اسيري ( الثلاثون )

9


 تشوشت رؤيتها بسبب دموعها المنهمرة فتوقفت جانبا تنظر لطفلها بيأس... لقد ابتعدت ولكنها لاتعرف الي اين.؟ فأين ستذهب منه؟ لم تفكر في هذا مسبقا وقد كان البقاء لها مستحيل بعد مارأته... تلمست يد رضيعها بحنان وضمته اليها ليزيد بكاؤها... لماذا فعل بها هذا..! ؟ لماذا كلما اقتربت يجرحها... لقد حطم كبرياؤها وكرامتها.!

أن ذهبت الي اختها سيجدها ويأخذ منها طفلها .....هزت راسها بيأس تفكر الي اين تذهب ؟! 

رفعت عيناها نحو تلك السيارة التي اقتربت منها وتوقفت امامها لتنظر لها بخشية... لتجده جاسر ينزل منها متجهه نحوها..!!

جاسر الذي لاحظ خروجها من الباب الخلفي للمنزل وهي مسرعه تحتضن طفلها اسرع تجاهها فقد شعر بوجود خطب ما... ولكنه لم يلحق بها حينما غادرت بالسيارة مسرعه ليسرع لسيارته للحاق بها

... فتح باب السيارة بقلق وقد هاله رؤيتها بهذا الانهيار.. صبا مالك في أية.؟ الولد كويس ؟

هزت له راسها بعيون دامعه ليتناوله منها ناظرا اليه ليتاكد من انه بخير ثم ينظر نحوها بتساول فماذا حدث واوصلها لتلك الحالة فقبل ساعه كانت سعيدة... فماذا يمكن أن يكون قد اوصلها لتلك الحالة خاصة وان رعد كان معه طوال الحفل لذا مؤكد انه ليس السبب في حالتها تلك... زم شفتيه وهو يفكر بأن الحفل مؤكد قد انتهي الان ورعد سيكتشف عدم وجودها هي وطفله وبالطبع سيقلب الدنيا راسا علي عقب.

سالها بقلق: رعد عارف انك هتخرجي 

لم تجيب .. فقال جاسر بجدية : صبا ايا يكون اللي وصلك للحالة دي مكنش ينفع تخرجي بالطريقة دي ....

انتي عارفة رعد هيعمل اية لو ملاقكيش انتي ولا إبنه.. 

قالت بحدة من بين دموعها : يعمل اللي يعمله انا مش خايفة منه 

قال بهدوء :مش خوف ياصبا... احترام..

احترام للي بينكم.. اللي يخليكي مهما كانت المشكله حتي لو هو السبب فيها تلجئي له هو وتحلوها سوا إنما تاخدي الولد وتسيبي البيت ومن غير علمه.. انتي غلطتي ياصبا 

بدا كلامه عقلاني ولكن متي كانت تصرفاتها عقلانية!!  وعن اي عقل يتحدث بعد رؤيتها لتلك الصور... لطالما اخبرها انها تتهمه وبدون دليل ولكن اليوم امامها دليل وواضح فهل يتوقع منها ان تكذب ماتراه وتصدق الكذبة التي سيخبرها بها.... انها مندفعه دائما ولا تفكر بشكل عقلاني ولكنه هو من يدفعها للجنون

قال جاسر بدهشة من سذاجتها بعد ان أخبرته بماحدث :  ومفكرتيش للحظة ان الصور مش صح ....من غير ما اشوفها دي اكيد مفبركه...بلاش ياستي مجاش في بالك ان اكيد اللي دخل وحط الصور دي قاصد يوقع بينكم 

تعالت نبرته وهو يكمل بحنق : وبعدين صور اية وبنات اية... يعني هو مستنيكي السنين دي من غير مايفكر في حد غيرك عشان في الآخر تصدقي انه كدة 

ازدادت حدته... انا مش عارف انتي المفروض عارفة جوزك واخلاقه... رعد ممكن يعمل كدة ؟!

زمت شفتيها بغضب من مدافعته عن رعد 

ليخرج هاتفه من جيبه مقررا اخبار رعد

بأنها معه بعد ان اسرع بنزع مفتاح السيارة من المكان المخصص له حينما حاولت أن تتحرك بها ليهز راسه باسف قائلا: برضه مصممه تتمادي في غلطك

.. طلب رقمه وهو يقول لها :  يارب الحقه قبل مايكون عمل كارثة بسبب اندفاعك 


....... بالطبع كان يتوقع حالة رعد .. 

فقد صعد للغرفة ولم يجدها ليندهش ولكن سرعان ماانقلبت دهشته لجنون حينما دخل غرفه ابنه ولم يجده ايضا مما جعل عقله يغيب عنه فقد ظن ان أحدا ما قام باختطافهما ليتعالي صوته في ارجاء المنزل غضبا في حراسة الذين هرعوا في كل مكان بحثا عنهم ليهرول اليه عمر مخبره ان سيارته ليست بمكانها فيزداد جنونه اكثر... ولكن كل هذا لم يكن بشئ قدر جنونه حينما اقتربت منه تلك الحيه زينات لتنفذ اخر خطوة من مهمتها قائلة بتوتر: ياباشا.. انا شفت الهانم معاها البيه الصغير وخارجة من الباب الوراني 

نظر اليها بغضب ممزوج بعدم تصديق : انتي بتقولي اية؟

ليدخل رئيس حرسه مؤكدا... ايوة ياباشا الهانم اخدت عربيه سيادتك وخرجت انا فرغت كاميرات المراقبه ولقيتها خرجت من ساعة 

صرخ في رئيس حرسه... ازاي.. ازاي تخرج من غير ماحد يشوفها... نايمين علي ودانكم .. اللي يدخل ويخرج بقي بمزاجة 

طأطأ راسه دون نطق حرف فهو معترف بخطأه... 

دفعه من امامه وأسرع للخارج ليلحق به سلطان قائلا .. ياباشا اديني ساعة هقلب الدنيا واجيبهم لسيادتك 

تناول مفاتيح سيارتة وهو يقول بغضب : اوعي من قدامي 

آدار السيارة ليسرع بها للخارج وهو يحاول السيطرة علي نفسه وتجميع الأحداث ليحاول الفهم... ماذا حدث؟ ماالذي دفعها للمغادرة علي هذا النحو؟ والأهم لماذا لم تخبره؟! انه لايفهم شئ.. 

... أجاب بسرعه حينما تعالي رنين هاتفه لياتية صوت جاسر علي الفور : رعد.. متقلقش صبا واياد معايا 

دعس علي المكابح بسرعه لتصدر صرير قوي وهو يقول باستفهام :  معاك فين... هما فين وأية اللي حصل ؟

بدا جاسر متعلثما يحاول اخباره اي شئ ليهدئ... اطمن هما كويسين.. هو بس في سوء تفاهم صبا هتفهمهولك.. انا هجيبهم واجي علي طول 

قال بنبره لاتقبل الجدل بينما بدأت أعصابه تنفلت من عقالها وهو يفكر أنها مرة أخري تركته :  انتو فين؟ 

:رعد خليك.. انا هجيبهم 

هتف بإصرار من بين أسنانه :  جاسر انتوا فين؟ 

لم يجد جاسر بد من اخباره بوجودهم علي الطريق فهو لم يكن ليتراجع او ليظل مكانه لايفهم شئ 

نظرت اليه صبا قائلة بغضب.. اوعي تفتكر اني ممكن ارجع مع واحد زي ده 

قاطعها جاسر ليقول بغضب: لا طبعا هترجعي معاه.... انتي خلاص صدقتي وحكمتي 

: طبعا ما انت لازم تدافع عنه 

قال جاسر بغيظ منها : انتي عارفة ان بسبب اندفاعك ده انك ممكن تخسري رعد للأبد 

هتفت بحده : ومين قالك اني عاوزاه اصلا 

نظر اليها بحنق فهي غبيه لاتتعلم ولا فائدة من النقاش معها... ليتمتم :  غبيه مبتتعلميش .... برضه بتتهميه ومن غير دليل موضوع الصور ده ممكن يكون اي حد ملفقه له 

اهتزت نظرات صبا وهي تفكر في هذا الاحتمال لتحاول بتشوش استرجاع تلك الصور في مخيلتها ولكن بنفس اللحظه سمعت صوت احتكاك الإطارات بالأرض حينما توقفت سيارة رعد بجوارهما لتضم طفلها اليها بوجل حينما نزل رعد بسرعه من السيارة وهيئته لا تبشر بالخير..

حاول جاسر التحدث للتخفيف من حدة الموقف... ولكن لم يكن هناك شئ ليخفف من ذلك الغضب المنجلي علي طلعته حينما توقف امامها بهيئته الغاضبه ونظراته الملتهبه المسلطه عليها بتساؤل جنوني عن سبب ما فعلته ...

قال جاسر : هي كانت متضايقة شوية وفهمت غلطت موضوع معين بس ففكرت تروح لهنا  ... قاطعه رعد عن الاسترسال في أخباره شيء لا يمت لما حدث بصله لينظر نحوها قائلا بجمود شديد :  هاتي الولد 

ارعبتها نظراته الغاضبه لتتراجع عن عدم إعطائه الطفل الذي احتضنته وخرجت من السيارة وحاولت التظاهر بالقوة وهي تقول : ابني هيفضل معايا 

قبض علي ذراعها بقوة داخل مرفقها وهو يجذبها ناحيته مما جعلها تتاوه بخفوت من شراسته ليدفعها داخل سيارته مغلقا الباب بعنف 

حاول جاسر التحدث ولكنه تراجع وهو يري ملامح وجهه المحتقنه بسبب الغضب ليتركه دون قول شئ ولكنه نظر لصبا لعلها تفهم ان لاسبيل للوقوف امامه وهو بتلك الحالة لعلها تفهم وتتراجع عن مواجهتته وتهديء الموقف ... 

جلست بجواره تضم طفلها آليها بصمت مثقل فحتي ذره الهواء بينهما كانت محمله بالتوتر... انها لن تتراجع عن قرارها بالانفصال عنه فقد قامت بخطوتها وانتهي الأمر حتي لو برر لها شئ لن يغير هذا من قرارها شئ... لقد خسرت حبه بل خسرته هو للأبد كما قال جاسر ولكنها لم تخسر كرامتها التي لن تقبل ان تكون مجرد شئ أراد امتلاكه... 

فيما هو كان يضغط بيده علي المقود يحاول إيجاد السيطرة علي نفسه بعدم الصراخ عليها لتخبره لما فعلت هذا به..؟ اي شئ قد دفعها لتتركه مرة اخري بعد مامرا به سويا.. لماذا كلما اقترب منها تفعل هذا به..؟ لقد اصبح دميتها تتلاعب به كماتشاء هذا مافكر به بسخط ليلوي فمه بسخريه لقد اصبح فعلا دميتها.. تحركه بنظره من عينيها وتطفئ غضبه بلمسة حانيه من يدها وتغير قراراته بكلمه حب تخدعه بها.. لقد احبها لدرجة الإدمان تتحرك في عروقه كيفما تشاء واينما تشاء ... فهي أصبحت ضعفه وقوته انها تتلاعب به تقربه وتبعده عنها كما تريد...هل تعلم مامر به خلال تلك الساعة هل تعلم كيف استقبل خبر اختفاءها.. لا لاتعلم ولن تعلم فحبهم غير متبادل كان يظن انها تبادله حبه ولكنه كان مخطئ وطالما أخطئ... فهي لم ولن تحبه.. كيف وهي تستسهل الإبتعاد عنه... لقد أخطئ في تقدير حبها له.. لأول مرة في حياته يخطي في تقدير امر ما... وكيف يستطيع تقدير الأمور بشكل صحيح وعقله ينقلب امامها راسا علي عقب وليس قلبه فقط... أين كان عقله حينما غامر بمستقبله وترك عمله الذي احبه بدون تفكير فقط من أجلها... ماذا لو لم ينجح هل كان ليهتم.... لا انه لم ولن يهتم الا بها... أين كان عقله وهو يقر ر العودة لعذابها مرة اخري بمحض أرادته.! 

لقد اوهم نفسه ان نظراتها وكلماتها وشوقها له حب ولكنه واهم... فمن يحب لايؤلم ولايترك ولايهرب...! 

توقفت السيارة أمام المنزل ليتحرك هو اولا ليتجه نحوها ويجذبها من مرفقها متجه بها نحو الداخل ليصيح بصوت ارعبها... سوسن.. سوسن 

هرولت اليه قائلة بتعثر... افندم ياباشا 

قال بلهجه أمره.. خدي إياد 

تناولت سوسن الطفل من يدها بالرغم من يدها المتشبسه به ليكمل بنبره امرة : تفضلي جنبه و متسيبهوش لحظة فاهمه 

اومات بطاعه وهي تتوجه بالطفل نحو غرفته ليسحبها خلفه طوال الدرج ويده تزداد شدة علي ذراعها ليدفعها الي الغرفة بقوة وهو يصفق الباب خلفه قائلا بصوت ارعبها بالرغم من محاولتها التماسك والتظاهر بالقوة :  ياريت يكون عندك سبب قوي للي عملتيه.. عشان صدقيني دي فرصتك الوحيدة اللي ممكن اديهالك 

تحدثت بشجاعه هشه وهي تشير لتلك الصور التي تركتها مكانها علي الطاولة الزجاجية ولم يلحظها من قبل :  المفروض انك انت اللي تديني سبب للي انا شوفته 

سار بخطي جامده وتناول تلك الصور ناظرا اليها وقد بدت الدهشة علي ملامحه في البدايه ليقول: انتي جبتي الصور دي منين؟ 

قالت بحدة : ده اللي فارق معاك ؟! 

امسك ذراعها بعنف قائلا : ردي علي السؤال 

قالت بحنق:لقيتهم هنا 

نظر اليها بغضب شديد وهو يقول بتهكم غاضب : وبرضه صدقتي... واخدتي ابني وهربتي 

حاولت نزع ذراعها منه وهي تقول : وكنت عاوزني اعمل اية... 

دفعها بعيدا عنه قائلا باشمئزاز من تلك اللعبه التي دوما ما تلعبها معه ...تقترب وتبتعد وقتما تشاء :  متعمليش حاجة.. انا اللي غلطان من الاول... انتي واحده غبيه مبتتعلميش متستاهليش اصلا اي فرص

قالت بغضب :  مين اللي محتاج الفرصة؟! 

نظر اليها لتكمل بغضب شديد : انت طول الوقت بتضحك عليا وتخدعني وانت مش اكتر واحد كداب سافل معندكش اخلاق بتجري ورا رغبتك.... عقده اني  استعصيت عليك زمان هي اللي بتحركك وعامل نفسك بتحبني مع انك اهو اتكشفت قدامي 

هزت راسها وتابعت بانفعال : انا خلاص فهمت كل حاجة ومش هتخدعني بأي تفسير ولا اي كلام 

بمجرد سماعه لكلماتها امسك ذراعها ليجذبها تجاهه قائلا بصوت قوي اخافها مخالف توقعاتها بتبرير منه علي تلك الصور   : ومين قالك اني هفسر ليكي اي حاجة... شدد علي كلماته بعنف قائلا : مش انا سافل وكل السنين دي بجري وراكي عشان عقده انك استعصيتي عليا  ... طيب انا بقي هوريكي ازاي الرجاله بتكون سافله بجد وازاي هطلع عليكي عقدتي بعد ما بقيتي ملكي 

اهتزت نظراتها من وعيده المبطن لتقول باستهجان   : انت بتهددني بعد ما كشفتك 

مليء الغضب نظراته ولكنه هز كتفه ببرود وهو يقول : انا مش محتاج اهددك طالما كشفتيني زي ما بتقولي ... ازداد الفصل ضراوة بعيناه التي مسحتها بنظرات وقحه تعمدها وهو يقترب منها يضع خطوات :  انتي من دلوقتي زي ماقلتي بالظبط عشان رغبتي وبس وانا مش محتاج اي تبرير لأي حاجه هعملها طالما بقيتي ملكي 

نظرت له لحظه بعدم فهم لتتسع عيونها حينما بدء بخلع جاكيت بدلته والقاه علي الأرض بإهمال وتبعه بأزرار قميصه وهو يشير لها بدونيه ونظراته الراغبه مازالت تكتسح كل انش بجسدها : واقفه كده ليه ....عاوزك 

عقدت حاجبيها وتراجعت خطوة للخلف غير مصدقه ما نطق به لتردد : رعد ....انت ازاي تتكلم معايا كده 

نظرلها ببرود ويداه تمتد الي حزامه الجلدي : امال اتكلم ازاي مع واحده انا عاوزها .... يلا اقلعي ولا تحبي أقوم أنا بالمهمه دي

احتقن وجهها بالغضب لتهدر به : رعد اتكلم معايا باحترام ...انا مش واحده من الشارع 

ضحك ببرود غلف به اشتعال غضبه : لا انا مقولتش كده ابدا يابنت الحريري ....انا بصدق علي كلامك ...مش قولتي انك مجرد واحدة عجباني من سنين وعندي عقده أنها استعصت عليا ....وانا عاوزها وخلاص بقت ملكي تمام يبقي ده هيكون دورك من دلوقتي... تلبي رغبتي وبس 

غص حلقها من عودته لإهانتها بذكري ابيها لتملع الدموع سريعا بعيونها وينفلت من بين شفتيها اسمه بنبره لامست قلبه العاشق لتلك المراه التي ارهقته بعشقها طوال تلك السنوات ومازالت لاتراه : رررعد .... انت 

قاطعها وهو يصرخ بها بقوة رجت أركان الغرفة وجعلها تتراجع للخلف:  اخرسي ... متنطقيش اسمي ولاتتكلمي خالص....  

بغضب خلع ما بقي من ملابسه وجذبها إليه بقوة حتي لايري عيونها التي ستجعله يتراجع عن أي شيء انتواه بينما صمم عقله وبقوة أراد اخذ ثأر سنوات من عدم رحمتها به وبقلبه العاشق لها لتهز صبا راسها برفض حينما شعرت بنفسها بين ذراعيه لتدفعه بكلتا يديها بغضب : ابعد عني يارعد وفوق من اللي بتعمله 

.....لم يبتعد بل جذبها إليه ليمد يداه تجاه ملابسها يحاول نزعها عنها بعنف ومجددا انفلت لسانها بكلمه هوجاء كانت كافيه لإشعال مابقي من فتيل أعصابه : انا بكرهك ...ابعد عني 

انهت كلمتها علي اي تعقل لديه فهي بكل الاحوال تكرهه فما الفارق ..... دفعها فوق الفراش بعدم اهتمام وكأنه يصدق علي كلامها فهو لم يفكر حتي بالدفاع عن نفسه ولما يدافع عن نفسه امامها فأن رأته بلااخلاق وتكرهه فليريها اذن كيف يكون بلا اخلاق..!!

استلقي فوقها بلا مقدمات ممزقا ملابسها مدفوعا بكل المشاعر التي مرت عليه خلال تلك السنوات معها... بكل الغضب ... من عدم ثقتها به وعدم رؤيتها لمشاعره تجاهها... من نظرتها التي لم تتغير تجاهه...بالرغم من كل مافعله من أجلها.... من وهم السعاده الذي يتأمله معها كل مره وهي كل مره ما أن يقارب علي الظن بأنه سيحظي بالراحة والسعادة معها توقظه علي جرح اكبر من سالفه .....لم تستوعب صبا للحظه ما يفعله بها بينما جابت برأسها تلك الذكري المهينه التي قارب فيها علي نفس الفعله لتتخيل للحظه أنه سيتراجع ولكن مع الأسف لم يفعل لتشعر بقبلاته قاسيه عنيفه تكاد تنتزع شفتيها التي لم يتوقف عن التهامها ..... حاولت مقاومته ولكن مقاومتها بهتت من صدمتها أنه بالفعل لن يتراجع فاغمضت عيناها بألم من معاملته العنيفة لها وانسابت دموعها بصمت من معاملته المهينه لها وكأنها جارية فعلا ..لتستسلم راضخة.... فلا سبيل لها معه مهما تحدثت او توسلت او رفضت لذا فلتبقي علي كرامتها ولا تتوسل منه التوقف أن كان يري ما يفعله سبيل لإرضاء كرامته ورجولته .....ازداد عنفه علي جسدها ومعه ازداد انهمار دموعها وهي تتذكر كل ما مر عليها معه ....فهو يغضب وحينما يغضب يعميه غضبه ..... فما يفعله معها ليس لانه مذنب بل لأنها خذلته كما يظن ... خذلته كعادته ولم تثق به ...خذلت حبه ومشاعره وهذا مااخرج مارد غضبه مجددا ....! 

بعد فترة انتهي مما يقوم به ليستلقي بجوارها علي الفراش موليها ظهره بعدم اكتراث ... لتضم عليها الغطاء وتكتم شقهاتها لتبكي بصمت لاتصدق مافعله بها ..!

ظلت علي حالتها حتي بدأت تستعيد قواها وعلي الفور كانت تقوم من جواره وهي تجر أذيال وجع قلبها كما تجر ذلك الغطاء الذي أحاطت به جسدها 

انتظر رعد ذهابها ليقوم بعدها بوجهه عاث به الندم 

فبالرغم من جبروته امامها الا انه انهار داخليا ولم يتخيل ان يصل بهم الحال لتلك الدرجة... ولكنها من دفعته لفعل هذا ...! 

بعد وقت طويل خرجت من الاستحمام بعيون 

منتفخه من شدة البكاء ووقفت أمام المرأه تنظر لحالتها لتدمع عيونها مجددا  .. التفتت إليه وقد وقف يرتدي 

ملابسه متجاهلها لتشد روبها الحريري حول جسدها  وتنظر اليه بعيون دامعه قائله بانكسار :  انا مش ممكن اعيش معاك بعد اللي عملته

نظر لها بلا مبالاه وهو يقول ببرود قاسي : وانا عملت اية ... انتي نسيتي انك مراتي ياهانم وحقي

ازدادت دموعها في الانهمار من قسوته لتقول : طلقني.. 

اهتاجت أعصابه مجددا من كلمتها ليقطع المسافة بينهما ويمسك ذراعها بعنف قائلا بصوت غاضب : ماكنتي بتتحايلي عليا بقالك شهور ارجعك. .... اية فاكرة اني لعبة في ايدك كل شوية طلقني رجعني.... لأ. 

... الكلمه دي متنطقهاش علي لسانك... انا بس اللي اقرر ... زي ماتجوزتك بمزاجي برضه هطلقك بمزاجي... وبعد ماازهق منك انا اللي هرميكي ... نظر لها بسخط وتابع بنزق : مش كل مره انتي اللي هترمي مشاعري تحت رجلك ...المره دي انا اللي هرميكي فاهمه 

دفعها بعنف لتترنح للخلف بينما الدموع تسيل من عيونها ليلتفت إليها ويتابع بوعيد :  بس افتكري اني  لما هرميكي ... مش هتشوفي ابنك ده تاني 

هزت راسها بذعر... لا يا رعد.. ابني لا 

:متنطقيش اسمي علي لسانك ده تاني واصلا مش عاوز اسمع صوتك 

خرج صافقا الباب خلفه بعنف لترتمي علي الفراش باكية بألم شديد فهي بالفعل خسرته للأبد... 

..... 

قالت هنا بقلق... يعني اية ياجاسر ؟

انت ازاي تسيبه ياخدها.. انت عارف رعد هيعمل اية فيها؟ 

تنهد بقوة... وهي اللي عملته مش شوية... وبعدين متخافيش اكيد مش هيأذيها 

نظرت اليه بعدم تصديق... لتقول بجدية : كلمه ياجاسر عشان خاطري طمني عليها 

انا كل ماتصل تلفونها مقفول وفي البيت سوسن بتقولي أنه مانع حد يطلع فوق 

ربت علي يدها قائلا: اهدي ياهنا... رعد بيحبها مش هيأذيها...في الاخر هي أم ابنه 

ارتدي سترته وهو يكمل... عموما انا هشوفه بكرة في الشركة وهحاول افهم اية اللي حصل 


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

9 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. غضبه غبى و هى متتعلمش من اغلاطعا 🤦🏻‍♀️🤦🏻‍♀️

    ردحذف
  2. صبا دائما مندفعه مش بتفكر

    ردحذف
  3. تعيشي وتكتبي حقيقي البارت صعب اوي

    ردحذف
  4. فصل رائع

    ردحذف
  5. المفروض بعد. الي عدا كانت عقلة وفهمت ان ده فخ ليها بس هيا غبيه اوووي

    ردحذف
  6. يا ترى حتى الاغتصاب هيتبرر بايه 🤦🤦🤦🤦

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !