سيف منتقم الفصل الثامن

0


 الفصل السابق

وقف سيف يراقب عقارب الساعة بينما يشتعل غضبا فهاهي خرجت لساعات طويلة فيما جلس هو بانتظارها كاليومين الماضيين 

.. :انتي فين؟ هتف فيها عبر الهاتف 

قالت بهدوء ازاد من غيظة فلما يسأل عنها أن كانت مجرد زوجة لايشعر بشئ تجاهها سوي رغبه تنتهي مع استيقاظة صباحا ليعود لجمود مشاعره... : عند بابا 

تنفس بصوت مسموع يحاول ان يهديء من نفسه : اتاخرتي.. 

قالها بنبرة حازمة محذرة قبل ان تجيبه بأنها ستعود بعد قليل ... 

حدث نفسه..... حسنا انها ماتزال غاضبه من حديثه معها ذلك الصباح ... طفله عنيدة.! 

الايكفي يومان ابتعاد تعاقبه بهما... سيصالحها عند عودتها ولن تعود لتلك الترهات... وان كانت ماتزال مصممه علي تلك المشاعر والحب وكلام المراهقين فلتتخيله يحبها وتنهي الأمر.... فلماذا لاتستسلم وتتقبل الأمر بأنه لايعرف اي قيمه لما تطالبه به فهو يهتم بها وبسبل راحتها وتوفير الأمان والرعاية لها والحفاظ علي كرامتها وتعجبه كثيرا ويوضح لها رغبته الدائمة فيها فلما تهتم لشئ اكثر ... فليس الوحيد الذي لايري اهميه لهذا الحب الذي تحدثه عنه.... فلغالبيه تتزوج مثلهم ويعيشوا حياتهم بسعادة وراحة... وهو لم يشعر براحة في امرأه الا هي.... مريحة للغاية في كل شئ.... بطبعها الهاديء وبراءتها وتلك الالفه التي يشعر بها معها وكانه يعرفها منك سنوات....! 

عاد مجددا للنظر بساعته فهل تتعمد ان تدفعه للجنون فقد مرت ساعة منذ أن هاتفها ولم تعد 

عبث بهاتفه متحدثا ... :راشد 

: امرك ياسيف باشا 

: الهانم اتحركت من المستشفي ولا لسة هناك

: لا دي مشيت من بدري ياباشا.. 

قطب جبينه : امال موصلتش لية لغاية دلوقتي 

قال راشد بتبرير : هي لسة خارجة من.... اللي في أكتوبر مسافة الطريق وتوصل 

قطب جبينه فهي كذبت حينما أخبرته بأنها مع والدها بالمشفى ليهتف به : هي كانت فين ؟

ليخبره راشد الذي كلفه سيف بحراستها دون أن تدري يخشي تعرض جاسر لها : كانت في البنك وقعدت فيه ساعتين وراحت كام مشوار و بعدين رجعت المستشفي عند الباشا وخرجت قعدت مع واحدة صاحبتها من ساعتين كدة ياباشا في المكان اللي قلتلك عليه وقامت من شوية وراجعه علي البيت واحنا وراها 

:اعرفلي مين صاحبتها دي 

:امرك ياباشا 

اومأ له بجمود والقي بالهاتف امامه...!


حاول سيف أشغال نفسه بالعمل ولكنه فقد حماسة تجاه اي شئ .... فهو لايريد ان يقلل من حريتها ولكنه يجب أن يعرف الي اين تذهب...! 

دخلت المنزل بخطي بطيئة تنظر تجاه الضوء المنساب من خلق باب غرفة مكتبه المغلق لتحدث نفسها... انه يعمل كعادته وهل لدية متعه سوي العمل.... ؟! 

تجاهلت الدخول اليه فقط القت نظرة صغيرة لهذا الباب الذي اخفي خلفه القسوة والبرود المتمثله بزوجها...! 


كانت تصعد درجات السلم ببطء فقد كان اليوم مرهقا بالنسبة لها بعد إنهاء جميع الأمور المتعلقه بعمليه والدها التي سيجريها صباحا... 

: كنتي فين؟ 

شهقت بمفاجأه حينما ظهر اعلي الدرج امامها وبدا بأنه كان بانتظارها ليربكها ظهوره المفاجئ وتتعثر احد قدماها تكاد تقع لولا يداه القوية التي أمسكت بها بسرعه لاتعرف كيف تمكن من الوصول اليها بها...! 

شعرت بدقات قلبه أسفل يدها التي مدتها لتبعده عنها حينما وجدت نفسها محشورة بين صدره القوي وعضلات ذراعه البارزة... 


تجاهل رفضها للمسته لينحني نحوها يتفحصها لتقول : انا كويسة.. 

تركها لتصعد امامه فيما اوصد الباب خلفه ليعود سائلا : كنتي فين يانور؟ 

قالت دون أن تنظر الية؛ فارق معاك 

رفع اليها عيناه الغاضبه ليقول محذرا : انا سالت سؤال تجاوبي مش تسأليني 

ضايقتها نبرته لتلتفت اليه قائلة بحدة : اسأل رجالتك اللي اكيد بلغوك بتحركاتي 

استشاط غضبا من حدتها ليمسك ذراعها بقوة يديرها اليه : انا بسألك انتي..

حاولت تخليص ذراعها من يده تخبره بأمر عملية والدها وسبب ذهابها للبنك ولمحل المجوهرات ليقطب جبينه فيما ترك يدها وتطلع لوجهها الحزين ألم يكن ماتعانيه وحدها كافي ليعنفها هو اكثر قال بهدوء يتنافي مع غضبه قبل قليل :ازاي تعملي كدة.... مقلتليش لية انك عاوزة فلوس تفتكري كنت حتي هسألك عاوزاها لية 

خفضت عيناها قائلة بعدم اكتراث : مكنتش محتجاهم اصلا 

امسك ذراعها برفق ليقربها منه قائلا: ومكنتيش محتاجة تعملي كدة وانا موجود... رفع ذقنها لتنظر اليه فهي تتجنب النظر اليه منذ تلك المحادثة وقد افتقد تلك العيون الرمادية البريئة قائلا : طول مانا موجود مش عاوزك تشيلي هم لأي حاجة.... 

هل تخدعها اذناها ام ان سيف هو من يتحدث بمثل تلك الرقة... 

انها تشعر بأن هناك شئ مختلف به فنبرته رقيقة كلامه مراعي حتي تلك الليلة بينهما مختلفه فهي تشعر بدفء يتسرب اليها من قلبه الذي ترقد فوقه وهو يحيطها بذراعيه... طبع قبله طويلة اعلي راسها فيما ظلت يداه تداعب خصلات شعرها الناعم حتي غفت...! 

... 

..... 

قادت سارة سيارتها علي طول الطريق دون أن تلحظ تلك السيارة التي كانت تلحق به منذ خروجها من منزلها والتي عينها حسان احد رجال سيف..!

...... 

... 

انتهي من توقيع بضع أوراق ليعتدل واقفا... سأله كمال بدهشة :انت ماشي ولااية ياسيف؟ 

: اه ياكمال فهمي بيه هيدخل العمليات النهاردة وعاوز اطمن عليه 

: طيب انا هاجي معاك 

سارا سويا ليتحدث سيف : هو الدكتور هيفضل مانعني ازور عدي كتير

: اكيد هو شايف ان ده في مصلحة عدي 

:وحشني اوي ياكمال 

:معلش ياصاحبي بكرة يخرج ويبقي زي الفل

وصلا للمشفي ليري نور وقد وقفت امام باب غرفة العمليات تستند بكتفها الي الحائط والدموع تنهمر من عيونها... اقترب منها متوقفا خلفها لتلتفت اليه وبدون ان تشعر ارتمت بين ذراعيه باكيه... :ششش اهدي بابا هيبقي كويس 

قالت بانهيار :انا خايفة عليه اوي..... 

مرر يده برفق علي ذراعها :متخافيش من حاجة وانا جنبك... اهدي ودلوقتي الدكتور يخرج يطمنا.. 

هدات بعد قليل لتبتعد عنه ببطء وقد أدركت انها كانت بحضنه امام الجميع لتحمر خجلا وتبتعد لتجلس علي احد المقاعد... 

مر الوقت كالدهر عليها حتي خرج الطبيب اخيرا لتسرع اليه نور وسيف الذي سأل الطبيب عن حاله فهمي ليجيب الطبيب بارتياح: الحمد لله العملية نجحت وحالة فهمي بيه مستقرة... 

ابتسمت من بين دموع فرحتها ليحتضنها سيف هاتفا :حمد الله على سلامته 

:اقدر اشوفه انتي يادكتور 

:لا مش قبل بكرة الصبح لانه هيفضل في العناية المركزة 

... 

.... 

كطفله صغيرة اهتم بها سيف تلك الليلة ليبعد ذلك الحزن والقلق الذي خيم عليها لاخذها برفق تنام بين ذراعيه بارتياح وقد اطمئنت علي والدها... 

في الصباح استيقظ علي اهتزاز هاتفه لياتية صوت حسان : عندي ليك خبر بمليون جنيه ياباشا 

: خير ياحسان 

: عرفنا طريق حازم . 

فورا استدارت عيناه تجاه تلك النائمة بحضنه...! 

قال بهدوء لايعكس تلك الأفكار المتخبطه التي ملئت راسه : خلي عينك عليه لغاية مااقولك هتعمل اية.... 

.. بقلم رونا فؤاد 


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

0 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !