اسيري ( الفصل الواحد والثلاثون)

8





شهقت زينات صارخة بعنف فور ارتطام المياه الباردة بوجهها تفيق من تلك الاغماءه التي أصابتها صارخة برعب حينما رأت نفسها مقيدة و رعد واقف أمامها تلمع عيناه بغضب جنوني وهو يقول : هتتكلمي ولا 
تدخل علام يصفعها بقوة جعلت الدماء تسيل من جانب فمها ..ماتنطقي يابت ...
امسكها من شعرها بقوة لتصرخ ...والله يا باشا هي اللي قالت ليا اعمل كده  
قال رعد بشراسة ..هي مين يابت اللي قالتلك وقالتلك تعملي ايه ؟
قالت زينات بسرعه لتنقذ نفسها ..الدكتورة سالي ...
اتسعت عيون رعد بعدم تصديق ليقبض علي فكها بقوة..وانتي تعرفيها منين ...بت انتي.....قوليلي الحقيقة بدل ماادفنك هنا 
قالت زينات من خلال بكاءها :والله مابكدب يا باشا ..هي اللي قالتلي اصورك سيادتك وانت نايم كل كام يوم وهي اللي اديتني الكاميرا وهي يا باشا اللي قالتلي احط الصور للهانم في اوضتكم يوم كتب الكتاب ..وعطتني الدوا كمان عشان أسقط الست هانم 
كانت عيون رعد مشتته مما يستمع له لتتوقف عيناه عليها بعد آخر كلمات نطقت بها وعلي الفور كان يصرخ بصوت مرعب مستفهما : ..دوا ....؟! دوا اية انطقي 
بدأت زينات بسرد كل ما حدث له .... بينما هي بغباءها من لفتت نظره لخيانتها .. فبعد رؤيته للصور عرف انها صور له فعلا وهو نائم وتم تركيب صور الفتيات بجواره لذا عرف أن شخص من داخل المنزل هو من قام بالتقاط الصور له وكانت زينات أول من شك بها لأنها من أخبرته بمغادرة صبا 
.......
وقفت صبا امام المرأة بعد ان انهت استحمامها تنظر لعلامات عنفه التي تركها علي جسدها بالأمس تبكي بخفوت فهي لم تتخيل ان يعاملها علي هذا النحو ... وبالرغم من أن جزء صغير من عقلها اعترف انها اخطئت بهروبها بهذه الطريقة الا انها لم تتقبل ان يفعل بها ما فعله عقابا لها .... ليس لديه اي حق ليجرحها علي هذا النحو ..!! 
ضمت سترتها اليها تحاول إخفاء تلك العلامات علي عنقها حينما سمعت تلك الطرقات المتتاليه علي الباب وهي تقول : ايوة. 
دخلت سوسن وهي تحمل إياد لتنظر اليها برفق وكأنها تشعر بحزنها فمنذ الامس وقد انقلب كل شئ بالمنزل ولا احد يفهم شئ... فقد حطم رعد نصف المنزل بسبب غضبه وقد نالهم جميعا نصيب من غضبه ويبدو ان سيدتهم لم تنجو من غضبه ايضا لتنظر اليها سوسن بمواساه فمهما حاولت إخفاء اثار عنفه بدت واضحة.... 
قالت سوسن بتعلثم : شوفتي اللي حصل ياهانم... رجالة رعد باشا جت واخدت البت زينات 
اخذت صبا طفلها من سوسن ونظرت اليها بتساؤل : يعني اية اخدوها... واخدوها فين؟ 
قالت سوسن بحزن : مش عارفة.... احنا اتفاجأنا انهم اخدوها بالقوة لما حاولت تهرب منهم... صمتت لحظة ثم قالت برجاء :انا بقول لو تكلمي الباشا تفهمي في أية 
خفضت صبا نظرها بقله حيلة وهي تقول: وتفتكري هما هيعملوا كدة من غير مايعرف
هزت راسها قائلة :عندك حق ياهانم...هي بس البت صعبت عليا 
قالت صبا باستفهام :هي عملت حاجة ضايقته ؟
هزت سوسن راسها :ابدا ياهانم... هي صحيح مش بتنزل ليا من زور... بس اهي برضه واحدة ست واكيد الباشا ميرضاش ليها البهدله 
هزت كتفها باستسلام : انا هكلمه احاول اعرف هي عملت اية 
: ربنا يخليكي ياهانم... وانا هنزل اجهز لحضرتك الفطار احسن سيدة تحت مش ملحقة علي الشغل لوحدها بعد ما سميه اخدت الإجازة 
سارت صبا بالطفل تجاه غرفته وهي تقول :لا ماليش نفس روحي شوفي شغلك تحت وسيبي إياد معايا 
ابتسمت لها بامتنان لتذهب للمساعدة خاصة بعد زواج سميه ورحيل زينات الان 
........
....

دخل جاسر الي ذلك المكان الذي يحتجز به رعد زينات بعد ان ذهب للشركة ولم يجده فتوقع بأنه يبحث في موضوع تلك الصور فلم يكن ليمررها 
وجده يزرع الغرفة ذهابا وايابا بغضب...قطب جبينه بتساؤل عن سبب وجود الشغالة ليقول:اية اللي جاب البت دي هنا؟ وعملت اية ؟ 
أشعل رعد سيجارته وهو يقول: ماهي اللي ورا موضوع الصور 
قال جاسر بدهشة.. هي.. ازاي 
خفض نبرته وهو يقول باستفهام :رعد انت قصدك انك فعلا كنت مع البنات دي وهي صورتك 
نفخ دخان سيجارته بعنف وهويقول; انت اتجننت ياجاسر... انا برضه اعمل كدة 
هز راسه قائلا: ما انا قولت كده برضه... طيب فهمني اية اللي حصل 
اخذ يخبر جاسر بما حدث. 
ليقول جاسر بغضب... ااه يابنت ال.... بقي هي اللي ورا كل دة وانت ناوي علي اية... سأله جاسر ليجيب وهو يضغط علي أسنانه... انا بعتهم يجيبولهالي وهوريها هي غلطت مع مين 

اخذت سالي تصرخ وتحاول نزع يدها من هؤلاء الرجال الذين اخذوها من أمام المشفي وهي لاتفهم شئ..انتو مين وجيبني هنا لية 
سمعت صوته الرجولي المخيف يغمغم بجمود : جايبنك ليا 
توقفت عن المقاومة لتشهق بصدمة : رعد ... ماتت الكلمات علي شفتيها حينما رأت زينات 
اقترب منها رعد بخطوات جامدة لتتعالي دقات قلبها برعب فلابد ان زينات قد أخبرته بكل شئ وهي هالكة لامحالة 
لتحاول التحدث بثبات وهي تقول:في أية يارعد... مين دول وازاي يجيبوني هنا بالشكل ده
كان قد صل اليها ليقول وهو يقبض علي خصلات شعرها ... بقي انتي كنتي عاوزة تموتي ابني
تعالت دقات قلبها لتتراجع بضع خطوات للخلف بهلع وهي تقول; اية اللي انت بتقوله ده.. انا.. انا استحالة اعمل كدة 
لتصيح زينات : كدابة ياباشا.. هي اللي وزتني.. هي اللي قالتلي انها عاوزة تسقط الهانم عشان تسيبها... وهي اللي اتجننت لما عرفت ان محصلهاش حاجة... وهي اللي قالتلي احط الظرف بتاع الصور للهانم في اوضتكم
قالت برعب وهي تتراجع:متصدقهاش يارعد... دي كدابة 
أشار لرجال مزمجرا بأمر ... هاتلي اسماعيل عشان يشوف شغله معاها 
فهمت مايرمي اليه لتصرخ بفزع : لا يارعد..ابوس ايدك.. . انا عملت كدة عشان بحبك... لا 
صفعها بقوة وهو يقول : بتحبيني ايه يامجنونه انتي ....انتي كنتي عاوزة تموتي ابني وتشوهي سمعتي بالصور دي 
ابتعد عنها وعدل من سترته وهو ينظر اليها نظرات لاتحمل ذره رحمه ليقول بفحيح ; حظك انك عجبتي واحد من رجالتي وانا بقي مبعزش حاجة عنهم 
نظرت اليه برعب ليكمل : بس متقلقيش هيتجوزك عرفي... اهو كام يوم لغاية مايزهق منك بعدها يسلمك.... اصل البت زينات هتعترف عليكي 
أشعل سيجارته وهو يرمقها باحتقار قائلا:وانتي وشطارتك كل مااسماعيل مزهقش منك كل مابعدتي عن السجن 
نظر لاسماعيل الذي دلف للغرفة بجسده الضخم وملامحه المرعبه... ليدفعها نحوه قائلا: خدها يااسماعيل حلال عليك 
تهلل وجهه اسماعيل قائلا بصوت اجش : يدوم ياباشا عزك 
امسكها بعنف من خصلات شعرها ليتعالي صراخها وهي تتمتم; لا يارعد... حرام عليك... سحبها اسماعيل خلفه ليتلفت تجاه زينات التي كانت تتابع مايحدث برعب ليقول مزمجرا : خدوها عذبوها شوية وبعدين تطلع علي القسم تعترف بكل حاجة... فاهمين 
اومأ له حراسه بطاعة ليلقي بسيجارته علي الارض ويدعسها بعنف وهو يشير لجاسر ليغادرو 
صمت جاسر بضع دقائق بعد انطلاقه بالسيارة ليقول بعدها بخفوت: عملت اية مع صبا؟ 
صمت ولم يجب ولكن قبضه يده علي المقود بدت واضحة بأن الأمر لم يمر.... 
قال بهدوء: رعد.. هي برضه معذورة ادي انت شوفت بنت ال.... كانت مخططه ازاي وانت عارف انها مندفعه 
قال رعد بلهجه قاطعه : طول عمرها غبيه... 
تقوس فمه بغضب وهو يتمتم ; غلطتي اوي ياصبا المرة دي... عشان انا مش هرحمك 

قضت نهارها كله مع طفلها في غرفته ليكون سلواها من هذا الحزن الذي تشعر به.. ويبدو انها قد نقلت مشاعرها السلبية له لتلاحظ كثرة بكاوه اليوم التي ارهقتها فقد ظلت تهدهده وتتحرك به ليهدأ اخيرا ويبدأ في النوم... بدأت تخفف من وتيرة مشيها به حينما تأكدت انه نام واخيرااا 
انتفضت حينما فتح باب الغرفة بقوة لتهمس له.. ششش 
نظر اليها بحده فقد ضايقه ان تشير له بالصمت لتقول بتوتر ; اصله لسة نايم 
نقل نظرة بينها وبين الطفل ليغادر دون قول شئ. 
بعد قليل دخلت اليها سوسن قائلة : هاتيه بقي ياهانم أنتي تعبتي اوي النهاردة 
قالت : لا انا هخليني معاه النهاردة 
قالت برفض:لا طبعا ياهانم.. الوقت اتأخر انتي تروحي ترتاحي... وبعدين الباشا خلاص بعت شغالين جداد تحت وانا هتهتم بيه متقلقيش
اومأت لسوسن وهي تقول: ماشي... تصبحي علي خير 
; تلاقي الخير 
توجهت الي الغرفة وهي بخطوات مرهقه لتجده مستلقي علي السرير فظنت انه نام لتغلق الباب بهدوء وتتجه نحو الاريكة عازمة النوم عليها ... لم تصمت علي ما فعله بها ولكنها لا تجد أي قدره بداخلها للحديث معه الان وخاصه أنه لن يكون حديث بل شجار سيتحول به إليها الوحش المخيف الذي تخشاه وأكثر ما تخشاه منه هو أن يحرمها من طفلها لذا فلتتمسك بعقلانيتها قليلا بعد حتي لا تخسر طفلها  
... ... انتفضت حينما سمعت صوته الاجش : تعالي نامي في مكانك احسنلك
غص حلقها من سماع صوته الأمر بتلك الطريقه لتهز رأسها قائله : مش عاوزة انام جنبك وهنام هنا 
نهض من السرير واقترب منها ببطء مما جعلها تعود بخطواتها للخلف وهو يقول بوعيد :قولتي اية.؟ مسمعتش
رفعت إليه عيناها التي لمعت بها الدموع هاتفه : قولت مش عاوزة انام جنبك ولاعاوزاك تقرب مني بعد اللي عملته امبارح
امسك بذراعيها بعنف ليقول : مش بمزاجك 
طفرت الدموع من عيونها وهي تحاول نزع يدها منه قائلة : سبيني يارعد وكفايه اللي بتعمله ده 
شدد من قبضته وهو يقول بشراسة : هو مش انتي هنا عشان مزاجي... خفضت عيناها ليصرخ بها... مش انا بجري وراكي عشان كدة.. 
قال كلماته ثم جذبها تجاه الفراش ليلقيها عليه
 لتنظر صبا اليه بتوسل وقد سالت الدموع من عيونها قائله : رعد كفايه بقي اللي بتعمله ده ....انا سكتت عشان خاطر ابني بس مش هسكت لو كررتها تاني ....اعقل انت مش كدة 
قال بشراسة وهو يخلع التيشيرت الذي يرتديه بينما يبعد من رأسه اي كلمه نطقت بها ويصر بعناد علي جنون موقفه وعقابه القاسي لها : وانتي تعرفيني اصلا... اعقلي انتي وخليكي اد كلامك اللي قولتيه 
هزت راسها بيأس وحاولت النهوض ليمسك بكلتا يديها وهو يقول : تعالي رايحه فين ....انتي لسة شوفتي حاجة من سفالتي 
استلقي فوقها وبدأ بتقبيلها بعنف حتي كاد يمزق شفتيها لينزل نحو عنقها دامغا عليه علاماته فيما تحاول أن تبعده ولكن دون جدوي فقد اختفي جسدها الصغير تحت بنيته الضخمه..لتخور قواها وتستسلم لعنفه مرة اخري....!! 
في اليوم التالي 
استيقظ رعد ليجد نفسه واضعا راسه علي صدرها ويحطها بكلتا يديه ... رفع راسه لينظر اليها فقد نامت والدموع مازالت علي وجنتيها ليشعر بقلبه يتمزق كمدا علي ما يفعله بها متعمدا ولكنها من دفعته لأن يخرج كل قسوته عليها ...  نهض من حولها سريعا متوجها للاستحمام ليبعد اي شعور بالذنب عنه مبررا أفعاله أنها السبب 
انتهي ليرتدي ملابسه ويخرج واقفا امام المرأه يصفف شعره وعيناه تتطلع إليها والي اهتزاز حركه جفونها 
بينما بقيت تتظاهر بالنوم.. 
توجهه نحو الفراش قائلا بنبرة حازمه ; قومي 
لم تستمع اليه وظلت متظاهرة بالنوم ليقول من بين أسنانه : انا عارف انك صاحية ولو مش عاوزة اللي حصل امبارح يتكرر تاني قومي فورا 
فتحت عيناها واعتدلت جالسه لترشقه بنظراتها الغاضبه وهي تهتف به بسخط .. عاوز مني اية تاني بعد كل اللي عملته ..لسه في إهانات تانيه للجاريه بتاعتك ؟ 
رفع حاجبه بغضب من عتابها المبطن قائلا : شكلك لسة متربتيش
خفضت عيناها لتخفي دموعها التي تساقطت دون إرادتها بينما قسوته التي لا تتزحزح نحرت قلبها لتقول بانكسار غلب نبرتها :  كفايه بقي اللي بتعمله 
انحني نحوها قائلا بقسوة لم تعهدها به من قبل ولكنها توطنت به تلك الأيام .. وهو انا لسة عملت... 
نظر نحو تلك العلامات الزرقاء التي ملئت عنقها وآثار أصابعه التي انطبعت علي ذراعيها ليقول بقسوة مخالفه لكل الندم والغضب الذي امتليء به قلبه تجاه نفسه علي ما فعله بها : تستاهلي كل اللي عملته واللي لسة هعمله معاكي.... انتي مش شايفاني وحش... انا هوريكي ازاي انا فعلا وحش 
وكل ماهتطولي لسانك هبقي اوحش ياصبا ... امسك ذراعها بقوة وهتف بصوت جامد وكأنه يذكر نفسه بأسباب قسوته عليها : انا طول عمري بحاول ارضيكي ... من اول ما حبيتك وانا بقيت مستعد اعمل اي حاجه عشان انول حبك ....بقيت بعمل كل حاجة عشانك لغاية ماصدقتي اني لعبه في ايدك واني مقدرش استغني عنك.. قست نظراته وازدادت قبضته علي ذراعيها وهو يتابع : بس انتي غلطانه عشان مش رعد المنشاوي اللي كل شوية تهربي منه وتقوليله مش عاوزاك ... انا اللي بقيت مش عاوزك ....انا بس باخد حق السنين اللي كنت فيها تحت امر مشاعرك ولما ازهق منك هرميكي... ولحد بقي مااقرر امتي هرميكي فأنتي ملكي تعيشي زي مانا عاوز... فاهمة. 
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

 الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !