المتملك والشرسه ( الثاني والعشرون )

1


 احتضنتها شهيرة بحب وهي تقول... وحشتيني يازينه... كدة متسأليش عني طول المدة دي..غص حلقها وهي تتابع : مش كفاية عاصم.. 

قالت زينه بصوت متحشرج وقد غص حلقها هي الاخري فمهما حاولت إظهار الامبالاة والارتياح لابتعاده الا انها اشتاقت له كثيرا... . معلش ياطنط..

أمسكت شهيرة  يدها تدخلها قائلة... اية رايك في البيت الجديد

تلفتت زينه حولها لذلك الذي كان شئ اخر قدمه عاصم لها فقد عرف انها لم تحب يوما المنزل السابق ليجهز لها ذلك المنزل النابض بالالون والذي يشبهها كثيرا.. لاتنكر انها شعرت بارتياح من اول ماوطأت قدماها ذلك المنزل المريح والذي تشجعت خطواتها علي الدخول إليه عكس المنزل السابق الذي يعج بتلك الذكريات السيئه التي جاهدت لدفنها عميقا بعقلها بينما ابتعاده طوال تلك المدة جعل نيران غضبها تهدأ وتسمح لنيران أخري بالتوهج وهي نيران الاشتياق له 

أمسكت شهيرة يدها قائلة بسعادة جارفه لهذا الخبر الذي زفه هشام لها بعد أن افاضت له زينه بهذا السر الذي عرفته قبل يضعه أسابيع وقد أخذت برأيه العقلاني الا تخفي حملها عن عاصم أو شهيرة وبهدوء وحكمه كان يدفعها لأخذ ميزة حدوث شيء كهذا في هذا الوقت تحديدا وكأنها إشارة لها أن النهايه لم يعد لها مكان بينما بدايه جديده تلوح في الأفق برابط يجمعهم سويا مجددا :  عاوزين نختار ديكور أوضة البيبي سوا...

هزت راسها لتربت شهيرة علي يدها...تعالي اطلعي ارتاحي...

جلست زينه علي الفراش لتتنهد باشتياق.... لقد مر شهران لم تراه ولم تسمع صوته....انها سمعته تلك الليلة حينما تحدث مع والدته ... سمعته ولم تجرؤ علي ايقافة ظنا منها انها لن تسامحه ولكنها بعد ان غاب كل تلك المدة شعرت بكل الغضب تجاهه يختفي تدريجيا ويحل محله فراغ... فراغ كبير لايملئه الا هو... ربما كرامتها لاتقبل مافعله ولكن قلبها الذي يعشقه يلتمس له العذر ويسامحه.... ارتسمت علي شفتيها ابتسامه باهته.. فهو يحصل علي كل مايريد... لقد أراد طفل وحصل عليه...!!

لم تستطع وصف شعورها حينما علمت بهذا الخبر ظنت انها ستكره وجود شئ منه يكبر بداخلها خاصه بعد ماحدث منه لتجد انه سلواها في بعده عنها ليسد فراغ روحها بعد مغادرته... لماذا اختار الطريق الصعب بالابتعاد .. لماذا لم يطلب منها مسامحته ويصر عليها ... لماذا لم يجبرها علي مسامحته كما اعتاد... فاي شئ اهون عليها من قلبها الذي يتمزق يوميا بدونه.....

نظرت لتلك الأوراق امامها بتشتت بينما لا تشعر بشئ من نفسها السابقه فقد اختفي شغفها... احساسها لم يعد كالسابق فقد كانت قوية متمردة والان ضعيفة هشه... اعزت الأمر انها هرمونات الحمل ربما جعلتها تشعر بهذا الحزن والحساسية اغلب الوقت 

ولكنها اكيده انها تفتقده...

تركت الملف من يدها وخرجت لتجلس في تلك الشرفة التي امتلأت بالورود التي تعشقها.....!!

نظر اليها غير مصدق انه رآها بعد تلك المدة ليتوقف الزمن للحظة حينما أطلت من الشرفة ووقعت عيناه عليها...

شعر بالثناء علي نفسه لتفكيره الذي اهتداه لجعل هشام يقنعها بعودتها الي المنزل حيث عاد هو الآخر ليمكث في منزل مقابل لها ليتواجد بجوارها دون أن تشعر... خاصة حينما علم بحملها..!

لقد كان يائسا كارها لنفسه لما تسبب لها به ألم حتي تلك الليلة التي اتصل فيها برامز يتابع سير العمل ليخبره بأن والدته ليست بخير ليتصل بها علي الفور... عاصم حبيبي انت فين انا هموت من القلق عليك

قال بجمود.. انا كويس ياماما...

: مش هترجع ياعاصم.

: شوية ياماما

فاجأته شهيرة بهذا الخبر الذي إطار عقله ومليء قلبه بالسعاده : زينه حامل..!!

لم يصدق اذناه وظن ان والدته تخبره بتلك الكذبة ليعود لتؤكد له شهيرة :  لا ياعاصم والله زينه حامل... حتي اسال هشام ....ارجع بقي... هي هتسامحك.. انا شوفت في عينها اد اية هي فرحانه انها حامل.. هي محتاجاك جنبها يابني...

عمل عقله سريعا لجعل هشام يساعده بعودتها خاصة حينما علم انها عادت لبيتها القديم بعد ان اقسم له انه لن يضايقها فكل مايريده هو الاطمئنان عليها ليوافق هشام علي اقناعها 

بعد عدة ايام علمت ماحدث لسهيلة لتشفق عليها فربما اذتها ولكنها اذت نفسها اكثر...!! 

طال البعد وحان وقت العوده ليدخل الشركة بخطاه الواثقة وقد عادت اليه هالته التي طالما احاطت به... اسرع جميع الموظفين يرحبون بعودته :  حمد الله على السلامة يا عاصم

بيه 

اومأ لهم متابع طريقه لمكتبه لتقوم داليا ترحب به بابتسامه واسعه... حمد الله على السلامة يا عاصم بيه

:الله يسلمك يا داليا..

دخل لمكتبه الذي افتقده كثيرا بنشاط لايعرف سببه.. لايعرف سوي انه استيقظ صباحا وشعر بأنه يكفي ابتعاد...!

يكفي عقاب... مقررا بأنه سيعود... سيعود وينظر لعيانها التي طالما افتقدها ويطلب منها مسامحته... نعم هذا قراره ومايريد وهو يحصل دائما علي مايريد...! ربما دافع صغير هو ماحركه.... ربما تلك الصورة الصغيرة التي ارته لها والدته... انها صورة السونار والتي تظهر ابنه....

اخرج الصورة من جيب سترته لينظر لها ويبتسم ببلاهه.. فهي مجرد نقطة سوداء صغيرة ولكنها بالنسبة له العالم ...

منذ اسبوع أخبر هشام وشهيرة بسره وبمكوثه بالمنزل المقابل وطلب منهم عدم أخبارها حتي لا تعاند وتترك المنزل وبالطبع نفذوا رغبته... خاصة وانهم بعد علمهم بحمل زينه وأصبحوا يتمنوا عودتهم...لتفاجئه والدته امس حينما أخبرت زينه بانها ذاهبه لمقابله مها لتتوجه لابنها وتريه صوره الجنين التي احتفظت بها بعد أن ذهبت مع زينه لمراجعه الطبيب 


جلس معه رامز يخبره بسير العمل أثناء غيابه لينظر في ساعته بين اللحظة والاخري... اخيرا لاحظ رامز قلقه...انت مستني حد؟

: زينه مجتش لية

: مدام زينه جت و من بدري في الموقع

هب واقفا.. انت بتقول اية... ؟

هز كتفه بتلقائية... وفيها اية؟.. هشام في اسكندرية النهاردة وهي حبت تشوف الشغل ماشي ازاي فراحت مع شريف...

صاح غاضبا.... وانت لازمتك اية لما هي تنزل بنفسها... 

حاول تهدئته... ماانت عارف مراتك دماغها ناشفة ازي... 

عزم الذهاب اليها وقد ضاعت كل خططه في مصالحتها ليريد قتلها في تلك اللحظة وهي تعلم جيدا انه منعها من ذلك قبلا.... ولكن قبل أن يتحرك كانت خطوتها تسبقه وهي تدخل الي المكتب دون أن تدري بعودته 

تسمرت مكانها حينما فتحت باب المكتب لتقابل عيناها التي اشتاقتهم... هل عاد..؟ .و. اخيرا!! 

ظلا لحظة يتبادلان النظرات بلا نهاية قبل ان تستعيد ثباتها قائلة ببطء.. عاصم 

هدرت الدماء في عروقه حينما سمع اسمه من بين شفاها ليرتبك لسانه ولايستطيع النطق.. فقد عادت شرسته من جديد...!! 

لقد لمعت عيناها من جديد... عيناها التي انهارت انهار صفاءها مره اخري... حمحم رامز ووجد انه ليس له مكان بتلك النظرات الدائرة بينهما ليغادر... 

توجهه عاصم تجاهها ليقول دون تفكير باندفاع طبع متأصل به : كنتي فين يازينه..؟ 

رفعت اليه عيناها التي اتسعت من سؤالة... هل غاب تلك الاشهر ليعود ويسالها أين كانت... اين اسفه واعتذاره وتوسلاته لمسامحته... 

رددت ببلاهه :  نعم! 

قال بغضب... بقولك كنتي فين؟

حسنا لقد اغاظها وهو يتعامل وكأن شيئا لم يكن لترد بهجوم ؛  وانت مالك؟ 

رفع حاجبه وهو يصر اسنانه بغيظ من ردها  .. مالي اني جوزك ياهانم ولانسيتي .. 

لقد اثار حنقها فمازال عاصم المتغطرس المغرور لتقول لاستفزازه.. كويس بقي  انك رجعت عشان تطلقني ...

عاد ليجلس علي مكتبه قائلا بهدوء مستفز :  مفيش طلاق 

لفت ذراعها حول صدرها... مين قال كدة 

: انا...

نظرت له بحنق واستدارت لتغادر ليقول... استني 

التفتت له.. عاوز اية ؟

: اقعدي 

: مرتاحة كدة 

قام من مقعده في لحظة متوجهه نحوها قائلا :.. قلت اقعدي.. 

جلست متأفافاه لترتسم ابتسامه علي ثغره فكم اشتاق مجادلتها التي تدفعه  للجنون.. ربما تخفي مشاعرها ببراعه ولكنه سعيد بعودتها للجدال معه.. اذن هناك امل.! 

قال بهدوء... انتي نزلتي الموقع ليه وعارفة ان ده بيضايقني.. 

نظرت له.. وهو انت كنت موجود عشان تضايق. 

قال بمكر... وانتي كنتي عاوزاني اكون موجود.. 

ارتبكت لتقول بنبرة حانقه تخفي بها مشاعرها :  مش فارق معايا وجودك من عدمه 

... هبت واقفة لتقول... عموما.. كويس انك رجعت عشان تستلم شركتك 

توقف امامها ناظرا اليها ليقول: مبقتش شركتي مش هشام بلغك اني كتبتهالك.. 

هزت كتفها... وانا مش عاوزاها... انا بس كنت بمشي الشغل لغايه ماترجع عشان هشام طلب مني كده 

صمتت لحظة لتقول بجديه...و لو فاكر انك بالشركة والفيلا هتخليني ارجعلك.. قاطعها وهو يقترب منها اكثر قائلا بتسلية.. . وهو انا قلتلك ارجعي... 

دفعته بغيظ لتغادر بخطوات غاضبه ولكنه امسك ذراعها يوقفها... لتهتف بعصبيه : عاوز اية؟ 

: اهدي... العصبيه مش كويسة للحمل 

نظرت له... اااه عشان كدة رجعت...

تطلع اليها يريد أخبارها انه عاد من أجلها... نعم سعد بمعرفته بحملها ولكنها السبب الوحيد لسعادته... نعم تشجع لوجود رابط بينهم سيجعلها تفكر قبل أن تصر علي الانفصال ولكن تلك الخطوة كان سياخذها بكل الاحوال بعد أن قتله الابتعاد عنها لينظر لها ويختصر كل الأحاديث بكلماته 

: بصي بقي يازينه...من غير لف ودوران... انا عارفك كويس وعارف اني لو اعتذرتلك لبكرة الصبح مش هتقبلي اعتذاري وانتي برضه عرفاني كويس..وعارفة انك مهما هتعملي مش هطلقك..فنقصر الطريق علي بعض..

. اه انا عارف ان اللي عملته مش سهل تنسيه وعارف اني غلطت في حقك وجرحتك..وانا حاولت ابعد عشان مضايقيكش بس مقدرتش وانتي دلوقتي حامل في ابني يعني خلاص مفيش بعد ولا طلاق و انسي انك تخلصي مني أو اني أخرج من حياتك اللي هي كل حياتي ... احنا ممكن نوصل لأي اتفاق الا الطلاق... انا مستعد انفذ كل شروطك وطلباتك عشان تسامحيني طالما أنك هتنفذي طلباتي.. .. وهو طلب واحد مش اكتر.. تنسي موضوع الطلاق ده خالص..! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم وتوقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !