اسيري ( الفصل الخامس عشر )

4


 

كان قد ابتعد عنها خطوات تتزايد منه بأصرار رافضا سماع أي صوت لدقات قلبه الذي ينتحب بداخله لهذا الفراق الذي يخبره عقله أنه النهايه الوحيده التي كان يجب أن تكون ....فلا سبيل له برفقتها ...رفضت حبه وكان عليه قبول رفضها من اول ما نطقت به وإلا يسمح لقلبه بالركض وراء امال زائفه انتهت به متحطما علي صخره الواقع ....بعيون زائغه كانت صبا تنظر في أثره الذي يبتعد بينما تمر امامها سنوات طويله لم يتوقف فيها عن تقديم حبه لها يفترشه حرفيا اسفل قدمها ...سنوات طويله وهو من يتقدم وهي الواقفه بالمنتصف لا تدرك في أي اتجاه تخطو وقد وقف ابيها باتجاه وحب هذا الرجل بالاتجاه الاخر المعاكس له ....سنوات لم تتخذ قرار في حياتها من اجل سعادتها ....كل قرار أخذته كان من أجل ارضاء ابيها دون أن تهتم أن كانت ستشعر هي بالرضي ام لا ...والان حانت لحظه الاختيار ....!

لحظه منحها لها القدر ولن تتكرر ...تلك المره عليها هي أن تختار وتقرر ... بصوت مهزوز ولكنه حمل إصرار كانت تنطق باسمه : رعد !

لم يتوقف ولم يلتفت بينما أخبر نفسه أنه صوت امل زائف لن يخدعه 

مجددا نادت باسمه وهي تستعذب استجماع شجاعتها لأخذ قرار ....فهي تخطو خطواتها الاولي وعليها أن تكون شجاعه مصره أن تخطوها لذا امتزج صوت نداءها لاسمه بصوت تلك الخطوات التي سارت بها تجاهه 

مع ثاني نداء توقف مكانه والتفت إليها ببطء ليجدها تسير باتجاهه .... مع كل خطوه كانت تتأكد أنها في الطريق الصحيح فليست تلك النهايه. ..!

تسارعت خطواتها تلحق به وهي توقفه : رعد استني 

نظر رعد إليها لتقف امامه وتنظر نحوه  بحواس متخدره  نظر نحوها ولكنه استجمع كل قوته الا تؤثر بها تلك النظرات التي تخبره أن هناك امل 

قطب جبينه قائلا :صبا... في حاجة ؟

ظلت واقفه أمامه لحظات تائهة بانظارها بين غياهب هيئتة الكامله.. فهي لم تري في حياتها رجلا مثله.. احبها وسخر المستحيل ليصل اليها رغم كل الظروف... احبها وتقبل منها كل شئ.. جرحته كثيرا ولاتعرف هل سيتقبل شفاء منها ام لا ... لم تمهل نفسها لحظة للتفكير فقد اضاعت سنوات بالبعد فنظرت إليه والقت بأول اعتراف لها  : رعد انا مش بكرهك...! 

تسمر مكانه للحظات غير مصدق ماهمست به للتو والذي أضاء شعله امل بداخله رفض تصديقها 

اقتربت منه خطوة أخري ورفعت عيناها تتطلع إليه برجاء أن تفهم ما تريد قوله والذي لاتعرف كيفيه التعبير عنه بكلمات لا تسعفها 

حاول ان لايتجاوب لقربها الشديد منه ويظل علي موقفه فأدركت هذا لذلك لم تمهله الفرصه فقد اعتزمت القيام بتلك الخطوة ليجدها تنظر إليه ولاتعطي له فرصة للابتعاد او الرفض فقد حان الوقت لتبدأ هي بالتقرب منه لتهمس له برجاء : متبعدش عني .... انا مش بكرهك يارعد ....انا بحبك .!

وقف رعد مكانه كالصنم بينما كان هذا اكثر من احتماله فهاهو حلمه يتحقق وهي امامه بل وتهمس له حبها.. تعالت دقات قلبه تطالبه بضمها له لكن عقله ابي التصديق فظل متجمد مكانه قلبه يصارع عقله الذي يتمسك بمقاومته... 

تنهد بقوة يحاول ابتلاع لعابه بينما شعر بدقات قلبه تتعالي بقوة وانفاسه تخرج من صدره بصعوبه لايستطيع التحدث فهمست صبا بندم :انا عارفة اني جرحتك كتير وان ليك كل الحق انك تسيبني بعد كل اللي حصل.. ليك حق تشوف اني مستاهلش حبك ولا تصدقني بعد ما هربت منك ... تنهدت وتابعت : بس كان غصب عني.... مكنتش عارفه اعمل ايه .... مكنتش فاهمه انك كنت بتحاول تحميني .... رعد ممكن تديني فرصة ....لمعت عيونها بالدموع وغص حلقها وهي تطلب منه : ادي حياتنا فرصه تانيه ....اديني فرصه اعرف الحقيقه كلها عشان اخد قرار يخص حياتي لأول مرة 

نظر إليها مطولا بينما هو مثلها تماما يستصعب أخذ القرار لينظر في عيناها ويقول  بألم : مش هستحمل جرح تاني منك ياصبا ....خلينا نبعد احسن 

ارتدت كلماته بصدرها ومزقت قلبها لكل هذا الالم في نبرته لتهز راسها وتقول بصوت متهدج  :عمري ماهجرحك تاني...!

قبل أن ينطق بكلمه كانت تتابع بمشاعر جارفه : انا كمان اتجرحت منك كتير بس وقت ما قولت انك هتسيبني حسيت أن وجع فراقنا اكبر بكتير من اي وجع عيشناه ....أمسكت بذراعه ورفعت عيونها إليه قائله برجاء : خلينا ننسي اللي فات ونبدا من اول وجديد 

....عرفني الحقيقه وبعدها اوعدني انك عمرك ماهتجرحني و لا تجيب سيرة بابا تاني 

مرت ثواني هي كانت فقط قوة مقاومته لينتصر قلبه ويجد يده لااراديا ترتفع لتلتف حول خصرها فيضمها اليه بقوة شديدة وكانه يمحي بها شوقه لها طوال سنوات... ابتعد بوجهه عنها بعد حين لكنه لم يفك حصار ذراعيه حولها يسالها بريبه فمازال غير مصدق كل ما حدث بتلك اللحظات ليسألها بصوت متلهف : ايه اللي اتغير وغيرك كدة .؟ 

رفعت اليه عيناها بحزن: قولتلك حسيت أن وجع فراقنا اكبر من اي وجع عيشناه 

رد بتحشرج وصوت مرتعش فهو قد وصل للحافة ولايستطيع الاستمرار في تجاهل دقات قلبه أكثر : الحقيقه كانت اللي قولتها ليكي ....امسك وجهها بين يديه وقال بحنان ورفق بها من تكرار صدمتها في ابيها : انسي كل اللي فات ومتسأليش عنه ... نظر في عيونها وتابع : ثقي فيا وخلينا نبدا من جديد وننسي كل اللي فات  

هزت راسها وانسابت دمعه من عيونها بينما تقول بإصرار :  هنسي كل حاجة وهبدأ معاك من دلوقتي ...!

عادت خطواتها مجددا ولكن تلك المره كانت برفقه خطواته بينما كانت دقات قلبه تتراقص بين جنبات صدره مع كل خطوة .... توقف لدي الباب ليلتفت لها ويسألها : صبا 

نظرت إليه ليقول : مش هتبعدي عني تاني 

هزت راسها وبدأت الابتسامه تشق طريقها الي ملامحها بينما كان كطفل صغير غير مستوعب أنه واخيرا حقق حلمه : يعني انتي موافقه نفضل متجوزين 

هزت راسها وبدأت الحمره تزحف الي وجنتيها حينما سألها رعد : يعني من اللحظه دي هتكوني مراتي وليا ومفيش حاجه هتبعدنا عن بعض 

هزت صبا راسها دون قول شيء بينما نطق وجهها بالكثير لينظر لها ويؤكد علي كلماته : وعد 

هزت صبا رأسها قائله : وعد  

داعبت الابتسامه ثغره قبل أن يميل تجاهها ويحملها بين ذراعيه لتتسع عيون صبا وتضع يدها علي صدره توقفه : رعد بتعمل ايه ؟

تابع سيره بها بينما يقول بنبره عابثه : ولا اي حاجه .... هنفذ وعدنا لبعض 

اندفعت الحمره الي وجهها من مغزي كلماته لتقول بارتباك وخجل : رعد ...نزلني 

هز رأسه واتجهت خطواته الي الدرج بينما يقول بولهه : انسي يا حبيتي ده انا مستني اللحظه دي من سنين 

سرت الحراره بكامل جسدها المحمول بين ذراعيه لتغرق بخجلها بينما مال رعد لينزلها برفق ما أن دخل بها الي الغرفه لتبتلع صبا رمقها ببطء ولا تتجرأ علي رفع عيونها تجاهه ليمد رعد أنامله برفق ويرفع ذقنها تجاهه لتنظر اليه هامسا بعشق : بتبعدي عنيكي عني ليه ..؟!

لم تسعفها الكلمات بينما هدرت تلك الدماء الحارة بعروقها والهبت وجهها نارا ليبتسم رعد وتتقافز دقات قلبه المشتاق سنوات بداخل صدره ليقترب منها الخطوة الفاصله بينهم ومازال يمسك بطرف ذقنها بين أنامله ليرفع وجهها اليه اكثر فتتقابل عيناه التي غمرها الاشتياق  والتمني بعيناها ليخرج صوتها متقطعا وهي تقول بخجل شديد ما أن شعرت بانفاسه تلامس بشرتها : رع.. د... استني

مرر انامله برقة علي وجنتها واقترب منها اكثر ليقول بمشاعر وهو يتطلع الي عيونها  : مش قادر استني اكتر من كده 

نظرت له بعيون غلقها الخجل وهو يقترب ببطء ليلامس شفتيها بهدوء دون ان يقبلها وهو يهمس ; عاوزاني ابعد 

هزت راسها بشده فقد خافت ان يفهم خجلها بانه رفض له لتقول بتعليم وهي تغمض عيناها وتعض علي طرف شفتيها بخجل  : مش عاوزاك تبعد... بس متقربش كدة... قصدي يعني خليك جنبي بس.. يعني زي مااحنا 

ارتفعت ابتسامة خبيثة علي جانب فمه فهو ادرك تماما مقصدها ولكنه يريد رؤيه خجلها الذي يقتله ويزيد رغبته فيها لتفتح صبا عيناها حينما لم تسمع منه اجابه وتقول سريعا تفسر موقفها الخجول منه  : قصدي يعني اديني فرصة اصل احنا اتجوزنا بسرعه.... قاطعها باستنكار مرح ; ايييييه .. بسرعة !! 

افلتت من بين شفتيها ضحكه رنانه حينما نطق بتلك الكلمات المستنكرة ليقول رعد بنفس التذمر :بسرعه يا مفتريه ... علي اساس انك مش بقالك سنين معذباني... لم تستطع منع ضحكتها الساحرة وهي تقول بدلال  : وانا عملتلك حاجة ....

تفاجئت به يتراجع خطوة للخلف و يخلع سترته ثم يعود ليقترب منها وهو يقول بعبث :وانا مش عاوزك تعملي... غمز لها بشقاوة وهو يقول:انا اللي هعمل 

شهقت حينما أحاط خصرها بذراعيه وانحني نحو شفتيها مقبلها بنعومة اذابتها فورا برغم محاولتها لمقاومة غزوه لمشاعرها واحاسيسها... اغمضت عيناها في محاولة لدفع خجلها بعيدا لتحاول الاستمتاع بتلك المشاعر التي بدأت  تاخذها لعالم اخر.. حلق رعد في السماء بينما لم يتخيل أنه بلحظه سيحقق حلمه وتكون بين ذراعيه راغبه في قربه بل وتبادله مشاعره ....بدأت شفتاه تتعمق في التهام شفتيها بينما يداه احتوت جسدها بين ذراعيه يحتضنها باشتياق شديد اذاب صبا حرفيا لتنساق خطواتها مع خطواته بينما يتراجع بها تجاه الفراش الوثير ....

تحركت يداه مستكشفة زوايا جسدها برغبه وتمني فتحركت اسفله تحاول ان تتملص منه ولكنها لم تدري بانها اشعلت النيران به اكثر ليهمس لها بكلمات الحب والغزل وهو يقبلها بنعومه لتغمض صبا عيونها وهي تستمع لهمسه الذي حمل مشاعر جارفه : انتي مش متخيله انا بقالي سنين بتمني اللحظة دي 

نطق كلماته الاخيره بشغف ثم عاد ليدفن رأسه بعنقها يقبلها بقوة ولهفه يقتل شوقه لها بقبلاته الولهه جعلتها تستسلم لعاطفتها ومشاعرها التي اججها بحبه لتسلم له واخيرا كل حصونها دون لحظة ندم واحدة... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !