الحلقه ٨
ما تيجي اخطفك...؟
عقدت سيلا حاجبيها وتراجعت بظهرها للخلف تنظر الي سليم بتوجس : تخطفني..؟
اومأ سليم وهو يميل ناحيتها لتتراجع اكثر فيلتصق ظهرها بباب السيارة : اه اخطفك.... اخطفك وحالا نطلع علي المأذون نتجوز ونحطهم قدام الأمر الواقع
اتسعت عيون سيلا بعدم تصديق : انت مجنون ياسليم صح
هتف سليم باحباط وهو يرجع ظهره مجددا لمقعده ; اعمل ايه طيب ماهو ابوكي محكم رأيه وشكلنا هنفضل في مرحله الخطوبه دي كتير
رفعت سيلا حاجبيها قائلة : اولا ياسليم مش اسمه ابوكي... ايه ابوكي دي.... ده انت حتي ابن أدهم زهران
ضحك سليم مقهقها... بقي هو ده اللي فارق معاكي من كلامي
اومات له وهي تعيد خصلات شعرها خلف اذنها : ااه... تطلع لعيونها بهيام قائلا : ومش فارق معاكي ان جواد بيه الخولي محكم رأيه
هزت راسها قائلة برقه : وهو مش اونكل أدهم اللي عاند الاول
تنهد ومد يداه ليضعها فوق يدها : وانا ذنبي ايه طيب
سحبت يدها من أسفل يده وقد احمرت وجنتها خجلا :معلش ياسليم... حاول مع اونكل أدهم تاني.... وبعدين ايه مشكلته مع مراد
ضحك سليم قائلا : هي مشكلته مع سيلا مش مراد خالص..... مش عاوز ابدا يخليها تبعد عنه
قالت سيلا : طيب انا عندي فكرة.... انا اقول لمراد يعرض علي اونكل انهم يعيشوا معاه وانا وانت نعيش، مع بابي وكدة سيلا مش هتبعد عنه
هز شبيك راسه برفض : لا انسي... انا وانتي مش هنعيش مع حد... هنعيش في بيت لوحدنا
عقدت حاجبيها ; وليه بقى.... انا مش عاوزة ابعد عن مامي
لمعت السعاده بعيناه بينما يتطلع اليها بحب وتأمل ان يتحقق حلمه وتكون له بعد تعذيب جواد له كل تلك الفتره : تبعدي ايه بس ياسيلو...متقلقيش هاخد ليكي بيت قريب من مامتك بس نعيش مع حد لا والف لا
هزت كتفها : ليه بقي.. ؟
مال ناحيتها وقال بعبث : عشان نبقي براحتنا
اندفعت الحمرة لوجهها لتتراجع سريعا هاتفه : سليم خليك مؤدب
غمز لها بمكر : سليم دقيقه كمان وهيتجنن ويخطفك فعلا....
ضحكت وهي تضع يدها علي مقبض الباب تفتحة وتنزل :حيث كدة اطلع انا قبل ما تتجنن
ضحك سليم وهو يلوح لها بينما ظل واقف امام البوابه الحديديه للمنزل حتي اطمئن انها دخلت ليدير سيارته ويعود للمنزل
...............
فرك صقر ذقنه قائلا : ماشي ياسالم حتى لو عندك حق في كل كلامك برضه مينفعش تعاملها كده
لوي سالم شفتيه قائلا : امال اعاملها ازاي يابابا
قال صقر بعقلانيه : تعاملها باحترام ياسالم..... اتكلم معاها وفهمها كل اللي بيضايقك
هتف سالم بسخط : اتكلمت كتير وهي زي ماهي غبيه
بمجرد ما تروح او تمام امها تنسي كل كلامنا واتفاقنا
تنهد صقر وهو يتذكر طيبه ساجي وسذاجتها ولمن الأمر مختلف فوالده ملك ليست كسهام... ربما تتدخل بحياه ابنتها ولكن دون نيه سيئه
:اولا متقولش عليها غبيه... مراتك كرامتها من كرامتك مينفعش تهينها
ثانيا اصبر عليها شويه.... هي صغيرة ومتعرفش حاجة
: بابا... لو سمحت بطل تتفهه من مشكلتي
: مش بتفهها ياسالم بس كمان عمايلك مش هتحل المشكله
قال سالم بعناد : علي الاقل هتحس انها عامله حاجة غلط
: وهتحس كمان انك بتستقوي عليها
ياابني انت الراجل والراجل لازم يحتوي مراته..... براحه ياسالم فهمها غلطها وبعدين ياابني مراتك وحامل و الزعل ده وحش عشانها
هز سالم ساقه بعصبيه : حتي خبر حملها مفرحتش بيه عشان خبته عني وكأنها عامله عامله
: معلش.... خليها عليك المرة دي
:وهي فين
: في اسكندريه مع امك
رفع سالم حاجبه باستنكار : سافرت كل المسافه دي وهي حامل
قال صقر بتبرير : مقالتش ياسالم.... وهو انا وامك لو كنا نعرف كنا هخليها تسافر
: براحتها بقي هي مش بتعاند معايا..... تتحمل
هتف صقر بضيق من عناد ابنه : ياسالم قولتلك انا اللي اخدتها لما معجبتنيش تصرفاتك معاها
: كان لازم تقولك انا بعمل كده ليه
: البنت سكتت ولا اشتكت ولا قالت حاجة
ياسالم انا ابوك وعاوز مصلحتك..... عشان تكون مبسوط خليك حنين مع مراتك.... صاحبها وخليك اخوها وابوها وكل حاجة ليها.... مراتك طيبه وبنت حلال
...........
....
التفت أدهم تجاه غزل التي فتحت الباب ليزيل تلك الرغوة من فوق عيناه بدهشة لدخولها اليه وهو يستحم : غزل في حاجة ياحبييتي
ابتسمت غزل برقه واقتربت منه لتقول بنعومه مبالغ فيها وهي تمسك بروب الاستحمام : مفيش ياحبيبي اندهش أدهم كثيرا ليغلق المياه ويتجه ناحيتها حيث وقفت خلفه تلبسه ثوب الاستحمام..... ارتسمت ابتسامه علي شفتيه من تدليلها له بينما وقفت امامه تعقد له حزام الروب.... اووه دي غزالتي راضيه عني اوي النهارده
قالت بدلال وغنج : ياحبيبي غزالتك مش عاوزة حاجة غير انك تبقي راضي
عض أدهم علي جانب شفتيه بينما تبتسم به برقه ونعومه وهي تجلس خلفه وتمد يدها تجفف له شعره بالمنشفه ليرتفع روبها الحريري ويكشف عن ساقيها الممشوقه.... التفت لها أدهم ولمع العبث بعيناه : ناويه علي ايه ياغزالتي
قالت بابتسامه هادئه بينما تكشف عن نيتها بصراحه : ناويه اني مش هخرج من الباب ده الا وانت موافق علي جواز سيلا
رفع حاجبه لتوميء له وهي تمد يدها ببطء تفك رباط حزام روبها الحريري.... ايه رايك في صراحتي ياادهم بيه زهران .. ؟
سلبت عقله واججت من لهيب عشقه لها لينحي اي تفكير او تمهل وسرعان ما تقبض ذراعاه علي خصرها النحيل ويجذبها اليه ليقول بأنفاس لاهبه : جننتي أدهم زهران...!
...........
....
قال جلال بنبرة عاليه نسيبا ليسمعه ادم من وسط تلك الضجه حولهم : تفتكر حد من العيال دي هيفتح بوقه
هز ادم راسه قائلا : لا ياجلجل مفتكرش حد من عيالك هيتكلم
اومأ جلال باطمئنان ليسند ظهره للخلف باريحيه قبل ان ينتفض حينما مال عليه عامر قائلا : محدش هيتكم غير ابني...! سليم
رفع جلال حاجبه ليوميء له عامر بضحكه سمجه : ايوة يااابن المهدي ولا فاكر انه هيعدي عمايلك فيه بالساهل
نظر له جلال بغيظ : وانا عملت فيه ايه...؟
ضحك عامر واختطف نظره الي تلك الراقصه التي تتمايل أمامهم : قول معملتش ايه...... ده انت ذليت الواد
قال جلال بجديه : بطل سخافه وقول للواد ابنك علي الله يفتح بوقه بكلمه..
ضحك ادم علي مشاجرة كليهما : ماخلاص ياجلجل ولو اتكلم يعني هيحصل ايه
هتف جلال لنفسه : ده هيحصل كتير... زاهي هتبلعني لو عرفت اني سهران هنا
التفت الي ادم موبخا : قولتلك بلاش ناخد العيال معانا
: الله بقي ياجلجل مش هما اللي صمموا يسهروا زيما ليله من بتوع شابا عيله المهدي
: وانت مش خايف نورا تعرف
التفت ادم بفزع : وهتعرف منين
ضحك عامر ليزجرة جلال : وانت ياخويا لو عليا عرفت مش هتسمي عليك
صمت كلاهما ليجذبا أبنائهم ويقولون بتحذير : اسمعوا بقي.... اللي هيفتح بوقه بكلمه مش هيحصله كويس
أكد الشباب بنفس الصوت : متقلقش ياجلجل....
.......!
انتفض جواد علي صوت مراد ابنه : باااابا... جواااد
ليتمتم بسخط لزهرة : عيالك قطعوا خلفي يازهرة...
ضحكت زهرة ليدخل مراد بوجهه متهلل : في ايه يااابني بتصرخ ليه
: وافق.... أوافق ياجود
رفع جواد حاجبه باستفهام : هو مين اللي وافق...؟
قال مراد بسعاده : هيكون مين... أدهم زهران
نظر له جواد بتوجس : وافق علي ايه..؟
: وافق اتجوز بنته
قالت زهرة بلهفه : وانت عرفت منين.؟
: سيلا كلمتني وقالتلي ان مامتها اقنعته وهو وافق
ابتسم جود بانتصار لتتسع ابتسامته المنتصره اكثر حينما رن هاتفه برقم أدهم ليشير لابنه قبل ان يجيب : هششش مش عاوز صوت
اوما مراد ليجيب جواد بهدوء : أدهم
: ازيك ياجواد
: بخير... وانت
: الحمد لله..
تردد أدهم قبل ان يحمحم قائلا : انا بكلمك عشان اقولك اني فكرت في كلامك
قال جواد بمكر ; كلام ايه..؟
ضغط أدهم علي أسنانه لتميل غزل التي التصقت به تستمع للمكالمه عليه وتنظر له برجاء
: انا بقول نعمل خطوبه سيلا ومراد مع كتب كتاب سليم وسيلا قولت ايه
ابتسم جواد بثقه قائلا : اكيد موافق...... بس خير البر عاجله.... نكتب كتاب الاتنين
زم أدهم شفتيه بغيظ : خطوبه ياجواد
قال جواد باصرار : كتب كتاب ياادهم
.............
...
رفع ادم حاجبه لحظة قبل ان تتجعد ملامح وجهه وهو يخطو بقدماه الطويله تجاه مصدر تلك الضحكات التي جعلت الدماء تهدر بعروقه ليتوقف مكانه بضع دقائق وعيناه تكاد تقفز من وجهه الذي احمرت تقسيمه بغيظ ليصبح بحنق .... بشيييييير
ضم بشير شفتيه سريعا وهو يقول : عن اذنك ياانسه ندي
: افندم ياادم باشا
التفتت ندي الي ادم قائلة : عاوز ايه من بشير انت
مش شايفه واقف معايا
هنا انفجر البركان لينظر لها بعيون أطلقت شررا بينما اغمض بشير عيناه بترقب ليقول ادم من بين أسنانه :
لا حيث كده روح انت دلوقتي يابشير......
ما ان استدار بشير ليغادر حتي قبض ادم علي ذراع ندي ;تعاليلي هنا
حاولت ندي افلات ذراعها : اوعي سيب ايدي
في ايه..؟
قال بغيظ من بين أسنانه : في انك واقفه تتمرقعي وتضحكي مع بشير..... ده انتي ليلتك سوده...!
..........!
أوقف سالم سيارته لينزل منها صقر قائلا بتحذير لابنه : انا معترضتش انك ناخدها وترجع البيت بس لو عرفت انك زعلتها هزعلك
اومأ سالم بتسويف : ان شاء الله... بس خليها تنزل بسرعه يابابا لو سمحت
............!
ابتسمت فريده بمكر وهي تسأل فارس : انت مش، عاوزها تخف
هز راسه وحمحم قائلا : لا طبعا... بس يعني تاخد وقتها علي ماتخف خالص
ضحكت فريده بينما فهمت نيه ابنها بابقاء الفرس أطول وقت لديهم ليتسنى له مقابله راسيل اكثر حيث خطفت قلبه بالفعل من تلك المرات التي بكل مرة يتعرف عليها أكثر فكم هي شخصيه قويه جميله بالرغم من عنادها
.........
فتح حمزة باب المنزل وهو يتلفت في ارجاءه بحثا عنها بينما يداعب القلق أوتار قلبه ان تكون قد نفذت تهديدها له هذا الصباح بعد مشاجرتهم...!
ارتاحت ملامح وجهه حينما وجدها جالسه علي الاريكة تشاهد التلفاز
اخفي ابتسامته المرتاحه وتظاهر بالجديه وهو يسألها: مش بتردي عليا في التليفون ليه.؟
قالت سيرين ببرود وهو تهز قدماها دليل علي عصبيتها : مسمعتهوش
رفع حاجبه ونظر الي الهاتف بجوارها : مسمعتيهوش وهو جنبك
رفعت سيرين عيناها اليه لتقذف جبهته بما قاله هذا الصباح : ااه ماانا كبرت بقي
.... اكيد سمعي تقل
ضحك علي خفه دمها التي لم تقل بمرور الزمن ليجلس بجوارها ويداعب وجنتها قائلا :قطع لسان اللي يقول علي القمر دي كبرت... ده انت في عز شبابك ياجميل
دفعت يداه بعيدا عنها هاتفه بحنق : مش انت اللي قولت ولا انا
اومأ قائلا : قولت ياسيري... بس كان كلام يعني مقصدتهوش وبعدين ماهو انتي اللي استفزتيني
شغل ايه اللي عاوزة ترجعيله بعد السنين دي كلها
هتفت سيرين بانفعال وغضب : شغلي اللي سبته عشانك انت وولادك واخرتها قاعده زي القرده لوحدي طول اليوم
اومأ لها واحاط كتفها بحنان : حقك عليا ياستي.. بس مش الشغل ياسيري اللي واخد وقتي والولاد كبروا وبقي ليهم حياتهم
نظرت له بعتاب : وانا فين.. ؟
مال ناحيتها بحب : انتي في قلبي
ابعدته عنها وتمسكت بثباتها : كلام... اوعي كده
امسك بيدها قبل ان تقوم : تعالي بس وبطلي عصبيتك دي....
: لا اوعي كده.... انت مش حاسس بيا وانا طول اليوم لوحدي.. وبعدين فيها ايه لما ارجع شغلي اصلا انتوا مش، هتحسوا بغيابي... الاسم بس عندي خمس ولاد...! والواقع قاعده لوحدي زي القرده
: سيري اعقلي بقي... اصلا انتي مكنتش حابه تشتغلي
: عشان كنت انت وولادك واخدين قتي كله إنما دلوقتي خلاص
جذبها ليحيط كتفها بذراعه : طيب حقك عليا.... هفشب نفسي ليكي
: كلام ياحمزة سمعته الف مرة قبل كدة
داعب حمزة وجنتها الناعمه قائلا بحب : مش كلام... وحالا هثبتلك
مال ناحيه شفتيها : اوعي يامجنون بتعمل ايه
رفع حاجبه بعبث وهو يجذبها اليه : هكون بعمل ايه.... انتي مش بتقولي الولاد برا البيت....!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم وتوقعاتكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك