اسيري ( السابع عشر)

2


 الفصل السابق


تسارع في الاحداث.... بعد مرور شهر ...كانت ما تزال الشمس تشق طريقها للسماء وكان رعد مستيقظ ولكنه ظل مغمض عيناه مستمتع بنومها بين ذراعيه ورائحة شعرها العطرة تملا انفه تنهد لينعم بهذا الهدوء الداخلي الذي يجتاحه فقط بوجودها بجواره... ياله من حلم بعيد ظل سنوات يركض اليه ويسعي لتحقيقه حتي اصبح اليوم حقيقة ملموسة بين يديه.. المرأة الوحيدة التي احبها في حياته والتي وقع في غرامها منذ اللحظة الاولي التي رأها فيها اصبحت ملكه واخيرا.. ملكه بقلبها وعقلها وجسدها.. ضمها اليه اكثر وكأنه يتاكد بانه لايحلم فحركت عيناها ببطء ثم فتحتها حينما شعرت بشفتيه تضع قبله علي مقدمه شعرها 

انكمشت بين حضنه اكثر وهي تهمس :صباح الخير ياحبيبي 

داعب انفها وهو يقول.. حبيبي.. اية ده انا مش بحلم صح! ؟

هزت راسها وهي تقول بنعومه: لا ياحبيبي مش بتحلم... انا في حضنك بقالي اربع اسابيع

لاحت ابتسامة سعاده فوق شفتيه وقال ممازحا:انتي عداهم.. ؟!

أومات له وهي تتنهد بحرارة :باليوم والساعة.. انا عمري ماكنت سعيدة زي ما انا حاسة معاك 

رفعت نفسها قليلا ثم حاوطت عنقه بذراعيها وقبلت جانب شفتيه... رفع حاجبه بعدم تصديق فهي تجرأت وقبلته... لا ده احنا اتغيرنا اوي 

... اكتسي وجهها بالحمرة ودفنت راسها في عنقه  :انت رخم علي فكرة

رفع ذقنها ونظر في عينها وهو يقول;بس بحبك 

طبع قبله فوق جبينها وهو يضعها علي الوسادة ليعتدل جالسا وهو ينظر للساعة بهاتفهه قائلا : يااه الساعة بقت سته انا اتاخرت اوي 

اسرع بالنهوض لتقول باعتراض:.اتاخرت علي ايه 

.... خليك معايا يارعد انت بقالك كتير مشغول عني 

انحني فوق الفراش يستند بمرفقيه عليه يقترب منها ويقبل وجنتها بحنان ثم ينتقل لشفتيها يقبلها بنعومه قبل ان يبتعد: معلش ياروحي عندي تأمين مهم في الاسماعليه لمؤتمر لازم اطمن علي كل حاجه بنفسي وبعد كده هرجع علي الشركه عشان اقابل صاحب مجموعه الحديني...قبل وجنتيها وهو يقول : ادعيلي أخد عقد حراسته 

بالرغم من جبينها المقطب إلا أنها قالت : يارب ياحبيبي 

ابتسم لها برقة وداعب شعرها وهو يقول:حقك عليا ياحبيتي.. الفترة دي عندي شغل كتير مهم.  وتابع مؤكدا :بس هانت كلها الكام يوم دول واخلص من كل الكعبله دي بعدها هعوضك وهاخدك ونسافر شهر عسل طوويل 

لم تجيبه بل نظرت نحوه بلوم وعتاب فهو خلال الاسبوعين الاخرين وهو يسيتيقظ باكرا ويعود بعد منتصف الليل يأخذها بين ذراعيه يغدقها بحبه ثم ينام في احضانها وبالرغم من سعادتها الا ان ابتعاده عنها طوال اليوم يضايقها.. فالأمر لا يقتصر علي ممارسته للحب معها فقط...تحولت نظراتها لحب واشتياق وهي تقول مكررة برجاء :طيب رعد... خليك معايا شويه صغيرين نفطر وبعدين أخرج ....ده انا هعملك الفطار 

ابتسم لها قائلا : ياروحي متتعبيش نفسك 

قفزت من الفراش بحماس : مش هتعب خالص ....يلا البس وانزل اكون جهزت الفطار 

كانت الابتسامه الحالمه ما تزال فوق شفتيه وهو ينزل يعد أن انتهي من ارتداء ملابسه لتتسع ابتسامته وتتحول الي ضحكه علي تلك الفوضي التي أحدثتها وهي فقط تعد الافطار 

التفتت صبا إليه وضحكت هي الأخري قائله وهي تمسح يدها في المنشفه بعد أن فتحت تلك المياه بغزارة فوق اناء البيض الذي احترق : ينفع كده ....ده انا ست بيت فاشله 

ضحك رعد واشار إليها لتاتي إليه بينما أسرعت سميه تدخل الي المطبخ وهي تقول بارتباك : والله ياباشا قولت للهانم انا هجهز الفطار بس هي صممت

اوما لها برفق ؛ عارف ياسميه ..يلا جهزي ليا قهوتي بسرعه 

أومات لتعقد صبا حاجبيها : انت مش هتفطر 

هز رأسه قائلا وهو يحيط كتفها بذراعيه : لا يا حبيتي مش هلحق 

نظرت له برجاء من عيونها ليداعب وجنتيها قائلا : متحاوليش مش هستسلم قدام عنيكي الحلوين دول...عندي شغل مهم 

ابتسمت بضيق ليضمها لصدره قائلا: كام ساعة بالكتير واكون هنا

....... ; مش عاوز امشي وانتي زعلانه

هزت راسها وهي تقول بابتسامه :مش زعلانه

قبل وجنتها قائلا : يلا اطلعي كملي نوم لسه بدري 

... انحني عليها ليهمس في اذنها بنعومة وشغف :علشان عاوزك في كلام مهم اوي لما ارجع 

لفت ذراعيها حول عنقه فبادلها العناق وهو يكمل:اتفقنا.. يلا بقي وريني ضحكتك الحلوة قبل ماامشي... وقوليلي هتوحشني 

اتسعت ابتسامتها ليقبلها برقة قبل ان يذهب لتتنهد صبا بابتسامه وهي تتمني له التوفيق 

......


دخل رعد الشركة بعد عودته من الاسماعليه وتوجهه نحو مكتب جاسر قائلا :ها اية الاخبار؟ مرعي الحديني وصل 

قال جاسر بترقب وهو ينظر لساعته  :المفروض يوصل دلوقتي  

خلع رعد سترتة والقاها علي المقعد وهو يقول:خلي ندي تبعتلي قهوة 

أمسك جاسر بهاتفه محدث السكرتيرة:ندي ابعتي اتنين قهوة علي مكتبي 

جلس رعد يدخت سيجارته بترقب لوصول مالك الشركة التي ستعقد معه عقد تأمين منشأته بملايين  

..بعد قليل دخل أحد العمال يحمل القهوة ليقول رعد وهو يأخذها منه : .شكرا يا محسن 

بعد قليل وصل الرجل المرتقب لتطول جلسته برفقه رعد وجاسر والمحامي الخاص بالشركه وكذلك محامي الرجل ليدلك رعد عنقه بارهاق بعد طول جلسته ليعتدل واقفا ويصافح الرجل الذي انصرف ليحتضنه جاسر قائلا بسعاده 

:مبروووك يارعد ..

فيما اتسعت ابتسامة رعد قائلا :الحمد لله 

اوما رعد لجاسر قائلا :كلم الحسابات شهر مكافاه لكل الناس اللي شغاله معانا 

التقط سترته ووقف يرتديها فقال جاسر بسرعه:علي فين 

:مروح

نظر جاسر لساعته بدهشة: دلوقتي؟ 

اوما له بابتسامة:اااه ...صبا هتخنقني لو مرجعتش بدري 

غمز له جاسر قائلا ; مش تقول ياعم انكم اتصالحتو 

قهقهة رعد وهو يقول:واقولك لية ان شاء الله هاخد اذنك عشان اصالح مراتي 

هز جاسر رأسه ممازحا :اه.. صحيح انا بتاع المشاكل بس.. انما الدلع معرفش عنه حاجه 

وكزه رعد في كتفه : لا طبعا ياسيدي بس انت شايف اننا مطحونين شغل ازاي 

دلف فريد في تلك اللحظة وهو يقول ببشاشه:الف مبرووك يارعد 

احتضنه وهو يقول:الله يبارك فيك ياعمي... 

:انا مش قلتلك اطمن العقد ليك 

الحمد الله 

ربت علي كتفه وهو  يقول;عن اذنك ياعمي انا هروح 

رفع حاجبه بدهشة قائلا :انت مروح دلوقتي؟ 

ضحك جاسر بخبث وهو يقول:مش لوحدي اللي مستغرب 

نظر له رعد بغيظ وهو يقول: معلش ياعمي انا محتاج ارتاح شوية 

لم يفهم فريد سبب ضحكة جاسر وهو يقول:روح ياحبيبي ارتاح 

اخذ هاتفه ومفاتيحة ليغادر ولكنه وجد ندي السكرتيرة تهاتفه:في ايه ياندي؟ 

;رؤوف بيه المسيري في انتظار حضرتك

قطب جبينه وتبدلت ملامحه للغضب وهو يقول:جاي

نظر له فريد باندهاش فهو لايعرف ماضي رؤؤف فالبنسبة له مجرد سياسي ورجل أعمال ولذلك يستغرب من بغض رعد الواضح له.... ورعد لم يخبره باعمال الاخر المشبوهه لانه سيضطر لاخباره بشان كنان الحريري ولايعرف ماستكون رده فعله تجاه زواجه من صبا ابنته.. وبالتاكيد سياخذ موقف من هنا زوجه ابنه لذلك ادعي هو وجاسر انهم لايتفقون معه في الاعمال فقط..! 


دخل رجل في الخمسون من عمرة ذو شعيرات بيضاء ووجهه حازم... تقدم باتجاه مكتب رعد الذي رمقه بنظرات الكراهية فور دخوله مكتبه فيما قابله رؤوف ببرود في نظراته القاتمه 

قال دون ان يحيه: رؤوف بيه ياتري اية سبب الزيارة 

قال الرجل ببرود :مش تقولي اتفضل يارعد بيه... فين اصول الضيافة

قال رعد بتهكم:وهو سيادتك ضيف.. انا مفتكرش اني عزمتك تكون ضيفي ...انت جاي من غير سبب 

جلس رؤوف باريحيه علي المقعد المقابل لرعد وقال:حيث كدة نتكلم بصراحة... اشار له رعد وهو يداعب القلم بين اصابعه:سامعك

نظر الرجل الي رعد قائلا :انا عرفت انك بتراقبني... قلت اجيلك بنفسي واعرف اسبابك 

ابتسامه بارده ماكرة ارتسمت علي شفاه رعد الذي قال بهدوء :اعتقد انك عارف اسبابي كويس والا مكنتش جيت 

قال رؤوف بحزم: لا معرفش ليك اسباب ....انا رجل أعمال ليا اسمي وسمعتي وانت مبقتش ضابط عشان تراقبني

اعتدل واقفا وضرب طرف مكتب رعد باحتدام وهو يتابع بتهديد :  احسنلك ابعد عني يارعد باشا ومتدخلش في اللي مالكش فيه انت مش قدي... اللي كان يخصك في الموضوع خلاص انتهي والبنت واخدتها وخلصنا ... وبدله الظابط انت قلعتها من زمان فمفيش داعي تفضل عايش في دور راعي الامن ده كتير 

كان رعد يطالعه بنظرات هادئة باردة حتي انتهي ثم قال: معتقدش ان وضعك يسمحلك انك تهددني بااللي اعرفه عن شغلك القديم مع الحريري 

قال رؤوف بغضب:ابعد عن سكتي يارعد احسنلك 

قال رعد بسخريه :احسنلي... نظر إليه ثم اضاف بتحذير :رعد المنشاوي مبيتهددش يارؤوف يامسيري 

هتف رؤوف بحنق من بين أسنانه : انا مش بهدد بس يارعد...نظر إلي رعد وتابع بتهديد :  ابقي افتح بوقك بكلمه عن اللي تعرفه يارعد ....احتدت نظرات رعد من تهديد رؤوف له والذي تابع بثقه لصمت رعد الآن كما صمت سابقا : انا لو وقعت مش هقع لوحدي لا دا البلد كلها هتعرف تاريخ ابو حرمك المصون كنان بيه... واردف وهو يشدد علي كلماته : ومش بس كدة لا... ده انا هقول ان بنته كانت شريكة معانا وانت عارف انها كانت بتشتغل معانا يعني امضتها علي مليون ورقه اقدر بيهم اوديها في داهيه ...

اندفع رعد تجاهه بغضب وانقض عليه يمسكه من من تلابيبه مزمجرا : لو قربت ناحيه مراتي همحيك انت وعيلتك من علي وش الأرض 

ابعد رؤوف يده عنه وهو يقول بثبات : اكيد هتعمل كده وانا وقتها مش هسكت وهخلص علي عمك واي حد له علاقه بيك ...وجايز اخلص عليك انت شخصيا ومش هنخلص ...انت هترد وانا هرد 

نظر إليه واحتدت نظراته وهو يتابع بعقلانيه : 

بلاش نتحدي بعض احسن يارعد.. هتبقي مجزرة 

هتف رعد باحتدام :يبقي تاخدها من قصيرها وتبطل شغلك الو** ده لان دي الحاجه الوحيده اللي هتخليني ابعد عن طريقك وانسي اللي عرفته زمان 

زفر ؤروف بغضب وغادر المكتب صافقا الباب خلفه 

ليرتمي رعد علي مقعده وسفك ربطه عنقه بحنق وهو يفكر في كلام ذلك المجرم الذي كان لابد أن يكون مكانه بالسجن لولا صمته...تلك الغلطه التي اقترفها من أجلها وصمت عن أعمال ابيها المشبوهه واكتفي بتحذيره وإفشال صفقه تلو الأخري له والان هل سيصمت أيضا ...هز رأسه ورفع سماعه هاتفه : سلطان 

تحدث مع رجاله ليتأكد أنهم لا يغفلون عن مراقبه روؤف فهو لن يسمح له مجددا بأن ينفذ من يد العداله ولكن تلك المره سيكون أكثر حذرا من ان يعرف رؤوف بهذا ليظهر له أنه بالفعل قد انتهي من مراقبته ويفسح له المجال لعله يغلط غلطه تمكن رعد من وضعه في قبضته 

....

نظرت صبا في ساعتها لتجدها تجاوزت العاشرة فأخذت تزرع الغرفة ذهابا وايابا بغضب فهاهو لم يعد وكلامه الصباح عن عودته باكرا كان فقط ليسكتها. ..أما بالنسبة لرعد فبعد ذهاب روؤف وقد انقلب كل شيء من سعادته لحصوله علي العقد لقمه الغضب من لقاءه مع هذا الفاسد المتبجح. ..ولذلك بقي جالس مع جاسر 

الذي التفت إليه قائلا :انت متأكد يارعد من الحرب اللي انت داخلها 

لا ينكر خوفه من القادم خاصه بعد تهديد رؤوف له بصبا وعمه ليقول بحيرة :عندك حل تانية؟

صمت جاسر ليقول رعد باستنكار :جاسر انت عاوزنا نسيبه ونسكت 

هز جاسر رأسه قائلا :مش بالضبط ... نبلغ عنه وهما يتصرفوا 

هز رعد كتفه : هيطلع منها لو مفيش دليل وعشان كده انا عاوز دليل يكون بعيد عن الورق اللي معايا واللي يورط كنان معاه 

نظر إلي جاسر وتابع :انت خايف ياجاسر 

هز كتفه قائلا :مش علي نفسي ... علي هنا زي ما انت خايف علي صبا 

قال باستنكار :مش هنعرف نحميهم ياجاسر ولااية

هز جاسر رأسه :لا طبعا ..نعرف ...بس مش عارف هنخسر اية في  الحرب دي .. لو نفذ تهديده وجاب اسم ابوهم ومش هيجيب اسمه بس وانت عارف ....رؤوف هيشيل كنان الليله كلها عشان يطلع منها 

زم شفتيه بغضب فهو يعرف أن تهديد رؤوف حتي لو مجرد تشويه لسمعه أبيهم سيكسرهم 

تنهد رعد بغضب وهو يقول : وعشان كده هجيب عليه دليل جديد  ومش هرتاح الا لما اعمل كده 

...

......

نظر في ساعته بغضب فقد خلف بوعده لها بالعودة باكرا ثم ركن سيارته في المكان المخصص له ونزل منها ليصعد الي الغرفة وبداخله يتمني الا تكون غاضبه فهو ليس بمزاج يسمح له بغضبها منه فهو مرهق ولايريد سوي اخذها بين ذراعيه والاستسلام للنوم 

فتح الباب بهدوء ليجدها جالسة تعبث بريموت التلفاز ...مساء الخير ياحبيتي قالها بهدوء ..اشاحت بوجهها عنه وتجاهلته عيناها المشتعلة بالغضب

خلع سترته والقاها علي المقعد

ثم توجهه الي جوارها يداعب وجنتيها بحنان 

: الجميل مكشر ليه 

نظرت إليه بطرف عيناها بحنق ليتنهد رعد قائلا بارهاق : ممكن ياحياتي تخلي سميه تطلع لينا العشا هنا علي مااخد دوش 

أومات ليتجه للاستحمام.... يزيل به إرهاق اليوم مما اغاظها اكثر وظنته لايبالي بغضبها منه بينما هو اراد الاسترخاء لحظات بعد يومه المشحون.. خرج وبيده المنشفه يجفف بها شعره الفاحم وتناول بسرعة شورت اسود ارتداه ثم توجهه ناحيتها قائلا : مش هتاكلي ؟

هزت راسها ليترك رعد الطعام ويتجه ليجلس بجوارها علي طرف الفراش قائلا بنعومه وهو يقترب منها:وحشتيني 

أبعدت وجهها عنه فاقترب منها أكثر واحاطها بذراعيه قائلا :متزعليش مني ..

لم تجيب عليه فاردف ..طيب مش هتقوليلي مبروووك ..انا همضي العقد بكرة  

نظرت اليه وقالت :مبروك 

أمسك ذقنها برفق واقترب من شفتيها وهو يقول:مبروووك حاف

أبعدت وجهها عنه فقطب جبينه من فعلتها وتنهد بقوة وهو  يحاول أن يتمسك بهدوءه:صبا حبيتي محصلش حاجة لكل ده   قولتلك مشغول 

استدارت بعيدا عنه وهي تقول:عاوزة انام 

اقترب منها حتي اصطدم صدره بظهرها وداعب خصلات شعرها وهو يهمس:وانا عاوزك ياروحي 

تمسكت بعنادها لتقول بغضب; رعد لو سمحت ابعد عاوزة انام

ارجع خصلات شعره الرطبه بضيق من تصرفاتها الصبيانية وتمنعها عنه ولكنه حسم الامر بثواني بأنه لن يغضب منها لذا لف ذراعه حولها وقربها منه وهو يقول:طيب تعالي نامي في حضني 

استشاطت غضبا ولاتعرف لماذا حينما اسجاب لرغبتها وتركها فهي فسرت تصرفه بانه لامبالاه... بينما هو لم يرد غصبها علي شئ ... ولكن عقلها ظل ينسج خيالات أنه لم يعد يبالي بها. 

قبل شعرها وشدد من احتضانها فيكفي انها بجانبه... انها تريده معها دائما وهو منشغل فلابأس بغضبها فهي لا تعرف شيء عما يعانيه .... نعم اغضبه تمنعها ولكن لينتظر 

ولكن هل سينتظر طويلا... ؟! 


....

....

استشاط رؤوف غضبا وهو يتحدث مع عزت مدير أعماله وكاتم اسراره:يعني اية مش موافقين؟ 

قال بلجلجة:يعني ياروؤف باشا ..بيقول تخلص موضوعك مع رعد المنشاوي وتبقي الدنيا امان تكون الصفقة من نصيبك 

:هو لعب عيال ولااية ...احنا مش اتفقنا

قال في محاولة لتهدءته: يا باشا ماهو أي قلق مش في مصلحتنا افرض برضه الشحنه اتمسكت زي اللي قبلها ....نظر إليه وتابع : انت ناسي سيادتك كام شحنه اتمسكت ايام كنان الحريري 

أزاح رؤوف بغضب كل شيء من علي مكتبه وهو يهتف بغضب :اتصرف ...اتصرف ياعزت انا الصفقة دي لو مخدتهاش هعلن افلاسي .. انا لازم اعمل اي حاجه عشان اعوض خسارتي والا مصيري هيكون زي كنان 

أوما عزت قائلا  :حاضر حاضر يا باشا هحاول معاه بس اديني فرصة 

صمت لحظة ثم أكمل :وسيادتك شوف أي حاجة تبعد اللي اسمه رعد عن سكتنا 

نظر رؤوف أمامه بوعيد : قريب اوي هعمل كده 


.....

استيقظت صبا من نومها تشعر بثقل فوق صدرها لتفتح  عيناها المثقلة بالنعاس لتجد راسه مستكينه فوق صدرها بينما ذراعه تلفها بقوة تضم جسدها اليه وانفاسه الدافئة تلفح عنقها بنعومه وبطء.. تنهدت برقة وهي تلامس خصلات شعره باطراف اصابعها انها مازالت تشعر بالضيق منه ولكنها تحبه وهو لم يعد يهتم بها لقد تضايقت من تصرفها الطفولي معه امس فهي لم ترد الغضب منه هي فقط أرادته بجوارها. .. خفضت شفتيها تقبل شعره قبله طويلة اودعت بها كل مشاعرها وهي تفكر.. متي احبته كل هذا الحب؟ 

ازدادت ذراعيه في ضمها اليه ورفع راسه نحوها باعين نصف مغمضة ثم 

دفن وجهه في دفء عنقها يقبله بنعومه ورقة يتنقل من مكان لاخر حتي وصل لشفتيها وهو يهمس.. صباح الخير 

ارجعت خصلات شعرها المنسدله للخلف دون ان تقول شئ

فرفع ذقنها لتنظر اليه وهو يقول:حبيتي .. انا بس مضغوط في الشغل شوية استحمليني

عقدت ذراعيها علي صدرها وهي تقول بتزمر : رعد انت كل يوم بتخرج من الصبح ترجع بعد نص الليل انا المفروض اقعد اعمل اية طول اليوم انا حاسة بملل خصوصا اني مش بخرج خالص

صمت لحظة فما قالته صحيح ولكنه يريد رد مناسب ايضا فهو يعرف الي اين سيؤدي كلامها وهو لايريد صدام معها... لحظات وصدق حدثة حينما قالت : انا عاوزة أخرج  

مسح وجهه بيداه يحاول إخفاء عصبيته وهو يقول:صبا انتي عارفة طبعا اني مش هوافق تخرجي لوحدك من غيري 

نظرت إليه باستنكار شديد بينما بالتأكيد لن يدعها تخرج وحدها مع تهديد رؤوف :ومتوافقش لية ؟

هز كتفيه ودون إرادته خرجت نبرته عصبيه : من غير ليه... 

نظرت إلي عصبيته بدهشه ليتنهد وهو يهديء من غضبه قائلا بنبره هادئه  :حبيتي ممكن ناجل الكلام في الموضوع ده شوية...عندك البيت فيه كل اللي انتي عايزاه ولو عاوزة لبس اي حاجه اطىبيها توصل لعندك بس خروج من غيري بلاش علي الاقل اليومين دول 

نظرت له باستفهام وهي تعقد حاجبيها : ليه ...في ايه يارعد ..انت مخبي عليا حاجه ؟!

رفعت اليه عيناها وهي مقطبه جبينها ليهز رأسه ويتهرب منها قائلا : مفيش حاجه ياروحي ...انا بس اتاخرت ولازم انزل دلوقتي لماارجع نكمل كلامنا 

تنهدت بضيق فتحرك من امامها فهو لايريد المزيد من الشجار وبالتأكيد لن يتطرق لأي شيء خاص بالماضي معها فهي لن تفهم من كلماته إلا سمعه ابيها 

بعد قليل خرج من غرفة الملابس ووقف امام طاولة الزينة يهندم من ملابسة وشعره وينظر اليها من خلال المرأه ليجدها جالسه مكانها وعيناها تنفث النيران ليلتفت إليها قائلا : صبا ياروحي بطلي تكشير بقي  

هزت كتفيها وقالت بعتاب  : وهعمل اية يعني؟ ماهو هفضل قاعده زي كل يوم من غير مااعمل حاجة

اقترب منها بضع خطوات في محاولة منه لتلطيف الاجواء قائلا بحب : هقولك اعملي ايه 

امسك بيدها وقام بها من الفراش وهو يوقفها امامه ويحتضنها من الخلف مقربا ظهرها من صدره قائلا : شوفي بقي ياستي انتي هتنزلي تقعدي في الجنينه وتكلمي هنا تعدي عليكي تتغدوا سوا وبعد كده بليل تختاري قميص نوم حلو تلبسيه وتستنيني ...... ادارها نحوه وهو يمرر يده علي ظهرها بشغف ويتطلع لها بنظرات عاشقه ليحمر وجهها خجلا وهي تقول :رعد... انا بقولك زهقانه 

احاط خصرها بذراعيه قائلا:وانا اعمل اية ياقلب رعد ما انا بقولك ايه يضيع الزهق 

هزت راسها قائله : اولا هنا مش هينفع تعدي عليا لأنها تعبانه من الحمل وثانيا انا كل يوم يا بروح عندها يا هي بتجي عندي وانا برضه زهقانه 

نظرت له برجاء  :علي الاقل سيبني اروح النادي شويه 

قال بلهجه قاطعه :خروج لوحدك لا طبعا

هتفت بامتعاض :ليه هو انا في سجن... ولاانت مش واثق فيا

قال بعصبيه من تلك الكلمات  :صبا.. اية لازمة الكلام ده 

قالت بعصبية لم تقصدها  :لازمته انك مش شايف غير نفسك عاوز تخرج وتقضي يومك كله بره وترجع اخر اليوم تلاقيني مستنياك 

رد بغضب هو الاخر : وهو مش ده الطبيعي لاي ست 

رفعت إليه عيناها بعتاب :يعني هي دي لازمتي عندك 

مسح شعره بعصبيه وهو يقول :صبااا... بطلي شغل عيال 

اولته ظهرها وخرجت من الغرفة والدموع تترقرق في عيناها.. فهو لايقيم وزنا لمشاعرها بينما لا تدرك مقدار الحرب التي يعانيها 

زفر رعد بضيق وهو يفكر بالتاكيد اذا منعها من الخروج دون أن يخبرها أنه يخاف عليها ستظل تشعر بأنها سجينه وان أخبرها بسبب خوفه عليها سيعود الماضي ليقف بينهم وهو لا يحتمل أن يعيش بهذا الشجار طويلا بينما ايضا ان تركها تخرج سيفقد عقله من القلق عليها ... فحدث نفسه بانه لاباس من تركها لتخرج قليلا برفقه سلطان فهو سيحرسها جيدا  .. 

تنهد بهدوء وتوجهه ناحيتها وهي جالسة علي الاريكة مطرقة راسها للأسفل ليقول  :لو وافقت تخرجي هتبطلي التكشيرة دي

رفعت عيناها نحوه قائلة بلهفة :بجد 

هز كتفيه باستسلام قائلا :والله مانا عارف اثبت علي موقف معاكي كل مااقول حاجة ارجع فيها ومش بنفذها 

اتسعت ابتسامتها ولفت ذراعيها حول عنقه قائلة بدلال: انا كشريه

حاوطها بذراعيه قائلا:احلي كشريه شوفتها في حياتي 

قبل جانب شفتيها واكمل بهدوء : هتروحي النادي عمر هيوصلك وسلطان هيبقي معاكي 

طبع قبله علي راسها وهو يقول; ممكن اروح شغلي بقي طالما الدراما اللي انتي معيشاني فيها من الصبح خلصت 

احتضنته قائله:هتتاخر ؟! 

هز راسه نافيا وهو يقول: لما اشوف بقي هتكافئيني ازاي  لما ارجع 


انهت افطارها وارتدت ملابسها وتوجهت الي النادي برفقة سلطان الذي ظل يرافقها كظلها منذ خروجهم ولا تستطيع القول انه ضايقها بل بالعكس فقد كان من وقت لآخر يلقي بطرفه اثناء الطريق فعرفت لماذا يحبه رعد ومقرب له فهو بالرغم من هيئته الضخمه المرعبه الا انه شخص لطيف للغاية 

بقلم رونا فؤاد 

جلست صبا لاحدي الطاولات المطله علي حمام السباحة بعد ان انهت تمارينها الصباحية  لمدة قصيرة وقابلت البعض من اصدقاءها القدامي ولكنها لم تلحظ تلك العينان التي تنظر اليها بحقد من وقت لاخر وتلك الاعين البعيدة التي تراقبها وتتوعد لها... فقد جلست شاهي و رؤوف المسيري الي احد الطاولات.. قال رؤوف :عارفة ياشاهي لو قدرتي تعملي كدة فاللي تطلبية مني هنفذة 

قالت بنبره ناعمه  :يابيبي متقلقش... انت مش عاوزها تشك فيه.. هيحصل ! 

ضحك رؤوف وهو يقول : انا عارف انك قدها ياحبي بس بتاكد 

ارتشف من مشروبه وعاد لينظر تجاه صبا وهو يحدث نفسه :انت اللي جبته لنفسك يارعد

بعد برهه توقفت لتغادر فقد ملت كثيرا ولم يمر الوقت كما تخيلت قبل ان تأتي... فالتقت عيناها باعين رؤوف للحظات تسارعت خلالها دقات قلبها وعادت لتتذكر كلمات رعد انه كان شريك والدها في تلك الاعمال.. اشاحت بوجهها سريعا وتناولت حقيبتها وهي تقول لسلطان;خلينا نمشي 

عادت للمنزل واسرع سلطان لمحادثة رعد وابلاغة بانهم قد عادوا ليتنهد بارتياح اما هي فقد شعرت بضيق لرؤيتها لرؤوف... لقد كان من اعز اصدقاء والدها وباتت الان تفهم انها لم تكن مجرد صداقة... داهمتها ذكريات الماضي وجالت صورة والدها بخيالها.. مما جعل صدرها يضيق وفكرت كم هي بحاجته الان ليضمها ويشعرها بالامان. 

ظلت علي حالتها تلك طويلا لتشعر برعد اخيرا يدلف الي الغرفة ولم يتاخر ككل يوم... اسرعت نحوة وارتمت بين ذراعيه بينما كانت بالفعل بحاجه اليه بعد مداهمه ذكريات الماضي عقلها... نظر لها بدهشه حينما ارتمت بحضنه دون مقدمات لتقول :انت جيت بدري 

ربت علي ظهرها قائلا بحنان : عشان متزعليش

لفت ذراعها حول عنقه قائلة;طيب خلينا نتعشي سوا

اومأ لها وهو يقول :هاخد دوش واحصلك 

نزلت الدرج وقالت لسوسن;لو سمحتي حضري العشا 

;ثواني ويكون جاهز 

جلس في المقعد المجاور لها وهو ينظر نحوها ويشعر بان هناك خطب ما فهي تبدو شاردة وان اظهرت عكس ذلك.. مالك ياحبيتي حد ضايقك النهاردة 

هزت راسها نفيا:لا خالص 

;سلطان قالي متاخرتوش 

;اه يعني لعبت شوية رياضة ورجعت علي طول 

ربت علي خدها قائلا ; المهم انك مبسوطة

: اه جدا 

: طيب طالما اتبسطتي... تقدري كل يوم تروحي تغيري جو لغاية بس ماخلص الشغل ده ونبقي نسافر شهر العسل اللي وعدتك بيه 

ابتسمت له : مرسي ياحبيبي 

بعد قليل انتهوا من تناول العشاء فقال رعد بهدوء:حبيتي هخلص شوية شغل واحصلك.. اتفقنا 

اومأت له وهي تقول:انا هقعد في الجنينه شوية 

: طيب ممكن تخلي سميه تعملي قهوة وتجيبهالي علي المكتب  

:حاضر 


دخل رعد مكتبه واخرج تلك الرقاقة التي اخذها من سامي.. احد الرجال الذين جندهم لتنصت علي مكالمات رؤوف المسيري.. وضعها بهاتفه واستمع لها ثم اخرجها وضعها باحد ادراج مكتبه وغادر لغرفتهم ليجدها غافية.. شعرت به يستلقي بجوارها ويقترب منها ليأخذها بين ذراعية ثم يستسلم للنوم بعد قليل ... فتحت عينها حينما شعرت بانتظام انفاسه ونظرت للسقف بشروود... انها بحاجة له وهو منشغل دائما.. كم يضايقها هذا الامر وتساءلت هل توقف عن حبها حينما اصبحت ملكه.. فهو لم ينشغل عنها سابقا فدائما كانت هي اولوياته فلماذا يتغير الان... عمل عقلها كثيرا لتتوصل بأنه قد فقد اهتمامه بها لانه حصل عليها اخيراا.. 

نظرت لملامحه الوسيمه وهو نائم بجوارها وتنهدت بغيظ منه فلماذا هو عنيد لهذا الحد... الايستطيع منحها القليل من وقته..؟ 

غلبها النعاس وهي غارقة بافكارها التي تكالبت عليها بسبب الفراغ ليس أكثر 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم 

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !