دوما ما يكون لكل فعل رد فعل ولكن احيانا نري فقط رد الفعل وكأنه الفعل ....
اشار عمر لشهد التي كانت واقفه بأحد الزوايا بنفس الملامح الحزينه
: خدي هنا يا بت ياشهد
قالت وهي تخفض عيونها : نعم يا عمر بيه
رفع حاجبه فلم يعتاد منها علي هذا الصمت : مالك يا بت
هزت كتفها وهي تخفي عيونها : ابدا
ضربها علي مؤخره راسها بخفه : ابدا ايه..... مالك قالبه وشك ليه...؟
تفاجيء بالدموع تغشي عيونها وهي تحاول التهرب من أمامه : مفيش حاجه
اسرع عمر خلفها ليحاول إيقافها : استني هنا
قالت شهد برجاء بينما انسابت الدموع من عيونها : سيبني يا بيه ابوس ايدك خليني اخلص اللي ورايا بدل ما امي تبهدلني
رفع حاجبه قائلا بهيمنه : محدش يقدر يدوس ليكي علي طرف وانا موجود ....يلا يا شهد قولي مالك
قالت شهد وهي تحاول التهرب : والنبي ياعمر بينه بطل هزار وسيبني اشوف اللي ورايا
بجبين مقطب ونبره أمره أوقفها : وانا بهزر في ايه يا بت ....انطقي مالك ؟
ترددت في أخباره ولكن امام إصراره نظرت إليه وكأنه طوق النجاه وبدأت تخبره بكل شيء ......
من خلال زجاج واجهه هذا المحل بتلك المنطقه الشعبيه كانت تلك العيون ترمق سياره عمر الفارهه التي توقفت أمامه بعيون متطلعه عن سبب وجود سيارة مثلها بهذا الحي .....تفاجيء الشاب بدخول عمر الي المحل وهو يدير عيناه في أرجاءه بينما قال الشاب بترحيب : اهلا ...اهلا ...اتفضل يا باشا اأمر ....
دقائق وكانت اصوات تحطم الزجاج تتعالي ممتزجه بصوت تأوهات الشاب الذي لم يكمل كلمته وكانت لكمه قويه تخرس شفتيه التي ارتطمت بأسنانه
لكمه وركله وكعادته عمر يحطم ولا يبالي ....!
وقع الشاب أرضا متألما بينما دماءه انسابت من أنفه وشفاتيه ليتراجع بذعر وجسد متألم ما أن مال عمر ناحيته ليهمس تجاه أذنه : لو قربت ناحيتها تاني مش هتلحق تندم
انحني أكثر ومد يداه ليجذب هاتف الشاب من جيبه قائلا ببرود ....ده يلزمني ......اكيد عليه بلاوي !
......
وكالعادة عاصم ينظف الفوضي التي يخلفها ابنه
: خده يا شافعي وشوف طلباته وعينك عليه
مال ناحيه الشاب بتهديد واضح : لو فكرت بس تنطق اسم ابني مش هتلحق تكمله
....دخلت زينه إليه بينما جلس مستندا الي مقعده الجلدي بصمت...سألته زينه بقلق : عاصم مين الراجل ده وكان بيعمل ايه هنا
قال وهو يفرك جبينه : مش مهم يا زينه
رفعت حاجبها باستنكار : هو ايه اللي مش مهم..... ده قال حاجه تخص عمر
زفر عاصم هاتفا بسخط : وهو ايه عدل يخص عمر .....قام من مقعده وتابع باقتضاب : خلاص يا زينه مش عاوز اتكلم في حاجه ولا اسمع اسمه دلوقتي
أوقفته زينه بإصرار : لا هتتكلم طالما حاجه تخص ابني
نظر لها ساخرا بحنق : عاوزة تعرفي ايه ....ايه جديد تعرفيه غير أنه عامل مصيبه من مصايبه اللي مش بتخلص ....!
وقف سيف يتطلع الي أخيه الذي كعادته استمع لصوت عاصم وتحذير وتهديده ووعيده بوجه بارد قادرا علي استفزاز الحجر وليس أبيه فقط الذي كاد يصاب بنوبة قلبيه من فرط غضبه وغادر الغرفه ليزجره سيف : ايه ياأخي انت بارد كده ليه .....قوله عملت كده ليه ؟
ببرود قال لأخيه : وهو كان سألني ؟
نعم ربما كانت تلك هي النقطه التي طالما فوتها عاصم ....وهي سبب أفعال ابنه ؟
تهكم عمر بينه وبين نفسه وهو يغادر : اشرح وابرر ليه ....هو اصلا مسألش
اقتباس متقدم .....
شردت مطولا لتنظر هدي إليها باستفهام : هو السؤال صعب اوي كده
هزت كتفها ودفعت بخصلات شعرها الحريريه للخلف : مش صعب بس إجابته عجيبه
ضحكت هدي : وايه الغريب في سؤالي ؟!
هزت كتفها ونظرت الي أصابعها لتلاحظ هدي التوتر الواضح وهي تقول بينما مزجت كلماتها ببعض المرح : عمر رومانسيته غريبه ..... يعني مش بتاع ورد وشمع وعيد حب والكلام ده
ازدادت حركه أناملها توتر وهي تتابع بقليل من الخجل : عمر تقدري تقولي كده رومانسيته تتلخص في ( ***)
ضحكت لتخفي الامتعاض الواضح علي ملامحها وهي تتذكر معامله أخيه لزوجته بتلك الرومانسيه في حديثه وهمساته ولمساته بينما عمر فقط يعبر عن كل شيء بالعلاقة الحميمة ....لتسأل نفسها هل بالفعل أصبحت تكره ذلك ولكن لا أنه يجعلها تستجيب له دوما وهذا الشعور بالنفور تشعر به فقط حينما تفكر بعلاقتهم ليس حينما تكون معه ....ليجول بخاطرها هذا المشهد بينما أخيه يداعب وجنه زوجته بورده ناعمه كبشرتها بينما انامل عمر تتحرك خلف ظهرها من اسفل ملابسها وهو يهمس لها كعادته بغزله الجريء حد الوقاحه ليأخذها من يدها ويدخل بها الي غرفتهم وكالعادة بلا مقدمات يأخذها الي علاقه صاخبه نضجت و أصبحت تدرك أنها تشبعها جسديا ولكنها تترك روحها خاويه وهو لا يشاركها بشيء إلا علاقه جسديه ممتعه
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
كل سنه وانتوا طيبين.....قلوبنا مع اخواتنا في سوريا وتركيا في مصابهم دعواتنا ليهم في وجعهم ومصيبتهم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك