المتملك والشرسه ( الثاني والثلاثون )

11


 حركت راسها بفزع ودموعها تمليء وجهها وهي تركض نحوه وتتمسك به قائلة بتوسل من بين شهقاتها المتلاحقه.. لا ياعاصم.. عشان خاطري متبعدش عني.. انا غبيه ايوه غبيه.. عاقبني بأي حاجة في الدنيا بس بلاش تبعد عني.. اعمل اي حاجة انا غلطانه وعارفة اني غلطت غلط كبير اوي.. بس سامحني.. مكنتش اعرف ان في بني ادمين زيها كدة... والله ياعاصم كان قصدي بس تساعدها.. صدقت انها ندمت واتغيرت انا مش بدافع عن نفسي انا عارفة ان تفكيري كان غلط بس اعمل اية وانا عمري ماشوفت ولا اتخيلت ان في حد زيها كدة...

اشاح بنظره بعيدا عنها متجنبا النظر لعيونها الباكيه حتي لاتثنيه عن قراره... سامحني المرة دي ياعاصم وعمري ما هكررها عمري ماهكدب عليك تاني... هسمع كلامك في كل اللي تقولة عشان انا اكتشفت اني مبعرفش احكم علي الناس ومش هثق في حد غيرك... عمري ماهخبي عليك حاجة تانية 

لانت نظراته قليلا ولكن نبرته الحازمة ظلت كما هي وهو يقول : بطلي عياط عشان الولد

مسحت دموعها بظهر يدها ومازالت عيناها تنظر اليه في انتظار اي رد فعل منه يطمأنها ولكن طال انتظارها فقد ظل وجهه بلا تعبير وقد بدا مصمم علي موقفه وهو يغادر الغرفة....! 

......


تحدث هشام.. وبعدين ياعاصم 

هز رأسه.. ابدا ياهشام كنت واثق انها عمرها ماهتتغير وان اكيد في حاجة وراها 

ولما افتكرت اد اية كانت بتخطط وان انا نفسي اتخدعت فيها كتير عذرت فريد الجنيدي هو اه غلط بس انا كمان حرقت مخازنه والتوكيل اتسحب منه وشركتة خسرت كتير ولما سكت علي اللي عملته فيه اتأكدت انه مكنش عاوز يعمل كدة لولا انها لعبت في دماغه وبعدين رحت قابلته وعرضت عليه انه يشاركني في المشروع الجديد عشان يعوض خساره مخازنه وطبعا رحب جدا وعشان يثبتلي حسن نيته عرفني باتفاقه معاها قبل كدة علي حادثه زينه وقالي ان الكلبه دي بعتت بنت في سكته وصورته معاها.... تخيل الحقارة اللي هي فيها... المهم... لقيته جايبلي التسجيل بتاع الكلبه دي ورتب كل حاجة عشان ينتقم منها بالطريقة دي وبصراحة تستاهلها. 

ربت علي كتفه : الحمد لله ان ربنا كشفلك الحقيقة في الوقت المناسب 

اومأ له ليقول هشام.. طيب وزينه ذنبها اية ماهي ضحيه بتعاقبها ليه بقي وسايبها بقالك اسبوعين 

اخذ نفس عميق ثم زفره ببطء : كل ماافكر لو بس كنت اتاخرت في اتفاقي مع فريد.. او انه قبل عرضها كان هيحصل لزينه اية بترعب.. ووقتها كانت هتبقي هي السبب.. هي اللي كانت هتسلمهم رقبتي بأيديها 

: مش ذنبها انها طيبة وصدقت 

: ذنبها انها مسمعتش كلامي.... وعشان كدة لازم ابعد عنها شوية عشان متعملش كدة تاني 

:طيب ومش كفاية الأسبوعين دول

هز راسه.. لا.. الرعب اللي بفكر فيه لو حد كان اذاها او مس شعره منها بسبب كذبها عليا بيخليني مصمم اكتر 

: بس هي بتحبك وسامحتك كتير قبل كدة ... قاطعه : وانا بحبها اكتر بس معلش ياهشام لازم اعمل كدة.. زينه عنيدة ولازم تتعلم ان عندها ده غلط 

هز راسه باستسلام وهو يقول بتهكم..هي اللي عنيدة.! 

تركه هشام فهو يعرف ان لاشئ سيرجعه في قراره.... 


لم تكف عن المحاولة معه ولكنه بدا جاد في قراره الذي نفذه طوال الأسبوعان المنصرمان حيث ترك لها الغرفة وأصبح ينام بغرفه اخري وكذلك قضي اغلب وقته بالعمل حتي لا يضعف امامها بعد ان حاولت استمالته بكافه الطرق.... 

سمعت هدير سيارته بالخارج لتنزل الدرج عازمه علي المحاولة مرة اخري فهي قد سامحته من قبل فلما لا يغفر تلك الغلطة الصغيرة لها.... 

دخل مكتبه فور وصوله لتأخذ نفس عميق ثم تدخل... رفع راسه ناظرا اليها للحظة ثم عاد للنظر بحاسوبه وهو يقول بنبرة خاليه : في حاجة يازينه 

سارت باتجاهه لتتوقف علي بعد خطوه منه وهي تقول بنعومه متجاهله جفاءه معها الذي أرهق قلبها .

.. وحشتني ياعاصم 

تسارعت دقات قلبه وجاهد حتي لا ياخذها لحضنه في تلك اللحظة ليظل صامت... انحنت تجاهه لتواجهه عيناها التي طالمها اغرقته بانهارها الصافيه وعادت لتتحدث برقه.. بقولك وحشتني 

ابتلع لعابه واغمض عيناه لحظة قبل ان يقف امامها ينظر اليها وهي تنظر لعيناه باسف واستعطاف يصعب عليه أن يخذلها ليقول بنبره جادة... وانتي كمان يازينه وحشتيني بس مش هينفع

اختفت ابتسامتها التي لاحت علي وجهها حينما قال إنها اوحشته لتقطب جبينها:مش هينفع!! 

هز راسه : ايوة مش هينفع انسي اللي حصل وانك كذبتي عليا وكنتي هتدمري حياتنا بسبب الكدبه دي 

اقتربت منه واحاطت عنقه بذراعيها وهي تقول : انا اتاسفت كتير اوي وانت عاقبني كتير اوي وبعدت عني ...بس انا بحبك ياعاصم ومكنتش اقصد ابدا 

تنهد بثقل وهو يخزلها للمره الثانيه قائلا بجديه : وانا كمان بحبك واكتر مابتحبيني بس سيبيني يازينه لغاية ماانسي وانا لوحدي هتلاقيني برجع وياريت متستغليش حبي ليكي انك تخليني ارجع في قراري

صدمتها كلماته القاسية والتي لم تتخيلها بينما هذا هو عاصم لاينتقي ولا يختار كلمات بينما يعبر بمنتهي القسوة عن شعورة ...غاضب منها ولا يراوغ ولا يلتمس لها أي عذر بل يطاوع نفسه في كل ما يشعر به فقط 

لتردد بصدمه.. استغل حبك!! 

اوما قائلا باعتراف قاسي اخر : انتي عارفة انك لما هتقربي مني اني مش هقاوم فبلاش تعملي كده وسيبيني زي ما طلبت ... قاطعته زينه باستهجان : وانت فاكرني بقرب منك عشان استغلك مش عشان بحبك... شعر بحدة كلماته ليحاول استدراك الموقف :مش قصدي اللي فهمتيه يا زينه 

نظرت له بخزلان من أجل جرحه لكرامتها بتلك الطريقه دون أن يشفع له مقدار سماحتها له بكل أخطاءه الجسيمه لتقول وهي تتراجع للخلف بقلب منكسر : براحتك ياعاصم.. ابعد زي ما انت عاوز وانا مش هقرب منك تاني عشان متقولش اني بستغل حبك 

تركته لتغادر المكتب بخطي غاضبه مسرعه سرعان ما توقفت أسفل الدرج حينما شعرت بتلك الآلام الحادة تمزق أسفل معدتها ... اااه كتمت وجعها حتي لايظن انها تدعي لجذب اهتمامه فكم جرحها بكلماته القاسية... تمسكت بسور الدرج تحاول الصعود ولكنها مالبست ان صعدت بضع درجات حتي شعرت بألم فظييع لتصرخ بشده بصوت مخنوق ...اااه 

هرعت شهيرة من غرفتها علي صوت نعمات التي ركضت تجاه زينه بهلع.. مالك ياهانم 

طفرت الدموع من عيونها وتلك الآلام تزداد لتصرخ نعمات.. الحقنا ياعاصم بيه... 

فتح عاصم باب مكتبه بسرعه علي صوت نعمات.... رآها جالسه علي الدرج تبكي بألم... زينه ركض نحوها بقلق .. زينه انتي كويسة

تعالت شهقاتها المتألمه لتصل اليها شهيرة وتري انفجار ماء الطفل لتقول بزعر :دي بتولد ياعاصم.. أطلب الاسعاف بسرعه 

أمسكت شهيرة بيدها تحاول تهدئتها بينما حملها عاصم الي سيارته ليسرع بها للمشفي ومعه شهيرة التي اخذت تطمئنها وتهدئها.....

خرج الطبيب من غرفه العمليات بعد ساعه لينطلق عاصم تجاهه بتلهف... دكتور طمني عليها 

ابتسم الطبيب : اطمن ياعاصم بيه المدام كويسة وابنك كمان بخير 

ابتسم عاصم وهو يستمع لكلمه ابنك من الطبيب ليردد.. الحمد لله

احتضنته شهيرة... الف مبرووك ياحبيبي 

قال بلهفة : طيب ممكن اشوف زينه 

قال بلباقة.. : المدام لسة تحت تأثير المخدر شوية وهتفوق وننقلها اوضتها وتقدروا تتطمنوا عليها 

اومأ له عاصم قائلا : يا متشكر يادكتور.. 

بدأت زينه في استعادة وعيها ببطء لتهرع شهيرة نحوها... حمد الله على السلامة يا زينه 

فتحت عيناها ببطء وهي تقول: الله يسلمك... وضعت يدها علي بطنها بألم لتقول شهيرة... مبروك ياحبيتي جبتي ولد زي القمر 

قالت بلهفه.. هو فين ؟

: في الحضانه ياحبيتي وعاصم معاه بيطمن عليه 

زمت شفتيها وشعرت بغصه في حلقها فهو لم يكن بجانبها حينما افاقت... لتتذكر حديثه لها قبل ولادتها.. انفتح الباب ليطل عليها عاصم بطلته التي تعشقها ولكنها سرعان ماخفضت عيناها بأسي حينما نظر اليها تلك النظرة التي اذابت غضبها من كلماته... اقترب منها ليطبع قبله علي راسها قائلا بحنان ; حمد لله على سلامتك يازينه 

لم تجيب عليه ليرفع حاجبه بدهشه فيما لم يستطع هشام منع ضحكته حينما رأي الوضع معكوس فهي الان الغاضبه ليقول : يلا بينا ياشهيرة بدل مااخنقهم هما الاتنين.. 


خرجت شهيرة وهشام ليلتفت اليها عاصم قائلا بوداعه وهو يداعب خدها.. انتي لسه زعلانه مني 

قطبت جبينها ونظرت للجهه الاخري ليجلس عاصم علي طرف الفراش بجوارها ويتحدث بعتاب: انتي عارفة لو كان حصلك حاجة انا كان هيجرالي اية 

.... لانت نبرته كثيرا ليقول: حقك عليا يازينه انا عارف اني قسيت عليكي اوي بس غصب عني.. انا اتصدمت لما فكرت انك كان ممكن يحصلك حاجة بسبب عنادك... نظرت له وقالت بحزن : انت مبقتش بتحبني.. بعدت عني ورفضت تسامحني وقلت اني بستغل حبك.... قاطعها وهو يضع وجهها بين كفيه ليقول بحنان و اجتاح حبه نظراته ليقول : غصب عني ياحبيتي... انتي عمري يازينه وقلبي وحياتي كلها مقدرش ابعد عنك لحظة بس كنت عاوز اتأكد انك اتعلمتي الدرس كويس 

خفضت عيناها وهي توميء له ليرفع ذقنها اليه ويقترب منها مقبل جانب شفتيها برقه بالغو وهو يقول : مبرووك ياام سيف 

اتسعت ابتسامتها ونظرت اليه لحظة قبل ان تراجع كلماته قائله برفض : عمر 

هز رأسه : خلاص ياحبيتي اسمه سيف 

رفع يدها التي وضع لها الأطباء بها تلك الاسورة التي تحمل اسم طفلها لتنظر له بغيظ وتصمت بينما تدرك أن عناده صخره صلبه لا تنكسر 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

ايه رايكم و توقعاتكم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

11 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

  1. روووووووووووعه تسلم ايدك أبدعت دمتي مبدعه

    ردحذف
  2. 🤣مالوش حل بردو سماه سيف 🙈

    ردحذف
  3. يا سيدى ما تسيبها تسمى ابنها حرام عليك 😂

    ردحذف
  4. جميل بجد تسلم ايدك ياروني

    ردحذف
  5. رووووووعه تسلم ايدك يا رونا يا قمر

    ردحذف
  6. ربنا يوفقك بس بعد اذنك فين باقي الحلقات مش نازله هنا ولا علي صفحتك على الواتباد متابعة معاك علي كل صفحاتك مش لاقية بقية الرواية تسلم ايدك علي كل رواياتك موفقة

    ردحذف

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !