائلا: حبيتي ممكن تقولي لسوسن تحضر العشا... انا جعان جدا 

ابتسمت له وربتت علي يده بحنان قائله:حاضر ياحبيبي خد دوش ويلا ننزل علي طول 


بعد تناول وجبه العشاء جلسا سويا في غرفة المعيشة صبا تشاهد احد الأفلام وهي مستنده براسها علي كتفه وهو يعمل علي حاسوبة النقال لتتثاءب بعد برهه قائلة بنبرة ناعمه.. رعد 

:همم

احتضنت ذراعه المعضل وهي تقول:يلا انا عاوزة انام 

ربت علي يدها بحنان قائلا:طيب ياحبيتي اطلعي انتي وانا شوية وهحصلك 

هزت راسها وتمسكت بذراعه اكثر . توء توء... مش بعرف انام غير في حضنك 

خفض عيناه لتقابل عيونها التي يعشهقا وهو يقول:ولانا ياعمري.. بس عندي شغل مهم لازم اخلصة الأول.. مش هتاخر 

لوت شفتيها بغضب طفولي وهي تقول بدلال بينما مررت اناملها علي جانب وجهه

:الشغل اهم مني 

تناول يدها وقربها من فمه يقبلها متمتم:.. صبا هانم انتي بقيتي خطر 

ضحكت ضحكتها الساحرة ليكمل باصرار

:بس المرة دي متحاولش.. 

زمت شفتيها لينحني نحوها طابعا قبله خاطفه وهو يقول: لو فضلت قاعد جنبك وسايب شغلي... الشركة هتفلس وهنشحت كلنا 

احتضنت خصره بذراعيها وهي تقول :مستعده اشحت معاك 

فرك شعرها بمرح قائلا:متهونيش عليا... رفع ذقنها واكمل:انا اعمل اي حاجة عشانك 

أسندت راسها علي كتفه قائلة بهيام;

انا بحبك اوي 

طبع قبله علي شعرها وقال بجديه

;طيب ممكن بقي تسيبني اخلص شغلي 

هزت له راسها موافقة وهي تقول

:بس هفضل قاعدة جنبك 

فتح لها ذراعة لتندس في احضانة بسعاده بينما عاد ليتابع عمله 


بعد ساعة شعر برأسها يثقل علي صدره فتبين انها قد نامت ليغلق حاسوبه ويضع يده خلف ظهرها ويحملها... فتحت عيناها وهو يسير بها تجاه الدرج لتلف ذراعها حول عنقه ليلتقط شفتيها في قبله سريعه لتقطعها وهي تقول بخجل حينما رأت سميه تنظر لهما بحرج وتعود بسرعه الي المطبخ 

عضت على شفتيها وهي تقول... رعد... سميه شافتنا.. هتقول اية؟ 

:هتقول البيه بتاعها اللي طول عمره عاقل اتهبل على ايدك

ضحت بخفوت ليتابع طريقه نحو غرفتهم 


تسارع في الأحداث.... بعد مرور اسبوع الجميع يعيش بسعادة... 

توقف مكانه يتأملها في تلك السترة الرياضيه الرائعه فوق البنطال الخاص بها وقد حددت منحنيات جسدها الممشوق و رفعت شعرها للأعلى لينسدل بخفه فوق ظهرها... اقترب منها واحتضن ظهرها ونظر إليها من خلال المرأه قائلا.. اية الجمال ده ياروحي 

استدارت نحوه وحاوطت عنقه بذراعيها قائلة.. بجد ياحبيبي 

:اكيد... ولو فضلتي قدامي لحظة كمان مش هيبقى في نادي النهاردة 

قطبت جبينها :ليه بقى؟ 

انحني عليها يقبل شفتيها بشغف ولهفة حتى ابتعد عنها اخيرا وقال بانفاس لاهثة... عشان مش هقدر ابعد عنك 

التفتت نحو المرأه مرة اخري لتنظر لانعكاس صورتها وهي تقول ممازحة :شوفت اديك بوظت الروج بتاعي... 

غمز لها بعينيه قائلا :طيب تعالي اظبطه ليكي 

التفتت اليه وهي تعبث بربطه عنقه :وانت بقى عندك خبره في الحاجات دي 

جذبها نحوه ونظر نحوها بشغف قائلا :دا انا عندي خبرة كبيرة تحبي تشوفي 

ضحكت بدلال وهي تقول: يبقى تجي بدري النهاردة ... 

رفع حاجبه بخبث وهو يقول:طيب مفيش حاجة تصبيرة لغاية ماارجع

هزت كتفها بدلال... توء توؤ لما ترجع 

هو راسه باستلام :مع اني مش عارف هقدر اصبر ازاي... بس اتفقنا 

:طيب يلا

امسك بيدها ونزلا سويا الدرج ليطبع قبله حنونه على رأسها وهو يقول

:خدي بالك من نفسك 

ابتسمت له قائلة.. وانت كمان 


توقفت عن أداء تمارينها الصباحية حينما شعرت بألم مفاجىء في ظهرها فوضعت يدها عليه وتوقفت لالتقاط أنفاسها لعل الألم يتوقف ولكن حينما شعرت به لا يتوقف قررت العوده للمنزل لأخذ احد المسكنات والراحة.... 

لم تكن تلحظ تلك الخبيثة التي تراقبها من بعيد لتنتهز فرصة خروجها قبل موعدها المقرر الذي ينتظرها به سلطان وها قد جائت لها الفرصه المناسبة للانفراد بصبا التي وقفت تنظر حولها بحثا عن سلطان والذي لابد وانه ينتظرها على احد الطاولات كما اعتاد فهو يتركها ساعة بداخل الgym ويعود ليأخذها اما اليوم فهي لم تكمل نصف ساعة.. أخرجت هاتفها لتتصل به ولكن شاهي أسرعت تجاهها بعد أن ارسلت رسالة لرووف تخبرة ان صبا وحدها..! 

قالت وهي تتظاهر بالمفاجاه :صبا.. ازيك

التفتت صبا نحوها قائلة بفتور. اهلا شاهي 

:اية يابنتي انتي ماشية ولااية ؟!

أومات صبا قائله :اه اصلي تعبانه شوية... رفعت هاتفها مرة أخرى لتتصل بسلطان فقالت شاهي بسرعة لتوقفها عن عمل تلك المكالمة فمجيء الحارس سيفسد خطتهم.... انا اسفة اوي على الموقف البايخ اللي حطيت رعد فيه 

أنزلت صبا هاتفها ونظرت لها باستفهام لتكمل الأخرى.. ده كان مضايق اوي على اللي حصل لقميصه.... ضحكت بخبث وهي تري 

تسارع أنفاس صبا وهي تردد ... قصدك ايه؟ انتي... كنتي معاه يوم الحفله 

نظرت لها شاهي نظره ذات مغزى وهي تعض على شفتيها... سوري ياصبا شكلك اتضايقتي.. بس مفيش حاجة من اللي في دماغك دي كانت حفلة وانا كنت مع بابي.. واتخبطت فيه من غير مااقصد.. 

فتحت فمها لتتكلم ولكنها تسمرت مكانها حينما سمعت لهذا الصوت خلفها..صبا 

التفتت نحو رؤوف الذي وقف خلفها وهو يقول :ازيك ياصبا؟ 

انسحبت شاهي بهدوء فقد قامت بالمطلوب منها وهو جعله ينفرد بصبا بعيدا عن حارسها فقد فكر رؤوف ان الحرب مع رعد ستكون نفسيه وأولها افساده لعلاقته بزوجته التي يعشقها 

قال رؤوف بأبوية مزيفة: اية يابنتي مش عاوزة تسلمي عليا... انا حاسس انك بتتعمدي تتجاهليني ونسيتي اونكل رؤوف

ظلت صامته ولم تسعفها الكلمات ليتابع بحزن مصطنع.. لازم رعد باشا محرج عليكي تكلميني.... نظر نحو عيناها ليري رد فعلها فيما اقترب من تحقيق هدفه وهو يقول: وطبعا قالك حكاية من اختراعه اني انا وكنان الله يرحمه كنا شغالين في السلاح 

ظلت صامته وعينها زائغه لفتح ذلك الأمر من الماضي لينهد رؤوف قائلا بعتاب زائف : وانتي واضح انك صدقتي للاسف طالما اتجوزتيه وكسرتي وصيه كنان 

اهتزت نظرات صبا بينما تتابعت كلمات رؤوف دون أن يمهل عقلها أي فرصه للتفكير ... صدقتي ان ابوكي ممكن يعمل كده... الله يرحمك ياكنان 

كسي وجهه بحزن مصطنع.. ياما قولتله يحكيلك على كل حاجة.. يقولك اد اية كان رعد المنشاوي بيهدده بتشويه سمعته بس كان خايف عليكي وقالي مش مهم اي حاجة المهم ابعده عن بنتي... كتير قولتله يقولك علي الحقيقه بتاعه اللي اسمه رعد بس هو مرضيش يدخلك في الصراع ده 

عقدت صبا حاجبيها وقالت بصوت متحشرج : كفايه مش عاوزة اسمع حاجه تانيه ...

هز رؤوف رأسه بإصرار : لا لازم تسمعي الحقيقه كلها خرجت الكلمات متعثرة من فمها وهي تقول بانكسار : انا عارفه كل حاجه ....رعد قالي كل حاجه 

اندفع ؤرؤوف هاتفا بسخريه : وشوفتي بعينك دليل ولا صدقتي الحكايه اللي حكهالك عن الضابط الشهم اللي مرضيش يسجن ابوكي .....نظر إلي تغير ملامح وجهها وتابع بثقه : وهو لو كان عنده دليل كان زماني واقف قدامك دلوقتي.. نظر لها واردف بجدية. : يابنتي ده ضابط يعني تلفيق الادلة شغلتهم... وبعدين انتي عارفة مركزي ... فكرك بقى هفضل فيه لو كنت فعلا تاجر سلاح 

تعالت الأصوات بداخل راسها واختلطت صوت دقات قلبها مع صوت رؤوف الذي تابع نفث سمه داخل رأسها واقناعها بأن رعد هو من لفق تلك التهمه لابيها ليوافق علي زواجهم حينما يأس من اقناعه : رعد من وقت ما دخل حياتك وهو عينه علي حاجه واحده وبس ...ثروة ابوكي وكنان الله يرحمه كان فاهمه من اول يوم وعشان كده رفض ووقف قصاده ورعد بقي فضل يلفق لابوكي تهمه ورا التانيه وانا أتدخل بعلاقتي لغايه ما عرف أنه مش هيقدر يقف قصادنا راح ساب الداخليه وكمل شغله اللي كان بيشتغله من ورا بدلته طول عمره ...نظر لها وتابع بخبث شديد : عارفه شغله ايه ....نظرت له بتشتت ليتابع : بلطجي بس لابس بدله ....كل رجال الأعمال يهددهم وياخد منهم إتاوات لغايه ما في يوم وليله بقي له اسم في السوق وفضل ورا ابوكي عشان يخلص عليه قبل ما كنان يفضحه وللاسف واضح أن أقرب الناس لكنان زيك صدقتب كذبه بشعه زي دي وصدقتي أن شيء طبيعي رعد يبقي غني اوي كده في الوقت القصير ده ...انقلب عالم صبا بينما القي رؤوف نظره الي حارسه الذي يحذره بإشارة من يده باقتراب سلطان ليقول اخيرا بخبث وتأثر زائف .: عارف أن صعب عليكي تكوني مرات واحد زي ده بس عموما يابنتي هو دلوقتي بقي جوزك ومفيش في ايدك حاجة تعمليها... انتي بس افتكري كنان بالخير عشان ميستاهلش حد يشوه سمعته كدة

........ لماذا؟ صرخت بداخلها بألم من تمزق قلبها فقد انقلبت حياتها راسا على عقب وفقدت اتصالها بالواقع وأصبح كل شيء مشوش أمامها أصوات كثيره تعالت براسها وذكريات عبثت براسها... صورة والدها... اوعديني ياصبا... صوت رعد انا عملت كدة عشانك.. حبه لها حنانه وخوفه عليها.. كذب؟! زيف الحقائق لهذه الدرجه.. تعالت الأصوات براسها مجددا.. بحبك.. عشانك.. ضحيت..!? 

صبا هانم.. صبا هانم تعالي صوت اجش ليعيدها لواقعها... نظرت باعين مشتته نحو سلطان الذي بدا عليه القلق وهو يقول:صبا هانم انتي كويسة 

تحشرج صوتها وعجزت عن التحدث لتهز له راسها فهي لا تعي ان كانت بخير او لا.. بالتحديد لاتعي شئ حولها 

.... حاولت تنقيه صوتها ليخرج خافت

;سلطان 

التفت نحوها حيث كانت تجلس بمقعد السيارة الخلفي بينما جلس هو بجوار السائق.. :افندم 

:وديني مستشفى ..... 

جعد حاجبيه قائلا بقلق 

:خير ياهانم انتي تعبانة 

هزت راسها وتحدثت باقتضاب.. اه 

اعطي تعلمياته لعمر السائق وسيارة الحراسة خلفها ليغير من طريقهم ومد يده لهاتفه وهو يقول:انا هتصل بالباشا 

:لا... التفت نحوها بتساؤل لتقول بسرعه

:لا مفيش داعي تقلقه انا لما اروح هقوله

أعاد هاتفه لجيب سترته وظل مركز عيناه عليها في مرأه السيارة فهي بالتاكيد ليست في حالتها الطبيعيه.. 

توقفت السيارة أمام المستشفي لتقول:استناني هنا مش هتاخر

:هدخل مع سيادتك مينفعش اسيبك 

قالت بحزم:لا 

تماسكت خطواتها وهي تتأمل ان يكون أدهم بالداخل.! 

انها تريد أن تتحدث مع احد.. تريد أن يخبرها انها في حلم.. بل كابوس.. تريد اي شئ يوقف تلك الأصوات 

ليطرأ علي رأسها أدهم الحسيني انه صديقها وملجأها الوحيد الذي طالما التجأت له. لتتذكر المشفي الذي يملكه لتتوجه اليه ولايشك بها سلطان 

:أدهم بيه موجود 

أجابت موظفه الاستقبال، في ميعاد 

قالت :بلغيه ان صبا.. الحريري هنا غص حلقها حينما نطقت اسمه فهل يعقل ان تكون ظلمته..!؟ هل كانت سبب في ضغط رعد عليه... هل رعد بإمكانه فعل هذا؟ 

:اتفضلي يافندم 

سارت بخطي مرتبكة نحو مكتبه لتتخلي عن تماسكها فور رؤيته وتترك لدموعها العنان... قال بقلق وهو يندفع ناحيتها

:صبا.. مالك؟ اية اللي حصل؟ 

تهاوت علي احد المقاعد وتعالت شهقات بكاؤها وتخللتها كلماتها التي خرجت مبعثرة وغير مفهمومة ولكنه حاول تجميعها فحالتها لاتسمح لها بالتعبير أكثر من ذلك... اتسعت عيناه بعدم تصديق وهو يسمع منها ماحدث منذ البداية منذ أن هدد والدها لاخبارها بأمر تجارته المشبوهه وتصديقها له.. والان انهيار كل شئ واتضاح كذبه 

ظل صامت يفرك راسه بينما تتابعه عيناها الدامعه وقد هدات قليلا ليتحدث بهدوء ;صبا اللي بتقوليه ده خطير... رعد جوزك دلوقتي وانتي كدة بتشكي فيه ... لازم نتأكد الاول 

قالت ببكاء: اتأكد من اية؟ من انه كذب عليا وشوهه سمعه بابا 

زم شفتيه;معتقدش ياصبا رعد يعمل كدة

اغتاظت من مدافعته عنه :وانت تعرف عنه اية عشان تقول كدة 

قال ادهم بثقة لم تكن لديها ;اعرفه كفاية عشان اصدقه واكدب رؤوف المسيري اللي سمعته سابقاه 

:أدهم.. صاحت بغضب 

ليقول مهدئا : طيب ممكن تهدي عشان نعرف هنعمل اية في الموضوع ده 

قالت بثورة:هعمل اية يعني؟ مش هبقي علي ذمته لحظة بعد اللي عرفته .... ده مجرم 

اتسعت عيون ادهم :صبا انتي اتجنتتي.. انتي لسة مسمعتيش من رعد عشان تقرري حاجة زي دي وكلام رؤوف لوحده مش دليل 

هزت صبا راسها باحتدام : ولا كلام رعد دليل ...زجرت نفسها وتابعت : بس انا اللي غلطانه اني صدقته من غير دليل ...غبيه وساذجه طول عمري

تنهد ادهم وهز رأسه : وبرضه هتبقي ساذجة لو اكتفيتي بكلام رؤوف وفجاه اتغيرتي من ناحيه رعد 

هزت صبا راسها بشتات : مش عارفه ياادهم حاجه ...مبقتش عارفه اصدق مين واكدب مين ....مش عارفه اعمل ايه 

قال ادهم برفق : اسمعي..انتي تروحي دلوقتي ومتتكلميش مع رعد في اي حاجة.. سيبلي الموضوع ده انا هتاكد مين فيهم اللي بيكدب بس انتي لازم تهدي وتفكري بعقل ومتعمليش اي حاجة قبل مانتاكد 

من كلام رؤوف ..... انا هعرف أساس شغل رعد وبناء عليه هقولك إذا كان رؤوف صادق ولا كداب 

   .........

اغمضت عيناها تحاول التماسك والتظاهر بأنه لم يحدث شئ لدي عودتها لتقابلها سميه قائله 

:الباشا رجع وفي مكتبه 

بعد أن قالت سميه كلماتها وجدت صبا قدماها تتوجهه تلقائيا نحوه... فتحت الباب ودخلت لتجده جالس مع جاسر منهمكين في الأوراق المفتوحه أمامهم 

ظلت واقفة مكانها بلاحراك وقد تعالت الأصوات مرة اخري براسها وتسارعت أنفاسها وهي تنظر إليه وتتذكر ماقالته شاهي فهو قد كذب عليها بكل بجاحة فلماذ لايكون رؤوف محق.... . كم كانت ساذجة لتصدقه ؟!

:صبا حبيتي.. مالك؟ قال بقلق وهو يتوجهه ناحيتها ناظرا لوجهها الشاحب وأثار الدموع في عينياه 

انتفضت تتراجع للخلف حينما اقترب منها فجعد حاجبيه باندهاش وامسك بذراعها ليكرر سؤاله بقلق : صبا انتي كويسة؟ 

خرج صوتها حادا وهي تنزع ذراعها منه.. متلمسنيش.. 

توترت عضلات فكه غير مستوعب مايحدث ونظر نحوها جاسر بدهشه. لتندفع... انا عرفت كل حاجة 

نظر لها بعدم فهم :عرفتي اية؟ 

قالت بشراسة بينما لم تعرف طريق للهدوء والامتثال لنصيحه ادهم :عرفت انك كدبت عليا... شاهي حكتلي علي كل حاجة 

بدا توتره جليا ليقول بنبرة مهدئه:حبيتي.. انا بس خوفت تتضايقي.. فمرضتش اقولك الحقيقة 

طفرت الدموع من عينها وهي تكمل بنظرة غاضبه ;وبرضه كدبت عليا ولفقت حوار بابا 

نظر نحوها وجعد حاحبيه ليردد بعدم استيعاب.. اية؟ 

قالت بحدة وقد أخذت كذبه عليها بموضوع شاهي سببا لكذبه عليها في كل ذلك الماضي الذي حاكه عن ابيها : اية... دي كمان خوفت عليا 

نظر لها لحظه بعدم فهم لتندفع الكلمات كالسيل من بين شفتيها : اونكل رؤوف قالي علي كل حاجة.. قالي انك هدتته ولفقت له كل التهم دي ....قالي انك كداب وخدعتني .....تابعت تكيل له كل اتهام أخبرها به رؤوف وهو واقف ينظر إليها بملامح مذهوله بأن بضع كلمات واتهامات جعلتها تشك به 

تهدج صوتها اخيرا لتقول :ليييه عملت كدة؟!.. لية شوهت سمعته من غير ذنب 

سيطر علي نفسه بالرغم من الغضب المتصاعد بداخله ليقف يستمع اليها وهو يضم قبضته محاولا السيطرة علي انفعالاته ليخرج اخيرا صوته كالزئير وهو يقول باستفهام به عتاب قاسي :رؤوف؟! 

نظرت اليه بعيناها التي تتساقط منها الدموع بغزارة واومات : ايوة حكالي علي كل حاجة

ضغط فوق أسنانه بقوة وسألها بهدوء رغم غضبه و احتقان ملامحه. وانتي صدقتي؟! 

اشاحت بوجهها بعيدا عنه لاتريد النظر آلية ليندفع نحوها قائلا بنبره قويه اجبرتها علي النظر آلية.. انطقي انا بكلمك.. انتي صدقتي الكلام ده

اجابته بحده وهي ترمقه بنظرات متحدية. ؛ اه صدقته... عشان انت كداب وكدبت عليا انك كنت مع شاهي 

نظرت نحوه بحقد ثم اردفت بنبرة قويه وهي تزيح الدموع بعنف من عيونها... طلقني 

هنا تدخل جاسر الذي كان واقف مكانه يتابع مايحدث بذهول ولكنه شعر بالثورة التي ستندلع الان فور نطقها بهذه الكلمه ليقول.. صبا اهدي... انتي غلطانه 

نظر نحو رعد قائلا:رعد فهمها... انت ساكت ليه.؟ 

نظرت له باحتقار :طبعا لازم يسكت وهو هيقول اية... 

رمقته بنظرات غاضبه وهي تقول  ؛ انا فعلا غلطانه.. غلطت لما صدقت واحد زيه... وكدبت ابويا اللي أشرف من ألف واحد منه.. التفتت نحو رعد الذي كان واقف مكانه وجهه بلا تعبير مازال يستوعب ماحدث واوصلها لتلك الحالة.

طلقني... صاحت به بغضب وهي تدفعه بقوة جعلته يترنح قليلا بسبب عدم مقاومته لها.. .. 

هتف بغضب مستنكر فعلتها.. صبا 

صرخت بعنف وقد فقدت اعصابها وهي تعاود لكمه في صدره قائلة:مش عاوزاك.. مش طايقة اشوف وشك... هتف بها بغضب وهو يقبض علي معصميها بكلتا ذراعيه يمنعها من الاستمرار فيما تفعله ليقول بتحذير... صباااا

حاولت الافلات كم قبضته وهي تقول بشراسه : متلمسنيش...مدت يدها لتدفعه بعيدا ولكن تراخي جسدها قليلا حينما فاجاها ألم ظهرها مرة اخري وشعرت بالغرفة تدور حولها وكل شئ يتلاشى تدريجيا في تلك الغيمه السوداء التي ابتلعتها قبل ان تسقط معشي عليها.....!! 

انتفض جاسر من مكانه حينما ارتطمت بالأرض ليقف بجوار رعد الذي انحني نحوها بلهفة وقلق سافر.... صبا.. صبا 

حملها وصاح بجاسر... اطلب دكتور 

هرولت سوسن تجاهه وهو يصرخ بها لتتفاجئ بصبا الفاقده للوعي بين ذراعيه ويسرع بها للاعلي... 

. كان كالاسد الثائر وهو يراقب الطبيب يقوم بفحصها... .

ومازال في حاله صدمه فقبل ساعة كانت حياته سعيدة مثاليه... والان قد تحطمت..! 

تأوهت بخفوت حينما غرز الطبيب الحقنه بذراعها وبدأت بفتح عيونها تدريجيا... أراحت سوسن يدها بعد ان انتهي الطبيب.. لتغلق عيناها ببطء حينما نظر نحوها وهو يسأل الطبيب.. اية مالها يادكتور؟ 

تهادت كلمات الطبيب لاذنها وهو يقول : اغلب الظن أن المدام حامل ..مبروك يارعد باشا هيجيلك ولي عهد 

لم تستطع منع عيونها من النظر نحوه تلك اللحظة لتري رد فعله وكأن مامضي لم يكن... ولكن وجهه كان جامد بلاتعبير

فاردف الطبيب:بس طبعا محتاجين الهانم تتابع مع دكتور متخصص لان واضح انها تعبانه.. انا بس اديتها مسكن وفيتامين وهتبقي احسن بعد شويه 

قال بصوت اجش :شكرا.. اتفضل ياكتور

قال جاسر الذي كان واقف في الرواق :خليك معاها يارعد انا هوصل الدكتور

عاد للغرفة ينظر نحوها وسوسن تساعدها علي الاعتدال في جلستها وتعطيها الدواء لتقول بحده : مش عاوزة حاجة.. وتلقي بحبه الدواء علي الارض 

تسمرت سوسن مكانها ليتدخل رعد قائلا:روحي انتي ياسوسن

ظل واقف مكانه ينظر اليها ليقول بهدوء لايعكس حنقه وغضبه المشتعل بداخله:خدي الدوا ياصبا 

نفضت الغطاء من فوقها واتجهت نحوه باندفاع قائلة :.. اوعي تفتكر ان الحمل ده هيغير حاجة من الموضوع...

قال بجمود : يعني اية ؟

قالت بحدة : يعني.. انت هتطلقني ودلوقتي.... نظرت نحوه وأكملت بتحدي: عشان لو مطلقتنيش هنزل البيبي ده  

ارعبتها تلك النظرة التي ظهرت في عيناه فور نطقها بتلك الكلمات التي لم تعنيها وقالتها فقط لحظة غضب ليمسك بذراعها بقوة و يقول متوعدا.. ماشي ياصبا هطلقك... مش انتي عاوزة كدة.. حاضر هطلقك... 

انهي جملته وامسك بهاتفه بعصبيه يعبث به لثانية ثم قربه منها قائلا بشراسه...حاضر هنفذ كل اللي انتي عايزاه بس الاول عاوزك اسمعي حاجه .....اشار تجاه هاتفه الذي ضغط علي شاشته بانفعال : اسمعي ياصبا هانم.. اسمعي ابوكي اللي أشرف من ألف واحد زيي... اسمعي رؤوف بيه المسيري اللي مبيكدبش 

انتبهت كل حواسها حينما تعالي صوت والدها والذي ميزته جيدا.. رؤوف انت لازم تتصرف اللي اسمه رعد عرف كل حاجة ومش هيسكت 

:متقلقش ياكنان هنخلص منه قريب....الشحنه هتوصل كمان اسبوع بعدها رصاصة طايشة تخلصنا منه 

:وانا هفضل تحت رحمته اسبوع... لا انا هخلي رجالتي تخلص عليه 

:مينفعش ياكنان مش عاوزين شوشرة ... وبعدين انت لسة منفذتش اللي قولتلك عليه .. صبا لازم تتجوز مروان بأسرع وقت 

.. بس... 

بس اية بقولك اية ياكنان لو بنتك متجوزتش ابني اعتبر حمايتي ليك انتهت

:متقلقش يارؤوف صبا بتنفذ كلامي دايما وهتتجوزه.. 

: خلينا نخلص بقي من اللي اسمه رعد ده ....احنا مش هنقدر يبلغ عن شحنه تانيه 

كتمت أنفاسها لتنساب الدموع من عيونها. وتتسارع أنفاسها وهي تهز راسها بعنف.. قاتل والدها.. يتأمر ويخطط وينفذ.. والدها يستغل ثقتها به وقدمها ثمن... 

نظرت نحو رعد الذي امسك ذراعها بعنف وهو يقول:اية.. اتصدمتي..! ؟

مش هو ده رؤوف اللي وثقتي فيه وكدبتيني مش ده اللي أشرف مني. 

همست بين دموعها المصدومه :رعد.. انا

هز راسه باسف ونظر اليها بخزلان لحظه قبل أن ينظر مباشرة في عيناها ويهتف بثبات .. انتي طالق.. 

هزت راسها بعنف غير مصدقه ماقاله... انها في كابوس.. لاينتهي.. تعالت الأصوات ولكن صوته طغي علي كل شئ حولها حينما نطق بتلك الكلمه لتصرخ به.. رعد لا.. 

ابعد يده عنها وهدر بعنف وقد تخلي عن كل هدوءة ورصانته ليطلق العنان لغضبه : اخرسي... اسمي ده متجبهوش علي لسانك

انتي من دلوقتي بره حياتي 

حاولت الاقتراب منه ودموعها لاتتوقف عن التساقط مع انهيار حياتها فقد أعطاها فرص كثيرة لتضيعها بغباءها ستتقبل منه أي شئ إلا أن يتركها... 

:اسمعني يارعد ... انا

قاطعها بغضب شديد اعماه ; قولتلك اخرسي... وانا اللي مش عاوز اسمع صوتك ولااشوفك تاني.. اخرجي برا حياتي 

مدت يدها لتتلمس يده في محاولة يائسة لتقول باسف:سامحني.. عشان ابنك اللي جاي اديني فرصه 

نزع يده منها وهو يقول بشراسة : مش كنتي هتنزليه من شوية... وكنتي بتلوي دراعي عشان اطلقك.. اديني طلقتك 

بس ابني مش مستعد اتنازل عنه حتي لوكان منك.. انا عاوزة.. انتي فاهمه 

من دلوقتي هتروحي تعيشي في المزرعه ومتعمليش حاجة غير انك تهتمي بابني... امسك بذقنها بغضب وهو يكمل :هو دا تمن السنين اللي ضيعتها عشانك وانتي متستاهليش 

رمقها بنظره كراهية لم تراها في عيناه من قبل ثم دفعها لتترنح قليلا للخلف ليتركها مغادرا كالاسد الهائج يصرخ بسمية. التي هرعت نحوه.. لموا هدمكوا.. انتوا هتروحو المزرعة فورا ... يلا

اختفت من امامه ليتجه للخارج نحو سلطان.. خد رجالتك واطلعوا علي المزرعة معاهم 

واكمل بتحذير; مش عاوز نملة تطلع ولاتدخل من هناك... تبلغني بكل حاجة اول بأول 

الهانم حامل لو حصل لابني حاجة همحيكوا من علي وش الأرض 

وجهه كلامه لسوسن وسميه اللذين انضموا لسلطان.. فاهمين 

هزوا رؤسهم وأسرعوا بوضع الحقائب في السيارة فيما أمسكت سميه بيدها تساعدها علي نزول الدرج.... عاد للداخل واندلعت نيران غضبه وهو يحطم اي شي في طريقه ويصرخ كالاسد الجريح.... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !