( قراءه ممتعه... رونا فؤاد)
في ليله راس السنه بالإسكندرية عروس البحر المتوسط جادت الأمطار بقطراتها التي تساقطت من السماء بخفه مع اقتراب عام جديد بعد دقائق لتتلألأ انوارها كما تلألأت انوار ذلك المنزل المهيب كصاحبه ذو الملامح الجامده الذي كان جالس يتطلع الي ارتطام تلك القطرات بزجاج تلك النافذة الضخمه خلف مكتبه
قاطع ذلك الهدوء المحيط به صوت هذا الصغير ..... خالو...
نظر الي هذا الصغير ذو الخمس سنوات الذي فتح باب الغرفه وركض اليه ليقوم من مقعده الجلدي الوثير يحمله قائلا يجبين مقطب : ادم..... اية اللي مصحيك لغايه دلوقتي
فرك الصغير عيناه الناعسه وقبل ان يقول شئ كانت تلك الفتاه العشرينيه تدخل ركضا الي الغرفه بأنفاس لاهثه ووجه هربت دماءه ماان فتحت عيونها ووجدت ان الصغير خرج من غرفته بهذا الوقت لتركض الاسفل وقبل ان تستطيع اللحاق به كان يدخل الي عرين الأسد والذي يتمثل بغرفه عثمان الباشا ذلك الوحش المخيف الذي يجعل كل من بالمنزل يرتجفون فقط بنظره من عيناه الثاقبه لأقل خطأ وهاهي ارتكبت خطأ و غفلت عن ابن اخته ادم ذو الخمس سنوات....!
ارتجفت اوصالها ماان تقابلت عيناها بتلك النظرات الثاقبة لهذا الرجل الذي يهابه الجميع و الذي هو عكس تمام اخته الصغيرة ندي والتي هي امرأه شابه لطيفه وأخيه عمار ذلك الشاب اللطيف ذو العشرون عاما
قال بنبرة جامده ; اية اللي منزل ادم من اوضته في وقت زي ده
قالت بتعلثم ; اسفه ياعثمان بيه لازم صحي يدور علي ندي هانم..... غفلني و نزل لحضرتك ..... قاطعها باشارة من يده وهو يقول : اظن وظيفتك هنا أن عينك متغفلش عنه
اومات له ليكمل بتحذير ; لو غفلتي عنه مرة تانيه اعتبري اخر يوم ليكي في البيت
هزت راسها وهي تخفض عيناها عن نظراته المخيفه : حاضر
نظر الي الطفل المتعلق بعنقه ليقول بعتاب لطيف : اخر مرة ياباشا تنزل من سريرك في وقت زي ده
قال الطفل بصوت ناعس : مامي فين.. ؟
داعب خصلات شعرت بحنان قائلا : عندها مشوار مهم
قال الطفل باستفهام : مشوار ايه...؟
ابتسم لهذا الصغير الذي يعتبر الوحيد الذي يستطيع استجواب عثمان الباشا
ليقول : بابي وصل وبتجيبه من المطار
قال الطفل بحماس : جاب ليا الهديه اللي طلبتها
اومأ له قائلا : طبعا
نظر الي خاله قائلا : وانت جبت ليا الهديه اللي طلبتها كمان
اومأ له قائلا : طبعا.... لو نمت دلوقتي هتصحي الصبح تلاقي كل الهدايا اللي طلبتها جنب سريرك
قال الطفل بانصياع : حاضر
أشار لتلك الفتاه لتتقدم منه وهو ينحني يوقف الطفل علي قدميه قائلا : خديه اوضته وعينك متغفلش عنه
اومات بانصياع وسرعان ماكانت تخرج من الغرفه تتنفس الصعداء وتسرع للاعلي حيث غرفه الصغير لتضعه في فراشه وتطلق عتاب هامس من بين شفتيها : الله يسامحك ياادم كنت هموت من الخوف قدامه.... وحش مخيف
امتي ندي هانم ترجع ...!! دي اتأخرت اوي
............
ابتسم هذا الرجل ومال تجاه تلك المراة الشابه الجميله يقبل طرف شفتيها بحب قائلا happy new year يا حياتي كلها
..... رفع يدها الي شفتيه واكمل بحب : كل سنه وانتي منورة حياتي كلها انتي وابننا
ابتسمت بنعومه وهي تقول : كل سنه واحنا مع بعض ياحبيبي......
: ربنا يخليكي ليا وتكون سنه سعيده علينا
قالت بابتسامه تحمل عتاب لطيف : بقي كنت عاوزني استناك في البيت و اقضي راس السنه من غيرك
: مكنتش عاوزك تتعبي نفسك وتجي المطار
هزت كتفها : مقدرش افوت اول لحظة في السنه الجديدة من غير مانكون مع بعض اينعم اهي قضيناها في العربيه بس المهم اننا مع بعض
قال وهو يقبل يدها : ربما يخليكي ليا وكل السنين اللي جايه نكون فيها مع بعض
ابتسم سامح السائق من خلال مرأه السيارة إليهم فهاهم اكثر زوجين يراهم سعداء مع مرور السنوات فكم هي لاتشبه أخيها ورب عمله عثمان الباشا في شئ
قال مدحت صفوان زوج ندي الباشا بمشاكسه لسامح : بتضحك علي ايه ياسامح
قال سامح بابتسامه مهذبه : ابدا يامدحت بيه كل سنه وحضرتك طيب
ابتسم له مدحت بود قائلا : وانت طيب.... يلا سرع شويه عشان توصلنا وتلحق تقضى اول ساعات السنه الجديدة مع عيلتك
ضحك قائلا : لا ده زمان هدي اخدت زين في حضنها ونامت من بدري
قالت ندي بابتسامه ; خد ليها وردة وصحيها... خليك راجل رومانسي ياسامح
ضحك مدحت قائلا : اهي ندي حلت المشكله
ضحك الجميع لينظر سامح امامه يتابع طريقه بينما يعود مدحت لمتابعه غزله المتقد دوما لزوجته الشابه الجميله التي حظي بها بعد حرب طويله مع عائلة الباشا فهو طبيب بمقتبل العمر بينما هي الابنه المدلله لتلك العائلة الثريه ليصل اليها واخيرا بعد ان اثبت انه جدير بها وهو لايتواني عن اسعادها منذ ذاك الحين ....!
......... بقلم رونا فؤاد (قراءه ممتعه)
بالاتجاه الاخر
تعالت تلك الضحكات الصاخبه لتلك الفتاه الجميله وهي تنظر الي كاميرا الهاتف حيث يصورها هذا الشاب الجالس بالمقعد بجوارها حيث احتلت هي مقعد القياده ليقول ; happy new year نادو
صرخت الفتاه بحماس وهي تدخن تلك السيكارة الملفوفه : happy new year يوسف
تعالت الضحكات من وسط رؤسهم المخمورة
ليدخن الشاب القليل من تلك السيكارة ولكن سرعان ماكانت تلك الفتاه تختطفها منه وتدخنها بشراهة باكملها........
تعالي صوت بوق سيارة من خلفهم ليقول يوسف بتحذير ; نادين انتي سايقه بسرعه اوي ..... خفي السرعه شويه
ضغطت اكثر علي دواسه الوقود تزيد سرعتها وهي تضحك قائلة بدلال : قلبك ضعيف يايويو.... ولا خايف علي عربيتك
هز راسه قائلا : لا طبعا فداكي الف عربيه
ضحكت قائلة : حيث كدة بقي....... اكملت حديثها بالفعل حيث زادت سرعه السيارة التي تكاد تطير من فوق الأرض
بدأ يوسف يستشعر القليل من الخوف بسبب رعونتها وتلك السرعه الزائدة الي هذا الحد الخطير خاصه بهذا الطريق السريع الذي تسبب المطر بجعله منزلق خطير ليقول يوسف بتحذير : نادين... خدي بالك
لم تلتفت الي تحذيراته وتابعت قيادتها المتهورة دون أن تلتفت لتلك السيارة التي توقفت امامها فجأه ليتعالي صراخ يوسف :
حاسبي حاااااااسبي
أدارت المقود بسرعه للجانب متسببه بانحراف السيارة الاتيه بجوارها من الخلف بحدة بالغه الي جانب الطريق فجأه ليتوقف كل شئ أثر صوت ذلك التحطيم.......!
ارتدت نادين للخلف بعدما كبحت الفرامل بسرعه بينما انقلبت تلك السيارة علي جانب الطريق السريع مصطدمه بقوة بعمود الانارة الضخم..... تنفست نادين ويوسف بسرعه بينما يرون نتائج فعلتهم المتمثله بتلك السيارة التي تحطمت علي جانب الطريق......
تمالك يوسف نفسه ونزل من السيارة راكضا الي جانب الطريق ليلتاع لرؤيه تلك الدماء التي تناثرت علي زجاج ونوافذ السيارة ....... تسارعت دقات قلبه بجنون وهو ينحني ليري تلك المرأه الشابه والرجل الذي بجوارها غارقين بدماءهم حيث تقوس جانب السيارة علي جسد المرأه وانحشرت خلفه بينما مالت رأس السائق في الامام علي المقود وغرق بدماءه هو الاخر......
همهمه بسيطة صدرت عن ذلك الرجل الذي فتح عيناه ليتطلع بهلع الي زوجته متمتم : ندي
..... بينما كانت ندي تنازع وقد انحشر جسدها الصغير خلف جانب السيارة المنبعج ليحاول تخليصها متحامل علي المه الشديد ........ ماان وضع يوسف يداه علي باب السيارة يحاول فتحه لمساعدتهم حتي امسكت به نادين صارخة : انت بتعمل ايه...؟
قال بهلع وهو يفتح باب السيارة ليساعد مدحت في إخراج ندي : اطلبي إسعاف بسرعه
قالت الفتاه بصراخ وهي تتطلع حولها :إسعاف اية... يلا بسرعه احنا لازم نمشي قبل ماحد يشوفنا
قالت يوسف برفض وهو يبعد يداها : بقولك اطلبي الإسعاف بسرعه..... هيموتوا
جذبته بقوة ماان بدأ السائق يستعيد وعيه
وجاهد لفتح باب السيارة من جانبه ليحاول مساعده مدحت بيأس لتخليص جسد ندي من أسفل الحطام
لتصرخ نادين بيوسف : لو فضلنا هنا هيتقبض علينا .... لازم نمشي مفيش وقت يلا
قال بعدم تصديق : هنسيبهم.. ؟!
قالت وهي تجذبه بقوة بعيدا عن الحطام : لازم نسيبهم...... بسرعه
نظر سامح بضياع وألم ليوسف ونادين الذين هربوا وتركوهم....... هتموت ساعدوها
لم تلتفت نادين واسرعت تدفع بيوسف لداخل السيارة وتنطلق بها ليجثو سامح علي ركبتيه يحاول مساعده مدحت وكلاهما يدري انهم في عداد الموتى فسامح يشعر بهذا الألم برأسه والدوار الشديد بدأ يزداد بينما يعرف مدحت انه نصاب بنزيف داخلي ولن ينجو ولا يهتم فكل مايهتم له محاوله إنقاذ حبيبته من أجل طفله الصغير بالرغم من انه يعرف انها لن تنجو ولكن لآخر نفس سيحاول
اااااه... صرخت ندي بألم شديد بينما يحاول مدحت تخليص جسدها من أسفل حطام السيارة ليقول بألم شديد وقلب لهيف لرؤيه زوجته وحبيبته تنازع الموت ..... ندي... ندددددي... خليكي معايا ياحبيتي متغمضيش عينك....
امسكت بيده بقوة ولم تستطيع إخراج صوتها بعد ان انغرست تلك الأطراف الحادة برئتيها..... وضع سامح يده علي راسه قبل ان يتهاوي مكانه علي الارض بسبب صدمه راسه الشديده...... بضياع نظر مدحت لزوجته وهي تصارع الموت تلك اللحظات...... ازدادت يد ندي التي تقبض علي يد زوجها وحبيبها لحظة قبل ان تغمض عيناها وهو كذلك لتبدا السيارات بالتوقف حولها وتتعالي صفارات الإسعاف بالانحاء بعد ان تم الابلاغ عن هذا الحادث البشع........!
..........
...
كان كل انش بجسد يوسف يرتجف حينما ادخلته تلك الفتاه الي السيارة عنوه وقادت مسرعه قبل ان يراهم احد لتصرخ به ماان امسك هاتفه يحاول الاتصال بالنجده لإنقاذ هؤلاء : انت مجنون... عاوز تبلغ عننا
: لازم اطلبلهم الإسعاف هيموتوا علي الطريق لوحدهم
انتزعت الهاتف من يده : لا..... قلت لا
صرخ بها بعصبيه شديده : انتي مجنونه.
قالت بحدة : انت اللي مجنون عاوز يتقبض علينا...... لو بلغت هيعوفوا اننا شاربين ونروح في داهيه... يااحنا ياهما
قال باشمئزاز ; انتي مش بني ادمه
انتزع الهاتف من يدها وصرخ بها : وقفي العربيه
التفتت له : يوسف
صرخ بها بقوة : قلت وقفي العربيه
أوقفت السيارة ليزجرها باشمئزاز ; انزلي...
نظرت له لعدم تصديق ليصبح بانفعال شديد ; قلت انزلي...... مش عاوز اشوف وشك تاني
..... نزلت الفتاه وصفقت الباب خلفها بعنف قائلة : ماشي يايوسف
جلس امام المقود وانطلق بالسيارة مبتعدا عن تلك الفتاه التي تركها بوسط الطريق بملابسها الفاضحه ليضرب المقود بيده بقوة نادما علي معرفتها من البدايه......!!
بينما نادين أخرجت هاتفه بعصبيه وهي تسبه من بين شفتيها ; متخلف زباله حيوان
طلبت احدي سيارات الأجرة لتعود الي منزلها وهي تتوعده فهي لم يكن عليها من الأساس ان تعرف شاب اقل من مستواها مثله فهي نادين الرواي وهو مجرد مهندس يعمل بشركة ابيها ولكنه اعجبها منذ اول لحظة رأته بها لذا حاكت شباكها حوله لتحصل علي فريسه جديدة وتحيا مغامرة جديدة تقتل بها ذلك الفراغ الذي تعيش به....!
..........
...
ركض ذلك الشاب من اعلي الدرج مهرولا يصرخ بارجاء، المنزل الهاديء.... عثمااان
الحق ياعثمان
خرج عثمان من غرفته بجبين مقطب لحاله أخيه الذي انهار وهو يقول بشفاه مرتعشه
ندي..... ندي عملت حادثه ياعثمان وفي المستشفي.....
........!
بخطي بطيئه دخل يوسف الي المنزل وهو لايري شئ امامه الا صورة تلك المرأه التي كانت تنازع الموت وهو تركها .....
لم يلتفت لنداء ابيه او بالأحرى لم يستمع اليه بينما كل ماكان يطن بأذنه هو تلك الاهات من هؤلاء الضحايا
قالت تلك المرأه الخمسينيه التى خرجت من غرفتها علي نداء زوجها لابنهم : ماله يوسف يامصطفي ..؟
هز الرجل راسه قائلا : مش عارف مردش عليا و دخل اوضته
لوت المرأه شفتيها قائلة بنزق : تلاقيه متخانق مع الزفتة خطيبته
التفت اليها الرجل بعدم رضي قائلا : ومالها خطيبته بس يامديحه وبعدين احنا بعد نص الليل هيكون شافها فين
قالت بسخريه ; مالها انها مش لايقه لابني وتلاقيها كانت واقفه له زي المخبرين علي السلم
تبرطمت باستنكار وتابعت : انا ابني مهندس اد الدنيا وهي ولا حاجة.... حته مدرسه ولا راحت ولا جت
هتف مصطفي بتحذير :متنسيش انك بتتكلمي عن بنت اخويا
لوت شفتيها قائلة : ماهو ده اللي خلاني حطيت لساني في بقي وسكت علي خطوبه ابني للجربوعة دي
هتف الرجل بحدة موبخا زوجته ; مديحة الزمي حدوك واوعي تنسي ان اخويا السبب في اللي احنا فيه...... هو اللي ضحى زمان عشاني لما اتنازل عن التعويض بتاع الشركة مقابل اني اشتغل فيها
لوت شفتيها قائلة : واهو بتصرف عليه من وقتها هو والمحروسه بنته
هتف بعصبيه : دي أقل حاجة اعملها عشان اخويا اللي رباني لغايه مابقيت مهندس ومستخسرش فيا حاجة حتي الشقه دي هو اللي جابهالي واخرتها برضه ضحي بمستقبل بنته في عيشه كريمه عشاني وطلع من الشركة من غير حتي معاش عشان اشتغل انا..... عاوزاني بعد كل ده ارميه هو وبنته
هتفت بامتعاض متهكمه : ايوة شغل الاسطوانه اللي بقالك ١٠سنين بتسمعهالي
قال بحدة : قولي لنفسك يامديحة واتقي ربنا.... يوسف بيحب ليلي
هتفت بثقه ; ده عشان مش شايف غيرها إنما دلوقتي اشتغل في شركة كبيرة وبكره يقابل احسن منها ويعرف انه اختار غلط
قال مصطفى بثقة مستنكر تفكير زوجته الذي لن يتغير : عمره ماهيلاقي بنت في أخلاق وجمال ليلي
هتفت بسخريه : شالله ياجمال..... محسسني انها ملكه جمال الكون..... دي أقل من العاديه وبكرة يتكسف يعرف زمايله عليها بشويه الهلاهيل اللي بتلبسهم
ضحكت بسخريه وتابعت : وال فرحانه اوي انها اشتغلت مدرسة حضانه بملاليم
نظر لها زوجها باشمئزاز ; الزوجه الصالحة مش هتقف جنب ابنك بلبسها الشيك بس بأخلاقها وتربيتها .... بكرة تشوفي ليلي دي هتقف جنب ابنك ازاي وتخليه احسن راجل في الدنيا
نظرت له باستخفاف وهي تتجه لغرفه ابنها قائلة : لما نشوف
....
بذلك الطابق العلوي تطلعت تلك الفتاه العشرين ذات العيون الحزينه الي هاتفها لحظة قبل ان تغلقه وتضعه بجوارها بعد ان اتصلت بخطيبها وابن عمها كثيرا وهو لايجيب وقد أصبحت تلك عادته في الشهور الأخيرة والتي عجزت عن تفسير سببها بينما هو يخبرها بأن السبب هو انشغاله بعمله بينما قلبها يخبرها بشئ اخر.....! عادت لتوها من المشفي بعد ان بقيت الليله بجوار ابيها المريض وعليها ان تستعد للذهاب لعملها الجديد الذي سعدت بالحصول عليه بالرغم من راتبه الزهيد فأي شئ جيد افضل من الاتكال علي عمها الذي بالرغم من حنانه عليها هي وابيها الا انها تعلم أن زوجته لاتحبها ابدا.....
ترددت قبل ان تنزل الي الطابق الاسفل حيث منزل عمها مقررة السؤال عن يوسف قبل الذهاب لعملها
قالت بخجل : عمي اسفه اني ازعجتك
قال عنها مصطفي بابتسامه ; ازعاج ايه بس تعالي يالولو مالك... بابا كويس
اومات له بابتسامه ; الحمد لله لسة راجعه من المستشفى من شويه و الدكتور بيقول حالته احسن النهاردة
قال بحب لابنه أخيه ; الحمد لله.... امال مكشرة ليه..؟
هزت كتفها قائلة: ابدا بس يوسف مش بيرد فقلقت عليه
قال باعتذار ; ابدا ده بس راجع امبارح تعبان من شغله هدخل اصحيه
خرجت بتلك اللحظة زوجه عمها قائلة بتهكم :
اهلا
قالت بحرج من معامله زوجه عمها لها ; اهلا ياطنط
قالت مديحه دون مقدمات بعد ان دخل زوجها لايقاظ ابنه :خير
قالت بتعلثم ووجهها احمر من احراج تلك المرأه لها ; ابدا بس قلت اطمن علي يوسف قبل ما اروح الشغل
هتفت بسخريه ;وهو شغل الحضانه ده بتسميه شغل
قالت بحرج ; اهو ياطنط مؤقتا لغايه مالاقي شغل في مدرسة كويسه
انقذها صوت عمها الذي قال : ادخلي يابنتي يوسف صاحي
نظر لزوجته بتوبيخ ماان دخلت الفتاه : وبعدين معاكي قلتلك يامديحه عامليها كويس
قالت بعصبيه : مش بحبها هو بالعافيه
..........
طرقت ليلي علي باب الغرفه لتبتسم له برقتها قائلة : صباح الخير يا يوسف
قال دون أن ينظر اليها : صباح الخير
قالت بتردد ; انا كلمتك امبارح كتير مش بترد
قال ببرود وهو يمد يداه الي علبه سجائرة والتي هي أيضا عاده جديدة له منذ أن بدا بالعمل او بالاصح منذ أن تعرف علي نادين : تعبان
قالت باهتمام ; بلاش تدخن من غير ماتأكل حاجة يايوسف
قال بجفاء : انا حر
ابتلعت غصه حلقها من معاملته الجافه لتقول بتردد ; هو في حاجة مضايقاك مني
قال ببرود : مفيش
: مفيش ازاي وانت بتعاملني...قاطعها بعصبيه شديده فمازالت أحداث الامس تؤثر عليه : . قلت مفيش ياليلي هو تحقيق
لمعت الدموع بعيونها لتقول وهي تستدير لتغادر الغرفه ; اسفه
خرجت مسرعه تكبح دموعها بينما جلس يوسف علي طرف الفراش يزفر بضيق شديد من نفسه فهاهو لاشهر طويله لايتوقف عن معاملتها بجفاء بفضل كلمات امه المسمومه عن كونها لاتلائمه والتي لاقت نجاح خاصه بعد ان تعرف علي نادين تلك الفتاه التي تختلف كليا عن ليلي فهي فتاه مدلله فائقه الجمال والاناقه بينما ليلي فتاه جميله ولكنها ليست مثلها خاصه قبل ان يري وجهها الحقيقي ليله امس.... لقد انبهر بقطعه زجاج بينما الماسه الحقيقيه امامه....!
سارت ليلي الي عملها وهي تحاول الاتبكي
فهو متغير منذ فترة وهي تكذب علي نفسها وتتعذر له وترفض ان تري حقيقه انه لم يعد يحبها او بالاصح لم يحبها يوما وسرعان ما تغير ماان تغير عالمه وعمل بتلك الشركة الكبري ليصبح يتحدث مثل والدته ويريها كم انها لم تعد تليق به....!
زمت شفتيها بحزن شديد وهي تتذكر تضحيه ابيها الذي كان يعمل بإحدى كبري شركات الملاحه البحريه مهندس.. طالما عاشت حياه كريمه بينما ابيها كان يسافر ويعمل حتي حدثت له تلك الحادثه التي أسفرت عن عجز دائم له ووقتها كانت الشركة ستعوضه بملبغ مالي كبير بالاضافه لمعاش لائق ولكنه فضل ان يعمل أخيه في الشركة بدلا منه ومن وقتها وبدأت أحوالهم في الاستياء كما حال صحه ابيها ولاتنكر ابدا ان عمها لم ينكر معروف ابيها ولكن زوجته لم تحبها يوما منذ أن كانت طفله في العاشرة وتوفت امها لم تشعر بحنانها عليها ابدا ولو لمجرد كونها طفله يتيمه وكلما مرت السنون كلما رأت كراهيتها لها اكثر واكثر..... وحتي حينما طلب يوسف خطبتها كانت أكبر المعارضين ولكن عمها وقف بصفها..... تنهدت بإسي وهي تتطلع للسماء برجاء ان يكون القادم أفضل... تريد أن تحمل عبء والدها وحدها فيكفي عمها تلك السنوات....
اندثر حزنها جانبا ماان دخلت من الباب لتري ابتسامه هؤلاء الملائكة فكم تعشق الأطفال
وسعيده لان عملها هو الاهتمام بهم
ابتسمت لها تلك المرأه الأربعينيه مديره دار الحضانه قائلة : صباح الخير ياليلي
: صباح النور يامدام هند
: الولاد اتعلقوا بيكي من اول ماشاء الله
ابتسمت برقه قائلة : وانا كمان حبيتهم اوي
: والدك عامل ايه..؟
اومات برضي ; الحمد لله
..........
اطفا سيجارته بعنف وهو يجيب علي هاتفه الذي لايتوقف عن الرنين ليقول بجفاء : عاوزة ايه مش قلتلك مش عاوز اشوفك
قالت نادين ببرود ; اوك بس انا كنت عاوزة أحذرك تقول حاجة عن اللي حصل امبارح
هتف بسخريه ; تحذريني
اومات له ببرود ; اه..... ومش بس كدة
..... قبل ماتفكر تتكلم انت عارف البنت اللي خبطناها تبقي مين
قال وهو يعتصر قبضته من وخز ألم الضمير وصورة تلك الفتاه لاتفارقه : تبقي روح ماتت بسببنا.. .!
قال بسخريه : لا ياحبيبي..... دي تبقي ندي الباشا....! لو متعرفش مين عيله الباشا اقولك.... ؟!
استعاد رباطة جاشة ليهتف بحدة : انا معملتش حاجة اخاف منها انتي اللي كنتي سايقه
قالت بتحدي : اثبت...!!
تجمدت ملامحه لتتابع بتهديد ; اسمع يايوسف انت عارف كويس اوي انا بنت مين..... ولو في حد هيتاذي مش انا اكيد
بابي هيعرف يحميني كويس إنما أنت محدش هيحميك....... عيله الباشا هتقتلك من غير حتي ماتسمع كلمه
أغلق المكالمه وسرعان ما بحث عن هذا الاسم ليرتجف قلبه ماان ظهرت صور تلك الحادثه البشعه ليرتجف لسانه بينما تابعت عيناه الزائغه السطور المكتوبه ليرتجف قلبه وهو يري صورة تلك المرأة وزوجها..... ياالله ماتوا...!! ...
............
اهتزت أركان المشفي بكل هؤلاء الرجال الذين دخلوا ماان علموا بالحادث وأولهم تلك الخطوات القويه لهذا الرجل الذي تجمدت ملامحه بقسوة يخفي خلفها لوعه قلبه المحترق......
اسرع اليه احد رجاله قائلا : اتنين سكرانين خبطوهم علي الطريق ياعثمان بيه وهربوا
تنفس عثمان بصوت مسموع قبل ان يقول بصوت حاد لكبير الاطباء الذي وقف باستقباله.... ندي حالتها ايه..؟
طأطأ الرجل الاشيب راسه بأسي قائلا :
للأسف ملحقناش نعمل ليها حاجة.... البقاء لله ياعثمان بيه
قطعه من قلبه اهتزت من بين صخورها
لينهار العالم من حوله بالرغم من وقوفه شامخ كالجبل ليبتلع ببطء قائلا باقتضاب ; عاوز اشوفها
دخل بخطي بطيئة تلك الغرفه حيث رقد جسد اخته الشابه أسفل ذلك الغطاء الأبيض ليرفعه ببطء عن وجهها الجميل والذي غابت عنه الحياة...... انحني ناحيتها بقلب منشطر وقبل جبينها يودعها بحنان اب وليس مجرد اخ فهي وعمار أبناءه منذ أن توفي ابيهم قبل سنوات
حمحم الطبيب بأسي لتلك الفاجعه ليقول :
عثمان بيه البقاء لله
كان العالم مظلم من حوله ليأتيه صوت الطبيب الذي قال بحزن شديد : زوج الهانم حالته خطيرة بس عاوز سيادتك.....
....... عثمان...!
دخل عثمان ليري حاله مدحت السيئة بينما كل جسده موصول بالاسلاك
قال بصوت وأهن : سامحني ياعثمان حاولت انقذها بس مقدرتش.....
ادم.... خد بالك من ادم ياعثمان.... ابني امانه في رقبتك
اسرع الاطباء علي صوت عثمان الجهوري الذي هدر باركان المشفي حينما تهاوت يد مدحت بجواره وتوقف طنين الأجهزة
رفع الطبيب راسه الي عثمان بأسي شديد :
للأسف ياعثمان بيه كان عنده نزيف داخلي... طأطأ راسه وتابع بألم : البقاء لله
........
توقف عمار مكانه ماان استمع لتلك الكلمات ليري انهيار عثمان بالرغم من انه واقف مكانه كالجبل الشامخ لم يهتز
ليقترب منه بعدم تصديق نردد ; ندي.. ؟
هز عثمان راسه لاخيه الذي ردد بضياع : ندي ماتت
اسرع حسان احد رجال عثمان الي عمار الذي خانته قدمه وتهاوي أرضا غير مصدق تلك الفاجعه الكبري ليسنده قائلا : عمار بيه تعالي معايا
قال الشاب بضياع ; اختي ماتت
ندي ماتت ياحسان ..... لا لا
أشار حسان لاحد رجاله لأخذ عمار الي المنزل
ليتقدم من عثمان الذي قال باقتضاب ; وصلت للي عمل كدة
قال حسان : لسة ياعثمان بيه
قال عثمان وهو يقبض علي مفاصل يده بقوة : انا عاوز اللي عمل كدة قدامي
قال حسان : حاضر ياعثمان بيه اديني شويه وقت وهوصل للي عملها
رفع أصبعه ضاغط علي حروفه ; اللي عمل كدة هدفنه قبل ماادفن اختي...... مش عاوز اشوفك لغايه ماتجيبلي الكلاب دول ولو وصلت بيك تقلب الارض عليهم واحد واحد فاهم
اومأ بانصياع : حاضر ياعثمان بيه
...........
.. امسك يوسف الهاتف ينظر إلى هذا الفيديو ليشمئز وهو يتذكر ماحدث وماتسبب به لنفسه قبل ان يكون لتلك العائلة التي تسبب بمقتلها
انه لم يتخيل يوم ان فتاه كنادين الراوي قد تعجب به وتاخذه لعالمها...... ليته ظل بعالمه دون هذا الذنب....!
اسرع يخفي تلك الرقاقه بالفيديو ويمحي كل أثر له من علي هاتفه
........
قال احد الرجال : ياحسان واحنا هنعرف اكتر من البوليس.... ده كل الشهود محدش فيهم قال حاجة غير انهم وصلوا بعد هروب العربيه
قال حسان ; اكيد حد شاف حاجة اتصرف انت ورجالتك
: مسبناش حد
تنهد حسان بتفكير قبل ان يقول مفيش كاميرات
قال ماهر ; بعد ٢٠ كيلو في كاميرا علي الطريق
: هاتوها
........ بقلم رونا فؤاد
خلعت ليلي هذا الخاتم الذهبي من اصبعها وهي توميء لنفسها ان ماتفعله هو الصواب وضعته بتلك العلبه الصغيرة من القطيفه وحملته ونزلت به لشقه عمها بعد ان اخذت قرارها فكرامتها لاتسمح لها بأن تكمل حياتها معه..... لتتنهد بتفاؤل وهي تفكر انها ماان تتحسن صحه والدها ستفاتحه مرة اخري بهذا الأمر فهما يعيشون بشقه كبيرة ليسوا بحاجة لها وبالرغم من ان اثاثها متهالك بسبب سوء حالتهم الماديه الا ان شقه بهذا المكان بمنطقه زيزينيا ستحضر لهم سعر جيدا مقابلها ان باعها ابيها ويعيشوا بشقه اخري بأي منطقه ويدبرون أمرهم بباقي النقود..... لقد رفض قبلا فتلك الشقه تحمل ذكرياتها وذكريات امها وهو لايريد لها أن تتركها ولكن هذا هو الصواب....
نظر عمها الي يدها الممدودة بتلك العلبه تعيد شبكة ابنه لتلمع نظرات السعاده بعيون مديحه الواقفه خلفه
:ليلي
قالت بهدوء : معلش ياعمي كل شئ قسمه ونصيب
حاول اثناؤها ; يابنتي
تركت العلبه باصرار وغادرت لتقول مديحه بفرحه : في داهيه
دخل مصطفي الي ابنه قائلا بتوبيخ : خطيبتك سابت الشبكة
قالت مديحه ; في داهيه هي الخسرانة
زجرها مصطفي ; مديحه
قال لابنه : اطلع يابني راضيها
سحب يوسف نفس عميق قبل ان يقوم من مكانه ويصعد شقه ليلى بتردد ولكنه الان ليس بحاجة لمزيد من الجدل مع ابيه
فتحت الباب قائلة : خير يايوسف
; ايه ياليلي اللي عملتيه
قالت بهدوء : عملت الصح
:ليلي لو سمحتي بلاش تعملي كدة وخصوصا دلوقتي انا مش مستحمل
قالت باهتمام وهي تري ارتجافه يده :
في ايه يايوسف مالك
: ابدا بس عندي مشكله في الشغل
: طيب قولي..... انا حتي لو مش خطيبتك احنا ولاد عم ومتربين سوا
انفلت لسانه ولم يجد سواها ليلجا لها ويفيض بمكنونات صدره
وضعت يدها علي فمها مردده : ماتوا
قال بدفاع عن نفسه بعد ان حذف وجود نادين برفقته او انه كان يدخن تلك السجائر او انه هرب ولم يساعدهم فربما كان استطاع انقاذهم
: غصب عني..... العربيه ظهرت قدامي مرة واحدة.......
هز راسه بضياع قائلا : انا مش عارف اعمل ايه ياليلي الذنب هيموتني
: انت لازم تروح تسلم نفسك
نطر لها بعدم تصديق : انتي بتقولي ايه...؟
: دي حادثه مش مقصوده واكيد هيفهموا ده.... انت عشان الذنب اللي حاسس بيه لازم تسلم نفسك
قال بأسي : انتي عارفه أهلها مين.... هيقتلوني
: يقتلوك ايه هو احنا في غابه..... انت لازم تسلم نفسك منش هتقدر تعيش، بعذاب الضمير ده
: انا معملتش حاجة هي.... قضم كلامه سريعا واكمل بكذب : هي.... اقصد هي اللي طلعت قدامي فجأه
نظر لها برجاء قائلا : اتحمليني ياليلي لغايه ما الازمه دي تمر
: اكيد انت ابن عمي وزي اخويا
نظر لها بجبين مقطب ; يعني.....
قالت باصرار ; يعني كل شئ قسمه ونصيب
وانا جنبك لأنك ابن عمي وزي اخويا
......
قالت مديحه بلهفه ليوسف ماان نزل : ها عملت ايه....... اوعي تقول رجعتها
ترك امه ودخل الي غرفته لتتابع مديحه ; دي وش فقر زي ابوها وامها شوف لك واحدة بنت ناس من الشركة عندك مالك ومال الجربوعه دي..... لوت شفتيها وتابعت : رضيت بالهم والهم مش راضي بيك
قال يوسف : امي لو سمحتي سيبيني لوحدي
لقد استمع لكلام امه وأصبح يري ليلي فتاه لاتليق به بالرغم من انه كان يحبها منذ سنوات ولكن لسان امه المسموم عكر صفو قلبه لها وأصبح يراها مجرد فتاه عاديه وهو يستحق الأفضل لذا ركض، خلف نادين والتي لم يكن يصدق ان فتاه مثلها قد تراه ليراها تتقرب منه
أجاب هاتفه بحدة : انا مش قلتلك متكلمنيش
قالت نادين بتحذير ; اسمع بقي انا مش هفضل عايشه علي اعصابي انت احسنلك تنسي الموضوع اللي حصل ده خالص...... بابي قالي ان البوليس موصلش لحاجة
هتف بلهفه : انتي قولتليه ..؟
: لا طبعا انا بس عملت نفسي مهتمه بالموضوع وهو بحكم انه راجل أعمال فهو عارف عثمان الباشا اخو الست اللي ماتت وعرفت منه أن البوليس موصلش، لحاجة يعنى احنا في السليم خايف من ايه
قال بمغزي ; انتي اللي خايفه
قالت بجراه مزيفه : وانا هخاف من ايه قلتلك أثبت اني كنت معاك أو أنك تعرفني اصلا مش اني كنت سايقه عربيتك
لوي شفتيه بخبث من تلك الحيه ليقول :نسيني الفيديو
قطبت جبينها بتوجس ; فيديو ايه...؟
قال ببرود : الفيديو اللي كنا بنصوره وفضل مكمل ومسجل كل اللي حصل وصوتك فيه واضح
عضت علي شفتيها لتقول بوعيد : يوسف.... انت لو سلمت الفيديو هتضيع زيك زيي انت عاوز تضيع مستقبلك
قال بحدة : انا مش مستعد مستقبلي يضيع
بسبب واحدة زباله زيك
: انت اكيد اتجننت .... قاطعها بحدة : انتي تخرسي خالص وتسمعيني
: عاوز ايه..؟
: لغايه دلوقتي كل اللي عليكي تعرفي حد هيوصلنا ولا لا
: اطمن البوليس موصلش لحاجة ومفيش شهود
: وعيلتها اللي زي مابتقولي
قالت : هو اكيد اخوها قالب الدنيا علي اللي عمل كدة بس اكيد مش هيوصل لحاجة اكتر من البوليس
............
...
قبض عثمان علي يده بينما أطلقت عيناه شهب ناريه وهو يتطلع لهذا التسجيل الذي بشق الأنفس حصل عليه حسان
من احدي كاميرات المراقبه علي الطريق بعد الحادثة بكيلوات والتي رصدت تلك السيارة المسرعه والتي انبعجت أطرافها لذا فهي أقرب احتمال لمن قام بالحادث
قال باقتضاب ; عرفت مين..؟
اومأ له : اه
قال بلهجة أمره : هات رجالتك وحصلني
قال حسان : طيب ياعثمان بيه متتعبش نفسك واحنا هنجيبه لحد عندك
قال بنبره قاطعه : قلت هات رجالتك وحصلني
...............
....
ربت مصطفي علي كتف ليلي بحنان قائلا : ان شاء الله هيبقي كويس يابنتي
اومات له بيأس فالطبيب نقل والدها العنايه المركزة بعد ان تدهورت حالته
: انا هفضل معاه روحي انتي
: لا ياعمي مش هسيبه
قال مصطفي ; اسمعي الكلام.... روحي ارتاحي ساعتين وارجعي انتي هنا من الصبح ولو في اي حاجة هكلمك
: ربنا يخليك ليا ياعمي
سارت بخطي بطيئة خارج المشفي لتلفحها نسمات الهواء البارده بينما تسير الي المنزل
.........
كانت زوجه عمها امام باب شقتها حينما وصلت ليلي لطابقها لتقول باقتضاب : مساء الخير
ردت مديحة ببرود : خير اوي.... مش،بعدتي عن ابني يبقي خير
تجاهلت ليلي تلك المرأه وعبرت بضع خطوات باتجاه السلم المؤدي لشقتها قبل ان تصرخ بفزع حينما دلف كل هؤلاء الرجال الي المنزل وامتليء بهم الدرج ليزيحها احدهم من مكانها مزمجرا بمديحه التي شهقت بهلع : فين يوسف
تراجعت مديحه للخلف بخوف : ابني... ؟!
انتوا عاوزين ايه من ابني..؟
قال حسان لرجاله : هاتوه
حاولت مديحه التصدي لهم وصرخت بابنها تستنجد به والذي اختفي خلف باب غرفته يرتجف بخوف ماان اتاه صوت والدته
هدر بها حسان وهو يقتحم المنزل :اوعي من قدامي ياست انتي بدل مااخلص عليكى
صرخت به ليلى التي تدخلت للدفاع عن زوجه عمها ; تخلص علي مين..... انت مين اصلا
قال احد الرجال وهو يبعدها عن طريقهم : ابعدي يابت انتي ومتدخليش
قالت بجراه وهي تحاول تخليص نفسها من قبضه هذا الرجل ضخم الجثه الذي امسك بها ; انت اللي احسنلك تأخد اللي معاك وتمشوا برا بدل ما اطلب البوليس
نظر لها حسان باستخفاف بينما أشار رجاله لباب الغرفه المغلق : اكسروا الباب وهاتوا ابن ال......
ولحظات وكان كل انش بها يرتجف ماان اقدم هذا الرجل المخيف بضع خطوات ليفسح له رجاله المكان...... انه رجل ضخم بنظرات قاتمه ثاقبه مخيفه
امسك الرجال بمديحه يكممون فمها وكذلك ليلي بالرغم من مقاومتها بينما تطلع الرجل الي باب الغرفه المغلق لحظة قبل ان يركله بقدمه بقوة محطمه...... تراجع يوسف للخلف بهلع شديد بينما يتقدم منه هذا الرجل
الذي سرعان ماامسك به ونظراته التي تشع شرا بثت الرعب في قلبه قبل ان يقبض علي تلابيبه ودون ان يعطيه اي فرصه كان يسدد له لكمه قويه....
صرخت مديحه بصوت مكتوم وهي تري الرجل ينهال ضربا وحشيا علي ابنها
....... حرام عليك..... صرخت ليلي التي خلصت نفسها من يد الرجل واندفعت تجاه يوسف والرجل المخيف تحاول تخليصه من يده ولكن من اي قبضه حديديه تظن انها قادره على تخليصه
قالت بدفاع ; اللي حصل كان حادثه يوسف مالوش ذنب فيها حرام عليك
التفت لها الرجل ليرمقها بنظرات مخيفه قبل فهي تلك الفتاه التي كانت معه وقت الحادثه بالتاكيد
صرخت برعب ماان سحب هذا الرجل ذلك السلاح امامها ووجهه لراس يوسف
الذي بيأس وقد انسابت الدماء من كل انش بجسده ; انا ماليش ذنب دي هي..... كان
يقصد نادين ولكنها انفهمت انها ليلى
هي من يقصدها...... اغمض يوسف عيناه منتظر الرصاصه بينما سحب الرجل ذلك السلاح ليلقمه..... ولكن بشجاعه لاتعرف ثمنها كانت ليلي تمسك بتلك التحفه الزجاجيه الكبيرة وتضرب بها يد عثمان لتباغته فيقع سلاحه أرضا...... كانت لحظة هي كل ما ارتبك بها الجميع لتتفاجيء
بيوسف يهرب ويخلص نفسه ويتركها هي وأمه بقبضه هؤلاء الرجال الذين كشروا عن انيابهم بسبب فعلتها
صرخ عثمان برجاله الذين ركضوا خلف يوسف :هاتوه....
نظر لها بوعيد لحظة قبل ان يشير بعيناه لحسان ان يجلبها هي وزوجه عمها
هاتوهم..... بلحظة كانت تفقد وعيها أثر تلك الضربه القويه التي تلقتها علي راسها من ظهر سلاح حسان
.....
اية رايكم وتوقعاتكم.....❤️👇
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك