المتملك والشرسه ( السادس و العشرون)

7


 اهتزت نظراتها بينما يكرر عاصم نفس كلماته وعيناه لاترحمها بنظراته التي حملت وجع الندم الذي يشعر به علي كل الاثام التي اقترفها بحقها ولوعه اشتياقه لها وحرمانه منها ...: عاوزة ايه يا زينه ....عاوزاني اقرب ولا ابعد ....لسه بتحبيني ولا زي ما قولتي بقيتي تكرهيني .... قوليلي عاوزة ايه !؟

خانتها شجاعتها وكلما فتحت فمها لتنطق اجابه تريح قلبها الملتاع قبل قلبه تتعثر وتتراجع بينما عقلها ذلك الغبي المتعند  يحاول فرض سيطرته علي قلبها ويأمرها بالابتعاد والنطق بكل الكلمات التي تعرفها في قاموسها لتبتعد عنه .... فهذا هو القرار الصحيح فكلما اقتربت وسامحت حصلت علي جرح اكبر... يكفي فلا طريق لها مع هذا الرجل الذي يعشقه قلبها وكأنه يختار وجعه 

خاض قلبها حرب شرسه مع عقلها بينما نظراته الراجيه ونبرته الكسيرة لا ترحمها ...نبضات قلبه تتكاد تتوقف وهو بانتظار اجابتها كما حال نبضات قلبها ... 

اغمضت عيناها بقوة للحظة قبل ان تستجمع كل شجاعتها بعد أن أخذت قرارها : عاصم 

ابتلع ببطء ونظر إليها لتنظر الي عيناه بعيون لمعت بها الدموع التي شقت طريقها عبر حلقها لتترك صوتها متحشرج وهي تقول : انت اكتر بني ادم آذاني في الدنيا دي ...نكس عاصم رأسه بانكسار بينما لم يستطيع النظر إلي عيونها أكثر لتتابع زينه كلماتها التي خرجت من جوفها المحترق بعتابها : انت ظهرت في حياتي فجاه وعيشتني في سعاده عمري ما حلمت بيها ...خلتني أأمن أن في احلام بتتحقق.... اخدتني من نفسي وحياتي وحطتني في حياه معرفش عنها حاجه وانا مغمضه وراضيه عشان حبيتك ....عيشتني فوق السحاب وفجأه نزلتني من السما للارض ...شقت الدموع طريقها علي وجنتيها وهي تأن بوجع :  مش بس الأرض لا لسابع أرض وفجاه لقيت نفسي قدام واحد معرفهوش ...قاسي واناني عصبي لدرجه مخيفه  مش بيشوف غير نفسه 

كور عاصم قبضته واراد أن يصرخ بها برجاء أن تتوقف عن هذا العتاب القاسي ليرفع عيناه تجاهها وهنا تلقي بسؤال يحمل وجع وعتاب اقسي : انت بتبعد عني لية؟

نظر لها لتزيح دموعها بظهر يدها وتهتف به بانفعال : رد عليا ...انت بتبعد عني ليه ...؟ احتدت نبرتها وهي تتابع بغضب من قلبها الذي انتصر علي عقلها وهي تعاتبه علي ابتعاده الذي اوجعها أكثر من كل أفعاله معها :

كلامي ضايقك اوي وجرحك فبدل ما تحس بوجعي وتحاول تصلح اللي عملته تعاقبني انك تبعد عني ....مش كده 

عقد حاجبيه بأسي بينما لا يجد في معجم كلماته ما ينطق به امام سيل عتابها لتزجره بانفعال :  طيب ما انت جرحتني كتير وانا مش قادرة ابعد عنك .... عشان غبيه كل مرة تجرحني برجع اترمي في حضنك وانت ترجع تجرحني تاني.... انا قولتلك الكلام ده عشان كنت خايفة... طفرت الدموع من عينها وهي تكمل... خايفة أقرب منك ترجع تجرحني... خايفه ومش عارفه اسمع كلام مين قلبي اللي مش قادر يبعد عنك ولا عقلي اللي خايف يقرب... انت للدرجه دي غبي اوي ومش شايف اني مقدرش اعيش من غيرك بالرغم من كل حاجة عملتها فيا...للدرجه دي مش شايف اد اية انا بحبك 

عادت الدموع تنهمر من عيونها وهي تتابع بقهر :

كنت فاكراك يومها هتاخدي في حضنك وتطمني وتقولي انك عمرك ما هتعمل فيا كده تاني .. مسكت نفسي بالعافية اني اجري واترمي في حضنك وانت موجوع من كلامي واقولك خلاص انا نسيت ومسمحاك.. .. كنت عاوزاك تاخدي في حضنك وتحسسني انك جنبي وتقولي انك بتحبني وان كل اللي حصل مش هيتكرر وتحاول تخليني انساه ...رفعت إليه عيناها التي امتلئت بالدموع وهي تهز راسها : بس لا ازاي انا  اتجرات وقولت كدة لعاصم بيه.... انت عندك كرامه وانا لا ....انت تعمل فيا كل ده بس انا مينفعش حتي انطق 

توسعت عيناه من كلماتها المندفعه من قلبها دون تفكير بينما لم يستوعب عقله أن عتابها هو الوجه الاخر لمدي حبها له  ليجذبها لصدره يوقفها عن قول حرف اخر فيكيفه ماسمعه والآن هو من عليه أن ينطق بكل ما يهفو قلبها لسماعه ولكن اولا ليعانقها بقوة ....يحتضنها بين ضلوعه ليهديء من لوعه قلبيهما ثم سيأتي دور الكلمات ....كيف كان احمق لايري ماتشعر به.. 

استكانت زينه بين ذراعيه واغمضت عيونها ليزيد عاصم من ذراعيه حولها للحظات طويله قبل أن يقبل جبينها ويتنهد ممسك بوجهها ليجعلها تنظر إليه ...مسح دموعها برفق وهو يقول بصوت متهدج : انا لو فضلت عمري كله اعتذر ليكي عن كل اللي عملته مش كفايه ...انا  مش وحش يازينه ولا كان قصدي استقوي عليكي واغصبك علي حاجة بس انا اتجننت لما فكرتك بتكرهيني وعاوزاني ابعد عنك... انا مش ببرر اللي عملته انا بس عاوزك تعذريني علي طبعي اللي غصب عني بيتحكم فيا انا عارف اني لما بتعصب ببقي وحش اوي... وعارف أن حبي ليكي بيخليني ابقي مش قادر اتحكم في نفسي وببقي عاوزك تبقي بتاعتي بأي طريقة.....غلطت اني سمحت لرغبتي فيكي تسيطر عليا بس انا هتغير يازينه... انا مستعد اتخلي عن أي حاجة مهما كانت عشان خاطرك.. حتي لو ده معناه انك تعاقبيتي بأي حاجه ترضيكي الا انك تبعدي عني .....قطرت نبرته رجاء وهو يتابع :: خليكي جنبي... انا بحبك اوي يازينه... بحبك بطريقة عمري ماااتخيلت اني ممكن احبها لحد 

تنهد وهو ينظر لعيناها التي غرقت ببحور عيناه لاتصدق انها تسمع منه تلك الكلمات وقد اقترب بوجهه منها لتتصادم أنفاسهم مجددا وهو يهمس بحرارة... انا مش عاوز حاجة غير انك تكوني في حضني يازينه ..


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

7 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !