اسيري ( السادس والثلاثون )

10


 الفصل السابق

فتحت صبا عيناها بصعوبه علي حركه طفلها الذي استيقظ مع بدايه شروق الشمس لتحرك راسها بارهاق ناحيته تبتسم له وتهمس اسمه بتدليل قبل أن ترفع عيناها تجاه رعد الذي غرق بالنوم يعوض عدم نومه بالأمس...نظرت تجاه ذراعه التي توسدتها هي وطفلها وازدادت ابتسامتها بينما يزداد الحنين بداخلها لهذا الود والصفاء بينهما .... بدء اياد يصدر اصوات مرتفعه لتعتدل صبا وتحمله برفق وتغادر الفراش بهدوء وهي تسحب لطفلها ملابس نظيفه وتتجه الي الغرفه الأخري تبدل له ثيابه وتطعمه ثم تقرر النزول للاسفل لإعداد الافطار .... استيقظ رعد براحه توازي راحتها ونفس الابتسامه الحالمه مرتسمه علي شفتيه .... عكسها تماما كان بهدوء يرتدي ملابسه وينزل بينما هي تتحرك هنا وهناك وعلي ذراعها طفلها الرضيع ولم تجد وقت لنفسها لاستبدال ملابسها ....وقف رعد لدي باب المطبخ يتابعها بينما انسدلت خصلات شعرها المبعثره علي ظهرها الظاهر من فتحه قميصها الحريري وكم كانت فاتنه ولكنها بنفس الوقت غاضبه ....اتجه ناحيتها قائلا بنبره ناعمه : صباح الخير 

أومات له وهي تقلب الطعام باحدي يديها بينما بيدها الأخري تحمل طفلها : صباح النور 

قال وهو يتجه الي الطاوله بوسط المطبخ : تسلم ايدك انا جعان اوي 

لم يفهم سبب نظرتها الحانقه الا حينما مدت له يدها بطفلهم قائله : يبقي خد اياد عشان اعرف اكمل باقي الاكل 

انتبه لسبب غضبها بينما ارهقها هذا الصغير المشاكس ليحمله رعد ويداعبه بمشاكسه : تعالي بس اوعي تعيط 

التفتت له صبا بحنق : ولو عيط ما تتصرف معاه 

حقا لا يفهم سبب غضبها المحبب ليبتسم لها بهدوء قائلا : حاضر هتصرف بس مالك متعصبه ليه من الصبح 

هزت كتفها وعادت لاكمال الطعام : عادي بس مرهقه شويه 

اوما لها قائلا : معلش ... نظر إلي ابنه وتابع : ما تخليك مؤدب يا ايدو بدل ما مامي عماله تطلع عصبيتها منك عليا 

نظرت له صبا بطرف عيناها بغيظ وهو يتظاهر بالبراءه وليس وكأنما هو سبب حنقها الأكبر ...

وضعت الاطباق علي الطاوله أمامه قائله : بالهنا والشفا 

رفع حاجبه حينما وجدها تتحرك للمغادره : انتي مش هتأكلي 

هزت راسها بينما لاتشعر بأي شهيه علي الاطلاق: لا ماليش نفس 

ليمسك بيدها قائلا وعيناه تتطلع لها : صبا اقعدي نفطر مع بعض 

هزت راسها وهي تضع يدها علي بطنها : مش قادره ...شويه وهبقي اكل

بالفعل كانت تشعر بألم طفيف بمعدتها  أفقدها شهيتها ولكنه ظنها غاضبه منه ليقول بإصرار : عشان خاطري ....تعالي اقعدي وانا هأخد اياد منك واسيبك تنامي شويه 

لم ترد أن ترد طلبه لتتنهد قائله : ماشي ابدء انت وانا هطلع اغير هدومي وانزل 

مسحتها عيناه بنظرات وقحه بينما تتمهل نظراته علي كل انش منها وهو يقول بعبث محبب : تغيري ليه ...كده حلو اوي 

رفعت حاجبها ومدت يدها تجاه حمالات قميصها ترفعها هاتفه به بتوبيخ : بطل قله ادب هو ايه اللي حلو 

أطلق صفير. بشقاوة قائلا : كده ....كلك علي بعضك حلوة. اوي .....نظرت له بغيظ بينما تابعت عيناه الزحف فوق جسدها الذي جعل حرارة جسده ترتفع بينما يتابع بنبره لعوب :   وبعدين واضح أن القميص مريح اوي بالنسبالك ...ارتسمت ابتسامه ماركه علي شفتيه وهو يتابع بمغزي : مع أنه متعب اوي بالنسبه ليا 

زجرته بنظراتها الغاضبه متبرطمه وهي تخرج : قليل الادب ....احسن خليك مش مرتاح 

تبعت خطواتها الحانقه ضحكته الصاخبه لتتجه الي غرفتها والغيظ منه يتفاقم ...هل ظن أن بنعومه حديثه وغزله لها أن الأمر قد انتهي ...الم يكن من وقف امامها هاتفا أنه يريد الطلاق ....( بارد ) 

تبرطمت وهي تستبدل ملابسها لتغلق سحاب ستراها الرياضيه الي عنقها ثم تتجه الي طاوله الزينه تصفف شعرها وترفع ذيل حصان للاعلي لتتوقف يدها فجاه وهي تشعر بهذا الدوار للحظات قبل أن تركض الي الحمام مع تزامن شعورها بالغثيان .....رفعت عيناها تجاه انعكاس صورتها بالمراه بعد أن غسلت وجهها مرارا بالماء البارد لتفكر هل ظنها صحيح ....عقدت حاجبيها تقوم بحسبه برأسها سرعان ما تشتت حينما استمعت لتلك الطرقات علي الباب تبعها صوته القلق : صبا انتي كويسه 

أومات وهي تقول بصوت خافت : اه ...في ايه ؟!

هز راعد كتفه قائلا : ابدا لقيتك اتاخرتي طلعت اشوفك 

فتحت الباب وخرجت لتجده واقف امامها يتطلع إليها بقلق : انتي كويسه ؟

هزت راسها وسرعان ما نظرت حولها : اياد فين ؟

اشار لها بهدوء : حطيته في الأوضه 

اتسعت عيناها وأسرعت تجاه الغرفه قائله بحنق: لوحده ؟

اوما بعدم فهم وهو يتبعها : اه فيها ايه 

دخلت لتجد الحفل بوسط الفراش يلعب باحدي الالعاب التي أعطاها له رعد الذي قال بهدوء وهو يستغرب قلقها الزائد : في ايه ياصبا .. عادي سبته علي السرير ولا هفضل انا وانتي شايلينه طول الوقت 

مالت لتحمل طفلها قائله : ولما يقع ؟

هز رأسه قائلا : يقع ازاي 

قالت بعصبيه غير مبررة : زي اي طفل ما بيقع ....

اوما لها قائلا بمغزي يلفت به نظرها الي عصبيتها الغير مبررة : لسه شويه علي ما يتحرك ويقع علي فكره 

أومات بصمت وحملت الطفل ونزلت ورعد يتبعها الي الأفطار لتجلس تتناول طعامها بشرود وهي تفكر أن كان ظنها صحيح بينما حالتها العصبيه تزامنت مع تلك الأعراض التي تشعر بها لتفكر أنها قد تكون حامل ...!

قام رعد يحمع الاطباق يضعها بمغسله الاطباق وهو يفكر كيف يفتح حديث معها ولكن جبينها المقطب جعله يتراجع ويؤجل الحديث ومع كل تأجيل كانت صبا تزداد حنق وهاهو حل المساء ولم يتغير شيء إلا حنقها المتزايد منه .

لم يستطع التركيز في اي شئ طوال اليوم وهو يحاول ترتيب كلماته بينما هي تتجنبه  وقد طاردته صورتها في كل لحظة حتي حينما يغمض عيناه يراها بداخل جفونه...

نظر  نحوها  حينما نزلت بعد أن أخذت طفله لينام 

وقد ارتدت روب ثقيل وأحاطت بحزامه خصرها النحيل وهي تفكر بكيفيه  جعله ينطق بينما ضاقت بصمته 

قالت وهي تتجه إليه بنبره ناعمه ناقضت عصبيتها التي كانت واضحه في الصباح :  تحب اجهزلك العشا

قال بتردد: لا مفيش داعي اطلعي نامي انا هأكل اي حاجة 

تفاجيء بها تقول برقه : مش هتعب ولا حاجة.... بالعكس 

حاول استعادة سيطرته علي دقات قلبه المتسارعه... انها الان تتعامل معه بنعومه وهاهي فرصته ليتحدث ولكن هاهو عقله يتردد مجددا ليلعن عناده الذي يامره بالتعقل...!! 

مع انتهاء العشاء كانت تنتهي اخر ذرات صبرها من صمته الذي يدفعها للجنون ....

خرج رعد من الحمام وقد ارتدي تيشرت ابيض وشورت رمادي وقد امسك بأحد المناشف يجفف بها شعره بخطوات سريعه ليصطدم بصبا الواقفة امامه بقوة فتصدر عنها شهقة ألم شديدة لينزع المنشفة سريعا من فوق راسة ويمسك بها يسالها بلهفة وخوف.. انا اسف مخدتش بالي 

انحنت تجاه قدمها التي ارتطم لها واغمضت عيناها تشعر بألم أسفل قدميها ليلاحظ ماترتدية أو بالأصح ماكانت ترتديه اسفل روبها الثقيل ...واه من سحر تلك المراه فقد ارتدت قميص باللون الاسود طويل وذو حملات رفيعه تقاطعت حول ظهرها ...تعالت دقات قلبه حتي كاد يسمعها وتحركت دمائة تهدر في عروقة بينما لا يستطيع رفع عيناه عنها ليحاول ابتلاع لعابه بصعوبة قبل ان ينحني ويجثو علي ركبتيه يمسك بقدمها بين يدية ويرفعها علي ركبته يتفحصها ببطء ممررا انامله المرتعشة فوق اصابعها لتصدر تاوه خافته من الألم.. ليقول بصوت هاديء : بتوجعك

ابتسمت بخبث في سرها فقد بدأت خطتها الذكية تؤتي بثمارها.. لكنها تظاهرت بالالم لتقول بصوت خفيض.. شويه 

وقف مرة اخري علي قدميه بعد ان وضع قدمها برفق علي الارض قائلا : طيب تعالي اقعدي 

هزت راسها قائله : لا انا جيت اخد اياد عشان متقلقش من نومك لو صحي 

هز رأسه سريعا قائلا : لا سيبيه نايم مش هقلق منه .....بخبث قال وهو يتظاهر بالبراءه : انتي روحي نامي ومتقلقيش ...لو صحي انا عرفت ازاي اجهز له رضعته

رفعت حاجبها بغيظ ولكنها سرعان ما قالت بخبث مماثل : يعني هتعرف تتعامل معاه ....

اوما لها لتتابع : كويس عموما لو معرفتش نادي عليا وانا هصحي علي طول

خطوة اثنان وهاهو بدء يتحدث : صبا 

التفتت إليه ببراءه : نعم 

حمحم وهو يبحث عن كلمات : ما ...ما تخليكي 

قصدي يعني عشان لو معرفتش اتصرف مع اياد تكوني موجوده 

.. عضت علي شفتيها بضيق فهي تزيد من إرهاق مشاعرة بما تفعله خاصة وهي تعرف كم هو عنيد ولن يستسلم بسهولة ولكن عليها أن تفعل هذا وهي تري امامها حائط لا يتزحزح ...أومات قائله : ماشي ...هروح اجيب تليفوني وراعه 

ليزفر بعنف فور غيابها.. هامسا بحدة : هتجنيني ياصبا 

اسرع باتجاه الفراش مغلقا الانوار قبل عودتها يدعو ان يأتيه النوم سريعا رأفة به بعد رؤيتها بتلك الهيئه المهلكه.... ولكنه لحظات وشعر بها تعود للغرفة وتتحرك ناحية الفراش لتتجه لجانبها مستلقيه هي الاخري وابتسامتها لاتفارق وجهها غافله عن ذلك الذي اخذ يجاهد بشدة في محاولة لجلب النوم لعينه بعد ان ابعدته عنه باقترابها منه يتمني ان يستجمع شجاعته ويتحدث أو ان تنام ولا تدعه يراها مرة اخري حتي لايقفد سيطرته علي نفسه أمام سحرها .... ساد الصمت اخيرا ارجاء الغرفة 

لتمر دقائق طويله عقلها يعمل بلا توقف بغيظ وهي ترتب خطتها الاخيره .. هدرت الدماء في عروقه بقوة حينما جاءه صوتها هامسا... رعد 

تمتم دون أن يلتفت إليها : نعم 

قالت ببراءه وهي تستدير تجاهه : رعد انت نمت 

اغمض عينيه بقوة يجز علي اسنانه غيظا حين وصل اليه صوتها الهامس الرقيق جاعلا من جسده كتله متوترة لكنه تجاهل سؤالها لتهمس مرة اخري باسمه... ولكنه تلك المرة شعر بتحركها نحوه بينما كل ما يفضل بينهما هو طفلهما الصغير الذي تساءل رعد عن سبب عدم استيقاظه كعادته  

اجاب بانفاس متسارعة : بنام ياصبا

قالت بصوت رقيق تخفي به مكرها 

: كنت بفكر اخد رايك في موضوع ...هزت كتفها وتابعت : يعني احنا متفاهمين وانا هعتبرك صاحب قريب ليا مش بس ابو ابني بعد الطلاق فقولت اخد رايك في موضوع 

جز علي أسنانه بقوة من كلماتها البارده لتتابع صبا بخبث وهي تتطلع الي ظهره الذي تشنجت عضلاته من أثر حديثها :  انا كنت بفكر اكلم ادهم يشوف ليا شغل معاه ايه رايك ؟

وكأن لذغته حيه ليهب من مكانه علي الفور ويلتفت لها بحده :نعم 

قالت صبا بهدوء مصطنع وهي تخفي مكرها : يعني احنا لما ننطلق انا مش هعيش عاله عليك ولازم اشتغل وابدء حياه جديده  

زفر عدة مرات ببطء في محاولة منه للهدوء ولكن عبثا لتنفلت نبرته بانفعال : مفيش حياه جديده ولا حاجه 

رفعت حاجبها متظاهره بعدم الفهم : قصدك ايه ... ؟!

هتف مجددا بانفعال : يعني مفيش طلاق ولا حياه جديده ولا شغل ولا الكلام الفارغ ده يا صبا ... نامي وسيبيني انام ...! 

طالما استمعت لتلك الجمله ولم تعرف ماذا قد تجعل شخص ما يقولها ولكنه الغيظ ( نامت عليك حيطه ) 

بالفعل هذا ما أرادت أن تصرخ به تجاهه وهو بهذا البرود والهيمنة التي تجعلها تريد أن تحطم المنزل بأكمله فوق رأسه لتشعر نظراتها بالنيران وهي تتطلع له لحظه قبل أن تهتف به من بين اسنانها : انام ؟! هو ده اللي قدرك عليه ربنا تقوله 

هي محقه في أن ترمقه بتلك النظرات التي تطلع لها وكأنه ارنب وقع فريسه لاسد غاضب ليحاول استدراك غباء كلماته : صبا ..انا قررت اننا مش هنتطلق 

اااه من اختياره لكلمات اغبي فهاهي السماء أمامه ترعد وتبرق ...!

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم في اللي بيحصل 🤣🤣

الفصل التالي



تابعة لقسم :

إرسال تعليق

10 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. هههه وقع رعد وماحدش سما عليه عناده زاد عن حده
    البارت روعه تسلم ايديكي

    ردحذف
  2. بارت رائع، بليز ما تتأخري علينا بدنا فصل جديد هدية

    ردحذف
  3. فصل رائع وممتع

    ردحذف
  4. بارت جميل جداً تسلم ايدك حبيبتى ❤

    ردحذف
  5. هو لو نطق و قالها أنا بحبك بلاش نطلق هيحصله حاجه 🤦🏻‍♀️🤦🏻‍♀️😂

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !