اسيري ( الثالث والثلاثون)

8


 
في الصباح التالي نظرت لانعكاس صورتها بحنق في المرأة وتنهدت بعنف وهي تحدث نفسها... هتفضلي ساكته لحد امتي... فاكرة لما هتستسلمي ليه وتسمعي كلامه هيرجع يحبك... هزت راسها بسخريه... لا طبعا ولا هيحبك ولاعمره حبك .... هو بيهينك وبيخلص حقه بس زي ما قال 

مسحت وجهها بعصبيه فقد ظنت هدوءه معها بداية جيدة ليله الامس ولكنه ظل علي بروده ومعاملته الجامدة معها  لايحدثها  وكانها غير موجودة .... لتكره تفكيرها الذي جعلها خاضعة لاتعترض...! 

ولكن لا.... هل صدق فعلا انها جاريته..هل ظن انها ستظل مستسلمه مكسورة طويلا .. . لا ولن تكون فهو من اخطئ في البداية وحتي الان لم يفسر لها شئ، وهو مطالب بتفسير كل شئ لها....لقد صمتت طويلا لأنها أخطأت بهروبها ولكنه نسي انه من دفعها لفعل هذا من البداية... هذا مافكرت به وهي تندفع 

بعصبية تجاه غرفة الملابس حيث كان قد ارتدي بنطاله وشرع في ارتداء القميص ليتوقف مكانه بدهشة من دخولها المفاجيء علي هذا النحو.... ان كان يشكو دوما من اندفاعها وجنونها فهو لم يري شيئا منه بعد..! 

قالت بنرة قوية : عاوزة اتكلم معاك 

ازداد غليان الدم بعروقها حينما عاد مرة اخري لمتابعه ارتداء ملابسة دون ادني اهتمام وكأنها لم تقل شئيا  لتصرخ بغضب وقد تحولت ملامح وجهها للقرمزية من شدة الغضب وفرط الانفعال.. ; انا بكلمك متتجاهلنيش كدة

تحدث ببرود وهو يتابع إغلاق ازرار قميصه.. اتفضلي... عايزة تتكلمي في أية؟

نظرت اليه بحدة وعيناها تتطلق شرارت الغضب تجاهه وقد استفزتها ملامحه الهادئة لتصيح بانفعال; ممكن افهم آخره اللي بتعمله معايا ده اية

تناول حزامه الجلدي وبدء بوضعه في بنطاله ببررود وكانها لاتشتعل غضبا امامه وهو يقول:وانا بعمل معاكي اية... صمت لحظة ثم نظر نحوها: افتكر اني كنت هادي جدا معاكي

نظرت له مستنكرة هل هذا هو مايفكر به فقط.. هدوءه معها أثناء علاقته الجسدية بها..! والتي تعمد جعلها باردة بدون مشاعر فكانت جارحة  اكثر من عنفه...

دفعته بقوة جعلت جسده يترنح قليلا بسبب عدم مقاومته لها وهي تصيح باستنكار: هو ده بس اللي بتفكر فيه...

هتف بضيق مستنكر فعلتها... صباااا

فقدت القدرة علي السيطرة علي اعصابها وصوتها لتصرخ به بقوة وهي تعاود لكمه في صدره..انت ايييية لية بتعمل كدة 

امسك بمعصمها يمنعها من مواصلة لكمه وهو يقول بتحذير: صباااا

صاحت به :صبا اية... مفيش صبا... انت صدقت اني جارية عندك فعلا... لا يارعد انا مراتك وأم ابنك.. ولو كنت سكت الفترة اللي فاتت واستحملت اللي بتعمله فيا  فكان عشان انا غلطت لما مواجهتكش  

بس لا بقي افتكر كويس ان انت اللي غلطت من الاول وحالا دلوقتي هتفهمني كل حاجة

نظر اليها ثم لوي شفتيه بسخريه : دلوقتي جاية تفهمي..؟! 

عقدت ذراعيها امام صدرها وهي تقول باصرار : ايوة ... انت حالا  تفهمني اية موضوع الصور ده وانت اللي هتطلب مني اسامحك.. عشان انت اللي غلطت وخنتني 

نظرت نحوه بتحدي وأكملت : ومن دلوقتي مش هسمحلك تعاقبني تاني ولا هتقربلي غير  لما تفسرلي اية موضوع الصور ده 

نظر اليها للحظة عيناه تتأمل تلك القوة التي تحدثه بها... انها هي تلك الشرسة التي يعرفها.. وليست تلك الاخري التي استسلمت دون قتال..فهاهي النيران التي تسائل متي ستشتعل.... ؟! . ارتسمت ابتسامة علي جانب فمه لم تستطيع تفسيرها وتناول سترته يرتديها قائلا ببرود تام : من جهه مش هقربلك .. فمتقلقيش انا هريحك مني ومش هقربلك تاني 

اتسعت عينها بدهشه اربكتها....!؟ ماذا يعني بكلامه... ليكمل: من دلوقتي مش هيبقي ليا اي دعوة بيكي.. اعتبري نفسك حرة .. عاوزة كمان تسيبي البيت مش همنعك.. بس الولد هيفضل هنا في بيته ووقت ماانتي عاوزة تشوفيه اتفضلي 

عبرت الدموع من حلقها وهي تنظر له بعيون متسعه لا تستوعب ....انه يتركها... هكذا.. بتلك البساطة... والان..!؟ هل هي لعبته... يقترب ويبتعد كما يريد.... أمسكت ذراعه بعنف في محاولة لايقافه حينما كان علي وشك مغادره الغرف وهي تصيح بشراسة : انت خلاص بتنهي كل حاجه  يارعد 

اوما لها بصمت وهو يبعد عيناه عن عيونها ويتجه الي الخارج لتندفع ناحيته وتمسك بذراعه توقفه : مش هتسبيني قبل ماتفهمني كل حاجة... ابتلعت غصه حلقها وتابعت : انت طلقتني اول مره وكنت عارفه السبب دلوقتي كمان من حقي اعرف السبب ...انا مش لعبه في ايدك كل شوية ترميها وقت ماتحب

هزت راسها بعنف وقد بدأت دموعها في الانهمار ولكنها قالت بتصميم : انا ليا حق زي زيك بالضبط اني أوافق او أرفض الانفصال وانا مش موافقة لغاية مااعرف اية السبب.. واعرف انت فعلا خنتني ولا لا .. ده حقي ومش هتنازل عنه 

صدمت ملامحه من اصرارها ليتطلع نحوها لحظات قبل ان يستدير نحوها بغضب انتظرته منذ بداية مواجهتها معه.. فغضبه معناه اهتمامه انا بروده فلا...! 

لينحني بجذعه تجاه احد الإدراج ويخرج منها احدي تلك الصور ويجذبها من مرفقها بحده لتقف بجواره ويضع الصورة امام عينيها قائلا بعصبية: مش هي دي الصور اللي بخونك فيها.... بصي كدة ياصبا هانم... يااللي بتطالبي بحقوقك ياللي المفروض انك اكتر واحده عرفاني،!! هو ده شكلي لما بكون معاكي... لما بكون نايم باخدك في حضني بالشكل ده..انا ممكن اعرف الأشكال دي اصلا ..... ياهانم لو كنتي تعبتي نفسك ودققتي في الصور كويس كنتي هتلاقي ان ده شكلي وانا نايم وان الصور متركبه... ولو تعبتي شوية كنتي هتلاقي اني كنت معاكي كل يوم في المستشفي بنام علي الكرسي جنبك مكنتش بروح اصلا عشان انام مع غيرك.. ولو برضه كنتي تعرفيني كنتي هتعرفي اني مش حيوان بنام كل يوم مع واحدة...ولا انا بجري وراكي كل السنين دي عشان كدة وبس زي ماقلتي...

انهي حديثه ناظرا اليها بغضب ليدفعها نحو تلك الاريكة الصغيرة ويتحرك مبتعدا عنها وهو يكمل بجدية : كنت هفهمك جدا لو يومها جيتي وصرختي وعملتي كل اللي بتعمليه دلوقتي ... كنت يومها هقبل منك اي حاجة وكمان كنت هطلب منك تسامحيني ومعنديش مشكله كمان اني اركع قدامك اطلب سماحك زي ما ركعت قدامك زمان ... عشان وقتها كنتي هتبقي واحدة بتحب جوزها وغيرانه عليه ... إنما انتي أسهل حاجة عندك تصدقي وتبعدي وكأني ولا حاجة تستاهل تقفي قدامها لحظه تفكري تستاهل ولا لا ...مش شايفه أن ليا اي حقوق من اللي بتطلبيها دلوقتي واولها اني ادافع عن نفسي .... مش شايفه أن واحد عمل عشانك كل ده مستحيل يشوف واحده غيرك 

رفعت اليه عيناها بتشوش وقد فهمت كل ماشرحه لها بوضوح والذي يبين تشوش شخصيتها واندفاعها ولكنها هزت راسها ونظرت له بعتاب قاسي بينما هو أكثر من يدرك شخصيتها  : وانت مغلطتش لما عاقبتني بالطريقة دي.

صاح بعنف بنفسه قبل أن يكون لها : مش انا حيوان وسافل... حبيت اوريكي لما هبقي زي مابتقولي هبقي عامل ازاي

خفضت عيناها حينما لمعت الدموع بها  : كنت عاوزني اعمل اية بعد ماشوفت صورك مع حد غيري... غص حلقها بالدموع وتابعت : كنت عاوزني اثق فيك ازاي وانا اتخدعت قبلك في ابويا اللي من بعده مبقتش عارفه اثق ازاي في حد حتي لو كان الحد ده انت 

رفعت إليه عيناها وتابعت بنبره مختنقه : انت عاقبتني شهور بالبعد عني و مقبلتش تسمعني ولاتسامحني مع انك عارف كل اللي مريت بيه 

اتاسفت واترجيتك تسامحني وتردني ...وانت اللي فضلت معاند واخترت كرامتك ومشفعش ليا عندك ان ده ابويا وكان صعب اصدق عنه حاجه وحشه ... موقفتش جنبي وانا حامل في ابنك وسبتني وعيشت حياتك مع الدكتورة  اللي مكنتش عاوز تعرفها عليا اني حتي ام ابنك وفي الاخر طلعت هي اللي رتبت كل ده  

... واخرتها عملت كل الي عملته وكمان مش عاوزني ابقي حامل منك تاني وبرضه مش شايف انك غلطان 

  مسحت دموعها بعنف من فوق وجنتيها وهي تقول بسخريه مريرة : طبعا انت مش بتغلط ....

غص حلقه من مرارة كلماتها ليهز راسه ويقول بصوت أجش  :لا انا بغلط ياصبا وعمري مااتخيلت اني اعمل معاكي كدة...رفع عيناه لينظر إليها ويقول باعتراف اخترق قلبه : انا غلطت في حقك لما اجبرتك علي مشاعري .....غلطت لما اجبرتك تبقي معايا وانتي مش عاوزاني.. مش الايام دي بس لا من زمان... كان لازم افهم انك بتبعدي عني لأي سبب عشان انتي فعلا عاوزة تبعدي... اللي بيحب بيدور علي اي سبب يقرب بيه واللي بيكره بيخترع سبب يبعد فيه ..وانتي دايما كنتي بتبعدي بس انا اللي مكنتش شايف وحبي ليكي كان عامي عنيا  ..... انا غلطت بس خلاص فهمت غلطتي... متأخر اوي عشان للاسف احنا في بينا طفل ملوش ذنب يدفع تمن غلطي... 

قطبت جبينها وتطلعت إليه بتوجس تسأله : يعني اية..؟!  

قال بجمود : يعني هنبعد زي ما انتي عاوزة  

رفعت راسها نحوه بعيون تجمدت بها دموعها غير مصدقة مانطق به للتو ليشيح وجهه بعيدا متجنبا النظر داخل عيناها حتي يتراجع عن قراره لتهتف به بعدم استيعاب : نبعد 

اوما بثبات : أيوة ياصبا .... انا هطلقك ... طلبتي تعرفي السبب واهو انتي عرفتي 

غارت عيونها بالدموع تنظر له بخزلان : بعد كل اللي قولته ليك ده ردك .... تطقلني 

لاح الانزعاج علي ملامحه لعتابها الذي ينحر قلبه ...أليس هذا ما تريده ليقول باستهجان شديد : امال عاوزة ايه ....صرخت به تقاطعه : عاوزاك تحسسني انك فاهمني .....مش عاوزاك تعمل المستحيل عشان بتحبني عاوزاك تمسك ايدي وتطمني ... عاوزاك تنسي عقده كنان الحريري قبل ما تطلب مني انساها ....عاوزاك تبطل تعاقبني علي ماضي انا نفسي كنت فيه مجرد عروسه ماريونيت كل واحد يحركها شويه ...! عاوزاك تحبني زي ما بتقول ..تحبني يعني تفهمني وتحس بيا وتعذرني وتسامحني مش تعاقبني علي اي غلطه بعقده الماضي اللي بيننا 

اخرسته بكلماتها ليتطلع إليها بنظره مطوله قبل أن يخونه لسانه ناطقا بعناد : خلاص مبقاش ينفع ....كل حاجه بينا اتكسرت ...

نظرت إليه بخزلان ليتابع باقتضاب : من دلوقتي زي ماقلتلك  اعتبري نفسك حرة 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. تسلم ايدك يا رونا روعه ❤️

    ردحذف
  2. بس كان نفسى رعد ميعاندش معاها هو فعلا اتأثر بكلامها ليه مدهاش فرصه هو عارف و متأكد انها بتحبه لكن جرحه قلة ثقتها فيه ... بس هى عرفته مشاعرها و ايه اللى خلاها تعمل كدا و برده هى ليها عذرها دى انصدمت فى ابوها فصعب عليها تثق في اي حد بسرعه كدا

    ردحذف
  3. الغباء بيقول لرعد يا انكل

    ردحذف
  4. روووووووووووعه روووووووووووعه يارونا

    ردحذف
  5. فصل تحفه بجد ❤️

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !