سيف منتقم الفصل العاشر

0



الفصل السابق
 لتتذكر بأنه لم يعد امس الا بساعات الفجر الاولي...!.. وحينما سألته بقلق عن سبب تأخر اجاب بجفاء بأنه لايحب ان يتدخل احد بحياته..! 

احد...! 

بطريقتها لخارج المشفي فكرت بمعادلتها الصعبه فهي تحبه ولاتلوم قلبها الذي أنزلق بهذا الحب الذي يعذبها فليس بالجديد عليها العذاب... وهو لايحبها ولن يحبها طالما لايراها اكثر من عشيقة تمتعه تحت مسمي شرعي وحلال...! انها لم تستطيع ابدا حل ذلك اللغز الذي يدفعه لابعاد قلبه واغلاقه امامها كلما حاولت... تصرفاته معها وحنانه ورفقه بها ووقوفه بجوارها حتي علاقته معها تخبرها بأنه يحبها او علي الاقل سيقع بحبها ولكنه ماان يدرك تلك الحقيقة حتي يغلق كل الأبواب بوجهها بسرعه عائدا لقناع قسوته وبروده.. حاولت تبرير تصرفاته بأنها ربما ظروف زواجهم ولكنها رفضت ذلك التبرير فهي تزوجته بنفس الظروف وربما ظروفها كانت اقسي وهي تظن نفسها مجبرة علي الزواج به.. إنما هو كان له حرية الاختيار بزواجه منها او لا خاصة وأنها لم تطالبه بشئ.. لماذا أعطت لنفسها فرصه معه متناسية تلك الظروف في حين انه لايمنحها نفس الفرصة او علي الاقل يحاول... معادلتها الصعبه انتهت لحل ليس بصالحها وهو انها تركض وراء سراب وستتسبب بجرح غائر لقلبها ان ظلت بتلك الخانة التي قبلت المكوث بها برضي طوال تلك الفترة...

فهي من رضت بالدور الذي منحه لها بحياته والمقتصر علي قضاء لياليه معها وبعض الاهتمام من جانبه بالمقابل.... ظنت بأنها بقبولها بالبقاء في حياته سيزداد دورها مع الايام وسيقترب منها وربما يبادلها حبها ولكنها مخطأه نعم.... مخطأه كعادتها في تقدير الامور... فهو اكتفي بما تمنحه له ولايريد المزيد....! بقلم رونا فؤاد 

:نور...

خرجت من شرودها علي صوت كمال الذي ترجل من سيارته امام المشفي فيما كانت تغادر...

ابتسمت له حينما اقترب منها يصافحها:ازيك يانور عاملة اية؟

: كويسة الحمد لله

:وفهمي بيه اخباره اية دلوقتي؟ 

:اتحسن كتير وان شاء الله قريب هيخرج من المستشفي

:عظيم اوي... انا اصلي كنت جاي لداليا خطيبتي عندها عمليه في المستشفي هنا 

قالت بسعاده : انت خطبت...!! الف مبروك 

زم شفتيه بضيق فذلك الأحمق سيف صمم علي عدم اصطحابها معه لحفل الخطبه بالرغم من إلحاح كمال عليه... 

قطبت داليا جبينها وهي تري كمال واقف مع تلك الفتاة الجميلة يتحدث بهذا الود لتتجه نحوه وقد بدا الازعاج علي ملامحها ليلاحظها كمال علي الفور وهي تتطلع نحو نور بتساؤل ليقول وهو يمد لها يده لتتقدم نحوهم : داليا تعالي اعرفك داليا البنا خطيبتي و دي نور صفوان مرات سيف 

هل يخدعها..؟! ام يظنها غبيه فأن كان سيف متزوج فلما لم يحضر زوجته لحفل خطبه اعز اصدقاؤه لتقول : هو سيف متجوز...؟ 

قال كمال باستدراك وهو يري تغير ملامح نور : ايوة طبعا....ياداليا

شعرت داليا بسخافتها لتصافح نور قائلة بتهذيب ; متاسفة اصل سيف في الخطوبة كان لوحده.. ففكرت يعني.... 

قالت نور بابتسامه هادئة : لا ابدا ولايهمك   .. اصل انا الايام الي فاتت كنت بقضي اغلب الوقت مع بابا لانه كان تعبان شوية.. عشان كدة محضرتش الخطوبة..... عموما الف مبروك 

ابتسمت لها داليا التي احمر وجهها خجلا من تلك الطريقة السخيفة التي تحدثت بها الي نور :الله يبارك فيكي.. 

ابتسمت لها نور ليقول كمال : احنا هنعزم نفسنا عندكم علي الغدا عشان تتعرفوا علي بعض كويس 

اومات له نور بترحيب : اكيد.. 

قالت داليا : فعلا انا ونور هنبقي صحاب زيك انت وسيف كدة 

اومات لها فيما قال كمال : انا هوصل داليا ورايح  لسيف الشركة تحبي نروح سوا يانور 

هزت راسها : لا مفيش داعي.... انا اصلي هروح عشان كنت طول اليوم مع بابا... 

هز راسه فمدت يدها تصافح كلاهما قائلة : استأذن انا... وفرصة سعيدة ياداليا

ابتسمت داليا قائلة : انا اسعد وهنتقابل قريب اكيد 

اومات لها وغدت نور بسيرها تبتعد قبل ان تترك العنان لتلك الغصة بحلقها فهي لاشئ بحياته حتي انه لم يرد ان يظهر بها امام الناس... رفعت عيناها تنظر في مرأه السيارة لنفسها متساءلة الا يري بها شئ سوي انها فتاه جميلة... الا يوجد شئ اخر يجذبه اليها... ؟! 

الا يوجد بجوهرها وصفاتها شئ قد يجعله يحبها ولو بقدر بسيط ويتقبلها كزوجه تشاركة حياته وليس فراشه فقط .... ؟!فهي لاتطلب ان يحبها  بقدر مكافيء لحبها وإنما ان يتخلي 

عن قناع القسوة والبرود الذي يغلفه فهي لاتعتقد ان تلك القسوة متأصله به... انها ربما تلك التجارب الصعبه التي مر بها.... خفضت عيناها بضيق فلماذا لايتخلي قليلا عن نظرته الخارجية لها كما فعلت هي فلاهي احبته لعضلاته المفتوله ولالوسامته المفرطة وإنما أحبت ذلك الرجل المراعي الحنون والمهتم بها... أحبت ذلك المزيج من رجل الأعمال القاسي وذلك الإنسان الحنون الذي يحيط ها بهذا الدفء بين ذراعيه... ذلك الذي يتأملها أثناء نومها ممررا يده بحنان علي وجنتيها وكانه يمسح قسوته معها حينما تكون مستيقظة.....!! انها تشعر به كل ليلة أثناء نومها وتتمني لو يترك العنان لهذا الإنسان بالظهور بدلا من اخفاءه أسفل ذلك القناع الجليدي.... 

..... 

قالت داليا وهي تداعب وجنه كمال الذي عاتبها علي مقابلتها لنور بتلك الطريقة الفظة في البداية : وانا كنت اعرف منين يعني انها مرات صاحبك انا اتجننت لما لاقيتك واقف معاها 

: وانتي مش واثقة ان عمري ماابص لحد غيرك 

قالت بدلال :بجد 

امسك بيدها بين يديه قائلا : طبعا ياحبيتي انا اصلا عمري ماحسيت كدة غير معاكي انتي 

اتسعت ابتسامتها ليتأمل جمال وجهها الهادي فيما تهدلت خصلات شعرها علي جبينها لتزيد من جمالها العفوي لتنزلق عيناها تجاه شفتيها الدقيقة فينحني نحوها ببطء وقد قتلته الرغبه بتذوقها.... كان قد اقترب منها ليتفاجيء بها تدفعه بعيدا مزمجرة  بتحذير : كمال..! 

آفاق من حلمه الصغير ليري شراستها التي ابدتها تجاهه ليقول ببراءه : كنت بثبتلك اني بحبك 

قالت وهي تخفي ابتسامتها :شكرا مش محتاجة إثبات 

اقترب مجددا ليقول بمكر :إثبات صغير دفعته داليا قائلة بصوت قوي : كمال..!

نظر بنبرة صوتها التي تتنافي مع رقتها ليقول :طيب خلاص.. خلاص... واكمل بخفوت : بكرة اتجوزك واثبتلك براحتي 

اخفضت عيناها بخجل وهي تقول مغايرة للموضوع : ها بقي قولي موضوع هز سيف متجوز في السر ولااية

هز راسه قاءلا : ولا في السر ولاحاجة... بس عادي يعني معملش فرح ومااعلنش الجواز  

زمت شفتيها متساءلة :  ليه بقي.. دي حتي مراته شكلها لطيفة  

:  عادي..يعني لما اتجوزو كانت ظروف تعب عدي... وكمان والدها.. شوية لخبطة كدة 

هزت راسها بعدم فهم ولكنها لم تلح في المزيد حينما ابدي رغبته في عدم إكمال الحديث...


..... 

أوقف كمال  سيارته واتجه نحو ذلك المطعم الذي عرف بوجود سيف به ليلوي شفتيه بامتعاض حينما وجده يتناول العشاء برفقه تلك الشقراء السخيفة ووالدها...! 

ابتسامه ساخرة ارتسمت علي جانب فم سيف وهو يري كمال يجلس بأحد الطاولات بانتظاؤه حتي ينهي عشاؤه مع منير النجار وابنته وانصرافهم فهو يخبره بعدم رغبته بالجلوس معهم.... بعد انصرافهم اتجه نحوه ليقول سيف : مجتش تقعد معانا لية 

قال كمال ببرود : مش بطيق الراجل ده ولا بنته.. ومش شايف داعي لشغلنا معاه اي شركة تانية تقدر تورد لينا المواد الخام 

:احنا اتعاملنا مع شركته كتير قبل كدة مش لسة هنتعامل مع حد جديد 

:بس كدة؟ 

قال سيف بتساؤل : يعني اية ؟

قال كمال باندفاع :يعني شغل وبس 

قال مؤكدا : طبعا شغل وبس 

:ولما هو شغل وبس اية بقي حكايه بنته اللي في كل اجتماع او لقاء 

هز كافيه بلامبالاه : ولا حكاية ولاحاجة الراجل كان بيتكلم معايا في شغل وبنته معاه 

قال بسخرية : اية عيلة صغيرة شبطت فيه يعني 

قال وهو يشعل سيكارته : وانا مالي

:لا مالك ياسيف... لان الواضح انها شبطت فيك انت وبترسم عليك 

رفع حاحبة مرددا : انا..! انا متجوز ياكمال ولانسيت 

قال كمال بغيظ : ايوة انت... وواضح انك انت اللي نسيت والا كنت خرجت تتعشي معاهم انت ومراتك ولاانا قاصد ان محدش يعرف انك اتجوزت 

نفث دخان سيكارته نقطي جبينه : لا طبعا وانا هقصد كدة لية... انت بس اللي مكبر الموضوع 

هتف بحدة : عشان الموضوع كبير... انت بتتعمد تخلي نور علي هامش حياتك وده مش صح.. 

فرك وجهه بملل قائلا : انت لازم تبقي مصلح اجتماعي يااخي كل ماتشوف وشي وهي كانت اشتكت لك 

:من غير ماتشتكي انت مشفتش وشها كان عامل ازاي وداليا بتقولها هو سيف متجوز اصلا.!! 

نظر الي كمال مستفهما ليخبره كمال بلقاءهم ليقول : طبعا وليها حق تدايق لما تلاقي ان حتي أقرب الناس ليك مش عارفين انها مراتك 

قال سيف بتهكم : ماشي ياسي كمال هبقي انزل خبر في الجرايد اني اتجوزت ارتحت كدة 

هز كمال راسه بعدم رضي قائلا بخفوت:غبي.! 

ارتسمت ابتسامة علي جانب فم سيف قائلا:سمعتك.. 

هتف كمال بصوت عالي : غبي... سيف البحيري رجل الأعمال الفظييع غبي 

ضحك سيف بصخب وهو يقول : بقي كدة 

اومأ كمال بتأكيد : ايوة كدة... 

:وده لية بقي ان شاء الله 

:عشان بتعمل كل ده عشان تبعدها عنك ومصمم تتعب نفسك ومانع قلبك انه يحبها 

هتف سيف بانزعاج : هو اية حكاية الحب اللي ماسكين فيها دي.... هي تقولي حب وانت عامل زي المراهقين وتقولي حب

هتف كمال متسائلا : امال انت حاسس اية ناحيتها 

اشاح بوجهه : مش حاسس بحاجة 

رفع كمال حاجبه باستهجان : ولما انت مش حاسس بحاجة سايبها علي ذمتك لية 

قال بحيرة :مش عارف.. 

ردد كمال : مش عارف..! 

: اه مش عارف... مش عارف غير اني عاوزها تكون معايا وخلاص  

: بس انت كدة بتظلمها.... اخذ كمال نفسا مطولا ثم تابع : انت لسة شايفها انها اخت حازم وبس؟ 

قال بنبرة جادة :كمال بلاش السيرة دي بدل مانتخانق زي كل مرة 

اومأ له قائلا :ماشي ياسيف.... بس لو عاوز نصيحتي انت بتحب مراتك ومبسوط معاها فبلاش تخلي حاجة تضيعها من ايدك 

بص للجانب الكويس من اللي حصل لعدي وهو انك قابلتها.. وان عدي الحمد لله بقي كويس... ادي نفسك فرصة ياسيف تعيش سعيد انت اتعذبت كتير في حياتك 

لم يجب سيف ليميل اليه كمال يمازحة باستفزاز : يااخي ده انت ربنا عوضك بواحدة حلوة وطيبة ولطيفة واي راجل يتمناها 

نظر له سيف بتحذير ليكمل باستفزاز :دي لو كانت مراتي كنت نسيت الدنيا معاها مش حوار اهبل زي حوار شوية شباب طايشين ... 

ضرب سيف الطاولة بيده :ماتتلم ياحيوان.. انت بتتكلم علي مراتي 

قال كمال بمكر :اية... غيران..؟ مش كنت من شوية مش حاسس بحاجة 

تناول هاتفه ومفاتيحة واعتدل وقفا وهو يقول بغضب :انا هقوم بدل مااغيرلك ديكور وشك 

ضحك كمال في اثرة فكم هو عنيد صديقه..! 

.... 

..... بقلم رونا فؤاد 

ذرع حازم الغرفة ذهابا وايابا بقلق يفكر فيما تخفيه نور عنه.... هل حدث شئ سئ لعدي؟ وان حدث فما شأن نور بهذا.... حسن ذلك اللعين هل بلغ عنه... زفر بضيق يتمني ان يطمئن علي صديقه ليلعن تلك الليلة التي ذلفت اقدامهما بتلك الخطيئة.. 

كان حازم وعدي كعادتهما يسهران مع مجموعه من اصدقاءهما ليتعرف عدي علي تلك الفتاة نهي والتي مالبثت ان جذبته لمجموعه اصدقاءها السيئة وسرعان ماالفهما عدي واضحي يخرج مهم كل ليلة وقد قضي حازم بضع ليالي يسهر معهم حتي كانت تلك الحفله بعيد ميلاد نهي وقد اقامته بفيلا والديها الغائبان ليتفاجيء حازم بعدي ياخذ جرعه المخدر امامه.... رفض كثيرا تلك التجربه التي طالما عرضها عدي عليه ولكنه بالنهاية انجذب وأراد ان يجرب تلك المتعه التي يتحدث عنها صديقه لتزلف قدمهما بسرعه وساعدهما بذلك حسن الذي كان طالما متوفر أمامهما كالشيطان حتي لايدع اي منهما يغادر تلك الدائرة.... 

اغمض عيناه وهز رأسة بعنف يبعد تلك الذكريات عن راسه وغادر غرفته الاسفل حيث جلست سارة مع خاله همام... التي تخبره بضروره رحيلها في الصباح فقد أجتذبها الجو الجميل لتبقي عدة ايام ولكنها مضطرة للعودة 

  نظر همام لوجه حازم المتصبب عرقا  بقلق : مالك ياحازم فيك اية؟ 

تنهد قائلا :ابدا ياخالو مفيش... انا بس هخرج اتمشي شوية.. 

:ما تخليك ياولدي ارتاح 

: لا انا بقيت كويس ومحتاج اشم هوا 

اومأ له ونادي علي عبيد الغفير قائلا : ورا سيدك حازم  

:حاضر ياحج... 

.... 

انه يعرف سر تلك النظرات التي ترمقه بها من وقت عودته فهي بالتاكيد ماتزال غاضبه منه... تأملها للحظات وهي جالسة علي طرف الفراش تعبث بهاتفها تتشاغل عنه وقد اكتفت برد التحيه فقط لدي دخوله للغرفة فهي تتجنبه وتبتعد عنه تعاقبه علي حديثه معها بتلك الطريقة التي أوضح بها بأن لاشان لها باي شئ بحياته... 

... خرج من الاستحمام يجفف خصلات شعره بالمنشفه ومازالت عيناه تنظر اليها وهي تعبث بخصلات شعرها الطويل بانامل متوترة وكأنه يفهم ذلك الصراع الذي يدور بداخلها منذ عودتها تفكر هل تتحدث معه وتخبره بما يدور بداخلها لعلها تجد اجوبه لاسئلتها ام تظل صامته تحاول أن تعامله ببرود لعله يشعر بنيران قلبها..

نثر عطره الاخاذ علي جسده وعنقه وصفف خصلات شعره ليتجه للفراش بجوارها.... شعرت بانفاسه الساخنه حينما اقترب منها ليداعب خصلات شعرها هامسا : لسة زعلانه مني 

هزت كتفها ووضعت هاتفها جانبا قائلة : لا ابدا... بس بحاول متدخلش في حياتك 

قالت كلمتها واولته ظهرها لتنام لتجده يمسك بكتفها ويديرها اليه قائلا : انا مكنتش اقصد ازعلك بس يعني انا متعودتش ان حد يدخل في حياتي 

غص حلقها فهاهي ساذجة ككل مرة تصدق تلك المشاعر التي تتوهمها من جانبه لتستيقظ علي لاشئ... قالت بخزلان: مفهوم

زحفت لاقصي الفراش تغمض جفونها التي حبست اسفلها دموعها الساخنه رافضه نزولها لتشعر به يأخذ نفسا مطولا ويزفره ببطء قبل ان يقترب منها وقد التصق صدره بظهرها لينحني نحوها يهمس بأسمها : نور

لم تجب عليه ليمد يداه نحوها يديرها نحوه قائلا : متزعليش مني 

هزت راسها قائلة باقتضاب: مش زعلانه

داعب وجنتيها وعيناها تتأمل وجهها الجميل:امال بتبعدي عني لية 

: ابدا.. بس عندي صداع.. 

مرر يده بحنان علي وجنتيها قائلا : تحبي اطلبك دكتور 

:لا هنام وهبقي كويسة

قالتها وهي تبتبعد قليلا ليجذبها بنفس اللحظة اليه واضعا رأسها علي صدره مقبل اعلي جبينها وهو يقول : تصبحي علي خير.. 

فقط ...! صرخ عقلها الذي يكاد يجن وهو يعجز عن تفسير تصرفاته... يقبل جبينها بحنان وياخذها لتتوسد صدره ويطلب منها الاتغضب منه وهو متاكد من انها تختلق الأعذار للابتعاد عنه منذ يومان...... الن يغضب عليها لرفضها اقترابه الن يحاول ارغامها.... هل يتفهم ماتمر به ام انه لايريد الاقتراب منها وهي تتوهم ذلك الحنان الذي بنبرة صوته... 

ظل يداعب خصلات شعرها بين اصابعه حتي غفت فيما ظل يفكر بكلام كمال وبحالتها الحزينه التي يعرف بأنه المتسبب بها... انه لايستطيع ان يحبها وهو يعرف بأنها ستتركه حالما ينتقم من أخيها وهو لن يتحمل ان تتركه وتبتعد لذا يوهم نفسه بأنه لايحبها وأنها ليست بشئ بحياته في حين انها تسللت لحياته واضحت كل شئ رغم ارادته... 


....بقلم رونا فؤاد 

في تلك الحديقة الواسعه جلس ذلك الشاب الوسيم والذي يشبه سيف كثيرا مستندا براسه لاحد المقاعد الواسعه يستنشق الهواء النقي الذي افتقده كثيرا طوال الأسابيع الماضيه وهو مسجون بين تلك الجدران ليتخلص من آثار تلك السموم التي كادت او تودي بحياته ليتذكر ذلك اليوم حينما شعر بالحياة تفارق جسده وقد ارتمي علي الارضيه البارده يصارع الموت..... اخذ نفسا مطولا وزفره ببطء فكم كان احمق حينما انقاد وراء تلك التجربه التي دفع ثمنها غاليا وكادت ان تكون حياته هي الثمن... كما أنه خسر سيف أخيه الذي يعتبره كابيه مؤكد انه لايريد النظر بوجهه الان بعد كل ماتسبب 

التفت تجاه ذلك الشاب الذي اقترب منه وقد تولي جلسات التأهيل النفسي الخاصة به طوال الفترة التي تلت انسحاب ذلك المخدر من جسده قائلا : صباح الخير ياعدي 

:صباح الخير يا عمر 

قطب عمر جبينه من تلك لنبرة المحبطة بصوت عدي ليقول : مالك ياعدي في حاجة مضيقاك 

هز راسه بخجل قائلا :مش عارف هقدر اخرج واعيش حياتي تاني ازاي.. 

قال عمر بتشجيع : احساسك ده اول خطوات رجلك علي الطريق الصح... بس اهم حاجة ميكنش باحباط لا... يكون بدافع انك تتغير للأحسن 

:بس سيف اكيد مش هيبص في وشي تاني... قاطعه عمر قائلا بمرح : انا اللي اعرفة ان اخوك ضارب نص دكاترة البلد لغاية دلوقتي  عشان خاطرك

أفلتت ابتسامه عدي الرائعة فيما قال عمر : ادعيلي بقي انقد من تحت ايده لاني هقابله بكرة عشان ابلغة انك مستعد تخرج وتكمل حياتك 

تنفس عدي مطولا وداخله احساس بالرهبه والخوف من القادم وكانه طفل يواجهه الحياة لأول مرة فقد أثرت تلك التجربة المريرة به كثيرا.... 

.... بقلم رونا فؤاد 


.. 


عدلت نور من وضع الوسائد خلف ظهر ابيها وهي تقول بابتسامة : حمد الله علي سلامتك يابابا 

قبلها ابيها بحنان قائلا :الله يسلمك ياحبيتي 

قالت زهرة بسرور ;حمد الله على السلامة البيت نور بيك يافهمي بيه

: الله يسلمك يازهرة 

خروج والدها من المشفي اليوم بعد تحسن حالته كثيرا كان قادرا علي تغيير ذلك الشعور بالحزن الذي خيم عليها 

قال والدها برجاء :مش ناوية تقوليلي حازم فين يانور 

اخفت ارتباكها قائلة :لا مش ناوية اقول اي حاجة غير تصبح علي خير... الدكتور منبه انك ترتاح خالص اليومين دول 

علي مضض تركها ابيها تنصرف وداخله تصميم ان يفهم كل شئ بعد ان يستعيد عافيته...!.... 

... 

لفحتها نسمات الهواء الباردة وهي تترجل من سيارتها مع دقات الساعه التاسعه لتري سيارة سيف متوقفة فهو قد عاد مبكرا اليوم... دخلت المنزل وهي تلقي نظرة خاطفه لباب غرفة مكتبه الذي يتسرب الضوء من خلاله فهو يعمل...! 

صعدت لغرفتها لتصعد عاليه خلفها وهي تقول :تحبي احضر العشا دلوقتي ياهانم 

: انا ماليش نفس اسألي سيف بيه لو يحب هو يتعشي 

اومات لها وغادرت لتدخل نور لأخذ حمام دافيء تزيل به إرهاق اعصابها.... يجب أن يعود أخيها.. لن يظل هاربا للأبد وهي لن تقبل ان يؤذيه سيف باي حال من الأحوال... 

جلست امام منضده الزينه تصفف شعرها حينما دخل سيف للغرفة 

نظر اليها من خلال المرأه لتلتقي عيناه بعيناها التي سرعان مااخفضتها فيما اكملت عيناه التطلع نحوها باعجاب وقد استرسلت خصلات شعرها المموجه بفعل المياة علي ظهرها وكتفها العاري الذي برز من فستانها الازرق ذو الحملات الرفيعه...وترتها نظراته  فتركت شعرها كما هو مقررة ان تهرب بالنوم كما اعتادت ... قبضت يداه علي معصمها حينما مرت بمحذاته لتذهب للفراش ليوقفها ويديرها نحوه قائلا : مالك في أية؟ 

قالت بتعب وهي ترخي إهدابها الكثيف علي عيونها الرمادية : مفيش حاجة 

قال بهدوء :طيب تعالي نتكلم شوية  

حاولت أن تسحب يدها من قبضته قائلة : انا عاوزة انام مش قادرة اتكلم في حاجة 

:كلمتين وهسيبك تنامي 

سارت معه وبداخلها فضول عن ذلك السبب الذي جعله يريد التحدث معها لأول مرة منذ زواجهم... اجلسها فوق تلك الاريكة الممتدة بجوار فراشهم ليطالعها بضع لحظات قبل  

ان ينحني تجاه احد الإدراج ويخرج منها بضع أوراق ويعطيها لها قائلا : دي أوراق ملكية شركة فهمي بيه بقت باسمك دلوقتي.. 

رفعت اليه عيناها الرمادية تنظر اليه بعدم فهم ليتابع : كدة احسن  عشان تعرفي تتابعي كل حاجة لغاية ماحالته الصحية تتحسن

قالت بعدم اكتراث :اتابع اية..؟! انا عارفة ان الشركة فلست ومش هيبقي ليها وجود 

فتح تلك الأوراق امامه قائلا بنبرة رجل الأعمال الواثق :الورق اللي قدامي بيقول ان الموقف المالي للشركة كويس جدا... ده غير أنها حاليا اخدت توكيل شركة يابانية مهم اوي. 

قطبت جبينها بعدم فهم... لتردد باستفهام:انت اللي عملت كدة 

قال بمرح :مش انا بالظبط يعني ...ده ماجد مدير الشركة الجديد واللي هيبقي مسؤل عن إدارة الشركة لغاية ما فهمي بيه يرجع يتابعها بنفسه 

ابتسمت له بامتنان ولكن نظرتها الحزينه ظلت بعيونها فهو فعل هذا من أجلها اكيد  ولكنه لن يعترف وسيصدمها باجابة قاسية ان سألته لذا فضلت الصمت ليتنحنح قائلا بحرج :في حاجة كمان كنت عاوز اكلمك فيها 

نظرت اليه ليقول : ناهد.. 

قطبت جبينها من ذكره لتلك الحرباء ليقول:افتكر من الأفضل انها تبقي بعيد عن الشركة... 

وضع يده علي كتفها قائلا بتهذيب: فهمي بيه مديها ثقة اكثر كتير من اللي تستحقها

وبعد اللي عرفته عنها مش عاوزك تتعاملي معاها باي ثقة.. لغاية مااعرف هتصرف معاها ازاي هي والكلب جاسر . 

كانت نبرته حازمة قوية تخبرها بأنها تستند علي رجل قوي قادر علي حمايتها كما أنه شمل والدها بتلك الحماية لتقول له بامتنان:شكرا علي كل اللي عملته 

اقترب منها ومرر يداه برقة علي وجنتها قائلا بمكر:شكرا كدة بس 

رفعت عيناها نحوه بتساؤل لتجده ينحني نحوها وقد غرس اصابعه بخصلات شعرها يقربها اليه لينهال محطم شفتيها بقبله مشتاقه متلهفه لطعم شفتيها الكرزية.... 

حاولت التملص من ذراعيه التي التفت حولها فهي لاتريد اقترابه المزيف وهي تعرف بأنه في الصباح سيعود لسيف القاسي الذي تعهده .. 

قالت بصعوبه وهي تري نظراته المشتاقه لها :لو سمحت سيبني ياسيف 

قربها اليه اكثر وهو يتطلع بعيونها التي تشتاقه مثلما يشعر بالضبط ليهمس بنبرة هادئة :مش هقدر اسيبك الليلة دي.. قالها وانحني مجددا ليتناول شفتيها بين شفتيه وقد بلغ اشتياق اليها مبلغه ليقبلها قبلة عصفت بكيانها لتتحول رغبتها في مقاومته وابعاده برغبه في مشاركته الحب والحنان الذي لاتحصل عليه سوي وهي بين ذراعيه كانت لهفه مشاعره القوية واضحة لها وهو يحتضن جسدها بهذا الدفء والاشتياق ليهمس لها بانه لايستطيع الإبتعاد عنها ويخبرها بمقدار اشتياقه لها خلال الأيام التي ابتعدت بها عنه.. ... همس لها بالكثير ماعدا تلك الكلمة  التي لاتتمني سواها منه...! 


..... 


... 


أشار كمال لتلك الأوراق المفتوحة امام سيف قائلا :ها ياسيف اية رايك.. انا شايف ان عرض الشركة دي  احسن كتير.. 

لم يجب سيف فقد كان شاردا ليرفع كمال عيناه نحوه متسائلا :اية ياسيف مالك..سبت الشركة ومشيت فجأه ودلوقتي سرحان ومش معايا... في حاجة حصلت

هز راسه قائلا :لا ابدا.. 

:طيب ماتركز يااخي معايا 

طرقت عاليه الباب ودخلت قائلة :حسان برا وعاوز يقابل سيادتك ياسيف بيه 

اومأ لها قائلا :دخليه وهاتيلي قهوة انا وكمال بيه 

اومات له بطاعه فيما عاد للنظر في تلك الأوراق المفتوحة علي المكتب امامه.... ليدخل حسان الذي نقل بصره بين كمال وسيف للحظة حتي أشار له سيف بعيناه ليوميء له حسان 

بعد لحظات طرقت عاليه الباب بهدوء ودلفت تحمل صينيه القهوة غير منتبهه لتلك العاصفة النارية  التي اندفعت من الباب بوحشية لاتري شئ امامها سوي ذلك المتجبر الذي كانت بين ذراعيه بالأمس فيما كان ينفذ انتقامه من أخيها...!! 

بقلم رونا فؤاد 

... 

ارتبكت عاليه من دخول نور المفاجئ لتقع منها الصينية التي تحملها مصدرة ضجيج عالي ولكنه لم يكن اعلي من صوت نور التي صاحت به : عملت اية في اخويا .؟ 

تجمد كمال مكانه ناظرا لسيف الذي كان وجهه جامد بلاتعبير..... اسرعت عاليه تاركه كل شئ تغادر وسط تلك النيران التي اشتعلت بتلك اللحظة.... لتقترب منه نور غير مباليه بوجود حسان اوكمال  لتمسك بسترته هاتفه مرة اخري بغضب :رد عليا.. عملت اية في اخويا ياحيوان 

تاججت النيران بعيناه لاهانتها له فيما أشار كمال لحسان بالانصراف متجها نحوها يحاول ابعادها عن سيف الذي أن انذرت عيناه بهبوب عاصفة وهو يمسك بيدها بقوة يمنعها من متابعه ماتفعله هاتفا بحنق... نور..! 

صاحت به بهياج :متنطقش اسمي علي لسانك ياحيوان ياكداب... عامل نفسك ملاك معايا وانت شيطان باعت رجالتك تخطف اخويا 

هز كمال راسه بقوة فسيف مؤكد لم يفعلها فهو لم يخبره بشئ كهذا... ليساله :الكلام الللي بتقوله نور ده صح ياسيف...؟ 

قال سيف بغضب :انت هتحقق معايا ولااية ياكمال.... انت نسيت نفسك 

اندفعت نور نحوه بغضب من جبروته : طلقني... طلقني ياحيوان 

امسك سيف ذراعها بعنف قائلا : مش معني اني ساكت لك تطولي لسانك 

خلصت ذراعها من يده ودفعته للخلف بقوة هادرة : انا مستحيل اعيش مع واحد حقير وكداب زيك تاني 

امسك فكها بعنف يمنعها من قول المزيد ليقول بحدة :ومين قالك اني عاوز اعيش مع اخت السرجاني المدمن 

نظرت له باحتقار لترد اهانته هاتفه بقوة:الحال من بعضه ياسيف بيه ماهو اخو سيادتك مدمن برض..... لم تكمل كلمتها  بسبب تلك الصفعه التي هوت علي وجهها بقوة ليندفع كمال نحوه يبعده عنها بغضب : انت اتجننت ياسيف 

ابعده سيف من امامه بقوة يقبض علي ذراعها :متجبيش سيرة اخويا علي لسانك تاني 

هتفت به من بين دموعها : طلقني..! 

سحبها خلفه وهو يقول : مش بمزاجك...! هطلقك وقت ماابقي عاوز 

هدر به كمال يوقفه عن جنونه ولكنه تجاهله وشدد من قبضته علي ذراعها يسحبها خارجا تجاه غرفتها .... حاولت تخليص ذراعها منه وهي تكيل له الإهانات ولكنه تابع طريقة 

ليدفعها بقوة داخل الغرفة ويوصد الباب عليها... 

.... 

بقله حيلة اخذت تطرق علي الباب وصوت سارة الباكي مازال يتردد باذنها حينما اتصلت بها : الحقي يانور في رجاله كتير اخدت حازم...! 

توقف قلبها بتلك اللحظة ولم تجد امامها سوي صورته فليس هناك أحد سواه قد يفعلها..!. 

.... 

...... 


ماان صعد سيف بنور حتي اسرع كمال خارجا 

يهدر بغضب : حسان. 

اسرع حسان اليه : ايوة ياكمال بيه 

: وديت حازم فين؟ 

تعلثم حسان : اصل. .. يعني....صاح كمال بقوة: انطق 

: اسف ياكمال بيه مقدرش... 

نزل سيف الدرج بعيون مشتعله ليسرع لسيارته وهو يهدر بحسان : ورايا 

حاول كمال إيقافه ولكنه لم يكن يري شئ سوي ان حازم اخيرا وقع بقبضته....!! 

... 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !