المتملك والشرسه ( الفصل الواحد والعشرون )

4


 

دخل عاصم مكتبه بخطوات بطيئة.... وعقله يكاد يتوقف عن العمل فقد انصدم بحقيقة مافعله بها بعد مؤامرة  كانت فيها هي الضحيه... ضحيه له ولسوء طبعه وحياته التي اقحمها بها دون ذنب لتتحمل كل تلك الاذية منه... صاح بغضب شرس وهو يحطم كل مافوق مكتبه :..انا تلعب بيا بنت ال... كل ده وانا مغفل مش فاهم حاجة... بسببها اخسر الوحيدة اللي حبيتها.... بسببها كسرتها بحقارتي.... وفي الاخر اطلع انا اللي معرفتش احميها انك توصليلها.... .

حدث نفسه بحسرة وهو يفكر في زينه ويسأل نفسه بضياع : هعمل اية معاها؟ هعوضها ازاي.. هبتدي منين...هشرح ايه و هبرر بأية 

انا حيوان مش هقدر ابص في عينها تاني....

عادل ليفكر بسهيله ويقول متوعدا... مش هرحمك

تناول هاتفه وعبث به ليقول بلهجه امرة... عاوزك تجيبلي اللي اسمها سهيلة من تحت طقاطيق الأرض... 

:امرك ياباشا 


طرقت شهيرة الباب وهي تقول برجاء 

; عاصم افتح الباب ارجوك... تجاهلها لتتحدث والدته برجاء مجددا : عاصم عشان خاطري افتح الباب ...

بعد لحظات فتح الباب لتتوجع امه من مظهره فيما وقف منكس الراس واضعا يده بجيوبه ولكن ليس بغطرسته المعهوده.. قالت شهيرة بهدوء : تعالي ياعاصم نتكلم شوية 

هز راسه.. مش عاوز اتكلم في حاجة

قالت برجاء وقلبها يتمزق من أجله : انت عرفت الحقيقه الحمد لله في الوقت المناسب 

قال بتهكم مرير .... بعد اية ؟؟ بعد ما كنت عاجز اني احمي مراتي منها... حاولت تقتلها وخلتني اكسرها بالطريقة دي وانا نايم علي وداني....زمجر بحنق وهو يتابع : مش هرحمها 

هزت شهيرة رأسها برجاء : لا ..عشان خاطري 

ياعاصم متضيعش نفسك عشان واحدة زي دي... المهم انك عرفت حقيقتها

نظر إلي والدته التي ربتت علي كتفه بحنان وترجته بعيونها التي تعكس فيها شعورها بألمه ولكنها لاتريده ان يندفع ويفعل شئ يندم عليه مع سهيلة...

لتقول في محاولة منها لكسب بعض الوقت ليهديء : سيبك منها و اطلع لزينه... هي عرفت الحقيقة وهتعذرك

هز راسه فهو يعرف جيدا انها لن تسامحة.. لتردف امه بثقه: زينه بتحبك ياعاصم... وهتقدر موقفك ...اكيد هتقدر انك اتخانقت معاها غصب عنك 

ترك امه ليسير بخطوات بطيئه داخل مكتبه مرة اخري مغلق الباب خلفه دون قول شئ بينما عج عقله بتلك الاصوات الغاضبه فليته كان فقط تشاجر معها أو حتي تطاول عليها ....أنه فعل أفعال وحشيه بها ...استقوي عليها بجبروت ...قهرها وحطم كرامتها ....اخذها بالقوة ليثبت لها أنه الوحيد الذي يمتلكها ....تشعشع الندم بملامحه وهو يهز رأسه بخجل يقتله من مجرد الاعتراف بكل أخطاءه 

............

ظلت شهيرة جالسة مع زينه الي ان نامت ولم تحاول التحدث معها في شئ فقط ربتت علي كتفها بحنان الي ان غفت...!! 

.............

بينما عاصم لم يكن ليهدا ولو لحظه قبل أخذ ثأره من تلك الحيه 

أوقف سيارته لدي ذلك المكان المهجور حيث احتجز رجاله سهيلة التي ركضت تجاهه ما أن رأته تقول بخوف بينما ظنت أن فريد الجنيدي هو من اختطفها : عاصم ....الحمد لله ...انا كنت هموت من الخوف ....شوفت رجالتك عملوا فيا اية 

صرخت بعنف حينما صفعها عاصم بقوة ما أن وقف أمامها لتبكي سهيله هاتفه به بصدمه وهي تضع يدها علي وجنتها : عاصم أنت بتضربني 

امسكها من شعرها بقوة كادت تخلعه من جذوره

ليقول وهو يضغط علي أسنانه بغل : ده انا هقتلك يا كلبه 

ابتلعت سهيله بخوف لتحاول التراجع حينما رأت تلك النظره المرعبه بعيناه : انتي تعملي كل ده من ورا ضهري ...ده انا هخلص عليكي 

حاولت التراجع خطوة للخلف وهي تهز راسها بضياع بينما تتوجس من اي حقيقه بالضبط عن أفعالها قد اكتشفها لتقول بخوف : انا معملتش حاجه ...انا عملت ايه ؟!

امسك عاصم بشعرها مجددا وسدد لها صفعه قويه هاتفه : انتي لسه هتكذبي ....البت الخدامه قالت علي كل حاجه ...

قبل أن تتنهد سهيله بارتياح أنه قد عرفت فقط جزء من الحقيقه كانت تصرخ بألم حينما صفعها عاصم مجددا بقوة أدمت وجهها لتتوسله وهي تحاول تفادي بطش يداه : انا عملت كدة عشان بحبك ياعاصم... انا محبتش حد في حياتي قدك ....كنت عاوزاك تطلقها وترجع ليا 

دفعها بازدراء صارخا بقوة .. اخرسي... 

صاحت ببكاء هستيري... لامش هخرس... انا هقولك علي كل حاجه ....اتجننت لما لقيتك اتجوزت غيري ....اتجننت لما حبيتها وانا لا ....نظرت له وهتفت بجنون : 

انت لية مبتحبتبيش زيها... فيها اية زيادة عني... لية تحبها كل الحب ده وانا لا.... ازداد بكاءها الهستيري وهي تردد... انا عملت كل ده عشانك... انا اللي المفروض ابقي حامل مش هي... انا اللي حلمت باللحظة دي وكذبت وزورت التحاليل... بس كنت عارفة اني هجيبلك الولد اول ماترجعلي

اتسعت عيناه لاعترافها بتزوير حملها بلحظه اندفاع منها وقبل ان يتحدث تعجب من طريقتها الغير طبيعيه وبكاءها الذي تحول لضحك هستيري...انا مسمحاك خلاص ياعاصم... وموافقة ارجعلك واجيبلك الولد اللي نفسك فيه... هي مش بتحبك ادي... انا اللي بحبك.. انا اللي فضلت سنين اجري وراك... انا مرات عاصم السيوفي مش هي.... انا حبيتك اكتر من اي حاجة في الدنيا خططت كل ده عشانك... انت لازم ترجعلي... تعالت ضحكاتها وانسابت دموعها في ان واحد ليقطب جبينه يحاول تبين تلك الحالة التي وصلت لها أن كانت تخدعه ام انها بالفعل فقدت عقلها.... اجري اتصالا هاتفيا بعدها وصل هؤلاء المسعفون من احدي المصحات العقليه لاخذها لتظل تهذي... قولو لعاصم اني انا اللي بحبه مش هي .. هي انا مش هسيبك لغيري ياعاصم ... انا مراتك وبس

ابعدوا عني ....انا مرات عاصم السيوفي مش هي ..

وقف مع رجاله ينظرون اليها بعدم تصديق فهل تلك نهايتها..!!. 

.........

...........

لم تكن زينه تفكر في خطوتها التاليه فهي بالفعل اتخذتها بل وتاخرت كثيرا بل كانت فقط تستجمع قواها الخائرة بعد كل ما مر عليها لتمر عليها ساعه بعد أن استيقظت من تلك الغفوة التي نالت منها بسبب وهن جسدها .... ارتدت ملابسها لتغمض عيناها بألم شديد غلف ملامحها ما أن لامست تلك الكدمات علي جسدها لتنهمر دموع القهر والانكسار من عيونها بصمت وهي تتابع ارتداء ملابسها ..... خفق قلبها حينما انفتح باب الغرفه وسبقته رائحته الي أنفها لتعرف أنه هو دون أن تلتفت .....توجع قلبه وهو يري حقيبتها الموضوعه علي الارض بينما كانت ترتدي حذاءها ....لم ترفع زينه وجهها ما أن شعرت بعودته بل تابعت ما تفعله بالرغم من ارتجافه أناملها وهي تعقد رباط حذاءها .... خائفه نعم لا تنكر ولكن ليس من بطشه الذي نال منها بل خائفه من نفسها ومن قلبها الخائن الذي سيستمع الي طلب سماح تتوقعه منه بل وتتوقع رجاء قلبها الخائن لن يخذله لذا حاولت بقوة اغماض عيونها وهي تدفع بذكريات تلك الساعات الي مخيلتها بكل ما عاشته فيها من قهر واهانه منه لتنعش قلبها بالمزيد من ذلك الشعور المتولد بداخلها بكراهيه هذا الرجل ..... خانته خطواته المتردده وهو يتجه ناحيتها بينما وقف لحظات طويله خلفها لا يدرك ماذا يقول. .. فقط واقف يتطلع إليها بحسرة فقدان عزيز 

اعتزلت واقفه بعد أن أنهت ربط حذاءها لتبعد عيونها عن النظر إليه وتمد يداها لتحمل تلك الحقيبه التي سبقتها يداه إليها لتلامس يداها وهو ينطق اسمها بلوعه : زينه ....متسبنيش 

وهل يتجرء علي نطق تلك الكلمه ....ااااه كم استنكر قلبها ودق بوجع يماثل وجعه فهي متاكده أنه يحبها ولكنها لا تستطيع ابدا اكمال حياه معه بعد كل ما حدث ....

قال بصوت معذب : زينه ....زينه انا مش عارف اقول ايه ولا عندي كلام ابرر بيه كل اللي عملته ....انا طمعان انك تسامحيني وتلمسي ليا عذر ولو بسيط ....غصب عني يا زينه من كتر ما بحبك اتجننت لما فكرت انك مش عاوزة تخلفي مني ...اتوجعت اوي وخدتني الكرامه وعملت اللي عملته ....انا مش ببرر اللي عملته وعارف اني غلطان ....

اخيرا تجرأ ليرفع عيناه لتقابل عيونها بلهفه ليري رد فعلها علي كلامه بعد أن استمعت له بصمت لينظر لها بنظرات امتزج فيها الاسف والندم مع الرجاء : عشان خاطري يا زينه اعذريني وقدري أن أي راجل مكاني كان هيتجنن لما يعرف حاجه زي دي 

حقا غبيه وحمقاء أنها وقفت تستمع كان هذا رد فعلها الأولي ولكنها استمعت الي النهايه وعكس ما توقع لم تثور أو تغضب أو تهدد بل ظلت واقفه مكانها بصمت وعيناها تقول الف كلمه اكتفت منها ببضع كلمات حملت جديه العالم : عندك حق ...أي راجل مكانك كان ممكن يعمل كده 

نظر لها لحظه بأمل مات بنفس لحظه ميلاده حينما تابعت بصوت مملوء بالعزم والإصرار : واي واحده مكاني مستحيل تقبل اللي عملته 

نظر لها برجاء معذب لتنظر له زينه بصلابه تناقض اهتزاز دقات قلبها الملتاع: لو سمحت ياعاصم لو عاوزني اسامحك خلينا ننفصل 

هز رأسه برجاء : لا يا زينه 

هزت راسها بإصرار : مش هينفع ....غص حلقها وهي تتابع : مش هينفع اكمل معاك ....مستحيل ابقي علي ذمتك لحظه تانيه بعد اللي عملته ....طلقني ياعاصم 

غص حلقه بقوة ليمسك بذراعها برفق ويقول برجاء : لا يا زينه بلاش تقسي عليا اوي كده 

...انا عمري ماحبيت حد ادك يازينه  وكمان عمري مااذيت حد زي مااذيتك... انا ظلمتك كتير من اول ماشوفتك ودخلتك حياتي وفرضتها عليكي. حبيت املكك بس مكنتش اعرف اني هكسرك اوي كدة....سامحيني يا زينه 

وبلاش الطلاق ....خليني اعوضك بأي طريقه الا انك تبعدي عني 

نظرات عيناها الصامته أخبرته أن لا أمل ليتجه سريعا يتوقف أمامها ما أن تحركت بضع خطوات بإصرار أن تغادر ليقول وهو يبلتع لعابه برضوخ : طيب حاضر يا زينه ...هنفذ اللي انتي عايزاه 

نظرت له ليخفض عيناه قائلا برضوخ : هنزل اطلب المأذون 

............

.....


جلس عاصم امام البحر الذي لم يرافقه غيره في الأيام الماضيه لايدري الي متي سيظل مبتعدا... الي متي سيلازمه هذا الألم؟ الي متي سيظل لايراها... فمنذ تلك الليلة التي ابتعد فيها بعد أن اوهمها أنه سينفذ طلبها ولكنه غادر بلا رجعه وهو يسأل نفسه تلك الأسئلة... هل سامحته؟ هل افتقدته كما فعل هو من اول لحظة بعد...؟ 

شهران كاملان بالكاد يستطيع النوم يتمني فقط لو يراها لو يخبرها بمقدار حبه وافتقاده لها... ولكن كيف له ان يخبرها بشئ كيف له ان يتطلع لوجهها بعد ان ظلمها بتلك الطريقة....!!! 

...... عودة لتلك الليلة..!! 

بقلق شديد تحركت شهيرة ذهابا وإيابا بعد أن انتصف الليل ولم يعد عاصم ....لتنظر الي زينه التي نهش القلق داخلها هي الأخري 

واخيرا أجاب علي هاتفه لتقول شهيرة بلهفه : عاصم أنت فين ياابني انا موتت من القلق عليك 

توجعت زينه وهي تستمع الي نبرته المنكسرة : انا كويس بس مش هرجع ياماما ...

عقدت شهيرة حاجبيها بقلق : ليه ياعاصم 

قال بنبره منكسرة : عشان رجوعي معناه اني أطلقها .....

نظرت شهيرة الي زينه لتفتح مكبر الصوت فيختم عاصم كلماته : قولي لزينه اني مقدرش ابعد عنها .

........

Back 

كانت زينه جالسة في الشرفة تنظر لتكسر تلك الأمواج علي الشاطئ الكبير الممتد امامها لتعود للداخل بعد سماع رنين جرس الباب الذي لايتوقف.... نظرت لوجهه هشام الملتاع... اية يازينه موتت من القلق عليكي مش بتردي علي التليفون لية 

قالت بعدم اكتراث.. مش سامعاه 

قال بجديه : انا وقفت معاكي لما حبيتي تسيبي البيت وترجعي شقتك تاني لغاية ماتهدي بس خلاص يازينه كفاية كدة لازم ترجعي بيتك 

: ارجوك ياهشام سيبني براحتي... انا كدة مرتاحة 

بقلم رونا فؤاد 

: لا طبعا مش هسيبك يازينه... انا مش مطمن وانتي قاعده لوحدك... صمت لحظة ليتذكر مكالمه عاصم له قبل ان يختفي... خلي بالك منها هي وماما ياهشام.... انا كتبت عقود الشركة الجديدة باسمها هي السبب في الصفقة دي اصلا وهي اللي تستاهلها... رجعها زي ماكانت قبل ماتشوفني... خليها تشتغل و تنجح يمكن تنسي اللي عملته فيها... 

عاد هشام من شرودة...قائلا بهدوء :  زينه عاصم سايبك امانه عندي وانا لازم اكون قد الامانه... مينفعش اسيبك لوحدك... ارجعي بيتك وخليني انا وشهيرة معاكي...... أخبرها بتلك المكالمه لتكون اول خبر يصل اليها عنه بعد اختفاءه تلك الليلة..... 

لتقول.. انا مش عاوزة حاجة... 

: خلاص يبقي لما يرجع تقوليلوا كدة.. إنما دلوقتي مينفعش تسيبي الشغل متعطل والصفقة اللي كان بيحلم بيها تضيع من ايده. 

هزت راسها فهي لم يعد لديها رغبه بفعل شئ سوي الجلوس شاردة طوال اليوم وهشام ادراك هذا ليحاول دفعها للخروج من تلك الحالة بالانغماس في العمل... 

: زينه.... عاصم اتدمر بما فيه الكفاية حرام كل اللي بناه هو وابوه يتهد... 

: هشام مانت بتابع كل حاجة 

: محتاجك معايا يازينه..... صمت لحظة ثم نظر نحوها... لو مش عشان عاصم... يبقي عشان ابنه..!! 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

4 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. جميل بجد تسلمي رونا🌹

    ردحذف
  2. عاصم انانى اووووووى
    وجبان جدااااااا
    التغيرات الجديده خلتها حاجه تانبه
    تسلم ايدك
    هو عمر ابنهم الكبير

    ردحذف
  3. روووووووووووعه روووووووووووعه تسلم ايدك

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !