سيف منتقم الفصل الحادي عشر

0


الفصل السابق

 آفاق حازم من اغماءته ليجد نفسه بتلك الغرفة الموحشة مقيدا بقوة لاحد المقاعد وسط الغرفة ... ليتذكر حينما خرج ليسير وحده وتفاجيء بتلك السيارة التي توقفت امامه ونزل منها هؤلاء الرجال يدفعون بداخلها ولم يفلح عبيد الغفير الذي اخذ بإطلاق الاعيرة النارية بأيقافهم.

... حاول مرارا فك أسرة بنفسه ولكنه لم يستطيع... بدأ دوار شديد يداهمه لشعوره بالجوع والظمآ ولكنه تجاهل ذلك الشعور متجلدا بالقوة فهو لايعرف سبب وجوده بتلك الغرفة ولاماهو مقدم عليه...!! 


...بقلم رونا فؤاد 

كان يقود بسرعه يحاول ان يتجاهل ماحدث بتلك الساعه الفائتة... يحاول ان يتجاهل سخط قلبه عليه بسبب مافعله بها..يحاول الايفكر انه  كسر قلبها بتلك القسوة.... يزيد من سرعته وكمال خلفه يحاول اللحاق به قبل ارتكاب كارثة اكبر.... 

أوقف سيارته وترجل منها وفعل المثل كمال مسرعا نحوه يمسك ذراعه بقوة يوقفة قبل دخوله لهذا المخزن المهجور الذي وضع به حازم

صاح وهو يبعده  :سيبني ياكمال

:مش هسيبك ياسيف قبل ماتسمعني...

:عاوز اية ياكمال

: عاوزك تهدي وتفكر بعقل... وتفهمني انت ناوي علي اية

:ناوي اخلص حق اخويا

: طيب هتستفيد اية... غير انك هتخسر نور

قال سيف بانزعاج : مش فارق ياكمال اوعي بقي من طريقي

تمسك كمال به باصرار : مش هوعي ياسيف لو هتأذيه يبقي علي جثتي انا الاول 

زفر سيف بقوة قبل ان يتفاجئ كمال به وهو يهدر براشد بلهجه أمره  : خد كمال بيه من قدامي 

بعدم تصديق اضطر راشد للتقدم من كمال الذي تسمر مكانه وجحظت عيناه غير مصدق ان يصل حقد الانتقام بصديقة لخسارة الجميع حتي هو.. ...! 

حاول راشد ان يكون مهذبا وهو يمسك بكمال الذي دفعه بقوة يبعده :اوعي ياراشد :اسف ياكمال بيه بس انا بنفذ الأوامر 

قيد راشد ذراع كمال الذي اخذ يقاونة بقوة وهو يصيح  بسيف :بلاش ياسيف هتندم علي اللي بتعمله... اسمعه الاول ياسيف

ذهب صوته هباء فيما اعماه الغضب وهو يدخل لتلك الغرفة حيث قيد رجاله حازم 

..... 

رفع حازم عيناه لذلك الرجل مديد القامه  الذي دخل من الباب مشيرا لرجاله بلهجة امره : فكوه.. 

فك رجاله قيد حازم ليقول بحدة : انت مين وجايبني هنا لية.. 

قال سيف وهو يتقدم منه باعين تملأها الشرر فيما قال : يعني مش عارف 

قطب حازم جبينه يهز راسه بنفي ليقول سيف:امال كنت هربان لية؟ 

بدأ حازم باستيعاب الأمر ليردد بغصه : انت اخو عدي

كان سيف قد توقف امامه ليربت علي كتفه بخفه قائلا ببرود :مانت شاطر اهو.... 

اندلعت النيران من عيناه وهو يسحق أسنانه قائلا :انا بقي اخو عدي.....!

قال حازم بحدة : وجايبني هنا لية... 

امسكه سيف من تلابيبه يسدد له ركله قوية مزمجرا : جايبك عشان اخويا اللي رميته بين الحياه والموت زي الكلب 

انحني حازم متالما من تلك الركله وهو يقول  باحتدام : عدي صاحبي وماليش علاقه باللي حصله انا رحت لقيته كدة والا مكنتش اتصلت بيك يومها..... اردف يخبره بكل شئ 

ليقهقهة بعدها سيف عاليا ليثير أعصاب حازم وهو يقول : بقي انت عاوزني أصدق الحكاية الهبلة اللي بتقولها دي

قال حازم بقوة :ده اللي حصل عاوز تصدق او لا براحتك بس عموما انا مش خايف منك...ولا بخاف غير من اللي خالقني  

نظر اليه سيف لحظات ليكشر عن انيابه قائلا بتحذير وهو يشدد من قبضته علي فكه : لا... خاف مني... وخاف مني اوي كمان 

اندفع سيف تجاهه بتلك اللحظة لينقض عليه كالاسد يسدد له لكمه قوية وهو يقول :خاف مني اوي... عشان انت مش عارف انا هعمل فيك اية 

زمجر فيه حازم بقوة : اعمل اللي تعمله... 

استشاط سيف غضبا من تحدي حازم له واخذ يسدد له اللكمات القوية حتي انجفع آلية حسان :كفاية ياباشا سيبه واحنا هنكمل عليه 

نفض سيف يده من دماء حازم التي انبثقت من وجهه قائلا : لا محدش يجي جنبه... انا مجهزله حاجة هتعجبه اوي... 

تركه ليتهاوي حازم علي الارض يشعر بتكسر عظامه من قوة سيف....

...

......


كان الوقت يمر عليها ببطء شديد كل لحظة تقتل جزء من اعصابها المنهارة.... والم قلبها يتصاعد وهي تتخيل ماقد يكون فعله سيف باخيها...تضرعت  لربها كثيرا ان ينقذه من يد سيف و من هذا المصير كما انقذه من قبل.... 

... كم كرهت ذلك المتجبر القاسي وكم كرهت قلبها الذي احبه بيوم من الايام كم كرهت جسدها الذي سلمته له طواعية مع قلبها.. كم كرهت كل لحظة قضتها برفقته وهو شيطان بلاقلب 

لقد كان ياخذها بين ذراعيه وهو يخطط للانتقام من أخيها.... أخيها الذي يتمزق قلبها وهي لاتعلم مايحدث له الان علي يد ذلك الحقير 

... بقلم رونا فؤاد 

ازاح فهمي يدها التي تعطيه الدواء بعصبيه :قلتلك مش عاوز حاجة منك 

نظرت له ناهد بذهول من معاملته الفظة لها لأول مرة لتهتف بعدم تصديق : فهمي..! 

قال بلهجة إمرة :اطلعي بره وسبيني.... زهرة نادي عليها بعصبيه لتسرع نحوه :نعم بافهني بيه 

... اتصلي بنور عاوزها تيجي بسرعه 

اومات بطاعة حاضر.. حاضر بس اهدي يافهمي بيه.. 

حاولت زهرة الاتصال بنور كثيرا ولكن هاتفها كان مغلق لتتصل بالطبيب وهي تري حالة فهمي السيئة منذ أن دخلت آلية تلك الحرباء ولاتعرف ماذا أخبرته لينقلب حاله بهذا الشكل... 

... 

اسرع الطبيب صاعدا لغرفة فهمي ليكشف عليه ثم يعطيه احدي الحقن المهدئة ليهديء حالته الغاضبه قائلا بعتاب : انا مش مانع الانفعال عنك يافهمي... 

دلك فهمي صدرة بيده قائلا : اعمل اية ياعماد قلقان علي حازم... زم شفتيه بخزلان لايستطيع ان يكمل ماقالته تلك اللعينه عن إدمان ابنه الوحيد ليتذكر كلماتها المسمومة :بصراحة يافهمي انا عرفت بالصدفة وخفت اقولك.....اهو شاب طايش إنما بقي الدور والباقي علي اللي مشجعاه... اخته اللي بدل ماتعقله بتداري عليه وعماله تخترع لك في حجج وهي عارفة انه مقضيها ضرب مع صحابه 

هتف بها بحدة : اخرسي.... 

ابتعلت حدته لتسرع بقلق زائف تجاه احد ادويته : اهدي بس يافهمي... اهدي عشان صحتك وخد الدوا

ابعد يدها بقوة ; برا.  اطلعي برا مش عاوز حاجة منك... 

عاد من شرودة علي صوت عماد المحذر :المرة دي ربنا ستر بعد كدة مش هنضمن الظروف يافهمي.. حافظ علي ضغط دمك الفترة دي يافهمي بعدها ابقي اعمل اللي يعجبك 

... 


هدر بها جاسر بعصبيه ; انتي غبيه.. ازاي 

تعملي كدة

قالت ناهد بتوتر : وكنت عاوزني اعمل اية؟ .  اسيبه يخف ويعرف كل حاجة. 

قال بضيق :ماهو دلوقتي هيعرف ياغبيه انك كذبتي عليه واكيد هيصدق بنته 

هتفت بملل : يووه بقي ياجاسر مانا معرفتش اتصرف 

: طول عمرك هتفضلي غبيه.... اتفضلي بقي غوري من وشي شوفي هتعملي اية 

لون شفتيها قائلة :مانا لو شايفاك بتتصرف مكنتش عملت حاجة إنما  انت من ساعة ماسيف البحيري اخد منك الشركة وانت واقف تتفرج 

: ومين قالك اني ساكت ياغبيه انا بس مستني الوقت المناسب 

..... بقلم رونا فؤاد 

...... 

رفعت اليه عيناها المنتفخة من كثرة البكاء حينما دلف للغرفة مع ساعات الفجر لتسرع نحوه تهتف به : عملت فيه اية... انطق قولي عملت فيه اية؟ 

قال ببرود قاسي : لسة معملتش بس قريب اوي هتعرفي عملت فيه اية 

أمسكت سترته بقوة :  هقتلك لوقربلته

نظر لها باستخفاف... لتكمل بغل : انا بكرهك وعمري ماهسامحك 

لم يجب عليها بكلمه سوي انه ابعدها من امامه واتجه ليخلع سترته ويلقيها علي الاريكة بعدم اهتمام متجها للاستحمام ببرود يتنافي مع قلبه المتمزق من تلك المعاملة القاسية التي يتعامل بها معها 

...

لايعرف كيف استطاع ان ينام بالرغم من اعتصار عقله وقلبه وضميرة بتلك الدوامة التي تشده بكل اتجاه.... فقلبه خسرها بجداره وعقله رافض التراجع عن فكرة انتقام التي لايسمح بها ضميرة لذا فالنوم الذي اجبر جفونه عليه كان الحل بخروجه من تلك الدومه او بمعني افضل كان سبيله للهروب من تلك المواجهه..! 


... كانت متكومه علي نفسها تبكي بضياع فهي تتنفس نفس الهواء مع من ينتقم من أخيها... ضعيفة قليلة الحيلة ليس بيدها شئ لفعله سوي البكاء... 

راودتها كثيرا فكره قتله لتنقذ أخيها من هذا المصير ولكن أين تجد القوة لفعل هذا فهي لاتستطيع حتي قتل حشرة.. انها ضعيفة لاتقوي علي شئ سوي التضرع لربها بدموعها التي لم تتوقف عن الانهمار حتي اعياها البكاء وغلفها الوهن ونامت مكانها وهي متكومه علي نفسها فوق تلك الاريكة 

..... 

افاقت من تلك الكوابيس التي راودتها لتجده قد ارتدي ملابسه ويتجه للخارج لتسرع اليه تقف امامه... :مش هسيبك تخرج تاذي اخويا 

لم يقل شئ سوي انه تجاهلها وتحرك خطوة وهو يبعدها عن طريقه لتندفع نحوه وتلكمه

بصدره بقبضتها الهزيلة وهي تهتف بانهيار... : حرام عليك حازم معملش حاجة..

هز كتفيه ببرود قائلا: وانا مش هعمله اي حاجة... انا بس هظبطة زي ماكان بيظبط عدي بالظبط

اتسعت مقلتيها لاتفهم شئ مما يقول ليخرج تلك اللفافة البيضاء من جيب سترته قائلا وهو يشير بها نحوها..; . عارفة اية دي... 

.. دي بقي تذكرة... من اللي كان بيديهم لعدي 

تذكرة هتعلي مزاجه اوي... شفتي بقي انا كريم ازاي ومش هعمله حاجة وحشة بالعكس ده انا هظبطة

هتفت به بهلع هز كيانها : . اوعي تعمل كدة...حازم مبطل.... حرام عليك ترجعه للسم ده تاني 

امسك ذراعها بعنف هاتفا : وهو مش حرام عليه اللي كان بيعمله في اخويا..... مش هو اللي كان بيدخله الهيروين في المصلحة عشان مبيطلش... مش هو اللي هربه من هنا واداله الجرعه الزيادة عشان يموت.. وسابه مرمي زي الكلب 

كانت تهز راسها بانهيار من قسوته واتهامه  تعرف جيدا ان حازم لم يفعل شئ من تلم الاتهامات

لتقول : حازم معملش كدة... صدقني اخويا استحاله يعمل كده... هو كمان ضحيه 

هتف ساخرا : ضحية.!! 

كانت تنهار حرفيا امامه لم يعد بها جزء لايرتجف... وهو يكره تلك القسوة التي غلفت قلبه وجعلته يكون السبب في حالتها.... قالت بيأس وهي تتهاوي أرضا : حرام عليك اللي هتعمله فيه... اعمل فيا انا اي حاجة وسيبه

ترجته بدموع :  ابوس ايدك متعملش كدة....متخلنيش اكرهك... وحياة اغلي حاجة عندك مترجعش اخويا للسم ده 

اغمض عيناه بقوة وابعدها من امامه مغادرا بخطاه التي مالبثت ان خرج من الغرفه حتي تهاوي وانهارت قوته التي كان يتظاهر بها امامها.... يلعن نفسه ويكرهها لايعرف من أين أتت كل تلك القسوة التي عاملها به... 

... 

تعالي رنين هاتفه وهو في طريقة لإحضار عدي من المصحة لياتيه صوت حسان : سيف باشا ننفذ؟ 

هز راسه :لا استناني هخلص مشوار واجيلك محدش يحيى جنبه 

.... 

أبطأ من سرعه سيارته حالما دخل لباحة القصر ليترحل منها ويتجه ليفتح الباب لعدي الذي ترجل ببطء ليخيط سيف كتفه بيده وعو يبتسم له قائلا :حمد الله علي السلامه ياحبيبي

انذهل عدي من معامله سيف اللطيفة له عكس ماكان يتوقع ليجده يحتضنه بحراره شديدة وهو يقول :وحشتني اوي ياعدي 

اومأ له عدي وهو يستوعب تلك النبرة اللطيفة التي لم يعتادها من أخيه الذي قال بفخر : الدكتور بتاعك قالي ان كان عندك رغبه قوية في العلاج المرة دي  وانك ساعدت نفسك تتخطي الازمة دي 

صمت عدي وخفض نظراته بخجل ليقترب سيف منه ويجلس بجواره محيط كتفه بيده قائلا بجدية : عدي انت مش بس اخويا... انت ابني... ابني اللي انا ربيته ومعنديش استعداد اخسره... 

انت لازم ترجع لحياتك وترجع احسن من الاول.. انا كل اللي عملته ده ليك انت.. انت وريثي 

قطب عدي جبينه مندفعا : بعد الشر عليك ياسيف.. 

ابتسامه حانية ظهرت علي فم سيف الذي قال : من بكرة هتجي تشتغل معايا عشان اعلمك كل حاجة... وابني المصنع اللي كان نفسك فيه عشان لما تتخرج السنه اللي جاية يكون جاهز .. انا هعمل كل حاجة انت عاوزها 

هز عدي راسه بتأثر قائلا :انا مش عاوز اي حاحة غير انك تقف جنبي وتفهمني... انت زي مابتعتبرني ابنك انا طول عمري شايفك ابويا اللي ماليش غيره بس انت كنت علي طول مش شايفني ولا بتسمعني.. ودايما بتتعامل معايا غلط 

زم سيف شفتيه بندم قائلا : عندك حق بس انا مفيش حد بيحبك ولابيخاف عليك في الدنيا قدي ... انا مش ممكن اسمح لمخلوق في الدنيا ياذيك ولو حد اتجرأ وعملها هيكون مصيرة زي الكلب حازم اللي كان عامل فيها صاحبك 

اتسعت عينا عدي وهب واقفا :حازم..! انت عملت اية في حازم ياسيف 

قال بعدم اكتراث : هياخد جزاته علي اللي عمله فيك

هتف حازم بهلع : لا ياسيف انت غلطان حازم ملوش دعوة باي حاجه... انا السبب في اللي حازم فيه مش هو  ....... 

توقف الزمن بتلك اللحظة التي اردف عدي يخبر سيف بتلك الحقيقة التي وقعت عليه كالصاعقه...! 

... 

.... 

نظر كمال لتلك الثيران البشرية التي اصطحبها معه قائلا :فهمتوا هتعملو اية.... مش عاوز حد يتأذي انتوا بس هتمسكوهم لغاية مااخد حازم وامشي 

اومأو له بطاعه ليتجه لسيارته وهم بسيارة اخري خلفه... انه لايستطيع ان يترك سيف يثأر من حازم وان أخطأ لذا هو مضطر لتخليص ذلك الشاب من براثن سيف... 

... 

نظر رجال سيف لكمال الذي نزل وخلفه أولئك الرجال الأشداء قائلا : انا مش عاوز ااذي احد... انا هاخد حازم وامشي 

قال حسان : ياكمال بيه احنا بنفذ الأوامر ولو سيف بيه عرف هيخلص علينا 

قال كمال بقوة ; انا هتحمل المسؤلية... 

قال راشد برجاء : ابوس ايدك ياكمال بيه خد رجالتك وامشي بلاش تخليها مجزرة.... احنا هنفذ أوامر سيف باشا ولو علي رقبتنا 

محدش فينا هيتحرك ولايسيبك تاخد الواد 

نظر كمال لرجاله بنفس اللحظة التي استعد فيها رجال سيف لتلك المواجهه مكرهين... 

ليتعالي رنين هاتف حسان الذي مالبث ان أخبر سيف بما يحدث ليهدر به سيف :اديني كمال ونفذ اللي هيقولك عليه 

أشار حسان لكمال ليتناول الهاتف فيما تنفس الجميع الصعداء 

قال سيف باقتضاب : خد حازم علي المستشفي وانا هحصلك ياكمال 

قطب كمال جبينه بعدم فهم ولكنه سرعان ماامر راشد وحسان بحمل حازم للسيارة ليسرع به للمشفي... 

... 

غطي عدي وجهه بأسي وهو يعرف من كمال بأنه تسبب بكل هذا بسبب طيشه... لينظر تجاه سيف الذي استند الي الحائط ينطر بالفراغ بجمود دون قول كلمه منذ وصولهم للمشفي.. 

خرج الطبيب بعد قليل وقد انتهي من تدبير ذراع حازم وضمد جراحة :هو هيبقي كويس... مين اللي عمل فيه كدة 

قال كمال : اتخانق مع صحابه 

هز الطبيب راسه وانصرف ليدخل عدي لحازم منكث راسه بندم... 

... 

اقترب كمال من سيف الذي كان بعالم اخر لابجد كلمه اوتعبير تصف حالته بتلك اللحظة وهو تسبب بكل ذلك الالم والجرح لشخصين بلاذنب ليقبض علي يده بقوة حتي كاد يكسرها وهو يتذكر دموعها المتوسله له والتي قابلها بتلك القسوة... ليتذكر حازم الذي واجهه بلاخوف وهو ظنه يكذب... 

: سيف... 

التفت تجاه كمال الذي وقف بجواره ينظر له بهذا الاسي ليقول : تفتكر هتفهم في يوم من الايام انا عملت كدة لية... تفتكر ممكن تسامحني في يوم من الايام 

ابتلع كمال غصه حلقه وهو يري سيف بهذا الانهزام : هي بتحبك واكيد هتسامحك 

هز سيف راسه قائلا بقهر : معملتش ليها حاجة تخليها تسامحني... قسيت عليها اوي 

ربت كمال علي كتفه قائلا بعزيمة : هتسامحك وهتنسيها كل اللي حصل وهتعوضها عن القسوة اللي اتحملتها منك 

خلينا ناخد حازم ونروح لها عشان تتطمن عليه... 

... 

?.. 

هتف حازم بعدم تصديق اليم : انت بتقول اية    ... اختي انا... 

ماان دخل سيف للغرفة حتي اندفع حازم نحوه غير مبالي بألم جسده المحطم : ياحيوان... عملت اية فيها.. 

ابعده كمال وعدي برفق ليقول كمال : معملش حاجة فيها    .... نور مراته وهو اكتر واحد بيخاف عليها 

قال عدي بألم : انا السبب في كل ده... سيف خسر كل حاجة بسببي 

قال كمال بهدوء:كل اللي حصل سوء تفاهم واحنا الحمد لله فهمناه في الوقت المناسب.. 

المهم دلوقتي.. نور لازم تطمن عليك ياحازم.. 

.. 

علي مضض قبل حازم الذهاب لمنزل سيف ليري اخته وعلي مضض اكبر قرر ان يقف علي الحياد بين سيف ونور بعد اخبار كمال له بحب نور له وسيف الذي كان الانتقام يعمي عيناه... قبل ايضا  بعد ان علم بوقوف سيف 

بجوار والده واخته بتلك الايام الماضيه.. 

... 

... 

باعياء شديد ووهن نظرت نور لباب الغرفة الذي انفتح ودخل منه سيف بخطي بطيئة لتتجه لمواجهته وهي تجر جسدها الواهن .... ليتسمر جسدها بمكانه وقد هربت الدماء من وجهها حينما توقف حازم امامها بطلته الوسيمه التي افتقدتها لتردد بلسان ثقيل اسمه ظنا منها انها تتخيل رؤيتها لاخيها وسط تلك الدوامه السوداء التي بدأت تسحبها اليها قبل ان تقع أرضا.... 

... 


نور.. صاح سيف بهلع وهو يتجه نحوها لتري وجهه المتلهف بنصف وعي وهي تغمض عيناها لاتشعر بشئ مما يدور حولها... 

..  

انتفضت داليا من مكانها ليسالها بقلق خير ياداليا في أية؟ 

:كمال بيقولي مرات سيف تعبانه اوي 

: طيب انا هاجي معاكي 

قالت وهي تتناول مفاتيح سيارتها بسرعه:لا يابابا انا هبقي اطمنك... 

.... 

....

تبادل حازم نظرات الوعيد لسيف الذي كان يتحرك كالاسد الثائر فيما دخلت داليا لفحصها... 

تابعه كمال بنظراته يتمني لو يكون مافي باله صحيح...! 

بينما جلس عدي لايقوي علي النظر لاخيه ابكي تدمرت حياته بسببه... 

خرجت داليا بعد قليل والابتسامه تمليء وجهها قائلة : مبروك ياسيف 

تجمد سيف مكانه يستوعب ماقالته داليا فيما اندفع كمال نحوها يحضنها بسعادة :انتي وش الخير 

لم تفهم داليا سبب فرحة كمال فيما كان الجميع لايزال مصدوم....! 

لتقول وهي تبعد كمال : اوعي خليني اتكلم 

ابتعد لتقول : لازم تاخد فيتامينات كتير عشان حالة الضعف اللي هي فيه وأفضل كتير لها انها متتحرمش ولاتبذل اي مجهود الفترة دي... 

اومأ لها سيف وهو يتحرك ليدخل اليها

لتوقفه يد حازم : سيبني اتكلم معاها الاول 

نظر له سيف برفض ليتدخل كمال : سيبه ياسيف.. 

... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

تفتكروا نور هتعمل اية اما تعرف خصوصا بعد قسوته عليها 

كرهتوا سيف ولا لسة 

توقعاتكوا

حازم وعدي وكمال اية رايكم فيهم 


الفصل التالي

تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !