سيف منتقم الفصل العشرون

2


 الفصل السابق
بلهفة وقلق سافر اسرع سيف نحو نور التي فقدت وعيها بين ذراعيه... نور.. نور

ربت بخفه علي خدها ولكنها لم تستجيب... ضمها الي صدره واخرج هاتفه بسرعه :... ايوة ياعدي... نور اغم عليها هات دكتور علي البيت بسرعه علي مااوصل

انحني سيف نحوها ليحملها وقبل ان يخطو بها الدرج لغرفتها كان قد اتخذ قراره ليستدير بها ويضعها بسيارته متجها لمنزله...! 

.... 

كان عدي يقف خارج الغرفة بانتظار خروج الطبيب الذي دلف للغرفة برفقة سيف وملامحه لاتبشر بالخير... 

مر وقت طويل خرج بعدها الطبيب الذي سأله سيف بقلق واضح : طمني يادكتور 

هز الطبيب راسه قائلا : الجنين بخير الحمد لله ولكن حالة المدام هي اللي مش كويسة ضغط الدم عندها عالي ومش مهتمه بالأكل ولا بالأدوية وطبعا ده مأثر بالسلب عليها لان دي مش اول مرة تفقد وعيها 

اومأ له سيف ليكمل : انا اديتها جرعه مكثفة من الأدوية هتاخدها بانتظام 

وطبعا لازم تبعد عن أي انفعال... تأكل كويس جدا... وياريت راحة تامة الشهر ده... فاهمني طبعا ياسيف بيه 

هز سيف راسه : تمام يادكتور 

:لو في اي جديد اتصل بيا فورا.... وانا همر عليها بكرة عشان اطمن 

: متشكر يادكتور 

قال عدي : خليك ياسيف هوصل انا الدكتور 

اصطحب عدي الطبيب ليعود سيف مجددا لنور التي كانت ماتزال نائمة من أثر الأدوية.. 

ظل جالس بجوارها يتأمل تعابير وجهها  النائمة القلقه.... كان يبدو أنها تتألم خلال نومها ربما من أثر تلك الحقنه المغروسة بذراعها بالسيرم المغذي...! 

او ربما بسبب خوفها من رد فعله علي حديث تلك المرأه...! 

اقترب منها بهدوء ليطبع قبله حانيه علي جبينها ليزداد جبينها تقطيبا وتتنمل بنومها بعبوس حينما لفحت أنفاسه الساخنه وجهها .... اهي لاتتحمل اقترابه..؟! عصفت الظنون براسه بتلك اللحظة ليزفر بحنق من نفسه التي تدفعه لتصديق كلام تلك المرأه ... لا لن يعيد الخطأ مرة اخري ويحكم عليها دون الاستماع اليها... تلك الحقيرة مؤكد تكذب فنور لا يمكن أن تفكر ان تفعل هذا حتي وان كانت تعذبت منه فهي تحبه وبالتاكيد إرادت هذا الطفل ولم تحاول اجهاضة سابقا بالرغم مما فعله بها فلماذا ستفعلها الان؟ 

...! ولكنها كانت تتحدث مع جاسر.! كانت تخبره منذ ايام انها تريد أن تعيش قصة حب وأنها لا تريده... عادت الظنون لتتهادي لراسه مرة أخرى ولكنه ردعها بسرعه وزفر ببطء يحاول السيطرة علي انفعالة الواضح    ... عاد لينظر اليها مرة اخري يتأمل ملامحها الجميلة الفاتنه يتمني لو لم يحدث شئ مما حدث بينهم يتمني لو لم يكن اخطيء بحقها كل تلك الأخطاء وعاقبها بذنوب لم تفعلها....ربما لديها حق ان رغبت بقطع كل الخيوط بينهما ولايحق له الاعتراض.... لقد جرحها كثيرا ويستحق ان يتعذب بتلك الظنون التي تقتله....وضع يده علي بطنها برقة وغمغم : انت الخيط اللي رابطها بيا... ياتري هي عاوزاك زيي ولا لا.

.... 

كان جاسر جالس لاحد البارات يشرب الخمر حينما هاتفه احد رجاله يخبره بمغادرة سيف ورجاله فيلا فهمي ليضحك عاليا فمؤكد ان ناهد نالت عقابها وتخلص منها واخذ منها تلك الملايين وافلت بفعلته بعدي واتقي شر سيف البحيري وقدم له ناهد كبش فداء ..! 

..... 

ظل سيف جالس علي احد المقاعد بجوار فراشها لساعات طويلة قبل ان تحاول 

بصعوبة 

فتح جفونها الثقيلة وهي تشعر بألم شديد في كل جسدها.... رفعت يدها لتضعها علي راسها التي تؤلمها بقوة لتصرخ بخفوت من ألم يدها المغروس بها تلك الحقنه... 

انتفض سيف من مقعده ليسرع نحوها وينحني نحوها ليحيطها بذراعه يساعدها علي الجلوس...رفعت عيناها نحوه ثم مررت عيناها حولها لتجد نفسها بمنزله وذلك السيرم معلق بيدها ..... 

سألته بوهن  : اية اللي حصل... ؟

نظر اليها بضع لحظات يستطلع تعبيرات وجهها قبل ان يقول بهدوء : كنتي تعبانه واغم عليكي 

عادت لتتذكر ماحدث لتضع يدها بصورة تلقائية علي بطنها تفكر بأن ناهد كانت تريد قتل طفلها واتهمتها هي..... 

خفض سيف عيناه نحو يدها و

تفرست عيناه ملامح وجهها وكانه يبحث عن اجابه لسؤالة الذي اندفع يسأله بلاتفكير : هو كويس وبخير... بس مش عارف دي حاجة هتفرحك ولا لا 

اجتاح الالم والخزلان ملامحها ونظرت له بعيون مشتعله بالغضب لتصيح به  : وانت هيفرق معاك في أية.؟!... انت مش حكمت... وصدقت

تعالت نبرتها الغاضبه وهي تحاول نزع تلك الحقنه من يدها فيمسك  سيف يدها يحاول إيقافها : ابعد عني 

: انتي اتجننتي... مينفعش اللي بتعمليه انتي تعبانه 

ترقرقت الدموع بعيونها بألم شديد تشعر به بجسدها وروحها التي يجرحها بكل مرة جرح أشد من سابقه.. 

: ملكش دعوة بيا... 

المته دموعها وملامح وجهها الحزينه ليقول بأسي وهو يعيدها لمكانها بهدوء : اسف مكنش قصدي.. 

حاولت دفعه بعيدا ودموعها أفلتت منها تنهمر علي وجنتها ليكرر بأسف : اسف يانور... غصب عني قلت كدة بس ده مش معناه اني مصدقها 

قالت بانفعال من بين دموعها: لو مكنتش مصدقها مكنتش قلت الكلام ده

نظر لعيناها بندم : مكنش قصدي اقول كدة

مسحت دموعها بظهر يدها قائلة : حتي لو مقلتش انك مصدقها    . انت اتصرفت علي الأساس ده والا مكنتش جبتني هنا  

قال مبررا : جبتك هنا عشان خايف عليكي 

قالت بأسي مرير :خايف علي ابنك... جبتني عشان ابقي تحت عينيك 

انشطر قلبه لنبرتها المنكسرة ليقول: نور... انا اسف... والله اسف علي كل اللي حصل 

مرر يده علي خصلات شعرها بحنان  وجذبها لصدره لتستلم لذلك الحنان الذي تشعر بحاجتها الشديدة له بتلك اللحظة لتترك لدموعها العنان...... قال برفق وهو يمرر يده بحنان علي ظهرها : ششش....اهدي....انا اسف.. 

... بعد عدة دقائق بدأت شهقاتها بالانخفاض لتستكين بين ذراعيه التي تحيط بها بحب مهما انكر وجوده فهي تشعر به.... 

نعم تشعر بحبه لها بكل تصرفاته... ولكنه يابي الاعتراف... 

.... 

... 

بعد قليل طرق عدي الباب ودخل بابتسامه اللطيفة للاطمئنان علي نور 

ليقول بمزاح وهو يري سيف يحيطها بذراعيه :ماتبعد يابني عنها شوية مش عاوزين الواد يطلع شبهك

ابتسمت نور لتعبير وجهه سيف ليكمل عدي وهو يجلس بالمقعد المجاور لفراشها:اه والنبي يانور ركزي شوية... مش عاوزين نسخة منه العالم ميتحملش غير سيف بحيري واحد 

أفلتت ضحكتها ليبتسم لها سيف فهاهي تضحك مجددا... مرر يده برفق علي وجنتيها قائلا : انا عاوز نسخة منك انتي 

احمر وجهها خجلا لمغازلته لها لتخفض عيناها سريعا فيما غمز عدي قائلا : ياسلام علي الرومانسية 

التفت له سيف قائلا بمغزي: طيب  اية.. مش عندك شغل..؟ 

قال عدي وهو يضع ساق فوق الاخري : لا اجازة 

لوي سيف شفتيه : اجازة بمناسبة اية؟ 

قال وهو ينظر لنور : بمناسبة وجود القمر دي عندنا 

قذفه سيف بالوساده : ماتتلم..... وبعدين هي موجودة علي طول هتسيب شغلك وتقعد جنبها 

قال عدي بضحكة صاخبه : ماانت سايب شغلك وقاعد جنبها 

أفلتت ضحكة نور علي خفة دم عدي الذي يصيب سيف بالجنون لتشعر بأنه بالفعل ابنه الصغير وليس أخاه... 


... 


ابتسمت داليا لوفاء والده كمال تلك المرأة الخمسينيه والتي ماتزال تحتفظ بجمالها الهاديء قائلة : مرسي ياطنط 

ابتسمت لها وفاء بحب : ده هيبقي بيتك  ياحبيتي... حقك تعملي فيه اللي يعجبك 

هزت راسها بلطف : البيت ذوقه حلو ياطنط ومش محتاجة اعمل حاجة فيه.... 

: عموما ياحبيبتي ده بيتك طبعا وانا ناوية بعد ماهايدي تتجوز اعيش في شقة صغيرة علي قدي 

قاطعتها داليا بنفي : لا طبعا ياطنط حضرتك مش هتسيبي البيت ابدا... ده بيت حضرتك وحلو عشان وجودك فيه.. 

ابتسمت لها وفاء وغمرتها بحضنها بحب. 

أخذها كمال لانهاء بعض الأشياء المتعلقه بحفل زفافهم بعد عدة ايام ليقول كمال وهو يضع يده فوق يدها : انتي طيبة اوي ياداليا... انتي مش متخيلة سعادتي بمعاملتلك اللطيفة مع ماما 

:طنط طيبة اوي وفعلا بعتبرها زي ماما.. 

تابعوا طريقهم لتقول : عاوزة اطمن علي نور كانت تعبانه جدا ووصيتها تعدي عليا في المستشفي ومجتش

:هتصل بسيف افهم في أية عشان هو كمان مجاش، الشركة... 

.... 

... اخبره سيف بتعب نور واحضاره لها لمنزله لتصر داليا علي الذهاب للاطمئنان عليها.. 

... 

غادر عدي الغرفة بعد الكثير من المناوشات مع سيف والتي حسنت كثيرا من مزاج نور التي ظلت الابتسامه علي وجهها  ليبتسم لها سيف ويقترب منها وقد تعلقت عيناه بملامح وجهها الفاتن ليقول : انا مش عاوز اشوفك زعلانه تاني 

ظلت صامته ليقترب منها اكثر ويمرر يداه برفق علي وجهها قائلا بهمس : الوش الجميل ده مينفعش يزعل ابدا 

قال كلمته وانحني ليشبع من رحيق شفتيها التي افتقدها بشدة وأرق نومه بسببها 

... استسلمت شفتيها لشفتاه التي تنهل برقة ونعومه من عسل شفتيها لاتجد بنفسها القوة لابعاده ولا الاستماع لصوت عقلها الذي يذكرها بجراحة التي مازالت محفورة بداخلها.... 

بانزعاج ابتعد عن شفتيها وهو يلتفت تجاه تلك الطرقات المتتاليه علي الباب : ايوة 

: كمال بيه وخطيبته عاوزين يطمنو  علي الهانم 

زفر بضيق وقد عادت عيناه لوجهها الذي انتشرت به الحمره لتتركز عيناه نحو شفتيها المتورمة من أثر قبلته... 

وضعت يدها علي صدره تحاول ايقافة حينما حاول الاقتراب منها مجددا.. : خلي داليا تطلع

ليزفر بضيق متجها نحو الباب.. خليهم يتفضلوا 

ظلت داليا برفقتها لينزل سيف لكمال يجلسا سويا بالمكتب... قطب كمال جبينه : يعني مرات ابوها هي السبب في كل ده.. 

داعب سيف القلم بين اصابعه : هي اكيد ليها يد... بس مش لوحدها

:قصدك اية؟ حد تاني 

اومأ له... اه بس انا هعمل نفسي مصدق انها هي وبس... 

.... 

.... 

قامت نور ببطء متجهه لتأخذ دوش دافيء تستعيد به نشاطها بعد مغادرة داليا لتقف أسفل المياة قليلا وهي شاردة بماحدث منذ الصباح من بداية اتهام ناهد لها والتي لاتعرف مصيرها فسيف مؤكد لن يمررها لها... كيف عرف سيف اصلا بخطتها... دارت براسها العديد من الأسئلة ولكنها لم تتطرق للتفكير باي شئ يخص علاقتها بسيف.... انها متعبه.. متعبه ومنهكه جسديا وفكريا ولاتحتمل التفكير بشئ ولااتخاذ اي قرار... اومأت لنفسها.. حسنا لترتاح وبعدها تفكر... 

.. خرجت وهي تحيط جسدها بالمنشفه الزهرية الكبيرة لتتوجهه ناحية الخزانة الضخمة لإخراج ملابس لها... ارتدت بيجامتها الحريرية ووقفت لتمشط شعرها امام المرأه حينما دخل سيف للغرفة... تلاقت عيناها بعيناه التي لمعت بالاشتياق لوجودها  بحياته مرة اخري وكأن الألوان عادت لكل شيء بعودتها... ابتسم لها بعذوبة وهو يقف خلفها ليتناول منها تلك الفرشاه : تعالي ارتاحي وانا هسرحلك

انقادت خلفه ليجلسها للفراش ويبدأ بتمرير الفرشاة بخصلات شعرها التي يعشقها تراقصت دقات قلبه غير مصدق انها بهذا القرب منه مرة ثانية... يوعد نفسه بأنه لن يدعها تبتعد مرة اخري 

طرقت عاليه الباب ووضعت صينيه الطعام علي الطاولة وانصرفت بتهذيب لتجد سيف يحضر الطعام ويضعه بجوارها ويبدأ باطعامها 

اعترضت بخفوت : انا هعرف

هز راسه وقرب الشوكة من فمها : الدكتور قال ترتاحي.. 

تقبلت دلاله واطعامه لها وبعد ذلك اعطاها ذلك الدواء الذي عبس وجهها لطعمه المر ليقول وهو يداعب وجنتيها :طعمه وحش

اومات له ليضع يده خلف راسها ويجذبها اليه ليطبق بشفتيه علي شفتيها يقبلها بشغف ينسيها  طعم الدواء المر...! 

اسبوع مر وسيف بجوارها يهتم بها كطفلة صغيرة.. وقد احسن الاهتمام بها فهو لايدعها تغادر الفراش لأي سبب.. يطعمها ويعطيها دواءها ولايضايقها بأي شئ ولو كلمه... حتي انهم لم يتطرقوا لأي حديث عن شئ بينهم انه مازال لم يقترب منها ويروي اشتياق وشغفه.. يخشي عليها الا تتحمل جنون عاطفته تجاهها وهي ليست بحال تسمح لها أن تتعب او تتاذي... لايريد ان يرهقها ولو بالتفكير لذا كان بجوارها ضمن الحد الذي سمحت له به أن يبقي ضمنه... فقد كان  يجبر نفسه علي الاكتفاء باخذها بين ذراعيه حينما تغفي ويبتعد قبل استيقاظها... احيانا ترضي عنه وتستسلم لقبلته وأحيانا تصده وهو لا يعترض فحقها ان تفعل ماتراه به لتعاقبه طالما هي بجواره...! 

.. 

اما نور فقد كانت جروحها تهديء يوما بعد يوم وهو يعاملها بهذا الحنان تنزلق مرة اخري لهاوية حبه بقوة... تشعر به وهو يضمها اليه وتسعد لرؤيته لايضغط عليها ويتقبل منها اي شئ... انها تحبه وتعشقه وطالما فعلت ولكنها تخشي ان يكون حبه الذي تراه بعيناه مجرد رغبته بها وربما ذلك الطفل الذي يتمناه...!

... 

اقترب ذلك الشاب المترنح من عدي الذي كان يركب سيارته... التفت له بمفاجاه:حسام

ابتسم ذلك الشاب الغير متزن والواضح عليه علامات الإدمان قائلا :عدي.. عاش من شافك ياراجل فينك 

ابتلع عدي لعابه بتوتر فقد كان ذلك الشاب من احد الشباب الذي كان يتعاطي معهم المخدرات سابقا.. 

قال حسام بخبث وهو يخرج من جيبه احد اللفافات البلاستيكية :معايا تذكرة.... إنما اية هتعليك للسما......!!! 

قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد

الفصل التالي

إرسال تعليق

2 تعليقات
كن حذرا لتعليقكك علي موضوعنا 'لان هناك مشرفين قائمين علي التعليقات....

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك

إرسال تعليق

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم روايات رونا فؤاد ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !