القاسي الفصل الرابع

1


 الفصل السابق

قال حسان : اطمن ياعثمان بيه الولد استحاله يكون خرج برا البيت 

صرخ عثمان بقسوة وهو يصفع الرجال بقوة

: لازمتكوا ايه..... امسك بتلابيب أحدهم مزمجرا :ادم لو مظهرش هخلص عليكم 

غورو من وشي واقلبوا كل شبر في البيت عليه 

ماان انصرف الرجال حتي تحرك عثمان بخطوات عصبيه ازدادت حينما قال عمار بألم : ياتري انت رحت فين ياادم

هتف به عثمان بغضب ;  انت هتندب زي النسوان 

نظر اليه عمار باستنكار :عثمان 

تابع عثمان بقوة : انت تسكت خالص..... سايب عيل صغير.... معرفش اعتمد عليك في حاجة

يعني ايه طفل صغير زي ادم مش عارف تاخد بالك منه 

فشل الرجال في ايجاد ادم بأي مكان بهذا المنزل الكبير بعد ان استبعد الجميع خروجه من المنزل.... كيف يخرج بوجود كل تلك الحراسه والرجال لدي البوابه ولم يفكر احدهم ابدا باختباء الصغير  بسياره عثمان التي لن يجروء احد علي النظر بداخلها 

قال حسان وهو يطاطأ راسه ; للأسف ياعثمان بيه...... قاطعه بغضب جحيمي بعد ان سيطرت الظنون السيئة علي راسه : هاتلي المربيه بتاعته

بأقدام هلاميه لاتقوي علي السير كان رجاله يسحبون تلك الفتاه التي ترتجف خوفا وتكاد تموت من الرعب ماان واجهت تلك العيون المرعبه لعيناه وهو يسالها عما حدث لتخبره انها تركته لحظة لتحضر له الحلوي التي طلبها وحينما عادت لم تجده :  انا اسفه ياعثمان بيه... والله غصب عني..... معرفش ازاي مشفتهوش .... ماتت الكلمات بحلقها حينما اطبق عثمان علي فكها بعنف شديد : 

ادعي ربنا الاقيه والا هعميكي عشان تعيشي عمرك كله ندمانه علي اللحظة اللي غفلتي عنه فيها 

.......... أنفاس تسارعت وهربت وانفاس اخري عادت مكانها ماان هتف احد الرجال ;عثمان بيه..... لقينا ادم.....!! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد 

....... 

قبل لحظات.......! 


: مكانك.....!!! 

تجمدت مكانها بينما التصق الطفل بها بخوف ماان توجهت كل تلك الاسلحه ناحيتها.... 

ببطء استدارت ليلي تجاه ذلك الرجل الذي زمجر بها بلهجة أمره... : سيبي الولد وارفعي ايدك فوق

نظرت للطفل الخائف والمتمسك بها ليصيح الرجل مجددا : سيبي الولد 

قالت بصوت مبحوح من فرط خوفها : نزل سلاحك عشان الولد خايف منكم

نظر لها الرجال باستخفاف بينما اقترب أحدهم منها يجذبها بعنف من ذراعها بعيدا عن ادم : عاوزة تخطفي الولد... 

فتحت فمها لتجاول الشرح فقد فهم هؤلاء الحرس انها خطفت الطفل : انا مخط.... ماتت الكلمات على شفتيها ماان تعامل معها احد الرجال بضربه عنيفه ليصرخ ادم وببساله تناسب سنه يركل الرجل دفاعا عنها والذي وقف مكانه لايجروء علي الاعتراض لفعله الطفل الذي احتضن ليلي المتألمه 


......... 

بخطاه القويه وحضوره المهيب كان عثمان يتقدم من البوابه الحديديه لتقع عيناه التي أظلمت بنظرات قاتمه ماان وقعت عيناه علي   ليلي بينما ادم ممسك بخصرها يحتضنها  رافض ان ياخذه احد من رجاله  وبالطبع لم يجروء أحدهم علي سحبه عنوه 

اهتزت نظراتها بخوف امام نظرات عيناه المخيفه التي سددها ناحيتها .... 

..... 

قال مصطفي وهو يهز راسه يحاول التفكير فيما سيفعله : اعمل ايه بس ياربي...... جيب العواقب سليمه يارب 

امسك بهاتفه ومفاتيحه واتجه لباب المنزل وقد اتخذ قراره بتقديم بلاغ للشرطة..... فهو لايستطيع ان يظل مكانه جالسا بينما لايعرف ماذا قد يكون حدث لزوجته وابنه أخيه....... 

ماان فتح الباب حتي وجد مديحه امامه وهي تلتقف أنفاسها بعد ان عادت للمنزل بصعوبه بالغه....... قال بلهفه ماان رأي مديحه امامه : مديحه..... اية اللي حصل.... ؟؟! .. الراجل ده عمل فيكم ايه..... ؟! 

قالت وهي تستند الي الاريكة وترتمي فوقها : استني اخد نفسي يامصطفي وهحكيلك على كل حاجة...... تنهدت قائلة : ده انا شفت الموت بعنيا

اومأ لها ولكنه سرعان ماقطب جبينه واستدرك متسائلا وهو يتطلع لباب الشقه ظنا منه أن ليلي اتيه خلفها : مديحه هي  ليلي فين... ؟! 

توترت نظرات مديحه لتزداد عقده جبين مصطفي وهو يردد بتأمل : هي طلعت شقتها...؟ 

ازداد اهتزاز نظرات مديحه بينما تقول بخفوت : ليلي مجتش معايا.....!!

ضيق مصطفي عيناه يطالعها وهو بتساؤل ببطء ; مجتش معاكي يعنى ايه... امال راحت فين... ؟

اومات له :  هقولك 

........... 

     

لو كانت النظرات تقتل لكانت صريعه نظراته المخيفه بينما يطالعها بها لتخفض عيناها علي الفور تتطلع للطفل المتمسك بها... أشار عثمان لرجاله لخفض اسلحتهم من امام الطفل وقال بلهجة أمره لأخيه:  عمار خد ادم جوه

تمسك الطفل بليلي وهو يبكي : ليلي 

استغرب عمار والجميع  متسائلين من تكون تلك الفتاه والتي ظن الجميع انها هالكه بعد محاولتها خطف الطفل بينما حسان كاد يطير برج من عقله وهو يتساؤل ماذا اتي بالبحر بجوار النهر... ألم يترك تلك الفتاه قبل ساعات بالميناء فماذا اتي بها الي هنا والأشد غرابه وجود الطفل معها..... هل هي بتلك الخطورة والشجاعها لتهرب من رجاله وتاتي لخطف الطفل ام انه فقط سوء حظ..... 

قال عثمان بصرامه : ادم روح مع عمار 

خاف الطفل ونفذ امر خاله ليحمله عمار ويسير به الي الداخل بينما نظرات عيناه الجميله التي لمعت بالدموع معلقه بليلي التي ارتجفت دقات قلبها بداخلها متنبئه بما ستناله من تلك النظرات حولها سواء من عثمان او  من رجاله الذي بدوا لها كالوحش الضاريه علي اهبه الاستعداد لافتراسها بأي لحظة........ انتظر عثمان اختفاء الطفل بداخل جدران المنزل وبعدها وقبل ان تفتح فمها  كان يشير بعيناه لرجاله الذين قيدوا ذراعيها باجسادهم الضخمه وجذبوها بعنف لتهتف بهم ببكاء : حرام عليكو..... انا معملتش حاجة 

سمعت همس خفيض لاحد الرجال الذي يجذبها تجاه تلك الغرفه...... معملتيش حاجة.... ده انتي خطفتي عنين الباشا... 

انتي متعرفيش ادم يبقي له ايه.... ؟!! 

قالت بخوف وهي تحاول تخليص نفسها منهم : انا معملتش حاجة.... اوعو... سيبيني حرام عليكوا 

دفعها الرجال بتلك الغرفه واغلقوا عليها بابها الحديدي بتضرب بقبضتها الباب صارخه بهم بيأس.... حرام عليكم انا معملتش، حاجة ..... 

.......... انتحبت بشده وهي تفكر لماذا يحدث لها كل هذا فهي لم تؤذي احد طوال حياتها..... لم تقدم اي ذره سوء لأحد فلماذا دوما كان يكون الظلم هو نصيبها 

........ 

.... 

هتف مصطفي بسخط ; يعني انتي كمان سبيتها وهربتي 

قالت باستنكار ; وكنت عاوزني اعمل بطله زيها واروح برجليا للموت..... بنت اخوك دي مثاليه زياده عن اللزوم مايولع الواد ولا يغور في داهيه هو كان من بقيه أهلنا ماتخليها في نفسا 

نظر لها باشمئزاز : عندك حق... كان لازم تخليها في نفسها ومتدافعش عن ابنك الندل الجبان.....  

اشاحت بوجهها ليتابع بسخط : منكم لله علي اللي عملتوه في البنت الغلبانه ربنا ان شاء هينتقم منكم وهي ربنا مش هيسيبها 

صاحت بغل : وينتقم مننا ليه كنا عملنا ايه للبرنسيسه مش هي اللي عامله بطله 

نظر لها باشمئزاز : هي مش عامله بطله هي انسانه.... مش زيكم 

نظر لها بغضب وقال بلهجة أمره ; يلا قومي 

تعالي معايا نبلغ البوليس عشان الحق بنت اخويا 

هزت راسها باستنكار : بوليس ايه اللي نبلغه انت اتجننت يامصطفي..... أنت عاوزهم يقتلونا 

قال بحده : امال يقتلوا البنت 

اومات بجبروت : اه واحنا مالنا 

: بقولك ايه متجننيش وتخليني انا اللي اقتلك... يلا قومي معايا

هزت راسها برفض وهي تتجه الي غرفتها ; لا يامصطفي مش رايحه في حته... مش هبقي غبيه واعترف علي ابني ولا أقف قدام راجل زي ده عشان بنت اخوك الكحيانه 

ولعلمك انا هنكر كل حاجة.... 

اومات له باصرار وتابعت : انا مش قد الناس دول 

اغلقت باب غرفتها سريعا بالمفتاح ليصرخ بها مصطفي بغضب : افتحي الباب يامديحه 

; لا يامصطفي قلتلك احنا مش اد الناس دول 

قال بغضب مرير ; حرام عليكى البنت الغلبانه 

; ياروح مابعد روح 

مرر يداه بيأس علي وجهه :  اقول لابوها ايه

تهكمت من خلف الباب ; هو ابوها حاسس بحاجة 

قال مصطفي بحدة : منك لله.... منك لله يامديحه علي كل اللي عملتيه في البنت انتي وابنك.... بس انا مش هسكت انا هبلغ البوليس ولو وصلت هسلم ابنك بنفسي عشان ياخد جزاته 

............. 

... 

تراجعت للخلف سريعا ماان فتح الباب احد الرجال ودخل منه عثمان الباشا يتطلع لها بنظرات الوحشيه....

أن جسدها ألما ووضعت يدها بألم علي جرح جرح ذراعيها  حينما قبض بيديه بقوة عليها مزمجرا بنبره مرعبه : هربتي ازاي..... وجيتي هنا ازاي... فكرتي تتجراي وتخطفي ادم الباشا ازاي.... ازدادت يداه قبضت علي ذراعها وتابع ;مين وراكي...... قتلتوا ندي عشان تنتقموا مني....! 

هزت راسها بخوف فماذا يقول وماذا ظن بها هذا الجبار.... انها مجرد سلسله من الظروف السيئة التي وضعت بها ليس اكثر ولكن هو رتبها انه المقصود بكل ماحدث......

تراجعت للخلف بخوف ماان تقدم احد الرجال خلف عثمان ممسك بهذا الكلب الاسود الضخم ليصطدم ساقها بأحد العراقيل فتتعثر وتقع للخلف...... زحفت علي يدها للخلف بخوف بينما تعالي نباح ذلك الكلب المخيف تجاهها لتنساب دموعها ويتلجم لسانها 

نظر لها بينما ترتجف خوفا وهلعا : انطقي مين وراكي..... خطفتي الولد ليه 

قالت من بين دموعها التي اغرقت وجهها :مخطفتوش... والله ماخطفته 

نظر لها بتهكم واستخفاف فليري كم ستصمد وتظل علي انكارها...... ربط الكلب الذي لم يتوقف عن النباح نحوهة بأحد الاركان  وتركها برعب شديد 

.........

اسرع حسان ناحيته قائلا : الباشا الصغير كلامه صح ياعثمان بيه..... راجعت الكاميرات ولقيته ركب عربيه سيادتك وراح ورانا المينا 

ضيق عيناه : والبت هربت ازاي

زم شفتيه وطاطا راسه ليهتف عثمان بسخط :ادب كل رجالتك ومش عاوز اشوف وشهم تاني.. فاهم 

اومأ له : فاهم 

: عاوز  في ظرف ساعه اعرف كل حاجة عن البت دي والواد الهربان تجيب ليا اي معلومات عنه... 

........ 

انكمش ادم بحضن عمار ماان دخل عثمان الي الغرفه....

اشار عثمان لعمار ليخرج من الغرفه 

لينظر له عمار برجاء الا يقسو علي الطفل ليقول عثمان وهو يحمل ادم ويجلسه فوق ساقه ; ها بقي ياباشا قولي ايه اللي حصل .... نظر له الطفل بخوف  

واخبره بما حدث ليضيق عثمان عيناه وهو يتفهم هذا السيناريو قال ادم وهو يرتمي بحضن خاله : انا اسف 

قال عثمان بحزم : اللي عملته غلط 

قال الطفل بصوت مزق نياط قلبه ; كنت عوز مامي 

غص قلب عثمان وتمزقت اوصاله لكلمات الصغير ليضمه اليه ويقبل راسه قائلا : يلا عشان تنام ياباشا 

خرج من غرفه ادم وهو يزفر أنفاسه الحارقه

ليشير لهدي باقتضاب : خليكي معاه 

نزل الي مكتبه ليقول بلهجة امره لاحد رجاله : ادي البنت دي حسابها ومش عاوز اشوفها هنا تاني 

اومأ له حسان وصرف هايدي ثم دخل الي المكتب خلف عثمان يبلغه بما وصل اليه...! 

........ 

... 

ضمت ليلي ركبتها الي جسدها تبكي بانتحاب وهي تفكر بأبيها....! 

بعد منتصف الليل ارتجف جسدها الواهن واشتدت وطأه الآلام جروح جسدها الذي لاتقوي علي تمديده خوفا من هذا الكلب الذي لايتوقف عن النباح الذي ارعبها خوفا منه....! 

انتفضت من مكانها ماان شعرت بتلك الحركة الخفيضه خلفها لتتفاجيء بأدم يقفز من تلك النافذة الصغيرة ركضت اليه بقلق غير عابئة بنباح الكلب : ادم انت اية اللي جابك 

قال بابتسامته الحلوة : هربت واستخبيت منهم 

اتجه الي الكلب لتقول :  

تعالي ياادم متقربش منه 

قال وهو يقترب من الكلب : متخافيش بيكو صاحبي 

قالت بخوف علي الطفل : لا لا.. تعالي 

ربت الطفل برفق علي عنق الكلب الذي سرعان ما استكنان للمسته وهو يدلك عنقه ويجثو بجواره قائلا : هششش... دي 

ليلي صاحبتي يابيكو  

قالت بخوف وهي تتلفت حولها ; ادم حبيبي  ارجع اوضتك 

هز راسه واقترب منها بحنان يمرر يداه فوق وجهها المبلل بالدموع : متعيطيش

ازداد انهمار دموعها لحنان هذا الملاك الذي بالرغم من صغر سنه الا ان له قلب كبير يفوق قلوب البشر القاسيه..... 

.......... 

.... 

تغيرت نظرات الضابط وهو يسأل مصطفي ; انت متأكد ياباشمهندس 

اومأ له مصطفي ليردد الضابط : الموضوع مش هيبقي بسيط ابدا لو اتهتمت عيله الباشا بخطف بنت اخوك

قال مصطفي ; انا متحمل كل النتايج ياحضرة الضابط 

اومأ له الضابط وبدأ باجراءته ; 


........ 

ضمت ليلي ادم اليها بحنان : حبيبي الدنيا برد يلا ارجع اوضتك 

قال ببراءه وهو يلتفت لتلك الحجرة الموحشة : وانتي هتفضلي هنا 

: ااه

هز راسه ; لا تعالي معايا.... اوضتي كبيرة 

ابتسمت له ومررت يدها بحنان علي شعره ليت كل المشكله تكمن في كبر حجم غرفته 

: طيب خليكي في اوضه مامي لغايه ماترجع 

غص حلقها بقوة ليتابع ببراءه : 

خالو مش بيخليني ادخل الاوضه بس انا هدخلك من غير مايعرف 

: لا ياحبيبي روح اوضتك زمانهم هيدورا عليك

: متخافيش انا بهرب منهم علي طول ومامي بس اللي كانت بتلاقيني  

: طيب عشان خاطري يلا روح اوضتك نام 

هز راسه وتمسك لها ; انا هنام معاكي هنا 

: لا هتتعب ياحبيبي لازم تنام في سريرك 

: طيب احكيلي حدوته الاول 

نام الصغير علي ساقها لترفع جسده الصغير فوق جسدها وتحيطه بسترتها وتنهمر دموعها مجددا في صمت فهو مسكين بلاحول ولاقوه ظلمته الحياه مثلها وانتزعت منه امه وابيه وهو بهذا السن الصغير 

....... 

دخل عمار الي مكتب أخيه قائلا ; مين البنت دي ياعثمان 

نظر له عثمان دون قول شئ ليتابع عمار مجددا باصرار  ; بقولك مين البنت دي...؟ 


..... 

مع خيوط الفجر الاولي فتحت عيونها التي غفت لتنتبه لوجود الطفل بحضنها فتقول بهمس : ادم..... ادم 

.صمتت حينما تهادي لسمعها أصوات صفارات سيارات الشرطة التي دلفت من البوابه والتي استيقظ من بالمنزل علي اثرها 


قراءه ممتعه رونا فؤاد 

اية رايكم وتوقعاتكم 

الفصل التالي


تابعة لقسم :

إرسال تعليق

1 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !