الحلقه السابقه
عقد مراد حاجبيه حينما تقلب في الفراش ووجد مكان جوري بجواره فارغا... ليعتدل جالسا وسرعان ما ينهض من الفراش وعيناه تبحث عنها ..
نظرت نور بجبين مقطب الي مراد الذي نزل درجات السلم ركضا وعيناه مشتته لتسأله : في ايه يامراد مالك ياحبيبي..؟
حاول أن يبدو ثابتا وهو يسأل والدته : جوري فين.. ؟
هزت نور كتفها بتساؤل مندهشه : جوري.. ؟! هي مش كانت نايمه
هز راسه واتجه للحديقه دون قول شئ ليبحث عنها علها تكون هناك وتمحي تلك الظنون التي عصفت به ان تكون قد تركته...!
تتركه.... لا لايمكن.... تتركه ومن اجل ماذا... ؟!
ماذا حدث لكل هذا.... أخطأ ربما ولكن لماذا لم تتحدث معه وتخبره بما ضايقها منه... ؟!
لحظات وبدأت أنفاسه تسخن حينما خرجت الخادمه من المطبخ واتجهت الي نور قائلة بخفوت : انا شفت مدام جوري خارجة من فتره وحضرتك كنتي فوق
شعرت نور ان هناك خطب ما خاصه بعد تلك النظرة التي ارتسمت على ملامح مراد وهو يصعد مجددا الي الغرفه بعد كلام الخادمه عن خروج زوجته ....!
امسك مراد بهاتفه واتصل بها لتثور ثائرته حينما توالي الرنين دون يلقي اجابه..... صعدت نور خلفه لتجده يرتدي ملابسه علي عجاله بينما بأصابع منفعله يمسك هاتفه ويعيد الاتصال بها..... لتتفاجيء به يلقي الهاتف بعنف علي الفراش وقد نسي اي شئ عن فعلته التي لابد وأنها السبب في ذهابها بتلك الطريقه وكل ما فكر به بتلك اللحظة انها خرجت دون ان يعرف بل ولم تعتبر اي اعتبار لوجوده .... فحتى لو ضايقها فلماذا لك تتحدث معه وتخبره ويحاولان إصلاح الأمور...؟!
قالت نور بهدوء : مالك يامراد في ايه... ؟
قال باقتضاب وهو يغلق ازارا قميصه : مفيش حاجة
قالت نور وهي تهز راسها : مفيش ازاي
اكيد في حاجة هو انتوا اتخانقتوا... ؟في حاجة حصلت بينكم وانت مش عاوز تقول
هز مراد راسه دون قول شئ لتقول نور : طيب انت رايح فين يامراد ... ؟
لم يجيب لتقول نور : مراد رد عليا وفهمني لو سمحت
تهكم من نفسه : مش لما افهم انا الاول.... وافهم ليه ما هو اصل واضح ان انا ماليش وجود ولا مالي عينيها
زمت نور شفتيها واتجهت الي ابنها تحاول تهدئته فجوري بنت مهذبه ولن تفعل شئ كهذا الا بسبب قوي
لتقول نور : لا طبعا ياحبيبي.... هو بس تلاقي اكيد مامتها وحشتها وراحت تشوفها
زمجر مراد بغضب ; من غير ماتقولي.... ايه طرطور
قالت نور في محاوله منها لتهدئه الوضع :معلش ياحبيبى متكبرش الموضوع ..... انت كنت نايم وجايز محبتش تقلقك.... وعموما لو انت اتضايقت انها خرجت من غير ما تقولك اتكلم معاها براحة لما ترجع وان شاء الله مش هتكررها
سحب مراد نفس مطولا يحاول ان يهديء نفسه بكلام والدته ولكن ذلك الخجل والشعور بالخزي المتفاقم بداخله يبحث عن أي سبيل ليكون ليس وحده المخطيء فيلقي باللوم عليها أيضا ... بينما نور كانت تدرك ان ذهاب مراد الي منزل عائله زوجته سينتج عنه مشاحنه لذا حاولت اثناءه عن الذهاب
قال مراد باحتدام ; ماما لو سمحتي متدافعيش عنها
قالت نور بعقلانيه : هي مغلطتش عشان ادافع عنها
هتف بعناد : لا غلطت
قالت نور بحنان وهي تمسك بيد ابنها وتجلسه بجوارها : ياحبيبي بلاش الحاجات الصغيرة دي تزعلكم من بعض انتوا لسه في أول حياتكم..... وبعدين استني هي زمانها راجعه واسمع منها
هنا داهم قلبه السؤال.... هل ستعود..؟
وسؤال قاده لسؤال.... هل أخبرت احد بما حدث بينهما.... ماهو موقفه امام الجميع أن أخبرتهم ....هل أخطأ لتلك الدرجه ام انها زوجته ويحق له ان يستمتع معها كيفما يريد...!!
أخطأ نعم حينما لم يتفهم خوفها وعدم تقبلها وتابع مايفعله بأنانيه بحته ولكن كل هذا كان بسبب كونه لم يكن بكامل وعيه ....!
.......... ....
حاولت زينه بكافه الطرق أثناء عاصم عن التدخل في شئون ابنته لتلوم جوري نفسها الف مرة وهي تفرك يدها بتوتر... ابيها لن يصمت ومراد لابد وانه جن حينما اكتشف مغادرتها للمنزل.... اخطأت كما قالت امها ولكن دون ارادتها.... فقط كانت بحاجة للتحدث مع امها وبالفعل ارتاحت ولكن لم تتوقع ابدا ان يعرف ابيها شئ ....!
هتف عاصم بانفعال شديد وهو يرفع يده امام وجهه زينه : زيييينه انتي اللي متتدخليش ..... ولو فاكرة اني ممكن اسمع كلامك واسيب بنتي لحظة واحدة لواحد يذلها مهما كان.... انسي....!
دي بنت عاصم السيوفي مش واحدة جايبها مش الشارع تلبي طلباته
سرت رجفه هزت جسد زينه باكمله بينما غص حلقها بشده من تلك الكلمات التي ألقاها بوجهها بينما كانت هي وهو بنفس الموقف قبل سنوات ..... اهي كانت هكذا بالنسبه له...؟! مجرد اداه لتلبيه رغباته
وما قبله عليها منذ سنوات لا يقلبه علي ابنته الان بالرغم من ان ماحدث مع ابنته لايضاهي بافعاله...؟!
تماوج عقلها وضج بالذكريات التي لاتقارن بما حدث مع ابنتها...... لقد تعامل معها عاصم بعنف شديد اكثر من مرة.... نالت الكثير والكثير من انانيته والآن لايري الا ان زوج ابنته مخطيء..... تابع عاصم بعنفوان غير منتبه لقسوة كلماته ووقاحتها : في نسوان زباله كتير يقدر يعمل معاهم كدة....... إنما بنتي لا....!
سار عاصم خطوة باتجاه الباب بينما تجمدت أقدام زينه بالأرض لتنازع وجع قلبها وتحاول التحرك خلفه دون أن تستطيع....!
ليأتي لها الخلاص من صوت شهد الخادمه التي أسرعت تهتف : عاصم بيه.. الحق ياعاصم بيه..... الحق ياعاصم بيه
عقد حاجبيه مزمجرا : في ايه..؟
قالت الخادمه : عمر بيه جاي سايح في دمه
انتفض عاصم من وقفته وأسرع للخارج ليهتف بصوت جهوري وهو يقتحم غرفه ابنه : اتخانقت تااااااني....!
تنهد زينه بينما ظلت واقفه مكانها فهاهو ابنها الأصغر عمر لابد وانه تورط بمشاجرة اخري...! يشبه طبع اباه كثيرا مندفع ويداه تسبق عقله وتفكيره .. لايمر يوم بدون مشكله..... لتتهكم ملامحها.. الا يري انعكاس طبعه في ابنه ويلقي اللوم كله علي مراد....!
أسرعت جوري بعيون باكيه الي امها : مامي بابي ناوي علي ايه
تنهدت زينه دون قول شئ لتقول جوري بدموع: مامي مراد مش وحش...... انا بس بس استغربت من اللي حصل وخوفت لأننا لسه مش واخدين علي بعض..... وفهمت لما اتكلمت معاكي... ده كان كل اللي عاوزاه... حد يطمني ويتكلم معايا إنما مس عاوزة ابدا بابي يعمل حاجة وحشه مع مراد.....هو مش وحش ابدا وعمره ماضايقني الا المرة دي.... انا مش عازة اتطلق منه انا بحبه يامامي
ربتت زينه علي يد ابنتها قائلة ; عارفه ياحبيتي انه مش وحش
قالت جوري بترقب : طيب بابي ناوي على ايه
زمت زينه شفتيها بتفكير فعاصم لن يحسن التصرف ابدا وهي من عليها ان تتصرف حتي لا تتأثر حياه ابنتها لتتنهد قائلة وقد اتخذت قرارها ; تعالي ياجوري يلا هترجعي بيتك
قالت جوري بتردد : بس يامامي... بابي هيوافق
قالت زينه بجراه وتصميم : متشغليش بالك انا هتصرف... يلا هاتي شنطتك وبسرعه انزلي ورايا قبل ما عاصم يخلص كلامه مع اخوكي
........
...
هتف عاصم باحتدام بينما كان عمر ذلك الشاب فارع الطول ذو العضلات واقف يضمد جروح قبضه يده ; تاني خناقه
قال عمر بهدوء : مفيش حاجة يابابا اطمن
صرخ عاصم بانفعال من أفعال ابنه الذي ليتحدث قدر ما يستخدم ذراعه : مفيش حاجة اييييه..... كل يوم خناقه
: محصلش حاجة خناقه عاديه.... عيل كسر عليا وكمان بيبجح هسكت له
يعرف ابنه بطيشه وسباق يده لعقله وتفكيره
ليهتف بتهكم : وطبعا روحت القسم
زفر عمر قائلا : لا الناس خلصوه من ايدي
ضيق عاصم عيناه بغضب مزمجرا : واخرتها...؟!
قال عمر بعدم اكتراث : آخره ايه.... ؟!
: عمايلك وطيشك... ايييه هستني يوم لما تموت واحد في ايدك
وضع عمر يداه علي كتف ابيه لتلطيف الاجواء مشاكسا : لا متقولش كدة يا عاصم بيه اطمن
ابعد عاصم يد ابنه عنه بغضب قائلا بحزم : هات مفاتيح عربيتك
نظر له عمر بعدم فهم ليصيح عاصم بغضب : سمعت انا قولت اييييه.... هات المفاتيح
مد عمر يداه الي جيبه ليخرج مفتاح سيارته لتسبقه يد عاصم بغضب ويخرج محفظته ويسحب منها كافه الكروت البنكيه لينظر له عمر باستهجان ; انت بتعمل ايه يابابا
هتف عاصم بسخط : بربيك..... من النهارده خروجك ودخولك معايا من الشركه للبيت وبس.... مفيش خروج مع شويه الصيع اللي بتخرج معاهم الا لما تتربي وتعرف انك بقيت راجل مش لسه عيل فرحان بعضلاته
تجمعت نظرات الرفض بعيون عمر ولكنه لم ينطق بشئ فهاهو عاصم السيوفي الذي يخشاه لذا الصمت افضل..... سحب عاصم نفس مطولا وهو يضم قبضته ليهتف مزمجرا بتحذير ; ده اخر تحذير ليك.... فاهم
خرج وصفق الباب خلفه بعنف لتتفجر البراكين برأسه اكثر واكثر حينما لم يجد زينه وابنته بالمنزل...!
........
كانت نور مازالت تتحدث مع مراد حينما دخل سيف الي الي الغرفه قائلا : مراد... قوم تعالي عاوزك
نظرت نور الي سيف متساءله : في حاجة ياسيف... ؟
قال سيف باقتضاب وهو يشير لابنه : مفيش يانور.... قوم يامراد
قام مراد خلف ابيه ليغلق سيف باب المكتب وينفض هدوءه ورزانته وهو يسأل ابنه : عملت ايه خلي مراتك تسيب البيت...؟!
حاول مراد التحدث ليقول : سابت البيت ايه بس....
قال سيف بحزم ; مراد من غير لف ود روان مراتك سابت البيت ليه...
: يابابا.... قاطعه سيف بانفعال : قولتلك من غير لف ولا دوران.... انتوا راجعين بدري من شهر العسل واول ما البنت رجعت سابت البيت ومشيت يبقي حالا تقولي عملت ايه
خفض مراد راسه بخجل وتوتر وتردد في اخبار ابيه بما حدث
ليتحدث سيف بنفاذ صبر : انطق عملت ليها ايه...؟
اتسعت عيون سيف بينما جاهد مراد اخبار ابيه بتلك التفاصيل التي ظنها عاديه وتحدث بين الأزواج..... نعم كذلك ولكن كان عليه احترام رفضها وكونها حديثه العهد ولم تأخذ عليه....
نظر مراد الي ابيه لينهي حديثه قائلا : يعني مفيش حاجة كبيرة.... انا بس اندفعت شويه ومكنتش اعرف ان الموضوع ده هيضايقها
نظر له سيف باستفهام : يعني ايه.. ؟
قال مراد بحرج : فقدت سيطرتي شويه وفكرتها مش قاصده ترفض..... هز كتفه بخزي وتابع : مكنتش اعرف ان هيحصل كده
نظر له سيف بانفعال وهو يسأله : كانت اول مرة تكونوا مع بعض
هز مراد راسه : لا..... انا بس سهرت مع جماعه صحابي قابلتهم صدفه وعزموني نحتفل و... و
نظر له سيف بترقب : و ايه انطق..؟
ابتهل سيف ان تخلف اجابه ابنه ظنونه
ليقول مراد بتبرير : واحد منهم اداني سيجاره وشربتها ولما طلعت الاوضه.... يعني... يعني مقدرتش اسيطر علي نفسي
لم يتوقف سيف لسماع المزيد ليطبق بتلابيب ابنه مزمجرا بعصبيه شديده وقد انفتحت جروح الماضي.....
هل يري عدي في ابنه....؟!
دخلت نور لتنصدم بما يفعله سيف
: سيف.... ابعد عنه في ايه
ابعدها سيف بغضب شديد ; اوعي ومتدخليش
اخرجها من الغرفه وعاد لابنه صارخا بكمد وقهر : اييييه
قال مراد بتعلثم : يابابا اسمعني.... ؟!
: اسمع اييييه..... اسمع خيبه أملي في ابني
ابني الراجل جري زي العيال يجرب سيجارة..... ابني اللي مكانش عنده رجوله وهو بيستقوي علي مراته عشان ينبسط....!
ركل سيف الطاوله بعنف لتتطاير الأجزاء الزجاجه مصدره ضجيج قوي جعل قلب نور ينتفض فماذا حدث لكل هذا.... لتطرق الباب مجددا : سيف افتح...!
.........!
أوقفت زينه سيارة ابنتها امام بوابه المنزل الحديديه والتفتت لها قائلة : فهمتي ياجوري
اومات جوري بابتسامه باهته لتسألها : وبابي
قالت زينه بابتسامه مشجعه : متقلقيش انا هتصرف معاه
اومات لتنزل زينه وتترك جوري تدخل بسيارتها للمنزل.....!
قال مراد بدفاع عن نفسه : يابابا والله انا بحبها ومقصدش ابدا اضايقها.... والسيجارة دي مش اكتر من حاجة هبله بيني وبين صحابي واول واخر مره هجربها لاني معنديش استعداد اضايقها تاني
نظر سيف لابنه لحظة يستشف صدقه قبل ان يجذب يده ويضعها فوق المصحف قائلا :
: احلف.... احلف انها اول واخر مرة
اومأ مراد واقسم ليكمل مراد : انا معنديش استعداد اخسرها
: ولا تخسر نفسك حاجة.... وده اهم حاجة
اومأ مراد ليقول : طيب يابابا هعمل ايه مع جوري
فرك سيف وجهه بحيرة فما موقف ابنه امام اهل زوجته ان أخبرتهم
.......... بنفس اللحظة كانت نور تطرق الباب قائلة : مراد.. جوري رجعت
لم يصدق نفسه حينما استمع لصوت امه لينظر الي ابيه لحظة قبل ان يوميء له سيف ليخرج.... اسرع يفتح الباب قائلا بلهفه : رجعت ياماما
اومات نور وهي تنظر الي سيف بتساؤل عن سبب حالته ; اه ياحبيبي طلعت فوق
........
فتح الباب بلهفه لتتراجع جوري خطوة للخلف بتوجس من رد فعله ...!
تسمر مراد مكانه ليقول : جوري
مد يده لها قائلا : انتي خايفه مني
ظلت واقفه مكانها ليقول مراد بهدوء :
تعالي ياجوري متخافيش.... خلينا نتكلم مع بعض
صدق كلام والدتها فالحديث بين الزوجين اول الطريق الصحيح لتخطي صعاب الحياه الزوجيه وعقباتها
ماان وضعت جوري يدها بيده حتي وجدت نفسها بين ذراعيه حيث جذبها مراد ووضعها بحضنه واغدقها بالقبلات وهو يقول ; متزعليش مني ياحبيتي مكنتش اقصد ابدا اضايقك
استكانت جوري لحظات بين ذراعيه قبل ان ترفع عيناها اليه بعتاب صامت ليقول : اسف اني خوفتك مني
.........!
سحبت زينه نفس مطولا قبل ان تجيب علي عاصم الذي هتف بعنوان ; انتي فين...؟!
قالت زينه بجرأه : اخدت جوري رجعتها بيتها
هتف عاصم باحتدام : من ورايا
قالت زينه بثبات : هي عاوزة كدة وده الصح
: الصح من وجهه نظر مين
: مش مهم... المهم ان دي رغبتها ولو سمحت متدخلش طالما هي مطلبتش منك تتدخل....
: اسيبها ليه يبهدلها
: تسيبها تمشي حياتها زي ماهي شايفه.... لو مراد طلع ميستهلهاش هتكون انت اول واحد تلجأ له..... ازدادت نبرتها بحده وتابعت :
مراد عارف كويس انها بنت عاصم السيوفي مش بنت مش الشارع لو ده اللي يهمك
أدرك مقدار خطأه الان لتكمل زينه : بس الاهم من هي بنت مين انها البنت اللي بيحبها وعشان كدة هيكون اكتر واحد خايف عليها قال عاصم بخجل :زينه انا مقصدتش اللي فهمتيه
: لو سمحت ياعاصم انا مش عاوزة اتكلم في الموضوع ده
لو عاوز تتطمن علي جوري اتصل بيها
قال عاصم بخزي ; وانتي.؟
:انا ايه.. ؟
: انتي فين يا زينه..؟
قالت باقتضاب : شويه وراجعه البيت
محتاجة ابقي لوحدي شويه
قال عاصم بتأثر : زينه
قالت زينه بصوت متوجع : عاصم انا رديت عشان متقلقش... وبعدين هروح فين اكيد هرجع
شعر بألم شديد في قلبه بسبب جرحه لها دون ان يقصد ليقول ; زينه حبيتي قوليلي انتي فين ؟؟
اغلقت ليتحرك عاصم سريعا بسيارته للخارج فلن يتركها وحدها.......سارت زينه في ذلك الشارع لترفع عيناها الي ذلك الإعلان لترتسم ابتسامه خفيفه علي طرف شفتيها.... مدينه زينه.... تلك المدينه الرأسيه الي سماها بأسمها منذ سنوات
تحركت راسه يمينا ويسارا يبحث عنها
ليجدها تسير في نهايه الشارع.....
أوقف السيارة بجوارها قائلا برجاء : زينه حبيتي اركبي نتكلم في البيت
دون قول شيء ركبت زينه بجواره
لينظر لها عاصم بعيون متألمه ويضع يده فوق يدها قائلا : زينه حبيتي انتي عارفه اني بحبك ومكنتش اقصد ابدا ازعلك....
.........
......
عقد مراد حاجبيه بعدم فهم بينما تعطيه جوري تلك الوساده والغطاء :
ايه ده..؟
: هيكون ايه..... خد دول عشان هتنام علي الكنبه
عقد مراد حاجبيه بعدم فهم : جوري
انا قولتلك اللي حصل
اومات : وانا لسه زعلانه منك
قال برجاء وهو يحيط خصرها بذراعه : جوري حياتي
قالت جوري بجديه : السيجارة دي كان ممكن تنهي حياتنا...!
: حبيتي مش هتتكرر
هزت كتفها بدلال : اضمن منين
قال مراد بجديه وهو يتطلع لعيونها : كلمتي عهد
قربها اليه اكثر ليقول بحب : خليني انسيكي اللي عملته
........!
جلس ادم علي الشاطئ الرملي واسند ذراعيه علي ركبته يتطلع الي ندي التي كانت تتحرك يمينا ويسارا بينما تظبط عدسه الكاميرا التي اخذت تصدر صوتا متزامن مع ضوء الفلاش الذي اخذت تلتقط به تلك الصور لهذا المنظر البديع للقمر والنجوم من على الشاطيء الذي انعكس عليه ضوء القمر
وجد ادم عيناه لا تتوقف عن التطلع اليها بينما يدرك انها لم تعد تلك الصغيره المشاكسه..... لترتسم ابتسامه علي طرف شفتيه وهو يكمل لم تعد تلك الصغيرة المزعجه واااه من ازعاج تلك الصغيرة... انها صوت صاخب يتحرك في كل مكان تلفت الانتباه أينما ذهبت اعتاد عليها في حياته لدرجه ان أصبحت جزء لا يتجزء من حياته..... نعم محق عثمان انهم خلقوا لبعضهم....
ادم... ادم
عقد حاجبيه باستدراك يستجمع هياج تلك المشاعر بداخله بينما تناديه ندي
:نعم
; تعالي امسك دي كده
قام من قعدته واتجه ناحيتها لتعطيه الكاميرا قائلة : امسك ده ثانيه
لمست يداه يدها بينما يمسك الكاميرا من يدها لتسري قشعريرة بجسده ويرفع عيناه ناحيه عيونها التي لمعت و اختطفته وغاب بسحرها للحظة و سرعان ما حاول يحاول ان يبدو متهكما كما اعتاد وهو يخشى تلك المشاعر التي تداهمه : وانا جاي اشتغل ولاايه
زمت شفتيها بغضب ولفت يدها حول صدرها : امال جاي ليه
أشار حوله قائلا عكس ماتوقعت : جاي استمتع بالمنظر
رفعت حاجبيها : وده من امتي بتفهم في المناظر دي
زجرها بضيق : ما تلمي لسانك يابت انتي انتي متعرفيش تبقي دقيقه ساكته من غير ماتستفزيني
خالفت توقعاته هي الاخري وهي تقول : تصدق عندك حق
نظر لها بطرف عيناه : عندي حق في ايه... ؟
هزت كتفها بتردد ; يعني... يعني مفيش داعي نستفز بعض ونتخانق كل شويه
ارتسمت ابتسامه علي طرف شفتيه ليقول بخبث : وخصوصا اننا هنتجوز قريب
داهمت الحمرة وجهها ليكمل ادم وهو يتطلع باعجاب اليها : ايه رايك نعمل هدنه ياندي
هل قال اسمها للتو بتلك النبره... ؟!
ليشجعها ادم بابتسامته وهو يمد يده لها : هدنه...؟!
اومات له وانفلتت من شفتيها تلك الابتسامه واه من تلك الابتسامه
لتقول وهي تمد يدها : هدنه
وهاهي يدها بيده تصافحه
طغت الحمرة علي وجهها وخفضت عيناها تنظر الي يدها التي ابقاها بيده لتتسارع دقات قلبها في صدرها فينتبه ادم وسرعان ما يترك يدها...!
........
....إياد.... اياد
اسرع إياد يخرج من مكتب ابيه ومنه للخارج نتجاهل نداء والدته
قالت صبا : رعد.... ماله إياد في ايه.. ؟
لم يرفع رعد راسه عن الأوراق التي امامه قائلا بعدم اكتراث ظاهري : عادي مفيش، حاجة
قطبت صبا جبينها : يعني ايه مفيش حاجة.... انتوا اتخانقتوا
قال بقليل من العصبيه : قولتلك مفيش ياصبا ولا هو تحقيق
نظرت له صبا بعتاب وزمت شفتيها وخرجت دون قول شئ
انه رعد المشاوي الذي لن يتغير...!
اتصلت بأبنها : ايوة ياماما
;إياد حبيبي في ايه مالك
: ابدا مفيش
: انت اتخانقت مع بابا
صمت إياد لحظة قبل ان يقول : لا ابدا
بالتاكيد لن تصل لشئ فهو مثل ابيه ومهما كانت علاقتهم قريبه الا انه ان قال لن يتحدث فلن يفعلها ولكنها لم تهدأ وكلما أخذها تفكيرها لتلك الجهه كانت ترفض مجرد التفكير بها فليس شئ يتعلق بحبه لنور ورغبته في الزواج بها....!
نظر رعد الي هاتفه الذي لا يتوقف عن الرنين
:ايوة ياجاسر ايه الزن ده
قال جاسر : مش بترد ليه
:عادي مش فاضي
قال جاسر باصرار :وراك ايه
هتف رعد بضيق : هو تحقيق
قال جاسر :لا ياسيدي بطمن عليك
;انا كويس
;امال متعصب ليه.؟
قال رعد بحده ; جاسر انت هتفتح ليا تحقيق ادخل في الموضوع علي طول
قال جاسر : اياد
تهكم رعد ; اشتكي ليك
; لا طبعا وهو ابنك بتاع شكوي
:امال.. ؟
: ابدا كان قاعد مع هشام ابني و سمعت كلامهم
وبصراحه مصدقتش..... رعد انت بتتكلم بجد.... مش عاوز ابنك يتجوز البنت اللي بيحبها عشان التخاريف دي.. ؟
قاطعه رعد بقليل من العصبيه : عشان انا شايف ان ده الصح
:لا طبعا مش صح
: انا ابوه وانا اقرر
: وهو قراره مالوش اعتبار
: جاسر اقفل مش عاوز اتكلم في الموضوع وجواز ابني من بنت عمر زهران انا قولت قراري فيه.... لا يعني لا
لم يستطيع التركيز بعد تلك المكالمه ليلقي القلم من يده ويتجه الي غرفته وليته لم يفعل فما ان دخل رعد الي الغرفه حتي وضعت صبا الكتاب الذي كانت تقرأه بعقل مشتت بين يديها بجوارها وترتكز علي جانبها وتنام
نظر لها رعد وهز راسه فهاهي غاضبه منه لانه تعصب عليها
خلع روبه الثقيل والقاه علي الاريكة ودخل بجانبه من الفراش مقتربا منها لتجفل صبا ماان احاط ظهرها بذراعيه وتبتعد عنه فتسمع زفرة ضيق من بين شفتيه
قائلا : مكنتش اقصد اتعصب عليكي
اعتدلت جالسه بانفعال لتتطلع اليه هاتفه :وانت فاكر اني زعلانه منك عشان اتعصبت... طبعك وحفظته رعد المنشاوي وعصبيته اللي بسبب ومن غير سبب
نظر الي تلك العاصفه ليقول برفق وتعب فهو بحاجة اليها ليخرج من تفكيره الذي يؤنبه علي مافعله بابنه
:ولما انتي عارفه طبعي زعلانه ليه
ابعدت يداه عن وجهها بجفاء شديد ونظرت له بشفقه وهي تقول : زعلانه عليك مش منك
نظر لها بعدم فهم لتقول باستهجان : التاريخ بيعيد نفسه
وتابعت : اللي عمله بابا معاك من سنين انت بتعمله دلوقتي بس للاسف كان كنان الحريري في قلبه رحمه عنك.... عشان كنت انت كنت الراجل اللي شقي وتعب ووصل لحبيبته بنت الراجل الغني إنما دلوقتي ابنك انت سايبه من غير حول ولا قوه لانه هو ابن الراجل الغني اللي رافض ارتباطه ببنت عاديه
احتدت ملامح رعد من لومها له بتلك الطريقه وانشل لسانه بينما تابعت صبا سلخ جلده بسياط لسانها وهي تكمل بانفعال : عمري ما كنت أتوقع انك تعمل كدة.... اكيد بابا كان عنده وجهه نظر وان ميزان الكون زي ما بتفكر انت وهو عمره ما يتعدل لما واحد وواحدة يحبوا بعض من مختلف الطبقات
احتدت ملامحها وتابعت بتهكم : ابقي اعمل قايمه لابنك ببنات رجال الأعمال عشان يحب منهم.... ليه يروح يحب بنت دكتور محترم.... بنت جميله ورقيقه ومحترمه وناجحه خلت ابنك اللي بقالي سنين اتحايل عليه يتجوز ينام يحلم بيها.....
سخنت أنفاسه لتتابع صبا بهجوم : ابنك ضابط يارعد ويعرف يفرق كويس اوي بين بنت طمعانه في ثروة ابوه وبين بنت طمعانه فيه وفي حبه..... وبعدين اوعي في يوم من الايام تحمل ابني ذنب انه ابنك ابن رعد المنشاوي الثروة دي انت اللي انت عملتها مش هو.....
ابني يقدر يعمل الف ثروة زي اللي انت عملتها لما يتجوز البنت اللي بيحبها...
: صبا
ابعدت يده عنها بانفعال : اوعي كدة واياك تفكر تلمسني..... انت هديت الدنيا عشاني زمان عشان كلمه واحدة..... انك بتحبني..! ودلوقتي بتتعامل وكأنك نسخه تانيه من بابا
نظر لها رعد لتكمل بانفعال : انا مش هحارب مرتين يارعد
اوقفها قبل ان تغادر الغرفه قائلا : انتي محاربتيش انا اللي حاربت
التفتت له ليقوم من مكانه ويتجه ناحيتها ويكمل ; انا اللي حاربت عشانك
ولا ناسيه
تهكمت منه : انت اللي نسيت... مش انا.. ؟!
انت اللي نسيت وعاوز ابنك يعيش نفس المأساه
...........
قالت همس : لو محاربش الدنيا والظروف عشانك يبقي ميستاهلش دمعه واحده من عينك يانور
نظرت نور الي امها لتكمل همس ;
اللي بيحب ميعرفش، كلمه لا.... عشان ملهاش وجود في قاموسه
نظرت نور الي والدتها وتبتسم قائلة : دكتور عمر معرفش كلمه لا
ضحكت همس وهزت راسها لابنتها بفخر بقصه حبها التي لاتتوقف عن أخبارها لها : دكتور عمر عيشني احلي قصه حب ممكن اي بنت تعيشها ولو إياد معملش زيه يبقي اوعي تفكري لحظة فيه
خفضت نور عيناها بيأس قائلة : إياد يبقي ابن رعد المنشاوي وانا مجرد بنت عاديه...
.....!
: انت السبب...؟
عقد بدر حاجبيه باستخدام: انا
هتفت فريده بغضب شديد : ايوة انت السبب.... انت اللي سبتها عايشه...!
اتسعت عيناه بعدم تصديق مرددا : كنتي عاوزاني اقتلها
هتفت فريده بضياع : كنت عاوزاك تبعدها عن حياتنا وكفايه اوي اللي عملته
.... كنت عاوزه صفحتها تتقفل.... إنما أنت عملت ايه.... عملت ايه.... سبتها عايشه.... واهي النتيجه.. ابني هيروح مني
فرك بدر وجهه بانفعال بينما يستمع كل مرة لهذا الحديث ليقترب منها مهدئا : فريدة... فارس..... قاطعته بحدة وهي تبعد يداه عنها :فارس ايه..... فارس اييييه
فارس هيكرهني بسببها... فارس ابني هيشوف اني مرات ابوه مش امه الل ربته السنين دي.... تجمعت الدموع بعيونها وهاجمته بشده ; لييه..... لييييه تعمل كدة فيا بعد كل اللي عيشته.....
لا ليه سبتها كل السنين دي عايشه وفي الاخر جايه تاخد ابني مني زي مااخدت اللي قبله....!
انتحبت فريده وهي تصيح بقهر : اللي قبله...! فاكرهم يابدر ولا نسيت ولادي اللي المجرمه دي كانت بتقتلهم
غص حلقها بشده بينما تتابع : لو انت نسيت انا عمرى ماهنسي...
عمري ماهنسي ولادي اللي ماتوا علي ايديها
ضغط بدر علي أسنانه :فريييده كفايه اسكتي
صرخت فريده بانفعال : مش هسكت يابدر مش هسكت....!
مش هسكت الا لما تقولي سبت ايمان عايشه ليه بعد كل اللي عملته...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
عدد الحلقات الخاصه 10
الشخصيات اللي ظهرت (جوري بنت عاصم وزينه من روايه المتملك والشرسة.... مراد ابن سيف ونور من روايه سيف منتقم
إياد ابن رعد وصبا من رويته اسيري..... ندي وآدم من رويته القاسي..... بدر وفريده من روايه بعد البدايه)
يتبع الحلقه ٦ ..
الحلقات أكثر من رائعة
ردحذفتحفه
ردحذف