المتملك والشرسه ( الواحد والثلاثون )

8


 

صافحه فريد الجنيدي بحراره بعد ان أنهوا امضاء العقود ليقول عاصم : مبروك

قال فريد بابتسامه واسعه : مبروك علينا 

اومأ عاصم له ليقول مؤكدا وهو يستعد للمغادرة : اي جديد هبلغك بيه 

:تمام 

بعد انصراف فريد نظر اليه رامز : انت مش ناوي تفهمني اية اللي في دماغك؟ 

: بخصوص اية؟ 

: بخصوص الشراكة الجديدة... وهو احنا محتاجين شراكة مع حد وخصوصا فريد الجنيدي 

: ولية لا طالما زي مابتقول مش محتاجين يبقي السوق لما يتقسم بينا احسن من العداوه 

نظر آلية رامز.. بس كدة 

أراح ظهره للخلف قائلا بغموض :  اه بس كدة... 


في الصباح كانت جالسة في الحديقة بمفردها ككل يوم خلال الأسبوعان المنصرمان فقد أصبحت بشهرها الثامن وعليها تنفيذ اتفاقها مع عاصم بعدم النزول معه للشركة لذا تقضي فترة الصباح بالحديقة بعد مغادرة عاصم للعمل وكذلك وجود شهيرة بالإسكندرية منذ يومان جعلها تضيق اكثر ... شردت في حديث نرمين التي لاتتوقف عن الاتصال بها واقناعها ولكنها ترفض فهي تعرف رد فعل عاصم ان عادت لفتح الموضوع.... ولكنها ظلت تتوسل لزينه كي تذهب معها لزيارة سهيلة وقد بدأت زينه تفكر بالأمر... هزت راسها في محاولة لطرد تلك الفكرة التي ظلت تراودها خاصة حينما فكرت بأنها قاربت علي الولاده ولاتريد خذل احد بحاجة اليها... حسنا انها مجرد دقائق من وقتها لن تكلفها شئ... تعالي صوت عقلها بأنها ستفعلها دون علم عاصم وهذا شئ لاتحبه.. حسنا ولكنه عنيد فهو حتي لايسمح لها بمناقشته..انه يفترض سؤ نيتها وهي ايضا ليست غبيه فلو كانت نيتها سيئه فهي بمشفي فماذا ستستطيع فعله... حدثت نفسها. وفيها اية.. هي في مستشفي يعني اكيد مش هتقدر تأذيني لو كان قصدها شر... ولو فعلا نيتها كويسة يبقي ساعدتها وكدة احسن...

مازالت متردده خاصة حينما نظر اليها عاصم تلك النظرة الغامضه في الصباح التالي حينما اخبرته...ممكن اتغدي مع مها النهاردة؟ 

نظر لها للحظات قبل ان يقول; ماشي بس متتاخريش

هزت راسها موافقة وهي تخفض عيناها لاتستطيع مواجهته وقد كذبت عليه للتو..!!

ظلت في السيارة التي توقفت امام مبني المصحه الضخم مترددة... لتحدث نفسها.. طالما انا بعمل حاجة صح خايفة لية. ؟ خايفة عشان كذبت علي عاصم... جاوب عقلها بلا تردد 

انها بالتاكيد غبيه ولكنها قد اقدمت علي تلك الخطوة فلتنهيها..!

أكدت علي السائق قبل ان تغادر السيارة :حسين انا مش هتاخر نص ساعه بالظبط... 

: تمام ياهانم

سارت مع نرمين باتجاه تلك الغرفة وقد أصرت علي بقاء احد الممرضات معها حينما دخلت الغرفة لسهيلة... التي كانت جالسة متكورة علي نفسها.. رفعت عيناها تنظر لزينه التي توقفت لدي باب الغرفة لتبتسم لها باسف وهي تقول: انتي طبعا بتكرهيني 

هزت زينه راسها : لا مش بكرهك 

نظرت لها سهيلة مليا وتوقفت عيناها لدي بطن زينه المنتفخ لتقول : مبروك علي البيبي ....ارتسمت ابتسامه باهته علي شفتيها ومازالت عيناها متعلقة بجنين زينه لتكمل: عاصم طول عمره نفسه في ولد...اكيد هو فرحان 

نظرت لها زينه ولم تجد ماتقوله لتدمع عيون سهيلة: ..انا كان نفسي اوي اجيبله ولد انا كمان ومكنتش عاوزة اي حاجة من دي تحصل ...كان نفسي يحبني زي ما بيحبك ..مكنتش عاوزة حاجة غير انه يحبني ...فكرت لو بعدتك من قدامه هيشوفني ...انا حبيت عاصم من اول ماشوفته ..كنت بحلم بيه سنين وانا نفسي بس يشوفني. .وأما اتجوزني ماادانيش فرصة كان علي طول بعيد عني ومش مهتم بيا ...غلطت وضيعته من ايدي بس ندمت اوي وحاولت ارجعه بكل الطرق ...انا بس كان نفسي يرجعلي ...اجهشت في البكاء ...كان نفسي يحبني زي ما بيحبك ..

ظلت زينه صامته لتبدء شهقات سهيلة بالانخفاض والعودة للهدوء وتنظر لزينه قائلة :...انا مش ببرر لنفسي اللي عملته بس بشرحلك السبب في كل اللي عملته .....ونفسي تسامحيني ...ونفسي عاصم كمان يسامحني ...قوليلو اني ندمانه واسفه... واني هبعد خالص عن حياتكو 

ظلت سهيلة تخبرها باسفها وندمها ببكاءها الذي جعل زينه تشفق عليها فهي فعلت هذا من أجل حبها لعاصم ولذا هي تعذرها ....توقفت اخيرا لتغادر لتقول سهيلة ...انا متشكرة اوي أنك جيتي وسمعتيني

ابتسمت لها زينه لتقول ..بس ياريت تيجي تزورني تاني ..انا زي مانتي شايفة مفيش امل أخرج 

هزت زينه رأسها ..لا أن شاء الله هتخرجي وقريب 

قالت بأمل ..ياريت ..بس اوعديني انك هتجي تزورزني تاني

: اكيد 

ظلت كلمات سهيلة تتردد في اذنها طوال طريق عودتها وفكرت لو الحال كان معكوسا بينهم هل كانت لتفعل بها هذا من اجل حبها لعاصم....! ؟


في المساء 

استلقت زينه علي الفراش في انتظار خروج عاصم من الاستحمام لينتهي بعد دقائق من ارتداء ملابسه ويتوجه ليستلقي بجوارها. ..نظر الي نظرات عيونها المرتبكه والتي حاولت خفضها وعدم النظر إليه فنظراته تستطيع أن تنفذ لداخلها وتعرف ماتخفيه عنه ليقطع عاصم هذا الصمت قائلا بهدوء لم تعهده منه :..مالك؟ 

هزت كتفها ..مفيش ..

نظر إليه مجددا وقد ازداد ارتباك عيناها حينما سألها بنبره خفيضه .مها عاملة اية ؟

ابتلعت لعابها بارتباك لاتستطيع الكذب اكثر لتستجمع شجاعتها وهي تقول ..عاصم 

نظر إليها لتتحدث بصوت خفيض ولم يعد بإمكانها إخفاء الأمر عنه اكثر انها بالتاكيد أخطأت حينما كذبت عليه ولذا ستخبره وتتحمل نتيجه أفعالها فهي مستعده تماما لعصبيته وثورته :ممكن اقولك حاجة ...بس عشان خاطري متتعصبش

اقتربت منه وامسكت بيده وكأنها تستمد منه الشجاعه ليقول ببطء وتر اعصابها : .قولي يازينه سامعك

تعالت دقات قلبها وخفضت عيناها لا تستطيع النظر إليه لتقول بصوت خفيض...انا كذبت عليك ومكنتش مع مها 

نظر اليها دون قول شئ لتنهار قوة اعصابها مع صمته لتتحدث وقد قررت إنهاء الأمر سريعا: انا رحت لسهيلة المصحه

ظل صامت فرفعت رأسها تنظر بتوجس لملامح وجهه لعلها تري رد فعله علي ما قالت لتري وجهه لايفسر من شده الغضب عكس هذا البرود الذي يحاول إظهاره لتحاول التحدث وشرح مافكرت به..... اصل هي.. حالتها كانت صعبه... ووووو

انهت اخباره بكل ماحدث لتبتلع لعابها بصعوبه وهي تري نظراته لها والتي لو كانت تقتل لقتلتها علي الفور ليتحدث اخيرا بنبره محتقره لم تسمعها منه من قبل : وأية اللي خلاكي تحكيلي مكملتيش كذب عليا ليه؟ 

هزت راسها وقد تجمعت الدموع في عيونها من نبرته التي يحدثها بها لأول مرة : انا مكدبتش 

قاطعها بعدائية شديدة: كذبتي.. ورحتي من ورايا.... ازدادت نبرته حدة : موثقتيش في كلامي ولااحترمتي قراري ورحتي برضه...

:هي بس صعبت عليا وانت مكنتش عاوز تسمع 

اغمض عيناه لحظة يحاول السيطرة علي غضبه الذي يدفعه لتحطيم كل شئ امامه وهو يقول بغضب : اسمع... اسمع اية...... انتي عارفة انتي بغباءك كنتي هتعملي اية.. لم تفهم شئ ليرفع هاتفه وعبث به للحظة ليقول بحنق : اسمعي اللي صعبت عليكي كانت بتخطط لأية

لحظه وتعالي صوت سهيله بتلك المكالمه المسجله 

: وكمان عاوزة تقابليني مش خايفة من اللي هعمله فيكي 

: لا.. عشان بصراحة عندي ليك عرض مينفعش ترفضه .. احسن كتير من انك تنتقم مني 

: سامعك ياسهيلة 

: هسلمك نص ثروة عاصم السيوفي مقابل انك تسيبني ومتاذنيش

قال بسخريه.. شكلك لسة متعالجتيش ياسهيلة 

ضحكت بخبث.. لا وحياتك انا عاقله جدا.... اسمع بقي يافريد.. انا هسلمك مرات عاصم 

واللي هو كاتب لها نص كل حاجة عنده وانت وشطارتك بقي اعمل فيها اللي انت عاوزة وخليها تتنازلك عنها.... هددها... موت ابنها... اغتصبها... شوف بقي... يااما تساوم عاصم عليها وعلي ابنه ومعتقدش عاصم هيرفض يقدم لك اي حاجة مقابل الولد اللي نفسه فيه ولا مراته اللي بيموت فيها.. 

:وانتي بقي هتسلميلهالي ازاي 

: دي شغلتي انا بقي... وعشان تتأكد هي جيالي بكرة خلي رجالتك اللي بتراقبني تاكدلك الخبر ده... ولما نتفق هخليها تجيلي تاني واهو مخدر في العصير ورجالتك تاخدها... ها افتكر كدة عرضي ميترفضش

ظل صامت لحظة ثم قال بهدوء : هفكر وارد عليكي وبالفعل بعد بضع ساعات من انصراف زينه كان يرد عليها بتلك الضحكه الصاخبه .... توترت اعصابها لتقول بعصبيه.. انت بتضحك علي اية؟ 

:بضحك على غبائك.. انتي تفتكري اني ممكن امشي ورا كلامك تاني

:ولية لا مش هتستفيد؟ 

قال ببرود شديد :بصراحة ياسو.. جالي عرض احسن من عرضك بكتير.. 

: عرض!! 

:اه... شراكة مع عاصم السيوفي ونهاية العداوه اللي بينا وبصراحة عرضه انضف كتير من عرضك الوسخ ده... انا طول عمري بيزنس مان مش بلطجي اخطف واقتل واغتصب عشان كدة طبعا وافقت من غير تفكير... 

: والمقابل؟ 

ضحك مجددا بصخب.. اه ده بقي هتعرفيه بعد دقايق... اصل ياحبيتي هتلاقي البوليس داخل عليكي حالا وللأسف هيلاقي كميه مخدرات في اوضتك كافيه تدخلك السجن للأبد... وعشان مفيش وقت تفكري هقولك.. نرمين صاحبتك اللي ماشية وراكي لما خيرناها انا وعاصم باعتك في لحظة وحطلتك المخدرات بأديها وكمان هتعترف عليكي هي وكام ممرضه من عندك اصلك ياحبي كنتي الديلر بتاع المدينين اللي في المصحة... ضحك مجددا... دي آخره الطمع ياقلبي.. مرضتيش بالمصحة... Enjoy بقي السجن...! 

انتي استغبيتي عاصم مرة عشان كدة سبقك بخطوة وكان واثق انك عمرك ما هتتغيري عشان كدة عرض عليا شراكته وانا بقي حبيت اكافئه وانتقم منك علي اللي عملتيه واللي كنتي ناوية تعمليه.... 


انهمرت دموع زينه بصمت بينما ينظر إليها عاصم وهو يسحق أسنانه ليقول بهدوء قاتل: كذبتي عليا ورحتي ليها برجليكي بالرغم اني حذرتك...كنتي هتسلميها رقبتي بمنتهي السهولة... انتي وابني وثروتي... يخطفك.. يقتلك.. يغتصبك.. 

حاولت التحدث مع ازدياد دموعها انهمارا وهي تفكر برعب فيما كانت ستوقع نفسها فيه ..... خرج صوتها الباكي :عاصم... لم يدع لها الفرصه ليقول بهدوء قاتل...شششس متنطقيش اسمي علي لسانك بعد اللي عملتيه 

ازدادت شهقاتها تحاول التحدث لينظر لها محذرا لتصمت : مصدقتش نفسي لما فريد جالي بالتسجيل ده... وقولت استحاله تعملي كدة وتروحي من ورايا... فهمت انك بتكدبي في وشي وتقوليلي عاوزة تخرجي ووافقت مع اني عارف انك رايحة ليها... كنت عاوز اشوف هترجعي في كلامك ولا لا.. بس برضه رحتي 

قالت من بين بكائها: بس انا مقدرتش وجيبت احكيلك 

صاح بغضب.. بعد اية... بعد مارحتي 

امسك ذراعها بقوة ولم يستطع السيطرة علي غضبه اكثر... تقدري تقوليلي لو كان وافق علي عرضها كان مصيرك اية دلوقتي... تقدري تقوليلي كنت هبقي عامل ازاي وانا حتى مش عارف مكانك ماانتي بتستغفليني وفي مكان معرفهوش..لو بس فكرتي تثقي في كلامي أو تشاركيني تفكيرك بدل ما تقرري تخبي عليا وتكملي كدبك... نظر لها بغضب وتابع بوعيد ..احمدي ربنا اني واخد عهد علي نفسي اني مضايقيش والا كنتي هتكرهي نفسك من اللي هعمله فيكي.... امسكت يده لتنظر له بعيونها الباكيه.. اعمل فيا اللي انت عاوزة .. انا استاهل... نفض يده من يدها : متلمسنيش... 

لم تصدق قسوته عليها وهو يقول بحدة .. من دلوقتي ملكيش اي دعوه بيا .. انتي ام ابني وبس فاهمه 

قالت برجاء... لا ياعاصم انا اسفة سامحني

هز راسه وهو يبتعد عنها... مفيش حاجة ممكن تخليني اسامحك بعد اللي كان ممكن يحصلي بسببك.


قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 

الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

8 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. شيقه جدا زينه ورطت نفسها

    ردحذف
  2. زبنة غلطت بحسن نية تساعد انسانة و عاصم حيغضب منها بحسن نية انها تتعلم من غلطتها

    ردحذف
  3. حسن نيتها ضيعها حرفيا 🤦🏻‍♀️🤦🏻‍♀️🤦🏻‍♀️

    ردحذف
  4. البارت روعه تسلم ايدك يا رونا ❤️

    ردحذف
  5. روعه كالعادة

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !