المتملك والشرسه ( السابع والثلاثون )

3


 تشوشت الرؤية لديها وبدأت تتلاشي ولكنها سمعت صوت عاصم المتلهف يضمها اليها ويطمئنها : متخافيش يازينه... متخافيش انا معاكي 

......... 

ترك يدها التي كانت متشبثة به فور اسراع الاطباء لاخذها منه...... 


قطع عاصم الممر ذهابا وايابا وهو يضع يداه خلف ظهره بقلق فقلبه يتمزق قلقا عليها حينما سلمها للأطباء وهي بتلك الحالة ولا يفهم مااصابها لتنزف بتلك الطريقة فجأه ...!! هز راسه يبعد اي أفكار سيئه عنه يحاول التأمل انها ستكون بخير...ليتذكر كيف كانت تبدو متعبه و وجهها شاحب وهو استمر بتعنيفها ليشعر بندم شديد ولكنها من دفعته لذلك فهو استشاط غضبا حينما علم انها كانت بالموقع وسط العمال والمهندسين فهو حذرها كثيرا وهي تعرف جيدا كم يغار عليها ومع ذلك لم تعطي اعتبار لتحذيراته لها..... التفت تجاه صوت والدته التي اسرعت خلفة حينما اخبرتها نعمات بأنه خرج ركضا و يحمل زينه.. 

اسرعت اليه تسأله بقلق شديد... اية ياعاصم اللي حصل.. مالها زينه؟ 

رد بصوت اجش : مش عارف ياماما.. فجأه لقيتها بتنزف 

قالت شهيرة بتأثر : فعلا كان شكلها تعبانه اوي لما رجعت ياريتني طلبتلها الدكتور... 


و بعد قليل خرج احد الاطباء باتجاه عاصم ليتحدث باسف شديد : للأسف ياعاصم بيه الهانم حصلها نزيف وفقدت الجنين....

ردد عاصم باستفهام :جنين ؟!! 

اومأ الطبيب :الهانم كانت حامل في شهرين..بس للاسف واضح انها بذلت مجهود كبير وده غلط جدا في شهور الحمل الاولي والنزيف كان شديد فمقدرناش نعمل حاجة .. 

تجمدت ملامحه بصدمه لتنظر شهيرة للطبيب وتسأله بقلق: وحالتها اية دلوقتي يادكتور 

: متقلقيش ياهانم حالتها كويسة وقفنا النزيف و عملناها عملية تنضيف والحمد لله الرحم وضعه تمام.

. احنا نقلناها أوضة عادية و شوية وهتفوق من البنج تقدري سيادتك بعدها تدخلي تتطمني عليها 

انصرف الطبيب فنظرت له شهيرة برفق قائلة :معلش ياحبيبي واضح انها مكانتش تعرف والا كانت اخدت بالها .. المهم دلوقتي انها كويسة وان شاء الله ربنا يعوضكم وبكرة تجيبوا اخوات كتير لسيف 

حرك عاصم راسه بجمود شديد وازدادت حدة أنفاسه حينما فكر للحظة بأنها كانت تعلم بحملها ومع ذلك لم تحافظ عليه...

بعد قليل دخلت اليها شهيرة لتطمئن عليها لتجدها ماتزال تحت تأثير المخدر.... ظلت بجوارها فترة بعدها أخبرها عاصم بأن تعود للمنزل لتبقي بجوار سيف... متقلقيش ياماما انا معاها واول ماهتفوق هجيبها علي البيت

اومات له وغادرت بعد ان طمانها الطبيب علي حالتها ليسير عاصم بخطي بطيئه تجاه سريرها وينظر لوجهها الشاحب ليتهاوي جالس بجوارها علي المقعد يتطلع اليها بحزن لما اوصلهم اليه عنادها معه ليحدثها بألم :لية يازينه عملتي كدة.. لية وصلتينا لكدة..

تحدث بألم يريد منها ان تجيبه... يريدها ان تخبره انها لم تكن تعلم وان ماحدث ليس اكثر من حادث غير مقصود... يريدها ان تخبره انها بالتاكيد لم تخفي عليه حملها...ولم تكن تعلم به ومع ذلك غامرت بجنينها.... ليتذكر تعبها الملحوظ خلال الأيام الماضية وتعمدها التظاهر انها بخير حتي لايشك بها فتتلاعب الظنون براسه واقوي الظنون انها بالفعل كانت تعلم ولم تخبره .!! 

..... 

بعد قليل... 

بدأت زينه تستعيد وعيها شيئا فشيئا لتحاول فتح جفونها المثقله تتمني ان ماحدث لم يكن سوي كابوس ولكن لون الغرفة الأبيض والألم الشديد الذي تشعر بها جعلها تدرك ان ماحدث واقع... لتلمع الدموع في عيونها فور تذكرها لما حدث.! 

... تحرك عاصم نحوها فور شعوره بها تفيق لينحني نحوها ناظرا اليها ويسالها بهدوء:انتي كويسة ؟

هزت راسها بصمت وخفضت عيناها ولم تستطبع النظر في عيناه المليئة بنظرات الاتهام ليهز راسه بألم فقد أكدت ظنونه بأنها كانت تعلم بحملها حينما تنهدت بحزن وانسابت دموعها في تلك اللحظة..!! 

لينظر نحوها عاصم بقسوة ولم يرق قلبه لبكاءها حينما فكر بأنها من تسببت بهذا بسبب عنادها ليكون الثمن باهظا لكليهما ..!! 

طوال الساعتين التاليتين.. 

لم يحاول التحدث معها فقط كان ينظر اليها من وقت لآخر ليطمئن عليها حتي انتهي المحلول الطبي من يدها ودخلت الممرضه لازالته بعدها دخل الطبيب لفحصها والتاكد انها بخير ليصف لها بعض الأدوية ويشدد علي راحتها التامه الفترة القادمه مع مراعاه حالتها النفسيه التي بالتاكيد ستكون سيئه نتيجة ماحدث..! استمع عاصم لتعليمات الطبيب بجمود عاد بعدها للغرفة ليسالها بهدوء : تحبي تفضلي هنا ولاتروحي البيت

قالت بخفوت وهي لاتقوي علي النظر لعيناه:اروح البيت 

هز راسه وساعدها بالنهوض لينحني تجاهلها يحملها ويضعها برفق داخل السيارة....

اسندت زينه راسها علي الزجاج تغمض عيناها بشدة ومازالت دموعها تنهمر بصمت فهي تكره عنادها وتحكمه الذي اوصلها لهنا وتندم أشد الندم علي تجاهلها لشعورها الذي أخبرها بأن ماتفعله ليس بصواب... تأكلها شعورها بالذنب ومرت امامها تلك الأيام التي دق فيها ناقوس الخطر وهي تجاهلته بعمد .... فيما كان عاصم يعتصر المقود بيده يحاول ضبط اعصابه كلما تذكر انها تعمدت عدم اخباره بحملها فقط لتعانده.....! مرت رحلة العوده بطيئة علي كليهما.. زينه تشعر بذنب قاتل وعاصم بالتاكيد يحملها كل الذنب فيما حدث ....

أوقف السيارة ونزل متجها نحوها لتنزل من السيارة ببطء تستند لذراع عاصم الذي انحني ليحملها ويصعد بها للغرفة يتمزق قلبه حينما شعر بها تقاوم الالم الشديد الذي تشعر به وهي تكتم تاوهاتها حينما وضعها برفق فوق الفراش ولكن هذا لم يشفع لها عنده فهي من تسببت بهذا الألم لنفسها وتسببت بألم اكبر منه لقلبه... قلبه الذي يتمزق لرؤيتها علي هذا النحو والقسوة عليها بسبب فعلتها.... 

دخلت اليها شهيرة للاطمئنان عليها فور وصولهم : حمد الله على السلامة يازينه 

لم تستطع زينه التكلم فقط كانت دموعها تنساب بصمت وصوتها مختنق بالدموع لتربت شهيرة علي يدها بمواساه : معلش ياحبيبتي ان شاء الله ربنا يعوضكم..... والحمد لله انكم مكنتوش تعرفوا عشان متتعلقوش بيه 

واجهتها عيناه في تلك اللحظة لتخفضها بندم فهي كانت تشعر وتعمدت ان تتجاهل شعورها .....! 

لم تستطع شهيرة إيقاف بكائها الصامت لتقول بحنان : نامي يازينه شوية عشان ترتاحي 

اومات لها لتخرج شهيرة بعد قليل وتتركها ترتاح فيما عاصم جامد لايتحرك ولايتحدث فقط يتركها فريسة لنظراته..... تقدم نحوها بعد خروج شهيرة ثم نظر اليها بضع لحظات تحدث بعدها بصوت ارعبها: انتي كنتي عارفة انك حامل.. مش كدة ؟!

حاولت التحدث بصوت مختنق بالدموع ولم تستطع الانكار : انا كنت حاسة .. قاطعها بحدة شديدة : كنتي حاسة ومع ذلك عملتي كل المجهود دة.. كنتي قاصدة تنزليه.. صح.. انطقي 

هزت راسها وازداد انهمار دموعها بصمت : لا ياعاصم مكنتش اقصد 

هتف بشراسة : مكنتيش تقصدي... امال خبيتي لية عليا انك حامل... 

خفضت عيناها بألم : مكنتش عارفة... 

قال بغضب :لا كنتي عارفة... سألتك كتير انتي تعبانه وكذبتي وقولتي لا عشان مكنتيش عاوزني اعرف 

نظرت له بعيون باكيه دون قول شئ ليمسك ذراعيها بعنف; خبيتي عليا عشان تعانديني وخلاص... كل ده عشان الشغل... سكتي وضيعتي ابني عشان كنتي عارفة اني همنعك من الشغل... الشغل اللي فضلتيه علي ابنك... ازدادت نبرته شراسة وعدائية : كنتي عارفة انك بتاذية وبرضه فضلتي تعاندي.. نزلتي الموقع امبارح قصد عشان تخلصي منه... هزت راسها بشدة وهي تستمع لكلامه فهي لم تقصد أن تصل بعنادها لفقدان طفلها فقط كانت تتشبث برايها ولكنها لاتجد في نفسها القدرة علي الدفاع عن نفسها... :لو كنتي قولتي انك تعبانه جايز كنا لحقناه بس انتي كنتي قاصدة كل دة يحصل ومكنتيش عاوزاة 

هزت راسها وانسابت دموعها ليهتف وهو يهزها بعنف: بس انا اللي غلطان من الاول اني سكتلك عشان مزعلكيش مني وانتي طلعتي متستاهليش.... نظر لها بحنق ثم دفعها بعنف للخلف وهو... يقول بغضب : انا بقي هدفعك تمن استهتارك بحياه ابني غالي اوي... هوريكي يازينه مين هو عاصم السيوفي.. 

دخلت شهيرة في تلك اللحظة لتراه يدفعها بتلك الطريقة لتصرخ بهلع ; عاصم انت اتجننت اية اللي بتعمله ده 

تجاهل حديث والدته التي اسرعت الي زينه التي تبكي بلاتوقف لتضمها اليها فيما يخرج صافقا الباب خلفه بعنف... 


دخل مكتبه ليلقي محتوياته بغضب عارم وتتوالي امامه كل المرات التي كبح جموح غضبه حتي لا يضايقها منه ويري كم المرات التي رضخ فيها امامها وتغير من أجلها وهي لم تتنازل ولو حتي من أجل ذلك الجنين الذي فقدته بسبب عنادها وتشبثها برايها ويتوعدها بأنه سينتقم منها لما فعلته به بعد ماقدم لها تلك التنازلات التي لم يعتادها امام احد سواها..!! 

لم يستطع المكوث اكثر فلو ظل بمكان واحد معها لن يستطيع التحكم في غضبه اكثر... ليصيح بزينب... زينب... التي هرعت ركضت نحوه : ايوة ياعاصم بيه 

: اطلعي جهزي شنطتي ونزليها العربيه بسرعه 

صعدت زينب بخطي متعثرة الغرفة لتطرق علي الباب لتسمح لها شهيرة بالدخول.. 

كانت ماتزال شهيرة جالسة بجوار زينه التي اخبرتها بماحدث لتلومها بالتاكيد وايضا تلوم ابنها علي طبعه الصعب فالغلطة غلطة كلاهما... . 

نظرت لها شهيرة باستفهام.. : عاصم بيه عاوزني اجهزله شنطته 

زمت شهيرة شفتيها بعدم رضي فهو لن يمررها لزينه ابدا... 

لتقول زينه بألم : هيمشي وهيسبيني... هزت راسها بندم شديد : انا مكنتش اقصد ياطنط .. خليه يسامحني وميبعدش عني 

قامت زينه تتحامل علي نفسها بألم تنوي النزول له لتهتف شهيرة... زينه متقوميش انتي لسة تعبانه 

هزت راسها بياس : هيمشي وهيسيبني.. انا هنز ....... لم تكمل جملتها لتظلم الدنيا حولها ولاتتحملها ساقها وتقع مكانها... صرخت شهيرة وهي تسرع تجاهها 

ليصعد عاصم راكضا فور سماعه صراخ والدته وزينب ليجدها ممدة علي الارض فاقدة للوعي... اسرع ينحني نحوها وهو يهتف اسمها بفزع.. زينه 

حملها ومددها برفق فوق الفراش وهو يربت علي وجنتها يهتف باسمها يحاول افاقتها.. فيما تناولت شهيرة زجاجة العطر من يد زينب تقربها من أنف زينه... ليصيح عاصم بزينب : اطلبي الدكتور بسرعه 

اسرعت زينب لطلب الطبيب فيما بدأت زينه بعد ثوان تستعيد وعيها وهي تتمتم باسمه.. 

فيما يتطلع اليها عاصم بقلق ليري شفتيها تميل للزرقة وقد اختفت دماء وجهها ... قالت شهيرة :خليك جنبها وهروح اشوف الدكتور 

مرر يده علي وجهها شديد البرودة بقلق وتناول يدها الباردة بين يديه يدلكها بحنان وقلق من بروده جسدها... 

حاولت التحدث بشفاها التي هربت ألوانها .. عاصم...! انا اسفة.. انا 

غاب صوتها الذي اخرجته بصعوبه وازدادت برودة جسدها ليحيطها عاصم بحنان.. بس.. بس يازينه.. 

طرقت شهيرة الباب ومعها الطبيب الذي اسرع لفحص زينه ليهز راسه.. وهو يتمتم :ضغطها واطي جدا 

حقنها ببعض الأدوية بعدها علق لها بعض المحاليل الطبية لتغلق جفونها بوهن فيما وقف الطبيب متحدثا بجدية : الفترة دي لازم راحة تامة... الهانم نزفت كتير وجسمها ضعيف وطبعا حالتها النفسية سيئة كل ده غلط عليها 

قالت شهيرة بقلق...هتبقي كويسة ؟

اومأ الطبيب : ايوة ان شاء الله بس ترتاح وتاخد الأدوية بنظام وتهتم بالتغذية وهتتحسن... 

جلس عاصم بجوارها ومرر يدة علي وجهها الشاحب بقلق وقد اختفت قسوته عليها والتي لم تكن سوي الصورة الاخري لحبه الشديد لها والم قلبه من انها فضلت شئ اخر علي حياتهما سويا. 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

إرسال تعليق

3 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !