الحلقه الخاصه
(الابطال اللي هتظهر.... ولاد سليم وحور من جبل الجليد..... ولاد بدر وفريده من بعد البدايه..... ندي وآدم من القاسي.... مراد وندي من لم أعد تلك الحمقاء.... أدهم وغزل من مهووس بك ياصغيرة.... جواد وزهرة من ستكونين لي..... همس وعمر من حب اسود)
تجمعت الدموع بعيونها وهاجمته بشده ; لييه..... لييييه تعمل كدة فيا بعد كل اللي عيشته.....
لا ليه سبتها كل السنين دي عايشه وفي الاخر جايه تاخد ابني مني زي مااخدت اللي قبله....!
انتحبت فريده وهي تصيح بقهر : اللي قبله...! فاكرهم يابدر ولا نسيت ولادي اللي المجرمه دي كانت بتقتلهم
غص حلقها بشده بينما تتابع : لو انت نسيت انا عمرى ماهنسي...
عمري ماهنسي ولادي اللي ماتوا علي ايديها
ضغط بدر علي أسنانه :فريييده كفايه اسكتي
صرخت فريده بانفعال : مش هسكت يابدر مش هسكت....!
مش هسكت الا لما تقولي سبت ايمان عايشه ليه بعد كل اللي عملته...!
مقدرتش يافريده مقدرتش اقتلها
واشمعني هي قدرت تعمل كده فيا
فريده اهدي وخلينا نتكلم بالعقل
مفيش عقل هو فين العقل....بعد السنين دي اكتشف انك بتكذب عليا
مكذبتش يافريده
كذبت لما قولتلي انها خرجت من حياتنا ومش راجعه تاني
وده اللي حصل
وايه اللي رجعها.... ايه اللي رجعها بعد كل ده
رجعت تاخد ابني مني..... ابني اللي ربيته كل السنين دي
محدش هياخد فارس
هتاخده يابدر زي مااخدت مني اللي قبله..... هتاخده بعد اللي قالته ليه واللي فارس سألنا عنه....
ظل بدر صامت بينما يموج صدره بالاختناق فهو بين شقي الرحي.... لايستطيع ان يتحمل وجعها وجروحها التي ظنها باتت ماضي وانتهي وبين عدم قدرته علي تذكيرها له بكل هذا الماضى
هتفت فريده بأتهام : كل اللي بينا السنين دي في كفه واللي عملته في كفه...... عمري ماهسامحك ابدا يابدر علي الصدمه اللي عيشتها لابني..... دفعته في صدره بغضب وتابعت ;بسببك فارس هيبعد عني
بسببك هيكرهني....... ابني اللي شاف اننا كذبنا عليه طول السنين دي... حرام عليك.....
حرام عليك.... ليه تعمل كدة فيه
هنا انفجر بدر بينما ظلت تضغط عليه وليس وكأنه هو الاخر ضحيه مثلها بل موقفه هو الأسوء ليهتف : كفايه يافريده..... كفايه
: لا مش كفايه.... فارس هيكرهني ويبعد عني وتقولي كفايه....
حاول امساك يدها وتهدئه ثورتها : مين قال إنه هيبعد عنك
نظرت اليه بضياع ;امال هيعمل ايه بعد ماعرف ان امه لسه عايشه... وياعالم قالتله ايه عني وعنك
قال بدر وهو يهز راسه : بطلي يافريده اللي بتعمليه ده..... فارس مش عيل صغير ويعرف يحكم كويس
رفعت حاجبيها بتهكم ; يحكم.... ؟!
وانت شايف انه في مكان يقدر يحكم فيه اصلا
..... امه اللي فاكرها ماتت فجأه ظهرت لا وكمان بتقوله انك حابسها كل السنين دي تقدر تقولي هقوله ليه عملت كدة.... نظرت اليه وتابعت : فارس لازم يعرف الحقيقه كلها
هز بدر راسه وقال بحزن : محدش هيقوله حاجة انا هتكلم معاه
نظرت له فريده بانفعال : هتقوله ايه
قال بدر وهو يحاول بصعوبه السيطره علي اعصابه فلم يحسب حساب ابدا لهذا اليوم ; هتصرف وهقوله اي حاجة وانتي برا الموضوع
قالت فريده بغل وقهر : فارس لازم يعرف كل حاجة
هز بدر راسه : لا مش هيعرف ومش هتقولي حاجة
هزت فريده راسها وانسابت دموعها : لا هقوله هقوله كل حاجة..... هقوله امك شيطانه مش انسان
..... امك كانت تستاهل القتل... هقوله انها كانت بتحب عمك وعملت فيا كل ده عشان اتجوزني وهي لا....! لو انت ناسي اللي عملته انا مش ناسيه مش ناسيه انها كانت بتحب هاشم ومش ناسيه ولادي الي دفعوا تمن الحب ده.... لو انت ناسي ولادي اللي موتتهم واحد ورا التاني وحرقت قلبى انا مش ناسيه لو انت ناسي انها كانت معاك وبتحب اخوك انا مش ناسيه...
احتقن وجهه بدر بالغضب ليزمجر بها : فرررريده... كفايه...!!
تابعت الضغط عليه لتكمل : مش كفايه فارس هيعرف حقيقه امه..... هقوله امك كانت خاينه وعمرها ماحبت ابوك اللي كانت وخداه كوبري عشان توصل لعمك
استغفلتك سنين وانت قابلتها علي رجولتك انت حر
انصدمت ملامح فريده حينما انفلتت أعصاب بدر من عقالها ورفع يده عليها الاول مرة لتتسمر يداه في الهواء مزمجرا بغضب شديد حينما ادرك فعلته : قولتلك كفااااايه
هتفت بعدم تصديق ; بترفع ايدك عليا يابدر
: انت اللي وصلتيني لكده
زمت شفتيها لتقول يصوت مختنق بالدموع : مش انا..... انت اللي وصلتنا لكده لما حبيت تكون بطل..... رفعت اصبعها وتابعت : بس مش علي حساب وجعي يابدر.... لو مقولتش لفارس الحقيقه هقولهاله انا...!
انتفضت علي صوت الباب الذي كاد ينخلع من مكانه بينما يصفقه بدر خلفه...!
..........
.....
جلس بدر بكمد وأطلق زفره ضائقه من صدره الذي احتبست به أنفاسه وهو يتذكر تلك الليله قبل سنوات
Flash back
تفاجأت ايمان التي اخفت ذلك السكين الحاد خلف ظهرها وهي تتسلل تجاه غرفه فريده وقد اعماها الانتقام الذي سهل له بدر كل خطواته..... تهكم بدر وهو جالس في الظلام واضع قدم فوق الاخري بانتظارها ;
يعني خفيتي
نظرت له بغل هاتفه وهي ترفع السكين تجاهه : انا هفضل عيانه بهاشم طول عمري
بثبات كان يضغط بدر علي الزناد دون ذره تردد فهي خطر عليه وعلي عائلته.... يبقي تحصليه..... مع ان هاشم في الجنه وانتي هتروحي جهنم
......... وانتهت صفحة ايمان من حياتهم دون أن تدري فريده شئ عنى تلك النهاية....! !
نعم لم يدري احد شئ عن تلك النهايه التي تغيرت بأخر لحظة حينما حرك بدر يده لتستقر الرصاصه بساقها بدلا من قلبها...!
......... سنوات أغلق تلك الصفحه بكل مافيها من وجع وغدر وخيانه ولكن هل الان تنفتح لأن مبادئه لم تطاوعه لقتل ام ابنه بعد كل أفعالها...!
ليتذكر تلك المرة التي رفع بها السلاح وقتل حامد دون تردد... تألم ضميره بالرغم من انه لم يعترف بهذا ابدا وطالما اخبره نفسه كان يدافع عن أخيه ولكن حامد كان هو الاخر يدافع عن حق اخته...... ضغط بدر بقوة علي رأسه بينما لايريد الغرق مجددا بتلك الدوامه ابدا كل تلك الخيوط والمؤمرات انتهت واخذ عوضه بنيل مراده بحبه لها وسعادته معها ومع أولاده......!
.............. قام من مكانه بغضب شديد وهو يهتف بغل ..... اسم تلك الحقيره التي لن تتغير مهما مرت سنوات عليها...! ايماااان
.....!
دخلت تلك المرأه الخمسينه الي ذلك المنزل الصغير المتطرف وهي تتلفت حولها قبل ان تطرق الباب ليوقفها صوت الخفير الذي قال : انتي مين... ؟
اخفت المرأه وجهها بشالها الاسود قائلة : انا تهاني بياعه الجبنه جايه للست
قال عواد وهو يشير لها : حطي الحاجة من ايدك في المطبخ من غير ولا كلمه مع الست واطلعي
اومات وسرعان ماكانت تدخل لتتبعها ايمان بخطواتها التي تعرج بوضوح بعد ان أثرت تلك الرصاصه علي ساقها حينما تعمد بدر ان يتركها بلا علاج كجزء من عقابها الذي تمثل بوجودها بها المنزل طوال تلك السنوات.....!!!!
نعم ندمت كثيرا علي أفعالها ولكن مع مرور الوقت عدلت عن ندمها وتلاشي وعاد الحقد يشتعل بقلبها فهي الخاسره الوحيده بكل القصه..... وعادت لتندم وتري انه كان رحيم بها ليكون الوجود بهذا للمنزل وتلك الاصابه هي عقابها واختفي الندم وعادت لتشتعل كراهيه فريده من جديد ومرت السنوات وهي تتماوج مابين سوء نفسها ومابين ضمير يستيقظ احيانا لتجد انها قد انتهت وان عمرها فني بلا سبب......
وتوسلت... توسلت كثيرا فقط لرؤيه ابنها وقابل توسلها الرفض من جانب بدر الذي عضت أصابع الندم انه كان لها ولم تكن تريده
... وان كان الزمن اخذ منها الكثير والكثير من جمالها الذي اندثر الا انه لم ياخذ من عقلها لتحيك تلك الخطة وتوصل لفارس تلك الرساله مع تلك المرأه ان امه ماتزال علي قيد الحياه.......!!
وحدث اللقاء الذي ظنته سيعيد الأمور لنصابها فهاهو فارس اصبح نسخه من ابيه قوي ذو شخصيه ونفوذ قوي يتردد اسمه في الارجاء
ظنت ان فارس ابنها هو من سيخرجها من حبس بدر لها ولن تكون طامعه فكل ما تريده هو أن تعود للحياه ولكن دون ارادتها اخذتها التطلعات لتري في نفسها فاديه.....! ظنت ان ابنها فارس لن يرضي بوجودها بمكان كهذا وسيعيدها للحياه..... يعيدها ليكون لها منزل سيدته مره اخري بدلا من ذلك الجحر الذي عاشت به سنوات طويله
ولكن اللقاء لم يكن علي قدر تطلعاتها......! فقد كان صمت فارس علي كل مااستمع له هو كل ماحصلت عليه.... لم يقل شئ بل صمت.....! فقط صمت واستمع لكل ما حاولت احكاته من اسباب ومبررات وفي النهايه تركها وانصرف........!
وكان فارس يشبه فريده كثيرا في اندفاعه ومواجهته ليذهب راسا الي ابيه وأمه فريده يسالهم عما قالت ايمان...... وهاهي ايمان لم تستسلم وهاهي ارسلت له مرة اخري ولكن تلك المرة ستزيد من توسلاتها له....!
قالت ايمان بلهفه للمرأه : هااا... قابلتيه... ؟
اومات المرأه وهي تهمس بخوف من الخفير : قابلته
سألت ايمان بترقب : وقالك ايه...؟ هيجي
هزت المرأه كتفها : مفتكرش.....
هتفت ايمان بحده : يعني ايه... انتي مش قولتيله امك عاوزة تقابلك
قالت تهاني : أصله.... أصله .... طردني
هتفت ايمان بعدم تصديق : طردك
اومات تهاني لتصرخ بها ايمان بغضب : اطلعي برا.... برااااااا
....
.... : راسيل....راسيل
انطلقت تلك الفتاه الشابه بمهرتها التي انعكست اشعه الشمس علي لونها الاسود الابنوسي الاخاذ دون أن تلتفت لنداء والدتها
عقد سليم حاجبيه وخرج باتجاه حور : في ايه ياحور مالها راسيل
زمت حور شفتيها بامتعاض ليرفع سليم حاجبه باستنكار... برضه مفيش فايده ياحور.... تاني موضوع الجواز
هتفت حور بحنق : تاني وتالت والف ياسليم....
نظر لها وبداخله دهشه لا يستوعبها وهو يقول : ليه رافضه بنتك ترفض اللي انتي نفسك رفضتيه زمان
عقدت حور حاجبيها ليتابع سليم بتحذير : مش هجبر بنتي تتجوز طالما مش عاوزة ياحور... وقولتك الكلام ده قبل كدة.....!
نظرت له حور بعدم رضي ليمسك سليم بيدها قائلا وهو يحاول ان يتمسك باعصابه :تعالي ياحور نتكلم بالراحه
جلست حور ليقول سليم بعقلانيه : انا عارف انك خايفه علي راسيل بس ياحور متخليش الخوف يغير شخصيتك.... حور تفتكري لو انا كنت ضغطت عليكي زمان تقبلي جوازنا كان ايه هيكون شعورك....!
رفعت حور عيناها اليه ليضع كلتا يديها بين يديه ويكمل ; حور ياحبيتي... كل الحب اللي بينا ده كان هيبقي كره لو كنت جبرتك علي حاجة انتي مش عاوزاها.. ليه عاوزة راسيل تعيش حاجة زي دي وانتي بتجبريها تتجوز غصب عنها
: انا مقولتش كدة ياسليم... اكيد مش هجبر بنتي تتجوز غصب عنها
تنهد سليم لتكمل حور : انا بس عاوزاها تفكر إنما ترفض الجواز كفكرة لا
نظر سليم الي عيونها بحب ورفع يداه ليمسك بوجهها قائلا بحنان : هي مش رافضه.... هي طالعالك ياحبيتي.... عاوزة تبني نفسها
سيبيها ياحور..... سيبيي بنتنا تبقي نفسها...!!
......
كانت خصلات شعر الفرس الاسود الحالك تتراقص مواكبه خطواته السريعه ومعها كانت خصلات شعر راسيل تنفلت من عقدتها وتتطاير حول وجهها الذي شردت ملامحه ولم تنتبه لتلك السيارة التي ظهرت من العدم او ربما هي من لم تكن منتبهه لها تماما كحال قائدها الذي كان يقود بذهن شارد بعد تلك المقابله التي تردد صداها في اذنه
Flash back
(فارس.... سامحني يااابني.... امك غلطت كتير بس ابوك السبب)
فارس انت ساكت ليه..... مش هترد علي امك
تفاجئت ايمان به يبعد يدها التي وضعتها علي كتفه بجفاء شديد بينما لايري الا ان يدها ملطخة بالدماء
ليهتف بها بغضب : امي تبقي فريده
انصدمت ملامح ايمان لتحاول التحدث ولكن فارس كان الأسرع ليرفع أصبعه امام وجهها قائلا بتحذير : إياك تفكري تنطقي كلمه واحده عليها... انا عارف كل الحقيقه وكل اللي قولتيه كذب..... فريده امي وانتي ولاحاجة
ابويا كان رحيم اوي انه اكتفي بالعقاب ده عليكي.... و اشكري ربنا عشان فريده ربتني كويس والا كنت اخدت حق كل دمعه نزلت من عينها بسببك
مش عاوز اشوفك ولا اسمع اسمك تاني وإياك تفكري تقربي خطوة من امي او من اخواتي والا وقتها انا اللي هقفلك)
Back
انتزع نفسه من شروده بهلع وهو يدعس المكابح لتصدر الإطارات عاصفه ترابيه شديده قبل ان يشعر بالصدمه التي نتجت علي اصطدام ساق الفرس بالسيارة ووقوع راسيل من فوقها....!!
.....
وضعت فريده يدها علي قلبها بينما لاتعرف كيف توقف سيل دموعها التي انسابت وامتزجت مع ابتسامتها وهي تتذكر ذلك الحضن الذي طبطب علي وجعها قبل قليل حينما تفاجأت بفارس يدخل اليها بعد خروج بدر ودون مقدمات يحتضنها ويقبل رأسها وكلتا يديها قائلا : انتي امي.... انتي امي وبس
انتي الام اللي انا اعرفها ومش عاوز اعرف غيرها....!
استمع لكل شئ دار بين فريده وبين ابيه وقبل كل هذا استمع لصوت قلبه الذي اخبره ان هذا الحنان الذي ناله علي يد فريده لم يتذوق منه مقدار ذره علي يد امه...!
ذهب بعدها لايمان لينحي شرها بعيدا عن حياتهم ويغلق تلك الصفحه الي الأبد...!!
............
....
انتفضت ايمان من مكانها حينما اقتحم بدر الغرفه لتتراجع للخلف وتضع يدها علي وجهها بحمايه وهي تهتف بدموع : رفضني يابدر...... ابني عرف كل حاجة ورفضني....مصدقش كل كذبي وصدق فريده.... متعملش حاجة..... ابنك عمل يابدر....!
...........
داعب القلق أوتار قلب سليم بينما يتحرك بسيارته بحثا عن راسيل التي انطلقت بفرستها قبل قليل وقد ظن انها ستعود حينما تهدأ ولكن حينما طال الأمر بدأ القلق يسيطر عليه ليخرج للبحث عنها ولكن هاهو قلقه يزداد حينما لم يجدها في مسارها المعهود الذي تقطعه بفرسها خلال الاراضي ثم تعود بعدها وبالفعل كانت راسيل قد انحرفت عن مسارها وتجاوزت مسافات فاصله بين البلدتين حتي حدث ماحدث........!!!
بقلق شديد كان فارس ينحني تجاه تلك الفتاه ذات الخصلات الفاحمه يبعدها عن وجهها الذي سالت عليه تلك الدماء التي انبثقت من جرح جبينها..... ربت علي وجهها بكلتا يديه يحاول افاقتها ولكن بدا الأمر خطير حينما لم يجد استجابه منها.... حملها واخذها الي سيارته بعد ان اخرج هاتفه واتصل بعواد ليأتي لأخذ الفرسه المصابه....!
..........!
شعرت راسيل بألم شديد وهي تحاول فتح جفونها لتخرج من بين شفتيها الرقيقه تأوه جعلت فريده تسرع ناحيتها بينما كانت تلك العينان العسليه القلقه هي اول ما فتحت راسيل عيونها عليها..... جاءها صوت فارس الرجولي من بين غياهب وعيها الذي بدأت تستعيده : انتي كويسه.. ؟
وضعت يدها علي رأسها بألم : انا فين.. ؟
جاءها صوت فريده الهاديء التي جاءت لتقف خلف ابنها : انتي في بيتنا..... اطمني ومتخافيش
رددت راسيل بصوت ضعيف : بيتكم.... ايه اللي حصل
قالت فريده : حصلت حادثه بسيطه وفارس جابك علي هنا
تذكرت راسيل ماحدث لتحاول النهوض بسرعه وهي تهتف بقلق : حوريه ... ايه اللي حصل لحوريه... ؟
ازدادت ابتسامه فريده التي توقعت انه اسم فرسها لتقول ; متقلقيش... حوريه كويسه... انا جبرت رجلها وان شاء الله هتخف خلال ايام
حاولت راسبل النهوض ليقول فارس بجديه : الدكتور قال بلاش تتحركي
نظرت راسيل الي ذلك الشاب لحظة قبل ان تنظر الي فريده التي ابتسمت لها لتقول :
عاوزة اطمن علي حوريه
قالت فريده بابتسامه هادئه : اطمني ياستي حوريه زي الفل.....
نظرت لها راسيل لتبتسم فريده قائلة: واضح اننا الاتنين بنحب الخيل... هي كويسه متخافيش عليها... انا زيك بحب الخيل وجبرت رجلها كويس
انتي بس ارتاحي وبلاش تتحركي عشان الخبطه بتاعه رأسك
وضعت راسيل يدها علي رأسها المتألم كما حال كل جزء في جسدها لتقول باستدراك ; بابا.... بابا اكيد قلقان عليا
قال فارس : انا ملقتش معاكي تليفون ولا حاجة عشان اطمن اهلك.... قوليلي اي اسم او عنوان او تليفون وانا اطمنه
قالت فريده بابتسامه هادئه : انتي مش من هنا...؟
اومأت راسيل : انا تقريبا توهت ..... انا بنت سليم الهاشمي
نظر فارس الي ابيه الذي دخل بتلك اللحظة ليقول بدر : تعالي يافارس نكلم سليم بيه ونطمنه
..........
...!
تحدث سيف ابن عاصم السيوفي لاخيه الأصغر عمر بينما يقطع البهو ذهابا وايابا : ماتقعد بقي خيلتني
زفر عمر قائلا ; خليك في حالك وسيبني
: في ايه ياعم.... كلها يوم ولا اتنين وعاصم بيه هيفكها ويرجعلك العربيه والفلوس
زفر عمر قائلا ; وانت فاكر اني زعلان علي العربيه
; امال.. ؟
: انت بارد يااخي و مش واخد بالك
نظر له أخيه باستفهام ليقول عمر ... ماما فين... ؟
هز سيف راسه : معرفش تلاقيها خرجت
هتف عمر بغيظ : لا يابارد.... واضح انها اتخانقت مع بابا
عقد سيف حاجبيه : اتخانقوا..... ؟
: اه ومش بس كدة دي سابت البيت.. سمعته بيكلمها وبيقولها ارجعي
تنهد سيف واعتدل واقفا : طيب اتصل بيها نشوف هي فين..؟
قبل ان يمسك عمر هاتفه كانت سيارة عاصم تدخل الفناء وزينه تترجل منها... اسرع سيف وعمر..: ماما انتي كويسه.. ؟
تظاهرت زينه بابتسامه لأولادها قائلة : تمام انتوا ايه اللي موقفكوا كده..؟
قال سيف بهدوء : ابدا بس قلقنا عليكي
نظر عاصم بطرف عيناه الي زينه التي عذبته بصمتها ليقول عمر : دي شهد قالت إن جوري كانت هنا ياماما
اومأ عاصم قائلا باقتضاب: اه جت سلمت علينا ورجعت بيتها.... يلا اطلعوا انتوا وسيبوا ماما ترتاح
صعدت زينه الي الغرفه ليلحق بها عاصم
.........
....
قام مراد من مكانه وجلس علي طرف الفراش قائلا بنعومه .. جوجو
قالت جوري بتحذير : مراد ارجع نام علي الكنبه
مال ناحيتها يداعب خصلات شعرها بحنان قائلا : واهون عليكي ياجوجو
حاولت جوري التماسك ليكمل وهو يتقرب منها : ده احنا لسه في شهر العسل
: مرراد وبعدين
ادارها مراد اليه قائلا برفق : مفيش بعدين.... في اني بحبك واسف ياروح قلبي..!
......
جلس عاصم بجوار زينه قائلا : زينه حبيتي متزعليش مني.....
هزت زينه راسها دون قول شئ ليتابع عاصم وهو يمسك بيدها ; زينه انتي مراتي ام ولادي والوحده اللي حبيتها والكلام ده مكنتش اقصد بيه اي حاجه تزعلك...... نظر الي عيونها وتابع : يازينه انا واثق في حبي ليكي.... مهما حصل بينا انا عارف اني بحبك ومقدرش ابدا اني اجرحك.... اعرف منين بقي ان مراد بيحب بنتي كدة
ازدادت قبضته علي يدها وهو يتابع : يازينه انا حميتك من الدنيا كلها الا نفسي جرحتك كتير وانتي استحملتي ، مني كتير بس والله بحبك وعمري ماحبيت غيرك....
غصب عني يازينه خوفت علي بنتي...!
رفع يدها الي شفتيه يقبلها بحب : سامحيني ياحياتي كلها والله ماكنت اقصد... انا بس خوفت علي جوري ....
ظلت صامته لينظر لها برجاء..... مسمحاني يازينه
................تختلف المواقف وليست كل امرأه تغفر وتسامح وتتحمل سوء وعيوب طباع زوجها يكون صواب او خطأ.....
كل موقف بالحياه يجب أن تتحكم به العقل والقلب معا ايري ان كان يستحق السماح ام لا.... زوج كعاصم احبته بكل مافيه من عيوب ومميزات هذا ماجعل سفينه الحياه تعبر بهم الي بر السعاده... يحبها وهي متأكده
لاتنسوا الفضل بينكم وان كانت زينه تحملت منه المثير فهي لاتنسي أيضا السعاده التي ذاقتها علي يده...!
ابتسم عاصم وجذبها اليه ليقبل جبينها بحب ويهمس مجددا باعتذار.... بحبك يازينه
قبل شفتيها بحب وسرعان ماكان يضعها بين احضانه فكم روضت تلك الشرسه سوء طباعه فقط بحبها..!
..........!.!
بقلب لهيف كان سليم يحمل ابنته ويضعها الي احدي السيارات التي توقفت ونزل منها فهد وفارس برفقه سليم
ليلتفت ويمد يده مصافحا بدر الذي وقف بهيبته المعهود وبجواره ابنه قائلا :انا بكرر اعتذاري علي اللي حصل
قال سليم بهدوء : حصل خير
اومأ بدر قائلا : اتشرفت ياسليم بيه
اومأ سليم قائلا : الشرف ليا
قال فارس : الحصان اول ما ينفع يتحرك هجيبها بنفسي لسيادتك
قال سليم بابتسامه : تنور وفرصه نتعرف اكتر علي بعض
غادر سليم ليرمق بدر ابنه فارس بطرف عيناه بينما تعلقت عيناه مع السيارة المغادره ليهمس بمكر : شكلك هتحصل ابوك ياابن الطحان...!
التفت له فارس ليبتسم بدر وهو يتطلع الي الأعلي حيث وقفت فريده في الشرفه ليتذكر كيف جمع حب الخيل بينهم وهاهو ابنه
...........
....
قال عمر : مالها نور ياهمس
قالت همس وهي تلتفت الي عمر : ملهاش ياحبيبي...
نظر لها عمر والي ابتسامتها بتوجس : انتي قولتلها ايه بالظبط .. ؟
ضحكت همس قائلة : لا ياحبيبي اطمن قولتلها بس لو الولد ده معمش زيك يبقي ميستهالهاش
اتسعت عيون عمر بهلع لتضحك همس قائلة : اطمن ياحبيبى.... انا بس قولتلها ان ابوها مسمستلمش وفضل ورايا لغايه ما خلاتي اموت فيه
ابتسم عمر لتغمز له : فاكر يادكتور عمر
ضحك عمر قائلا : فاكر انك طلعتي عين دكتور عمر
التفتت له همس قائلة بدلال : طيب ماتيجي بقي يادكتور عمر تساعدني عشان الأمور خرجت عن السيطرة
ضحك عمر وهو يتطلع لفوضي المطبخ قائلا :هي هنادي فين... ؟
: اجازة يومين وانا اللي هطبخ
قال عمر بتوجس : استر يارب
رفعت همس حاجبيها : بتقول حاجة يادكتور
وقف عمر تماما خلفها ملتصق بظهرها واحاط خصرها بذراعيه ليهمس بجوار اذنها : مبقولش اي حاجة ياقلب دكتور عمر
حاولت همس التملص منه بخجل..... عمر بس
تحركت شفتاه علي عنقها الناعم ; مفيش بس.... خليني اجهز معاكي الاكل بمزاج
ضحكت همس بينما لايتوقف عن تقبيلها والضحك معها وملامستها بحنان وحب طوال اعدادهم الطعام لترتسم ابتسامه علي شفتاه نور بينما تري الحب بين ابوها وامها والذي لم تتنازل عن رجل مثل هذا الاب الذي لا تتوقف امها عن أخبارها يوميا عن حبه لها...!
...........
......!
بقلق شديد كانت حور تتفحص ابنتها... راسيل حييتي انتي كويسه
سليم هات دكتور
قالت راسيل وهي تتمدد علي فراشها الوثير :انا كويسه ياماما اطمني
ربت سليم علي يدها قائلا : تعالي ياحور وسيبها ترتاح...
.......!
في المساء كان موعد ذلك الدوام الليلي لها بالمشفى حيث لاتكون هناك حالات كثيرة ويسود الهدوء المشفي لذا اخذت حاسوبها واتجهت الي جهتها الهادئه بطرف حديقه المشفي تعمل علي رساله الماجستير التي تعدها
: دكتورة نور
رفعت عيناها من فوق حاسوبها للممرضه قائلة : نعم يا نهي
قالت نهي ; في حاله دخلت الطواريء
اومات نور وهي تغلق حاسوبها
لتسأل الممرضه وهي تتجه الي غرفه الطواريء : فين تقرير الحاله..؟
قالت الممرضه : هجيبه لحضرتك علي طول
وضعت نور يدها علي مقبض الباب ودخلت ليستدير إياد اليها بنفس اللحظة
ابتلعت نور وتمزقت لحظة مابين التراجع او المواجهه لتحسم الأمر وهي تتقدم بملامح وجهه ثابته وتتحدث بمهنيه تامه وهي تضع يدها بجيوب معطفها الأبيض :
خير ياحضره الضابط.... الجرح فيه مشكله..؟
قال إياد وهو يتقدم منها خطوة : مش بتردي عليا ليه يانور
تجاهلت حديثه وتحدثت بمهنيه : لو الجرح فيه مشكله ممكن استدعي دكتور إبراهيم افضل
احتقنت ملامح إياد من ذكرها لذلك الطبيب الذي لم تخفي عليه نظراته لها ليقول بانفعال ; نور بقولك مش بتردي عليا ليه..؟
تابعت نور وهي ماتزال تتجاهله: لو سمحت ممكن اشوف الجرح
زفر إياد وانفلتت اعصابه من تجاهلها له: نور انا بكلمك
نظرت له بثبات قائلة : وانا بكلمك ياحضرة الضابط.. بكلمك في الحدود الي بينا سيادتك حاله وكمان مش اي حاله انت ابن صاحب المستشفي وانا دكتورة بشتغل فيها ولازم اقوم بواجبي
امسك بذراعيها قائلة : نور احنا مفيش بينا حدود
ابعدت يده عن ذراعها هاتفه : لا في بينا حدود يااياد بيه..... حدود زي السما والأرض انت ابن رعد المنشاوي وانا...... قاطعها إياد بغضب : انتي البنت اللي بحبها
انا بحبك يانور والحدود اللي بتقولي عنها دي اوهام
هزت راسها بانفعال : مش اوهام
: اوهام ولو حقيقه عندى استعداد اكسر اي حد يبعدني عنك
اشاحت بعيناها عن عيناه فيكفي وعود كاذبه ;لو سمحت ياحضرة الضابط خليني اكشف علي جرحك وبلاش نتكلم في حاجة
قبل ان يقول إياد شئ دخلت الممرضه ليزم إياد شفتيه بغضب بينما تقول نهي :
اتفضلي يادكتورة التقرير
قالت نور : لو سمحت اخلع القميص
خلع إياد القميص ليكشف عن عضلات صدره المعضل بينما تنظر نور الي ذلك الجرح الذي اصيب برصاصه أثناء احد المداهمات ونقل للمشفى..... شهر بقي بالمشفى ولأول مرة يحب جو المستشفيات علي يد ذلك النور الذي اقتحم حياته...!
نور كأسمها... عاينت نور الجرح بسرعه وهي تهرب من نظرات عيناه لتقول للممرضه وهي تعطيها التقرير وتكتب به بضع ادويه ; تمام
دخل الغرفه دكتور إبراهيم الذي ابتسم قائلا :اهلا اهلا إياد باشا
اومأ إياد دون قول شئ ليكمل ابراهيم بتملق لابن صاحب المشفي إياد المنشاوي : إياد باشا ايه اخبارك دلوقتي
قال إياد باقتضاب : الحمد لله
التفت ابراهيم الي نور قائلا بقليل من الغرور الطبي : هاتي التقرير
أعطته له نور وهي تهرب من نظراته السخيفه لها قائلة : بعد اذنك يادكتور
اوقفها ابراهيم قائلا : استني يانور
احتقن وجهه إياد بالغضب من مناداته لها بأسمها ليقول من بين أسنانه ; دكتورة..!
عقد ابراهيم حاجبيه بعدم فهم ; افندم
قال اياد وهو يلتفت الي ابراهيم : قولت اسمها دكتورة مش نور بس
هز ابراهيم كتفه قائلا بسماجه لم يعرف ثمنها : خدي يانور وزودي مهديء لاياد باشا
لم يكمل ابراهيم كلمته وكان قد تلقي لكمه قويه من اياد اطاحت به وتطايرت المعدات الطبيه بكل مكان في الغرفه
صرخت نور.... اياد انت اتجننت..... سيبيه
ابعدها إياد وانحني يمسك بتلابيت ابراهيم مزمجرا : لو نطقت اسمها تاني هقطع لسانك
دفعه علي الارض لتقول نور انت مجنون ايه اللي بعتمله ده.......
ايه الهمجيه دي
نظر لها إياد بغضب : انا هوريكي الهمجي اللي بجد
بنفس اللحظة امسك بيدها وتوجه بها للخارج لتهتف به نور وهي تحاول جذب يدها : اوعي سيب ايدي.....
جذبها الي ذلك الدرج لينزل بها الي الطابق السفلي بينما لا تتوقف عن جذب يدها وقد بدأ الجميع بالتجمع لرؤيه مايحدث
: اياااد.... انت بتعمل ايه
.... سيب أيدي
لم يستمع إياد اليها ليظل يحتجز يدها بين يديه ويقف بوسط ذلك البهو الواسع باسفل المشفي بينما رفع عيناه الي أسوار تلك الطوابق حيث تجمع بها الجميع من أطباء وعاملين يتطلعون لما يحدث لتكاد نور تفقد وعيها مما يفعله..... لتتفاجيء به يترك يدها وقبل ان تتحرك خطوة كان يقول بصوت جهوري ; تتجوزيني يانور.....!
......... ....
.....
وضعت صبا يدها علي فمها تكتم شهقاتها بينما انسابت الدموع من عيونها وهي تري هذا المشهد من حاسوب رعد والذي بثته له كاميرات المشفي..... تعالي ياهانم شوفي ابنك عمل ايه.... ؟!
نظرت له صبا بطرف عيناها بينما اجتاحت قلبها الذكريات لتتذكر ان الجالس امامها هو نفس الرجل الذي ركع امامها قبل سنوات يطلب حبها.....
بينما رعد بنفس الوقت كان يغالب ويحارب ذلك الشعور بداخله الذي يخبره انها نحقه وانه مخطيء فلم يعتاد ان يكون مخطيء ولو اخطيء ابدا لا يعترف...!
سحبت نفسها الي خارج الغرفه دون قول شئ ليلحق بها رعد وسرعان ما يمسك بيدها يوقفها : صبا استني
حاولت نزع يدها من يده فكيف استطاع نسيان قصه حبهما ليقول رعد بصدق: انتي صح وانا غلط ياصبا
نظرت له ليهز راسه وتلمع عيناه بكل الحب الذي يكنه لها : ايوة ياصبا انا غلط.... لما شوفت ابني بيتحدي العالم والظروف قدامي فتكرت اللي عملته عشانك
حاولت أن تتهكم : لسه فاكر
أحاط خصرها بذراعه وقربها اليه ونظر الي عيونها : وعمري ماهنسي ابدا
...... مال ناحيه شفتيها ليقبلها هامسا ; بحبك ياصبا
..........
....
تطلعت ليلي الي ذلك الحذاء الغايه بالاناقه الذي اختارته لحفل زفافها لتقول بتردد : مش عالي ده ياندي.. ؟
هزت ندي راسها قائلة : لا يامامي مش عالي وبعدين ماهو انا لازم البس عالي عشان ادم طويل اوي
ضحكت رنا مشاكسه :انتي اللي قصيرة ياندوش
نظرت لها ندي بجبين مقطب : طيب اعمل ايه..؟
قالت ليلي وهي تربت علي كتفها :متعمليش حاجة... البسي اللي ترتاحي فيه كده كده ادم طويل
التفتت ندي الي المرأه قائلة بقليل من الخجل : بس انا عاوزة ابقي حلوة يامامي اليوم ده
ضحكت ليلي لتقول بحنان ; هتبقي زي القمر ياقلبي
اقتحم عمر الصغير الباب ليقول : مامي انا خلصت الهوم ورك بتاعي
اومأت ليلي لتقول : ندي هنزل اعشي اخوكي واخده ينام
اومات ندي قائلة ; انا وطنط رنا هنكمل
تابعت رنا بمشاكسه ترتيب حقائب ندي لتقول... ها بقي ياندوش مش ناويه تقوليلي
قالت ندي بخجل ; اقول ايه..؟
احنا بس عملنا هدنه عشان بابي اتضايق من خناقنا
ضحكت رنا بمكر ; هدنه وبس..!
.......
...
شهقت ليلي حينما شعرت بتلك الذراع تلتف حولها بينما غفت بجوار عمر
عثمان...! ؟حملها عثمان وسار بها الي الخارج لتهمس وهي تحيط عنقه بذراعيها : بتعمل ايه يامجنون
همس عثمان وهو يقرب شفتيه من اذنها : هكون بعمل ايه... بخطفك...!
ضحكت ليلي ليهمس عثمان بعبث : وواضح انك عاوزة تتخطفي
لكمته ليلي بتوبيخ : بطل قله ادب ياباشا
غمز لها : ده الباشا احتمال يجيب لعمر اخ النهارده....!
.......!
رفع بدر عيناه تجاه فريده التي دفعت باب الاستراحه حيث جلس ممد ساقه للأمام وشارد في الفراغ امامه.... بدر
ابعد عيناه عنها وتابع تدخين الارجيله دون قول شئ لتقترب فريده منه وتعيد مناداته : بدر...!
انحنت علي ركبتيها امامه ووضعت يدها علي يده قائلة بصوت راجي : انا عارفه انك زعلان مني بسبب الكلام اللي قولته بس انا مكنتش اقصد ابدا يابدر
ظل صامت بينما تابعت فريده : بدر غصب عني افتكرت كل اللي عملته
قبض بدر بيده علي الارجيله وهتف بحزم ; مش عاوز اسمع كلمه في اللي فات تاني...!
جرحته وهي تذكره بكل ماحدث.... فتحت جروحه وجروحها وبعد ان هدات رأت ان كلماتها كانت جارحه للغايه
: طيب هتفضل زعلان مني
قال باقتضاب وهو يقوم من مقعده : خلاص يافريده... يلا ارجعي البيت
هزت راسها برفض : مش هرجع من غيرك
: انا عندي شغل هخلصه وابقي ارجع
رفعت حاجبيها ; ومن انتي بتشتغل في الاستراحه
قال باقتضاب ; عادي... اسمعي الكلام ويلا ارجعي
اقتربت منه لتتوقف خلفه ويتفاجيء بها تحتضنه من ظهره : قولتلك مش راجعه من غيرك
تحركت نبضات قلبه لتضع فريده راسها علي ظهره وتكمل باشتياق : وحشتني اوي يابدر...!
لم يصمد كثيرا خاصه حينما استدارت وطلعت اليه تلك السمراء بعيونها التي ترجوه الا يخذلها وهي تقول بدلال .... بدر بقولك وحشتني.... هتفضل ساكت
حاول التماسك بينما يقول : عاوزاني اقول ايه... ؟
ابتسمت لتختطف قلبه بابتسامتها كعادتها بينما تقترب منه وترفع نفسها علي أطراف اصابعها وتحيط عنقه بذراعيها قائلة بدلال ; عاوزاك تقولي وانتي كمان وحشتيني ياقلب بدر....
داعب الابتسامه طرف شفتيه لتقترب منه أكثر بينما تهمس باغواء : او تقولي عذبتي بدر وتعبتي بدر.... يااحلي بدر...
لم يكن للكلام محل بتلك اللحظة بينما اشتعلت جذوه حبها بقلبه النيران بحديثها ليجتاح شفتيها بقبله عاصفه...،
...!!
عقدت زهرة جبينها وتمسكت بثبات نظرات عيونها علي ذلك الكتاب في يدها حينما ترك جواد مابيده واتجه ناحيتها.... جلس بجوارها لتتمسك بثباتها وتتجاهله وهي تبتعد لطرف الاريكه وترشقه بنظره غاضبه
ارتسمت ابتسامه علي طرف شفاه جواد بينما يقترب منها اكثر ليحشرها في نهايه الاريكه ويلتصق بها وهو يداعب وجهها بطرف اصابعه
التفتت له وتظاهرت بالغضب وهي تبعد يداه عن وجهها : عاوز ايه..؟
رفع حاجبيه : عاوز ايه..؟! ايه يازهرتي اللي جرالك
هتفت بقليل من الانفعال : اللي جرالي اني زعلانه منك وانت عارف كويس ليه..؟
أراح ظهره للخلف وتحدث بهدوء : لو علي موضوع جواز سيلا يبقي خليكي زعلانه
التفتت له بعدم تصديق ليضحك ويهز رأسه : ايوة يازهرتي عشان انا مش هغير رأيي ابدا......واصلا ابن أدهم زهران يشكر ربنا اني موافق على الخطوبه
إنما الجواز بقي براحتي سنه... اتنين.... عشره.... وقت مااحس اني مطمن اجوز سيلا هبقي احدد ميعاد للجواز
زمت زهرة شفتيها بحنق.... بقي كدة
ابتسم جواد بهدوء قائلا : هو كدة......!
..........
نفس النظرة الغاضبه كان أدهم يتلقاها من غزل التي كانت تتحرك في الغرفه ذهابا وايابا بعصبيه ليقول أدهم بهدوء : وبعدين بقي ياغزل رايحه جايه... اقعدي
قالت غزل وهي تسدد له المزيد من نظراتها الغاضبه : انا حرة اعمل اللي انا عاوزاه وانا عاوزة افضل رايحه جايه
رفع حاجبه لتهز راسها وتكمل : ولا دي كمان هتتحكم فيها
قام أدهم من فوق مقعده الجلدي الوثير واتجه ناحيتها ليمسك بكتفها ويوقفها امامه : ممكن اعرف ايه سبب العصبيه دي كلها.. ؟
هتفت بدون مقدمات : انت عارف
زفر بضيق فهاهي لا تتوقف عن الحديث بنفس الموضوع : عارف ايه..؟ جواز سليم.. ؟قولت هكلم جواد يحدد ميعاد
نظرت له وضيقت عيناها : طبعا ده جزء من الموضوع الاساسي
: وايه هو الموضوع الأساسي
; سيلا.. ؟
قال متظاهر بالبراءه : مالها.؟
قالت غزل بعصبيه : أدهم متعصبنيش انت عارف مالها..... ممكن اعرف هتفضل ترفض كل واحد يتقدم لها لغايه امتي
قال بجديه : لغايه ما الاقي واحد مناسب
حشرته واخيرا لتقول : ايه اللي مش مناسب في مراد ابن جواد الخولي.. ؟
حمحم وهو يتهرب كعادته : مفيش حاجة مش، مناسبه الولد كويس بس سيلا لسه صغيره
رفعت حاجبيها باستنكار : صغيره....!
أدهم.... صغيره ايه.. انت ناسي انت متجوزني وانا عندي كام سنه
اندفعت الدماء عبر عروق أدهم بينما تلاعبت غزل علي تلك الذكريات ظنا منها انها ستؤثر عليه لتقترب منه وتقول بنعومه ... فاكر ياحبيبي لما اتجوزنا ... انا كنت أصغر من سيلا وانت كنت كل حاجة ليا ومراد شاب كويس وبيحبها وهياخد باله منها
مالت عليه بدلال ومررت يدها علي عنقه باغواء : الولد هيتجنن عليها وهيموت ويتجوزها وانت رافض وبتتلكك وتقول صغيره مع انك اتجوزتني وانا أصغر منها وكنت هبله ولا عارفه حاجة في الدنيا
سحب أدهم نفس مطولا واحاط خصرها بذراعه ليعترف :ماهو ياغزالتي ده اللي مخليني رافض ..... انا كل ماافكر ان سيلوش بنتي الوحيده واحد تاني هياخدها مني بتجنن لا وكمان جايه تفكريني انه هيتجوزها وهيعمل معاها ..... قطع كلامه الذي فهمته غزل لتلكمه بصدره بغيظ : ماهو انت كمان عملت كل قله الادب دي معايا ومحدش اعترض ولا جت عليه....قال بغيرة واضحه على ابنته : لا طبعا ده انا كنت اخلص عليه
هتفت بغيظ : هي مش هتبقي مراته ياادهم انت هتجنني
وبعدين ماهو ابنك هيتجوز ايه هتخليه ميعملش كده مع مراته.... انت هتجنني بجد
وبعدين انت هتحنطها جنبك
اومأ لها بهيمنه ; بصراحة اه وانا من الاول قولت هذل العرسان
; وذليتهم.... كفايه بقي...جواد راهن ميعاد جواز سليم من بنته سيلا بموافقتك علي جواز ابنه مراد من بنتك سيلا ..!
زفر أدهم بضيق فهاهو حديث كل ليله ; غزل انتي مش، بتزهقي
: لا مش بزهق ولا هزهق ياادهم.... ولو فاكر انك الليله دي هتخلص مني تبقي غلطان لاني مش، هسيبك الا لما نرسي علي بر
تلاعبت نظرات العبث بعيون أدهم ليجذبها اليه فتسقط علي ساقه فيحيطها بذراعيه ويكمل بعبث : طيب ماتيجي فوق تقنعيني براحتك
وضعت غزل يدها علي صدره توقفه قبل الاقتراب من شفتيها مزمجرة : ااادهم
قال أدهم بعبث بينما تتحرك يداه علي ظهرها : عيون أدهم
:بطل اللي بتعمله مش هيجيب نتجيه ولا هتضحك عليا زي كل مره....
مال تجاه شفتيها : متأكده
ضمت شفتيها برفض : اه متأكده.... ها موافق على الجواز ولا لا
هز أدهم رأسه لتلكمه غزل في صدره بغيظ : لا ليه..
:قولتلك مش موافق يعني مش موافق...!
.........
....
فتحت ندي عيونها علي تلك الأنفاس الساخنه التي لفحت عنقها الذي دفن به مراد الدويري رأسه يلهب بشرتها الناعمه بقبلاته الساخنه المشتاقه.... همست اسمه بصوت ناعس ;مرراد
همس مراد بأنفاس متلاحقه بينما تاجج اشتياقه لها :قلب مراد
وضعت يدها علي صدره وهي تستدير له : هي الساعه كام
انحني تجاه شفتيها يقبلها بينما يقول وهو يقلب الساعه الكريستاليه الانيقه بجوارها : سيبك من الساعه وخليكي معايا
.....!!
عقدت غزل حاجبيها بينما اعتدلت واقفه من فوق ساق أدهم الذي قام سريعا واتجه الي الخارج حيث دوت صفارات الانذار ......
تجمدت سيلا مكانها بينما استجمع مراد ابن جواد الخولي نفسه ووقف امام أدهم بشجاعه حينما سأله : انت بتعمل ايه هنا... ؟
قال مراد بجرأه :جيت اسمع رأي سيلا و مش همشي الا لما توافق علي جوازي منها...!
رفع أدهم حاجبه باعجاب لم ينكرة بجراه ذلك الشاب الذي اقتحم منزله ليستمع لموافقه ابنته...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
يتبع الحلقه ٧
..........الحلقه التاليه
روعه
ردحذف