ابتعلت لعابها بصعوبه لتخرج صوتها : اطلع برا...
زاد من احتضانها فيما طبعت شفتاه قبله رقيقة علي كتفها قائلا بخفوت : اهدي وخلينا نتكلم
ابعدت ذراعه التي تحيط خصرها قائلة بحدة :مش عاوزة اتكلم معاك في حاجة.... عاوزاك تبعد عني وعن حياتي
شعرت بانفاسة الغاضبه خلف ظهرها قبل ان يزفر بضيق قائلا : وآخره اللي بتعمليه ده اية يانور .؟ انا غلطت واتاسفت ليكي كتير عاوزني اعمل اية تاني
قالت بحدة : قلتلك عاوزاك تبعد عني و تخرج من حياتي
لم يستطع السيطرة علي اعصابة لتتعالي نبرته الغاضبه قائلا : انتي عارفة ومتأكدة كويس اوي ان ده مش هيحصل..... حياتك خلاص ارتبطت بحياتي وانا مستحيل اسيبك تبعدي بابني
اذن انه الطفل ليس اكثر هو مايدفعه لمحاولة ارجاعها.. التفتت له بحدة قائلة : وانا مش عاوزة ابقي في حياة واحد لمجرد اني اخت او ام...
نظر اليها سيف لتكمل بقوة : انت دخلتني حياتك في الاول عشان انا اخت حازم...وانا زي الغبيه وافقت وكملت معاك واتحملت جرح كرامتي كل مرة كنت بتقول انك مش حاسس باي حاجة ناحيتي..... ودلوقتي عاوز تخليني في حياتك عشان انا ام ابنك ..... بس للاسف بقي انا مش مستعدة اكمل حياتي معاك لمجرد اني حامل في ابنك...
رفعت عيناها نحوه ثم أضافت بقوة وثقة : انا عاوزة اكمل حياتي مع واحد بيحبني ويشاركني في حياته... مش مع واحد شايفني مجرد واحدة عاجباه
قطب جبينه يتطلع نحوها فيما اكملت بحدة :
واوعي تفتكر انك عشان قلتلي انك بتحبني هصدقك لان انت بنفسك قلت انك مش بتعترف بحاجة اسمها حب..
التفتت له وأكملت بتهكم : اية فجأه كدة غيرت مبادئك و حبيتني... افتكر انه صعب اوي اثق في كلامك بعد كل اللي عملته
ضايقه سخريتها فنظر اليها بغضب قائلا : علي فكرة انا مش مضطر استحمل اللي بتعمليه
قالت بتحدي : وانا مطلبتش منك تستحملني... الموضوع بسيط اوي ياسيف بيه انت وضحت من البداية انك مش حاسس بحاجة ناحيتي بس للاسف لقيتني حامل فهتضطر تكمل حياتك معايا حتي لو من غير مشاعر... انا بقي بعفيك من ده وبوضحلك اني مش هكمل حياتي كدة... انا عاوزة واحد يكون بيحبني انا مش مضطر لأي اعتبار تاني ...
قطب جبينه بغضب وغيرة واضحة : وده يبقي مين ؟
قالت بهدوء وثقة لاستفزازة : اكيد هقابل حد يحبني عشاني انا مش عشان اي..... ابتلعت كلماتها حينما امسك ذراعها بقوة مرددا :تقابلي حد..!!
رفعت عيناها نحوه فيما اكمل بصوت مخيف : انا هعمل نفسي مسمعتش حاجة من كل اللي قولتيه ده وهعتبر ان الحمل مضايقك وبتقولي اي كلام....
قالت بغضب وتحدي : انا مبقولش اي كلام...
: يعني اية ؟
: يعني مش هرجعلك بس عشان انا حامل
انها تستحثه وتدفعه للبوح بحبها ليخبرها بأنه يريدها هي وليس فقط هذا الطفل انها تريد أن يبادلها ولو جزء بسيط من حبها له..... ولكن تلك الغبيه الا تفهم انه يحبها ربما اكثر مما تحبه ولكنه سبق واخبرها بحبه وهي لم تصدقه وتخبره بأنها لاتثق به ولا بكلامه فلم يكرر قول شئ لن تصدقه علي اي حال...
كان علي وشك التحدث حينما اندفعت قائلة وهي تغامر بكل شئ :انا مقبلش علي كرامتي اعيش مع واحد مش بيحبني ومعتقدش انت كمان هتقبلها علي كرامتك اني افضل معاك غصب عني
اجتاح الغضب محياة من كلماتها
بينما فكرت كم هي بالفعل غبيه تعمدت جرحه بتلك الطريقة ليس لشئ سوي ان تعرف ان كان يحبها ام يريدها ان تعود اليه من اجل حملها
زم شفتيه وهو يتطلع اليها قائلا ببطء : عندك حق انا فعلا مش هقبلها علي كرامتي...
غص حلقها فيما اكمل بحزم: بس في نفس الوقت مش هقبل ان ابني يبعد عني عشان كدة هتفضلي هنا
اشاحت بوجهها وهي تكبح الدموع التي طفرت بعيونها فهاهو يخبرها للمرة الالف بأنها لاشئ بالنسبة له وأن مايبقيه عليها هو هذا الطفل
قالت بحدة شديدة :ابنك لسة مجاش عشان تقرر هيبقي فين.... ولغاية مايجي من حقي انا لوحدي اقرر احب اكون فين
قالت كلمتها واندفعت خارج الغرفة بالرغم من الدوار الذي داهمها بقوة جعلت جسدها يرتجف لاتدري اهو بسبب برودة الجو ام برودة قلبها الذي انجرح مرة اخري علي يده...
خرج خلفها والغضب يسيطر علي كل انش بجسدة فلم هي عنيدة لهذا الحد.... انه يحبها الاتشعر بذلك ايجب عليه أن يخبرها بها الالف المرات ويتوسلها حتي تصدقه...
أوقف السيارة لدي منزل والدها لتسرع تغادر السيارة
اوقفها بنبرة قوية لدي الباب : استني..!
توقفت دون النظر اليه خشية ان يري تلك الدموع التي تهدد بالنزول...
ليقول : انا نفذتلك طلبك وسبتك تبعدي... بس مش محتاج انبهك انك تاخدي بالك من ابني...
من أين يأتي بكل تلك القسوة والبرود... انه بلاقلب كم تكره نفسها لأنها أحبت شخص بارد قاسي مثله.... لقد ظنت ان كلامها له سيدفعه لاخبارها بأنه يحبها ويريدها هي وليس فقط الطفل ولكنه أخبرها بالحقيقة بكل قسوة وجبروت....
....
.....
كالاعصار دخل لمكتبه يريد تحطيم كل شئ امامه وزادت حدته حينما قال كمال : انت ازاي تسيبها تمشي تاني ياسيف
هدر بغضب : وكنت عاوزني اتحايل عليها
: وفيها اية يااخي لما تتنازل شوية عن كبرياؤك وتقولها انك فعلا بتحبها هي وعاوزه تفضل معاك مش عشان هي حامل بس..
نفث دخان سيكارته بغضب : لا... انا قلتلها قبل كدة هي مش مصدقة تبقي مشكلتها مش مشكلتي
: حقها بعد كل اللي عملته تعمل المستحيل عشان تتأكد انك بتحبها
اشاح بوجهه بعيدا قائلا بلهجة قاطعه :كمال اقفل كلام في الموضوع ده.
........
حاول حازم كثيرا معرفه ماحدث بينهم لتعود نور مجددا للمنزل ولكنها لم تخبره بشئ بل عكس الايام السابقة فقد كانت تتظاهر امام الجميع بأن كل شئ علي مايرام لم تهرب بالنوم ولم تظل حبيسة غرفتها بل حاولت أن تتابع حياتها بصورة طبيعيه ولم لا..؟! وهو متابع حياته بلا اي تأثر فلما تتاثر هي؟
بعد يومان كانت برفقة سارة تستعد لحفل خطبتها بالمساء وصممت ان ترافقها نور لتجهيز بعض الأمور ...
:عادي ياسارة
: لا مش عادي يانور.... يعني عاوزة تقنعيني انك مش زعلانه ان الموضوع وصل بينكم للدرجة دي
كذبت قائلة : لا طبعا... كنت هبقي فعلا زعلانه لو كنت وافقت ارجعله
هزت راسها بعدم رضي : انا لسة عند رأي وهو ان سيف بيحبك جدا...
قالت هازئة : بيحبني.. واضح!!
قاطع حديثهما صوت عدي المرح قائلا : مرات اخويا القمر ازيك
ابتسمت له قائلة : انا كويسة...
: معلش اتاخرت ياساسو بس كان عندي شغل مهم
قالت سارة بعتاب لطيف : شغل و خطوبتك بكرة
: اعمل اية سيف البحيري مبيرحمش في الشغل
ضحكت سارة فيما هزأت نور بداخلها : مش في الشغل بس!!.
:عموما خلاص انا ونور جهزنا كل حاجة
: طيب تمام تعالي يانور هوصلك
: لا مرسي ياعدي انا معايا عربيتي وعندي كام مشوار هعملهم.
... صباح اليوم التالي
كانت جالسة برفقة حازم في مكتبه يتحدثان صباحا حينما دخلت سكرتيرته ساندي بابتسامه مشرقة وهي تضع بعض الملفات امامه مهنئة : الف مبروك ياحازم بيه
: الله يبارك فيكي ياساندي
اعتدلت نور واقفة حينما شعرت بألم في ظهرها ٠من كثرة الجلوس لتقول: هتمشي شوية وارجعلك ياحازم
: اوك ياحبيبتي اكون خلصت شغل ونروح
سارت في رواق الشركة متجهه لمكتب والدها لتبتسم لها دنيا مديرة مكتبه : بابا فاضي يادنيا
ماان فتحت فمها لتجيب حتي تفاجأت بخروج سيف من مكتب والدها... تلاقت عيناها بعيناه لحظة قبل ان تتفاجأ به يبعد عيناه ويتابع طريقه للخارج دون قول شئ
......: نور.. ناداها والدها لتخرج من شرودها منتبهه اليه : اية ياحبيبتي مالك؟
هزت كتفها : لا ابدا مفيش...
...
...
ظلت باقي اليوم تتذكر عيناه التي ابعدها عن عيناها في الصباح... انه حتي لم يلقي عليها التحيه..
حل المساء الذي سيقام به حفل خطبه عدي وحازم بأحد الفنادق الكبري...
نظرت نور لانعكاس صورتها بالمرأه بثوبها الاسود الذي لائم منحنيات جسدها الفاتن.... تناولت الفرشاة لتصفيف شعرها حينما سمعت لتلك الطرقات علي الباب تلاها بعدها دخول ناهد التي نقلت نظرها عليها من راسها حتي قدميها قبل ان تلوي شفتيها قائلة : انتي لسة مجهزتيش... انا وفهمي جاهزين من بدري
قالت نور وهي تشيح بوجهها : اتفضلوا انتوا روحوا الاوتيل وانا هحصلكم
هزت ناهد راسها قائلة بتهكم : هو سيف بيه مش فاضي يعدي ياخد مراته....
تجاهلتها نور قائلة : اظن دي حاجة متخصكيش
: براحتك يانانو بس ابقي افتكري كويس اني حذرتك كتير وخصوصا ان جوزك رايح جاي مع سهي النجار
زفرت نور وعادت لتصفف شعرها متظاهرة بالبرود فهي لاتهتم مع من يقضي وقته....
...
.... نظر فهمي لساعته بضيق : اية يا ناهد كل دة بتنادي نور
: الله واعمل اية بس يافهمي... اهي الهانم بعد مااخرتنا كل دة قالت إنها هتبقي تروح مع جوزها
لاحت الابتسامه علي وجهه فهمي قائلا : يكون احسن
اغتاظت ناهد ولكنها خبيثة تعلم بأن هذا لن يحدث...!
وصل فهمي وناهد الاوتيل حيث سيقام الحفل ليلتقي بالبعض من أصدقائه ملتهي قليلا من الوقت قبل ان يلاحظ انه قد مرت ساعة ولم تحضر نور...
قال فهمي بقلق وهو يضع الهاتف علي اذنه :اية ياسيف اتاخرتوا كدة لية
قطب سيف جبينه بتساؤل ليكمل فهمي :انت وصلت لنور ولا لسة
فهم سريعا ليردد : اه يافهمي بيه نص ساعة ونكون عندكم
.... كان سيف قد وصل الاوتيل وترجل من سيارته بنفس لحظة اتصال فهمي ليعود اليها متجها لإحضار نور وهو مازال لايفهم هل هي تنتظره ام أخبرت والدها بذلك...!
.....
وقفت زهرة بجوار نور الجالسة علي الاريكة وتضع يدها أسفل ظهرها : اية يابنتي لسة تعبانه
هزت راسها : لا... بقيت احسن كتير
: اعملك حاجة تانية تشربيها
هزت راسها : لا انا بقيت احسن
اعتدلت واقفة تهندم من ملابسها قائلة : انا لازم امشي عشان اتاخرت اوي وزمان بابا وحازم قلقانين
قالت زهرة بقلق : يابنتي لو تعبانه بلاش تروحي واطلعي اوضتك ارتاحي
: لا طبعا يادادا انا كويسة
خرجت خلفها قائلة بقلق : وهتسوقي ازاي... ده فتحي السواق مع فهمي بيه
: متقلقيش..... صمتت حينما رأت سيارة سيف الفارهه تدلف من البوابة ليوقفها امام الدرج حيث كانت واقفة...
حاولت تجاهله حينما ترجل من سيارته ولكن زهرة كانت اسرع منها لتقول :كويس اهو البيه جه عشان ابقي مطمنه عليكي
نظر نحوها بقلق ولكنها تجاهلت نظرته فهو بالصباح لم يحدثها بكلمة
أشار لها تجاه السيارة فحاولت ان تعترض :انا رايحة بعربيتي
: اتفضلي يانور عشان منتاخرش
لم تعترض مجددا فهي تشعر بأنها ليست بخير فظهرها يؤلهما منذ الصباح..... ظلت طوال الطريق دون قول شئ وهو لم يحاول التحدث اليها مما زاد ظنونها فهو بالفعل لم يعد يهتم...
نزل من السيارة ليتجهه نحوها ياخذ يدها ليضعها بذراعه دون الانتباه لاعتراضها ليسير بها للداخل متعمدا كما انتوي ليعلن زواجهما للجميع.... صدق حدسها حينما شعرت بنظرات الجميع إليهم ليبتسم سيف وهو يتقبل التهاني ويجيب بثقة بأنهم تزوجوا سريعا لظروف ابيها الصحية والذي بدا بأنه مشترك مع سيف بهذا الأمر ولذلك كان سيف بمكتبه هذا الصباح...!
تسلطت الانظار عليهم لفترة ظل فيها سيف قريبا منها يحيط كتفها او خصرها بذراعه وأحيانا اخري يمسك بيدها ولكنه لم يسمح لها بالابتعاد.... كم أحبت قربه منها الذي افتقدته وتمنت لو تظل بجواره
.. اقتربت ناهد تتهادي بثوبها الأزرق القصير قائلة بسعادة مزيفة : مبروك يانانو....
مالت نحوها بخبث تهمس : برافو عليكي.... اهو أعلن الجواز غصب عنه عشان خاطر ابنه
نظرت لها نور باشمئزاز وقد عبست ملامحها لتبتعد قليلا مستغله فرصة انشغال سيف بالحديث مع احد رجال الأعمال المدعوين ...
المها ظهرها من الوقوف لتلك الفترة الطويلة... فسارت ببطء تحاول الإبتعاد دون أن تلفت نظر احد اليها.....!
نظرت اليها داليا بقلق حينما طلبت منها ان تتحدث معها : نور مالك ياحبيتي
قالت بألم : انا تعبانه جدا.. بدأت بشرح مايحدث لها لداليا التي قالت : طيب بصي انا هجيبلك دوا هيريحك حالا بس ضروري بكرة تعدي عليا في المستشفي.... حاولي ترتاحي لغاية ماارجعلك..
جلست لطاوله بعيدة بأحد الاركان بانتظار داليا التي عادت بعد لحظات تحمل لها احد الأقراص.... بعد قليل ربتت علي يدها قائلة :خلال ربع ساعة هتحسي بتحسن..
اومات لها بامتنان: شكرا يادالبا تعبتك
: لا طبعا اوعي تقولي كدة..
: طيب روحي انتي عشان اكيد كمال بيدور عليكي
اومات لها قائلة : هروح اقوله اني معاكي وهرجعلك تاني.
...
بعد قليل تلفت سيف حوله فلم يجدها ليبحث عنها بعيناه وسط الجميع
: مبروك ياسيف بيه
التفت تجاه سهي النجار ليقول : متشكر ياسهي هانم.
وقفت تحاول جذب انتباهه ولكن ذهنه كله كان مشغول بالبحث عنها ....!
سار بضع خطوات ليلمحها جالسة الي تلك الطاوله البعيدة ولكنها لم تكن بمفردها.... اقترب بضع خطوات ليري ذلك الشخص الجالس الي طاولتها لتشتعل عيناه بغضب جحيمي وهو يري جاسر..!!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك