اسيري ( الرابع والعشرين)

3




 اقترب منها ببطء وهو يقول: كنتي بتقولي اية بقي.. ؟

قطبت صبا جبينها ومازالت تتطلع إليه بتوجس لينظر لها رعد ويتابع بفحيح :  ممم... قولتي انك هتمشي و تسيبيلي بيتي.. وانك مش مراتي ومتحمكش في تصرفاتك...... ازدردت ريقها بصعوبة وجلست تنظر نحوه مترقبه ليكمل بحده : برضه بتهدديني تاني

ازداد غضبه. وتعالي صوته:. انتي اية مبتتعلميش ؟! انا مش قولتلك مبيتلويش دراعي

استجمعت غضبها منه لتقول: انا مبلويش دراع حد... وبعدين هو مش انا اخت هنا وبس... هي دي علاقتك بيا... يبقي هلوي دراعك لية 

..... قال بلهجة محذرة :صباااا 

دفعت الغطاء بعيدا ووقفت في مواجهته قائلة : نعم. يارعد عاوز اية ؟

ظل صامت ينظر نحوها لتكمل : عاوز اية تاني؟ مش كفاية بقي اللي عملته فيا طول الشهور دي عشان غلطة صغيرة.

صاح بحدة : صغيرة.!! .. انك تكدبيني وتصدقي عدوي صغيرة... تصدقي رؤوف اللي حذرتك منه الف مرة من غير حتي ماتسأليني صغيرة ...! ؟ تصدقي اني ممكن أقرب لواحده زي شاهي صغيرة... انك تهدديني يااطلقك ياتموتي ابني صغيرة؟! تنهد بقوة واكمل بعصبية: انتي عمرك ماهتتغيري.. رعد وحش ياصبا ابعدي عنه. حاضر يابابا... رعد بيهددني بسببك ياصبا.. رعد كداب وميستهلكيش طبعا صح 

مسح علي شعره ونظر نحوها ناظرا باسف ليكمل: انتي اسهلك كل مرة انك تصدقي اي حاجة عني وتهدي كل حاجة بدل ما تتعبي نفسك شوية وترجعيلي علي الاقل تسمعي أسبابي... 

لانت نبرتها قليلا وهي تقول: وانا اعترفت اني غلطت واندفعت من غير تفكير ليه بقي مصمم متسامحنيش ونرجع لبعض

اشاح بوجهه بعيدا متجنبا النظر اليها حتي لايفقد ثباته وهو يقول: خلاص ياصبا الموضوع انتهي... كل اللي بينا الولد مفيش داعي نتكلم في الماضي 

نظرت نحوه وقالت ببطء.. يعني اية؟.. مش هترجعني ؟!

رفعت اليه عيناها برجاء منتظره اي رد فعل منه ولكنه ظل صامت وطال صمته دليل علي عدم تراجعه في قراره... فتعالت أنفاسها الغاضبه فقد ذلت نفسها له كثيرا مطالبه بعودته لها وهو لايكترث لذا اهتاجت بشدة وقالت بغضب... انت فاكر نفسك مين عشان تذلني بالطريقة دي.... انت ولاحاجة وانا اللي مبقتش عاوزاك ومبسوطة اني خلصت منك ومن جريك ورايا سنين... 

ظل رعد علي وتيرته الجامدة وهو ينظر اليها تفرغ غضبها منه ويكبح غضبه من كلماتها لايريد تعنيفها ولا التطاول عليها لتكمل بتحدي : خلصت من بهدلتلك وحبسك وضربك ليا ولانسيت انك مديت ايدك عليا...انا هبقي احسن من غير واحد زيك اكيد اتعود ياخد كل حاجة حتي لو بالغصب انا بكرهك يارعد وعمري ماهنسي كل اللي عملته فيا الشهور دي وانا اللي مش هرجعلك 

لم يستطع السيطرة علي نفسه اكثر وهي ندمت أشد الندم علي نطقها بتلك الكلمات التي لم تعنيها هي فقط أرادت جرحه حينما أصر علي قراره 

ارتجفت حينما اقترب منها ليقبض علي فكها بقوة غاضب من لسانها السليط.. وحدق فيها بغيظ وهو يقول: احمدي ربنا انك حامل والا كان زماني قاطع لسانك الطويل ده 

تمسكت بسترته تلقائيا وكأنها تحتمي به من نفسه ليقول بغضب... كل اللي قولتيه ده مش فارق معايا ولانتي اصلا فارقة معايا.... كل اللي يهمني ابني

لمعت الدموع في مقلتيها متألمه من قبضته علي فكها ليتركها وينظر نحوها قائلا بقسوة ; الأربع شهور اللي فاضلينلك احسنلك ياصبا متحاولش تستفزيني تاني ولاتهدديني بابني اللي ممكن بمنتهي السهولة انا اللي احرمك منه لما تولدي... 

لاحت الصدمه في عيناها من تهديده لها بحرمانها من طفلها فظلت تبكي في صمت نادمة فهي من استفزته كعادتها ليقول بحدة : ده اخر تحذير ليكي... واتاكدي ان ملكيش خلاص حاجة تشفعلك عندي 

ترك يدها لتترنح للخلف وتنتفض علي صفقه للباب بعد مغادرته... 


قرابه الشهرين مروا منذ ذلك اليوم....حاولت الاعتياد علي ابتعاده عنها وبروده تجاهها انشغلت بأمور حملها وحاولت قدر المستطاع تجنب التفكير فيه فقد بات الأمر مرهقا لها... انه لم يعد يريدها. واضح لها هذا..... وليس هذا فقط بل امتلأت حياته بأخري...!! 

سالي..!؟ فلا يمر يوم الا وتري صور واخبار عن كليهما.. افتتاح المشفي.. مؤتمرات.. لقاءات.. في كل الصور سالي بجواره..!

تبتسم بثقة وكأن هذا مكانها الطبيعي بجواره.. ولما لا الايحق له ان يتزوج بأخري خاصة وقد أوضح لها نيته في عدم ردها... وهي لن تعود له بعد ان تخلي عنها فقد حاولت وهو من افشل محاولتها.. وكرامتها لن تسمح لها بالمحاولة مجددا.. ولكن قلبها المعلق به لايريد الإبتعاد ولايحتمله.... ؟! لماذا لا تستطيع الإبتعاد كما فعل..؟! 

تنهدت بحزن وهي تمسد علي عنق الحصان رعد الذي قرب رأسه نحوها وكأنه يشعر بحزنها.. فهو أيضا قد نسي فرسه وتخلي عنه مثلما فعل معها..

مدت يدها تجاهه تطعمه قطع السكر ليصهل بسعاده 

بعد قليل . دلفت سمية تجاهها وهي تقول: مش تطلعي ترتاحي شوية ياهانم 

هزت راسها وهي تقول : عاوزة اقعد مع رعد شوية ياسميه 

اومات لها قائلة. طيب زي ماتحبي.. هجهز الغدا علي ماحضرتك ترجعي 


وقفت هنا بجوار تخت الصغير تحركة ببطء لينام الصغير حينما دخل جاسر للغرفة قائلا وهو يحيط خصرها بذراعه من الخلف

:مساء الخير ياحبيتي 

همست له... شششش بس ياجاسر الولد بينام 

ادارها ناحيته وهو ينظر نحوها بولهه قائلا :وحشتيني. 

لفت ذراعها حلو عنقه وهي تقول:وانت كمان 

ابتسم لها وانحني ليقبلها فقد اشتاق اليها كثيرا.. ليتوقف قبل ان يلمسها فقد تعالي بكاء الصغير... انحنت هنا لتحمله وتهدهده ليقطب جاسر جبينه وهو يقول :هو مش بينام لية..؟ انا بقالي شهر مش عارف اقربلك 

قالت وهي تربت علي كتفه بدلال:معلش ياجسورة.. مش ابنك ده 

قال بحنق ; وهو عشان ابني ينكد عليا 

صمت بضع لحظات ينظر نحوها بتمني ليقول اخيرا: هاتيه.. 

ناولته له بعدم فهم لتقول حينما وجدته يسير خارج الغرفة... جاسر هتودي الولد فين! 

غمز لها بخبث: هوزعه واجيلك 

خرج وسط نظراتها المندهشة وهي تردد.. مجنون 

...... انتفض فريد من مكانه حينما سمع تلك الطرقات المتتاليه علي الباب ليتحرك ناحية الباب بقلق... جاسر.. في أية ؟ الولد كويس؟ 

قال مطمئنا... متقلقش يابابا... فريد كويس 

بس عاوزك..! 

فغر فاه فريد مستنكرا.. :عاوزني 

قال وهو يلقي الصغير عليه... اه يابابا قالي عاوز جدو 

قال فريد بمكر : بقي هو قالك كدة؟ 

قال جاسر ببراءه؛ اه حتي اسأله 

ضم فريد الطفل آلية وهو يقول ; لا واسأله لية... ماتقولي انك عاوز توزعه

غمز له جاسر وهو يقول: يافريد يافاهمني 

ابتسم له بحب وهو يقول:يلا روح تصبحوا علي خير.. متقلقش هيبقي معايا لغاية الصبح 

فتح الباب وقلبه يتهافت عليها ليجدها واقفة امامه تنظر اليه بتساؤل : فين فريد؟ 

القي بسترته علي الاريكة وهو يقول :مع بابا

:اونكل... حرام عليك ياجاسر كدة باباك مش هيعرف ينام... انا هروح اجيبه 

امسكها من ذراعها وقربها اليه قائلا :تروحي فين.. تعالي بس 

هتفت باعتراض..اونكل مش هيعرف يتصرف معاه

:سيدة هتساعده.. وبعدين هو مش عاوز يربيه علي الطرق الحديثة... انحني ليحملها وهو يقول بعبث: سيبه بقي يربيه وتعالي بقي اقولك موضوع مهم 

وكزته في كتفه قائلة بخجل ; مش هتتغير ابدا 

وضعها برفق علي الفراش وانحني ليلتقط شفتيها قائلا بخبث : واتغير لية... كدة احلي 

غابا في قبله طويلة اشتاق اليها منذ زمن....... 


بعد وقت ليس بقليل وضعت رأسها علي صدره العاري ومررت اصابعها عليه برفق وهي تقول; جاسر 

قال وهو يداعب خصلات شعرها.. مممم 

:هي اية حكاية سالي مع رعد.. هو مش هيرجع لصبا 

تنهد جاسر وطبع قبله علي راسها وهو يقول: انا مبقتش عارف هو بيفكر ازاي.. ولا عاوز اية؟.. 

أسندت راسها ونظرت اليه قائلة : واضح جدا أن سالي بترسم عليه.. دي مش بتفوت فرصة الا وتلمح أدام الناس أن في بينهم حاجة 

قطب جبينه قائلا : بس معتقدش رعد في دماغه ألموضوع ده 

:طيب لية مش بيوقفها عند حدها 

:يمكن بيغيظ صبا 

زمت شفتيها قائلة : طيب ماتتكلم معاه.. عشان خاطري ياحبيبي صبا صعبانه عليا اوي اخر مرة رحتلها كانت دبلانه وحزينة وقالتلي انه قالها مفيش امل يرجع لها 

ربت علي شعرها بحنان قائلا: اكييد ياحبيتي انا وبابا مش ساكتين... 

وأن شاء الله يرجعوا لبعض... انا واثق ان رعد مش هيسبها تضيع من ايده واكيد هيرجعها قبل ماتولد


ذرع الغرفة ذهابا وايابا بغضب وهو يتحدث في هاتفه : هااا عملتوا اية.. جبتوه ؟ 

...سمع الطرف الآخر للحظة ثم عاد لقول:طيب انا جاي حالا

نظر الي جاسر قائلا : خلاص الرجالة جابت عزت يلا 

عرف رعد ان رؤوف قد تمكن من الهرب منذ يومان ..ليجعل رجاله تحضر عزت فهو بالتأكيد من سيوصله لرؤوف

سدد له الرجال اللكمات وقيدوه في انتظار مجيء رعد ..الذي دلف لتوه ليقول علام لارهاب عزت

:مش عاوز يتكلم يا باشا ... نخلص عليه 

اقترب منه رعد ..وسدد له لكمه قوية وهو يقول: مااحنا هنخلص عليه بس... نكرمه شوية يارجاله ولااية ؟

قال عزت بهلع وهو يري رعد يرفع اكمامه يتوعد : انا ماليش دعوة بحاجة ..

أشار علام لأحد الرجال الذي أمسك بأحد الأسلاك ليصدر شرزا وهو يقول:سيبهولنا شوية يارعد باشا ...اقترب بالسلك تجاه عزت وهو يكمل : ادينا بنتسلي

:صاح عزت بهلع :لا ..لا هتكلم هتكلم 

قال رعد .سامعك

هو بيتصل بيا بس ..اقترب علام بالسلك الذي يصدر شرزا ...ليكمل عزت بهلع ..هو ده اللي اعرفة. .صدقني يارعد بيه. .صدقني 

تعالي رنين هاتف عزت ...ليصمت الجميع فيما يقرب رعد الهاتف منه وهو يقول بتحذير :رد...ولو عملت اي حركة كدة ولا كدة هخلص عليك 

هو راسة مؤكدا ..حاضر حاضر 

وضع أحد الرجال المسدس تجاه رأسه بينما أمسك الهاتف وفتح مكبر الصوت . ...اية يازفت ساعة عشان ترد 

..اااسف يا باشا ...

:عملت اية .

قال عزت ببلاهه : في أية يابية 

:.رجالة سعيد خلصوا عليها ولالسة

جحظت عيناه وابتلع ريقه بصعوبه وهو يقول ...ها 

:ها ..اية... انت يازفت مش معايا ولااية... انا مش قايلك تخلص علي مراته النهارده 

القي رعد الهاتف من يده ليتحطم أشلاء وامسك عزت من رقبته قائلا بشراسة.. مرات مين اللي يخلص عليها

حاول عزت التحدث ولكن قبضه رعد القوية علي رقبته منعته... ليصيح بصوت جهوري: مراتي انا 

هز عزت رأسه في محاولة لالتقاط انفاسة ليذهل كل من بالغرفة فيما نطق... بعتلها رجاله علي المزرعة تخلص عليها 

بهت وجهه للحظة وشحبت ملامحه بمجرد سماعه لتلك الجمله... ليتحرك كالمجنون يحاول الاتصال بسلطان 

وهو يصيح بجاسر الذي اخذ يسدد اللكمات لعزت للاخباره بالمزيد... كل الرجالة تحصلني علي المزرعة.. بسرعة ياجاسر 

صعد في سيارته بمفرده بعد ان صرخ في سائقة لتركها له... لينطلق بها بجنون فيما اتبعه علام وباقي حراسته... واسرع جاسر بمكالمه باقي رجالهم للحاق به... 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !