الفصل السابق
لا طبعا مين قال اني هوافق تاخد اجازة شهر وتسيب الشغل
هز كمال راسه : ايوة شهر ياسيف...عشان اسمه شهر عسل.. ويولع الشغل انا عاوز اتبسط
قال سيف : اتبسط أسبوع ياكمال ..
هتف كمال باستنكار : اسبوع اية انت كمان
هز راسه : اه اسبوع كفاية وتعالي أركن جنبي
قال كمال ليستفزه : لا ياحبيبي ده انت اللي نفسك اتقطع بدري إنما أنا ناوي اخد شهر عسل كامل
اسند سيف راسه للخلف باريحيه قائلا : هتزهق ياكمال
اشعل كمال سيكارته : لا ياحبيبي مبزهقش... وبعدين متغاظ مني خد الغلبانه اللي معذبها معاك واعمل شهر عسل صالحها بيه.. بدل ماانت نايم جنبها زي اختها كدة
قذفه سيف بأحد الملفات بغيظ : كمال..!
تفادي كمال الملف ليقول من وسط ضحكاته :ايوة اتشطر عليا... ده بدل ماتتشطر علي دماغك الناشفه اللي تعباك دي... بقي خلاص الجلاله وخداك اوي ومش عاوز تتنازل حبتين وتقولها انك بتحبها وبتموت فيها وشوية كلام حلو تخليها ترضي عنك
رفع حاجبه قائلا : ومين قالك انها مش راضيه
ضحك كمال قائلا وهو يشير لساعته : وهي لو كانت راضيه كان زمانك قاعد معايا لغاية دلوقتي... كان زمانك لازق عندها
ضحك سيف بصخب قائلا : ذكي اوي انت يعني
: انت اللي غبي حبتين... هتخسر اية لما تسايسها
أشعل سيكارة قائلا بضيق : بحاول ياكمال بس هي مش مدياني فرصة... كل حاجة بعملها بتفسرها اني بعملها عشان حملها
سأله كمال بمكر: وانت بتعمل كل ده فعلا عشانها ولا عشان الولد
نفث دخان سيكارته قائلا : عشانهم هما الاتنين
هز راسه : لا ياسيف حدد... يعني مين اهم عندك هي ولا الحمل
هتف بضيق وهو يشيح بوجهه :اكيد هي طبعا...
قال كمال ببساطة : طيب ماتقولها الكلام ده
قال بعصبيه : انت هتعمل زيها... اقول اية...
هو لازم اقول اني بحبها ولا تصرفاتي اللي تقول
:اكيد الفعل اهم.. بس حقها برضه تتأكد
: لو هي بتحبني فعلا هتعرف وتحس اني بحبها من غير مااقول حاجة... لو بتحبني هتفهم اني مش لازم اتكلم... عشان كدة انا سايبها براحتها الفترة دي ومش عاوز اضغط عليها في اي حاجة لغاية ماحالتها تتحسن يمكن لما تهدي تعرف تفكر بعقل
هز كمال كتفه قائلا : والله انا شايفها عاقله جدا... يعني متوقع منها تعمل اية لما سيادتك بمنتهى الصراحة قلتلها انك مش حاسس بحاجة ناحيتها ومع ذلك حاولت تخليك تحبها رحت سيادتك كملت المصيبه باللي عملته في اخوها.... كل اهتمامك بيها وطلبك انها تسامحك للأسف جه بعد حملها فغصب عنها لازم تفكر كدة
زم سيف شفتيه بضيق فهذا هو الواقع مهما حاول انكاره..
صمت كمال لحظة ثم تابع . :عارف ياسيف ده معناه اية...
نظر لكمال الذي قال بثقة : معناه انها بتحبك
رفع سيف حاجبة باستنكار فهل مازالت تحبه بعد كل ماحدث ليهز كمال رأسة قائلا : طبعا وهي اية اللي هيصبرها عليك غير كدة
ابتسم سيف لكمال : تفتكر
: اكيد طبعا ولاانت مش واخد بالك هي بس خايفة تجرحها تاني والا كانت طلبت الطلاق .... تنهد سيف مطولا قائلا : ياريت يكون كلامك صح
: عموما انت حاول علي قد ماتقدر وكل حاجة هتتصلح
...
جلست ناهد علي ذلك الفراش المهتريء وسط تلك الغرفة التي يحتجزها رجال سيف بها وعقلها لايتوقف عن العمل... كيف علم سيف بمخططها لاجهاض نور.... جاسر..!
نطق عقلها ولكن هناك حلقة مفقودة فجاسر ليس بهذا الغباء ليوقعها فيقع معها...
ربما احد الخادمات سمعتها... او نور.. لا ليست نور فهي كانت مصدومه
ضج عقلها بالأفكار... لقد مر اسبوع و هي ملقاه هنا ولاتعرف ماينتويه لها سيف... لقد قارب موعد عودة فهمي... هل سيخبره سيف وهل سيصدقه... احتمال كبير لانه تغير معها كثيرا وبالتاكيد سيصدق انها تفعلها فهو يعرف بكراهيتها لنور...
يجب أن تفكر بحل لخروجها من هنا...!!
....
....
تنملت نور بمنتصف الليل علي احدي الأحلام السيئة التي راودتها لتجد نفسها نائمة علي صدر سيف القوي الذي يحيطها بذراعه...مرت عدة دقائق حاولت العودة للنوم مجددا ولكنها لم تستطيع... ابعدت يداه من فوقها برفق وقامت بهدوء للشرفة تستنشق الهواء قليلا... داعبت نسمات الهواء خصلات شعرها وتهادت رائحة الورود لانفها ليمر عليها بعض الوقت وهي جالسة بالشرفة حتي شعرت ببرودة الجو تتسرب اليها... استدارت لتدخل ولكنها لمحت ذلك الخيال للجالس واضعا راسه بين يده.... قطبت جبينها وهي تتطلع نحو عدي الجالس بالأسفل ولايبدو بخير..
عادت للغرفة مجددا لتجد سيف مايزال نائما فتناولت روبها الثقيل لتضعه فوق ملابسها وتخرج من الغرفة مغلقة الباب خلفها بهدوء..
.. وقفت قليلا بالقرب منه لتجده شاردا وعلي وجهه علامات الحزن...
سارت بضعه خطوات تجاهه وهي تنادية ; عدي
التفت لها بدهشة : نور... مالك انتي تعبانه؟
هزت راسها واقتربت منه لتقول : انا كويسة... انت اية اللي مقعدك هنا دلوقتي
هز كتفه متظاهرا انه بخير : عادي بس مش جايلي نوم
شعرت بوجود خطب ما فقالت:تسمحلي اقعد معاك
اومأ لها : اتفضلي
جلست في المقعد المقابل له ليظل صامت شارد عكس طبيعته....احترمت صمته ولكن نظرتها القلقة تجاهه جعلته ينظر نحوها لتقول له بحنان : مش عاوز تقولي اية اللي مضايقك كدة..؟
صمت لحظات ثم نكس راسه قائلا بخفوت:انا خايف... خايف اوي يانور
قطبت جبينها بقلق ونظرت له تشجعه ليكمل : خايف من اية بس
اندفع بضعف والم : خايف اضيع كل اللي سيف عمله عشاني واضعف وارجع تاني للمخدرات..
شعرت بغصة في حلقها لنبرته الحزينه المكسورة لتقول بتشجيع : لية بتقول كدة..؟
اغمض عيناه بقوة ليسترسل بالحديث :انا كنت فاكر اني نسيت كل حاجة عدت... وأنها كانت مجرد محنه في حياتي وعدت... لغاية ماشفت حسام النهاردة...
ده واحد من اللي كنت بضرب معاهم.... فرك وجهه بتوتر واكمل : عارفة يانور... حسام ده كان دايما بيغلبني في ماتشات التنس لما كنا بنلعب سوا ... النهاردة حتي مكنش قادر يقف علي رجليه
كان مبهدل وأيده بترتعش... مصدقتش انه هو... دمعت عيناه واكمل : انا كنت زيه كدة من كام شهر... انا كنت كدة ومكنتش شايف نفسي... عارفة يانور كل مرة كنت باخد فيها الزفت ده كنت بقول انها اخر مرة.... لغاية مافي مرة اتخانقت مع حسام وقلتله فعلا ان دي اخر مرة ضحك وقالي بكرة تيجي زي الكلب تترجاني لجرعه تانية
اختنق صوته واكمل : حاولت....صدقيني حاولت كتير اوي... قفلت الأوضة علي نفسي وقررت مخرجش ابدا.. بس مقدرتش الوجع كان فظيع... اكتر من اني احتمله كنت حاسس اني بموت وضعفت ورحت فعلا زي الكلب عشان اخد الجرعه....!
سيف اللي تعب عشاني طول عمره كانت جزاته مني انه يجيبني كل ليلة من وسط المدمنين ويطلعني من الأقسام ويلم ورايا عشان مستقبلي ميضعش...انا لسة فاكر اول مرة عرف فيها اني مدمن لسة فاكر بصه عينه ليا كآن العالم كله اتهد في اللحظة دي... نظرة مش هقدر انساها نظرة حسرة ووجع علي سنين عمره اللي ضيعها عشاني....اتحديته... اتحديته كتير اوي ورفضت العلاج وزودت الجرعات كل مرة كان بيدخلني المصلحة كنت بهرب عشان اتحداه وافهمه انه مش هيقدر يسيطر عليا ...فرت دمعه من عيناه الرمادية الجميلة فيما اكمل : كنت فاكر انه خايف علي اسمه وسمعته.. كنت شايف شدته معايا قسوة مش خوف زيادة ... مكنتش شايف غير انه بيتحكم فيا وفي تصرفاتي .. كنت شايفه مش بيهتم بحاجة غير شغله وشركاته بالرغم انه عمل كل ده عشاني... عشان يحققلي كل حاجة نفسي فيها زي ما وعدني زمان... اتحدي الصعب والظروف اشتغل ليل نهار نسي نفسه عشاني ... بس وقتها العند خلاني اكرهه ومشفش كل ده وادمر نفسي عشان ادمره.. ... لغاية مالقيت نفسي مرمي بين الحياة والموت....اليوم ده هربت من رجالته عشان اوريه اني مش مجرد عيل هيحبسه.... جريت علي حسن واخدت البودرة منه وقعدت علي الارض زي الكلب اشمها..... لسة حاسس بالبرد اللي كنت حاسس بيه يومها وانا مرمي هناك لوحدي ... كان برد في كل جسمي...شفت بصه حازم المرعوبة ليا...روحي كانت بتتسحب مني وانا شايف ذكريات حياتي في اللحظة دي... شفت حب سيف ليا وخوفه عليا اللي كان في كل تصرفاته بالرغم من انه عمره ماقاله ليا...
كان نفسي يومها بس اني اقوله يسامحني... اني اسف علي العذاب اللي خليته يحس بيه بسبببي... كان نفسي اقوله يسامحني اني هديته وهو قضي عمرة بيبني فيا ... لما كنت في الغيبوبة اول صوت سمعته كان هو...!! كان سيف اللي كان بيشتغل من الصبح لغاية بليل عشاني.... اللي كان بيوديني المدرسة كل يوم ويحرم نفسه من اي حاجة عشان يجيب حاجه نفسي انا فيها.... سيف اللي لما كنت بتعب كان بيسهر جنبي ولغاية دلوقتي جنبي وعمره ماسابني .... كان بيقولي افوق من الغيبوبة عشان ميقدرش يعيش حياته من غيري وميعرفش ان انا اللي معرفش اعيش ثانية من غيره.. سيف اداني حياته وعلمني يعني اية اعيش وانا كانت هي دي مكافأتي ليه
اختنق صوته بالدموع واقترب من نور التي كانت دموعها تنهمر علي وجنتيها قائلا :وبسببي حياتكم ادمرت... بسببي انتقم من اقرب واحدة ليه... بدل مايكون جنبك وفرحان بابنه اللي جاي. خليته ضايع وحزين
حاولت التحدث ولكن صوتها اختنق بالدموع ليقول برجاء :سامحيه يانور.... سيف يستاهل كل حاجة حلوة في الدنيا وبالنسباله انتي الدنيا باللي فيها ....طول عمره بيدي من غير ماياخد حاجة فيستحق ان الدنيا تعوضه بيكي...
:انت احسن تعويض له ياعدي ... هو وقف جنبك زمان انت أقف جنبه دلوقتي... انت شجاع ياعدي وعمرك ماهترجع للادمان تاني
خليك جنبه دايما وهو مش هسيبك تدمر حياتك تاني....طول مانت خايف عمرك ماهترجع تاني... وكلنا جنبك انا وسيف وسارة..
ابتسم لها بعذوبة قائلا : انتي غيرتي حياتنا كلنا يانور.... حتي سارة عرفتها بسببك
انا اسف علي كل اللي حصلك بسببي
ربتت علي يده باخوه وابتسمت له : انت معملتش حاجة بقصد
..
.....
عادت نور لغرفتها وقلبها يتمزق من أجل عدي وشعرت باشتياق كبير لحازم بتلك اللحظة وتساءلت هل يشعر بمثل ندم وخوف عدي... تمنت ان لايكون وحيدا وهو بمثل تلك الحالة.... ولكن أكثر احساس سيطر عليها هو ذلك الحب تجاه سيف...
تمددت بجواره علي الفراش لتتأمله قليلا قبل ان تندس بين احضانه وتحتضنته بقوة تتذكر كلمات عدي عن تعبه طوال حياته من أجل أخيه الصغير
وكانها تريد أن تمحي كل العذاب الذي شعر به سابقا بحياته ...
لاتنكر بأن حديث عدي معها زاد من مشاعرها تجاه سيف واصبحت ترى جانب اخر من شخصيته.... و أصبحت تراه متجردا من ذلك الكبرياء العالي الذي يتظاهر به امامها...انه لايجيد الحديث وإنما يجيد الأفعال فهو ربما لايتحدث عن الحب ولكنه يفعله... بعد لحظات شعرت بسيف يزيد من احتضانه لها حينما شعر بقربها منه... لم تبعده وإنما تركته يحتضنها اكثر لتنعم بهذا الدفيء المنبعث منه ليزحف النوم لجفنيها وهي بين احضانه ...
.....
في الصباح التالي حضرت عاليا لغرفتها بالافطار لتسالها : هو سيف خرج؟
:لا سيف بيه في اوضة الرياضة
:وعدي
:لسة نايم...
اومأت لها قائلة : طيب ممكن تاخدي الفطار ده وتجهزي فطار لينا كلنا في الجنينه
اومات عاليه لها لتنزل نور تجاه غرفته المفضله التي يظل بها لساعات...
توقفت نور علي أعتاب تلك الغرفة الشاسعه والمزودة بأحدث الآلات الرياضية لتري سيف وهو موليها ظهره ويسدد اللكمات لكيس الرمل الخاص بالبوكس بقوة ... كان صوت تنفسه العنيف يعلو ويتسارع مع كل لكمه قوية يسددها.. وقفت تتأمله لبضع لحظات وقد بدا وسيما بجسده الرياضي وخصلات شعره الثائرة.... انتبه سيف لوجودها فالتفت نحوها بقامته المديدة ليعقد حاجبيه بدهشة متوجها نحوها :نور...!!
.. تعالي.. واقفة كدة لية
سارت بضع خطوات تجاهه ليسالها وهو يخلع قفازاته الضخمه ويليقيها ويتناول منشفة ليجفف بها عرقه الذي تصبب فوق صدره العاري...
نظر نحوها ليسالها بقلق وانفاس لاهثة : انتي نزلتي لية من اوضتك... حاسة بحاجة... تعبانه
هزت راسها قائلة : انا كويسة.. بس زهقت فقلت انزل نفطر كلنا مع بعض... يعني انا وانت وعدي لو ينفع
ابتسم لها قائلا : طبعا ينفع...
ارتسمت ابتسامه علي جانب شفتيها لتقول:انا قلت لعالية تجهز الفطار في الجنينه
داعب شعرها بخفه قائلا :ماشي هطلع اخد دوش وهصحي عدي وانزل علي طول...
هزت راسها ورفعت عيناها نحوه قائلة :سيف.. كنت عاوزة اتكلم معاك
اومأ لها وهو يقف امامها وعيناه تتطلع نحو ملامح وجهها بقلق : قولي يانور في أية؟
توترت ملامحها قليلا قبل ان تقول : كنت عاوزة اسالك... يعني.. ناهد.!
عقد حاجبيه فور نطقها لاسمها لتردف قائلة :بابا راجع بكرة... واكيد هيسال عنها وانا مش عارفة ولافاهمه حاجة ....
نظرت له وأكملت : انت عرفت منين انها كانت عاوزة تعمل فيا حاجة يمكن تكون مظلومه وبعدين رجالتك اخدوها فين وعملوا فيها اية
اوميء لها بحنان قائلا : هبقي اقولك علي كل حاجة بس مش دلوقتي.... انتي لسة تعبانه ومحتاجة ترتاحي من كل حاجة حتي التفكير .. خلينا نأجل كلامنا في الموضوع ده لبعدين..
: بس بابا... قاطعها وهو يقترب منها وقد توترت ملامحها كليا : سيبيلي انا الموضوع ده .. وانا هتكلم مع فهمي بيه
مش عاوزك تقلقي ولاتفكري في اي حاجة غير صحتك انتي والبيبي
اومات له ليقول وهو يغادر الغرفة : مش هتأخر..
تناولا ثلاثتهم الافطار بجلسة لطيفة حسنت من مزاج الجميع
ليقول عدي بامتنان بعد ان انهي افطاره وهو يعتدل واقفا ليغادر : اول مرة احس ان البيت له طعم...
ابتسمت له ليقول لسيف وهو يغادر : انا رايح الشركة ياسيف
اومأ له قائلا : متتاخرش بليل عشان كتب كتاب كمال
هز عدي راسه وانصرف لينظر سيف نحوها يتأملها قليلا قبل ان يقول :ممكن تيجي معايا حفله كتب كتاب كمال...
لقد الحت داليا بدعوتها كثيرا ولكنها أصرت علي الرفض متعلله بأنها ماتزال متعبه
هزت راسها قائلة دون النظر اليه : لا..
قال باهتمام وهو يميل ناحيتها : لية... لسة تعبانه؟
: لا بس مش عاوزة اخرج
تفاجأت به يضع يده فوق يدها برفق قائلا :بس انا عاوز اخرج معاكي...
رفعت نحوه عيناها الجميلة بدهشة من رقته ليكمل : دي حفله صغيرة كلها ساعتين ونرجع..
سحبت يدها بهدوء من تحت يده وهي تهز راسها :معلش.. بس مش حابة اخرج
توقف امامها يمنعها من المغادرة لتتوتر من اقترابه منها وهو ينحني نحوها قائلا : عشان خاطري
نبرته الرقيقة بطلبه جعلتها تتراجع عن رفضها واومات له بموافقتها لتتسع ابتسامته. .
...
بالفعل كان الحفل بسيط ولطيف بفيلا والد داليا فقط اقتصر علي المقربون وبعض الأصدقاء كما احب كمال وداليا الذين جلسوا علي احد الطاولات الممتدة بالحديقة بجوار الماذون... كان سيف جالسا بجوار كمال ليشهد علي كتب الكتاب... بدأت المراسم لتتطلع نور لسيف الذي بدا لغاية الوسامة ببدلته الرمادية الانيقة وربطة عنقه الحريريه من نفس اللون... رفع عيناه لتلتقي بعيناها لحظة قبل ان تبعدها سريعا لاتريد ان يري حبها له ابدا فحتي وان هدات الأمور بينهما خلال الأيام الماضيه فهي ماتزال لم تنسي بعد وهو يعلم هذا جيدا فمازال كلاهما بحاجة للحديث والاعتذار منها علي حرجة المتكرر لها ولكنه فقط يؤجل هذا الأمر لتكون مستعده له...
ابتسم لها عدي الذي دلف برفقة سارة وقد بدا وسيما كأخيه ليطالعها باعجاب بثوبها الاسود الطويل ذو الكتف الواحد وقد جمعت شعرها علي الكتف الاخر
:اية الجمال ده يانور..
ابتسمت له : شكرا ياعدي
وقفا ثلاثتهم لحين انتهاء المراسم ليتجه عدي مباركا لكمال وكذلك فعلت نور التي وجدت نفسها اسيرة لذراع سيف التي احاطت خصرها هامسا بجوار اذنها : جميلة... زي عادتك
حاولت تجاهل تغزله بها ولكنها لم تستطع السيطرة علي دقات قلبها التي تكاد تهوي منها وهو يتأملها بتلك النظرات طوال الحفل فقد كانت جميلة ورقيقة كعادتها ولكن الليلة أشد فتنه يريد أن ياخذها ويعود بها للمنزل يروي اشتياقه لها دون توقف ..
...
....بعد انتهاء الحفل
اوقف سيف سيارته امام الفندق حيث سيقضي به كمال الليلة وقد أصر سيف علي توصيله بنفسه..
انحني سيف ليحتضن كمال باخوة : الف مبروك ياصاحبي
بادله كمال العناق : الله يبارك فيك ياحبيبي
همس سيف بجوار اذنه بخبث: هاجي سته الصبح اطمن عليك
وكزه كمال بكتفه بغيظ : انت هتطلع عليا اللي بعمله فيك
اومأ له سيف غامزا ليقول كمال غامزا وهو ينظر تجاه نور : مفتكرش هتبقي فاضيلي سته الصبح
نظر سيف نحوها وقد جلست بانتظاره بالسيارة لترتسم ابتسامه علي جانب شفتيه
ربت سيف علي كتفه مباركا له مجددا ليتركه ليتناول يد داليا ويتجه بها حيث جناحهما...
..
...
عاد سيف للسيارة لينظر نحو نور التي أسندت راسها للنافذة بشرود لحظة ثم يدير السيارة ويتحرك بها...
سالها : تعبتي؟
هزت راسها : لا كانت الحفلة لطيفه
اومأ لها بسعادة : اه فعلا... كمال يستاهل كل خير
:انتو أصحاب من زمان
هز راسه وبدأ باخبارها عن بداية علاقته بكمال لتستمع له بسعاده فتلك اول مرة يخبرها عن شئ بحياته...
...
..
توترت نظرات داليا بشدة حينما توقف امام المرأه بعد ان استبدلت ملابسها بذلك القميص الحريري واسدلت شعرها الاسود الطويل علي كتفيها لتهز راسها باستنكار تحدث نفسها : . لا لا اية اللي انتي عملاه ده يادكتورة داليا... وكمان هيشوفك كدة.. مستحيل
فركت يدها بتوتر لتقول مجددا لنفسها بسخرية : وهو هيشوف بس..!! لا.. لا الموضوع صعب اوي...
ابتعلت لعابها وهي تفكر بما سيحدث بتحاول ان تبث الطمأنينه بنفسها... اية بقي ده انتي حتي دكتورة وعارفة ان ده شئ طبيعي مفيش داعي للخوف ده
ضاعت كل محاولاتها هباءا لتأخذ قرارها اخيرا وتبدأ بجمع شعرها للاعلي وتخلع هذا القميص....
طرق كمال الباب بهدوء، حينما طال انتظاره لتقول اخيرا : اتفضل
فتح كمال الباب ودخل وعلي شفتيه ابتسامه... تراجعت ببطء حينما رأي داليا وقد ارتدت تلك البيجاما وجمعت خصلات شعرها وارتدت نظارتها الطبيه... ليس هذا بالتاكيد ماتوقعه بتلك الليلة..!!
اقترب منها قائلا بلطف : اية ياحبيتي انتي هتنامي كدة
قالت وهي تبتعد قليلا : وماله كدة
هز راسه بغيظ : لا ابدا مالوش... تحبي تتعشي
: اه جعانه جدا
.... مرت قرابه الساعه وكمال جالس علي طرف الفراش بانتظارها لتنتهي من تناول الطعام... وهو يحدث نفسه بغيظ : اتهربي ياختي اتهربي وهتروحي مني فين... ماهو هتيجي هتيجي
كانت قد شعرت بالتخمه من كثرة الطعام ولكنها تحاملت علي نفسها واكلت حتي انهت الطعام كله ولم يعد لديها اي حجة...
لم يعد هناك مفر لتتجهه لآخر طرف الفراش لتقابلها ابتسامه كمال الماكرة....
ماان اقترب منها حتي قالت : عاوزة اكلم بابا اطمن علية
امسك الهاتف من يدها قائلا بمكر : عاوزاة يقول عليا اية وانتي بتكلميه في يوم زي ده
انحني نحوها لتلفح أنفاسه الساخنه وجهها لتبعده داليا بتوتر واضح.... لا انا لازم اطمن عليه
ابعد كمال الهاتف قائلا وعيناه تتأمل ملامح وجهها الجميل : الصبح
:كمال...
مد يده لتفك عقده شعرها الذي انسدل علي كتفيها ليهوي قلبه وهو يقول : قلب وعقل كمال
...
تعالي رنين هاتف سيف لياتيه صوت احد رجاله ليرد سيف بغموض : طلع حسن ونفذ اللي قلتلك عليه
....
.... قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
اية رايكم
أترك تعليقا لطيفا يذكرني بك