المتملك والشرسه ( الثامن والثلاثون)

5




 حاولت تحريك جفونها الثقيله ببطء لتجده غافي وهو جالس في احد المقاعد المجاورة لها وممد قدمة امامه... حاولت الاعتدال ليشعر بها ويفتح عيناه ناظرا اليها بقلق... انتي كويسة

اومات له وهي تنظر لقسمات وجهه المتعبه تتمني لو تمحي كل ماحدث بينهما الايام الماضيه ويبقي فقط الحب الذي يجمع كليهما....

ساعدها علي النهوض لتدخل للاستحمام ليتركها لدي الباب ويظل واقف بالخارج في انتظارها فهو مازال يشعر بالقلق عليها... لتطول فترة مكوثها بالداخل فيطرق الباب... زينه... سمع همهمتها ولكن قلبه لم يطمئن ليفتح الباب فيجدها جالسة علي جانب المغطس تحيط جسدها بالمنشفة وتحاول التحامل علي نفسها للوقوف فهي ماتزال متعبه وبشدة.... 

.. 

انحني ليحملها ويضعها برفق علي طرف الفراش ويتناول احد المناشف ليجفف شعرها برفق دون قول شئ .... خرج صوتها ضعيف : عاصم.. 

نظر لها ومازال جامدا لايتحدث : ممكن تسمعني 

وضع المنشفة من يده واتجه لإحضار بعض الملابس لها متجاهل حديثها ليعتصر الألم قلبها فالبرغم من رفقه واهتمامه بها الا انه مازال يحملها الذنب.... 

تحدثت مجددا : عاصم لو سمحت اسمعني 

تحدث بحدة :عاوزة تقولي اية... مفيش اي حاجة هتقوليها هتغير اللي حصل.. 

قالت برجاء :طيب سيبني افهمك 

صمت لتتحدث : انا مكنتش اقصد اللي حصل... انا اه شكيت لما تعبت اني حامل ومنكرش اني عاندت ومرضتش اتأكد بس مش عشان مش عاوزة البيبي لا والله ياعاصم... انا بس كنت عاوزة اثبتلك اني قد المسؤلية.. واني مش دوري في الحياة اني ابقي مرات عاصم السيوفي وبس... انا زينه.. المهندسة زينه اللي شفتها وحبيتها مش عاوزة ابقي تابع ليك وخلاص عشان انت اول واحد مش هتحبني وقتها.. مش هبقي انا... انت ممكن كان عندك حق بس انت حتي محاولتش تتكلم معايا.. كل حاجة أوامر وخلاص ولو عارضتك يبقي مبحبكش.. كلمتك كتير وانت مسمعتنيش.. انا غلطت وندمانه اوي بس لو كنت اهتميت تسمعني وتحس بيا مكنش حصل كدة..... 

كان يستمع اليها دون قول شئ لتنظر له تحاول تبين رد فعله علي كلماتها فلم تجد سوي تلك النظرات الخاليه التي رمقها بها ليقول بجمود : خلصتي 

قطبت جبينها ناظره اليه فهل هذا رده علي ماقالت...؟!!! 

هز راسه قائلا : وانا كمان لو اقتنعت بكل اللي بتقوليه ده مش هبقي عاصم السيوفي... عاصم اللي تعرفيه.. اللي مش بيسمع حد غير نفسه واللي كل كلامه أوامر وخلاص... انتي عارفة نفسك وانا كمان عارف نفسي فوفري كلامك ده لنفسك عشان مش هيغير من اللي عملتيه حاجة... 

تناول ملابسها ليقترب منها يحاول مساعدتها ولا كانه كان يقول تلك الكلمات القاسية منذ لحظة لتاخد منه الملابس وترفض ان يساعدها في ارتداءها وقد ازدادت حدة أنفاسها فهو كما هو لايتغير ولن يتغير... يحملها كل الذنب حسنا فليكن وهي لن تتذلل لغفرانه...!! 


جمعت هانا الملفات الموجودة امامها ووقفت تهندم نفسها استعداد لدخولها لعاصم 

تهادت بملابسها الفاتنه ودخلت لتلتقي عيناها بعيون سلمي مديرة مكتبه التي فحصتها بنظرة من راسها حتي اخمص قدميها بعدها تحدثت بضيق : افندم؟ 

قالت بضيق مماثل : عاوزة اقابل عاصم بيه؟ 

: والسبب؟ 

قالت دون أن تنظر لها : هعرض علي عاصم بيه شوية فاكسات

لوت شفتيها بتهكم : وهو كان طلبك.. ولا انتي كدة مع نفسك تقدري تدخلي في اي وقت

زفرت بضيق من تلك الفتاه فكلاهما تفهم الاخري وكلاهما تريد جذب انتباهه لتقول ببرود ; والله الفاكسات اللي معايا مهمه جدا ولازم عاصم بيه يشوفهم

رفعت سلمي سماعه الهاتف لتتحدث بخفوت بعدها نظرت لها بامتعاض هاتفه : تقدري تدخلي....

رمقتها هانا بنظرة انتصار وهندمت شعرها ودخلت بخطي بطيئة لتتهكم سلمي : برضه ولا هيعبرك.... اساليني انا..!!

كان ينظر في بضع أوراق امامه حينما دخلت هانا والتي تسمرت عيناها عليه تنظر له باشتياق فهي لم تراه الاقليلا منذ أن عملت معه بالشركة عكس ماكانت تراه كل يوم بالمنزل ولكنها صبرت نفسها بأن فرصتها معه هنا اكبر..!!

مد يده لأخذ الملفات منها دون النظر اليها لتعطيها له ثم تقترب من مكتبه وتجلس في المقعد المقابل لمكتبه وتساله في محاوله منها لجذب انتباهه... سيف عامل اية؟

رفع راسه نحوها لحظة ثم اومأ باقتضاب :كويس

تنهدت وأكملت :وحشني جدا.... لم يعقب لتخفض نبرتها ; للأسف كان نفسي أفضل معاه بس اعمل اية زينه هانم مكنتش حباني خالص

نظر نحوها حينما ذكرت زينه التي تجاهلها طول الاسبوع الماضي بعد ان حاولت التحدث معه وهو رفض بتلك الطريقة القاسية ليستمر كلاهما برسم البرود تجاه الاخر فارتسمت علي جانب فمه ابتسامه ساخرة وهو يفكر بأن بروده معها هذا غير كافي... حسنا فهي لم تري شيئا منه بعد..!!انه فقط ينتظر ان تستعيد عافيتها كامله...! 

نظر لهانا التي كانت تتحدث وهو شارد لينتبه اليها : حضرتك هترد علي الفاكسات دلوقتي

هز رأسة : لا سيبيهم ولما اخلصهم هبعتهم مع سلمي

اخفت نظرة الاحباط التي لاحت علي وجهها فهو ككل مرة لايمنحها سوي تلك الثواني والردود المقتضبه

خرجت هانا لتنظر لها سلمي بسخرية وهي تنظر لساعتها : واضح ان الموضوع كان مهم اوي.. اخد دقيقتين بالظبط

ضربت هانا الأرض بقدمها وانصرفت وداخلها مشتعل.. 

اتجهت لمكتبها وكانت ماتزال غاضبة لينظر اليها فادي زميلها متسائلا : مالك ياهانا مستر عاصم ضايقك؟ 

هزت راسها ; لا ابدا يافادي مفيش.. 

اومأ لها وعاد لينظر في حاسوبة في حين شردت هانا في عاصم كعادتها...!! 

دخل رامز لعاصم العابث .. اية ياسيدي هتفضل مكشر كتير كدة 

: عاوز اية يارامز مش فايقلك 

قال مشاكسا ; عاوزك تفك ياعصومي 

: بس يلا 

: طيب تعالي اسهر معايا النهاردة... 

نظر له لحظة ليكمل مشاكسا : طبعا الهانم مانعاك من السهر وهتقول لا زي كل مرة

ارتسمت ابتسامه ساخرة علي جانب فمه : لا وحياتك هسهر معاك.. 


....... 


عاد مع ساعات الفجر الاولي لتستمع زينه لهدير سيارته بالفناء فتتنهد باستنكار فهو طوال الاسبوع الماضي لايمرر يوم الا وهو يعود مخمور في ساعات الفجر الاولي... 

الا يكفي تجاهله لها بتلك الطريقة ليعود مرة اخري للخمر والسهر.....! 

فتح الباب ودخل ليجدها جالسة تنظر اليه ليشيح بنظره بعيد عنها ولكنها ظلت تنظر اليه.... ليختفي خلف باب الحمام لدقائق يخرج بعدها وهو يحيط خصره بالمنشفه ويجفف شعره بمنشفه اخري نظر اليها من خلال المرأه وهو يمشط شعره ليجدها ماتزال تنظر اليه وتزم شفتيها بضيق... 

استلقي علي جانبه من الفراش لتحدثه : عاصم ممكن افهم هتفضل تعاقبني لغاية امتي؟ 

لم يجب عليها لتستشيط غضبا وتهتف به : عاصم لو سمحت رد عليا.... 

التفت اليها قائلا ببرود : عاوزة اية يازينه ؟

نظرت في عيناه قائلة : عاوزة نرجع زي ماكنا.. 

نظر اليها للحظة بعدها ارتسمت علي جانب فمه ابتسامه ساخرة : كدة ببساطة..!! علي اساس انك معملتيش حاجة 

قالت بتبرير : معملتش حاجة قصد ياعاصم... 

: عاندتي معايا... وده اللي بتعمليه كل مرة... فاكرة لما منعتك تروحي لسهيلة وبرضه صممتي وكانت النتيجة اية... برضه قلتلك بلاش شغل الفترة دي وانتي صممتي وكانت برضه النتيجه اية... كل حاجة عند وخلاص كلامي ملوش اعتبار عندك ولاكأنك متجوزة راجل اصلا.. 

اندفعت : وهي الرجولة انك تمشي كلامك عليا وخلاص

امسكها من ذراعها بشدة : متستفزنيش

وجدت ان الغضب لن يفلح معه فخفضت عيناها ووضعت يدها فوق يده التي تمسك ذراعها لتتحدث بنبره هادئة : انا غلطانه ياعاصم اني عندت معاك... بس انت كمان مكنتش بتسمعني.. 

تراخت قبضته علي ذراعها فاقتربت منه قائلة :انا ندمانه جدا علي اللي حصل ومكنتش اقصد... بس انت مكنتش حاسس ولا مهتم بيا... 

قال بحده : فقولتي تعاقبيني مش كدة 

هزت راسها بياس فلافائدة من التحدث معه.... 

اولاها ظهرة ونام لتزفر باستسلام فهي فعلت مابوسعها واعتذرت كثيرا وابدت ندمها فماذا بيدها لتفعل اكثر .... 

في الصباح التالي 

كانت زينه جالسة تحمل سيف في المقعد الهزاز شاردة في علاقتها المتوترة مع عاصم لتتنهد بحزن فهو متجاهلها علي نحو كبير منذ ذلك اليوم بالرغم من ابداءها لندمها ولكنه قرر الا يستمع....! 

دخلت شهيرة اليها وهي تبتسم لتنظر لها زينه بحب فهي بالفعل كوالدتها وقفت جنبها كثيرا ولم تتركها للحظة... قالت بهمس ; سيف نام... سيبيه وتعالي ننزل نقعد في الجنينه شوية 

اومات لها ووضعت طفلها برفق في فراشة وتبعت شهيرة الي الحديقة... 

جلسا سويا يستمتعون بهواء الليل المحمل برائحة الورود لتتحدث شهيرة : وبعدين يازينه هتفضلوا متخاصمين كتير 

هزت كتفها : وانا اعمل اية ياطنط.. انتي عارفة عاصم دماغه ناشفة ورافض اي كلام مني.. 

: معلش يازينه.. هو تلاقيه زعلان علي اللي حصل 

: ويعني انا اللي مش زعلانه... انا بموت من احساسي بالذنب 

: لا ياحبيتي بعد الشر عليكي... ودي ارادة ربنا قبل أي حاجة.. 

نظرت اليها ثم اكملت بعقلانيه : بصي يازينه عاصم شخصيته صعبه.. بس هو بيحبك والحب ده اللي هيخليكي تقدري تروضي شخصيته الصعبه... 

هزت راسها : كان بيحبني ياطنط هو بيكرهني دلوقتي.. انتي مش شايفة بيعاملني ازاي

: لا طبعا انتي مشوفتيش كان قلقان عليكي ازاي لما كنتي تعبانه. 

بصي يازينه انتي غلطتي لما صممتي علي رايك مع ان رايك كان صح بس مكنش ينفع العند يوصلك لكدة وطبعا عاصم غلطان انه صمم علي راية ومسمعكيش... بس دلوقتي المهم حياتكم ترجع كويسة مع بعض وده دورك انتي... 

: حاولت كتير وهو رافض 

: حاولي تاني وتالت.. اتنازلي شوية 

هزت راسها : لا ياطنط خلاص مفيش فايدة... عاصم مصمم علي رأيه وانا تعبت من معاملته ليا بالطريقة دي فأنا هاخد سيف وهمشي 

قطبت جبينها : تمشي..!! 

لا يازينه اوعي تعملي كدة

:مش هقعد ياطنط... انت مش شايفاه كل يوم راجع سكران الفجر اقعد لية بقي.. 

: طيب اهدي يازينه... بس لو بتحبيني شيلي فكرة انك تسيبي البيت دي من دماغك علي الاقل الفترة دي. 

.......... 

وقفت هانا امام سلمي التي اشتعلت وجنتيها احمرار من الغضب حينما انتقلت هانا لعمل معها كمساعدة لها.... انتهي العمال من ترتيب اشاياؤها علي المكتب لتجلس وهي تنظر لسلمي بتشفي.. فيما هتفت سلمي : ياريت بقي تثبتي كفاءه في شغلك معايا.. 

هزت كتفها لتقول ببرود : وهو مش واضح اد اية انا كفاءه بدليل اني اترقيت بسرعه كدة 

هزت راسها بامتعاض ونظرت لحاسوبها.... 

فيما توعدتها بداخلها فتلك الفتاه ليست سهله ابدا...!! 

بعد قليل حملت احد الملفات التي طلبها عاصم لتدلف اليه تتهادي بثوبها الزهري القصير لتضعه امامه متحدثه بنعومه: اتفضل ياعاصم بيه.. 

تناول منها الملف وبدأ بتصفحة وهو يدلك راسه أثر الصداع... وقع بضع أوراق واعطاه لها لتخرج دون قول شئ ولكنها لم تستلم لتطرق الباب بعد قليل وتدخل اليه تحمل القهوه واحد المسكنات .. 

نظرت في ارجاء الغرفة لتجده ترك مكتبه و تمدد علي الاريكة... رفع يده من علي راسه واعتدل جالسا ينظر اليها باستفهام فهو لم يستدعيها لتدخل اليه... فتحدثت بسرعه : انا قلت اجيب لحضرتك مسكن وقهوة كان واضح ان حضرتك تعبان 

اومأ لها فاقتربت منه وانحنت تجاهه تعطيها له وهي تقول برقة : سلامتك ياعاصم بيه 

بعد ان تناول المسكن اغمض عيناه لحظات ليتفاجأ بها تضع يدها علي جبينه لينتفض واقفا يهتف بها بغضب : انتي بتعملي اية؟ 

تعلثمت... انا.... انا.. انا كنت بطمن علي حضرتك 

قال بحدة : متعمليش كدة تاني... انتي فاهمة 

اومات له بارتباك ليردف : وتفضلي برا ومتدخليش مكتبي تاني من غير ماابعتلك 


خرجت بخطي متعثرة ليجلس علي مكتبه بغضب فهو يفهم بالتاكيد ماتحاول تلك الفتاه فعله.... ولكنها لا تفهم انه لن يتجاوب معها ولا مع غيرها.. هي فقط.....! زينه وليس سواها هي من يريد اقترابها فهو لايري امرأه سواها... 

دخل آلية رامز ليغمز له بمكر حينما رأي هانا تغادر بخطوات متعثرة... اية يا ابن السيوفي ناوي علي اية 

: في أية يازفت؟ 

: في الصواريخ اللي برا وهيقطعوا بعض عليك 

ضحك عاصم ليردف رامز : متشوفش بيبصوا لبعض ازاي... دول لو ضراير مش هيعملوا كدة 

نظر له ليكمل.. دي لو مدام زينه شافتهم هتقتلهم 

تنهد عاصم مطولا... لينظر له رامز... اية خفت منها 

نظر في ساعته : لا... بس يلا خلينا ننزل 


تبعته عيناها وهو يغادر مكتبه لتتنهد بغيظ فهو لايعطيه اي فرصة ليناديها عقلها بصرف النظر عما تفعل ولكن الغيظ من زينه جعلها تصمم اكثر فلماذا يحبها هي ولاينظر لسواها ماذا فعلت لتنال حبه ووفاءه بتلك الطريقة...زمت شفتيها بغل فإن لم تناله هي فلن تتركه لزينه ايضا...!! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

5 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. 🌹🌹🌹🌹🌹🌹❤️❤️❤️❤️❤️❤️

    ردحذف
  2. تسلم ايدك يا حبيبتي ماشاء الله عليكي وعلي احساسك الجميل اللي بيوصل لينا عن طريق روايات المبدعه♥️♥️♥️♥️♥️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !