الفصل السابق
شقهت بفزع لتردد بعدم تصديق : حازم.!!
مد يده نحوها بباقة الورد :صباح الخير
اسرعت نحوه وهي تلتفت حولها بقلق : حازم انت اية اللي جابك هنا... كمال لو شافك...
ضحك غامزا لها : اطمني مشي من شوية انا كنت براقبه
أفلتت ضحكتها : انت هنا من بدري؟
اومأ لها : من سته الصبح لما اتجمدت في العربية
تناولت باقة الورد منه قائلة بخجل :وأية اللي جابك ؟
نظر لعيناها الزرقاء الصافية والتي تخفضها لخجلها قائلا بهيام : جيت اشوفك... مقدرتش ابدا يومي من غير العنين الحلوين دول اتفاءل بيهم وخصوصا ان المناقصة النهاردة
ضربت الحمرة وجهها قائلة بتعلثم : ربنا معاك ياحازم.... بس... يعني لو حد شافك ممكن تحصل مشكله
قال وهو يتطلع لوجهها الجميل : مش هتبقي في اي مشكله تاني لاني هكلم كمال واطلبك منه
اجتاحت السعادة وجهها لتردد بعدم تصديق :بجد ياحازم
اومأ لها لتولية ظهرها وهي تلتقط أنفاسها الخجولة ليقف خلفها هامسا :بحبك ياقلب حازم..
...
....
تطلعت عيناه بحب لتلك الحورية الجالسة علي الشاطيء فيما تتلاعب نسمات الهواء بشعرها الحريري وأطراف ثوبها الناعم لتلتفت اليه بحب فيما يحيط خصرها من الخلف بذراعه وقربها اليه ملتهم شفتيها بقبله عصفت بكيانه... لم يقطعها سوي ذلك الصوت الذي ينادي اسمه .... سيف.. سيف!!
قطب جبينه بانزعاج كلما اخترق هذا الصوت اذناه حتي اختفي ذلك الحلم الجميل
.....انتفض من مكانه و فتح عيناه علي صوت عدي الذي يصيح به : سيف اصحي..
دارت عيناه بارجاء الغرفة وكانه يبحث عن نور التي ملأت أحلامه ولم تعد تفارقها لينظر نحو عدي باحباط قائلا بنعاس: في أية ياعدي
قال وهو يقفز ليجلس بجواره علي الفراش:كل ده نوم بقالي ساعة بصحيك...
نظر سيف لساعته التي لم تتجاوز الخامسة فجرا ثم نظر لعدي قائلا بقلق : مالك في أية؟
:بصراحة انا عاوزك في موضوع مهم حياة او موت
قال بلهفة : انطق في أية؟
: انا عاوز اتجوز
ضيق سيف عيناه ناظرا لعدي بحنق الذي انفجر ضاحكا وسيف يمسكه من تلابيبه:يعني انت مصحيني الفجر وقالق نومي عشان تقولي كدة
هز كتفه : واقول لمين يعني... . وبعدين ماهي اللي مطيرة النوم من عيني
هتف سيف بحنق وهو يقذفه بالوسادة ; وانا ذنبي اية؟
داعب وجنته :مش انت ابويا
أفلتت ابتسامة سيف الحنونه ليضم عدي اليه :طبعا ياحبيبي.... حاضر هنروح نطلب ايدها... بس سيبني يومين اعرف كل حاجة عن عيلتها
قال عدي :لا بقولك اية ياسيف فكك من كلاب الحراسة بتوعك دول انا عارفها وعارف كل حاجة عنها ومش محتاج اعرف حاجة تانية.... هي بنت صلاح ذو الفقار المحامي ناس كويسين ومحترمين... وبعدين دي صاحبه مراتك اسألها عنها.... غمز له واكمل : واهي تلكيكة عشان تتكلم معاها بدل ماانت عمال تحلم بيها ومعذب نفسك
قال سيف بتحذير : خليك في نفسك انت...
قال عدي بمزاح : ما تخطفها ياسيف
نظر اليه متساءلا : اخطف مين؟
: هيكون مين... نور طبعا... اخطفها واحبسها هنا ومتسبهاش غير لما تسامحك
ضحك سيف عاليا : كدة هتسامحني ولا تكرهني زيادة
: انت وحظك بقي
وكزة بكتفه : سيبك مني انا المهم انت واثق ان ابوها هيوافق ترتبط بيها وانت لسة بتدرس
قال عدي بثقة : طبعا.... وخصوصا لما هتقوله اني بشتغل معاك ودراعك اليمين وأهم عنصر في الشركة
رفع سيف حاحبة : دراعي اليمين وأهم واحد .. عشان اشتغلت معايا بقالك يومين.
:وهما يومين شوية ده انا بقيت اهم من كمال... ومنك انت شخصيا... غمز له بمكر :حتي اسأل ميرا مديرة مكتبك دي من اكتر الناس اللي بتشيد بمجهودي
قال سيف وهو يضرب طرف راسه بيده :مجهودك في معاكستها..
: بصراحة دي وحش.... مش مديرة مكتب
: لم نفسك ياحيوان وأية الألفاظ دي
:مش بقول الحقيقة....البنت جامده ولا انت مش واخد بالك
هز سيف راسه وهو يغادر الفراش :لا مش واخد بالي انا جايبها تشتغل ولا اتفرج عليها
وقف عدي بجواره قائلا بعبث : عليا انا.. يعني عاوز تقنعني انك مبصتش ليها كده ولاكدة...
: لا طبعا.. النوع ده ميعحبنيش
غمز له قائلا : عندك حق نور احلي بكتير...
نظر لسيف واكمل بمكر : بس ده ميمنعش انها هتغير عليك وتتجنن لو شافت ميرا..
هز سيف راسه :لا ياحبيبي متشكر مش عاوزها تغير ولاتتجنن
: اية الحنية دي
تمطأ سيف بجسده الضخم وعاد لسريرة قائلا : اخلص ياعدي ويلا سيبني اكمل نوم
قفز عدي الي جواره قائلا : طيب يلا انا هنام جنبك ونكمل كلامنا
قال سيف وهو يضع الوساده علي راسه :لا مبحبش حد ينام جنبي
قال عدي باستفزاز:امال نور كانت بتنام فين؟
قذفه سيف بالوسادة قائلا : عارف لو مطلعتش دلوقتي هقوم اتدرب فيك بوكس
اسرع عدي يغادر الغرفة وضحكته الرجوليه الصاخبه تملاء ارجاء المكان لترتسم ابتسامة ممتنه علي شفتيه يشكر ربنا علي اعادته أخيه اليه بعد تلك المحنه التي مر بها..! لتلوح صورتها امامه بتلك اللحظة فلولا مخاطرتها واخذ اخيه المشفي لكان ميتا الان.... تنهد بضيق وتلك الذكريات تعود اليه...! لقد كان قاسي وبارد معها.. جرح كبرياؤها وانوثتها حينما أخبرها انه لايحمل مشاعر اليها...
بالتاكيد لم يستطيع العودة للنوم لينزل لغرفة الرياضة ويحاول إفراغ طاقته بالبوكس ولكن هذا لم يمنع صورتها وتفاصيلها من مراودته حتي وصل الي مكتبه ليتذكر كلام عدي عن ميرا وهي تعرض عليه الأوراق الهامة... هل ستغار نور عليه حقا.!. ومازالت تحبه ام بالفعل كرهته...؟
سألته ميرا برقة : حاجة تانية ياسيف بيه ؟
هز رأسة : متشكر ياميرا... بس لما كمال يوصل خليه يجيلي
جمعت الأوراق من امامه وخرجت بهدوء ليتناول سيف هاتفه ويعبث به لياتيه صوت حسان : سيف باشا صباح الفل
: صباح الخير ياحسان... اية الهانم منزلتش برضه النهاردة
: لا ياباشا في البيت زي كل يوم... حازم وفمي بيه خرجوا من بدري... واللي اسمها ناهد دي كمان اهي خارجة حالا..
اومأ له قائلا : ماشي ياحسان خليك انت ورجالتك هناك واي جديد بلغني بيه
: تمام ياباشا
...
....
قطبت ناهد جبينها هاتفه بغضب في سكرتيرة جاسر التي اخبرتها بأنه غير موجود : يعني اية مش موجود؟
قالت السكرتيرة ببرود : يعني جاسر بيه عنده اجتماع بره الشركة ومش راجع النهاردة
زمت ناهد شفتيها بحنق وغادرت الشركة بخطوات متوعده وقد شعرت بوجود خطب ما.... فجاسر بعد ان اخذ منها تلك الملايين التي سحبتها من أموال فهمي واستطاع ان يحصل علي تلك الصفقة الهامة وهو يتهرب منها ولايجيب علي مكالمتها....
...
لدي جاسر الذي أخبرته دنيا سكرتيرته بمجيء ناهد للشركة وسؤالها عنه ليقول : طيب تمام يادنيا
أغلق الهاتف وقد اختمرت الفكرة براسه لينزل الدرج بخطاه الرخيمه متجهها نحو تلك الغرفة التي يحتحز بها حسن حتي لايصل اليه سيف...
هتف حسن بعتاب بعد ان راي جاسر : اية ياباشا كدة برضه تجيبني بالطريقة دي... ده انا الراجل بتاعك
اومأ له : ماهو عشان انت الراجل بتاعي انا جبتك بالطريقة دي لما عرفت ان رجاله سيف البحيري بتدور عليك بعد مالواد اللي اسمه شهاب اعترف عليك..
ابتلع حسن لعابة بتوتر : اية ؟!
اومأ جاسر له : ايوة... بس متقلقش انا مظبط كل حاجة
اردف جاسر يخبر حسن بخطته لتتسع عيون حسن بقلق : بس ياباشا ده كدة هيقتلها
قال جاسر بعدم اكتراث : مايقتلها هي فارقة معاك في حاجة
: ايوة ياجاسر باشا بس ماانا كمان مش هيسيبني
: آخره هيخلي رجالته تديك علقه موت زي الواد شهاب.... ومتقلقش كله بتمنه ياحسن... اعمل انت بس اللي بقولك عليه وهديك مليون جنيه...
ليزين من اقناعه أشار لاحد رجاله ليضع تلك الحقيبه ويفتحها امام حسن : ادي نص المبلغ... والنص التاني لما تنفذ..
نظر حسن للنقود ولمعت عيناه ليقول جاسر بتحذير صارم : بس خلي بالك انا زي مابدلع رجالتي ومش بعز عنهم حاجة انا كمان محبش الغدر ولو سيرتي جبتها قدام البحيري مهما عمل فيك هتشوف الوش التاني.. وللأسف الحاجة والدتك اللي هتدفع التمن
قال حسن بلهفة وهو يهز رأسة : لا ياجاسر باشا ابوس ايدك امي لا...
انا هنفذ اللي قلتلي عليه متقلقش
اومأ له جاسر وهو يشعل سيكارته : تمام... دلوقتي هتفضل هنا لغاية مايجي يوم التنفيذ
..؟.
...
دخل حازم شركة سيف المهيبه يسأل عن مكتب كمال ليقوده احد الحراس تجاه مكتب كمال لتستقبله نهي مديرة مكتبه قائلة: بس كمال بيه في اجتماع مع سيف بيه
زم حازم شفتيه قائلا : طيب لو سمحتي بلغيه ان حازم صفوان عاوز يقابله..
قطب كمال جبينه بتساؤل وهو يجيب علي نهي ليساله سيف : في أية يا كمال مالك
: ده حازم.. عاوز يقابلني
اعتدل واقفا ليكمل : اما اقوم اشوفة عاوز اية
قال سيف بفضول: ماتخليه يجي هنا.. اهو نشوف في أية
قال كمال : مش عارف ياسيف... هتتخانقوا زي كل مرة تشوفوا بعض
هز راسه : لا يا كمال مش هعمل حاجة بس.. انا عاوز اتطمن افرض في حاجة تخص نور
اومأ له كمال بيتصل بنهي : خليه يجي مكتب سيف بيه
...
. لم يمانع حازم مقابلة سيف فهو بالتاكيد يريد إصلاح العلاقه بينهم من أجل نور....
تفاجيء سيف ببدء حازم بمصافحته ليرد سيف بود وقد بدأ يراه كعدي مجرد شاب لطيف طائش : ازيك ياحازم
هز حازم كتفه : كويس
صافح كمال ليشير له بالجلوس ليقول حازم بلا تردد : بصراحة انا كنت عاوزك في موضوع شخصي ياكمال بيه
قطب سيف جبينه فعن اي موضوع شخصي يتحدث ليقول كمال : اه طبعا ياحازم.. عموما انت عارف علاقتي بسيف مفيش اي مشكله تتكلم قدامه ولو تحب نتكلم في مكتبي مفيش مشكله برضه
هز حازم راسه قائلا : خلاص مفيش مشكله.... بصراحة انا كنت حابب أتقدم للانسة هايدي
اطرق كمال برأسه لينظر اليه سيف يتطلع رد فعله فيما كان حازم ينظر اليه بترقب...
حمحم كمال بهدوء قائلا : مبدئيا معنديش مانع بس طبعا.... قاطعه حازم الذي تهللت اساريرة : انا بس كنت عاوز اعرف رايك المبدئي عشان اجيب بابا ونتكلم في اي تفاصيل
قال كمال بتعقل : اهم تفصيل عندي هو رأي هايدي لو هي موافقة مش هنختلف علي حاجة
تفاجيء كمال بحازم يركض اليه يحتضنه قائلا : متشكر... متشكر اوي
غادر حازم ليلتفت كمال نحو سيف الذي كان يتابع مايحدث بصمت : اية ياسيف مالك؟
هز كتفه : ابدا اصل عدي لسة مكلمني النهاردة انه عاوز يخطب هو كمان
قال كمال بسعاده : الف مبروك.. مين؟
: واحدة صاحبة نور...
اومأ له قائلا : طيب انت اية مالك متكلمتش كلمه واحدة
: انت مش خايف علي اختك ياكمال انها تبقي معاه او انه في يوم يرجع الزفت ده تاني
تنهد كمال مطولا ثم قال : اكيد خايف عليها.. بس كمان مينفعش احكم عليه عشان ماضي عدي خلاص واحرمه من فرصه جديدة...
اومأ له ليساله كمال : مالك ياسيف
اطرق برأسه قائلا : مفيش... المهم انت مش ناوي تتجوز ولا العيال هتتجوز قبلك
هز راسه قائلا : لا طبعا انا اتفقت مع داليا نتجوز اخر الشهر
ابتسم له سيف : مبروك ياصاحبي
:الله يبارك فيك
..
خرج جاسر ليعبث بهاتفه طالب رقم ناهد التي قالت :جاسر . انت مش بترد عليا
قال بزيف : اسف ياروحي كنت مشغول شوية بس اول مادنيا بلغتني انك سالتي عليا سبت اللي في أيدي وكلمتك
: ماشي ياحبيبي ولا يهمك...
قال بخبث : عموما اطمني انا عارف انك عاوزة تضمني حقك
قالت باندفاع مزيف : لا ياحبيبي انا بس بطمن عليك...
قال ببرود : عليا ولا علي نصيبك... عموما المحامي بيجهز الأوراق وخلال ايام هنتقابل عشان تمضيها
اتسعت ابتسامتها : بجد ياجاسر
قال بخبث : طبعا... بس بلاش تيجي عندي الشركة كتير عشان فهمي مايشكش في حاجة
: حاضر ياحبيبي...
صمت لحظة ثم قال : طمنيني اية الاخبار عندك
قالت بحنق : مفيش... اهو فهمي اتحسن وبقي زي القرد وابنه مسك الشركة....
قال بلهفة ; ونور
قالت بغل : مالها..
استدرك قائلا : ابدا يعني... ناوية تنفذي معاها ولارجعتي في كلامك
هزت راسها بنفي : لا طبعا مرجعتش بس مستنية الوقت المناسب
: طيب عظيم
...
..
طرق فهمي باب غرفه نور التي كانت جالسة شاردة في احد الروايات بين يديها...
ابتسم لها بحنو : مساء الخير ياحبيبتي
ابتسمت له قائلة : مساء الخير يابابا
: ممكن اتكلم معاكي شوية
: اه... طبعا ياحبيبي اتفضل
جلس والدها علي طرف الاريكة بجوارها ليقول بحنان وهو يضع يده فوق يدها : هتفضلي حابسة نفسك في البيت كتير
هزت كتفها : مش حابسة نفسي ولاحاجة انا بس تعبانة الفترة دي
:ومش عاوزة تروحي مع سيف لية
تعلثمت محاوله الكذب : ابدا اصل.. يعني هو مش بيبقي في البيت اغلب الوقت
قال والدها بهدوء : نور انا عارف ان في حاجة بينك وبين سيف مش موضوع انك تعبانه من الحمل وحابة تقعدي معانا
حاولت التحدث :لا يابابا... ليكمل والدها :ياحبيبتي انا مش عاوز أتدخل في حياتك وعاوزك انتي وهو تحلو مشاكلكم زي مانتم عاوزين... بس البعد بينكم طال وانا شايفك مش مبسوطة وهو كمان
اطرقت راسها ليمرر والدها يده علي خصلات شعرها بحنان قائلا : لو علي اللي عمله في حازم فأي حد مكانه كان هيعمل كدة
رفعت عيناها بصدمه لوالدها الذي هز راسه قائلا : ايوة انا عارف كل حاجة... بس اضطريت اعمل نفسي مش عارف عشان حازم عينه متتكسرش قصادي وخصوصا اني شايفة اتعلم الدرس كويس وحاسس بغلطه وبيحمل نفسه ذنب الفراق بينك وبين جوزك وده مخليه يبقي احسن ..
: بس يابابا حازم اتظلم..
:جايز مكنش السبب في اللي حصل لعدي بس شاركه الطريق وكان لازم حاجة تحصل تخليه يفوق....
نظر لعيونها قائلا بندم :انا غلطت في حقك انتي واخوكي لما اتجوزت بعد مامتك الله يرحمها ومع ذلك انتوا سامحتوني صح ولاغلط
ارتمت بين ذراعيه قائلة : احنا بنحبك يابابا
ربت علي كتفها قائلا : طيب مش عاوزة تسامحي سيف لية
اطرقت دون قول شئ فهل تخبر والدها بأن من يدافع عنه ويريدها ان تسامحة لم يعتبرها اكثر من رغبه بحياته... كيف تسامح في شئ كهذا.؟!
رفع ذقنها لتنظر اليه قائلا برفق : حبيبتي بلاش تعاقبيه وتعاقبي نفسك علي حاجة خلاص عدت... توعديني يانور انك تديلة فرصة
صمتت ليقول : لو بتحبيني يانور
اومات له :حاضر يابابا
انفتح الباب فجأه أثر عاصفة متجسدة بحازم الذي اجتاحت السعاده وجهه... في أية ياحازم؟ سأله والده بانزعاج
قال حازم بتعالي : حازم بيه لو سمحت
رفع والده حاجبه باستنكار فيما تهادت الابتسامه لوجهه نور علي أخيها وهو يهلل : كسبنا المناقصة....
اتسعت ابتسامه والدها وقفزت هي لتحتضنه بسعاده فيربت والده علي كتفه بفخر : عفارم عليك ياباشمهندس
غمز لوالده : اي خدمه يافهمي بيه
: مبروك ياحبيبي
: مبروك حاف كدة.... لا طبعا
: عاوز اية طيب
اقترب منها قائلا : عاوز عزومة عشا في اشيك مطعم في البلد...
اومات له بلاتردد : موافقة
مال تجاهها قائلا بخفوت : وتقنعي بابا باللي هطلبه منه حالا..
هزت راسها له ليخبر والده برغبته بخطبه هايدي... : طالما انت بتحبها وهي اللي دفعتك تتغير وتبقي كدة انا معنديش اي مانع
قفز حازم فرحا لتحتضنه نور بسعادة : الف مبروك يازومي
:الله يبارك فيكي ياحبيتي... بس احنا لازم نروح نقابل اخوها بكرة عشان انا وانت لازم نسافر اليابان اخر الاسبوع نمضي العقود.
التفت فهمي نحو نور :هنسافر ونسيب اختك
قال حازم باندفاع : ماتسافر معانا
هز فهمي راسه : مينفعش عشان الحمل
زم حازم شفتيه لتقول نور : مفيش داعي للقلق مانا كويسة اهو وبعدين هي كلها كام يوم وهترجعوا
...
....
وقف حازم أسفل الدرج بانتظار نور ليخرجا سويا لتناول العشاء احتفالا بربحه للمناقصة ليخرج هاتفه متصلا بعدي الذي قال له بسعاده : مبروك يازوم..
: الله يبارك فيك... المهم متتأخرش
: متقلق ساعه وهنكون عندك... اومأ له :ومتنساش اللي قلتلك عليه
..
نزلت نور ليبتسم لها حازم قائلا : اية الجمال ده
نظرت لفستانها الأخضر البسيط قائلة : جمال اية بس..
تناول يدها ليضعها بذراعه : انتي حلوة في اي حاجة ياحبيبتي
سار بها حازم الي السيارة وهو حزين لرؤيتها ذابلة بهذه الطريقة ولكنه سيفعل المستحيل لاعادتها لطبيعتها ..
وصلا الي المطعم ليقول حازم لدي دخولهما :معلش يانانو انا عزمت كمال وهايدي و عدي وسارة يحتفلوا معانا هتضايقي
هزت راسها : لا طبعا..
كانت سارة وعدي جالسين بانتظارهم برفقة هايدي التي لم تستطع إخفاء سعادتها التي احتاجت وجهها فقد أخبرها حازم بموافقة أخيها وابيه علي خطبتهم..... بعد قليل وصل كمال وداليا ليقول : متأسف علي التأخير بس داليا صممت تيجي معايا..
قالت نور بترحيب : بالعكس دي احسن حاجة عملتها
ابتسمت لها داليا ليجلس الجميع يتجاذبون أطراف الحديث ليقرر عدي وحازم إقامة حفل بسيط للاحتفال بخطبتهم سويا ليندفع كمال مزمجرا : بس محدش هيتجوز قبل التخرج
قال عدي ممازحا : ولية قطع الأرزاق ده يااخي.... انت اية اللي جابك اصلا
قال كمال متوعدا : ماشي ياابن البحيري لينا حساب بعدين..
ابتسمت نور لمزاح عدي اللطيف فيما بدأت داليا بالتحدث اليها : شكل الحمل تاعبك يانور...
اومات لها : يعني شوية
:طيب بتاخدي الأدوية والفيتامينات اللي الدكتور قالك عليهم
:يعني ساعات... بصراحة اغلب الوقت بنسي
اخدهم
قالت داليا بعتاب : لا طبعا يانور ده غلط جدا عشانك... لازم تاخدي الأدوية في ميعادها
قالت بابتسامه : ان شاء الله
لم تستطع نور تناول سوي بضع لقيمات بسيطة بسبب ذلك الغثيان الذي تشعر به وقد بدأت تشعر بالاختناق حينما اختلطت رائحة الشموع برائحة الطعام... حاولت التحامل علي نفسها للبقاء حتي لاتفسد تلك الأمسية الرائعة للجميع لتنظر تجاه تلك الحديقة الممتدة بالخارج وتقرر الخروج لاستنشاق الهواء قليلا وبأي حال لن يشعر احد بغيابها فالكل منشغل مع الاخر... استأذنت للذهاب للمرحاض ولكنها توجهت للخارج.....
ماان خرجت حتي اغمضت عيناها ساحبه نفس طويل زفرته ببطء وهي تشعر بالهواء البارد علي وجهها لتضع يدها علي بطنها تحاول أبعاد ذلك الشعور بالدوار الذي بدأ يراودها... حاولت تنشق المزيد من الهواء ولكنها اخفقت في أبعاد ذلك الشعور بالاختناق....
ماان رآها سيف بتلك الحالة حتي اسرع نحوها... شهقت بفزع حينما وجدت تلك الذراعين القويتين تحيط بها وتحيل بين وقوعها لتري وجهه القلق ينظر نحوها لتغمض عيناها مستسلمه لذلك الشعور بالدوار..
...
لاتعرف كم مضي عليها وتلك السحابة السوداء المليئة بالدوائر تحيط بها وتلك الأصوات التي تعالت من حاولها ليصمت كل شئ بعدها ولا تشعر بشئ سوي ذلك الهدوء الذي ساد لوقت طويل لم يتخلله شئ سوي تلك الأنفاس التي كانت تشعر بها من وقت لآخر قريبه منها ولكنها لم تستطع فتح جفناها الثقيلان...
... بدأت تنقشع تلك السحابة شيئا فشيئا لتعود اليها ذكريات ذلك العشاء لتفتح عيناها ببطء وهي تتساءل عن آخر شئ رأته قبل ان يسحبها ذلك الدوار... انه سيف.!!
هزت راسها وحاولت الاعتدال جالسة وهي تخبر نفسها بأنها مؤكد كانت تتخيل فهو لم يكن موجودا..... ولكن رائحته التي وصلت اليها قبلة و تخللت انفها جعلتها تفتح عيناها علي وسعهما وتلتفت لتنظر اليه فيما اقترب منها قائلا بقلق : عاملة اية دلوقتي ؟
انه هو.. الجمت الصدمه لسانها لتلتفت بسرعه حولها.... انها في غرفته..!!.
تنفست بسرعه وقد عبس وجهها : انا جيت هنا ازاي وأية اللي حصل..
مال ناحيتها قائلا برفق : واضح انك كنتي تعبانه ومقلتيش لحد وانا كنت داخل المطعم لقيتك في الحالة دي واول ماقربت منك اغم عليكي اخدتك علي البيت بسرعه وطلبت الدكتور.... قاطعته بغضب : وانت مين اداك الحق تجيبني بيتك اصلا..
اخذ نفس عميق نتجاهل غضبها ليقول بهدوء : جبتك بيتك.. ولا كنتي عاوزاني اوديكي فين
قالت بحدة وهي تبعد الغطاء الناعم عنها :مش عاوزة حاجة..
اوقفها حينما رآها تغادر الفراش : انتي رايحة فين؟
قالت وهي تبعد يده التي أمسكت معصمها: مروحة... زمان بابا قلقان عليا
وقف امامها قائلا : متقلقيش انا طمنتهم عليكي
حاولت الإبتعاد من امامه ليمسك بيدها برفق قائلا : انتي لسة تعبانه ارتاحي
هزت راسها قائلة : انا كويسة وهروح ارتاح في البيت
رفع حاحبة باستنكار : تروحي فين..؟.. اية بالظبط اللي مش فهماه من كلمه انك في بيتك
هتفت به بحدة : مش بيتي ولوسمحت ابعد من قدامي
امسك ذراعها محاولا ان يكون رفيقا وهو يحاول إعادتها للفراش قائلا : تعالي بس يانور ارتاحي وبعدين نتكلم
تمسكت برفضها لتجده ينحني نحوها يضع يده خلف ركبتها ويحملها متجاهل رفضها...:اوعي سيبني
وضعها برفق علي الفراش وهو مازال منحني فوقها وقد شعرت بانفاسه الساخنه علي وجهها وهو بهذا القرب ويداه تحيط بخصرها وقد التقت عيناها بعيناه المشتاقه اليها... قال بهمس وعيناه لاتفارق وجهها : وحشتيني.!
اغمضت عيناها وقد اربكها قربه منها ونبرته الهامسة لتحاول استجماع قوتها فهو لايحبها وهي لايجب ان تضعف امامه
:ابعد لو سمحت
مرر يده برفق يبعد خصلات شعرها عن وجهها الجميل الذي افتقده بشده ليهمس مجددا ببحة صوته الرجولية وقد تبعثرت انفاسة ودقات قلبه فقط لرؤيتها فقد ظل بجوارها طوال الليل قلقا عليها : شششش.... الدكتور قال انك لازم ترتاحي
لم تفتح عيونها مجددا بل استسلمت ليده التي تداعب خصلات شعرها برفق لتحثها علي النوم لتترك لجفونها العنان وتستسلم للنوم مجددا...
... طبع سيف قبله حانية علي جبينها شعرت بها نور ليتركها بعدها...
قال عدي بقلق : اية ياسيف بقت كويسة دلوقتي
اومأ له سيف قائلا : اه...
: طيب حازم تحت وعاوز يطمن عليها..
قال سيف بهدوء وهو ينظر لحازم : متقلقش عليها بقت كويسة
:لسة نايمة
: صحيت ونامت تاني والدكتور قال ان ده طبيعي وخصوصا وهي ضعيفة بالطريقة دي
اومأ له حازم وقد اخذ يفكر بما سيقوله ليتحدث اخيرا : طيب.. هي.. يعني.. هتفضل هنا.
قال سيف بعبوس : وهتروح فين.. ؟...
تدخل عدي حينما وجد ملامح حازم الغاضبه :
مش ده بيتها ولااية
خالف سيف توقعاته حينما قال بهدوء : متقلقش عليها ياحازم محدش هيضايقها ولاحتي انا...دي مراتي وأم ابني
اومأ له حازم : عارف...
ربت عدي علي كتفه قائلا : متخافش عليها.. وبلاش تقول لفهمي بيه انها تعبت عشان ميقلقش
هز راسه قائلا : ماشي... وانا هبقي ارجع تاني اطمن عليها
اومأ له سيف فصافحه حازم قائلا : خلي بالك منها
ابتسم له سيف : متقلقش
..
...بقلم رونا فؤاد
صعد سيف مجددا لغرفتها ليجدها ماتزال نائمة... مرر يده برفق علي وجنتيها الناعمه ثم جلس بجوارها يتطلع نحوها وقد اغلقت اهدابها الكثيف علي عيونها التي اشتاق اليها كثيرا...
..
تنملت نور بنومها الذي شعرت بأنه طال كثيرا لتفتح عيونها وهي تفرد ذراعها تتمطيء لتصطدم بذلك الشيء الصلب والذي لم يكن سوي صدر سيف الذي غلبه النعاس وهو جالس، بجوارها... اعتدلت سريعا ليشعر بها ويفتح عيناه ناظرا اليها : مالك... انتي كويسة ؟
قطبت جبينها قائلة بغضب وهي تدفع يده التي امتدت تجاه وجهها : كويسة...
نظر لوجهها الذي بدا علية التحسن ليقول : طيب تحبي تاخدي شاور قبل ماتفطري
نظرت له مردده : نعم!
قام من جوارها متجها تجاه الخزانه لتتفاجيء به يخرج لها بعض الملابس قائلا : كويسين دول
ابعدت يده الممتده لها بالملابس قائلة بحدة : انت بتستهبل!!
رفع حاجبة ناظرا اليها فيما تابعت بحده وهي تقوم من الفراش :انت فاكر اني هفضل هنا
قال وهو يحاول ظبط اعصابه : امال هتروحي فين ؟
قالت وهي تبحث عن حذاءها : ملكش دعوة
قال وهو متمسك بهدوئة : لا ليا يانور.. انتي مراتي وحامل في ابني
تجاهلت كلماته وتابعت بحثها عن حذاءها ليلقي بالملابس من يده علي الفراش متجها نحوها قائلا : مش هسيبك تمشي
رفعت نحوه عيناها بغضب : اية هتحبسني
قال وهو يقترب منها : اه..
هتفت بحدة : مش هسمحلك
أوقف تراجعها حينما أحاط خصرها بذراعيه وقربها اليه قائلا وعيناه تلتهم كل انش بوجهها : انا اللي مش هسمحلك تبعدي عني تاني...
حاولت دفعه بعيدا حينما شعرت بشفتاه تقترب من شفتيها ولكنه كان قد اطبق عليها يلتهمها بنعومه اجبرتها علي الاستسلام له فهي بالرغم من كل شئ تحبه....
افاقت من دوامه المشاعر التي اغرقها بها لتبعده عنها وتوليه ظهرها حتي لايري ارتباك مشاعرها الضعيفة...
شعرت به يحيط خصرها بذراعه من الخلف ليدفن راسه بعنقها قائلا : انا اسف علي كل اللي حصل...
ابتعلت لعابها بصعوبه لتخرج صوتها : اطلع برا...ا
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك