الفصل السابق
انزله من السيارة بعنف ليقول باضطراب وقلق :انتوا عاوزين مني اية... وجبتوني هنا لية؟
لم يعقب اي شخص عليه بل تابعوا جره للداخل حيث وقف سيف بقامته المديدة ووجهه المهيب وسط مكتبه ينظر اليه... ابتلع ذلك الشاب ريقة بتوتر وهو ينظر تجاه سيف بوجل ورعب حقيقي سحب الدماء، من عروقه... أشار سيف بيده لراشد بلهجه أمره ; خد رجالتك واطلعوا بره
نفذ راشد الأوامر وخرج تاركا ذلك الشاب امام سيف الذي رفع يداه فجأه واجتذبه من ياقة قميصه بقوة هادرا به بغضب : مين اللي زقك تراقب اخويا ياواد انت
ابتلع الشاب لعابة بتوتر : اخوك مين بس ياباشا.. انا مش فاهم حاجة اكيد في سوء تفاهم..
لكمه سيف بقوة أسفل فكه ليصيح الشاب بألم فيما لم يمنحه سيف المجال ليلتقط أنفاسه ليجتذبه مجددا ويسدد له لكمه اخري جعلت الدماء تسيل من فمه.. ليزمجر فيه بصوت مرعب : انطق..!!
تعلثم الشاب محاولا الكذب : والله مااعرف انت بتتكلم عن اية ياباشا..
امسكه سيف بقوة من تلابيبه هاتفا بخشونة وهو يسدد له المزيد من اللكمات :باشا مين يالا... ميغركش شكلي ولا البيت اللي انت واقف فيه دا انا جايبها من تحت اوي قبل ماابقي باشا وياما مر عليا من اشكالك الو.... هتنطق ولا اخليك تنطق بطريقتي
تهالك الشاب تجاه قدم سيف يترجاه باعياء :لاياباشا ابوس ايدك...انا ماليش دعوه بحاجة.... ده حسن.. حسن. هو اللي خلاني اراقبه زي ضله وابلغة بكل تحركاته
قطب سيف جبينه مرددا بصوت قوي كالرعد: حسن مين يالا...
هز الشاب راسه :واحد ياباشا عندنا من المنطقة بس واد سككه كلها شمال
اندفع سيف نحوه يعالجه بركله قوية : وده ماله ومال عدي.
تهالك الشاب وقد غرق بدمائة من ضرب سيف القوي له قائلا بصوت ضعيف :معرفش.. معرفش حاجة غير اللي قلته
صاح سيف بغضب مناديا راشد الذي اسرع ليدلف لمكتبه :امرك ياباشا
قال وهو يشير لذلك الشاب بنظرات الشرسة المخيفة : كملوا علي الكلب ده لغاية ماينطق بكل حاجة... بعدها عاوزك تجيبلي الكلب التاني
اومأ راشد بطاعه ليسرع الشاب يزحف تجاه قدم سيف متوسلا: لا ياباشا ابوس ايدك انا قلت اللي عندي...خليهم يسيبوني..
لم يعيره سيف اي أهمية إذ غادر مكتبه تاركا لرجاله إتمام تلك المهمه...
...
وصل صوت كمال الغضب لمسامع سيف الذي غادر مكتبه متجهها آلية ليجده يصيح بغضب في أمجد مساعده الذي أضاع أحد الملفات
ليستشيط غضبا : قدامك ساعة تلاقي الملف والا اعتبر نفسك برا الشركة
أشار سيف لامجد للمغادرة لينظر لكمال قائلا:اية حصل لكل دة..؟
هدر كمال بغضب : انت مش شايف الإهمال..
هز راسه قائلا : ايوة بس مش مستدعي عصبيتك دي ماتخلي منال تعملك نسخة تانية
أجاب كمال بعصبيه : بالبساطة دي...
نظر سيف اليه بضع لحظات فليس الأمر امر ملف مفقود ليفقد كمال اعصابه بتلك الطريقة ليقول : انت اللي متعصب من غير داعي... خلي منال تعملك نسخة وتخصم من أمجد وخلاص..
جلس كمال الي مكتبه يهز قدمه بعصبيه ليخرج سيف احدي سجائرة ويشعلها قائلا :في أية ياكمال معصبك كدة... مكنش حته ملف
قال كمال بتهكم :ومن امتي العقل ... ده كان زمانك قالب الدنيا.
بادله سيف التهكم : لا وانت الصادق من امتي العصبيه دي... من امتي وانت بتتعصب علي اي حاجة ..... انت متخانق مع داليا
فرك كمال وجهه بعصبيه ليهز سيف راسه قائلا:اية اللي حصل.. ؟
اردف كمال يخبره بماحدث لينهي حديثة بغضب واضح: واهي الهانم من يومها ورافضة تكلمني ولاترد عليا..
نفث سيف دخان سيكارته قائلا : ماانت بصراحة زودتها معاها يعني اية تسيب شغلها
قال بغضب : كنت عاوزني اعمل اية يعني
:اتفاهم معاها بالعقل.... ياسيدي لو وصلت افتح لها مستشفي اهي تشرف عليها وتشتغل وقت ماتحب وتبقي تحت عنيك.... اعمل اي حاجة ترضيها وخلاص
لوي كمال شفتيه بتهكم : سيف باشا البحيري اللي بيتكلم
اومأ له وهو يطفيء سيكارته بالمنفضة الكريستالية: اه ياسيدي تخيل
:وده من امتي؟
اغمض عيناه لحظة بندم : لو كنت وقتها سمعت كلامك واتكلمت معاها بعقل مكانتش بعدت عني.... انا هتجنن ياكمال من وقت مابعدت نور عني ومش عارف اعيش من غيرها
قطب كمال جبينه قائلا : ماتتكلم معاها
: حاولت ياكمال بس هي رافضه... مش عاوزة حتي تشوفني بالرغم من اني متأكد انها بتحبني وحالتها وحشة جدا عشان اللي حصل بينا الا انها مصممه تبعد و بتكابر ومش ناسية اني قلتلها اني مش بحبها ومصممه اني عاوز ارجعها عشان الولد وخلاص
تنهد كمال واستند بظهره لمقعده الجلدي الوثير قائلا : اديها شوية وقت وقرب منها مسيرها تهدي
قال بياس : اديني بحاول بس انت مش متخيل رفضها انها حتي تشوفني بعد ماكانت في حضني بيعمل فيا اية
:معلش، ياسيف ماهو انت جرحتها برضة وكرامتها اكيد وجعاها
هز رأسة : عارف ياكمال وعشان كدة نفسي تسمعني وتسامحني
...
....
جلس حازم بمكتبه غارق في مراجعه تلك الأوراق امامه فقد اصبح ابيه يعتمد علية كثيرا لاداره الشركة وهو لدية اصرار للنجاح وعدم خزلان والده... ساعده بذلك كثيرا ماجد ذلك المدير الشاب الذي عينه سيف لإدارة الشركة بعد ان انقذها من الإفلاس... لاينكر حازم فضل سيف الذي خلصهم من شراكتهم مع جاسر وأعاد الي ابيه الشركة وهي بهذا النجاح.. لذا لن يكون هو اقل من سيف وسيعمل جاهدا لتحقيق حلم ابيه بجعل اسم شركته ناجح كالسابق... طرقت ساندي سكرتيره الباب فدعاها للدخول.. :حازم بيه في واحدة عاوزة تقابلك
قطب جبينه متسائلا : واحدة... مين دي؟
: اسمها هايدي بدران
انتفض من مكانه وأسرع تجاه تلك الجالسة بانتظاره بالخارج ووجهه يفيض بالدهشة....!
فهي قد اوضحت له تلك المرة التي قابلها صباحا بأنها غير مستعدة للارتباط تلك الفترة وطلبت منه البقاء بعيدا وهو رضخ لرغبتها ولم يحاول التحدث معها مجددا ظنا منه انها رفضته بسبب موضوع ادمانه ولكن هذا لم يمنعه من الذهاب لرؤيتها من بعيد سواء بالجامعه او النادي..
ابتسمت برقة حينما وقف امامها قائلا بابتسامه : هايدي.!
قالت بحرج :اسفة لو جيت من غير ميعاد.. قاطعها وهو يشير لها لتتقدم لمكتبه وسط نظرات ساندي المندهشة عن هوية تلك الفتاة ليقول :اتفضلي..
فركت يداها بتوتر لاتعرف كيف تبدأ حديثها معه لتخونها شجاعتها التي ظلت تستجمعها تلك الأيام الماضية للمجيء اليه بعد ان شعرت بندم كبير حينما رفضت ان تعطية فرصة للاقتراب منها... : حازم.. انا اسفة. بس.. يعني
لاحظ تعلثمها ليقول بتفهم وهو يجلس في المقعد المقابل لها... متتاسفيش ياهايدي.. انا اللي اسف كان لازم افهم انك استحاله تفكري في واحد زيي
اتسعت عيناها بصدمه وهزت راسها بسرعه :لا طبعا ياحازم انت اكيد فهمت غلط... انا.. بصراحة ياحازم موضوع الارتباط ده انا شايلاه من دماغي من بعد ماشفت بابا كان معذب ماما اد اية وكان دايما بيخونها وبيجرحها وفي الأخر سابنا عشان واحدة تانية وكمال هو اللي اخد باله مننا بعده... عشان كدة انا كنت استحاله امر بتجربة ارتباط والاقي واحد يجرحني... غص حلقها وهي تخبره بذالك الماضي الأليم لها ليقترب منها ويجثو علي ركبتيه بجوار مقعدها يمد يده يمسح دموعها برفق...
:هايدي... رفع ذقتها لتنظر تجاهه ليري وجهها الملائكي الجميل وقد احمر أثر البكاء ليربت علي خدها برفق... انا مش عاوز اشوف دموعك دي تاني ابدا...
تهادت ابتسامه بسيطة علي شفتيها ليقول بثقة : عمري ماهسمح لحاجة ولا لحد انه ياذيكي ولا حتي انا...
...
...
عدلت داليا من وضع نظارتها الطبيبة حينما دخلت اليها ايمان الممرضة بهلع : الحقي يادكتورة داليا في حالة خطيرة في ٥٣٤
غادرت مقعدها بسرعه متجهه لاداء واجبها لتتركهها ايمان مغلقه الباب خلفها بابتسامه سعيدة وهي تخرج تلك الرزمة المالية الكبيرة من جيبها وتبدأ بعدها أثناء مراقبتها للممر لتمنع احد من الدخول الي الغرفة...!
تجاهلت عدم وجود ايمان خلفها لتسرع داخل الغرفة باتجاه المريض لتتفاجيء بمن يحيط خصرها من الخلف....!!
شهقت بفزع ليهدئها فورا صوته الذي اشتاقت آلية... : اهدي ياروحي... ده انا كمال
هدات دقات قلبها الفزعه حينما استمعت لصوته وشعرت بانفاسة علي عنقها ولكنها سرعان مااستعادت رباطة جاشها لتستدير نحوه مبعده عيناها عن عيناه التي تتطلع نحوها باشتياق لتقول ببرود مصطنع ; اية اللي جابك
قال بلا تردد :وحشتيني...
اخمدت تلك السعادة بداخلها لترفع حاجبيها بتهكم: ياسلام ...
قال بولهه : عندك شك..
اومات له : متأكدة.. بدليل انك في أول موقف لينا خيرتني بينك وبين اي حاجة تانية ..
قال باستسماح: داليا.. انا بحبك وبغير عليكي
قالت باستنكار : بتغير عليا من شغلي
:من الهوا... مش عاوز حاجة تشاركني فيكي..
قالت بتبرير : مانا كمان بحبك ومش عاوزة حاجة تشاركني فيك... بس شغلي ده كياني... قاطعها قائلا وهو يمسك بيدها بين يديه :عارف...و اسف انا بس الغيرة جننتني ومكنتش عارف افكر بعقل.. بس لما بعدتي عني عرفت اني مقدرش علي زعلك ولاقدر اعيش من غيرك
ابتسمت له بصفاء : بجد ياكمال
رفع يدها يقبلها قائلا بهيام : طبعا ياروح قلب كمال...
:وانا كمان بحبك وكنت هتجنن من غيرك الايام اللي فاتت..
اجتاحت الابتسامه وجهه ليقترب منها وعينها مركزة فوق شفتيها لتبتعد داليا علي الفور وقد فهمت نيته هادرة به : كمال.!
غمز لها قائلا : قلب كمال
تراجعت للخلف قائلة : اعقل يامجنون.. احنا في المستشفي... وبعدين انت اصلا دخلت ازاي وفين المريض
ضحك بصخب : لا ماهو انا المريض
اقترب منها قائلا : بصراحة ياروحي لما لاقيتك مش عاوزة تردي عليا ولاتقابليني ملقتش طريقة غير دي.... وبصراحة ايمان الحلوة اللي برا دي ساعدتني...
رفعت حاجبيها قاءلة بتوعد : حلوة..!!
اقترب منها وضحك قائلا : لا ياروحي انتي احلي.... مال ناحيتها لتتراجع فيما قال بمكر; طب اية بقي..!
: اية... اية. ؟
:اي حاجة طيب مكافأه علي اللي عملته..
دفعته بعيدا قائلة بخشونة :قدامي هعزمك علي العشا
: ماشي يابرعي متزقش...
....
....داعبت نسمات الهواء الباردة وجهها وهي جالسة بتلك الارجوحة بالحديقة التي تتحرك بها بحركة رتيبه تتناسب مع الهدوء حولها....
لتلوح صورته بخيالها وتمليء مشاعرها صدرها وهي تتذكر أيامها برفقته... كيف استطاع ان يحصل علي قلبها بتلك السرعه وتلك القوة بالرغم من قسوته وبروده... لقد كانت تتمني ان يبادلها ولو جزء صغير من مشاعرها تجاهه ولكن الآن تدرك مقدار غباءها وتسرعها حينما احبته... ولكن الأمر ليس بيدها... ،!
اقترب حازم منها ليمرر يده برفق علي خصلات شعرها... خرجت من شرودها مبتسمه له :حمد الله علي السلامه يازومي.. اتاخرت اوي
قال وهو يخلع سترته ويلقيها علي المقعد بجواره فيما مدد جسده بارهاق علي مقعد اخر : كان عندي شغل كتير اوي.... في مشروع مهم اوي هيطرح في مناقصة كمان كام يوم عاوز ادخلها واخلي شركتنا تكسبها ان شاء الله
ابتسمت له بسعاده وهي تراه بدأ بتحمل المسؤلية : ربنا معاك ياحبيبي ان شاء الله
: ربنا يخليكي ليا يانور.... انتي اجدع اخت في الدنيا
: وانت اجمل واحد في العالم
رفع حاجبة قائلا بمكر : بجد يانانو.... يعني انا احلي من سيف مثلا
قطبت جبينها باستنكار : حازم..!
:حازم بيحبك ونفسه يشوفك مبسوطة..
هزت كتفها : وانا مبسوطة
: لا طبعا... انتي مش شايفة نفسك..
قام من مكانه ليجلس بجوارها يتطلع نحوها للحظات ثم يسالها بهدوء : انتي بتحبيه؟
هزت راسها بعنف : لا طبعا انا بكرهه.... ولو سمحت ياحازم مش عاوزة اسمع اسمه تاني
اوقفها حينما اعتدلت لتغادر : اسمعيني بس يانور..
قالت بحدة : مش عاوزة اسمع حاجة.... وبعدين انت نسيت هو عمل فيك وكان عاوز يعمل اية...
باغتها برده : لا منستش... بس كمان منستش انه بيعتبر عدي زي ابنه وكان صعب عليه.... قاطعته بغضب : حازم... متبررش اللي عمله... ده حيوان معندوش قلب.. اوعي تجيبلي سيرته تاني انت فاهم
غادرت بخطي غاضبه ليتهاوي حازم علي المقعد ينظر في اثرها ييأس فهي تعيسة وهو متاكد ان تعاستها بسبب حبها لسيف ولذا قرر ان يبدأ بنفسها ويخبرها بأنه لم يعد بقلبه شئ تجاه سيف لعلها تسامحة عي الاخري فهو بالنهاية لايريد شئ سوي سعادتها وان كانت مع سيف فلتكن..!
.
..
القت ناهد هاتفها بعصبيه امامها علي الطاوله وهي تتمتم بالسباب لجاسر الكي لا يجيب علي مكالمتها طوال اليومين الماضيين لتقول بحقد : بعد ماكسبت الصفقة فاكر انك ممكن تخلع مني... ده انا اقتلك فيها...
اقتربت تلك الفتاة ذات الثوب الارجوان الانيق من الطاولة التي تجلس عليها ناهد قائلة بابتسامة مزيفه : ناهد هانم ازيك...
التفتت ناهد نحو تلك الفتاة قائلة بزيف مماثل: سهي ازيك ياروحي
ابتسمت تلك الشقراء اليها :كويسة... انتي عاملة اية؟
: الحمد لله..
تحدثا قليلا وكلاهما يعرف ان تلك المحادثة يوجد شئ وراءها لتصدق حدث ناهد حينما قالت سهي وهي ترتشف القليل من العصير امامها : هي نور سابت جاسر..... اصلي شفتها من كام يوم بتتعشي مع سيف البحيري
نظرت اليها ناهد بمكر : اه سابوا بعض
هزت راسها ولاتنكر ان الغيظ بدي علي وجهها وهي تتساؤل : وأية بقي... هتتخطب لسيف
قالت ناهد بمغزي... لا قولي هي هتتطلق من سيف؟
فغر فاهها بصدمه لتردد : هي... قصدي هما.
اومات لها ناهد ببرود : اه... بس تقدري تقولي كدة جوازة جت بسرعه وهتنتهي بسرعه
لمعت عيناها الحاقدة : بجد..
قالت ناهد بخبث : طبعا دول تقريبا متفقين علي كدة... بس انتي بتسالي لية؟ معتقدش نور تهمك في حاجة...
تعلثمت لتكمل ناهد : اكيد سيف هو اللي يهمك
قالت سهي : بصراحة.. اه.. بقالي فترة حاطة عيني عليه واعتقد انه بدأ يلين
ضحكت ناهد خلاعة : يبقي استمري ياحياتي ولا كان نور موجودة...
ضحكت سهي هي الاخري لتقول : شكلنا هنبقي أصحاب.
....قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك