اسيري ( الثامن عشر)

4


 اسند رعد ظهره الي مقعد مكتبه يدخن سيجارته وينفث دخانها للاعلي يفكر في تلك التي سلبته عقله وقلبه بتمنعها عنه طوال الاسبوع الماضي.... فكل يوم لدي عودته للمنزل تتظاهر بالنوم وهو متاكد بانها تعاقبه علي تغيبه عنها طوال اليوم غير مدركة بما يمر به تلك الايام.. فرؤوف المسيري يحاول تدمير اعماله وعليه ان يبقي يقظا متحسبا لأي شئ ولديه فقط جاسر وبعض رجاله المقربين ليعتمد عليهم ويثق بهم ولهذا يتابع كل شئ بنفسه والجزء الاكبر من تفكيره هو كيفيه إفساد تلك الصفقة الضخمه التي ينوي رؤوف ادخالها للبلاد... تأفف متذمرا فهو بحاجة لها اكثر مما تحتاجه يريد ان يعود كل يوم يرتمي بين احضانها لينسي معاناه يومه... يريد ان يشعر بحبها لا بتجاهلها له وهي مدلله يحب دلالها ولكن عليها أن تشعر بحاجته إليها دون أن يتحدث ... وهو لايستطيع البوح لها بما يمر به في معركته مع روؤف حتي لاتظن انه يذكرها بالماضي.. اخذ نفسا طويلا من سيجارته وزفره ببطء وهو يفكر بأن كل ذرة بداخله تريدها ولايستطيع الاستغناء عنها فقد بات مهووسا بها وبعدها عنه طوال تلك الايام قد افقده صوابه ... وهي تعرف هذا جيدا وتضغط عليه وهو لايريدها ان تستغل حبه لها لهذا لم يستجيب لهذا الضغط الذي تمارسه معه بتمنعها عنه وتظاهر بلامبالاه وان كل ماتفعله طبيعي فيعود ليلا ياخذها بين ذراعيه وينام وكأنه مصدق انها بالفعل غافية.. ولكن بداخله يحترق اشتياقا لها فهو يعشقها حد الجنون ولا يستطيع الابتعاد عنها فبعدها عنه يثير جنونه... 

عاد لياخذ نفس اخر من سيجارته وهو يتذكرها صباح اليوم حينما كان واقف امام طاولة الزينة يحاول عقد ربطة عنقه بذهن شارد واصابع مضطربه عينيه تخونه كل ثانية ناحية صورتها المنعكسة في المرأة امامه وقد خرجت للتو من الحمام تلف حول جسدها منشفة وردية كبيرة وقد تركت شعرها منسدلا بنعومه ولمعان فوق ظهرها.. توقف عما يفعل والتفت نحوها ليجدها تنظر اليه ببراءه وكأنها لم تفعل به شيئا...!  ولا تعرف شيئا عن تلك النيران التي اشعلتها به للتو اغمض عينيه بقوة يحاول السيطرة علي نفسه والحفاظ علي ثباته امامها ليجد صورتها مطبوعه بداخل جفنيه وقد فشلت كل محاولاته لتجاهل صورتها خاصة حينما خرجت بعد لحظات وقد ارتدت تيشرت بيضاء بلا اكمام وشورت قصير ازرق اظهر جمال سيقانها الممشوقة... توقفت بجواره لتلتقط فرشاه شعرها تمشطه ببطء فعاد ليغمض عيناه مجددا حتي لاينفجر فيها ويفرغ حنقه منها لما تفعله به في تلك اللحظة فهي تدرك جيدا انها تثيره لأبعد حد وتتركة يحترق بنيران التمني. .... رسمت فوق شفتيها ابتسامة خبيثه وهي سعيدة بانها قد وصلت لمبتغاها باشعال رغبته فيها.. محت ابتسامتها بسرعة حينما فتح عيناه وقد فشلت محاولاته في السيطرة علي نفسه فقد تاقت نفسه اليها وكل ذره بداخله تريدها الان لذا نزع ربطة عنقه من حول عنقه هاتفا لنفسه بحنق ; ماشي ياصبا لما نشوف اخرتها 

تحرك بخطوات عصبيه مغادرا الغرفة وقد نالت سوسن وسميه نصيب الأسد من عصبيته ليفرغ غضبه فيهم .. 

وهاهو مجددا يفقد السيطرة علي نفسه ولايستطيع طردها من خياله فاطفأ سيجارته بحنق وهو يحدث نفسه لما نشوف ياصبا انا ولاانتي 

تبرطم بحنق وتوجه خارج مكتبه وهو يقول لندي :الغي مواعيدي انا ماشي

:حاضر


 جلست صبا في غرفتها تقلب في صفحات تلك المجله بين يديها بلامبالاه وعقلها مندهش من عدم اكتراثه لها... زفرت بضيق وهي تفكر كم كانت ساذجة حينما ظنت انه لن يقبل ببعدها عنه وسيرضخ لها ويبقي بجوارها وقت اطول ولكن العكس ماحدث فهو لم يبدي اي اعتراض ففي الصباح تستيقظ لتجده قد غادر بعد اعطاء اوامره لسلطان بملازمتها اذا ارادات الذهاب لممارسة تمارينها والعودة معها ليطمئنه وفي المساء يعود ليستلقي بجوارها وياخذها بين ذراعيه وحتي ان عاد باكرا فهو يظل يعمل بمكتبه لوقت متاخر وكأنها غير موجودة أو وكأنهم متزوجين مش عشر سنوات وليس فقط من بضعه اسابيع ....نيران تشتعل بأنوثتها وهي تفكر أنه لا يبدي شوق أو لهفه إليها ازدادت هذا الصباح حينما ظنت انه سيستلم وجدته يستعيد بروده ويغادر..!

 تنهدت بضيق وهي تراه غير عابئا بها وقد انقلب الامر عليها فهي من لاتتحمل ابتعاده عنها واشتاقت له حد الجنون ولكن ماذا تفعل؟ هل تخبره بانها كانت تضغط عليه والان تراجعت... لا كرامتها لاتسمح لها وايضا لاتريد ان يظل الامر بينهم بارد علي هذا المنوال فكم افتقدت مشاعره نحوها واغداقها بحبه..وعادت لتتذكر نظراته لها هذا الصباح فقد كانت مليئة بالاشتياق والتمني.. زفرت بحنق تحدث نفسها بارد..! 


في المساء  

دلف رعد الي الغرفة فخفضت نظرها نحو المجله متعمده تجاهله لعله يلاحظ انها جالسة في انتظاره ولكنها وجدته يقول بهدوء : السلام عليكم 

ردت عليه بنيبره ناعمه : وعليكم السلام 

خلع قميصه ويتوجهه للحمام دون الاتفات نحوها.... 

بعد دقائق خرج وهو يجفف شعره بالمنشفة بعد ان ارتدي ملابسة 

سألته : هتتعشي يارعد

هز راسه : لا ياحبيتي مش جعان

توجهه نحو الاريكة يجلس عليها ويضع حاسوبه النقال علي فخديه ويبدء بمتابعه عمله اخذت تختلس النظرات له كل لحظة تقريبا بغيظ من بروده تجاهها فلاحظ نظراتها المختلسة له ليقول بهدوء مستفز وهو ينظر لساعته:ايه ده ياحبيتي سهرانه يعني النهاردة 

نظرت له بغيظ قائلة: ما انا قايمة انام 

اكمل بروده المتعمد وهو يقول:تصبحي علي خير 


ظلت جالسة مكانها تتامله بشرود وقد خانتها عيناها لتتجول علي ملامحه الوسيمه ونزلت لتتوقف لدي عضلات ذراعه التي برزت من التيشيرت الذي يرتديه فوق صدره القوي...ظل مستمرا في العبث بحاسوبه فضمت شفتيها بضيق من تجاهله لها واغتاظت ان الامر انقلب عليها في النهاية.. انها تريد رؤية الحب والاشتياق في عيناه.. تريد رؤية لهفته عليها ولاتريد هذا البرود.. ابتسمت بمكر فقد وجدت الحل 

قامت من مكانها وتوجهت نحو غرفة الملابس لتختفي بداخلها... قطب جبينه بعدم فهم واستغراب ولكنه عاد ليتظاهر بالانشغال وخفض عيناه نحو حاسوبه حينما شعر باقتراب خطواتها لتمر بجواره ويلمح قدميها الحافية فترتفع عيناه ببطء نحوها لتتسمر نظراته فوقها وتتوقف يداه عن العبث بالحاسوب.. شعر بانفاسه تتسارع وحراره جسده ترتفع تدريجيا وهويتاملها برداء النوم الاسود هذا الذي ارتدته والذي كشف عن ظهرها الناعم وارتفع عن ساقيها ليظهرها ببذخ... وصلت لحافة الفراش لتلتفت نحوه لتقضي علي مابقي من اعصابه وقد ابرز الرداء مفاتنها بتلك الفتحة المنخفضه  وقد انسدل شعرها الحريري علي كتفيها لتقول وهي تتثاءب:تصبح علي خير ياحبيبي

تنام؟! هكذا ببساطة !! بعدما أثارت اعصابه ودمرت كل حصونه... وهي بهذا الشكل المدمر

قال بصوت اجش ماخوذا بفتنتها :انتي هتنامي دلوقتي ياصبا.. ؟! 

قالت وهي تتظاهر بالبراءه ;اه اصلي زهقت من القعده لوحدي وانت شكلك مشغول زي كل يوم 

اغلق حاسوبه ووضعه بجواره وقام من مكانه متوجها نحوها وهو يقول بنبره عابثة وهو يقترب منها :انا خلصت شغل...

هزت كتفيها وهي تقول:خلصت.. انت متاكد ده انت مكملتش نص ساعة 

قطع المسافة بينهما وتوقف امامها ليقول:يولع الشغل.. 

اتسعت ابتسامتها المنتصره ولكنها سرعان مااخفتها حينما وجدته يضيق عيناه فوقها وقد فهم لعبتها ليعض علي شفتيه السفلي بتوعد وهو يقول... انتي اللي جبتيه لنفسك 

تراجعت خطوه لتتعثر في الفراش خلفها فتقع عليه وهي تقول;رعد.. نتفاهم

ابتسم بخبث وهو ينحني فوقها ويستند بكلتا ذراعيه علي الفراش يحاصرها ويمنعها من الهروب وهو يقول: بتلعبي عليا ياصبا.! ؟ اسبوع وانتي مجنناني

قالت وهي تعض علي شفتيها: اعمل اية طيب وانا حاسة انك بتحب شغلك اكتر مني

سالها بنعومه وهو يضغط بجسده فوق جسدها : تقومي تبعدي عني... وانتي عارفة ان بعدك بيجنني 

عادت لتعض علي شفتيها مجددا وهي تقول:اسفة.... اقترب منها محررا شفتيها ليتناولها بين شفتيه وهو يقول:لا لازم اعاقبك 

شهقت وهي تراه يخلع تيشرته ويلقيه باهمال ويعود لينحني فوقها مقبلا اياها بشغف وعنف يناسب شخصيته وهو يقول:اسبوع وانتي مجنناني... فتحت فمها لتعترض فالتهم شفتيها علي الفور مبتلعا اي حديث قد تقوله فالوقت ليس وقت كلام...... بدأت شفتاه تنزل لعنقها يطبع عليه قبلات صغيرة شغوفه فخفتت مقاومتها شيئا فشيئا حتي تلاشت نهائيا تاركه له المجال ليفعل بها مايريد فقد اشتاقت له اضعاف شوقه اليها.... 

بعد فترة استلقت صبا فوق صدره العاري تمرر عليه اناملها برقه وهي تبتسم بحبور لتجده يقول بهمس :صبا... حبيبتي متبعديش عني تاني 

دفنت وجهها في عنقه قائلة : انت اللي بتبعد عني يارعد

: ياروح قلبي غضب عني... الشغل الفترة كتير اوي.. 

قالت بعتاب : انت بتحب شغلك اكتر مني

هز راسه وطبع قبله

طويلة علي جبينها قائلا :صبا انا عمري ماحبيت ولا هحب حاجة ولاحد ادك 

رفعت عيناها نحوه بحب وهي تقول:بس انت بتبعد عني كتير 

مرر يده برفق علي ظهرها وهو يقول : حقك عليا ياروح قلبي 

نظرت لعيناه المحبه ليكمل:انا زمان قلت لنفسي اني مش هتجوز حد غيرك وحياتي مش هتكون غير ليكي.. انتي حياتي ياصبا

عانقته بحب واخفت وجهها في عنقه وهي تقول:وانت حياتي يارعد... انا مش عارفة ازاي ممكن اعيش من غيرك اوابعد عنك انا غبيه وبعاند نفسي قبل ماعاندك... كل مرة ببعد عنك بموت.انا بشكر ربنا انك صممت نتجوز حتي لو كان غصب عني عشان مكنتش عارفة ازاي كان ممكن اعيش من غيرك... رعد انا بحبك اوي 

شدد من لف ذراعيه حولها ليجيب بهيام:وانا بحبك اكتر ياقلب وروح وعقل رعد

طبعت قبله علي وجنته وهي تمتم بدلال : بجد يارعد

حرك رأسه الملاصق لها ثم قال بنبره مؤكدة مثيرة: طبعا ياقلب رعد

وفي لحظة اعتلاها ليقبلها مجددا بشغف وحب ليغرقها مجددا في بحر حبه. 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !