نظرت نور لتلك العلبة التي وضعها سيف امامها بعدم تصديق.... انها مجوهراتها التي باعتها من أجل عملية والدها وقد اعادها اليها لم تجد شئ لتقوله سوي بضع كلمات لاتعبر عن احساسها ليقاطعها قائلا : مكنش ينفع تبيعي مجوهراتك وانا موجود..
: بس تمنهم... اقصد...
داعب خصلات شعرها الحريري : شششش
رفع يدها تجاه شفتيه يقبلها بحنان قائلا : اي حاجة عاوزها تطلبيها مني من غير تفكير
اومات له بابتسامه واسعه فكم تحبه بصفاته الرجولية وحنانه ورفقة بها وتلك النبرة التي يحدثها بها.... تجرأت واحاطت خصره بذراعيها مردده : شكرا ياسيف
مرر يده برقه علي ظهرها واحاطها بذراعيه ليقبل اعلي راسها مستنشق عبير شعرها الذي يأثره.... فكم هو خطير الاقتراب منها يوما بعد يوم لتغرقه بتلك الاحاسيس التي أصبحت تسيطر عليه تجاهها مهما قاومها..! انحني ليتناول شفتيها الشهيه بشفتيه يتذوقها بشغف وجنون حينما شعر بها تبادله قبلته بجهل اثاره ليحملها ويتجهه بها نحو الفراش يعمق قبلته وقد بدأ لسانه يتذوق عنقها وامتدت يده يمررها علي منحنيات جسدها الفاتن وقد ازداد جنون قبلاته وعثفت رغبته بانفاسه التي لفحت جسدها فيما بدأ بتوزيع قبلاته عليه...... ليأخذها بين ذراعيه لليلة أخبرها كل جزء به انه يحبها...!! فقط ماعدا لسانه الذي ابي نطقها حتي الآن
!
.. بقلم رونا فؤاد
....
ابتسمت سارة لحازم الذي اسرع للقاءها فور علمه بوجودها بالأسفل لتنظر اليه بسعادة أخوية حينما رأته وقد بدأ باستعادة صحته فهي تعتبرة كاخيها الصغير مثل نور حازم عامل اية ياحبيبي
:كويس ياساسو... وانتي؟
: الحمد لله....
:نور مجتش لية
: ابدا بس اونكل تعبان شوية.. قال بهلع :بابا ماله؟
ربتت علي كتفه :لا ياحازم اطمن.. هو اتحسن كتير بس نور هي اللي حبت تفضل جنبه وبعتتني اطمن عليك.. عشان مفكرتش حتي تتصل تطمنها عليك
: معلش ياسارة... انا كنت تعبان الفترة اللي فاتت دي وحتي تليفوني مش عارف فين
اومات له بتفهم لتقول : طيب خد بقي كلمها عشان تتطمن عليك
...
في الصباح التالي
نظرت نور لهاتفها الذي يرن بأسم سارة بتوتر من نظرات سيف الذي كان يهندم ملابسه امام المرأه الضخمه... أعادت الهاتف لجوارها دون أن تجيب تشغل نفسها بأي شئ تتحاشي نظرات سيف لها حينما عاد هاتفها مجددا للرنين ليقول : اية مش هتردي؟
هزت راسها قائلة : لا.مش مهم
:هو مين اللي بيتصل؟
: دي سارة صاحبتي
نظر اليها بينما يضع عطره قائلا :طيب ماتردي عليها
هزت كتفها : بعدين
عادت سارة مجددا للاتصال لتلعن نور غباءها فهي لاتستطيع ان تجيب امام سيف ماذا لو كان حازم من يتصل...
..
وصدق حدسها فما ان غادر سيف حتي اسرعت تجيب علي الهاتف بلهفة لياتيها صوت حازم : نور حبيتي وحشتيني
: وانت كمان ياحبيبي
:انا خفيت يانور..... انا خفيت من السم ده وعمري ماهرجعله تاني.. متزعليش مني يانور علي كل اللي عملته فيكي
انهمرت دموعها بسعادة وهي تقول : عمري ماازعل منك ياحازم ابدا... المهم انك تبقي كويس
: انا كويس اوي خالو وقف جنبي وساعدني لغاية ماالحمد الله بطلت... بابا عامل اية؟
: بابا كويس
: انا هرجع مع سارة
قالت بفزع : لا.. لا ياحازم اوعي ترجع
قطب جبينه بتساؤل : لية يانور..
: مش هينفع اقولك حاجة دلوقتي المهم اوعي ترجع دلوقتي خليك عندي لغاية ماتتحسن
: لا انا لازم افهم... انتي مخبيه عليا حاجة
بالطبع لا تستطيع اخباره ببحث سيف عنه ولا بكل ماحدث وهي تعلم بأن حازم متهور ويجب ان تأمن جانب سيف اولا وتطمئن انه لن يؤذي أخيها...
قالت برجاء : هفهمك كل حاجة في الوقت المناسب المهم دلوقتي اوعدني انك مش هترجع دلوقتي
علي مضض وافق حازم والقلق يتسرب لقلبه ليحاول معرفه اي شئ من سارة ولكنها كانت ذكية ولم تخبره بشئ كما وعدت نور....
رحب بها همام وأصر علي بقاؤها حتي الغد ولم يدعها تسافر وحدها بالمساء...
....
..
كان عقله شارد ويطرق بأصابعه علي طرف مكتبه فهاهو قد وصل لحازم ولايستطيع اقناع نفسه باي طريقة للتراجع... ولا حتي من أجلها هكذا حدث نفسه..!
نظر اليه كمال قائلا : انت لسة بتفكر في الموضوع ده
نظر اليه سيف دون قول شئ فهو يعلم بأن كمال بالتاكيد رافض لفكرة الانتقام ويحاول التاثير عليه ليهتف كمال بمعارضة : لا ياسيف متفكرش مجرد تفكير في الموضوع ده... اخوك خلاص بقي كويس
هز سيف راسه : كمال خليك برا الحوار
:لا مش برا ياسيف... مش هسيبك تدمر جوازك واقف اتفرج عليك
نظر اليه ليكمل : نور مش هتسامحك لو اذيت اخوها
اشاح بوجهه قائلا : مش مهم..
ردد كمال بعدم تصديق : مش مهم..!!
مش فارق معاك تخسر مراتك او لا
قال بغضب فهو لايريد بالتاكيد خسارتها وايضا متمسك بانتقامه :كمال.! كفاية كلام بقي في الموضوع ده
اعتدل كمال واقفا ليقول : براحتك ياسيف... بس لعلمك لو اذيت الولد ده مش نور بس اللي هتخسرها.. انا كمان..
تركع وانصراف بغضب من عناده الذي سيدفع ثمنه غاليا..!
...
لم يكن سيف قد عاد حينما عادت نور من المشفي لتستبدل ملابسها وتجلس بانتظاره... ولكن طال انتظارها فالساعه تجاوزت الثانية فجرا ولم يعد... زحف القلق لقلبها وحاولت الاتصال به مجددا ولكن هاتفه كان مغلق..... بعد قليل سمعت هدير سيارته بالخارج لتتنفس بارتياح وتدخل من الشرفة.. فتح الباب بهدوء ظنا منه انها نائمة ليجدها جالسة بانتظاره لتقول بقلق : اتاخرت اوي قلقت عليك
قال بجمود: كان عندي شغل
اومات له وقد تضايقت من نبرته الجامده فقد ظنت انه تخلي عن قسوته وجموده معها بعد ذلك الحنان والاهتمام الذي اغدقه عليها الايام الماضيه بعد عمليه والدها لتنصدم بعودته لجموده معها...
هب جاسر واقفا يهتف بغضب في حسن :يعني اية مستحيل ؟
قال حسن بتعلثم:يعني مستحيل ياباشا.... اخوه حاطط حراسه عليه مستحيل نمله تعدي من تحت ايدهم.. الاكل والشرب بيتفتش حتي الدكاترة والممرضين.. ده غير كاميرات المراقبه بتاعة المصحة
القي فتاحة الورق بعصبيه :يعني خلاص الواد فلت من تحت ايدي
:والله ياباشا اللي عرفته ان حالته اتحسنت وهيخرج قريب.. وقتها بقي يمكن نعرف نجره تاني
: وانا لسة هستني....
:مفيش قدامنا غير كدة
سحق أسنانه قائلا ; لازم اشوف حاجة تانية...
دخلت ناهد تتهادي بخطواتها ليشير جاسر لحسن بالانصراف...
جلس يزفر بضيق لتتجه ناهد نحوه وتضع يدها علي كتفه قائلة بنعومه:مالك ياروحي اية اللي منرفزك كدة.
: الواد اخو سيف البحيري قدر يفلت مني واتعافي...وحتي الزفت اللي اسمه حازم اختفي ومش باين خالص.....
:وفهمي اهو عمل العملية وكلها كان يوم ويخرج من العمليه
قال بلامبالاه : وهو هيعملنا اية ؟
قالت بخبث : هيعمل كتير... خصوصا بعد علاقته الجديدة مع سيف البحيري واديك شفت اخد الشركة منك في غمضة عين بعد ماكنت حاطط ايدك عليها سنين
زم شفتيه قائلا : عندك حق... لازم نعمل حاجة
داعبت خصلات شعره قائلة : في ايدك تعمل كتير.... نور.!
رفع راسه اليها لتكمل بمكر : ياتري سيف ممكن يعمل فيها اية لو شافها معاك في وضع مش علي اد كدة..... ضحكت بخلاعة : لا ومش يعمل فيها هي بس ده يعمل فيها وفي عيلتها
قال بسخرية : وفيا انا كمان ياروح امك... لا دة كان يقتلني فيها لو قربت من مراته
قالت لاستفزازه : بقيت جبان ياجاسر
امسك ذراعها بعنف :مين ده اللي جبان ياو... انتي...
خلصت ذراعها من يده قائلة : مش قصدي ياحبيبي انا بس متضايقة عشانك وبفكر معاك
حك ذقنه قائلا :لا متفكريش.... سيبيني انا افكر
...
.....
بقلم رونا فؤاد
بفرحة مزيفة اقتربت ناهد من فهمي قائلة : حمد الله علي السلامة يا حبيبي
اومأ لها فهمي بضعف دون قول شيء لتسرع نور ترتمي باحضانة.. حمد الله على السلامة يا بابا
قال بوهن : الله يسلمك ياحبيتي..
ربتت علي يد والدها الذي امسك بيدها وهمس لها :عاوز اشوف حازم يانور.... هو فين؟ ازاي ميجيش يطمن عليا
ارتبكت نظراتها قائلة : انا اللي مقلتش حاجة ليه يابابا عم العملية
نظر لها والدها بشك : انتي مخبيه عليا اية
قالت بتعلثم : وانا هخبي عليك اية .. انقذتها كلمات الطبيب الذي قال : كفاية دة لازم فهمي بيه يرتاح
اومات له وربتت علي يد والدها قائلة : ارتاح انت دلوقتي يابابا
اقتربت منه ناهد قائلة : عاوز حاجة ياحبيبي
هز راسه لتنصرف فيما تتابع نور قائلة : هو حازم فين يانور؟
: وانتي مالك؟
: مالي ازاي ياحياتي... مش ابن جوزي ولازم اطمن عليه
نظرت لها نور باشمئزاز فيما تابعت ناهد باهتمام زائف :وانتي كمان لازم اطمن عليكي...
قالت بضيق :لا اطمني انا كويسة اوي
رفعت حاجبيها قائلة :واضح... عموما ياحياتي انا عاوزة مصلحتك.. اصل مينفعش اعرف ان جوزك كان مقضي السهرة امبارح من غيرك ومقولش
نظرت اليها نور وحاولت التظاهر بلامبالاه لتكمل : لو مش مصدقاني اسألي كان بيتعشي مع مين امبارح... كان مع منير النجار وبنته سهي..
اخفت نور ذلك الوجع الذي شعرت به في تلك اللحظة حينما ظنت انه قد يكون مع اخري سواها لتقول ببرود : شكرا علي النصيحة
لوت شفتيها قائلة :براحتك خالص يانانو... بس خدي بالك ان كل الناس فاكراه لسة عازب وعريس لقطة كمان.... انا عملت اللي عليا و نصحتك
تركتها نور وتحركت خارجا وكل كلمه من كلمات تلك الحرباء تتردد باذنها انها متأكدة بأن ناهد لاتحبها ولاتعنيها مصلحتها ونيتها خبيثه ولكنها لاتستطيع ان تنكر ان هناك الكثير من الحقيقة بكلامها فهو لايعلن زواجهم.... ولذا فمؤكد بأن هناك الكثيرات ممن يتصيدون الفرصة..... لم تستطيع أن تطفيء تلك النيران التي اشتعلت بصدرها
وهي تفكر بكلام تلك الحيه... لتتذكر بأنه لم يعد امس الا بساعات الفجر الاولي...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك