قالت نادين وهي تقبض بيداها علي المقود بتوتر شديد منذ أن هاتفها يوسف الذي بشق الأنفس استطاع الهرب من رجال عثمان واختبأ بأحد الشوارع الجانبيه حتي اختفوا ثم اتصل بنادين فلايوجد احد سواها قادر علي إيجاد مكان له للاختبار به
:انا هتجنن ازاي قدر يوصلك بالسرعه دي
قال يوسف بحنق : انتي مش قولتي ان عيله البنت عيله كبيرة وواصله
اومات له : ايوة.... بس مش ساحر يعني يقدر يوصل ليك والبوليس لا
صرخ بها بغضب ; انتي هتحققي معايا....اهو وصل ليا زي ماوصل المهم هنعمل ايه دلوقتي
قالت بخبث : هتعمل ايه.... ؟
فهم مغزى كلماتها لتتفاجيء به يلتفت لها بغضب ; لا اسمها هتعملي ايه في،مصيبتك اللي عاوزة تلبسيهالي...... احتدت نبرته اكثر وهو يتابع : اسمعي يانادين.... انتي السبب في كل ده
وانا بمنتهى السهوله اروح اسلمه الفيديو واطلع انا منها
لانت نبرتها لتقول : وتسلمه روحنا يايوسف التفتت له لتتابع بهدوء للتأثير عليه : احنا في مركب واحدة يايوسف اوعي تفكر انه لما هيشوف الفيديو هيرحمك عشان كدة احنا لازم نكون ايد واحدة ونفكر براحه هنعمل ايه.... وبعدين انت خايف من ايه قلتلك ان بابي هيحميك
زفر يوسف بعصبيه وهو يفرك وجهه بتوتر لقد ترك امه وليلى ونجي بروحه.... ليهز راسه لنفسه مطمئنا نفسه بزيف :مش هيعملهم حاجة.... هيسيبهم اكيد
سألته نادين : انت بتكلم نفسك
زجرها بانفعال : سوقي وانتي ساكته
بقلم رونا فؤاد
دلفت السيارة من تلك البوابه الحديديه الضخمه لتشير نادين ليوسف.. اتفضل يايوسف
دخل يوسف خلفها الي بهو تلك الفيلا الراقيه لتقوده لأحد الصالونات قائلة : اقعد ارتاح وانا هطلع اتكلم مع بابي
جلس يوسف وهو يفرك وجهه بتوتر شديد
بينما صعدت نادين لغرفه والدها
وقف عماد الراوي يهندم من ربطة عنقه امام المرأه حينما دخلت نادين قائلة : بابي انت خارج..؟
: اه يانادين عندي شغل.... عاوزة حاجة.. ؟
زمت شفتيها قائلة بتوجس : اه... يعني كنت عاوزة اتكلم معاك في موضوع
قال بعدم اكتراث : بعدين يانادين مش فاضي دلوقتي
قالت باصرار : بس ده موضوع مهم
التفت لها باستفهام ; موضوع ايه...؟
قالت بتعلثم :اصل.... أصل يوسف تحت
عقد حاجبيه بتساؤل : يوسف مين..؟
:ده واحد بيشتغل عندك في الشركة
: وانتي جايباه عندي ليه..؟
نظرت لابيها لحظة قبل ان تخبره بكل ماحدث.... تغيرت ملامح عماد بشده وهتف بحدة بالغه : يانهار ابوكي اسود
جذبها بقوة من خصلات شعرها مزمجرا : يابنت ال..... مش كفايه مستحمل استهتارك ودلعك كمان هتحمل نتايج عملتك السوده....... الباشا مش هيخلص عليكي لوحدك انتي والحيوان ده.... لا مش بعيد يخلص علي عيلتنا كلنا
هتفت ببكاء : محدش يعرف اني كنت معاه....... محدش هيعرف ابدا صدقني
نظر لها باشمئزاز واكمل باستخفاف واضح ;وانتي فاكراه مش هيعرف...... ماهو بسهوله وصل للواد في كام ساعه
اومات له ; ايوة بس من رقم عربيته إنما أنا هيعرف منين اني كنت معاه
امسكت يده برجاء ; بابي... انت لازم تحمي يوسف..... بأي ثمن
نظر لها بتهكم : احميه..... ؟! وده ليه أن شاء الله... ده انا لازم اسلمه بنفسي للباشا.. اهو يلبسها هو احسن ما تلبسيها انتي
هزت راسها برجاء : لا ابوس ايدك.... انت وقتها هتبقي بتسلمني انا
نظر لها بجبين مقطب : مش قلتي محدش يعرف انك كنتي معاه... احمي الحيوان ده ليه
: خفضت عيناها وتابعت : عشان معاه فيديو....!
اتقدت عيناه شرا متساءلا : فيديو ايه..؟!
...........
بإحدى مناطق الميناء النائيه كان رجال عثمان يحتجزون ليلي ومديحة بأحد المخازن التابعه لشركتهم التي تعمل في مجال الملاحه البحريه..... كالاسد الغضب كان عثمان يزمجر بحسان : يعني ايه مش لاقينه.... ؟
: ياعثمان بيه اديني شويه وقت وانا هخلي امه والبنت دي ينطقوا بمكانه وهجيبه قدامك
هتف بغضب جحيمي ; مفيش وقت..... مفيش وقت انا عاوز الواد ده باي طريقه......
خليهم ينطقوا......
اومأ له : اوامرك ياعثمان بيه
افاقت ليلي من اغمائتها علي صوت عويل زوجه عمها وصراخ احد الرجال بها : اخرسي
بدل ماهخرسك انا
قالت ليلي وهي تحاول الاعتدال جالسة بصعوبه بسبب قيود يدها : عيب دي اد والدتك
انحني ذلك الرجل ضخم الجثه تجاه ليلي سريعا مزمجرا بحدة وهو يوكزها بكتفها بعنف : انتي هتجيبي سيرة امي علي لسانك يابنت ال....
ارتدت ليلي الي الخلف واصطدم راسها بالحائط خلفها بسبب دفعه الرجل القويه لها ولكن هذا لم يردعه بل اقترب منها اكثر ورفع يده ليصفعها لولا دخول حسان......
تراجع الرجل للخلف ماان انفتح الباب ودخل منه حسان وبعده بخطوات قويه كان دخول هذا الرجل المخيف عثمان الباشا...!!
هدر حسان بنبره مخيفه : ابنك هرب علي فين.. ؟
قالت مديحة بخوف : معرفش يابيه....
زم حسان شفتيه والتفت الي ليلي بوعيد : هربتيه وسابك.... عارفه مكانه وهترحمي نفسك ولا لا
ابتلعت ليلي لعابها ببطء لتهز راسها دون قول شئ
أشار عثمان بطرف عيناه لرجاله ليتحرك اثنان منهم تجاه ليلي وزوجه عمها ويمسكوا بهم يوقفوهم..... لتقول مديحة بهلع : هتعملوا فينا ايه...؟
قال حسان : هخليكوا تفكروا الكلب الجبان ده ممكن يكون فين... ؟
تألمت ليلي حينما شدد الرجل من عقده تلك الحبال حول معصمها الذي قيده اعلي راسها وكذلك فعل بزوجه عمها التي صرخت بخوف شديد ماان أظهر احد الرجال ذلك السوط الجلدي.... لا حرام عليكوا هتعملوا فينا ايه...؟
امسك حسان بفكها بقوة : ابنك فين... ؟
طفرت الدموع من عيون مديحه متألمه : معرفش... معرفش يابيه... ؟
أشار حسان للرجل الممسك بالسوط ليرفعه في الهواء مهددا مديحه : هنشوف هتعرفي ولا لا....
نظر عثمان بطرف عيناه لحسان تجاه ليلي ليقول حسان : لما تشوفي عينه صغيرة من اللي هيتعمل فيكي لو منطقتيش هتعرفي ابنك فين
أشار بيده للرجل الذي سرعان مارفع يداه تجاه ليلي التي اغمضت عيناها بقوة وقد أفلتت تلك الصرخة من بين شفتيها ماان هوي الرجل بهذا السوط الجلدي عليها صارخا : انطقي
بكت مديحه برعب وخوف علي نفسها و ليس شفقه بليلي لتصيح بتوسل : ابوس ايدك يابيه انا ماليش ذنب.....
اشار حسان للرجل مجددا ليهوي بضربه اخري أشد الما علي ليلي التي انسابت الدموع من عيونها لتتابع مديحه بعويل :
انا ماليش ذنب يابيه........ هي السبب....
هي المصيبه اللي في حياة ابني
نظرت لها ليلي بأسي فماتلك المرأه الجبارة لتغمض عيناها مرة اخري بجلد بانتظار ضربه اخري ولكنها سرعان مافتحتها برعب حينما قبضت تلك اليد القويه علي فكها لتتلاقي بزوج عيون مرعبه بنظرات قاتله بينما زمجر عثمان بقسوة ; انتي اللي كنتي معاه وقت الحادثه
هزت ليلي راسها بألم شديد دون قول شيء لتنتفض علي صوته الجهوري وهو يزمجر بها :انطقي... انتي اللي كنتي معاه... ؟
قالت من بين دموعها : لا
صرخ بعنف وهو يدفع وجهها للخلف :حسااااان
فك قيدها وجذبها هي والرجال بقوة ليمددوها علي الارض ويقيدون قدمها بالرغم من مقاومتها وصراخها : هتعملوا فيا ايه حرام عليكم
; هنفكرك انتي كنتي معاه ولا لا
قيد الرجال قدمها واشار لهم برفعها للأعلى لتصرخ مديحة بخوف وهي تري ذلك العذاب الذي تناله ليلي
انا ماليش دعوة يابيه انا ست كبيرة معرفش اي حاجة.... هي خطيبته وتعرف أسراره.... صدقني يابيه انا معرفش حاجة
زمجر بها حسان : اخرسي
تابعت بانتحاب : ابوس ايدك يابيه انا ماليش دعوه
صرخ بها حسان بعنف : قلت اخرسي
أشار لرجاله لتتابع إنزال ليلي المقيده من أسفل لأعلى في المياة
شهقت ليلي وسعلت بقوة تلتقف أنفاسها ماان اخرجها الرجال من المياة التي ملئت حلقها.... عاد عثمان ليمسك بفكها بعنف شديد : انطقي.....
قالت بوهن شديد ; مكنتش معاه...
نصف ساعه مضت ورجاله لاتتوقف عن تعذيبها بوحشيه حتي لم يعد بها أي قوة للنطق بشيء
همس حسان لعثمان الذي كان يغلي علي جمر ملتهب ولاشئ قادر علي تبريد نيران الا القصاص لاخته...... لايتوقف عن التفكير ان بسبب رعونه اثنان مخمورين فقدت ورده حياتها وصغيره ادم اصبح يتيم الام والاب
: واضح انهم ميعرفوش حاجة ياعثمان بيه
قال عثمان بقسوة : تعذبهم لغايه مايظهر
اوما له ; بس كفايه عليهم كدة دلوقتي
أشار له بعدم اكتراث ليترك المكان ويغادر بينما أشار حسان للرجال بالتوقف....
قاد عثمان بغير هدي وصوره اخته لاتفارق عيناه... لقد كانت صغيرة بالخامسه حينما تولي تربيتها وهو لم يكن بأكثر من اربعه عشر عاما وأمنه اعتبرها ابنته هي وعمار أخيه الذي كان وقتها بالعاشرة... لقد حفر بالصخر واحتمل الكثير وهو يعيد ميراث ابيه من عائلة ابيه بعد ان تركته والدته وركضت للزواج باحدهم واعطته كل شئ....
اغمض عيناه وقبض بيده بقوة علي المقود وهو يتذكر كيف بكت ندي كل ليله وهي تسأل عن امها..... لايستطيع ان ينسي كيف كان عليه أن يكون اب وام لاخوته الصغار حتي لايتذكرا تلك المرأه التي طردته حينما طلب منها ان تعود إليهم....اربعه ايام...! اربعه ايام فقط هو ما انتظرته بعد انتهاء عدتها لتركض للزواج برجل اخر كان كل مايهمه هو ورث ابيه...! لم تكترث لابناءها ولا لمستقبلهم واهتمت لهذا الرجل الذي جعلها تأتي بهم لمنزله ليبيع منزل ابيه ويضمه لثروته وتلك الليله لم يحتمل عثمان المزيد من دموع اخته الصغيرة بينما تجذبها امها بقسوة خارج غرفتها وتلقي بهم جميعا بتلك الغرفه المتوحشة بمنزل زوجها..... كانت لحظة واحدة هي الفاصله قبل ان يسحب تلك السكين ويضعها فوق عنق ذلك الرجل ويجبره علي اعاده كل شئ نهبه منهم ليأخذ بعدها اخوته ويغادر مع وعيد وتحذير لتلك المرأه التي حذفها من خانه الامومه وزوجها بالاقتراب من إخوته..... اعادهم لمنزلهم بنفس الليله وهو يقسم الا يذوق أحدهم خوف او حزن مجددا..... عمل وعمل واجتهد حتي لمع اسم عثمان الباشا بمرور السنوات ليصبح قاسي جبار قوي لا يقف احد امام جبروته وبطشه الا امام إخوته يكون لهم الاب والأخ والسند
نددددددددددي...... بصوت جهوري شق عنان السماء كان ينادي اسمها بوجع خارج من جوفه المحترق.....
..............
.....
فركت حنان يدها بخوف وهلع وهي تقطع الغرف الواحدة تلو الاخري بحثا عن ادم الذي اختفي عن ناظريها
بلهفه سألت هدي : لقتيه ياخالتي.. ؟
هزت المرأه راسها بيأس : دورت في كل حته تحت
انتحبت حنان بخوف : يانهار اسود.... ده اخر يوم في عمري لو الولد مظهرش
وضعت هدي يدها علي قلبها المنقبض : ياتري رحت فين ياادم ياابني
قالت حنان بعويل : والله مااعرف ياخالتي انا يادوب دخلت الحمام رجعت ملقتهوش... فكرته تحت في المكتب مع عثمان بيه ولما عرفت انه خرج من بدري خفت وطلعت ادور عليه في كل حته ملقتهوش
وضعت هدي يدها علي فمها : جيب العواقب سليمه يارب....
اسمعي احنا لازم نبلغ عثمان بيه
صرخت بهلع ; لا ابوس ايدك ياخالتي ده هيخلص عليا
قالت المرأه بحيرة ويأس ; ماهو انا خايفه يكون بعد الشر حد خطفه
: حد هيخطفه من البيت وفي كل الحراسه دي
اومات هدي : ايوة بس انتي عارفه ادم شقي وبيغفل الحرس... انتي ناسيه لما هرب من ندي هانم واستخبي في عربيه دكتور مدحت الله يرحمه
اومات لها بخوف : بس والنبي ياخالتي بلاش عثمان بيه ابوس ايدك.....
اومات لها : طيب علي الاقل نقول لعمار بيه
..... انتفض عمار من مكانه ; انتي بتقولي ايه ياهدي يعني ايه مش لاقينه
أخبرته بماحدث بخوف ليضرب الحائط بقبضته فهو اغتم بحزنه علي اخته و اغتم عثمان بثأرها بينما تركوا هذا الصغير بالمنتصف
نزل عمار الدرج مسرعا ليأمر جميع الرجال بالبحث عن الطفل الصغير
.....
جذبها الرجال بقوة والقوها مجددا بهذا المكان المهجور
لتأن ليلي بخفوت ماان قيدها احد الرجال غير عابيء بجروح جسدها بسبب ذلك السوط
شدد الرجل من القيود حول يد مديحه التي هتفت بحقد : يارب يخلصوا عليكي واخلص منك كله بسببك
نظرت لها ليلي بعيونها المتورمه ثم اشاحت بوجهها للجهه الاخري دون قول شئ
ليعود حسان بضع خطوات وينحني تجاه مديحه ممسك بفمها بعنف شديد مزمجرا : لو سمعت صوتك تاني هقطع لسانك
دفعها بعنف للخلف ليصطدم راسها بالحائط صارخا : فاهمه
قالت بخوف شديد : فاهمه يابيه
خرج الرجال وهدأت خطواته خارج المكان لتتكوم ليلي علي نفسها واضعه يدها المقيده اسفل راسها لتغمض عيناها بآلم شديد لما مانالته من عذاب ليرتجف جسدها بقوة ماان لامست الارضيه البارده بسبب ملابسها المبتله
هتفت مديحه بغل من بين أسنانها : انتي هتنامي
نظرت لها ليلى دون قول شئ فهي امرأه كالحجر عهدت قسوتها سنوات حتي انها لم يرتجف لها جفن لكل العذاب الذي نالته ولم تري انها دفعت ثمن دفاعها عن حياه ابنها
: انطقي يابت انتي وقولي انك كنتي معاه يوم الحادثه
اغمضت عيناها دون قول شئ لتمد مديحه قدمها تجاهها توكزها : قومي يابت انتي وكلميني هنا... يوسف قال انتي السبب
قومي فهميني اية اللي حصل وانتي السبب في مصيبه ايه اللي ابني هيضيع فيها بسببك
تهكمت ليلي بمراره : ابنك اللي سابنا وهرب
قالت بغل : امال كنتي عاوزاه يموت
سخرت مجددا بيأس : لا نموت احنا
: طيب انطقي الراجل دا عاوز يموتنا ليه
قالت ليلي بوهن والدموع تشق طريقها عبر
قنوات عيونها الجميله : يوسف خبط اخت الراجل ده بالعربيه وماتت هي وجوزها.... فهمتي بقي
صرخت بهلع : يانهار اسود ماتت
اومات لها لتندب : هيقتلونا... يانهار اسود
قالت ليلي بحدة : اسكتي بقي كفايه
: انتي اللي اخرسي يابت انتي... تلاقيكي انتي السبب فعلا زي ما يوسف قال
صاحت بانفعال : انا السبب في ايه حرام عليكي هو كل مصيبه انا.... اتقي الله بقي عشان ربنا يقف معاكي
: انتي هتديني درس في الاخلاق
فتحت فمها لتتحدث ولكن تابعت مديحه : وهو يوسف هيكذب ويقول انتي السبب ليه
قالت ليلي بحدة لتسكتها : ششس اسكتي
صمتت مديحه تتبع نظرات ليلي التي اتجهت لاحد الاركان لتري ذلك الخيال الصغير....!!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اية رايكم وتوقعاتكم
روعه
ردحذفكملي بليييززز